أما بعد:
معشر الأبناء الحضور! أحييكم جميعاً بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
كيف الخروج من الفتن؟
إن الفتن كثيرة ومتنوعة، وقد جاء ذكر بعضها في كتاب الله عز وجل، ومن ذلك: فتنة الشيطان عليه لعائن الرحمن، إذ قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ .. [الأعراف:27] الآية، والخروج من فتنة الشيطان تكون أولاً: باللجأ إلى الله الصادق، والاحتماء بحماه تعالى.
ومن ذلك: إذا زين لك باطلاً أو حسن لك قبيحاً، فافزع إلى الله بكلمة: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، فإنه لا يضرك، وقد ذكر تعالى في سورة الأعراف أن أهل التقوى يملكون جهازاً أشبه بالرادار التي تملكه الحكومات، فصاحب هذا الجهاز ما أن يحوم العدو حول حماه، حتى يتفطن له ويرميه فيبعده عنه ويقصيه إن لم يحرقه ويمزقه.
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201]، بعد قوله تعالى: وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200].
إذاً: ففتنة الشيطان نخرج منها باللجأ الصادق إلى الرحمن إذا زين لنا قبيحاً، أو حسن لنا شراً، أو رغبنا في باطل أو دعانا بنفسه أو بوسائطه إلى معصية ربنا، عرفناه فلعناه واستعذنا بالله فأعاذنا منه.
فكيف الخروج من فتنة المال والولد؟
فتنة المال فتنة عظيمة، وكم.. وكم هلك فيها من البشر، والخروج من هذه الفتنة أن نذكر أن هذا المال هو من النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، فالمال نعمة، ومن نعم الله التي ينعم بها على عبيده، فنخرج من فتنته التي هي أن نعطل أحد أركان الإسلام وهي الزكاة، فقد يفتن حب المال صاحبه حتى يمنع الحقوق الواجبة فيه، يحمله على الشح والبخل حتى لا يساهم في خير، ولا يساعد في معروف، يحمله على أن ينمي ماله ويكثره بما حرم الله تعالى من أساليب كسب المال وتنميته، كأن يحمله على أن يرابي فيه.
فتنة المال قد تحمل صاحبها على أن يتكبر، والتكبر -والعياذ بالله- منازعة لله عز وجل في صفة الكبرياء، والكبر شر كله؛ إذ لا يليق بهذا الآدمي الضعيف أن ينازع الله في كبريائه ويتكبر، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) لخطورة الكبر، والمال يحمل على ذلك.
فلهذا، الخروج من هذه الفتنة أن لا ننفق هذا المال -النعمة- فيما يغضب الله تعالى، ألا ننفق هذا المال الذي هو نعمة الله علينا فيما يسخط الله المنعم علينا، فإذا كان ذو المال ينفق ماله في طاعة ربه، في مرضاة مولاه، ولا ينفقه في معصية الله، نجا من فتنة المال.
فالشح والبخل يقاومان بالإنفاق في سبيل الله، واسمعوا إلى قول الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103]، فالشح مرض خطير ولا يعالج إلا بالإنفاق، فمن كان ينفق مما رزقه الله، فإنه يسلم من هذا الداء الخطير، ويقيه الله عواقبه المدمرة، واذكروا قول الله تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9]، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوجه هذا الأمر لنا حيث يقول: ( اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا ما حرم الله عليهم )، إذاً: كيف نخرج من فتنة المال بإنفاقه في مرضاة الله، وبعدم إنفاق قليل ولا كثير فيما يغضب الله، ومن ثم خرجنا من هذه الفتنة التي أهلكت أمماً وشعوباً، فضلاً عن أفراد أو جماعات.
فتنة الولد، والمراد بالولد جنسه -ذكراً كان أو أنثى- الخروج من هذه الفتنة بمراقبة الله تعالى في هؤلاء الأولاد؛ وذلك بتربيتهم التربية الروحية، التربية التي تجعلهم أطهاراً أتقياء، وأنت الذي تثاب على طهرهم وصفائهم، وتلقينهم مبادئ الخير، وتلقينهم فضائل الأخلاق والآداب، والنظر إليهم على أنهم فتنة؛ افتتنك الله بها لينظر كيف تعمل مع أولادك.
إذاً: فالخروج من هذه الفتنة أن نراقب الله تعالى فيهم، فلا نعمل من أجل أن نوفر لهم المال والطعام والشراب، ثم نهمل الجانب الحق الذي هو مفتاح سعادتهم أو شقائهم، وهو تربيتهم التربية الإيمانية الإسلامية الروحية، فانظر إليهم وأنهم نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، واصرف هذه النعمة فيما يريد الله أن تصرف، فلا يحملنك أولادك على أن تعصي الله عز وجل وتفسق عن أمره من أجل إكرامهم أو من أجل الإنعام عليهم، فاتق الله فيهم.
ومما يتقى به الذين كفروا إذ هم يفتنوننا: أن نعد العدة لهم، وأن نتسلح من أجلهم، وأن نكون دائماً أقوياء قادرين على ضربهم وعلى طردهم، إن هموا أو أرادوا أن يغزونا أو يقاتلونا، ولكن من مظاهر الفتنة اليوم: هي الاقتداء بهم والتحلي بهم بتلك الزخارف الباطلة في زيهم ولباسهم وسلوكهم، فإن ذلك من فتنتهم، فقد ساقوا إلينا بلا حساب من أنواع الفتن، وانخدعنا، وجرينا وراء تلك الفتن، حتى كادت تقضي على طهرنا وصفائنا، المباينة والمفاصلة هي وقاية الفتنة من الكافرين، أما أن نجعلهم قدوة نقتدي بهم حتى في تناول الطعام والشراب، فذلك هو عين الافتتان بهم والعياذ بالله تعالى، هذه مقدمة لكلماتنا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال:24-25].
هذه الآية معاشر الأبناء هيا بنا نجلي حقائقها، ونظهر مكنونها، وننظر هل نحن من أهلها، أو ممن هم بعيدون عنها.
الجواب: لا، ومن أدلة ذلك: أن أهل الذمة تحت راية لا إله إلا الله لا يكلفون بصيام ولا صلاة، ولا يدعون إلى جهاد ولا إلى قتال؛ لأنهم أموات، فإذا نفخنا فيهم روح الإيمان وحيوا عندها مُر وانْهَ، فإنهم أهل لأن يمتثلوا ولأن يفعلوا ويتركوا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ [الأنفال:24]، فإن استجبنا لنداء الله، فإن كان معتقداً عقدناه، وإن كان أمراً فعلنا ما أمرنا به، وإن كان نهياً تخلينا وابتعدنا عما نهانا عنه، اتقينا الفتن ظاهراً وباطناً، ومعنى هذا: أن الفتن تتقى بطاعة الله ورسوله، فالفتن المدمرة المحرقة الممزقة الخاضعة لكمال الناس كلها تدفع ويتم الخروج منها بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن أهملت طاعة الله وطاعة رسوله فوالله لا سبيل إلى الخروج من الفتن، ولا طريق أبداً للخلاص منها، وكونوا على علم؛ لأن طاعة الله وطاعة الرسول هي بالأمر والنهي، فإذا فعلنا الأوامر التي أمر الله بها ورسوله بلغنا نهاية الكمال، في آدابنا، في معارفنا، في أرواحنا، في قوانا، في كل حياتنا، إذ ما أمر الله بأمر ولا أمر رسوله بأمر إلا من أجل إكمال المؤمن وإسعاده، وإذا أطعنا الله ورسوله فيما نهانا عنه وتجنبنا المنهي اعتقاداً أو قولاً أو عملاً، معناه: أبقينا على صحتنا، أبقينا على قدراتنا، على كمالنا في حياتنا، وحينئذ من أين تأتي الفتن؟ الفتن تأتي من مخالفة أمر الله وأمر رسوله.
وكم هلكى هذا، وكم صرعى هذا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24]، قلوبنا يقلبها الله كيف شاء، ( القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء )، إذاً: فتأجيل الطاعة وتأخير الإنابة والإجابة هذا من أعظم أنواع الخطر.
فلهذا شأننا شأن الجندي، إذا قيل له: قف وقف، سر سار، هل أفعل أو لا؟ أجيب النداء أو لا أجيب؟ آتي اليوم أو آتي غداً؟ هذا مما لا ينبغي أن يكون؛ لأن الله عز وجل له سنن في خلقه، كم وكم من إنسان أعرض فحيل بينه وبين الإسلام أبداً.
وكم من إنسان نودي فتراخى وتباطأ وسوّف، فما رجع بعد، وحال الله بينه وبين قلبه، ومعنى هذا: أن المؤمنين بحق كالجندي لله تعالى، لا تقل: لِم أبداً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وأخرى: وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:24].
لا تقولوا: دعنا نتخبط في دنيانا، دعنا نتهاوى ونسقط، ما الذي يحدث، نتحمل المجاعة، ونتحمل العذاب، ونتحمل الشقاء، هذه هي الدنيا، هذا لا يقال؛ لأن حشرنا وجمعنا في صعيد واحد، وفي ساحة واحدة للسؤال والجواب والجزاء، أمر لابد منه وحتمي؛ فلهذا لا معنى للإهمال وعدم المبالاة، لو كنا نهمل ونترك ولا عودة ولا وقفة بين يدي الله، ولا ينصب ميزان ولا تلوح جنة ولا نار، يقول الشجعان: دعنا في كل شقاء وبلاء، ولا نذل ولا نخضع لأمر فلان أو فلان، لكن: أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [البقرة:203].
رغم أنوفنا نحشر، لا باختيارنا ولا برضانا.
واسمحوا لي أن أفيض بعض الإفاضة لتفهموا ما أقول لكم: اعلموا أننا في ديارنا هذه محسودون من قبل اليهود والنصارى والكافرين والمشركين والفسقة والمجرمين في العالم ولا حرج أبداً ولا ضير، هذه طبيعة البشر، يحسدون من كان خيراً منهم، يحسدون من كان أسمى وأعلى منهم.
فنظراً لهذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها علينا حُسدنا، وأبوا إلا أن يواصلوا مكرهم وكيدهم من أجل سلبنا هذه النعمة التي آثرنا الله بها وهي نعمة التوحيد.. نعمة الأمن.. نعمة الرخاء.. نعمة الطهر والصفاء.
إذاً: لِم لا ترفع هذه الراية إلا في هذا البلد؟ لِم لا يقام حد على زانٍ أو قاتل أو قاذف إلا في هذا البلد؟ لِم لا تقام الصلاة إلا في هذا البلد؟ لِم لا تجبى الزكاة إلا في هذا البلد؟ لِم تبقَ المرأة عندنا مستترة متحجبة وراء سترها وستارها؟ لِم ما تباع المحرمات ويعلن عنها في الأسواق والمدن والقرى لِم.. لِم هذا الزي، لِم هذا الثوب وهذه العمامة؟ هذه كلها مثيرات الحسد وموهباته، ونحن الآن كما قال طارق بن زياد : (كاليتامى في مأدبة اللئام، البحر وراءنا والعدو أمامنا).
إذاً: فهم يعملون الليل والنهار بكل ما أوتوا من طاقة على أن لا يبقى هذا النور، بمعنى: أن تعطل حدود الله كما عطلت في العالم بكامله، أن لا تقام صلاة، من شاء أن يصلي، ومن شاء أن لا يصلي، أن لا تجبى زكاة، ولا يزكي فيها مؤمن ولا مؤمنة في الحياة، أن لا تبقى امرأة متحجبة تمثل عهد الصحابيات الجليلات، لِم يبقى هذا النوع من التشدد والتزمت؟ لابد وأن تصبح هذه البلاد -كغيرها- لمجالات الشر والباطل والفساد، فهم يعملون، فنحن في فتنة.
إذاً: كيف الخروج منها؟ أستعجل فأقول: ما قيمة الحياة إذا أصبح نساؤنا وبناتنا وفتياتنا يتسابقن إلى الوظيفة، قبل أن تخرج من بيتها تقف ساعة أمام المرآة تصلح شعرها وتحسن ثيابها ليقبلها سعادة المدير! سكرتيرة أو كاتبة، لتقبل في فندق تستقبل النزلاء بالوجه الباسم!
معاشر الأبناء! كيف نخرج من فتنة أرادوها لنا، وهم يعملون الليل والنهار حتى لا يبقى ما يشار إليه بالبنان، وأكثرنا -وأنا آسف أن أقول ذلك- غافل أو لاهٍ أو معرض، إذ لو عرفنا ما عرفنا الآن، لارتفعت أصوات البكاء إلى عنان السماء.
أرأيتم لو تتحول هذه النعمة إلى نقمة، ويعمنا البلاء والفتنة، كيف يكون حالنا، إلى من نفزع، إلى من نلجأ، وهم يستعجلونها ويريدون أن تتم حسب مرادهم، والله لولا كثرة الصالحين والصالحات لنزل البلاء، وقد ذكرتم وعرفتم الحملة الأخيرة التي دبرها محافل الماسونية وجمعيات التنصير، تلك لا تنسى أبداً، وقام بتنفيذها العرب أهل الرسالة وأصحاب التركة الإسلامية، هم الذين قاموا بتنفيذها، العرب أهل الرسالة، وأصحاب التركة الإسلامية، ولولا أن الله تعالى ردهم وأوقفهم في مكانهم لما اجتمعتم هذه الليلة على مثل هذه الكلمات الربانية، لأن القضية ليست قضية ديكور ولا مال، بل قضية: لا إله إلا الله لابد أن تمزق حتى لا يبقى للإسلام ذكر، فدفع الله تلك المحنة بما شاء؛ لوجود صالحين وصالحات، مؤمنين ومؤمنات، عرفوا هذا ولم نعرف نحن هذا، فلهذا هم يعملون على تكثير الفاسقين والفاسقات، ويريدون الإكثار من أهل الفسق والخلاعة والمجون، فضلاً عن الإلحاد والكفر والعياذ بالله، إذ ذاك السلاح القوي الذي أمكنهم أن يدمروا به العالم الإسلامي، إننا على أبواب الفتنة العظمى، فكيف الخروج منها؟
فتنة، كيف الخروج منها؟
أولاً: بالتفصيل، اسمعوا!
أعطني قرية من القرى أقيمت فيها الصلاة، وأعطني عدد الجرائم التي ترتكب فيها، في السنة كم جريمة؛ لأن الله تعالى قال وقوله الحق: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، وكل ظلم منكر، وكل فساد منكر، وكل شر منكر، وكل خبث منكر؛ لأن الصلاة تولد طاقة من النور، وصاحب هذا النور لا يمكن أن يتمرغ في العذرة أو يجلس على طينة أو مزبلة وهو حامل لهذا النور.
وإن شاهدت مصلٍ لا يستقيم على منهج الله وقد انحرف، فاعلم أنه ما أقام الصلاة، ما أقامها كما ينبغي أن تقام، حتى تنتج وتولد الطاقة، لا يوجد مصلٍ يخرج من المسجد ويرتكب معصية، وائتني به ويصلي أمامي، وأصدر لك فتيا بأن صلاته باطلة، فإن وعد الله لا يتغير، وسنن الله لا تتبدل، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ومن هنا هناك دعاة لترك الصلاة، ولإغفال هذا الجانب وعدم المبالاة به؛ لأنها الدعامة القوية للإبقاء على نور الله، فلهذا لا نسمع من أحد لا كبير ولا صغير أنه لا يصلي، يجب أن نتعاون في الحي، في القرية، في العمل، في أي مكان على أن نصلي ولنقم الصلاة أيضاً، صلاة الخشوع والدموع، والرعدة في الجسم، لتكون الطاقة قادرة.
فإن إقام الصلاة على النحو الذي أمر الله ورسوله أكبر عامل من عوامل الإصلاح ودرء الفساد، وما زلنا قادرين على هذا، إذ يوجد لنا هيئات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وقد حرمها العالم بأسره، فلا عذر لنا أبداً.
منذ أن بدأنا نعلم بناتنا ونحن ننصح: يا عبد الله! علم البنت فقط كيف تعبد الله، أصلح عقيدتها وبين لها فضائل استقامتها على منهج ربها، فإذا درست ست سنوات أخرج ابنتك إلى بيتك، أو ما تطيقون هذا؟ أطقناه، تسع بنات ما أخذت واحدة شهادة متوسطة، وحفظهن الله.
إنهم يعرفون ما نعرف، ويمكرون ولكن نحن لا نمكر، ضعاف، ومن أراد أن يحتج علينا ويقول: المرأة نصف الرجل، نصف المجتمع، أين نصف المجتمع في أوروبا الهابطة واليابان والصين والعالم بأسره، أين وصلوا؟ إلى مستوى البهائم، وأحط، أما مناظر اللباس ورقيق الطعام والشراب فلا قيمة له عندنا، لأننا نتطلع إلى الملكوت الأعلى، ليس هدفنا هذه الأرض، نحن نريد أن نرتقي السماوات السبع.
إذاً: بعد إقام الصلاة والمحافظة عليها حجاب بناتكم ونسائكم، ومن شر عوامل إزالة الحجاب الوظيفة، وقد قلنا غير مرة لما قالوا: تتعلم حتى تصبح معلمة، أعرف عجائز مؤمنات في المدينة يعلمن البنات قبل وجود المدارس: كيف تتوضأ وتصلي وتطيع ربها.
معشر المستمعين! أنتم معي، تعملون أو ما تستطيعون، تغلبوا على العقبات، تتعلم بنتك ست سنوات، يكفيها ذلك، حسبها، إلزمي البيت أعيني أمك، تعاوني مع أخواتك، اعبدي ربك، افرشي سجادة وصلي واقرئي القرآن وارفعي يديك إلى الله سائلة ضارعة تتصلين بالسماء.
حدثني أحد المسئولين في الطيران اليوم، قال لي: يا شيخ! العجب العجاب من الرحلات في هذا العام.. رحلات التنزه في العالم الأوروبي وفي أمريكا، لماذا؟ هل يجوز لي أن أعيش بين كفار ثلاثة أيام بدون حاجة؟ لا يجوز، وحرام عليّ، أما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تتراءى نارهما ) إذاً: أنا أذهب إلى أمريكا إلى بريطانيا للعالم، لرسالة نؤديها، سفير، واسطة بيني وبين دولتي، طالب علم يتعلم علماً لا يوجد في بلاده، تاجر يعرض بضائعه، أو يصدر بضائع أخرى، أو يستورد، داعٍ يدعو إلى الله ويعرف الكافرين بربهم، أما أن تعطي ولدك العشرة آلاف والعشرين والثلاثين، وأنت وإياه تقضيان أربعة أيام أو عشرة أو عشرين يوماً في بلاد الكفر من أجاز هذا؟ عند الغافلين هذا أمر ليس بشيء، والله إنه لنواة لأجل إيجاد الفتنة وإشعالها.
اسمعوا! لقد عرف العدو، والعدو ليس بريطانيا وفرنسا وأمريكا أو العرب، إنما هذا العدو خاص، مخططون عالميون، لا تشاهدونهم، عرفوا أن بيوت الطهر تتحول إلى بيوت الخبث من هذا الطريق، هل أعرفهم وهم على علم، هذا البيت الذي لا تخرج المرأة كاشفة عن وجهها طول عمرها لم يدخله، فباعوا لكم الفيديوهات ورخصوها وجاءوا بالدش.
أما التلفاز، فبما أنه تلفاز بلادنا، ونحن باستطاعتنا أن نفتح عندما يأتي أمر مهم، خبر، تعليمات من حاكمنا، نسمع موعظة، محاضرة، فإذا انقطعت أغلقناه، لأننا لا ننهار، أما الأفلام التي تستورد وتنشر في آلات الفيديو، في البيوت فقد فعلت العجب، لو تعرفون نسبة الطلاق الآن قياساً على أربعين أو خمسين سنة سابقة لتعجبتم، من نتائج هذا الدمار.
أما الدش فيقولون: لنشاهد العالم وأحداث الدنيا، ونحن أمة قال لنا سيدنا: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3]، وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص:55] من هم؟ المؤمنون المسلمون، ما هو اللغو؟ هو ما لا يحقق درهماً لمعاشك، ولا حسنة لمعادك، فأعطني هذه المسلسلات والفيديوهات والتلفاز و.. و، إن وجدناه يحقق درهماً وأنت في حاجة إليه فافعل، واستغفر الله ونستغفر الله لك أو يحقق لك حسنة، تجدها أمامك غداً في قبرك، وتجد آثاراً لها، فلا بأس، ماذا نصنع؟ نريد الدار الآخرة.
أما أنهم يقولون: من أجل الترفيه، ومن أجل كذا.. ومن أجل كذا، هذا كلام الفجار الكفار.
أما أهل الدار الآخرة والملكوت الأعلى فإنهم يجدون الروح والريحان في ذكر الله: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، إذاً: بيوتنا -يا معاشر المؤمنين- يجب أن تكون كبيوت ربنا، ما تسمع في بيت المؤمن كذباً ولا باطلاً ولا زوراً ولا لغواً، لا تشاهد أيضاً منظراً يسوء أو يؤلم أبداً؛ لأننا المسلمون.
معاشر الأبناء! عرفتم الآن: كيف بيوتكم؟ لا تقل: غلبتني أو غلبني، يا أماه.. يا أباه.. نحن مسلمون تعالوا نقرأ آية من كتاب الله، أو حديثاً من أحاديث رسول الله، لا نجتمع على هذه الحالة أبداً. في الظاهر ليس في هذه الآلة عقرب ولا حية ولا سم، لكن في الباطن، فيها إماتة الضمائر، وإفساد القلوب، عجزت الشياطين عن ذلك، وهذه الآلات تفعله، وتقوم به.
إذاً: هذه المجلات إذا أعرضنا عنها انتهى سوقها، وأصبحت لا تستورد، ثم أنا أقول: تعالوا يا قراء الصحف والمجلات، وأعطوني نتائج قراءتكم، دائماً العدم، جريدة مثل الشرق الأوسط، لابد في الصفحة الأخيرة صورة عاهرة تضحك، هذا أمر مدسوس، والقضية معلومة، أنتم تعرفون أيها الكبار أما الأحداث فلا يعرفون، التصوير حرام عندنا، لكن بهذه الوسائل الخبيثة أصبحت المجلة أو الجريدة فيها عشرات الصور، كم صورة في الجريدة؟ عشرون.. ثلاثون، أقل شيء صورة، حتى صور للعلماء والمسئولين ترمى في المزابل ويبال عليها.
أبهذا جاء الإسلام، ثم نقول: والنتيجة، ماذا استفدنا؟ أجيبوا، ماذا استفدنا من هذه الصحف الهابطة، والصور المدمرة، إلا البعد عن ذكر الله وصرف القلوب عن ذكر الله، ثم البذخ والإسراف والجري وراء الشهوات.
إذاً: لا يوجد بيننا فرقة أبداً، لا تقل: إخواني ولا سلفي ولا تبليغي ولا وطني، أبداً مسلمون، أهل الحي في مسجدهم، في مدينتهم، أهل القرية في جامعهم، أهل البيت في بيتهم يعملون على أنهم مسلمون، يأخذون بالكتاب والسنة، قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، فنعمل على إنهاء الفرقة، فشيء اسمه فرقة لا وجود له، ثم لا نسمع ولا نصغي بآذاننا لمن يطعن أو يتكلم في حكومتنا، إذا تكلم متكلم وما استطعنا أن نقول له: يا عبد الله، اسكت خير لك، أغلق أذني إن كنت ما أستطيع الخروج، وإذا كنت قادراً أخرج، فإنهم عرفوا من أين تؤكل الكتف، هذا الذي تكلمنا عليه من سنين، وأنهم يعملون، لكن ببطء ممكن يزيد على سبعين سنة، ولا يتحقق الهدف لإسقاط هذه الحكومة وإنهاء لا إله إلا الله. إلا بالفرقة، إذاً: عرفوا، فهم يريدون أن يعملوا بسرعة على إيجاد فرق تتناحر في بلادنا، ويلعن بعضها بعضاً، وظاهر هذا -والله- وجد، وأنا على علم.
اسمعوا: ما نقبل أبداً كلمة تقال في حكومتنا، وإن كنا نعرف نقصها وعجزها، فنحن نقيسهم علينا، ها نحن ما استطعنا أن نستقيم في بيوتنا، في نفوسنا، فكيف نلوم الآخرين ونحن هكذا، هم أعلم منا، يتلقون الضربات التي ما نتلقاها والمحن التي ما نعرفها، إذاً: ماذا نصنع؟ نحميهم بطاعتنا لله ولرسوله، نخيب آمال خصوم الإسلام باستقامتنا، لا بالطعن والنقد والتكلم، وعلينا أن نرجع دائماً إلى علمائنا، وكان بودي أن تظهر الحقيقة وأن يكون شيخنا عبد العزيز بن باز وحوله جماعة علماء يكونون هم المرجعية، فإذا اختلفنا في قضية يجب أن نحملها إليهم ولا يحل لنا أن نخرج عليهم، وبهذا معاشر المستمعين، نبقى على هذه البقية الباقية قبل فوات الأوان، والله إن فقدناها ما وجدنا غيرها قط، ما هو زمان أن نجد مثلها، والدنيا كلها فاتحة أفواهها لتأكل الإسلام.
معاشر الأبناء! الآن آن أوان الصلاة، وما سمعتم فيه كفاية، أو ما يكفي؟ طبقوا ما سمعتم كما نطبقه نحن، وإذا بنا في خير وعافية، وصلى الله على نبينا محمد.
ثانياً: التمسك بالكتاب والسنة فلابد من معرفتهما، لابد من معرفة ما أحل الله وما حرم، فلهذا الجهل هو المدمر، الخروج من هذا الجهل أيكون بالمدارس والجامعات؟ إذا كنا صادقين فعلى أهل كل حي أن يجتمعوا كل ليلة في مسجد حيهم من المغرب إلى العشاء، ليلة آية وليلة حديثاً، على شرط أن هذا المربي يغلق باب الفرقة، لا حنفي ولا مالكي ولا حنبلي ولا شافعي ولا .. ولا، وإنما قال الله، قال رسوله، حتى تجتمع القلوب، ونتعلم ونعمل، هذه هي أعظم وقاية.
ثانياً: عدم وجود تناحر.. تطاحن، سب وشتم كما بلغني بين أفراد العلماء، هذا لن يكون أبداً، يجب أن نذهب إلى الشيخ عبد العزيز ونطالب أن تكون لجنة من كبار العلماء هي المصدر والمورد، إذا أصدروا فتيا وجب العمل أمر.
وإليكم فتيا أصدرها عبد العزيز بن باز حفظه الله بتحريم الدش، فلِم يستعمله المسلمون؟ انظر إلى بعضنا، يصدر مفتي لا مثيل له في العالم اليوم في علمه وصلاحه وتقواه بتحريمه بنص عيَّنه، ومع هذا في المدينة أمام المسجد النبوي يتحدون هذه الفتوى، هذا مظهر يدلنا على أننا في خير، أهكذا الإسلام والمسلمون، فالمفروض إذا صدرت فتيا بالمنع أو الترك أو الفعل يجب أن نمتثلها؛ لأننا رواد السماء.
ثالثاً: اسمعوا، أحكي لكم ما يقال عني: الشيخ الجزائري عميل، ذنب، يتملق، ونحن نعرف أن هذه الألقاب من وحي الشيطان، نتملق لماذا؟ أنا منذ سنوات على علم وأقول: والله، لو أخيّر بأن يؤتى بأم بناتي وأولادي ويذبحوا وتبقى هذه الدولة كما هي مع نصرها وعزها والله لرضيت، لِم؟ لأني أعرف قيمة هذه البقية الباقية في دنيا البشر، والغافلون يتخبطون في عمى، وتيهان، أنا أقول قديماً وإلى الآن لو أسقطنا هذه الحكومة، هل نستطيع أن نأتي بمثلها؟ والله ما نستطيع، من يتركنا؟ ثلاث وأربعون دولة للمسلمين ما سُمح لهم أن يقيموا الصلاة فقط
أين يذهب بعقولنا، فلهذا نموت ولا نقبل أبداً أن يذهب هذا النور الباقي، إذاً: فلا يرانا الله نذبح هذه الحكومة بأيدينا؛ بالنقد والطعن وإثارة القلوب والنفوس، وإن كنا صادقين أهل الحي، إذا مسهم سوء إذا ظهر بينهم منكر يرفعون قضيتهم للمسئولين بأدب واحترام، ساعدونا، أنقذونا، افعلوا لنا كذا جزاكم الله خيراً، أما التلميحات والتصريحات والكلام والإشارة هذا مبدأ عرفناه من قبل في العالم.
الشبيبة إذا كنت تريد أن تهيجها فتكلم ضد الحاكم يمشون وراءك؛ لأنهم لا بصيرة عندهم ولا...، إنهم يمشون وراءك رغم أنك لن تنتج لهم شيئاً، إذاً لِم هذا الهيجان.
إذاً: معاشر المستمعين، كلامي هذا مسجل وأعيدوه واسمعوه.
الملاذ الوحيد أن نعود إلى الله عز وجل، في بيوتنا، في نفوسنا، في عقائدنا، ويحمينا الله كما حمانا أمس، دائماً إذا كان الصادقون أتقى فالأمن حاصل، ولكنّا مأمورون بأن نحافظ على ديننا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نشكر لفضيلة الشيخ أبي بكر هذه الكلمات النافعة، ونسأل الله عز وجل أن تكون هذه الكلمات قد لاقت عند الإخوة جميعاً العمل والتطبيق.
الآن أيها الكرام! نقرأ بعض الأسئلة، والأسئلة في الحقيقة كثيرة، والإخوة تفرعوا في ذكرها، فمنها ما هو داخل تحت هذه المحاضرة الطيبة، ومنها ما هو متعلق بمواضيع أخرى، نبدأ بهذا السؤال.
الجواب: على كل حال هذه وجهة نظر، إذا شاهد هذا الخطيب أهل الحي معرضين عن الدنيا، مهملين لها وهمهم فقط الإحسان والصدقات، بالطبع يأمرهم يقول لهم: اعملوا، جدوا، لا بأس.
الجواب: هذه نسيتها وإلا من تلك الأعداد السبعة أو الثمانية، وهي: نعمل على أن لا يراني الله أمام بنك أبداً، موجود عندنا مصارف السبيعي، والراجحي وكذا، أما البنوك الربوية ما نتعامل معها أبداً، أغنانا الله عنها، عندما نجتمع في بيوت ربنا، يصبح بعضنا يسلف البعض، ويقرض البعض، ونستريح من هذه الفتنة، لكن نحن الذين عملنا على تنميتها وازدهارها، نحترق بأنفسنا ونحن لا نشعر، لا يراك الله يا بني أمام بنك يتعامل بالربا، في من يلزمك الرشاش، تقاد بالسلسلة، والله ما كان ولن يكون إن شاء الله، إذاً: نحن الذين قوينا هذه الفتنة، إذاً: لا نقف أمام بنك ربوي أبداً، ما دام يوجد مصارف إسلامية، ليس فيها ربا.
أفتى العلماء أن البلاد التي فيها خوف، وشخص عنده أموال يخشى أن يقتل من أجلها أو تسلب يضعها في بنك؛ إذ يجوز الإيداع عند يهودي أو نصراني على شرط أن لا يأخذ منها فلساً واحداً.
الجواب: يجب عليه ما يجب على كل مؤمن ومؤمنة، أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالموعظة الحسنة، والمجادلة المقبولة، يبدأ بنفسه.. في أولاده، في أهله، في جيرانه، هذا واجب، ولا سكوت هنا، أين وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، يوصي بعضنا بعضاً، ينصح بعضنا البعض، لكن بالابتسامة والوجه المشرق والكلمة الطيبة، لا تعنف وتؤنب لابد من هذا والسكوت حرام.
الجواب: هذا السؤال سياسي، وأنتم ما عايشتم السياسة ولا عرفتموها، إنما تتيهون فقط، اتركوا هذا، ولو كنا مع السياسيين الكبار والله لبينت لهم، لكن أنتم ما لكم شيء في هذا الباب.
الجواب: توجيهي له يجب أن يعرف أنه مخطئ ومذنب، لذا يجب عليه أن يعمل ساعة جراسة تنبهه أو يوصي أمه، أو جاره يقرع بابه، يوم في الأسبوع، أما كل يوم يقول: أنا نائم، فهو آثم، وهو ينام بعد نصف الليل، هذا يسهر على الباطل، فلهذا حرم الأجر، لو كان ينام بعد صلاة العشاء فإنه سوف يستيقظ قبل الفجر، ذنوبه هي التي حملته على هذا.
الجواب: التوضيح: سبق أن قلت: خالفوا اليهود والنصارى، خالفوا المجوس، تمشي في لندن في باريس بالعقال على عمامتك والمشلح وأنت.. وهم أمامك حيوانات نجسة، كيف تقول هذا يا شيخ؟ أما قال الله جل جلاله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6]، هذا حكم الله أو لا؟ (شر البرية) هي الخليقة أو لا؟ وإن قلت: كيف؟ الجواب: تنكروا لخالقهم، كفروا ولي نعمتهم، حاربوا دينه ورسله، ليعيشوا على الفسق والفجور، هؤلاء شر البرية.
ترى المؤمنين الثابتين -حتى من جماعة التبليغ- في المطارات.. في إيطاليا، في روما يقيمون الصلاة بعمائمهم والآخرون خليهم يموتون بالغيظ، علموهم أننا مسلمون.
لِم ما نظهر الإسلام ونبرزه؟ نعم، إذا قالوا: أيش هذا اللباس؟ قالوا: تعالوا، أيش هذه الحياة التي تعرفونها، هيا نشرح، وضعنا مع وضعكم، المهم شجاعة العقل وشجاعة القلب، فلهذا إذا كنت عسكرياً لا بأس، ما هو بيدك، أما مدني وتعمل لك كرافات وبنطلون وتصبح كالبريطاني حرام حرام حرام، إلا إذا كنت تعيش في بلدهم وخفت مضايقتهم وآذوك، فهاجر ولا تبقى بينهم.
الجواب: مدعي الغيب هذا يعود إلى القضاء الإسلامي، فإن أصر على ادعائه الغيب، معناه: أنه تنبأ أو ادعى النبوة أو كذب الله عز وجل، فهذا يستتاب وإلا يقتل كفراً: إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ [يونس:20]، فمن كذب الله تعالى وكذب رسوله كفر، يستتاب ثلاثة أيام، فإن لم يتب يعدم.
الجواب: لا بأس أن هذه المؤمنة تتعلم وتتبحر في المعرفة وتجمع البنات والنساء وتعلمهن وتصبح داعية ربانية، وجزاها الله خيراً، كم من امرأة تعلمت من أبيها، تعلمت من زوجها، وأصبحت عالمة وتجمع النساء وتعلمهن، أنا ما قلت: أغلقوا الأبواب بالمرة، أنا أقول: إنكم تتطلعون إلى وظائف بناتكم، وهذا هو الذبح بدون سكين، أما التعليم له أنظمة وقوانين في الإمكان أن نختار كذا فتاة في المدينة ونعلمها ولو من قبل رجل ويصبحن متعلمات ومعلمات أيضاً، المهم: أن نعرف أن هذا المسلك ليس بإسلامي، هذا خفض فقط، والله يفتح علينا أبواب الخير، نخرج منها.
الجواب: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر: أن تشاهد فحلاً في بيتها في التلفاز، أو في الفيديو، يجب أن تغض بصرها ولا تنظر.
ثانياً: لا يحل لفحل مؤمن أن ينظر إلى عاهرة تغني أو ترقص في حال من الأحوال.
ثالثاً: من الذي ألزمنا بهذا؟ الجواب: لا أحد، أنفسنا، هوانا، شياطين الإنس والجن، إذاً: فلنترك هذا الباطل ولنعرض عنه، ولسنا في حاجة إليه.
الجواب: هذا كاشف النقاب، أبوها مصر على عدم زواجها لوجود وظيفة، أليس كذلك يأخذ منها راتباً، إذاً: عبدنا الدينار والدرهم، تعس عبد الدينار والدرهم.
الجواب: لقد سبق أن وجهت قبله أحد السائلين، فقلت له: جاهد نفسك، الشيطان إذا حسن لك المعصية ودعاك إليها وشعرت به، استعذ بالله من الشيطان الرجيم (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، قلها ثلاث مرات يفر من بين يديك.
ثانياً: عش على ذكر الله؛ لأن اللسان والقلب إذا كانا مع الله لا يقوى الشيطان أن يدخل عليك.
ثالثاً: لازم الصالحين، ولا تجلس مع المفلسين.
رابعاً: لازم بيوت الله، أقضِ أوقات الفراغ في بيت الله، تقرأ القرآن أو تسمع العلم.
هذه الحيطة التي تأخذها والله معك.
الجواب: لقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الحل الكافي، إذ قال: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )، إذاً: جاهد نفسك يا بني وكلما نازعك هذا الشيطان، قم توضأ وصلِّ وابكِ وحاول أن تصبر حتى تعود زوجتك إليك، أو تعود أنت إليها، أو حتى يفتح الله عليك وتتزوج.
أعطيك مثالاً: والد ربيعة شيخ مالك ، عبد الرحمن بن فروخ ترك ربيعة في بطن أمه، وخرج يتنقل في الثغور الإسلامية، وتوسعة الفتوحات الإسلامية، خمسة وعشرين سنة، جاء وجد ربيعة حوله أمة يطلبون الحديث، تركه في بطن أمه، وعاد بعد خمسة وعشرين سنة، وهو من ثغر إلى ثغر ومن معركة إلى أخرى، هل فكر في هذه الغريزة أو الجنس أو النساء؟ وأنت شهران، عام، وتفيض روحك، هذا انهزام روحي، الناس يصبرون عشر سنين، المهم: استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وواصل ذكر الله وعبادة الله، والله يتولى حمايتك.
الجواب: إذا كان هذا في ليلة عرس فإن الدف بين النساء مشروع، أما في غير العرس، فإن هذا البيت الذي يرقص فيه نساؤه هذا مآله الخراب، هذا عمرته الشياطين، ما تستحي المرأة ترقص، أمر عجيب هذا! كيف يتم هذا، فإذا تم هذا فقولوا عن هذه المرأة ومن معها: عليكم السلام.
وصلى الله على نبينا محمد.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر