قال: [ ثامناً: صلاة ركعتين بعد الفراغ من الطواف خلف مقام إبراهيم] يشرع الصلاة وراء المقام؛ لأنه قدم لله معروف، فقد بني البيت بواسطته [يقرأ فيهما المصلي بالكافرون والإخلاص بعد الفاتحة] الركعة الأولى: بـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1]، والركعة الثانية بـ الْحَمْدُ لِلَّهِ [الفاتحة:2] و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فلا نغير هذا ولا نبدله، ولا نقرأ بسورة أخرى [لقوله تعالى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125] ] فقد اتخذناه، والحمد لله.

[تاسعاً: الشرب من ماء زمزم، والتضلع منه بعد الفراغ من صلاة الركعتين] هذه سنة أخرى، بعد أن تصلي ركعتين خلف المقام، اذهب إلى زمزم واشرب كثيراً حتى تنتفخ ضلوعك.

حج معي أحد الصالحين، ولا يزال موجوداً، وهو كبير في السن، وكان يشرب من ماء زمزم بالدلو ويوسع بيديه بطنه، فجزاه الله خيراً.

[عاشراً: الرجوع لاستلام الحجر الأسود قبل الخروج إلى المسعى] هذا في زماننا صعب جداً فلا يفعله أحد، بخلاف السابق فقد كان الحجاج والمعتمرين قليلين، فكان يفعل هذا جميع الناس، وهو ليس بواجب، بل من سنن الطواف.

[ تنبيه: أدلة جميع ما تقدم من هذه السنن: عمل الرسول صلى الله عليه وسلم المبين في حجة الوداع].

نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

السؤال: فضيلة الشيخ! إذا كان اليوم الأول من شهر رمضان، فهل أنوي الصيام شهراً كاملاً أم أجدد النية في كل يوم؟

الجواب: تكفيك النية الأولى، فتجديدها ليس بلازم ولا واجب إلا إذا انقطع صيامك لمرض أو سفر أو حيض بالنسبة للنساء فتجدد حينئذ النية، أما إذا ما انقطع الصيام واستمر فتكفيك نية أول ليلة، ولكن يستحب أن تجددها كل ليلة، وفي ذلك أجر وفضيلة.

السؤال: تقول السائلة: فضيلة الشيخ! هل يجوز للمرأة أن تستعمل حبوباً لمنع الحيض حتى تصوم شهر رمضان كاملاً؟

الجواب: يجوز ولكن ترك ذلك أفضل لها؛ لأنها تصوم طاعة لله، فإذا حاضت أفطرت طاعة لله، فتحصل بهذا على أجرين، أما إذا استعملت الحبوب فليس لها إلا أجر واحد، فمن الخير أنها لا تستعمل الحبوب فتصوم، فإذا حاضت انقطع الصوم، وتقضي صيامها، وهي مأجورة على ذلك. وإن قالت: دعوني أستعمل الحبوب. قلنا لها: استعملي، فليس عندنا ما يمنعك.

السؤال: يقول السائل: لقد جئت لأداء العمرة، ولم يسبق لي أن أديت فريضة الحج، وقد سمعت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( عمرة في رمضان كحجة معي ) فهل إذا اعتمرت في رمضان يحسب لي حجة؟

الجواب: بهلول يقول: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( عمرة في رمضان كحجة معي ) ، وأنا ما حججت الفريضة، فهل العمرة في رمضان تسقط عني فريضة الحج؟

الجواب: فريضة الحج لا تسقط ولن تسقط أبداً، فالحج القاعدة الخامسة من قواعد الإسلام، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كحجة معي ) يعني: عمرته في الفضل كحجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لا أنها تكفي عن حجة العمر، فالحج فريضة الله على المسلمين والمسلمات لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، فمن اعتمر سبعين مرة لا يكفي ذلك عن الحج، لكن من استطاع أن يعتمر في رمضان يحصل على أجر عظيم كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال: فضيلة الشيخ! نسمع بعض الناس يقولون: إن الحجر الأسود كان أبيض، وبسبب ذنوب الناس أصبح أسود، فهل هذا صحيح؟

الشيخ: لا علم لي بذلك، فأقول: الله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد.