إسلام ويب

العدل في المعاشرةللشيخ : سعد البريك

  •  التفريغ النصي الكامل
  • هذه رسالة نتحدث فيها عن مشهد من المشاهد الاجتماعية المؤلمة، وهي مشكلة قائمة في الواقع وليست ضرباً من الخيال، ألا وهي إعراض المعددين في الزوجات عن زوجاتهم الأولى وأمهات أولادهم، تتعرفون في هذه المادة على أسباب هذه الظاهرة ودوافعها، وأنه لا اعتراض على تعدد الزوجات ولكن يجب المعاشرة بالمعروف.

    1.   

    ظاهرة إعراض الزوج عن زوجته الاولى لأجل الثانية

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    أما بعد..

    عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    معاشر المؤمنين: الحديث اليوم عن واحدٍ من المشاهد الاجتماعية المؤلمة، وهي مشكلةٌ قائمة ليست ضرباً من الخيال أو الافتراض.

    عباد الله: ما هو ذلك المشهد؟ وما أسبابه ودوافعه؟ وقبل أن نخوض في هذا، سنقف لنعرض عليكم هذا المشهد الاجتماعي الأليم، الذي يحدث وكثيراً ما يحدث ويتكرر في كثيرٍ من بيوتنا.

    أيها الإخوة: كثيراً ما نسمع ونعرف وينقل إلينا أن بعض المسلمين حينما يصلُ إلى سن الأربعين أو الخمسين وما حولها، يحلو له أن يتزوج امرأةً ثانية، لأسبابٍ عديدة، ولعل من أهمها: أن المرأة مع زوجها في هذا السن، قد تكون قاربت نهاية الشباب في أنوثتها وقوامها، لا سيما بعد أن قدمت أكبر وأجل واجباتها ممثلاً في إنجاب الأولاد، والقيام عليهم بحسن الرعاية والتربية، وإلى هذا الحد من هذا المشهد، فلا غبار ولا اعتراض على ما يحدث، لأن شباب الرجال أطول عمراً من شباب النساء، لكن المشكلة والمصيبة والمأساة، هي إعراض بعض المتزوجين عن زوجاتهم الأُول، وأعني بالإعراض عدم المبالاة والتقدير والمراعاة لشعور الزوجة أم الأولاد، فترى الواحد من أولئك ينقلب وحشاً فظاً غليظ القلب، لا يطيق أن يسمع من زوجته الأولى شكوى، ولا يجد فراغاً ليقضي لها حاجة، وكثيراً ما يتذرع بقلة ذات اليد؛ أو عدم أهمية حاجتها، وحينما تسأله زوجته الأولى شيئاً من المال لقضاء حوائجها ومتطلباتها، يدخل الواحد من أولئك عابساً أو مقطباً، ويخرج كذلك، ويغضب لأتفه سببٍ عند زوجته الأولى، ويقيم الدنيا ولا يقعدها، ويحمل الأمّ المسكينة مسئولية أي خطأٍ أو تقصيرٍ يقع من أولاده، والويل ثم الويل لها إن فقد شيئاً من حاجياته، وإن كانت زوجته الثانية -الجديدة- تسكن معه في نفس البيت، فالويل للأولى إن شكت الثانية منها، أو أبدت على الزوج تغيراً بسببٍ مزعومٍ ينسبُ إلى الزوجة الأولى، وفي جوٍ مدلهمٍ بالمشاكل والخلافات، يصل الأمر إلى غايته ونهايته، فتقف الزوجة الأولى أم الأولاد، لتفصح عن مكنون سترها، ولتكشف عن خفي سترها، فماذا تكون الإجابة من ذلك الزوج؟ وماذا تتوقعون أن يقول مجيباً؟!

    إن الإجابة المريرة المؤلمة والتي سمعنا بها في كثيرٍ من هذه الحالات هي قول الكثير منهم: إن أعجبك هذا الوضع على ما فيه ورضيت به فأهلاً وسهلاً، وإن لم يعجبك فالطلاق الطلاق ليس عندي لك شيءٌ سواه.

    وهنا تنكسر كبرياء الأمومة، وتضيع سنون العشرة، ويقابل المعروف بالأذى، والإحسان بالإساءة، ثم يحصل الطلاق في لحظةٍ من غضبٍ وجدال، أو تبقى الزوجة الأولى معذبة بين نارين مشتعلتين:

    الأولى: نار الطلاق والفراق.

    الثانية: نارُ الآلام والعيش المليء بالسخط والتبرم وسوء المعاملة وتحطيم المشاعر.

    أيها الإخوة: أليست صورة واقعة؟! ألم تسمعوا بها؟! ألم تعرفوا عنها؟! ألم تقرءوا في رسائل المعذبات إلى الصحف والمجلات؟!

    نعم، كل هذا واقعٌ وحاصل، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

    الفهم الخاطئ لهذه الظاهرة

    أيها الإخوة في الله: وفي خضم هذه المشاهد الاجتماعية المؤلمة، يقف من يقف من المخدوعين، أو الجاهلين، ليقول: هذه ثمرات تعدد الزوجات، وهذه نهاية الذين يجرءون على التعدد، ويغيرون على أنفسهم، إلى غير ذلك من عبارات الإرجاف والتشكيك والوسوسة الشيطانية، ليقف من أراد الزواج محتاراً خائفاً غير واثق، وحينها قد يفضل بعضهم السفر أو الالتفات يميناً أو شمالاً ليقضي مآربه وأوطاره في سبيلٍ حرام وبطريقٍ خفيٍ، ليسلم من سبة ما سمعه زوراً واختلاقاً عن مشاكل تعدد الزوجات.

    لا اعتراض على تعدد الزوجات ولكن عاشروهن بالمعروف

    أيها الإخوة: وأمام هذه الصورة المأساوية نقف قليلاً موضحين لما سبق أنه لا اعتراض لأحدٍ على تعدد الزوجات، وأنه أمرٌ شرعيٌ لا شك في سنيته وترغيب الشريعة فيه، ولكن هنا ألف اعتراض واعتراض على تعدد الزوجات لمن سيعامل زوجته الأولى بذلك الأسلوب، وهنا ألف اعتراض واعتراض على تعدد الزوجات لمن سيعامل زوجته الأولى بتلك الطريقة؛ لأن العدلَ شرطٌ في التعدد، ومن كانت تلك سجيته، وذاك سلوكه في معاملة زوجته الأولى، فهو في وادٍ والعدل في وادٍ آخر، فليتق الله، ولا يحمل نفسه من الإثم والعذاب ما لا يطيق، وذلك بالجور والجنف والميل المتعمد في المعاملة والمعاشرة.

    فإلى الذين يقعون في تلك المشاهد السيئة من المعاملة والمعاشرة لأزواجهم، وأمهات أولادهم، وينسون المعروف والجميل، لسبب زوجةٍ عارضةٍ جديدة، وفتاةٍ صغيرة.

    إلى أولئك الذين نسوا حق الزوجة الكبيرة التي صبرت على آلام الفقر، ورضيت بالعيشة قانعةً بزوجها على أقل القليل من الطعام والشراب، راضيةً بالضيق من السكن والمكان.

    إلى أولئك الذين تزوجوا بنات الأمس، وأمهات اليوم، ولم يشترطن عليهم بالزواج خادماتٍ أو سائقين.

    إلى أولئك الذين لم تثقل كواهلهم بالمهور الغالية والصداق الباهظ.

    إلى أولئك الأزواج جميعاً نقول: اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله!

    أهذا جزاء الإحسان؟!

    أهذا جزاء الصبر والمصابرة على أيام عيشٍ مضت بين الفقر والضيق والضراء؟!

    أهذا هو الوفاء بالمعروف؟!

    أهذا هو رد الجميل أن تجعل ضرتها في وجهها وتسكن معها وهي كارهةٌ غير راضيةٍ بمساكنتها؟!

    أمن حسن العشرة أن تجعل الزوجة الثانية الصغيرة أمام الزوجة الأولى الكبيرة لتجرح قلبها وفؤادها؟! حينما يضاحك الزوج هذه الزوجة الصغيرة، وحينما ترى الزوجة الكبيرة ضرتها الصغيرة، وهي في شباب أنوثتها وصغر سنها، وهي ترى زوجها يميل إليها بنظراته، ويضاحكها بعباراته، ويسارقها الحركات والألفاظ والعبارات.

    إن هذا لأكبر جرحٍ لشعور أمٍ مسكينة، إن هذا لأكبر ظلمٍ لمشاعر وفية صادقة، إن هذا لأسوء جزاءٍ يجزى به المعروف والإحسان.

    أيها الإخوة: نعود فنقول: إن هذه ليست دعوة إلى ترك التعدد وعدم الزواج، بل إنما هو دعوة إلى حسن المعاشرة، خاصةً مع ذلك الجيل الوفي الصادق من النساء الذي يندر أن نجد مثله في هذه الأيام، ذلك الجيل اللاتي قدمن أفضل التضحيات وأجملها في سبيل الحفاظ على رباط الزوجية الكريم، وتربية النشء الصالح، مهما كدرته شوائب الفقر والمرض، وضيق المسكن وقلة ذات اليد.

    إلى أولئك الذين وقعوا في هذا المشهد الاجتماعي الأليم، ننصحهم ألا يجمع المرأة بجارتها أو ضرتها إلا برضىً منهما، وإلا فليقسم الدار قسمين، وليكن قريباً منهما، وهما منفصلتان عن بعضهما، أو فليجعل داراً مستقلةً أخرى إن قدر على ذلك.

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمع بين امرأتين تحت سقفٍ واحد، فلكم في رسول الله أسوةٌ حسنة، ننصح أولئك ألا يتحدث الواحد منهم بجمال زوجته الصغيرة أمام الأخرى، وخواص أمورها، من لباسٍ أو فراشٍ أو غيره، لأن ذلك يشعل الغيرة، ويؤجج نيرانها، وربما أدى ذلك إلى الانتقام بما لا تحمد عقباه، والعياذ بالله.

    ننصح أولئك بحسن الخلق ولطف المعاشرة للجميع، وليتذكر الجميع قول الله سبحانه وتعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]

    فأين المعروف في هذا التصرف؟! وأين الإحسان في هذا السلوك؟!

    أمن المعروف أن تجعل الفتاة الصغيرة، تتباهى بجمالها وإظهار مفاتنها أمام زوجتك الأولى الكبيرة، لتجرح كبرياء الأم، وتكسر مشاعرها التي قدمت وتقدم كثيراً مما لا يتسع المجال لذكره.

    أمن حق هذه الأم التي صبرت معك على الفقر والآلام، وعلى الضراء والسراء، وعلى الحل والترحال، أمن معاشرتها بالمعروف أن تبادل ضرتها الصغيرة بنظراتٍ وعباراتٍ لتجعل في ذلك خنجراً يطعن قلبها، ولتجعلها لا تجد شكوى إلا إلى ربها؟ فتنطلق مسكينةً مهرولة؛ هذا ما سمعته، وهذا ما نقل إلي، وليس افتراضاً كما قلته لكم، بل هو واقعٌ ويتكرر ويكثر وقوعه في مجتمعنا.

    خيركم خيركم لأهله

    إلى أولئك نقول لهم: تذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لنسائهم).

    نذكرهم بهذا الحديث، فلتنصت له الآذان، ألا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان فمال إلى أحدهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائل) حديثٌ صحيح رواه الإمام أحمد وغيره، وليس الميل هنا في الأمور الغريزية الفطرية، إذ أن شهوة الرجل تغلب على نفسه، لكن الميل الذي ينهى عنه إنما هو في النفقة، وفي السكنى والعطاء، ومن أشد الظلم ومن أشد الميل جرح كبرياء الزوجة الأولى وكسر مشاعرها أمام ضرتها الصغيرة، هذا أعظم وأخطر من الميل، وأشد إثماً وعقوبة، ما يريد أولئك؟ ما الذي يدفع بعض الأزواج لكي يتلذذوا بإثارة غيرة أمٍ مسكينة قد بدأ الشيب في شعرها؟ ألا يحترم سنها؟! ألا يقدر عشرتها؟! ألا يقدر الحمل والولادة وإنجابها له عدداً من الأولاد والبنات؟! إن الذي يقع في ذلك ويصر عليه لمن اللؤم بمكان، وفي سوء العشرة بدرجةٍ عظيمة.

    نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    حكم التشاؤم من شهر صفر

    الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، الحمد لله وحده لا شريك له أنشأنا من العدم، وهدانا إلى الإسلام، ووفقنا إلى التوحيد، وأطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، ومن كل ما سألناه أعطانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

    أما بعد..

    عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ في الدين ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار عياذاً بالله من ذلك.

    معاشر المؤمنين: منذ يومين أهل علينا هلال شهر صفر جعله الله باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام لنا ولولاة أمورنا وسائر إخواننا المسلمين، ولكن البعض هداهم الله يتشاءمون من شهر صفر، ومن بعض الأيام في السنة.

    أيها الإخوة: هذا من التشاؤم المنهي عنه في الشريعة الإسلامية، وهو من جنس الطيرة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها من أمر الجاهلية، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر) والتشاؤم بشهر صفر من الطيرة المذمومة التي وقع فيها بعض الناس، فلا تراهم يتزوجون فيه ولا يسافرون، ولا يذهبون أو ينزلون أو ينتقلون، وهو شيءٌ يجدونه في أنفسهم لا أصل له، إذ أن شهر صفر كسائر الشهور يقع فيه الخير والشر، وقد يفضي هذا التشاؤم إلى شيءٍ من الشرك والعياذ بالله، والعياذ بالله لمن غالى في تطيره وتشاؤمه، فظن أن للأيام فعلاً بذاتها من دون تدبير الله وقضائه وقدره.

    عن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: (ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أحسنها الفأل، ولا تردوا مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك) رواه أبو داود بسندٍ صحيح.

    أيها الإخوة: اعلموا ذلك علم اليقين، ومن رأيتموه يتشاءم أو يتشكك أو يتردد في هذا الشهر فانصحوه بالمضي والتوكل على الله جل وعلا في هذا الشهر وفي غيره من سائر الشهور والأيام؛ لأن الإنسان إذا بالغ في تشاؤمه من يومٍ معين، أو من شهرٍ معين، فكأنما يظن أن لهذه الأيام فعلاً وتدبيراً في إحداث بعض المقادير والأقدار، وإنما الأمور بيد الله سبحانه وتعالى، لا يأتي بأحسنها إلا هو، ولا يدفع السيئ منها إلا هو، فلا حول ولا قوة إلا بالله في كل حال.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين.

    اللهم من أراد ولاة أمورنا بفتنة، اللهم من أراد شبابنا بضلالة، اللهم من أراد نساءنا بتبرجٍ وسفور، اللهم من أراد شبابنا بفسقٍ وضلال، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم أدر عليه دائرة السوء، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم افضحه على رءوس الخلائق، ربنا لا تحجب دعاءنا، واستجب لنا فيما دعونا.

    اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، اللهم سدد رصاصهم، اللهم اجمع شملهم، اللهم وحد صفهم، اللهم أبعد الفرقة والنزاع بينهم، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم.

    اللهم وفق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم اجزهم خير الجزاء، اللهم ضاعف لهم الحسنات، وكفر عنهم السيئات، اللهم وفق الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر في زمان غربة الدين، وفي زمانٍ أصبح المنكر معروفاً فيه أمام كثير من الناس، وأصبح المعروف منكراً فيه أمام كثيرٍ من الناس، اللهم وفق الآمرين بالمعروف، اللهم ارزقهم الفقه والعمل الصالح، والعلم النافع برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم عجل زوال الفرس، اللهم عليك بالإيرانيين، اللهم عليك بالفجرة الظلمة الفَسقه منهم، اللهم عجل بزوالهم، اللهم عجل زوالهم، اللهم أرنا فيهم يوماً أسود، اللهم أرنا فيهم الكارثة، اللهم احصهم عدداً وأقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً، اللهم اجعلهم غنيمةً للمسلمين، اللهم أشعل الفتنة بينهم، اللهم أشعل الفرقة بينهم، اللهم أوقد الاختلاف بينهم، اللهم اجعل بأسهم بينهم، اللهم اجعل تدبيرهم في نحورهم، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين والكافرين بالكافرين والفاسقين بالفاسقين، وأخرج أمة محمد من بينهم سالمين، اللهم عليك بهم، اللهم فعجل زوالهم، اللهم إنهم لا يؤمنون بكتابك ويقولون: هذا كتابٌ ناقص، إذاً فإنهم يقولون: إن الله لم يحفظ القرآن، وأنت يا رب العزة والجلال تقول: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].

    فالله يحفظ كتابه، وهم يقولون: إن القرآن لا يحفظ، اللهم إنهم يسبون صحابة نبيك، اللهم عليك بهم، اللهم فعجل زوالهم، اللهم عجل زوالهم وفناءهم، اللهم لا تحجب دعاء المسلمين فيهم، اللهم قد نما زرع باطلهم وترعرع، اللهم هيئ له يداً من الحق حاصدة تحصد زروعهم، وتستأصل شرورهم بقدرتك وجبروتك يا رب السماوات والأرض.

    اللهم اجعلنا من عبادك المحسنين الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، اللهم اجعلنا على حوض نبينا واردين، ولكأسه من الشاربين، وعلى الصراط من العابرين، وآتنا صحفنا باليمين، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الكفرة والمجرمين، وأدخلنا الجنة، وأدخلنا الجنة، وأدخلنا الجنة بسلامٍ آمنين أول الداخلين.

    اللهم إنا نعوذ بك من فجاءة نقمتك، وزوال نعمتك، وتحول عافيتك، لا إله إلا أنت، سبحانك إنا كنا من الظالمين.

    ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

    ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ربنا لا تعذبنا بما اجترح السفهاء منا، اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وكن لنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا مأسوراً إلا فككت أسره، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا غائباً إلا رددته، ولا أيماً إلا زوجته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً وهبته بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

    اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد إمام المسلمين، اللهم وفق إمام المسلمين، اللهم انصر إمام المسلمين، اللهم ارزقه البطانة الصالحة، وجنبه بطانة السوء، اللهم أصلح ووفق إخوانه وأعوانه، اللهم اجمع كلمتهم على الحق، اللهم وحد صفهم، اللهم اجمع شملهم، اللهم لا تقرب لهم عدواً، ولا تشمت بهم حاسداً، ولا تفرح عليهم كائداً، اللهم سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأرضين بقدرتك بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

    اللهم اجز والدينا عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حياً فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان منهم ميتاً، اللهم جازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم اغفر لموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم افسح على أهل القبور قبورهم، اللهم نور على أهل القبور قبورهم، اللهم أعنا على ما أعنتهم عليه، اللهم أحينا على الإسلام سعداء، وتوفنا على التوحيد شهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء، اللهم إنا نسألك توبة قبل الموت، وراحةً عند الموت، ونعيماً بعد الموت.

    عباد الله: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلملوا تسليماً، اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبيك محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وارض اللهم عن بقية العشرة وأهل الشجرة ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين.

    عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756520904