إسلام ويب

تنبيهات على أخطاء بعض الزوجاتللشيخ : سعيد بن مسفر

  •  التفريغ النصي الكامل
  • الحياة الزوجية تمثل اللبنة الأولى في المجتمع، ومن أعظم أسباب السعادة في الدنيا الزوجة الصالحة، ولذا فقد حرص الإسلام على بناء هذه الأسرة البناء الصحيح، الذي تحصل به سعادة الدنيا والآخرة، وأوجد الحلول للمشاكل والعقبات التي تعتري هذا البناء، ولكن لابد من تنبيهات قبل البناء حتى يكون البناء صحيحاً على وفق ما جاءت به الشريعة الإسلامية، وهذه المادة تتناول الأخطاء التي قد تقع فيها بعض الزوجات وسبل معالجتها واجتناب الوقوع فيها.

    1.   

    أهمية الحياة الزوجية في المجتمع

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين، سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقدوتنا محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره وسار على دربه، واتبع شريعته ودعا إلى ملته وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعــد:

    فسلام الله عليكم -أيها الأحبة- ورحمته وبركاته، وأسأل الله سبحانه وتعالى كما جمعنا في هذا المكان الطاهر وفي هذه الليلة المباركة وبعد أداء هذه الفريضة العظيمة على ذكره وعلى طاعته وعلى عبادته، أسأله بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يجمعنا في جناته جنات النعيم، وآباءنا، وأمهاتنا، وإخواننا، وأخواتنا، وزوجاتنا، وذرياتنا، وجميع إخواننا المسلمين، برحمته إنه أرحم الراحمين.

    هذه المحاضرة تلقى بجامع حطين بإسكان الحرس الوطني بمدينة الرياض حرسها الله، بعد مغرب يوم الإثنين الموافق للأول من شهر ذي القعدة عام (1420هـ) على صاحبها أفضل السلام وأزكى التسليم.

    عنوان الدرس كما أعلن أخي أبو نادر حفظه الله وبارك فيه ومتع بحياته، وزاده نشاطاً وحرصاً وقدرة على العمل لهذا الدين: "تنبيهات على بعض أخطاء الزوجات" وهذا العنوان فيه خطأ، والخطأ مني إذ أمليته بهذا الوضع وإلا فالوضع الصحيح أنه: "تنبيهات على أخطاء بعض الزوجات" ليس على بعض أخطاء الزوجات، والقارئ أو السامع اللبيب يدرك الفرق بين المعنيين فإن العنوان المعلن: تنبيهات على بعض أخطاء الزوجات، يعني: أن المرأة كلها أخطاء ونحن ننبه على بعض الأخطاء، بينما العنوان الأولى أن يكون والصحيح أن يكون: تنبيهات على أخطاء بعض الزوجات، إذ ليس كل الزوجات عندهن هذه الأخطاء، فمن الزوجات من وفقهن الله سبحانه وتعالى لمعرفة حق الله سبحانه وتعالى عليها فقامت بعبادته، وأيضاً وفقها الله لمعرفة حق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فقامت باتباع سنته والعمل بشريعته.

    وأيضاً وفقها الله لمعرفة حق والديها، وحق زوجها، وحق أولادها وبناتها، وحق مجتمعها بشكلٍ كامل، فهذه حسنة الدنيا وجنة ما قبل الموت، قد يقول قائل: ولماذا أخطاء الزوجات فقط هل يعني أن الأزواج ليس لهم أخطاء؟ نعم. لهم أخطاء، وربما تكون أخطاء بعض الأزواج أكثر من أخطاء بعض الزوجات؛ لأن الزوج إذا أخطأ واستغل أيضاً قدرته ورجولته وسيطرته وإمكانياته في تمرير خطئه، وفي الاستمرار والاستكبار والدكتاتورية على امرأته، أما المرأة مسكينة قد تخطئ لكنها تعود وترجع، ولو أنها ليست راضية وذلك نظراً لضعفها.

    سبب تقديم الزوجة على الزوج عند عرض المشاكل

    أما لماذا بدأت بالزوجات بالذات ولم أبدأ بالأزواج؟ فلأن الزوجة متخصصة في عملية الأسرة، فهي ربة الأسرة وهي مديرة البيت، والزوج ليس إلا مشرفاً أو موجهاً، ولكن البدايات أو المبادرات، إما بالإصلاح أو بالإفساد، إنما تكون من المرأة.

    فالمرأة عنصرٌ هام في قضية استمرار الحياة الزوجية ونجاح الأسرة وبناتها، فبدأنا بها وإذا رأى الإخوة في الإرشاد أن نثني بمحاضرة أخرى بنفس العنوان: تنبيهات على أخطاء بعض الأزواج فليس عندي مانع حتى نكون قد أنصفنا النساء، وحتى لا يقلن: لماذا أنتم تنبهون على أخطائنا، وأنتم لا ترون أخطاءكم ولا تنبهون على أخطائكم؟ وبعض النساء تقول: أنتم يا أيها الرجال! مثل البعير ومثل الجمل لا ينظر إلى عوج رقبته، إذا سألت البعير: يا بعير! كيف رقبتك؟ قال: مثل المسطرة، وهو لم ينظر إليها، وإذا نظر إليها خجل، لكنه لا ينظر بعيونه إلا إلى البعيد، لا ينظر إلى رقبته الملتوية من تحت رأسه، فنحن نقول ومن باب الإنصاف: نعم للرجل أخطاء، ولهم موعد إن شاء الله في مناسبة قادمة للتنبيه عليها.

    الحياة الزوجية تمثل اللبنة الأولى في المجتمع

    الحياة الزوجية والتي تمثل البناء الأسري، والبناء الأسري يمثل اللبنة الأولى في المجتمع العام، وعلى ضوء نجاح الحياة الزوجية يتحقق نجاح الأسرة، وعلى ضوء نجاح الأسرة يتحقق أيضاً نجاح المجتمع بأسره، هذه الحياة تعتمد وتقوم على أسس وعلى ثوابت من أهمها الدين في الرجل وفي المرأة، والعقل، فإن من الرجال من عنده دين لكن لا عقل له لكنه معتوه.

    الحقوق متبادلة

    كذلك من الناس من عنده دين لكن ليس عنده عقل، ومن النساء من عندها دين لكن ليس عندها عقل، فلا بد من الدين الصحيح والعقل الراجح مع صفاء الود وقوة الثقة والشعور بالمسئولية تجاه كل طرف، فهناك حقوق للزوج يجب على المرأة أن تقوم بها، وهناك حقوقٌ للزوجة يجب على الرجل أن يقوم بها، والحياة قائمة على هذا، وعلى قضية التبادل، تبادل المصالح، أنت لك حقوق وعليك حقوق، تريد حقوقك أن تأتيك، فأد ما عليك، لكن تريد أن تأتيك حقوقك وأنت لا تقوم بالحقوق التي عليك، لا أحد يعطيك ولا أحد يطيعك، إذا أتيت إلى السوق تشتري عيشاً وليكن قرص تميز فعلى الخباز حق أن يعطيك، ويخبز لك، وعليك حق أن تعطيه الريال، لكن لو قلت: هات القرص، قال: هات الريال، قلت: ما عندي، قال: وأنا ما عندي، تريد تأخذ ولا تعطي، لا أحد يعطيك!

    كذلك زوجتك إذا أردت أن تعطيك حقك فأعطها أنت حقها.

    الزوجة الصالحة من أعظم أسباب السعادة في الدنيا

    إن الزوجة الصالحة -أيها الإخوة- من أعظم أسباب السعادة في الدنيا، والله سبحانه وتعالى قد جعلها آية من آياته الدالة على قدرته وعظمته، فقال في كتابه الكريم: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم:21]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) وهذا واقع -أيها الإخوة- فإن الله عز وجل إذا وفق الرجل إلى زوجة صالحة فإنها تجعل حياته كلها في سعادة، حتى ولو كان فقيراً، وحتى لو كان مريضاً، ولو افتقد كثيراً من مقومات الحياة فإن هذه الزوجة تستطيع أن تعوضه عن كل شيء، لكن ليس مع فقدان الزوجة الصالحة عوض، ولو امتلك الإنسان الملايين واحتل أعلى المناصب، وسكن أرفع العمارات وحياته كلها جيدة لكن امرأته ليست صالحة، فإن هذه المرأة تحول حياته كلها إلى جحيم، ولهذا قال بعض أهل العلم في قول الله عز وجل: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201] قالوا: حسنة الدنيا المرأة الصالحة، وحسنة الآخرة الجنة.

    فالمرأة الصالحة من أعظم أسباب السعادة التي يعيش فيها الإنسان في هذه الحياة، ولذا عني الإسلام بتربيتها وتوجيهها وتأهيلها لأن تكون زوجة صالحة، وجعل هذا من مسئوليات الآباء ومن مسئوليات الأمهات، ولكن في ظل غياب التربية الإسلامية سواء في البيوت أو في المدارس ربما تقع بعض الأخطاء من بعض الزوجات لا بد من معرفتها حتى لا ينهدم عش الزوجية وتتحطم الأسرة ويتشتت شملها ويضيع أفرادها، وقد قلت هذا الكلام منذ سنوات، واقترحته على بعض المسئولين: ألا يعقد لرجلٍ على امرأة في زواجٍ إلا بعد أن يحضر دورةً تدريبيةً في الحياة الزوجية، دورة للرجال، ودورة للنساء، كيف يتعامل الرجل مع الزوجة؟ وما هي حقوق الزوجة؟ وأيضاً دورة للبنت كيف تتعامل مع الزوج؟ وبعد أن يجتازوا الدورة بنجاح ترسل الشهادات إلى المحكمة من أجل عقد النكاح، وذلك لتلافي الفشل الذريع الذي نلاحظه هذه الأيام في كثير من الزوجات، وقد ارتفعت نسبة الطلاق في كثيرٍ من المدن، حتى أخبرني من أثق فيه أنها تصل في بعض المدن إلى (70%)، يعني من كل مائة حالة زواج سبعون حالة تنتهي بالطلاق وثلاثون تنجح، هذا يدل على أن هناك خللاً.

    مشكلة الطلاق

    ومعنى الطلاق -أيها الإخوة- ليس أمراً سهلاً، معنى الطلاق: مشكلة على البنت ومشكلة على أسرتها ومشكلة على الزوج الذي تزوج ودفع مالاً ثم ما لقي شيئاً، ومشكلة على المجتمع كله.

    وأيضاً له ردود فعل على البنت حينما ترى هذا الزوج وتفشل في إدارته، والزوج حينما يرى هذه البنت ويفشل في التعامل معها يصطدمون في نفوسهم، وربما تتحول نفوسهم إلى نقمة على الزواج، ونأتي إلى البنت فنقول: هل تريدين الزواج؟ قالت: لا ما دام الرجال هكذا والله لا أعرفهم، وتترك الزواج، والولد: هل نزوجك؟ قال: قد رأيت شيئاً من العذاب، الحمد لله الذي خلصني منها، فهذا ليس بسبب الزواج، إنه فشلك أنت وفشلها في إقامة هذا العش الزوجي.

    1.   

    الأخطاء التي تقع من بعض الزوجات

    -أيها الإخوة- ننبه إن شاء الله في هذه الليلة على تلك الأخطاء التي قد تقع عند بعض الزوجات، ونريد أن تتناولها المرأة بشكلٍ موضوعيٍ وعملي، وأن تجعلها أمام عينها وتعرض نفسها عليها، بحيث إذا وجدت أو علمت أن فيها شيئاً من هذه الأخطاء فتسارع إلى تصحيحها، قد لا توجد كل هذه الأخطاء في امرأة، قد يوجد في امرأة خطأ واحد من هذه العشرة، وفي أخرى اثنان، وأخرى فيها خمسة، وأخرى يمكن (100%) فيها كلها، ولكن تزول بالمحاولة الجادة -أيها الإخوة- فالطبع بالتطبع، والتدريب بالتدرب، والعلم بالتعلم، والصبر بالتصبر، فعلى المرأة أن تزيل هذه الأخطاء وتحدث بدلها العمل الصحيح حتى تنجح في حياتها الزوجية.

    المبالغة في طلب الكمال في الزوج

    أول خطأ وهذا موجود عند الفتيات قبل الزواج: المبالغة في طلب الكمال في الزوج الخاطب.

    فتريد بعض النساء زوجاً مفصلاً على مقاساتها: تريد طوله كذا وكذا، وعرضه كذا وكذا، ولونه كذا وكذا، وراتبه كذا وكذا، ومرتبته كذا وكذا، إذا ما جاء خاطب تقول: لا يصلح لي، وما أفلح هذا الخاطب الأول، وجاء الثاني وما توفرت فيه الشروط، وجاء الثالث والرابع، وفاتها قطار الزواج وبلغت في سن الأربعين وأصبحت في حالة يرثى لها، وصارت تعلن في الجرائد ولا أحد يستجيب لها؛ لأسباب المبالغة.

    إن الزوج رزق وقسمة ونصيب، إذا جاء فابحثي عن الأساس فيه وهو الدين (إذا أتاكم من ترضون -ماذا؟- دينه وأمانته فزوجوه) تزوجي، أما أن تريدي شخصاً مفصلاً فيلزمك أن تذهبي إلى الورشة لإعطائهم مقاسات شخص من أجل المقاس، هذا غير وارد؛ لأنك أنت أيضاً يا من تطلبين الكمال لست كاملة، ولست أيضاً مفصلة على مقاس ذاك الذي سوف يأتي، ولكن هناك خطوط تقابل بين الرجل وبين المرأة، ويحصل بعد ذلك مع الحياة الزوجية ومع الاندماج والانسجام المعيشي يحصل استكمال بقية الأمور التي يحصل فيها نوع من الخلاف والنفرة، هذه النظرة تنشأ في أذهان بعض النساء لتأثرهن بالقصص الخيالية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، والتي تصور الحياة الزوجية جنة خالية من المشاكل، وهذا وهم، فإن المشاكل شيءٌ طبيعي في حياة الأسرة، بل كما يقول أحد العلماء: المشكلة في حياة الأسرة مثل الملح في الطعام، هل تأكل طعاماً بدون ملح؟ لا. ولذا تجد الرجل هو وزوجته مثل السمن والعسل لكن بعد ذلك تجدهم قد غضبوا قليلاً وقعدوا يومين وثلاثة وتراضوا، وصار للرضا بعد هذا الغضب طعم وفيه نوع من التجديد، لكن يجب أن يكون الملح على المقاس وليس كثيراً؛ لأن بعضهم حياته كلها ملح من يوم أن يتزوج إلى يوم يطلق، والبنت من يوم تذهب إلى أن تموت وهي ملح في ملح، لا. فإذا كثر الملح في الطعام أفسده، وإذا قل أيضاً سمجت الأطعمة وسمجت الحياة.

    استعجال بعض النساء في طلب الطلاق

    إن الحياة الزوجية لا بد أن يحصل فيها من المشاكل شيء؛ لأن التطابق الكامل (100%) بين الرجل والمرأة مستحيل ولا يوجد، فلا بد أن يبقى شيء من الاختلاف، حتى في أكرم بيت على وجه الأرض، بيت النبوة بيت الرسالة، ومع الزوج المثالي -صلوات الله وسلامه عليه- مربي الإنسانية والبشرية كلها، كان يحصل في بيته ومن بعض أزواجه بعض الأخطاء، ولكن ما كان يصعدها بل كان يحتويها ويقضي عليها في مهدها.

    قد حدث في يوم من الأيام خلاف بسيط بينه وبين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فذهبت إلى أبيها، فجاء أبو بكر ليصلح الشأن، شأنه شأن الآباء الصالحين الذين يحتوون المشاكل ولا يصعدونها، فلما أراد أن يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويبين المشكلة استعجلت عائشة رضي الله عنها وقالت: [أقسم عليك بالله ألا تقول إلا الحق] تقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل يتوقع أن الرسول يقول غير الحق حتى تقسمين عليه؟! فقد استعجلت من باب ضعفها وعجلة النساء، فغضب أبو بكر لهذا الكلام وقام عليها فلطمها في وجهها، قال: [يا عدوة نفسها! أويقول رسول الله غير الحق؟!] هل يقول غير الحق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقامت من الضربة ولاذت بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسيت الخلاف بينها وبين الرسول فلاذت تحتمي بالرسول، فمنع صلى الله عليه وسلم أباها وقال له: (ما لهذا دعوناك يا أبا بكر ) يقول: دعوناك من أجل أن تصلح وليس من أجل أن تضرب، وانتهت المشكلة، فالمشاكل تحصل، والتي تتصور من النساء أن الحياة الزوجية ليس فيها مشاكل هذه مخطئة وبالتالي سوف تفشل، وأكثر ما يقع الفشل في بداية الحياة الزوجية، إذ تستعجل بعض النساء بمجرد أنها ذهبت مع زوجها وبدأت تتمارى معه فتستنكر بعض التصرفات تظهر لها بعض الأخلاق فكانت هي تحلم بشخص مثالي فتصاب بصدمة وبردة فعل، وبالتالي تقول: أنا كنت أتصور أنك .. وأتصور أنك .. وإذا بك كذا ..، ثم تذهب إلى أهلها فتشتكي، فيقول لها أهلها: اقعدي، وتطلق بعضهم من الشهر الأول، وهذا من الأخطاء الشائعة.

    فلا بد من الصبر، ولا بد من إعطاء المسألة زمناً؛ لأن العامل الزمني عامل مهم -أيها الإخوة- أنت الآن إذا كنت مسافراً وقدمت لك وجبة الطعام وتريد أن تأكل وموعد الطيارة قريب هل بإمكانك أن تأكل السفرة كلها في لقمة واحدة؟ ما رأيكم في شخص قال: والله أنا مستعجل وأخذ الرز على فمه وصبه كله، كم يدخل في بطنه؟ لقمة، والبقية أين تذهب؟ على ثوبه وعلى وجهه، ما أكل شيئاً، لماذا؟ هذا الصحن يحتاج إلى ربع ساعة تأكله، وأنت مستعجل ما دخل في فمك إلا لقمة والباقي ذهب كله إلى الخارج، كذلك الحياة الزوجية تحتاج إلى عامل الزمن، أعطها فرصة، وأعطيه فرصة حتى يحصل انسجام؛ لأنك سوف تنكرين عليه حتى في قضية النوم، يمكن لما ينام تنظرين فيه وهو نائم: ما هذه النومة؟ إنها ليست جيدة، لماذا؟ لأنك جديدة لم تأتلفي معه، أو قد يشخر لأن بعض الأزواج مبتلى بالشخير وهي كانت تنام في بيتها لا يُشخر فيه أحد، وهو رجل من حين بدأ ينام وهو يشخر، قالت: أزعجنا هذا، نقول: اصبري قليلاً وبعد ذلك لا تنامين إلا على الشخير، يصبح الشخير هذا مثل الموسيقى عند رأسك، إذا لم تسمعيه لا يأتيك النوم.

    كذلك تناول الطعام، قد يأكل الرجل بيده بينما هي تتناول الطعام طول حياتها بالملعقة وأخوها يتناول بالملعقة، لكن زوجها تعود أن يأكل بيده، فتستغرب من طريقة أكله بيده، فنقول لها: اصبري قليلاً فستأكلين بيديك مثله، وهكذا أيها النساء! لا بد من الصبر في قضية الحكم على الزوج بالصلاح أو بعدمه.

    ولذا تشاهدون -أيها الإخوة- أن الزواج الذي يمر بالسنة الأولى غالباً يكتب له النجاح، فيمر عليه سنتان أو ثلاث من النجاح فيتجاوز فترة التجربة والخطر، وبعد ذلك إذا جاء ولد أو بنت فإن ذلك مدعاة إلى الاستقرار والثبات. لكن بعض الرجال يحكم على امرأته وهي ليس معها شيء، فيتعامل معها بشدة وقسوة وشتم، فيتحكم ويضرب من أول أسبوع ومن أول شهر، فتفشل الحياة الزوجية، وهي أيضاً تتعامل معه من أول أسبوع فيكرهها وتفشل الحياة الزوجية، فالمبالغة في طلب الكمال في الرجل أو في المرأة هذا من الأخطاء الشائعة.

    فنقول لأخواتنا في الله: لا تبالغن واقنعن بما رزقكن الله سبحانه وتعالى، فلعل في ذلك خيرٌ كبير تحمدينه في مستقبل أيامك إن شاء الله.

    وكم تلقيت من الاتصالات من كثير من الفتيات يتأسفن على حياتهن الأولى مع أزواجٍ طلقوهن، لأنهن استعجلن في الحكم على أزواجهن وطالبن بالطلاق، وبعد ذلك بقيت فترة طويلة عند أهلها وهي مطلقة مرفوضة، ثم تزوجت وتجري مقارنة بين ذاك الذي ما رضيت به وبين الجديد الذي جاء، وإذا بينهما مثلما بين السماء والأرض، تقول: ليتني صبرت على قسمي الأول، لكن رفضت، فعلى الإنسان أن يصبر على نصيبه الأول، فقد يكون فيه الخير، فالاستعجال في الرفض وطلب الطلاق خطأ.

    عدم الطاعة للزوج

    الخطأ الثالث من بعض الزوجات: الاستنكاف وعدم الطاعة للزوج، والشعور بالأنفة، واعتبار طاعتها للزوج نوعاً من الامتهان والاحتقار لكيانها.

    وهذا الوهم والخطأ يأتي أيضاً من مشاهدة بعض النساء للأفلام والمسلسلات، وسماعها للأفكار التي ترد من بلاد الكفار والتي توحي للمرأة أنها كالرجال وأن من حقوقها أن تمارس كل ما يمارس الرجل، وأنه ليس للرجل عليها سلطان ولا هيمنة، هذه أفكار ليست من الإسلام -أيها الشباب وأيها الرجال وأيتها النساء- الإسلام جعل القوامة للرجل، ليس تفضيلاً، ولكن تحميلاً للمسئولية؛ لأن هندسة الأسرة تقتضي وجود مسئول، إذا لم يوجد مسئول في الأسرة تضيع الأسرة، مثل المدرسة أليس فيها مدير؟ هل تصلح مدرسة بلا مدير؟ لا تصلح، ولهذا حين يغيب المدير يوماً واحداً تنظر المدرسة كلها والمدرسين كلهم خارج المدرسة والفراشين يذهبون وكذلك الطلاب، تقول: ماذا هناك؟ يقولون: المدير لم يحضر اليوم، لكن إذا جاء المدير كل شيء يكون مضبوطاً؛ لأن الدفتر عنده، والأوراق عنده، والتلفون عنده، والتقييم عنده، كذلك السيارة هل تمشي بدون سائق؟ لا. وهل تصلح مدرسة بمديرين؟ لا. هل تصلح سيارة بقائدين لها؟ نصنع سيارة ثم نضع فيها مِقْوَدين ونقول تحركا، هذا يريد أن يذهب يميناً وهذا يريد أن يذهب شمالاً، كيف ستمشي السيارة؟ لا بد من قائد واحد، كذلك الوزارة هل يصلح فيها وزيران؟ لا. لا بد من وزير واحد، يصلح نائب الوزير لكن الوزير واحد فقط، وإذا كان وزيران فسدت الوزارة؛ لأن هذا يصدر قراراً وذاك يلغيه فتفسد، والدولة هل يصلح فيها ملكان؟ لا. بل ملك وولي عهد، رئيس جمهورية ونائب رئيس الجمهورية، بل الكون كله هل يصلح فيه إلهان؟ لا. يقول الله: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]، وفي الآية الثانية يقول: إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون:91] فالكون محكوم بإله واحد، وتبدأ المسئولية من الأسرة محكومة الأسرة بمن؟ بمسئول واحد، من المؤهل أن يكون صاحب القرار في الأسرة: الرجل أو المرأة؟ إنه الرجل، لا نقول هذا استبداداً أو استعلاء، ولكن الله عز وجل خلق الرجل وجعله وأعطاه صلاحيات يصلح أنه يكون رب الأسرة، فعنده ميزان، وعنده القوة، وعنده القدرة، وعنده الشجاعة، وعنده التصرف، فلو كنت نائماً أنت وزوجتك في البيت وبينما أنتما نيام وإذا بكم تسمعون صوتاً فوق البيت أو فتح باب، من الذي يقوم؟ الرجل أو المرأة؟ المرأة ستقول له: قم هناك صوت، إذا قال: اذهبي وانظري، سوف تقول له: أنت الرجل قم، ولهذا تجد المرأة إذا جاءها خاطب وقيل لها: هذا الزوج متدين، وجميل، وثري، وكل ميزات الزوج فيه، غير أن فيه خصلة واحدة، قالوا: ماذا فيه؟ قالوا: ضعيف الشخصية جبان، ماذا تقول المرأة؟ تقول: لا أريده ما دام أنه جبان وضعيف الشخصية، أنا أريده رجلاً ولا أريد امرأة مثلي فتطرده؛ لأنها تبحث عن هذا.

    وكذلك الرجل إذا جاء يريد أن يتزوج امرأة فإنه يريد امرأة لا يريد رجلاً مثله، ولهذا إذا قيل له: هذه امرأة جميلة ودينة، لكنها مترجلة، كأنك تنام مع رجال، قال: لا والله. لا أريد رجلاً أريد امرأة.

    فكذلك الحياة الزوجية تقتضي طبيعتها أن يكون لها آمر، الآمر من هو؟ الزوج، والمأمور من هو؟ الزوجة، فلا بد من الطاعة، أليس المدرس يطيع المدير؟ لأن المدير لديه حق التصرف الإداري لضبط الأمور، فالحياة لا تستمر إلا بالطاعة، وكذلك الحياة الزوجية لا تصلح إلا بالطاعة.

    فنقول للأخت المسلمة: إذا أردت أن تنجحي في حياتك الزوجية فاسمعي وأطيعي لزوجك، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام وهو يبين أن طاعة الزوجة تبلغها الجنة، -وهو في مسند أحمد - يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) فطاعة الزوج ربع الطريق إلى الجنة، وليس بأمر هين فلا بد أن تطيعي زوجك.

    ومعنى الطاعة ليست الطاعة فيما تحب المرأة، إذا أطعتيه فيما تحبين فلست طائعة، ولكن الطاعة له فيما تكرهين أيضاً، يقول لك: نمشي عند آل فلان وأنت لا تريدين ذلك، فتقولي: حسناً.. أو جاء عنده ضيوف فعليها أن تقوم بواجب الضيافة، الله يحييك ويأتي بهم، فماذا يصير بعد هذه الطاعة؟ عندما تطيع المرأة الزوج دائماً فإنه يتحول هو إلى أن يكون عبداً لها. لكن إذا كانت الزوجة عاصية لزوجها فإنه سيستخدم معها أسلوب العناد ثم الطلاق، فإذا طلقها فإنها ستندم حين لا ينفع الندم.

    إن الطاعة مطلوبة من المرأة، قد تقول المرأة: إن هذا امتهان، لا. أبداً، إن طاعتك له تجعله عبداً لك.

    لقد زفت امرأة من نساء العرب ابنتها إلى زوجها، وأوصتها في ليلة العرس وقالت: يا ابنتي! لو أن أحداً يستغني عن الرجال بأبيه لكنت أغنى الناس بأبيك -لأنها بنت رجل- ولكن للرجال خلق النساء وللنساء خلق الرجال، لا تريد المرأة إلا زوجها، لو جلست في بيت أهلها ثلاثين سنة كأنها غريبة كأنها على جمر، إلى أن يأتي فارس أحلامها وتذهب معه، فما تعيش المرأة إلا مع زوج، ثم قالت لها: يا بنيتي! إني أوصيك بوصايا فاحفظيها عني تسعدي في حياتك: كوني له أمةً يكن لك عبداً، كوني له أمة يعني: قينة، فالقينة عند سيدها أي شيء يقول لها، فتقول له: حاضر سيدي، كذلك الزوجة عند زوجها مثل القينة، ماذا يصير هو بعد ذلك؟ يكن لك عبداً، عندما تطيعينه مرة ومرتين وعشراً وثلاثين ويعرف منك هذه الطاعة فإنه يستحي أن يكون سيئاً معك، فلا بد من أن يكون طيباً، يطيعك مثلما أطعتيه ويعطيك ما تطلبينه؟ لأن المبادرة منك أنت.

    كنت قبل فترة في الصيف الماضي في أبها، واتصلت بي امرأة من المدينة تشكو عليَّ من زوجها وقسوته وسوء معاملته، فسألتها عن تصرفاتها، فوجدت أنها هي السيئة، فقلت لها: الخطأ منك، قالت: هذه طبيعتك؛ لأنك ضد النساء، فأنت تحملنا دائماً الخطأ، قلت: ومن أنتِ حتى أحملك، أنا لا أعرفك يا بنت الحلال ولا أعرف زوجك، لكن أنا ناصح مخلص لك، أنا أعطيك وصفة استخدميها لمدة شهر، وبعد شهر أخبريني بالنتيجة وسوف نرى من المخطئ أنا أو أنتِ، قالت: هات، قلت: من الآن من حين يدخل لا تسأليه أين كنت؟ لأنها كانت تقول له كلما دخل: أين كنت؟ وتمكث تحقق معه نصف ساعة مثل الضابط مع العسكري، فيقول: أنا أدخل بيتاً أو أدخل سجناً.

    بعد ذلك أي شيء يأتي به من السوق ولو يأتي بتراب، فيعطيك إياه قولي: (الله يوفقك)، (الله يعطف عليك)، (الله يملأ يدك)، عظمي الذي يأتي به؛ لأن بعض النساء لو تأتي لها بالهلال قالت: إنك لا تحسن أن تشتري، إنك دائماً لا تشتري إلا الرخيص، فيقول بعد ذلك: والله لا أشتري لها شيئاً، لكن عندما تشتري لها شيئاً رديئاً وتأتي به وتقول: (الله يوفقك)، فسيذهب ويشتري لها أفضل؛ لأنه يجد تقديراً لهذا العمل.

    فقلت: أولاً إذا أتى لك ولو يأتي بالتراب قولي: طيب جيداً، وأي أمر يوجهه إليك قولي: حسناً، أي شيء ولو يقول: أمسي واقفة ولا تنامي، قولي: حاضر، لا يسمع منك كلمة لا، وبعد شهر أخبريني، قالت: حاضر.

    وبدأ الصيف في أبها، وبحثت بعد شهر في مكة، وبحثت عن التلفون الذي اتصلت به فلم تجده، وأخيراً تسأل حتى وجدت الهاتف النقال، واتصلت بي وأنا في أبها ، قالت: إني أخبرتك قبل أشهر من المدينة وبعد شهر اتصلت بك يا شيخ في مكة لكن ما وجدت تلفونك وأخذت رقمك من المركز الدعوي والإرشاد في المدينة ، قلت: خير إن شاء الله ماذا الذي حصل؟ قالت: الله يجزيك عني خيراً، قلت: ماذا الذي حصل؟ قالت: والله إن زوجي الآن صار مثل اللبانة في فمي، ومثل الخاتم في يدي، أشكله كما أريد، بماذا؟ قالت: بتوصياتك، صرت طائعة وصار أطوع مني، وصرت طيبة وصار أطيب مني، تقول: حتى البيت ما كان يحب البيت يدخل في غرفة لوحده، الآن تقول: إذا عنده حصة فراغ وهو مدرس تقول، حصة فراغ (45 دقيقة)، يخرج ويركب السيارة ويذهب إلى البيت يقضيها مع زوجته حصة الفراغ فكيف بطول اليوم تقول: لا يخرج، لماذا؟ لأنه وجد السكن.

    فبعض النساء تقول: زوجي يسهر، وزوجي يذهب مع رفقائه، زوجك أعانه الله يهرب منك، ولكن لو أنك طيبة والله لا يتخذ له رفيقاً فأنت الرفيق وأنت الصاحب وأنت الحبيب، لماذا؟ إذا صرت أنت طيبة، إنما إذا دخل ونظر إلى المشاكل من حين أن يدخل، وهي تتلفت فيه، ماذا بك تأخرت؟ لقد شغلك رفاقك عنا إنك تروح وتذهب، ولا تأتي بشيء، دائماً يداك خاليتان، أين العشاء؟ اذهب واشتر العشاء من السوق! هل تصلح هذه الزوجة؟ فيذهب ليبحث عن رفقائه ويهرب منها ولا يأتي إلا آخر الليل، إذا علم أن زوجته قد نامت، دخل بهدوء من أجل ألا تصحو فتقوم تشتمه من حين تعلم أنه جاء، فهذه تحول البيت إلى جحيم -والعياذ بالله- فهذه المرأة قالت لي: جزاك الله خيراً، والله أنا اتبعت وصيتك ونجحت نجاحاً كبيراً، قلت: الحمد لله.

    لقد قالت المرأة لبنتها: (كوني له أمةً يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له مهاداً يكن لك عمادا، ثم قالت: واحفظي عني عشر خصال:

    الصحبة بالقناعة -ليس هناك طمع، فإن المرأة إذا طمعت في زوجها وفي أمواله يكرهها؛ لأنه يعتبرها عدوة، فاقبلي ما جاء به إن أتى بعشرة أو إن أتى بألف فاقبليه- الصحبة بالقناعة، والمعاشرة له بالسمع والطاعة ) فهاتان اثنتان، والتفقد لموضع عينه وأنفه فلا يرى منك قبيحاً، ولا يشم منك إلا أطيب ريح؛ لأن الزوج يؤذيه المنظر القبيح ويؤذيه أيضاً الريح القبيح، يريد أن يشم المرأة وكأنها مزهرة أو كأنها ريحانة، لكن بعض النساء ريحهن منتنة إذا جاءت عندك هربت من ريحتها -والعياذ بالله- البصل والثوم والوساخات في رأسها، فإذا جاءت تريد أن تخرج لبست من أجل أن تذهب للحفل أو تذهب لحفلة الزواج، فلا بد من الاستعداد أقل شيء نصف ساعة قبل أن يأتي من عمله هذه النصف الساعة للزوج استعداد: ملابس جديدة، رائحة جديدة، منظر جميل، فمن حين أن يدخل الباب يشاهد المرأة أمامه هنا ينسى الدنيا كلها، لكن بعضهم إذا نظر إليها أخلعته من حين ينظر إلى جبهتها -والعياذ بالله- (التفقد لموضع عينه وأنفه) هاتان اثنتان، (وحفظ طعامه ومنامه، فإن تأخير الطعام ملهبة، وتنغيص المنام مغضبة)، فإن الرجل إذا جاء من العمل وطعامه ليس موجوداً التهب؛ لأنه جائع يريد الطعام، فالمرأة الصالحة من حين أن تسمع صوت زوجها يدخل عليها فإذا السفرة مفروشة أمامه فلا يقعد إلا وهي تضع أمامه الطعام، أما تلك فلا يسمع منها إلا صرير القدر إن الطعام لم ينضج بعد؛ لأنها نائمة حتى الساعة الواحدة، وقامت الساعة الثانية تطبخ.

    وكذلك تنغيص النوم مغضبة، فالرجل إذا نام يحتاج إلى الهدوء، فأين يهدأ؟ يأخذ له شقة أو يذهب إلى الفندق أو يذهب إلى المقهى، ليس معه إلا بيته، وبيته سكن اسمه سكن، لكن بعض النساء لا ترعى هذا الجانب، وتظل تصيح على أولادها وتترك وتخلي أولادها يصيحون، وتقبضهم وتضربهم. ولكن إذا نام فخذي أولادك واذهبي إلى أبعد مكان واقعدي معهم، واعرضي نفسك عليه قبل أن ينام: أجلس معك أو أذهب؟ إن قال: اجلسي فاجلسي، وإن قال: اذهبي فاذهبي، لكن بعض النساء إذا قال: اذهبي، غضبت وقالت: تطردني والله لا أبدو عليك، وبعضهم يقول: تعالي نامي، فإذا قال: تعالي نامي، قالت: إني مشغولة، إذاً لماذا تعرضي؟! فهذه مسألة تنغيص، إن الحياة الزوجية فن، التعامل فن، يحتاج إلى امرأة ذكية، إن الرجل في يد المرأة تستطيع أن تشكله كما تريد، فالمبادرة من عند المرأة، ولهذا بدأنا هذه الليلة بأخطاء المرأة.

    بعد ذلك عليك بمراعاة عياله وحفظ ماله، ولا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، هذه عشر وصايا، لا تفشي له سراً؛ لأن المرأة مستودع لسر الرجل، وهي لباس فلا تحاولي أن تنشري أي سر من أسراره، فإذا أخبرت الناس بسده فقد هتكت نفسك وهتكت سر زوجك.

    المبالغة في الغيرة على الزوج

    ومن الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء المبالغة في الغيرة على الزوج، والغيرة مبعثها الحب، فلا تغار امرأة إلا على زوجٍ تحبه، أما الذي لا تحبه فلا تغار عليه، لكن الغيرة لها حدود ولها نسبة، فإذا تجاوزتها انقلبت إلى مشكلة تؤدي في النهاية إلى الطلاق، وذلك عن طريق التخيل فتتخيل زوجها حتى وهو يسير في الشارع حين تتخيل أنه نظر إلى امرأة قالت: ماذا بك تنظر إلى المرأة، وهو لم ينظر إليها، ولكنها جعلته ينظر إليها من باب العناد، فلقد غضضت بصري خوفاً من الله وأنت تقولين: لماذا تنظر إليها!! فهي بذلك تفسد زوجها، فلا ينبغي للمرأة أن تغار الغيرة المبالغ فيها؛ لأن هذا يؤدي إلى طلاقها، وفي إحدى الوصايا لأحد الحكماء يقول: (إياك والغيرة فإن الغيرة مفتاح الطلاق).

    الإهمال في خدمة الزوج

    ومن الأخطاء الإهمال في خدمة الزوج، ووضعه في آخر اهتمامات المرأة، فبعض النساء تهتم بالطبخ والكنس والغسيل وتنظيف البيت ولا تهتم بالزوج، فالزوج نفسه يريد اهتماماً مثلما تهتمين بشئون البيت الأخرى أيضاً الزوج نفسه يريد اهتماماً بوضعه الخاص، وفي نفسه فيحتاج إلى ما يزيل عنه أثر الجهد والتعب طوال اليوم وذلك بالقيام -مثلاً- بتدليك رجليه وظهره ومفاصله، فهذه تجعلك في مقام رفيع عنده، وتزيد من أواصر المحبة والألفة، فلا بد من الاهتمام بالزوج، الاهتمام به في عمله، وفي حالته النفسية، وفي كل ما يتعلق به من راحة ومن دواء، إذا كان مريضاً وأتى بعلاج فتهتمي بمواعيد إعطائه العلاج وتعطيه إياه في وقته، فما رأيكم في هذه الزوجة إذا كانت هكذا؟ بل إن بعض الزوجات تتصل بزوجها إذا كان مسافراً وتقول له: انتبه لا تنس الدواء فإن موعده الساعة كذا وكذا، هذه حسنة في الدنيا، لكن بعض الزوجات إذا أتى العلاج أخذته ورمت به، وإذا قال: أعطني الدواء قالت: أشغلتنا بالدواء لا أنت مت ولا أنت تعافيت، أعوذ بالله!!

    إهمال المرأة لحقوق أقارب الزوج

    من الأخطاء: إهمال المرأة لحقوق والد الزوج وأقارب الزوج، فتتخذ من أمه عدواً، وتتخذ من أبيه عدواً، وتتخذ من أقاربه أعداء، وتضخم أخطاءهم، وتتصيد زلاتهم، ثم تشتكيهم دائماً عليه، وتغار من أمه فتجعله في موقف محرج، هذه تشكي أمي عليَّ ماذا أعمل في أمي؟ أذهب أبدلها؟ ليس هناك تبديل، هل أخرج أمي من البيت؟ لا. ليس معقولاً، فمهما رأيتِ من أمه لا بد أن تسكتي ولا تشكي عليه؛ لأنه ليس بإمكانه أن يعمل شيئاً فلا يستطيع أن يضرب أمه ولا يخاصم أمه وأباه أيضاً، بل إذا جاء قدرية وقولي: أمك طيبة الله يجزاها الخير، وأمك فاضلة، وأبوك فاضل، وأقاربك كلهم طيبون، وأنا أقدرك في قدرك، فاحترميهم على الأقل، واحترمي هذه الأم إذ لو لم يكن من بركات هذه الأم إلا أنها جاءت لك بهذا الزوج، من الذي جاءك بهذا الزوج؟ أليس هذه الأم؟ فهي مباركة وفيها خير كبير، احفظي لها هذا الفضل، وأكرميها لهذه المنزلة التي جعلت هذا الولد زوجاً لك، لكن تشتكينها عنده وتضخمين خطأها: أمك فتحت الباب وضربت به هكذا، أمك أسرجت المصباح وما أطفأته إلا بعد الفجر وذلك من أجل أن يغضب على أمه، فلا يجوز أن تضخم أخطاء الأقارب أو تهملهم، بل تحترمهم احتراماً لزوجها.

    كثرة التسخط، وعدم مراعاة وضع الزوج ومشاعره

    ومن الأخطاء: كثرة التسخط وعدم مراعاة وضع الزوج ومشاعره، ودائماً التسلط على سلبياته، وكثرة المقارنة به بالرجال.

    تتسخط على زوجها وتقول: لم يعطنا، ولم يأت لنا بكذا، آل فلان اشتروا (طقم كنب) وما أتى لنا هو بذلك، وآل فلان (دهنوا) البيت وما أتى لنا هو، آل فلان .. آل فلان، إن كل إنسان له ظروف، ففلان يمكن أن يكون راتبه كبيراً وراتبي قليل فماذا أعمل؟ هل أذهب وأستلف مبلغاً كبيراً كل شهر من أجل أن ألبي طلباتك وأظل مثل فلان؟ أما تعلمين أن كلمة آل فلان أنها طعنة في شخصية الرجل؟ وأنها تؤلمه؛ لأنه كأنها تقول: أنت لست جيداً مثل فلان، ففلان أحسن منك، وهذا من جهالة المرأة، فلا يجوز أن تتسخط المرأة على زوجها، ولا أن تتجاهل وضعه بل عليها أن تقدر ظروفه وتقبل منه ما تيسر، وأن تشاهد دائماً إيجابياته، وأن تغض الطرف عما فيه من سلبيات ومن أخطاء، ولتحذر كل الحذر من مقارنته بالرجال، وأن تقول: لست مثل فلان ولا مثل علان، هذا كله لا ينبغي من المرأة المسلمة العاقلة.

    المنّ على الزوج

    وهذا يحصل من المرأة الموظفة، فإذا شاركت بشيء من راتبها في خدمة الزوج أو في مصاريف البيت فإنها تحفظ له وتمنها عليه ولو بعد سنة، والأصل في النفقة أنها على الزوج والمرأة ليست ملزمة شرعاً، لكن بموجب الود والرحمة والتعايش بين الزوجين ينبغي ألا تكون المرأة أنانية، ترى زوجها مهموماً بالديون وبمشاكل الحياة بينما هي تحتفظ براتبها، فإذا أرادت أن يحبها زوجها، وأن يعيش معها، فلتتفاعل معه وتقوم بجزء من مصاريفه، وإذا اشترى سيارة -مثلاً- تقول هذه عشرة آلاف، وإذا رمم البيت قالت: هذه عليّ، وإذا خرجوا يتمشون قالت: العشاء اليوم عليّ، فإذا رأى الرجل المرأة بهذا الوضع أحبها ووثق فيها، لكن إذا رآها أنانية لا تعطيه شيئاً، عرف أنها زوجة أنانية وبالتالي يتخلص منها في أي يوم من الأيام أو يتزوج عليها، فما نريد هذا من المرأة، ولا نريد أيضاً من الرجل أن يطمع في مال المرأة، فالمال لها لكن يجب أن تكون هي أيضاً كريمة وغير أنانية، وإذا أعطته شيئاً فلا تمن به عليه، فإن المن يؤذي الرجل، والمرأة إذا منت على زوجها بأي شيء كأنها تقدح في رجولته، وكأنها تقول: إنك ليس عندك شيء، وأنت فقير وأنا الذي أعطيتك.

    نقل أخبار الزوجين إلى الآخرين

    من الأخطاء: نقل أخبار الزوجين إلى الآخرين، خصوصاً الأبوين.

    فإذا حدث خلاف بين الأسرة يجب أن يبقى داخل الأسرة، فإذا ذهبتِ إلى أهلكِ وسَألكِ أبوكِ: كيف الحياة الزوجية عندكم؟ فتجيب: الحمد لله على أحسن حال، كيف زوجك معك؟ من أفضل الناس، وكذلك إذا سألت أمك: كيف فلان؟ من أفضل الناس، ولو كان بينك وبينه أي مخاصمة، بل يقول لي شخص من الأزواج: تخاصمت أنا وزوجتي، وازداد الخصام إلى درجة الضرب ولطمتها على وجهها من باب الحمق، فجلست تبكي، وبينما هي تبكي وأنا جالس وإذا بالجرس يرن، وإذا بأمها وأبيها جاءوا، يقول: عندما علمت بهم جرت هي ودخلت الحمام وغسلت وجهها ودخلت تبتسم وتسلم على أهلها وترحب بهم: حياكم الله، ماذا بك؟ قالت: كنت في الحمام أغسل، إن شاء الله تكونوا طيبين، كيف أنت؟ قالت: الحمد لله وكل شيء جيد، كيف فلان؟ قالت: الله يطول عمره ويبارك فيه أحسن زوج وأكرم زوج، ولا يوجد مشكلة ولا شيء، فلما خرجوا يقول: خرجت 'إلى السوق وذهبت واشتريت لها طقم ذهب بثمانية آلاف ريال إكراماً لها؛ لأنها كريمة وعاقلة، لكن لو أنها حين دخل أبوها وهي تبكي قالت: يا أبي! ضربني، ماذا سوف يعمل أبوها؟ سوف يقوم يضرب الرجل، وذاك سيقوم بضربه ثم تكبر المشكلة بين أفراد الأسرة، وربما يقوم بطلاقها فلا تنقلي شيئاً من أخبارك إلى بيتك أو بيت أهلك إلا إذا اقتنعت أنك لا تريدين الزوج، وقد قطعت الأمل منه فاذهبي إلى أهلك وأخبريهم كل شيء، ولا تذهبي لتوغري صدر أبيك وصدر أمك وتخبريهم، وبعد ذلك ترجعين وتتراضون وما زال أبوك غضبان، فلا ينبغي أن تخبري الأهل بما يحصل بينكم من نقاش.

    إرهاق الزوج بكثرة الطلبات

    من هذه الأخطاء: إرهاق الزوج بكثرة الطلبات والمقاضي والتفصيل للموديلات، وكل حفلة لها موديل، وكل تمشية لها ذوق، وتحلف ألا تلبس هذا الثوب فقد شاهدوه عليها، تحسب أن الناس قد تلفتوا إلى ثوبها والله ما دروا عن شكلك ولا عن ثوبك لو لبستيه مائة امرأة فلا أحد يتلفت في الثياب من كثرتها، لكن بعض النساء عقليتها ضعيفة.

    كثرة الارتباطات والزيارات والمناسبات

    كذلك كثرة الارتباطات والزيارات والمناسبات، وكثرة العلاقات الاجتماعية، عندما يكون الزوج مشغولاً بعمل، أو التزامات، أيضاً هو بشر يريد أن يرتاح، لكن بعض النساء لا تراعي الظروف، بمجرد أن يدخل يريد أن يرتاح قالت: اذهب بنا إلى آل فلان، ماذا هناك؟ قالت: صديقتي أريد أن أزورها، اليوم الثاني قالت: وفلانه عندها قهوة عزمتني، واليوم الثالث قالت: بنت جدتي في الحي الفلاني، والرابع قالت: وبنت جدة عمة خالتي في كذا!! أصبح الزوج كأنه سائق (تكسي) هذا الضعيف فقط لهذا المرأة التي عذبته.

    بل اجمعي الموضوع إلى أقصى شيء، ولا تذهبي إلا للذي لا بد منه وفي المناسبات، وإذا عرضت عليه ذلك فتأكدي أن هذا الأمر لا يزعجه وإن كان عنده شغل فاتركيه يرتاح؛ لأن توسيع دائرة الارتباطات والمناسبات والزيارات والعلاقات الاجتماعية يجعل الزوج يزهق، الناس اليوم خاصة -يا إخواني- ليس عندهم أوقات، أولاً: تباعدت الخطا، وكثر اتساع الناس، وكثرة المشاكل والمشاغل، وأصبح الإنسان بحاجة إلى أن يرتاح في بيته، فعلى المرأة أن تراعي هذا الوضع؛ لأنه من أهم الأوضاع.

    سوء تصرف الزوجة عند تزوج الزوج بأخرى

    آخر خطأ وقد أخرته لأهميته: وهو سوء التصرف الذي يقع من بعض الزوجات حينما يحصل لزوجها أن يعدد، أي: أن يتزوج عليها.

    نحن في الأصل لا نلوم المرأة إذا كرهت أن يخطب أو أن يتزوج عليها زوجة، هذا شيء طبيعي، فالإنسان لا يحب الشراكة في شيء، كل واحد يريد أن يكون له شيء خاص، حتى لو كان قلماً تقول: قلم لك أنت وأخيك، لك يوم وله يوم، يقول: لا أريده، إما لي أو لا أريده، لكن قضية التعدد شيء أباحه الله سبحانه وتعالى وجعله حلاً، بل بعض أهل العلم يقولون: إن التعدد من محاسن الشريعة، ومن أحسن مما مهد الله إليه، لماذا؟ لأنه إن لم يكن هناك تعدد فلن يكون بعد ذلك إلا الزنا، فقد يتزوج الإنسان من امرأة ويكون عنده من الرغبة في الأمور هذه ما لا يجده في امرأته فماذا يصنع؟ يعيش محروماً مكبوتاً، أم يذهب إلى الزنا؟ لا. الشرع يقول: تزوج فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:3] أو يتزوج الإنسان بامرأة مريضة فإذا كانت مريضة فله أن يطلقها من أجل أنها مريضة، أو يتزوج ويقوم بشأن زوجته المريضة؟ أو أن يتزوج بامرأة -مثلاً- عقيم لا تنجب، فإذا طلقها وتعارف الناس عليها أنها عقيم فمن يتزوجها، أو يعيش بدون أولاد؟ فالحق أن يتزوج.

    أولاً: ينبغي للمرأة أن تعمل كل ما في وسعها من أجل تحقيق الرفاهية والحياة السعيدة لزوجها حتى لا يلجأ إلى التعدد، ونحن نعرف أن الرجل لا يلجأ إلى التعدد إلا من خلل عند المرأة، فالسعيد مع امرأته لا يعدد أبداً، لكن إذا حصل منها شيء ذهب يعدد، وإذا عدد ما الذي يحصل؟ تحصل تصرفات غريبة من بعض النساء، منهن من تعترض على الله في الشرع وكأنها تلوم الله لماذا أباح التعدد؟ وهذا يؤدي بها إلى الكفر؛ لأنه اعتراض على شريعة الله، يقول الله عز وجل: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ [محمد:9] فماذا حصل؟ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9] ويقول عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [النساء:65].

    منهن أيضاً من تذهب إلى السحرة إذا عرفت أنه تزوج وقالت: زوجي تزوج أريدك أن ترده إليَّ، قال: أبشري، والله ما أجعله يعرف أحداً إلا أنت، فتعطيه مبلغاً من المال وبعد ذلك يكرهها هي؛ لأن الله يقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس:23] ( ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها )، هي عملت في السحر لكي تؤذي تلك الزوجة الثانية وتلك ما لها ذنب فهي امرأة خطبها رجل وجاءت بعقد شرعي وما جاءت هي، بل هو الذي ذهب إليها، فما هو ذنبها؛ لأنها تزوجت؟! لا. فيعود الكره والبغضاء والكراهية لهذه ويطلقها بعد ذلك.

    ومنهن من تسلك مسلكاً خبيثاً فتقترب من الجريمة والزنا وتقول: ما دام زوجي ذهب إلى زوجته الثانية فسأبحث عن صديق، فتقع فيما حرم الله، وتصيبها لعنة الله في الدنيا والآخرة، والعياذ بالله!

    ومنهن من تذمه وتشوه سمعته وتبالغ في ذكر معايبه، وتغري وتشحن أولاده ضده، وإذا اتصل أحد بها قالت: إنه ليس فيه خير، فتزيد المخاصمة بينه وبينها، وبذلك يقتنع بأن زواجه بالأخرى هو الحل الصحيح، وأن هذه لا تصلح أن تكون زوجة.

    ومنهن -أيضاً-من ترتكب حماقة أكبر وهي أن تهجر زوجها وتهدم بيتها وتشرد أولادها وتذهب إلى أهلها، فيطلقها، وبعد ذلك بدل أن تربي أولادها تربي أولاد الناس، إما أن يتزوج بها شخص عنده أولاد، أو تقعد في بيت أخيها أو بيت أختها تربي أولاد الناس، وبالتالي تضيع مصالحها كلها.

    1.   

    العلاج

    .

    الصبر هو الموقف الصحيح الذي يجب على المرأة فعله

    أما الموقف الصحيح الذي يجب أن تقفه المرأة إذا حصل مثل هذا أن تصبر وأن تسترجع، وأن توطن نفسها على الوضع الجديد، وأن ترضى بقضاء الله وقدره، وأن تحكم العقل، وأن تنظر في العواقب، وأن تحذر من إيذاء الزوج أو الزوجة الجديدة، وأن تطرح كلام الناس، وتقطع الهاتف، ولا تتصل بأحد أو لا تجيب على أحد بهذا الموضوع، وأن تغير وضعها مع الزوج من حيث التعامل؛ لأنه أصبح الآن في الميدان منافس، فليست لوحدها، فهناك الآن منافس آخر، فغيري جلدتك وغيري وضعك، وابذلي جهداً أفضل، وابذلي تعاملاً أكمل على أساس أنه يمكن أن يرجع لك زوجك؛ لأن بعض الزوجات تشتكي تقول: والله من حين تزوج علينا أنها أخذته، وشغلت عقله، وهذا طبيعي؛ لأنها عرفت كيف تتعامل معه، وأنتِ لا زلت تتعاملين معه على الموضة القديمة، على المعاملة الأولى الذي قد ذهبت وانتهت، وعندما يوازن بينك وبين الجديدة يجد أن هناك فرقاً فيعود ويذهب، لكن لو أنك تغيرت فسيرجع، وربما يضحي بزوجته الثانية، فبعض النساء تقول: أنا سوف أتغير لكن أريده يبعدها، لماذا يبعدها؟ لقد (وقع الفأس في الرأس)، والمسألة ليست لعبة، يقول شخص من الإخوان: إنه تزوج بامرأة على زوجته الأولى فتغيرت زوجته الأولى، وبدأ الاحتفاء والاهتمام، وبدأت الرائحة الطيبة في البيت، وبدأ الطعام الجيد واللباس الجيد والتعامل الجيد، يقول: كنت أدعوها قبل ذلك فلانة، فتقول: طاعون، يقول: الآن فلانة، تقول: لبيك، يقول: أدخل الباب فأشاهد أولادي فإذا بهم طابور -مثل السلم- كلهم بانتظاري، أشم الرائحة من طرف البيت، يقول: قلت لها: أين هذه الأخلاق سابقاً؟ أين هي من زمان؟ والله لو أنك من زمان هكذا ما تزوجت، قالت: حسناً الآن أنا جيدة، قال: لا تصلح الآن، ليست المسألة لعبة، هذه بنت رجل أتيت بها بوجهي ولن أطلقها.

    الاعتقاد أن الدنيا ليست دار راحة وكمال

    أيضاً مما ينبغي أن تعرف المرأة التي حصل لها التعدد أن تعرف أن الكمال وأن الراحة الكاملة ليست في هذه الدنيا، وإنما هي في الآخرة، فلتصبر على وضعها الجديد مع زوجها، ولتسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينها على التكيف مع الوضع الجديد، حتى تنجح في حياتها الزوجية، وحتى يستمر لها نصف زوجها، فإن بقاء نصف أحسن من لا شيء.

    وفي الختام: أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق النساء لحسن التعامل مع الرجال، وأن يوفق الرجال أيضاً لحسن التعامل مع النساء، وأن يقيم الأسر المسلمة على الحق وعلى التعاون على ما يرضي الله سبحانه وتعالى، كما أسأله أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته، وأن ينصر إخواننا المجاهدين في فلسطين ، وفي كشمير ، وفي الشيشان ، وفي جميع ديار المسلمين، وأسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا هذه البلاد المباركة، وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا ونعمتنا واستقرارنا، وأن يجعل كيد من يريدنا بشرٍ في نحره وتدبيره في تدميره، وأن يوفق ولاة أمورنا وعلماءنا ودعاتنا وشبابنا وشاباتنا وجميع المسلمين، وأن يوفقهم إلى خدمة هذا الدين، ومناصرة هذا الدين، والدعوة إليه، والذب والذود عنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    1.   

    الأسئلة

    .

    حكم الدعاء على الولد

    السؤال: عندي زوجة -والعياذ بالله- تدعو على الأولاد ليلاً ونهاراً، ولو يفعل الأطفال شيئاً فإنها تبادرهم بالدعاء أو السب والشتم، حتى إن بعض الأطفال بدأ يقلدها بالدعاء، يقول: ما حكم هذا الدعاء؟ وهل هو مستجاب؟ وما نصيحتكم لهذه الزوجة، أفيدونا أفادكم الله؟

    الجواب: هذا خطأ من الأخطاء الشائعة عند بعض النساء، وعند بعض الرجال أن يدعو الرجل أو تدعو المرأة على ولدها أو على زوجها أو على بنتها لخطأ حدث أو لمشكلة وقعت، هذه المخالفة مخالفة شرعية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر عن هذا في الحديث الصحيح قال: (لا يدعو أحدكم على أهلٍ ولا مالٍ ولا ولد، فربما وافقت ساعة استجابة) كونه يمكن أن يستجاب؛ لأنك تدعو، وقد توافق ساعة إجابة، والمرأة وهي تدعو على ولدها ليست صادقة، فبعض النساء تقول: الله يهلكك، وهي لو تدخل شوكة في رجله تتمنى أنها في وجهها، لكن الحمق والغضب يجعلها تقول مثل هذه الألفاظ: (الله يهلكك)، (الله يكسرك)، هذا كله لا يجوز، بل قولي بدل (الله يهلكك) (الله يهديك)، وبدل (الله يكسرك) (الله يصلحك)، لكن بعضهن ما يسكن قلبها إلا بالدعوة القبيحة تقول: لو قلت الله يصلحك ما سكن قلبي.

    كانت هناك امرأة ولدها يؤذيها في الحوش وهو يقول: سوف أذهب، تقول: لا. لا تذهب، قال: أذهب، قالت: (الله يجعلها في وجهك)، فخرج من باب البيت ويريد البقالة أمامها ومع مجيء سيارة بسرعة قطعته تقطيعاً، تقول: من حين أن سمعت صرير إطار السيارة عرفت أن الله استجاب دعوتي، وأن الله جعلها في وجهه ومات، تقول: أنا التي قتلت ولدي ليس هو الذي قتل نفسه، فقد استجاب الله دعوتها، وهذه المسكينة الآن تعيش حياة بأمراض نفسية، وقد جلست فترة طويلة في المستشفى، والآن بعد سنوات لا تزال تعيش آلام هذه الكارثة لأسباب الحمق، فلا يجوز ولا ينبغي الدعاء على الأولاد.

    ونحن ننصح هذه المرأة أن تتوب إلى الله، وألا تدعو على أحدٍ من أولادها وألا تدعو على زوجها، بل تدعو لهم فغيري الكلمة القبيحة بالكلمة الجيدة، (الله يهديك)، (الله يصلحك)، (الله يوفقك)، وتعود الإنسان على هذا يجعله إن شاء الله يستمر عليه.

    حكم الحلف بالطلاق

    السؤال: إذا قال رجل لامرأته: (عليّ الطلاق). هل تكون هذه المرأة طالقاً أم لا؟ وأضيف أيها الشيخ إن بعض الرجال يستخدم هذه الكلمة في حلفه غالباً، فما توجيهكم لهؤلاء؟

    الجواب: الحلف بالطلاق لا يجوز؛ لأن (من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله) وإذا حلف الرجل على امرأته بالطلاق فقد علق طلاقها على هذا الشيء الذي حلف عليه، وهذا الذي يسميه العلماء الطلاق المعلق، فإن وقع هذا الشيء وقع الطلاق، كأن يقول لامرأته: عليّ الطلاق ما تخرجي لأهلك، إن الله جعل الطلاق في يده لكن من حماقته جعل الطلاق في يد المرأة، بحيث لو أرادت أن تطلق نفسها تذهب، أو كأن يعزم أناساً ويقول: عليَّ الطلاق أن تموت شاتكم أو أن أذبح لكم، فيذهبون، إذا ذهبوا وما ماتت شاتهم ولا ذبح لهم أيضاً وقع الطلاق، هذا يسمونه الطلاق المعلق، وهذا عليه جماهير أهل العلم، وفتوى هيئه كبار العلماء .

    وهناك تحفظ لبعض العلماء ومنهم عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه يقول: يسأل عن نيته أثناء الطلاق: فإن كانت نيته الطلاق وقع، إذا وقع ما حلف عليه، وإن لم يكن في نيته الطلاق وإنما في نيته المنع فهي كفارة يمين. هذا القول قال به الشيخ عبد العزيز بن باز ومعه بعض العلماء، لكن الذي عليه جماهير العلماء، والأئمة الأربعة، وكثير من العلماء أنه يقع الطلاق، وقد ناقشت سماحته رحمة الله تعالى عليه في هذه المسألة وقلت له: يا شيخ كيف نسأل الرجل نقول: نيتك الطلاق أو نيتك اليمين وهو يطلق؟ وهل يفتقر الطلاق إلى النية؟ والحديث في السنن : (ثلاث جدهن جد، وهزلن جد) فلو أن شخصاً جالس مع زوجته يتعشون ويريد يسامرها أو يضحك معها أو يمزح أو يريد يفجعها قال: أنت مطلقة. ما رأيكم في هذا الطلاق يقع أو لا يقع؟ رغم أن نيته ليست الطلاق بل نيته المزاح، قلت للشيخ هذا الكلام، فسر به لكنه قال لي مأخذاً بعيداً قال: أحياناً يطلق الإنسان وليس للزوجة علم، يعني: هي في بيتها مع أولادها وهو ذهب يشتري لهم تيساً وتخاصم هو وصاحب التيس وطلق أنه يشتريه، وبعد ذلك ذاك قال: والله ما أبيعه، طلق أنه ما يبيعه، فماذا نعمل بهذه المرأة المسكينة إذا قلنا لها: وقع هذا الطلاق، وقع الطلاق عليها بغير ذنب، يقول: فبمثل هذه الحالة نرى ألا يقع حفاظاً عليها، فهذه نظرة من نظرات البعد والرحمة بالأمة، وهذا ما تميز به سماحته رحمة الله تعالى عليه.

    نصائح لمن عق والديه

    السؤال: أرجو أن تعلق على هذه المشكلة وهي: أن هناك ابنة عاقة لأمها وترد عليها بأبشع الألفاظ وتقول: ليس لك دخل بي، ولا تأكل معها وهي على هذه الحال أكثر من ثمان سنوات، وكانت في بداية المشكلة أن الأم إذا اشتكت إلى والدها قال أمام البنت: أنت تخطئين عليها، حتى وصلت إلى هذه الحال. فأرجو من فضيلتكم أن توجهوا نصيحة لهذه البنت ولأمثالها، علماً بأن الأم والبنت معنا الآن في هذه المحاضرة؟

    الجواب: أولاً العقوق من أعظم ومن أكبر الكبائر، والحديث في الصحيحين من حديث أبي بكرة قال عليه الصلاة والسلام: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين -قرنه الله بالشرك- وكان متكئاً فجلس وقال: ألا وقول الزور ثلاث مرات) فهو من أكبر الكبائر، وبر الوالدين من أعظم الطاعات والقربات، بل قرن الله برهما بعبادته قال عز وجل: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36].. وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23].. أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14] فالبر قربة، والعقوق مصيبة، وقد يعاقب العاق في الدنيا إلى جانب العقوبة التي تنتظره في الآخرة، فعقوبته في الآخرة النار -والعياذ بالله- أما عقوبته في الدنيا العاجلة فإن الله يسلط عليه من أولاده من يزيد في عقوقه على ما عق به أمه وأباه.

    وهذه البنت هي اليوم بنت لكنها غداً سوف تتزوج وسوف يأتيها أولاد، وسوف يكيلون لها بمكيال أمها ويزيدون.

    فقد كان هناك شخص يضرب أباه ويسحبه من القصر إلى الباب، ويغلق الباب عليه ويتركه في الحوش، وصبر هذا الأب حتى مات، ودارت الدنيا إلى أن صار هذا الولد شيخاً وجاء له ولد فكان يضربه من فوق القصر ثم يسحبه إلى الباب الداخلي ويخرجه من الحوش، ثم يخرجه إلى باب الشارع ويتركه في الشارع، فيقول لولده: يا ولدي والله إني كنت أضرب أبي إلى هنا دعني هنا، قال: لا. كنت تضرب أباك إلى هنا وأنا سوف أزيدك، وأدعك في الشارع هناك، فبروا آباءكم يبركم أبناؤكم.

    فالبر مكيال إن توفِّه يوفَّ لك، وإن تنقصه ينقص عليك، وأنت -أيتها البنت- عقوقك لأمك محسوب عليك وغداً يأتي من يعقك أكثر وأكثر.

    ومن عقوبات عاق الوالدين وعاقة الوالدين: عدم التوفيق، فلا يوفق الله عاق والديه أبداً بل كلها في وجهه.

    وكذلك عدم التيسير في الأمور، ومحق بركة الرزق، ومحق بركة العمر، ومحق بركة الأولاد، فأمور العاق كلها -والعياذ بالله- معسرة.

    فننصح هذه البنت بالتوبة إلى الله، واستغلال حياة والدتها فإنها ضيفة ولا تعلم كم ستعيش، ومن أعظم الآلام في النفس أن يموت أبوك أو أمك وأنت غير بار بهما؛ لأنه إذا مات من أين تأتي بأب؟ تشتري أباً من أجل أن تبره؟ هي فرصة واحدة فاتتك، فلا تضيعي هذه الفرصة -أيتها البنت- وعليك بالتوبة والرجوع إلى أمك وتقبيل قدمها وطاعتها وبرها، وعدم استنكاف أي أمرٍ تقوله.

    ونشير إلى عبارة وردت في السؤال: أن الذي جعل البنت هذه تعق أمها هو أسلوب أبيها، فقد كانت البنت إذا شكت إلى أبيها يقول للأم: أنت المخطئة على ابنتك، فقلل من شأن الأم، وشجع البنت على العقوق، وهذا من الأخطاء الشائعة عند الرجال، لا ينبغي لك أن تتكلم على امرأتك أمام أولادها؛ لأن هذا ينزل من شخصيتها، ويقلل من اعتبارها في أذهانهم، بل عليك دائماً أن ترفع من شأن امرأتك، وإذا كنت وهي لوحدكما تقول: أنت أخطأت، لكن ما أريد أقول لك أمام الأبناء فأنت مخطئة ولهم حق .. وهكذا.

    إجابة الزوج إلى الفراش أوقات الصلاة

    السؤال: زوجي يطلبني إلى فراشه في أوقات الصلاة وهو يتخلف عن الجماعة فهل تعتبر موافقتي له معصية للخالق أو لا؟

    الجواب: أولا: ينبغي أن تنصحيه وتناصحيه حتى لا يتخلف عن الجماعة؛ لأن تخلفه عن الجماعة مدعاة للنفاق -والعياذ بالله-، كما جاء في الحديث: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).

    ثانياً: إذا طلبك في هذا الوقت فبعد أداء الصلاة، قولي له: نصلي أولاً، وإذا كان الوقت يسمح بممارسة هذا العمل ثم القيام منه إلى أداء الصلاة بحدود الوقت قبل خروجه فلا بأس؛ لأن وقت الصلاة فيه وقت على التخيير ليس كله وقتٌ ضيق خاصة في العشاء، لكن إذا جاء يطلبها في وقتٍ والوقت فيه ضيق وما بقي إلا أن يخرج الوقت فلا (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

    حكم معاملة الزوجة معاملة سيئة

    السؤال: إنها زوجة تزوجت منذ شهور، ومن أول ليلة من زواجها وحتى الآن يقول لها الزوج: أنا لا أريدك، ولا أحبك، وندمت من الزواج منك، وتقول: وجدت منه معاملة سيئة وضرباً وتهديداً، حتى إنه حاول مراراً قتلي، ويقول لي كلمات بذيئة مع أني أرجو فيه الخير، وكان يقول: سوف أصبر عليك للظروف وخوفاً من المشاكل العائلية، وإلا لفارقتك من أول ليلة، تقول: ماذا تنصحونني مع أني حاولت أن أحببه في نفسي وبذلت ما بوسعي لإسعاده، ولكن يقابلني بالجفاء، وإن أحسن يوماً أساء أياماً، فأنا أفكر في الطلاق مع أني سوف أكون أماً -إن شاء الله- لأني أرى أني أصبر نفسي على شخصٍ لا يرغب بي، وكان يقول لي مراراً: إذا أردت الفراق فلا تستطيعي أن تطلبي الفراق، فما الحل أرجو مساعدتي والدعاء لي وله وجزاكم الله خيراً؟

    الجواب: الله المستعان! لا حول ولا قوة إلا بالله! نسأل الله عز وجل أن يعينك على هذا الزوج، هذا الزوج أولاً أحمق؛ لأن التعبير: بأنني لا أريدك، وأنا أكرهك، وأنا أريد أتزوج عليك، أريد أطلقك، هذا لا يليق بالرجل العاقل، حتى لو كان لا يريدها، فإنه لا ينبغي له أن يعبر؛ لأنه يكسر خاطرها، ويحطم مشاعرها، ويقطع كل حبل يمكن أن يكون بينه وبينها نفسياً، بل عليه أن يصبر هو وتصبر هي، أما ما دام بهذه الهيئة وبهذه الكيفية ويعبر ويضربها ويفكر حتى كما تقول في قتلها فقضية الاستمرارية مع هذا الوضع أنا أرى ألا تتم، وإنما تصبر بمقدار فإن رأت تحسناً مع مرور الزمن -يعني يغير من وضعه- وهي تبذل كما هي تقول: إنها تبذل جهدها في سبيل رضاه، عليها أن تبالغ في رضاه وفي السمع والطاعة وتنفيذ الوصايا التي ذكرناها، وتصبر أيضاً مع ملاحظته؛ فإن كانت تجد أن هناك تحسناً فهناك أمل؛ لأنها تقول: إن فيه خيراً، وإن كانت ترى أنها كلما صبرت ازداد سوءه فلا، بل تطلب الطلاق قبل أن يزيد أكثر، حتى ولو كانت أماً؛ لأن معنى ستكون أماً كأنها حامل الآن، فبواحد أو بخمسة أو بستة، فتصحح الغلطة من أولها؛ لأن ليس كل زواج -أيها الإخوة- يستمر، لا. ستبقى قضية الطلاق، فما شرعها الله إلا لأنه قد يكون لك بنسبة قليلة مثل هذه النسبة من إنسان بهذا الوضع يعيش هذه النفسية السيئة يحطم مشاعر هذه الزوجة يهينها يضربها يقول: أنا لا أحبها، أنا غلطان أني تزوجت بها، هذا لا يستحق أن يكون زوجاً، هذا أحمق وجاهل، وعليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى، وعليها أن تصبر بمقدار ما تأمل أن يحوله الله عز وجل ويهديه، فإذا رأت أن الصبر لا يزيده إلا عناداً فلتعالج الوضع بطلب الطلاق ولتذهب إلى أهلها، وسيجعل الله لها مخرجاً وفرجاً وعوضاً صالحاً بإذن الله.

    الكتب المفيدة في كيفية التعامل مع الزوج

    السؤال: أرجو أن تذكر بعض الكتب والأشرطة في كيفية التعامل مع الزوج؟

    الجواب: أفضل كتاب أنا اطلعت عليه قريباً لإحدى الأخوات في الله تقول: " رفقاً بالرجال أيها النساء " الحديث: (رفقاً بالقوارير) موجه للرجال، هذه أخذت من الحديث ووجهت رسالة إلى النساء تقول: رفقاً بالرجال أيها النساء . وكتبت مواضيع لم تسبق إليها، وهي دكتورة في الجامعة الإسلامية في كلية التربية في المدينة المنورة للبنات، امرأة موفقة تلمست أخطاء النساء وصاغتها بأسلوب بياني رفيع وبلهجة مؤثرة، وهو موجود في الأسواق.

    أيضاً هناك كتب كثيرة تتعلق بالمرأة وفن التعامل، وبإمكان المرأة أن تزور أي مكتبة وتطلع على القسم المتعلق بهذه المواضيع؛ لأنه لا يحضرني الآن أسماؤها وإن كانت كثيرة.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756213726