أيها الإخوة! موضوعنا في هذه الليلة "أربعون نصيحة لإصلاح البيوت" وهي وإن كانت ليست بالعدد، بل ربما تزيد على هذا قليلاً، ولكن المهم -أيها الإخوة- من وراء طرح هذا الموضوع هو الالتفاف ولفت الأنظار من قبل إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات إلى بيوتهم وبيوتهن، ولعلكم تدركون معي جميعاً أهمية طرق هذا الموضوع ولا أدل على ذلك من حضوركم في هذه الليلة بهذا العدد لسماع هذا الموضوع.
والكلام عن هذا الموضوع في شقين:- الشق الأول: جلب المصالح، والشق الثاني: درء المفاسد، وأنتم تعلمون أن طريقة الشريعة في علاج أي موضوع تكون بذكر أمرين: جلب المصالح ودرء المفاسد، ونستطيع أن نعبر بعبارة أخرى أن الكلام عن هذا الموضوع سيكون في الأمر بالمعروف وهو جلب للمصالح، والنهي عن المنكر وهو درء للمفاسد.
وأنت تعلم أيها الأخ المسلم مدى نعمة الله عليك في البيت عندما تتذكر أكلك أين يكون، وراحتك أين تكون، ونكاحك لأهلك أين يكون، وخلوتك أين تكون، واجتماعك بأهلك وأولادك أين يكون.
وتأمل في أحوال الناس الذين لا بيوت لهم ممن يعيشون في الخيام، أو يفترشون أرصفة الطرقات كيف يكون وضعهم، وعندما تسمع وتتذكر من قصص الناس الذي لا بيوت لهم كما يقول أحدهم: إن ثيابي في سيارتي ولا مكان ثابت لي، فأنا أنتقل من بيت فلان، إلى حجرة فلان، إلى الفندق الفلاني لأنام فيه، وأحياناً أنام على رصيف الشارع.. عندما تتذكر هذه المسألة تعلم فعلاً بأن البيت نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل.
البيت مكان لستر المرأة، ولصيانتها، النساء بدون بيوت كيف تكون أوضاعهن؟ ولذلك قال الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] ولما انتقم الله من يهود بني النضير الذين كانوا بقرب المدينة قال الله عنهم: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ [الحشر:2] ثم قال: يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ [الحشر:2] فالبيت أيها الإخوة مكانٌ يقضي فيه الناس كثيراً من أوقاتهم، خصوصاً في الحر الشديد، والبرد الشديد، والأمطار، وفي أول النهار وآخره، وأوقات الإجازة.
مجتمعات المسلمين تتكون من عوائل يعيشون في بيوت، والبيوت تكون أحياء، والأحياء تكون مدناً، والمدن هي مجتمعات المسلمين، فإذا صلحت هذا اللبنة من اللبنات وصلحت اللبنات الأخرى صار المجتمع صالحاً.
يقول عليه الصلاة والسلام موصياً المسلم عند الفتنة وعندما يحدث منه شر أن يلجأ إلى بيته: (طوبى لمن ملك لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته) حديث حسن وقال صلى الله عليه وسلم: (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامناً على الله: من عاد مريضاً، أو خرج غازياً، أو دخل على إمامه يريد تعزيره -يعني: نصرته- وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس) أحياناً إذا خرج الشخص من البيت أساء، فإذا قعد في البيت ستر نفسه وكف شره عن الناس، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن: (سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته).
والبيت مسئولية عظيمة يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه؛ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) حديث حسن.
وهذه هي المسئولية التي لو استشعرناها جميعاً لاتجهنا فعلاً إلى إصلاح البيوت، ولتوجهت همتنا حقيقة إلى بعث الروح الإسلامية في بيوتنا.
بيوتنا أيها الإخوة تحوي منكرات كثيرة، وفيها تقصير كثير، وإهمال وتفريط، لذلك ينبغي أن تتجه الهمم خصوصاً في هذا الزمان لإعادة رسالة البيت المسلم إلى ما كانت عليه، لجعل هذا البيت عشاً يلجأ إليه المسلم، وكنفاً يطمئن في جنباته، يغلق بابه عليه فيعرف كيف يربي نفسه وأهله وأولاده.
نصيحة: لابد أن يحمل كل رجل مسلم زوجته على الالتزام بهذا الدين، لابد أن يجعلها تعيش حياة إسلامية، ويكون ذلك بأمور كثيرة ووسائل متعددة: من تعليمها وتربيتها ووعظها، وأن يجعلها تزار من أخوات صالحات، وتزور أخوات صالحات، ويهدي إليها الكتب النافعة، والأشرطة الجيدة، وأن يدرأ عنها المفاسد، ويراقب تصرفاتها، فإذا أوشكت أن تقع في حرام وعظها وجنبها إياه، وقد تكلمنا عن هذه المسألة في محاضرة بعنوان "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً".
الأول عن ابن عباس : أمروا أن يتخذوا مساجد، أي يسجدون فيها، أي يصلون فيها، أي يعبدون الله فيها.
وعن إبراهيم معنى آخر قال: كانوا خائفين من فرعون، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم، لا يستطيعون أن يتجمعوا في المساجد مثلاً فأمروا أن يصلوا في بيوتهم.
قال ابن كثير : وكان هذا -والله أعلم- لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم، أمروا بكثرة الصلاة كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:153] أمروا أن يجعلوا بيوتهم قبلة.
فجعلوا البيت مكاناً يصلى فيه، يقول عليه الصلاة والسلام: ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ) أي: لا تجعلوها خالية من العبادة كالمقبرة، والمقبرة لا يجوز الصلاة فيها إلا صلاة الجنازة على الميت بعد دفنه في القبر، وإلا فلا مصلى، ولا يصلى في المقابر البتة ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ) أي: صلوا فيها.
نصيحة: لابد أن يجعل البيت بيتاً يذكر الله فيه بأنواع الذكر، سواءً كان ذكر القلب أو ذكر اللسان أو الصلوات أو قراءة القرآن في البيت، أو قراءة كتب العلم، ومدارسة أنواع العلم، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) وكثير من بيوت المسلمين اليوم -حقيقةً- ميتة بمعنى الكلمة؛ لأنها مليئة بالمنكرات والمعاصي، والألحان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والاختلاط، والتبرج بين الأقارب من غير المحارم، أو الجيران الذين يدخلون في البيوت، كثير من البيوت مليئة بالمنكرات على جدرانها، وفي أرصفها، وفي خزاناتها، وفي أنواع اللهو المعمول فيها، هذه البيوت كيف تدخلها الملائكة! البيت الذي يعج بالشياطين كيف تدخله الملائكة، البيت من هذا النوع كيف يمكن أن يكون مصدراً للإصلاح؟!
إذاً النصيحة: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) فأحيوا بيوتكم -رحمكم الله- بأنواع الذكر وأصنافه.
نصيحة: وأمر أهل البيت بالصلاة من شعائر هذا الدين، قال الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طـه:132] ومدح الله نبياً من أنبيائه فقال: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ [مريم:55] وقال صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر) فأثبت أمر الأولاد غير البالغين بالصلاة، فما بالك بأمر البالغين وأمر الكبار بالصلاة، من النساء والأولاد الشباب في البيوت، وحتى أمر الولد أباه بالصلاة برفق وإحسان يدخل في هذا ولا شك.
وكثير من المسلمين اليوم ضيعوا ذرياتهم وأولادهم فلا يأمرون بصلاة، وربما يكون الأب صالحاً لكن صلاحه في نفسه، فيخرج هو للصلاة فقط ويذر أولاده نائمين أو لاهين، وزوجته في البيت تعمل لا يسألها مطلقاً ولا يذكرها هل صلت أم لا..! أين هو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن الرجل سيوقف بين يدي الله سبحانه فيسأله عن أهل بيته، وعن مسئوليته فيهم؛ أحفظ ذلك أم ضيعه.
نصيحة: اجعل النوافل من الصلوات في بيتك تنفيذاً لأمره عليه الصلاة والسلام: (إذا حضر أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيباً من صلاته؛ فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً) أي أن هذه الصلاة هي سبب خير للبيت عموماً، لكن ما هي الصلوات التي تجعل في البيت؟ هي ما سوى الفرائض، لأن الفرائض للرجال مكانها في المسجد، قال عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ويقتدي أهل البيت عملياً بالرجل وهو يصلي في بيته.
نصيحة: وتجعل المرأة صلاتها كلها في بيتها، وكلما كانت داخل البيت كلما كان أفضل، قال صلى الله عليه وسلم: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في حجرتها) ولذلك كلما كانت أعمق في البيت وكانت أستر كانت صلاتها أفضل.
وكذلك فإن بعض الزوجات إذا رأت زوجها نائماً بعد رجوعه من العمل وحان وقت صلاة العصر، تقول في نفسها مما يوحي إليها الشيطان: اتركيه لينام ويرتاح، فإنه عائد الآن من العمل وهو متعب؛ فتتركه فتضيع عليه صلاة الجماعة في المسجد، وهذا لا يجوز، فلابد لها من إيقاظه؛ لأنه أمر بالمعروف، وهذا المعروف واجب وهو الصلاة في المسجد للرجل.
وكذلك فإن بعض الرجال قد يذهب لصلاة الفجر في المسجد، فيترك زوجته نائمة، ويجلس في المسجد فلا يعود لإيقاظها، لا هو يوقظها قبل أن يذهب ولا بعد أن يعود قبل خروج الوقت، فيرجع إلى البيت وتكون زوجته نائمة والشمس قد أشرقت.
وبعض الناس أيضاً مستعد أن يوقظ ولده مبكراً في موسم الامتحانات، يعتني بإيقاظه للمدرسة ولا يعتني بإيقاظه للصلاة ويقول: مسكين! دعه ينام، وتقول الأم: هذا ولدي أرحمه فأتركه، ويضيع الصلوات. أي رحمة هذه؟ الرحمة الحقيقية أن يؤمروا جميعاً بالصلاة، ومن التربية الإيمانية لأهل البيت الصيام والتواصي به.
نصيحة: أن يهتم الرجل بزوجته في العبادات، فمثلاً: يأمرها بالصلاة لأوقاتها، يعلمها كيفية الصلاة، ويتواصى معها في الصيام، ويوصيها بسرعة القضاء، ويتابعها في ذلك؛ فإن كثيراً من الزوجات يدركهن رمضان الجديد وعليهن أيام من رمضان الماضي، مع أنه لا يجوز تأخير قضاء رمضان الماضي حتى يدخل رمضان الجديد دون عذر، وهذه مسئولية مشتركة مع الزوج؛ لابد أن يذكر زوجته بالقضاء.
وفي شهر رمضان لا يجعل البيت مطبخاً لجميع أنواع الأكل والشراب، لابد من الاقتصاد في الطعام وعدم التبذير، الطبخ الجيد نعمة، لكن لا تبذير ولا إسراف، ونحن قادمون على شهر نسأل الله أن يبلغناه جميعاً، فلنتواصى بهذه المسألة ألا يكون بيتنا في رمضان معرضاً للمطعومات والمشروبات، وإنما يكون خلية ذكر، ومكان عبادة يتجلى فيه أثر هذا الصيام.
والعناية بالأذكار وحفظها، والعناية بمواسم العبادات كالعشر الأواخر والحج والعمرة، وأن تحثها على جلسات الخير مع صويحباتها.
نصيحة: ومن إصلاح البيت حث أهله جميعاً؛ كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً على الصدقة، وقد اقترح بعض الأخيار أن يوضع صندوق لجمع الصدقات في البيت خصوصاً إذا كان أهل البيت كثيراً عددهم، ثم يتولى واحد إيصال هذه التبرعات لأهلها، وإيصال هذه الصدقات لمستحقيها.
ولأجل ذلك لابد من سلوك الوسائل لهذا التعليم، قال البخاري رحمه الله: باب تعليم الرجل أمته وأهله، ثم أتى بحديثه عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لهم أجران: فذكر منهم: ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها فله أجران) قال ابن حجر في شرح الحديث: مطابقة الحديث للترجمة للأمة بالنص، وفي الأهل بالقياس، وإذا كان تعليم الأمة حث عليه الشرع وهي أمة فما بالك بالحرة من أهل بيتك، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في التعليم من فضائل الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء، ومن هذا تخصيص يوم لتعليم أهل البيت.
نصيحة: قال البخاري رحمه الله: باب هل يجعل للنساء يوم على حدة؟ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن -طبعاً وهن متحجبات أو من وراء حجاب-) وفي رواية لـسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (فقال صلى الله عليه وسلم: موعدكن بيت فلانة، فأتاهن فحدثهن).
فإذاً -أيها الإخوة- لنجعل لأهلينا مواعيد معينة نعلمهن فيها آيات الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنا أوصيكم بأن تجعلوا في هذه الحلق تفسيراً وحديثاً وفقهاً، وأقترح عليكم ثلاثة كتب تجعلوها مناهجاً لتدريس النساء والأهل في البيت:
فأولها: تفسير مبسط سهل، ميسر وشامل، وهو تفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمة الله عليه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
وثانياً: كتاب رياض الصالحين لما يشتمل عليه من الأحكام والآداب وأبواب أعمال القلوب المختلفة.
وثالثاً: كتاب عظيم صنفه العلامة صديق حسن خان رحمة الله عليه من علماء البلاد الهندية هذا الكتاب اسمه حسن الأسوة بما ثبت عن الله ورسوله في النسوة كتاب عظيم جامع، تنتقي منه أبواباً تقرأ منه على أهل بيتك، أوصيكم بهذا الكتاب فإنه كتاب عظيم في شأن وأمر النسوة.
ولابد أن تعلم النساء في البيوت أحكام الطهارة والدماء والصلاة وأحكام الأطعمة والأشربة، سنن الفطرة، من هم المحارم، من الذين تكشف أمامهم، ومن الذين لا تكشف عليهم، وأحكام اللباس والزينة؛ لأنها تتعرض كثيراً لأحكام الأطعمة والأشربة واللباس والزينة.
وكذلك تعلم الأحكام في كثير من المنكرات: حكم الغناء.. حكم التصاوير... وهكذا.
نصيحة: ومن هذه السبل: تذكير الأهل بالدروس والمحاضرات العامة، ومعارض الكتب التي تخصص فيها أيام للنساء.
نصيحة: ومن السبل لتعليم أهل البيت لإصلاح الأوضاع في البيت: جعل مكتبة إسلامية في البيت، وهذه قضية مهمة، ومسألة عظيمة، تخصيص ركن في البيت، في مجلس عام منه، مثل المجلس الذي يجتمع فيه أهل الدار، توضع فيه مكتبة بمظهر جذاب وأنيق، توضع فيها الكتب المناسبة والملائمة لمختلف المستويات، كتب تصلح للكبار، وكتيبات للصغار، وكتب للرجال وأخرى للنساء، وكتب للإهداء، حتى لو زارك ضيف تهديه بعضاً من هذه الكتب، وتفيد الأولاد في المدارس، وفي قراءتهم الخاصة، وتستغل معارض الكتب لإنشاء هذه المكتبات البيتية، أو توضع غرفة قراءة في البيت إن أمكن، وتوضع بعض الكتب في غرفة النوم؛ لأن بعض الناس قد يستغلون أوقاتهم قبل النوم في قراءة بعض الكتب، وكثير من العقلاء ينهي كتباً بأكملها من جراء ما يقرأ يومياً قبل أن ينام ولو ربع ساعة، فيتجمع عنده علم طيب من وراء استغلال الأوقات.
ويدرب أولادنا على ترتيب هذه المكتبة وعدم رمي الكتب وإلقائها، والحرص عليها، وتكون هذه الكتب جذابة في طباعة نظيفة حتى تكون النفس مقبلة على قراءتها.. هذه الكتب سبق أن ذكرنا بعضاً مما ينبغي أن يكون موجوداً في مكتبة البيت المسلم، في محاضرة بعنوان "شكاوي وحلول".
نصيحة: إدخال الأشرطة الإسلامية للبيوت -في كل بيت مسجل ولا شك- وبعض المسجلات بأنواع رهيبة من سعتها وقوة مكبراتها، فبما أنه يوجد في البيت مسجلات فلابد أن يوجد في البيت أشرطة إسلامية، وهذا الفراغ في المسجل إذا ما ملأته بشريط نافع سيملأ من ورائك بشريط خبيث، وهذه الأغاني التي تلعلع في بيوتنا وأصوات الشيطان وألحانه من وسائل إفساد البيوت لابد من إيجاد البدائل الإسلامية لهذه الأشياء، أشرطة القرآن المسجلة بأصوات خاشعة مثل ما يقرأ في صلاة التراويح من أصوات بعض الأئمة، فإن صوت القارئ في الصلاة بالقرآن أخشع من قراءته خارج الصلاة.
وأشرطة فتاوى العلماء أيضاً لابد أن يحرص على إيجادها في البيت، مثل فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، وفتاوى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله، وفتاوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وغيرهم من العلماء، وبدلاً من أن تدار إبرة الراديو -المذياع- على الإذاعات السيئة التي تلقي إلى أسماع أولادنا وأهلينا بالسموم، فإن المقترح أن تجعل إبرة المذياع مثبتة على إذاعة القرآن الكريم مثلاً حتى يستمع أهل البيت للأشياء النافعة.
الحرص على الأشرطة الموثقة التي يهتم المحاضر فيها بتوضيح العقيدة السليمة، وصحة الأحاديث، وعرض المنهج الصحيح والوعظ السليم بالطريقة السليمة، وتبيين الأحكام، والأشرطة التي تعالج الموضوعات الاجتماعية، وقد كثرت والحمد لله، ولكن عليكم بالانتقاء فإنها الآن قد كثرت، وليست كلها تصلح للاستماع أو قل: إن سماع بعضها اشتغال بالمفضول عن الفاضل؛ ولذلك فاجعل هذه الأشرطة مثار انتباه لأولادك، والأولاد يقبلون على السماع ولا شك، ويحفظون من الأشرطة أشياء عجيبة، طفلك ذاكرته خالية يحفظ أشياء عجيبة، فاحفظ هذه الأشرطة لهم، واجعلها مصونة لا تكسر وتصبح ملعباً للأولاد.
وتوضع لربات البيوت في المطبخ -مثلاً- مسجل وأشرطة تستمع لها، أو عند النوم كما يحلو لبعضهم أن يفعل.
إن دعوة الأخيار إلى البيوت زيادة على ما فيها من الفائدة؛ فإن فيها إشغالاً للمجالس عن أهل السوء، قال نوح عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [نوح:28].
كثير من البيوت تحطمت بسبب دخول عناصر مفسدة إلى البيت، كثير من العلاقات الزوجية شابتها ظلمات من النكد والمشكلات بسبب دخول بعض الجارات من صاحبات النميمة والغيبة إلى البيوت، وكثير من الرجال أهملوا بيوتهم، وفسقوا وعصوا ربهم، وضيعت عوائل بسبب جلساء السوء الذين يدخلون إلى المجلس وتشرب فيه المنكرات، ويلعب فيه باللعب المحرمة التي أقل ما يقال فيها أنها تضيع الأوقات.
وبعض البيوت حصلت فيها سرقات، وبعضها حصل فيها وضع للسحر الذي يفرق به بين المرء وزوجه، من دخول هذه العناصر المشبوهة إلى البيت، ولو كان أقرب قريب، إياكَ وصديق السوء، إياكِ وجارة السوء.
بعض الناس يسكتون تحت الإحراج فيسمحون لمن هب ودب بالدخول، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر النساء يوم خطبة عرفة: (يا أيها الناس أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ أي يوم أحرم؟ قالوا: يوم الحج الأكبر. قال -من خطبته فيهم-: فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن).
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والبخاري : (أخرجوا المخنثين من بيوتكم) وهذا المخنث الذي ليس برجل ولا امرأة يحدث فيه تساهل من الدخول على النساء، ويصف النساء اللاتي في البيوت للرجال الأجانب، ولذلك هين المخنث الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فتح الله عليك الطائف فإن عليك بابنة فلان؛ فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان -يعني عكن البطن- هذا بعده مباشرة عليه الصلاة والسلام أخرجه من بيته، ومنعه من دخول بيته، لأن معنى ذلك: أنه كما وصف بنات الناس سيصف نساءه يوماً من الأيام؛ فلذلك لا يدخل هؤلاء في البيوت.
نصيحة: أيها الولي في البيت، أيها القائم بأمر البيت.. عليك بدقة الملاحظة لأحوال أهل بيتك، عليك بملاحظة من يتصل بأولادك، من يعاشر نساءك، التعرف على أصدقاء الأولاد، ماذا يجلب للأولاد معهم من خارج البيت، ماذا يوجد في أدراجهم وتحت وساداتهم وتحت فرشهم وأسرتهم؟ إلى أين تذهب ابنتك ومن تزور؟ أليس يحدث أنها تزور أحياناً بعض الفاسقات يعلمنها من المحرمات شيئاً عظيماً؟
وبعض الأولاد يحضرون إلى البيوت الصور والأفلام الخليعة والدخان، وبعضهم يدخل الحبوب والمخدرات إلى بيته والعياذ بالله، والأب نائم يغط في غفلة عظيمة، أتينا من وراء عدم الانتباه إلى ما يدخل البيوت؛ مجلات مفسدة وأفلام تدخل البيوت من غير رقابة من ولي الأمر في البيت، إذا كان أبوك مهملاً أنت أيها الولد الصالح كن رقيباً على البيت.
وأذكر لكم قصة رجل كان عنده شيء زائد من هذا التدقيق فأدى إلى كرهٍ له من قبل أولاده،كان لديه في البيت كمبيوتر، ووصل به الأمر إلى أنه يخزن في هذا الكمبيوتر أخطاء أولاده، وإذا حصل شيء من أحد أبنائه: استدعاه بمذكرة، وفتح الجهاز وفتح الصفحة والخانة قال: أنت عملت كذا وكذا وأنت عملت كذا وكذا، وسجل هذه الجديدة.. مثل هذه الطرق التي لا تحدث في كبريات الشركات، ينبغي ألا تكون أيضاً من السلبيات التي تحدث في مراقبة بعض الآباء والأولياء لتصرفات أبنائهم، بل تكون مراقبة عن بعد، وإذا حدث شيء أو شعرت بشيء يمكن أن تبحث خفية، ثم تعظ وتنصح وتوجه، وتعاقب إذا لزم الأمر ذلك.
نصيحة: عليك بالاهتمام بالجلسات الفردية، جلسات المصارحة بينك وبين أولادك أو زوجتك، أو بين الأم وبناتها وأولادها، جلسات المصارحة التي تقول فيها للولد أشياء كثيرة، جلسات المصارحة التي يحس الولد من خلالها أنك تحبه، أنك تحرص على مصلحته، أنك تريد الخير له، وتكون بمعزل عن بقية الناس، لا يكون فيها تشهير، ولا تحطيم لمعنوياته وشخصيته.
نصيحة: احرص على جعل أوقات تناقش فيها الأمور والمشكلات العائلية، وليس المقصود عمل اجتماعات عمل كما يقع في بعض الشركات، وإنما المقصود اختيار الوقت المناسب عند اجتماع الأهل والأولاد في البيت مثلاً فتناقش فيها مثلاً قضية عمرة رمضان، أو قضية الحج، أو سفر الإجازة، أو زيارة أقرباء لكم، أو زيارتكم لهم، أو تنظيم عرس، أو وليمة، أو عقيقة، أو مساعدة الجيران أو الفقراء في الحي؛ مشاريع خيرية، إرسال الطعام، مناقشة أوضاع العائلة وتطويرها، والإسهامات في حل مشكلاتها، إذا كانوا لا يرون بعضهم كثيراً، لابد أن تناقش المشكلة لننظر كيف يرون بعضهم.
أيها الإخوة.. بعض البيوت فعلاً مثل الفنادق، كل واحد له غرفة بمفتاح وانتهت القضية، لا يرون بعضهم ولا يجتمعون مع بعضهم، تقطعت بهم الأسباب، ولابد أن يحاول ولي الأمر في بيته استشارة وأخذ رأي أهل البيت، خصوصاً في الأمور المهمة كنقل البيت مثلاً، فلا يفاجئون بقرار مفاجئ بنقل البيت دون أن تؤخذ آراؤهم في مثل هذه القضايا.
ولا بد أن تكون روح الجماعية مسيطرة على البيت، لا روح الاستبداد والأحكام التعسفية.
لو أردت أن تثور فتجنبه أمام ولدك، طبعاً قد يكون مثالياً لكن لابد أن نحرص عليه، والجميع عرضة للخطأ، لكن لا بد أن نتواصى فيما بيننا على تلافي هذه القضية، ولابد من الحرص على تماسك البيت وسلامة البناء الداخلي، وما أعظم الجريمة التي تحدث أحياناً أن يقول الوالد لابنه: لا تكلم أمك! وتقول الأم لابنها: لا تكلم أباك..!
تجد الواحد بين سلبيات عمل المرأة خارج البيت وإيجابيات عمل المرأة خارج البيت، فمثلاً بعضهم يقول: عمل زوجتي خارج البيت مهم؛ لأنها تعبت على الشهادة ودرست، وخسارة أنها ترمي هذه الشهادة وتضيعها، وبعضهم يقول: تساعدني في البيت، قد يكون الزوج قليل ذات اليد، قد يكون هذا سبباً وجيهاً فعلاً لعمل المرأة، أو أن تساعد أهلها إن كانوا ضعفاء، أو أن تسلي على نفسها إن كانت غير ذات ولد، أو يكون لديها هدف كالدعوة إلى الله مثلما يقع من بعض المدرسات الفاضلات.
ولهذه المسألة أيضاً جوانب سلبية: كعدم إعطاء الزوج حقه، وإهمال البيت، والتقصير في حق الأولاد، بالإضافة إلى الإرهاق الذي لا يناسب طبيعة المرأة وفطرتها.
فماذا يفعل الإنسان حيال هذا الأمر؟ نقول: لابد أن يوازن بين المصالح والمفاسد، فإذا رأى أن المفاسد أكبر، وأن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ، فلا داعي لأن تعمل المرأة، ونفضل السعادة على المال، وإن كانت السلبيات محتملة والإيجابيات كبيرة يمكن أن تعمل بالشروط الشرعية، وقد يكون الأفضل أن تعمل فترة من الزمن تساعد زوجها في بناء بيت مثلاً، ثم بعد ذلك تتوقف؛ لأنه يصير عندها من الأولاد ما يمنعها من إكمال العمل.
( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق) حديثان صحيحان.
البيت الذي فيه عنف وشدة؛ يكون بيت نكد وتعاسة وشقاء.
البيت الذي يكون فيه رفق وسهولة في التعامل ويسر؛ يكون بيت سعادة، بيتاً يود الإنسان ألا يخرج منه، ويتمنى ويرقب متى يرجع إليه، ولذلك لابد من الحرص على الأخلاقيات في البيوت.
نصيحة: عليك بملاطفة أهلك وممازحتهم مزاحاً حقاً، ومعاشرتهم بالمعروف، حتى لا يصبح في البيت تعاملات رسمية مثل الشركة، فإن البيت يختلف، بعض الآباء يدخلون بوجه كالح عبوس مقطب إلى البيت، إذا دخل سكت المتكلم، واستيقظ النائم، وخاف الآمن.. وهذا بيت لا يمكن أن يكون بيتاً سعيداً أبداً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يداعب زوجاته ويلاعبهن، وكان يلاطفهن بالكلام، وكان يقول لـعائشة كلاماً كثيراً، لعله يكون بسط هذا الكلام في موضوع "العشرة الزوجية" الذي سنتكلم عنه بعد رمضان إن شاء الله من خلال ما نناقش من مشكلات الحياة العائلية والزوجية بالذات.
بعض البيوت -أيها الإخوة- كئيبة؛ لأن الآباء لا يلاطفون أولادهم، لا يعرف الطفل حنان الأب، ولا يعرف ملاعبة الأب، (كان صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته) رواه أحمد ومسلم وغيرهما، وهو حديث صحيح يدل على حب الصبيان واشتياقهم له، فإنهم ما إن يسمعوا بمقدمه حتى يخرجوا لملاقاته صلى الله عليه وسلم.
ومن الأمور المعينة على الأدب؛ ما أرشد إليه عليه الصلاة والسلام في الحديث عن الحسن (علق السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم) لأن الأعوج عندما يرى وسيلة العقاب يخاف، فبعض الناس الذين لا يصلحهم الوعظ، ولا تصلحهم النصيحة اللفظية والكلامية قد تصلحهم العقوبة، ودعوا عنكم نظريات الغرب الزائفة الذين يقولون: إن الضرب ليس وسيلة تربوية فيمنعونه بإطلاق، فإنه هراء، والدليل على نسف هذه النظرية قوله صلى الله عليه وسلم: ( واضربوهم عليها لعشر ) طبعاً نحن لا نقول: إن أول علاج يعمل في مواجهة السلبيات هو الضرب.. كلا.
يعمد أحدكم إلى أهله يجلدهم جلد العبد ثم لعله يضاجعها بعد ذلك..! لا يجوز، آخر شيء هو الضرب والعقوبة، لكن لابد من وضع شيء يشير إلى أن هناك احتمال استخدام العقوبة في وقت من الأوقات.
ملاعبة الصبيان كما سبق وأن ذكرنا قبل قليل من سنته وهديه صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، وتأملوا في شخصية نبينا صلى الله عليه وسلم، تأملوا في شمائله وأخلاقه، تأملوا في هديه وسنته، تأملوا في سيرته وطريقته: (إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدلع لسانه
القصص أيها الإخوة لها وقع خاص جداً في نفوس الأطفال، وكثير من الآباء والأمهات لا يدركون هذه القضية، فيتركون أولادهم نهباً للقصص الغير مفيدة مثل قصص "ميكي ماوس" و"سوبر مان" وأحياناً بعض القصص غير الحسنة في مجلة ماجد وغيرها، يتركون أولادهم نهباً لهذه الأشياء، مع أن لدينا ثروة عظيمة جداً من القصص التي تزخر بها مصنفات المسلمين.
ولا أجمل من أن يجمع الأب أولاده ليقص عليهم قصة، ولقد جربت بنفسي أن أقص مرة قصته صلى الله عليه وسلم مع الرجل والجمل الذي أرهقه صاحبه إرهاقاً شديداً، وقصة إبراهيم في تحطيم الأصنام وكيف أنقذه الله، وقصة موسى عليه السلام وكيف كان يتهادى ذلك الصبي على ماء النهر حتى وصل إلى بيت فرعون، وقصة عمر بن الخطاب مع المرأة وأولادها، لما كان عمر يعس في الليل مع صاحب له، فوجد خيمة بعيدة فيها امرأة عجوز وأولاد يبكون من الجوع فذهب وسألهم، ثم أتى وأدخل إليهم المئونة وطبخ لهم وأكلوا، ثم ذهب يتفرج عليهم من بعيد وهم يقفزون ويلعبون حتى ناموا، وقصة أصحاب الجنة في سور "ن" وقصة يونس عليه السلام في بطن الحوت... هذه قد يكون لها انشداد كبير من الطفل، وأثر عظيم في نفسه.
وتجنبوا القصص الخرافية، والقصص المخيفة التي ترعب الأولاد، وتجعلهم يستيقظون من الليل يصيحون، وتفسد واقعيتهم كما يحدث في كثير من أفلام الرسوم المتحركة.
إياك والمنكرات المتعلقة بالأطفال، شيء اسمه حفلة عيد الميلاد لابد أن يلغى نهائياً؛ لأنه تشبه بالكفار و(من تشبه بقوم فهو منهم).
نصيحة: اهتم بألعاب أولادك، اهتم بأن تجعل لهم أشياء مشروعة يلعبون بها، تجنب الأدوات والألعاب الموسيقية، الألعاب التي فيها أرواح متقنة الصنع، وأما عرائس البنات المحشوة بالقطن والتي لها هيكل عام ويدين ورجلين ودائرة في الرأس.. هذا لا بأس بها، أما الأشياء المتقنة الصنع فتجنبها، وإذا رأيت على لعبة ولدك صليباً فاجعله هو يغيره بنفسه؛ ليتعلم الولد أن هذا أمر قبيح، واجعل له لعباً مسلية وهادفة، وتجنب ألعاب العنف التي تنشئ الأولاد على العنف، اجعل لهم غرفة يمارسون فيها هوايتهم، أو زاوية من البيت مثلاً، بعض الأولاد الذين يكبرون في السن نوعاً ما قد يحبون الأشياء الميكانيكية، قد يحبون الأشياء الإلكترونية، قد يحبون أن يشتغلوا في نجارة شيء ما، أو إصلاح أشياء معينة، لا بأس أن يجعل لهم هذه الأشياء، وتجعل لهم خزائن يضعون فيها ألعابهم وأدراج يرتبونها فيها.. لأن هذه في الحقيقة تدرأ عن أولادنا مصائب كثيرة جداً، من الأفلام والأشياء التي تغزو بيوتنا من وسائل الشر والفساد.
نصيحة: لا بد من مراعاة أحوال الأقارب من غير المحارم الذين يعيشون في البيت، فبعض الناس قد يسكن هو وأخوه في بيت واحد، بعض الناس يسكن مع عمه أو مع خاله في بيت واحد، أخو الزوج ليس محرماً، خال الزوج ليس محرماً للزوجة، عم الزوج ليس محرماً للزوجة، فلا يجوز لهؤلاء أن يختلوا بالنساء في البيوت، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء. قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو) الحمو قريب الزوج، إذا كان الزوج غير موجود هل ينتظر على الباب؟ قال: (الحمو الموت) مبيناً خطورة هذه القضية.
وكثير من المصائب حدثت فعلاً؛ عندما لم يهتم أرباب البيوت بالذين يدخلون في بيوتهم من الأقرباء من غير المحارم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يبيتن رجل عند امرأة في البيت إلا أن يكون ناكحاً أو ذا محرم) كخالها، عمها، جدها، ذي محرم.
وكذلك الخدم في البيوت، فهم من المصائب التي ابتليت بها بيوت المسلمين، الآن يوجد خدم يترتب على وجودهم في البيوت من المعاصي التي لا يعلم بها إلا الله، فساد وخراب لا يعلم به إلا الله، ولنا في التاريخ عظة: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ [يوسف:23] بعض الناس يظن الشر من الخادم والسائق، بعض الأحيان يكون السائق مسكيناً والخادم مسكيناً، ويكون الشر من أين؟ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ [يوسف:23] كان الزوج غائباً في العمل، وفي صحيح البخاري : (إن ابني كان عسيفاً عند هذا فزنى بامرأته) حدثت شكوى عند الرسول صلى الله عليه وسلم يقول هذا: كان ولدي خادماً عند هذا فزنى بامرأته، فأخبرنا ما هو الحكم يا رسول الله؟ هذا لأن هناك تساهل فيدخل الخادم البيت وهذه شبهة.
وكذلك الخادمة، خراب بيوت، أولاد زنا، فساد العلاقات الزوجية، لو حدث أن أصبحت عندك خادمة -واحرص على ألا يحدث- فعلى الأقل تكون مسلمة، فإن لم تسلم فرحلها فوراً (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) فما بالكم بغير اليهود والنصارى من الوثنيين وعباد الأوثان، وعباد الكواكب وعباد البقر؟
وأن تكون متحجبة لا تبدي مفاتنها للشباب في البيت، لا يكون هناك خلوة، ولا يكون هناك أثر سيء على الأولاد.
أيها الإخوة.. إنني أرى أنه لا يصلح أن نسوق إليكم القصص التي فيها المفاسد التي حدثت في البيوت من وراء الخدم؛ لأنني لو رويت لك الآن قصصاً عن مفاسد البيوت من الخدم والخادمات فماذا زدتك أنا؟ أزيدك قصة وأنت تعرف قصصاً، ليست القضية الآن سرد قصص عن المنكرات من وراء وجود الخدم، ولكن المهم الآن علاج الموقف، المهم الآن استدراك الخطر، المهم أن نعرف كيف نفعل، ليس أن تسفر الخادمة بعد فوات الأوان قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [التحريم:6] تأتي بأسباب الفتنة وتضعها في البيت!
لو اضطررت يا أخي كأن تكون الزوجة حاملاً عندها أربعة أولاد، فهي بذلك لا تستطيع أن تعمل، فيمكن أن يكون هناك رجل تكون أنت في البيت وهو ينظف البيت، ويمكن أن توجد خادمة تدور على مجموعة من البيوت ولا تكون مستقرة في البيت، تستأجر لساعات تفعل الغرض وتمشي، نستخدم المغاسل السريعة، نستخدم أطباق الورق، لابد أن نحل المشكلة.
تقول أسماء امرأة الزبير ؟ [كنت لا أحسن العجن، فكن نسوة من الأنصار يعجن لي].
كم جر الهاتف على بيوت من مصائب! وكم كان الهاتف سبباً في تدمير بيوت بأسرها! وكم كان سبباً في إدخال الشقاء والتعاسة إلى أفراد وبيوت المسلمين! أو جر بعض الأفراد وجرهن إلى مهاوي الرذيلة والفساد، وأقل ما فيه من بعض المفسدات أنه مضيعة للوقت في بعض الأحيان.
ما هي خطورة الهاتف؟
أنه منفذ مباشر من خارج البيت والأسوار والجدران إلى داخل البيت.. هذه خطورة الهاتف.
ولذلك فهو آلة ذو حدين، إذا لم يحسن استخدامها عمت المعاصي وانتشرت المنكرات، ولا داعي أن أسرد عليكم كثيراً من القصص التي كان فيها عدم الرقابة عليه من جهة أولياء الأمور في البيوت سبباً في مصائب عظيمة لا يعلمها إلا الله، لا بد أن يكون هناك وعي ورقابة.
يا أخي عندما تسمع أصواتاً في الليل من الهاتف؛ البنت تتكلم الساعة الثانية عشرة في الليل فاعلم أن هذا شيء غير طبيعي! أين الغيرة على النساء؟! وكذلك عندما يمسك الهاتف ساعات طويلة جداً.
والشريعة الإسلامية كفيلة بجعل استخدام هذا الجهاز صحيحاً حتى لو غاب رب الأسرة، وآخر الدواء الكي، لو لم يكن إلا فصل حرارة الهاتف فصلناه.
واحرصوا على عدم تخون أهليكم، بعض الناس يقول: مع من كنت تتكلمين؟! اليوم أنا اتصلت من العمل ثلاث مرات وكان التلفون مشغولاً في أوقات مختلفة.. فاعترفي!
وهذا أسلوب التخوين أسلوب سيء جداً يهدم العلاقات.
إزالة المنكرات من البيوت؛ التلفزيون، الفيديو الذي يعرض الأفلام السيئة، لو لم تتمكن من إزالة هذه المنكرات؛ فعليك أن تأتي بالبدائل.
متى لا يمكنك الإزالة؟ بعض الناس يلعب عليهم الشيطان يقول: لا أستطيع أن أزيله، ونقول: بل تستطيع أن تزيله، لكن أحياناً ييقول الشخص: أنا لست صاحب سلطة في البيت.. هنا فعلاً قد تعجز عن إزالة منكر، لو كسرته أتوا بأحسن منه، لو أخرجته أتوا بآخر أو أخرجوك أنت، وعند ذلك لابد من الحرص على إيجاد البدائل، أعط إخوانك الصغار بدل ما هم يتفرجون على هذه الأفلام أشرطة ألعاب في الكمبيوتر، بعض الألعاب قد تجدها سيئة، وبعضها ليس فيها شيء ولا حرج فيها، هات أفلام فيديو فيها محاضرات إسلامية تشغلهم عن الأشياء الأخرى السيئة.. هذا لو ما استطعت أن تخرجه أصلاً.
والحذر من وسوسة الشيطان، فإن بعضهم يحتج بأجهزة الكمبيوتر يقول: أرى فيها الطنطاوي أو الشعراوي .. حسناً.
وإخراج الكلب من البيت، وبعضهم يستهين بوضع الكلاب في البيت، وفي حديث صحيح: (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها كل أسود دهيم، وما من أهل بيت يرتبطون كلباً إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط؛ إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم) كلب الحراسة لا بأس به للضرورة، أما تقليد الكفار بوضع الكلاب في البيوت (فمن اقتنى كلباً ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض؛ فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم) رواه مسلم .
من إزالة المنكرات في البيوت: منع استخدام الأشياء المحرمة كالتدخين والشيشة وغيرها ابتداءً وانتهاءً، بعض الناس يتساهلون مع الضيوف، يا أخي ضع ملصقات وصرح، إذا جاء يدخن قل: لا مجال للتدخين عندي في البيت، لا أسمح لك، ليس هناك في البيت الإسلامي طفايات ولا ولاعات ولا منافذ سجائر.
ومن أحكام البيوت: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27].
حكم آخر: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ [النور:29].. فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النور:61].. وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا [البقرة:189] ولما تحرج بعض الصحابة من الأكل في بيوت أقربائهم إذا لم يكن القريب في البيت أنزل الله عز وجل في رفع الحرج: وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ [النور:61] لو كان غير موجود وأنت تعلم أنه راض أن تأكل في بيته -طبعاً بدون ما يكون في وجودك حرام مثل الخلوة- فلا بأس أن تأكل من ذلك البيت كما هو نص الآية.
وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور:59] أي: من الأطفال الذين من قبلهم الأجانب فيصبح الأولاد إذا بلغوا لا يدخل على أبيه وأمه حتى لو في غير هذه الأوقات الثلاث، وبعض الناس يتساهلون فتحدث تصرفات شاذة من الأطفال في البيوت، وأظنكم تعلمون وتفهمون ما أقصد.
ثانياً: لا يجوز إخراج المطلقة الرجعية من البيت، لابد أن تجلس معك، لا تذهب بها عند أهلها إذا طلقتها، العدة في المرأة المطلقة الرجعية في البيت حتى يتمكن الزوج من المراجعة لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ [الطلاق:1].
إذا مات الميت في البيت فالملائكة كما في الحديث: (فإن الملائكة تؤمن على ما يقول أهل الميت).
القط في البيت إذا ولغ في الآنية قال صلى الله عليه وسلم: (السنور من أهل البيت، وإنه من الطوافين عليكم والطوافات) ولذلك لو شرب من إناء فالماء يبقى طاهراً وليس بنجس.. هذه خصوصية للقط.
بالنسبة للأضاحي: على كل أهل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب -كما ثبت في الصحيح- واستحباباً، وفي كل أضحى شاة، وأهل البيت هم من يعيشون في بيت واحد.
من الأحكام: من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة؛ لأنه قد يسقط ولا يوجد حاجز، قد يتدحرج أثناء النوم ويسقط.
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل لوحده، فعليه أن يحرص أن يكون معه أحد آخر قدر الإمكان.
كذلك: لا يجوز النظر من خلال أبواب البيوت، وإذا فقئت عين إنسان ينظر فليس لها دية.
وأما قراءة سورة البقرة فإنه لا حد لها محدود كما أفادني به الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله وقال: كل ما استطاع أن يقرا سورة البقرة في البيت يقرأها حتى لا يدخلها الشيطان.
أذكار دخول البيت: باسم الله، والخروج من البيت: باسم الله أيضاً، وعند الأكل: باسم الله؛ وهي تحرم الشيطان من المبيت والأكل في البيت.
باسم الله توكلت على الله.. الحديث المعروف عند الخروج، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك.
أن يكون بجانب مسجد، وهذا شيء ضروري، ولا يكون في عمارة فيها فساق أو مجمعات سكنية لشركات فيها كفار، لا يكون فيه كشف، ولو حصل فلا بد من ستر الجدران، وتعلية السور، وستر النوافذ.
تصميم البيت من الداخل بحيث يكون هناك مدخل للرجال ومدخل للنساء، ويكون مهيئاً لعدم الاختلاط، صالات البيوت منفصلة، فلا يمر بعضهم على بعض، تكون الحمامات -المراحيض وبيت الخلاء- في وضع غير مستقبل القبلة.
كذلك إذا استطعت أن تهيئ مسكناً واسعاً كما قال عليه الصلاة والسلام: (أربع من السعادة وذكر منها: المسكن الواسع) وقال: (أربع من الشقاء وذكر منها المسكن الضيق)، والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
اختيار الجيران مهم، والجار قبل الدار، قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار الباب يتحول) لو ذهبت إلى مكان ما ووضعت خيمة، وكان بجانبك ناس أهل طبل ومزمار سيغادرون بعد يوم أو يومين، أو ستغادر أو تنتقل أنت فذلك يهون، لكن المصيبة لو أن سكنك بجوار فساق فماذا يحولهم؟ وهذا ما جعل بعض المخلصين يفكرون جدياً في السكن في عمارات يستأجرها هو ومجموعة من الطيبين حتى يحفظ بعضهم بعضاً.
الاهتمام بالإنفاق على البيت في الأشياء الضرورية، توفير وسائل الراحة في البيت، بعضهم يهمل بيته ترتع فيه الحشرات، وتسير فيه البلاعات، ويمتلئ البيت بالأثاث المحطم والفاسد، والقمامة تفوح رائحتها، فلابد من الاعتناء بالبيت وجعله مكاناً للراحة، ولابد من التفريق بين الأشياء الحاجية والأشياء التبذيرية، هناك حاجات مثل المواد العازلة للحرارة؛ هذه حاجية حتى لو أنفقت فيها، لكن تزويق البيوت من الأشياء المنهي عنها، نهي أن يدخل البيت المزوق، وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة واللبن والطين) (ونهى صلى الله عليه وسلم أن تستر الجدر) حديث حسن مرسل، وهذا من عمل الكفار قالوا: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ [الإسراء:93].. وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الزخرف:33-35] (ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ)حديث صحيح، وفي صحيح البخاري أن أبا أيوب دعاه ابن عمر على وليمة عرس، فرأى في البيت ستراً على الجدران -كما هو الآن في بعض البيوت من سجاجيد على الجدران- فعاتب أبو أيوب ابن عمر ، فقال ابن عمر : غلبنا عليه النساء؛ يعتذر إليه أن هذا من عمل النساء، فقال أبو أيوب : [من كنت أخشى عليه فلم أكن أخشى عليك] إذا خشيت على أحد من النساء لكن أنت ما أخشى عليك، فكيف تقول هذا الكلام؟
وأخرج أحمد في كتاب الزهد أن ابن عمر أتى رجلاً في بيته وقد ستر بالكرور -هذه الأغطية والسجاجيد والأشياء على الحيطان- فقال ابن عمر : يا فلان.. متى تحولت الكعبة إلى بيتك؟ ثم قال لنفر معهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ليهتك كل رجل ما يليه.
ستر الجدران قال عنه بعض العلماء: حرام، وقال بعضهم: مكروه؛ لماذا؟ لأنه من التبذير، وهذه الأشياء والتحف المملوءة بها البيوت.
وختاماً: فإن العناية بأحوال البيت مهمة، كان صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه المعوذات، وكان يأمر للمريض بالحساء والتلبينة، ويهتم بصحة الأولاد، والاهتمام بالتغذية في البيت، (بيت لا تمر فيه جياع أهله)، الحرص على الأشياء الصحية: (خمروا الآنية، أوكئوا الأسقية، أجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون) هذه أيضاً من الاهتمام بالأشياء التي في البيت، كل ما فيه ضرر وأذى لابد من إزالته قبل النوم.
هذه جوانب ولمحات -أيها الإخوة- من الوسائل والنصائح التي نعالج بها بيوتنا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وممن صلحت بيوتهم وذراريهم ونساؤهم وأهلوهم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر