إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (401)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم تثويب القرآن للغير إذا كان لا يجيد القراءة

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ: عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====

    السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات من سلطنة عمان، أختنا تقول اسمي صفية عامر تسأل وتقول: في العام الماضي في شهر رمضان ختمت القرآن الكريم عن والدي المتوفى من اثني عشر عاماً، وفي هذا العام -أي: في شهر رمضان- أريد أن أختم القرآن الكريم عن أمي، مع العلم أنها ما زالت على قيد الحياة والحمد لله ولكنها لا تجيد القراءة، مع العلم أيضاً أنني لم أختم القرآن عن نفسي وجهوني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فليس في الأدلة الشرعية فيما نعلم ما يقتضي قراءة القرآن عن الغير، لا عن الوالد ولا عن الوالدة ولا عن غيرهما، وإنما يقرأ الإنسان القرآن لنفسه، يريد ثواب الله لنفسه.

    فنصيحتي لك أن تقرئيه ابتغاء وجه الله لنفسك أنت، وهكذا كل مؤمن يقرأ لنفسه لا يقرؤه عن غيره.

    وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك ولكن ليس عليه دليل، والصواب أن الإنسان يقرأ لنفسه لا عن غيره، وإذا دعا ربه بالغيب لوالديه.. لأخواته.. لإخوانه.. لأقاربه حال قراءته أو في أي وقت فهذا كله طيب، الإنسان يدعو لأقاربه ولإخوانه المسلمين ويؤجر على ذلك، قال الله تعالى في وصف عباد الله الصالحين التابعين لمن سبقهم بإحسان قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] فأثنى عليهم بهذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فبين أن الدعاء ينفع، وهكذا في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا المؤمن لأخيه في ظهر الغيب، قال الملك الموكل: آمين ولك بمثله).

    فالمؤمن مشروع له الدعاء لإخوانه المسلمين ولقراباته ولوالديه وترجى له الإجابة، فلا حاجة إلى أن يقرأ عن غيره، بل يقرأ لنفسه ويدعو لوالديه ولإخوانه المسلمين بما يسره الله له من الدعاء، طلب المغفرة والنجاة من النار ودخول الجنة مضاعفة الحسنات إلى غير ذلك.

    1.   

    عدد ركعات صلاة الليل

    السؤال: أحد الإخوة المستمعين بعث يسأل سماحتكم ويقول: كم عدد ركعات صلاة الليل، وهل تكفي الفاتحة في كل ركعة، أم لا بد من قراءة شيء من القرآن، وأيضاً هل تصلى جماعة أم يصلي الواحد بمفرده؟

    الجواب: ليس في صلاة الليل حد محدود والحمد لله، أقلها ركعة، لو أوتر بواحدة بعد سنة العشاء كفى ذلك والحمد لله، والأفضل أن يصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، يسلم من كل ثنتين إذا تيسر له ذلك، فإن لم يتيسر أوتر بثلاث أو بخمس أو بأكثر من ذلك ويسلم من كل ثنتين، هذا هو الأفضل، وإن صلى وحده أو صلى جماعة مع أهل بيته كله حسن ولا حرج في ذلك والحمد لله.

    1.   

    حكم زيارة النساء للمقابر

    السؤال: يقول: أمي تذهب إلى المقابر مع جمع من النساء وهذا في كل عام، ويذهبون بالأكل والأطعمة وما أشبه ذلك، وقد غضبت من هذا العمل ونصحتها ولكنها لم تنته، بماذا توجهونني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: نوصيك بالاستمرار في النصيحة وطلب النصيحة من أهل العلم عندكم حتى ينصحوا أمك ومن معها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن زائرات القبور) فلا يجوز للنساء زيارة القبور لا في السنة ولا في أقل من السنة، الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن زائرات القبور) فأنت تنصحهن وتقول: ليس لهن الزيارة للقبور ولكن يشرع لهن الدعاء للأموات في بيوتهن وفي كل مكان، الدعاء طيب، أما زيارة القبور للنساء فهذه منهي عنها، فأنت تستمر في النصيحة وتطلب من إخوانك أو جيرانك الطيبين أو بعض أهل العلم الذين عندكم أن ينصحوهن وأن يبينوا لهن أن ذلك لا يجوز، ولا مانع أن تقرأ عليهن بعض الكتب التي تتحدث ذلك بيان منع الزيارة للنساء وعندكم كتابي التحقيق والإيضاح لو قرأت عليهن ما ذكرته فيه لعلهن يستجبن لذلك، وكذلك ما يذاع في إذاعة القرآن في هذا البرنامج إذا أسمعتهن إياه لعل الله يهديهن بذلك.

    1.   

    حكم من ترك المبيت بمزدلفة

    السؤال: إحدى الأخوات المستمعات من المملكة الأردنية الهاشمية رمزت إلى اسمها بالحروف (ف. م) تقول: في أحد الأعوام أدينا فريضة الحج أنا وزوجي، وفي يوم عرفة ذهبنا من عرفات إلى المزدلفة وصلينا العشاء فيها وجمعنا منها الحصى، ولكننا لم ننم تلك الليلة في مزدلفة وعدنا بالباص إلى مكة، الرجاء إفادتنا أفادكم الله عن صحة حجنا، وماذا نفعل، هل علينا من فدية أم لا، علماً بأن زوجي متوفى وما حكم صحة الحج الذي أديناه؟

    الجواب: إذا كان الواقع ما ذكرت فالحج صحيح والحمد لله، لكن إن كان انصرافكم من مزدلفة قبل نصف الليل فعليك دم وعلى زوجك دم يذبح في مكة للفقراء والحج صحيح، أما إن كان الانصراف من مزدلفة بعد النصف الأخير من الليل فلا شيء عليكما والحمد لله.

    1.   

    البداءة بالحج أم بالزواج؟

    السؤال: المستمع أحمد لطفي محمد يقول: أنا رجل أعزب ولست متزوجاً، وأبلغ من العمر الثانية والثلاثين، هل أبدأ بالحج أم بالزواج جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كنت في حاجة للزواج وتخشى على نفسك فابدأ بالزواج، والحج يكون بعد الزواج إذا استطعت، أما إذا كنت لا تخشى الفتنة ولا تخشى على نفسك من تأخير الزواج فابدأ بالحج ثم تزوج بعد ذلك.

    المقصود أنك تراعي ما هو الخطر وما هو الذي يضرك وتخشى منه، فإن كان النكاح يضرك تأخيره وتخشى على نفسك فابدأ بالنكاح.

    وإن كنت لا تخشى شيئاً وتخشى أن يفوت عليك الحج فبادر بالحج -والحمد لله-، اعمل بما هو أقل ضرراً وأكثر نفعاً، وأنت أعلم بنفسك فإذا كنت في حاجة للزواج وتخشى على نفسك من التأخير فابدأ بالزواج، وإن كنت بحمد الله لا تخشى شيئاً بل أنت مطمئن أنه لا شيء عليك ولا يضرك التأخير فابدأ بالحج والحمد لله.

    1.   

    حكم من يعمل في مزرعة ولا يستطيع حضور صلاة الجماعة

    السؤال: يقول: إنني أعمل مزارع والمزرعة تبعد عن المسجد ولا أستطيع صلاة الجماعة، فبماذا توجهونني جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: إذا كنت بعيداً ولا تسمع النداء فصل في المزرعة والحمد لله، أما إذا كنت قريباً تسمع النداء العادي إذا أذن وجب عليك أن تصلي مع الجماعة، أما صوت المكبر فهذا لا يتعلق به الحكم لأنه يسمع من بعيد، لكن إذا كنت تسمع النداء بغير المكبر عند هدوء الأصوات وعدم الموانع فالواجب عليك البدار وتصلي مع الناس إذا كنت لا تخشى على المحل الخطر تصلي مع الجماعة، وإذا كنت لا تسمع النداء فصل في محلك، وهكذا لو كنت في محل تخشى عليه إذا ذهبت فإنك تصلي فيه حفاظاً له، وحذراً من الخطر إذا لم يكن فيه من يصونه، أما إذا كنت تستطيع إغلاق الأبواب أو وجود من يحرسه، فالمقصود إذا كان لا خطر فالواجب عليك أن تصلي مع الجماعة إذا كنت تسمع النداء في الأوقات التي ليس فيها ما يمنع صوت النداء، أما صوت المكبر فهذا قد يسمع من بعيد ولا يتعلق به حكم، إنما الحكم بالصوت العادي عند هدوء الأصوات وعدم وجود الموانع، فالواجب عليك السعي وأن تؤدي الصلاة مع المسلمين.

    1.   

    حكم مرور الطفل بين يدي المصلي

    السؤال: مستمع يقول المرسل (محمد. ع. ش) يقول: هل يجب على المصلي أن يمنع مرور الطفل من بين يديه في الصلاة؟

    الجواب: نعم لا يدع شيئاً يمر بين يديه، يمنعه إذا تيسر ذلك، فإن غلبه فلا شيء عليه، لكن يمنع إذا رأى الطفل أو الدابة كالغنم ونحوها إذا تيسر ذلك، فإن غلبه ذلك فصلاته صحيحة، ولا يقطعها إلا ثلاثة: المرأة البالغة والحمار والكلب الأسود، إذا مر واحد من هذه الثلاثة بينه وبين سترته أو قريباً منه في حدود ثلاثة أذرع فأقل قطع عليه صلاته، أما إن كان بعيداً منه أو فوق ثلاثة أذرع أو كان وراء السترة فإنه لا يقطع عليه الصلاة، أما غير الثلاثة فإنه يمنع، لكن لا يقطع الصلاة مرور البعير أو الشاة أو الطفل أو الكلب غير الأسود، لو مر لا يقطع، لكن إذا أمكنه يمنعه فعل ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان)

    فهذا عام أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بدفع المار، سواء كان المار قاطعاً أو ليس بقاطع، السنة والمشروع أن يدفعه ويمنعه من المرور بالتي هي أحسن، فإن غلبه فإن صلاته صحيحة، إلا إذا كان المار كلباً أسود أو حماراً أو امرأةً مكلفة بالغة -يعني: حائض- فإن الواحدة من هذه الثلاث يقطع بنص النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    زكاة الذهب إذا بلغ النصاب

    السؤال: هل الذهب يزكى بقدر قيمته أم بقدر وزنه بالجرام، وإذا كان بالوزن فكم مقدار الوزن الذي تجب فيه الزكاة؟

    الجواب: إن زكى بالذهب زكى من الذهب إذا كان أربعين جنيه زكاة جنيه واحد ويكفي، أما إذا كان زكى بالقيمة فإنه يزكي بالقيمة مثلاً عندها عشرين جنيه زكاتها نصف جنيه، النصف الجنيه ما يتيسر إخراجه ما هناك أنصاف فإنه يخرج نصف القيمة نصف قيمته في السوق ما يساوي جنيهاً في السوق إذا كان الجنيه يساوي مائة يخرج خمسين، أما إذا كان الجنيهات كثيرة، عنده أربعون يخرج واحداً ربع العشر، كان عنده ستون يخرج واحداً وقيمة النصف الباقي عليه هو جنيه ونصف من الستين، فعليه أن يخرج جنيها برأسه ويخرج نصف القيمة، وإن أخرج القيمة كلها وفرقها بين الفقراء كله طيب.

    1.   

    مدى صحة احتجام النبي عليه الصلاة والسلام في كل عام

    السؤال: هل الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحتجم في كل عام؟

    الجواب: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتجم، أما كونه في كل عام فلا أعلم شيئاً في هذا، يعني: ثبت عنه أنه كان يحتجم عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    الحكمة من الحجامة

    السؤال: يسأل ما هي الحكمة والفوائد من الحجامة؟

    الجواب: الحجامة فيها مصالح لمن اعتادها في تخفيف الدم الفاسد، إذا حجمه من يعرف هذه الأمور، فإنه يستفيد منها في الحال.

    والفائدة التي يجدها في إخراج الدم فإنه ينتفع بذلك ويجد مصلحة راحة له في إخراج هذا الدم تكون هذه الحكمة.

    فالمقصود: أنه إذا كان يجد من الحجامة فائدة ينتفع بها ويرتاح لها وتدفع عنه ضرراً هذا كله حكمة.

    1.   

    العدد الذي تقام به الجمعة

    السؤال: مستمع يقول يحيى من اليمن يقول: أعيش في قرية صغيرة ويوجد في هذه القرية جامع وعدد سكان القرية قرابة العشرين رجلاً، إضافة إلى الأطفال، وعندنا سوق وموعده هو يوم الجمعة، ونضطر في هذا اليوم للذهاب إلى السوق لشراء بعض الأغراض، فلا يبقى في القرية إلا عشرة أشخاص أغلبهم صغار السن، فهل يجب على هذا العدد إقامة صلاة الجمعة، علماً بأنه من الصعوبة أن نترك السوق؛ لأنه الوسيلة لشراء مستلزماتنا وبيع ما عندنا؟

    الجواب: إذا كان في العشرة ثلاثة مكلفون مستوطنون فإنها تقام بهم الجمعة -والحمد لله- والباقي تبع، أما إذا كانوا كلهم صغار، ما فيهم ثلاثة كلهم صغار أو ما فيهم إلا واحد كبير أو اثنان يصلون ظهراًَ، أما إذا كان فيهم ثلاثة فأكثر مكلفون بالغون مستوطنون أحرار فإنهم يصلون جمعةً والباقي من الصغار تبع لهم في ذلك.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! هل تنصحونهم بتغيير يوم السوق من يوم الجمعة إلى يوم آخر؟

    الشيخ: هذا مناسب إذا تيسر، هو أطيب لأجل الجمع بين المصلحتين، يتفرغون لهذا السوق ويصلون الجمعة كاملة جميعاً، فإذا تيسر أن يحول السوق من يوم الجمعة إلى يوم الخميس أو السبت فهذا أحوط.

    1.   

    حكم القنوت في صلاة الفجر

    السؤال: هل يلزم في صلاة الفجر دعاء القنوت؟

    الجواب: دعاء القنوت ليس مشروعاً في صلاة الفجر ولا غيرها، إنما المشروع في الوتر فقط، وهو ما يصليه الإنسان في الليل وبعد صلاة العشاء أو في آخر الليل يقنت في الركعة الأخيرة، إلا في النوافل إذا نزل بالمسلمين نازلة عدو فإن الإمام والمسلمين يقنتون في الفجر وفي غير الفجر بعد الركعة الأخيرة، بعد الركوع الأخير في الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء فعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن في النوازل إذا نزل بالمسلمين عدو أو بطرف من أطرافهم يقنتون ويدعون الله على هذا العدو بالهزيمة ويدعون الله للمسلمين بالنصر كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام.

    المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، في ما إذا كنت أقيم مع قوم لا يقنتون ثم انتقلت إقامتي مع قوم يقنتون هل أقنت معهم أو كيف تنصحونني؟

    الشيخ: نعم إذا قنتوا فاقنت معهم وبين لهم السنة إذا كنت ذا علم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه) ولهم شبهة لأن بعض أهل العلم قال بالقنوت في الفجر دائماً، فإذا قنتوا فاقنت معهم وعلمهم السنة إن كنت تعلم لعلهم يستفيدون منك.

    المقدم: بارك الله فيكم، إذاً القنوت في الفجر لا يوجب الخلاف بين المسلمين؟

    الشيخ: لا ينبغي الخلاف بين المسلمين؛ لأن فيه شبهة وقال به بعض أهل العلم، لكن تركه هو السنة وهو الأفضل وهو الأحوط وهو الراجح لقول سعد بن طارق الأشجعي رضي الله عنه قلت لأبي: (يا أبت! إنك صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال طارق: أي بني محدث)، فدل على أنه ليس من سنتهم القنوت في الفجر دائماً إنما هذا عند الحاجة، إذا نزل بالمسلمين نازلة عدو يقنت في النوازل في الفجر وفي غيرها هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    كيفية صلاة المرأة إذا كان أمامها رجال أجانب

    السؤال: كيف تؤدي المرأة صلاتها مع وجود رجال من غير المحارم هل تؤديها واقفة أم قاعدة؟

    الجواب: تؤديها واقفة مستورة، إن تيسر فلا بأس، وإن تيسر مكاناً آخر تصلي فيه فهو أحسن وأطيب وأخشع لها، وإن لم يتيسر صلت في المكان ولكن مع التستر.

    1.   

    حكم كشف المرأة وجهها لأخي زوجها

    السؤال: هل يجوز كشف الوجه لأخي الزوج؟

    الجواب: أخو الزوج ليس محرماً ولا عمه ولا خاله، المحرم ابنه وأبوه وجده، هؤلاء محارم، أما أخوه فليس بمحرم لا تكشف له ولا لأخيه ولا لولد خاله ولا لعمه ولا لزوج أختها.

    1.   

    حكم استماع المرأة القرآن أثناء تأدية أعمال المنزل

    السؤال: أبو البراء من خميس مشيط (أ. م. غ) له سؤال يقول فيه: الوالدة لا تعرف تقرأ ولكن من عادتها أن تفتح إذاعة القرآن الكريم وتعمل في البيت والقراء يقرءون، فتسمع ما تيسر وتعمل في شئون البيت وهو يقرأ، فهل عليها شيء حين تركت القراء يقرءون وهي تعمل، ولكن لا تنتبه لانشغالها أحياناً بأمور المنزل؟

    الجواب: لا حرج في ذلك وهي مشكورة ولها أجر في ذلك، تسمع ما تيسر، وهذا طيب؛ لأن سماع القرآن كله خير، فإذا فتحت المذياع تستمع وتعاطت بعض الأشغال جمعت بين المصلحتين ولا حرج عليها في ذلك، ونسأل الله أن يثيبها وأن ينفعها بما عملت.

    1.   

    حكم قتل الهرة من غير عمد

    السؤال: إذا تسببت الوالدة في قتل هرة دون أن تتعمد، وقد صامت الوالدة ثلاثة أيام نتيجة لما حدث هل تكون آثمة؟

    الجواب: ليست آثمة إذا كانت لم تتعمد قتلها ولا شيء عليها لا صوم ولا غيره، وإن تعمدت فعليها التوبة والندم ولا حاجة إلى الصوم، تتوب إلى الله بالندم والإقلاع والعزم أن لا تعود في ذلك إن كانت عامدة، أما إذا كان خطأ فليس عليها شيء.

    1.   

    حكم الكذب لرد المدين المماطل

    السؤال: مستمع مصري مقيم في المملكة (يوسف. ع) يقول: عندما يطلب مني أحد الأشخاص قرضاً أعتذر عن ذلك بحجة أنني لا أملك المال مع أنني أملكه وذلك خوفاً من ضياع المال لأني سبق أن أقرضت الكثيرين فامتنعوا عن السداد؟

    الجواب: الواجب أن تعتذر، تعتذر بعذر يحتمل وتترك عدم وجود المال ولا تكذب لأنه لا حاجة إلى الكذب، تعتذر بعذر آخر من الأعذار المناسبة التي تقنع خصمك وصاحبك والحمد لله، وإذا كنت تثق بصاحبك وأنت موسر فأحسن إليه وفرج كربته وأبشر بالخير، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).

    والقرض فيه تنفيس، فإذا استطعت أن تنفس فافعل، فإذا كنت تخشى الضياع وأن هذا المقترض لا يقوم بالواجب فاعتذر بعذر آخر، كأن تقول مثلاً: لا أستطيع وتنوي أنك لا تثق به ولا تطمئن إليه، أو تأتي بعذر آخر، تقول مثلاً: إن هناك مانعاً يمنعني من القرض ولا تبين وايش المانع والمقصود تأتي بعذر يحتمل لا تكون فيه كاذباً.

    1.   

    الترهيب من المماطلة في أداء الديون لأصحابها

    السؤال: الواقع سماحة الشيخ هذا الموضوع يكاد يكون ظاهرة بين كثير من الناس، إذا اقترض أحدهم لا يهتم بالوفاء فما هو توجيه الشيخ؟

    الجواب: هذا لا يجوز وهذا منكر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مطل الغني ظلم) ويقول: (لي الواجد يحل عرضه وعقوبته) فالواجب عليه إذا اقترض أن يبادر بالأداء في الوقت المحدد وعند اليسر بالأداء، إذا كان محدد يبادر وإن كان ما هو محدداً متى أيسر قضى ولا يجوز له المطل ولا التأخير مع اليسر أو مع حضور الوقت الذي حدد له المقرض، وهذا التساهل يسبب منع هذه المصلحة وتساهل الناس في القرض وامتناعهم منه بسبب فعل بعض الناس الذين لا يبالون بالقرض ولا يسددون ويماطلون لأنهم بهذا يسببون منع الآخرين من القرض.

    فالمقصود أن الواجب على من اقترض أن يعتني بالتسديد حين يقدر على التسديد أو حين يحضر الوقت المحدد وهو قادر.

    1.   

    ابتلاء المسلم في الدنيا وفضل الصبر على ذلك

    السؤال: السؤال الأخير لأخينا يقول: حدثونا عن ابتلاء المسلم في الدنيا بالمرض والفقر.

    الجواب: هذا الأمر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه، قال صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء) والله نبه على هذا في آيات كثيرات، قال سبحانه وتعالى: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف:168] (الحسنات) النعم (والسيئات) المصائب (لعلهم يرجعون)، يعني: ليرجعوا إلى طاعة الله وإلى التوبة إليه وإلى النظر فيما ينفعهم، إلى غير ذلك، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35] وقال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] والآيات في هذا المعنى كثيرة، بين سبحانه أنه يبتلي عباده لحكم وأسرار، والله جل وعلا يختبر عباده فمن شكر صارت العاقبة حميدة ومن كفر صارت العاقبة وخيمة، ولهذا قال: (فتنة) يعني: اختباراً وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء:35] يعني: اختباراً وامتحاناً.

    فكن أنت عبداً صالحاً إذا ابتليت فاصبر وصابر واجتهد في طاعة الله وأد الحق الذي عليك، حتى تكون بهذا الابتلاء ناجحاً موفق، والله المستعان.

    المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: جزاك الله خيراً نرجو ذلك.

    المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

    شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج المملكة العربية السعودية - الرياض - الإذاعة - برنامج نور على الدرب.

    مرةً أخرى: شكراً لكم مستمعي الكرام، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755963132