أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، فإن التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131].
معاشر المسلمين: حديثي إليكم في هذه الجمعة عن سفَّاح من السفَّاحين، أخمد أنفاس الملايين من البشر، هل سمعتم بقاتل قتل في يوم واحد أحد عشر ألف قتيل من الناس، وألزم أعداداً من الناس الفرش من شدة الأنين، يتَّم الأطفال، وأرمل النساء، وقضى على الملايين من الأموال، شنَّ حرباً شعواء على البشرية كلها، والكل يعلم ضرره، وروّاده وأصدقاؤه يتقربون منه؟
دخل البلدان على حين غفلة من أهلها، فتغلغل في جيوب بعض الرجال، ومنها انتهز غفلةً فأخمد أنفاسهم.
معاشر المسلمين: أرأيتم لو أن إنساناً اقتنى أفعى من الأفاعي، شجاعاً أقرع، كثير السم، ثم وضعه بجانبه، فلسعه فمات، ألا يكون ملوماً؟!
معاشر المسلمين: أتدرون من ذلك السفاح؟!
إنه ليس بذلك السفاح الذي يتبادر إلى أذهان بعضكم الآن، وهو المسمى بـ( شارون) قاتله الله؛ لكنه جندي من جنود شارون وأمثاله.
إنه (التدخين)، ذلك القاتل البطيء، والذي أصبح مجالاً من مجالات الحرب في هذا الزمن على المسلمين.
ولقد كنا في أيام مضت نتكلم عن مرض ووباء التدخين عند الكبار من الرجال، وإذا بالأيام سريعاً تدور، وإذا بالتدخين ينتشر بين الصغار، بين البراعم الغضة، بل وينتشر في أوساط النساء من المسلمات، وهذا أمر مخيف جداً، يجب أن يحسب له الغيورون ألف وألف حساب.
معاشر المسلمين:
عوائد عمت الدنيا مـصائبُها>>>>>وإنما الشر في تلك المصيبات
لو لم يكُ الدهر سوقاً راج باطلها>>>>>ما راجت الخمر في سوق التجارات
ولا استمرَّ دخان التبغ منتشراً>>>>>بين الورى وهو مطلوبٌ كأقوات
لو لم تكن هذه العادات قاهرة>>>>>لما أسيغت بحال بنت حانات
ولا رأيت سجارات يُـدخنها>>>>>قوم بوقت انفراد واجتماعات
إن الدخان لثانٍ في البـلاء إذا >>>>>ما عُدَّت الخمر أولى في البليات
ورب بيضاء قيد الإصبع احترقت>>>>>في الكف وهي احتراق في الحشاشات
إن مر بين شفاه القوم أسودُها>>>>>ألقى اصفراراً على بِيْض الثنيات
وليتها كـان هذا حظ شاربها>>>>>بل قد تفتُّ بكفيه المرارات
قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية سابقاً -رحمه الله- في فتوى حول الدخان: وكان حدوث الدخان في حدود الـ(1000) هجرية، وأول خروجه بأرض اليهود والنصارى والمجوس، وأتى به رجل يهودي إلى أرض المغرب ، ودعا الناس إليه، ثم جلب إلى تركيا ، عن طريق رجل من النصارى، ثم أتى إلى السودان ، ثم دخل مصر ، ثم دخل الحجاز ، ثم دخل سائر الأقطار، وانتشر بعد ذلك في أصقاع الأرض.
معاشر المسلمين: الدخان أوله بلاء، وأوسطه عناء، وآخره فناء.
قال مصطفى صادق الرافعي : رأيتُ الدِّخِّيْنَة -أي: حبة الدخان- في إصبع شاب، قدمها له صديقه أول بدئه التحية في مجلسهما، فأشعلها كالهازئ بها، وجعل يمتص دخانها عابثاً يملأ به فمه، ثم يرسله في الجو ضباباً خفيفاً، حتى إذا لم يبقَ منها إلا عقدة الإصبع جعلها بين سبابته وإبهامه، ثم دفعها، فخرجت كالسهم، ولم تجاوز غير بعيد، حتى ذهبت في تاريخ التراب.
كانت الدِّخِّيْنَة في يد الشاب يلهو بها لهواً؛ ولكنه ما لبث أن اعتادها، فأصبح هو في يدها، واستُعبِد لها، وقر على ذلها، كأنما كانت هذه القطع البيضاء بعضها إلى بعض حبلاً طويلاً أُلقي في عنقه، وسُحب به كالدابة.
معاشر المسلمين: آباء الشباب والفتيات! يا ذوي الغيرة! أيها المعلمون! أيها المسئولون على اختلاف مواقعكم! لو رأى إنسانٌ شاباً يُحرق ماله بالنار، لحكم عليه بالجنون، فبماذا يُحكم على من يُحرق ماله، بل ويحرق صحته وعمره؟!
- أكثر من (450) عنصراً كيميائياً تحتوي عليها السيجارة الواحدة، ومن بينها مبيد الحشرات؛ لئلا تتعفن أوراق التبغ.
- وفي السيجارة الواحدة (29) نوعاً من السم الزعاف، ومنها: مادة النيكوتين، وهي مادة قوية المفعول مخدِّرة، وهي مادة سامة تسبب الهلاك.
- ومادة القطران، وقد ثبت علمياً عبر معامل الطب ومختبراته أن لهذه المادة مفعولاً كبيراً في تكوين خلايا سرطانية.
- وفيه مادة غاز الفحم, وهو سم مميت، ألا ترى إلى حال الإنسان إذا جلس في مكان، واستنشق دخان الفحم وهو مكتوم كيف يفارق الحياة مختنقاً؟!
- وفيه مادة أول أكسيد الكربون، والتي تؤدي إلى الذبحة الصدرية.
- ومادة غاز الأمونياك.
- ومادة الهيدروجين المُكَبْرَت.
- وغيرها من السموم.
معاشر المسلمين: إن الشباب هم أمل الأمة، وعماد مستقبلها بإذن الله، وشباب اليوم هم رجال الغد، وهم أمانة في أعناق ولاة الأمور، كل بحسب اختصاصه، وبحكم مسئوليته.
وإن ظاهرة تفشي الدخان بين الشباب والطلبة لها ما بعدها من التخلف في التحصيل العلمي، والتطرف الأخلاقي، وتدني المستوى الصحي، وانتشار الجريمة، ولنعلم جيداً أن التربية والتعليم لا تجدي شيئاً في شباب مصاب في تفكيره وصحته.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم>>>>>فأقم عليهم مأتَماً وعويلا
معاشر المسلمين: ولئن كنا نعتبر التدخين من الكبار قضية كبرى؛ فإنا نعتبر التدخين في أوساط الشباب قضية أعظم وأعظم، وأما قضية التدخين في أوساط النساء فهي ثالثة الأثافي وشرها، هي مصيبة المصائب، والكارثة الخطيرة، لقد كنا نتناقل أن نساء الغرب يتعاطين الدخان، فنستكثر أن امرأة -ولو كانت كافرة- تدخن، واليوم ينتشر الدخان في أوساط المسلمات، وفي أوساط حفيدات خديجة، وعائشة، وفاطمة!!
- ما نسبته: (27%) من طالبات المرحلة المتوسطة مدخنات.
- و(35%) من طالبات المرحلة الثانوية مدخنات.
- و(50 %) أو أكثر من المدرسات مدخنات.
إذا كان ربُّ البيت بالدف ضارباً>>>>>فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرقصُ
ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقال لـه>>>>>إياك إياك أن تبتل بالماءِ!
لا حول ولا قوة إلا بالله!
كيف سرى هذا السم في أوساط النساء، فضلاً عن الشباب والأطفال على حين غفلة من الرجال، على حين غفلة من الأولياء، والناصحين؟!
كيف نستغرب الأطفال أصحاب التشوُّهات؟!
كيف نستغربُ الخُدج من الأطفال؟!
كيف نستغرب الجُنَح الأخلاقية؟!
كيف نستغرب أن امرأة زوجها سجين في قضية مخدرات، وإذا بها تطلب خلوة شرعية معه، وتحضر له كمية من المخدرات تحية للقائها به؟!
كيف نستغرب وفيات الأطفال بالأعداد الكبيرة؟!
كيف لا يدخن الشباب الذين يولدون لأبوَين مدخنَين؟!
أما علمت الأم المدخنة أن ثديها يُفرز سموماً منها: النيكوتين السام مع الحليب لطفلها؟!
آه! كان الله في رحمة أطفال يُرضَعون السموم مع الألبان!
بل كان الله في عون مجتمع يترعرع فيه هؤلاء الأطفال!
كيف تُكافَح الجريمة والأم التي هي مَدرسة تُرضِع صغيرها السم مع اللبن؟! لا حول ولا قوة إلا بالله!
رُحماك ربنا! رُحماك ربنا! رُحماك ربنا!
معاشر المسلمين: تقول إحدى الإحصائيات:
- (70%) من المراهقين يجربون التدخين في المرحلة الثانوية، أي: عبثاً.
- وأن (18%) من الذكور، و(16%) من الإناث يدمنون التدخين، وربما أن بعضهم يترددون على العيادات.
بل ما بالكم بامرأة أحكم الدخان أسرها، وشح المال بيدها؛ لكنها لا تجد ذلك المال؟ من أين تجد ذلك المال الذي تشتري به الدخان؟!
أثبتت الدراسات بأن عدد السجائر التي يتعاطاها مدمن معتدل في شربه الدخان لمدة ثلاثين عاماً يبلغ (11.000) علبة دخان، أي: ما يعادل (200.000) سيجارة.
وإذا أردنا أن نلصق كل سيجارة بالأخرى، فإن طول هذه السجائر سيبلغ خمسة عشر كيلو متر ونصف، ( طول السجائر التي يتعاطاها ).
وبعبارة أخرى: فإن ذلك المدخن سيدخن سنوياً سيجارة يبلغ طولها: (511) متراً، وهي تحتوي على (160) غراماً من التبغ، وتحتوي على [800] غرام من النيكوتين، وهذه تكفي لتسميم مدينة عدد سكانها: (10.000) نسمة؛ لتبيدهم عن آخرهم.
مع ما قد ثبت في الطب من تأثير الدخان على ضعف الجنس، وفقدان الشهية، فالمدخنون هم أضعف الناس في جماعهم لأهليهم.
معاشر المسلمين: لو نطقت القبور بما فيها من الضحايا، من جراء الدخان، لاعتبر المدخنون، والسعيد من وُعظ بغيره.
فالدخان يقتل يومياً في العالم (11.000) نسمة.
ويقتل سنوياً أربعة ملايين إنسان في السنة.
والنسبة في ارتفاع مخيف، فيقدَّر عدد الضحايا في العام بعد سنوات يسيرة بعشرة ملايين.
قد يقول بعض الناس أن هذه الوفيات في أوساط الكفار؛ لكن اسمعوا إلى هذا التقرير الدقيق:
- هذه الوفيات نسبة (30%) منها في دول الغرب الكافر.
- ونصيب الدول النامية، دول العالم الثالث -ونحن منها- (70%) من عدد الوفيات في العام.
والأمر يتعدى إلى غير المدخنين؛ حيث يتضرر من يستنشق الدخان، ولو لم يكن مدخناً، فالمدخن يستنشق الدخان، ثم ينفثه في الجو ملوثاً بما أصاب داخل جسمه، فحينئذ يستنشقه الأبرياء من النساء والأطفال، ثم يحدث لهم من الأمراض ما يحدث.
فكان الله في عون أبناء المدخنين! بل كان الله في عون زوجات المدخنين! ينفث المدخن الدخان في وجه زوجته، وفي غرفة نومها، وفي مكان جلوسها، وفي السيارة وهي بجانبه، فيُصابون بالأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، فيأتي أحدهم يوم القيامة قائلاً:
هذا جناه أبي عليَّ>>>>>وما جنيت على أحد
فالله المستعان.
اللهم ارفع عنا هذا الوباء، وأغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا أسباب سخط الله، فإن أجسامكم على النار لا تقوى.
معاشر المسلمين: أما أضرار الدخان الاقتصادية: فحدثوا ولا حرج عن الخسائر، ففي إحصائية رسمية أن:
- ستمائة وثلاثة وثلاثون مليوناً من الريالات تنفق على السجائر في هذه البلاد سنوياً.
- وخمسة عشر مليار سيجارة يستهلكها المدخنون في هذه البلاد سنوياً.
- [750] سيجارة حصة المدخن سنوياً في هذه البلاد.
أرقام مخيفة ومذهلة، فتُنفق المئات من الملايين على الدخان، وتصل إلى اليهود، ونار الدخان تشبُّ في الأحشاء، في وقت عدد من المسلمين يتضورون جوعاً، ويتألمون مرضاً، وتُسْتَنْزَف هذه الأموال لتصل إلى الأعداء، فيستعينون بها على قتل من لم يدخن من المسلمين.
معاشر المسلمين: شركات التبغ العالمية الآن تحيك مؤامرات على منطقة الخليج العربي، وقد زار مندوبٌ لشركات التبغ، جميع دول الخليج، بدون استثناء، واجتمع بعدد من الشخصيات الإعلامية للتأثير عليهم، وهددهم بالحرمان من الإعلانات أياً كان نوعها إذا لم يقاوموا حضر التدخين ومنعه، فجنَّدت الشركات عملاءها المأجورين، من الخونة والكافرين، ونشروا لها [83] مقالاً في الصحف العربية خلال [9] أشهر، وصوروا علب التبغ على شكل حافظات مفاتيح، ووضعوا مسابقات، ووضعوا لها جوائز مغرية، ووزعوها عبر صناديق البريد في العالم.
فما هي أسباب انتشار التدخين؟
إن له أسباباً عديدة:
أولها: البيئة التي يعيش فيها الشخص، فإذا كان الطفل في البيت يرى أباه يدخن، والطالب يرى أثر الدخان على معلمه، والمراجع لبعض الدوائر الحكومية والمؤسسات يراها تعج بالدخان، والراكب في وسائل النقل وفي صالات الانتظار العامة يرى المدخنين، حتى في صالات بعض المطارات، بل ربما أكثرها، رغم صدور الأمر السامي بمنع التدخين فيها، إلا أنه لا يُطبَّق.
لقد آذى المدخنون في صالات المطار، من لا يدخنون من المنتظرين، وسببوا لهم مضايقات وأمراضاً عدة، فلا يطبق في كثير من المطارات ذلك، فكيف لا ينتشر الدخان، وهذه التسهيلات تجري له؟!
ثانياً: الشعور بعقدة النقص عند بعض الشباب، فيرى أن شخصيته لا تكتمل إلا عندما يدخن.
ثالثاً: التقليد الأعمى.
رابعاً: بعض الفضائيات، وبعض وسائل الإعلام التي تبث الدعاية القوية والمركزة، وتتفنن شركات التبغ في ترويج الدخان بأساليب شتى.
خامساً: سهولة الحصول على الدخان: فهو في متناول كل أحد، حتى الصغار، في التموينات الكبيرة، وفي الحوانيت الصغيرة، إلا من رحم الله، حتى وُجد من بعض المحلات من يبيع على الأطفال حبات دخان مفردة، نظراً لما معهم من النقود.
سادساً: توفر النقود في جيوب الأطفال، وعدم المحاسبة على صرفها، أو التوجيه والإشراف على ما يتم شراؤه، ففي البداية تجربة، ثم يكون الإدمان.
سابعاً: ما يُعرض في الأفلام والمسلسلات، عبر التلفاز والفضائيات، من ممارسة التدخين علناً، وهذه لها دور كبير، فبطلُ الفيلم المزعوم يدخن نوع كذا، فهذه دعوة صريحة، وإن كتبنا آلاف العبارات على علب الدخان، فهي أقوى منها.
ثامناً: رؤية بعض السُذَّج من الأطباء وهم يدخنون، فيقال: لو كان ضاراً لما دخَّن الطبيب.
ولم أر في بلايا الناس>>>>>شر مـن طبيب يداوي الناسَ وهو عليلُ
أولاً: ينبغي تضافر الجهود على جميع المستويات؛ لشرح أخطار التدخين عبر وسائل الإعلام والمدارس والمراكز الصيفية وغيرها، وحصر الوفيات من جراء التدخين، ونشرها في لوحات بارزة، كما تُنشر الوفيات من جراء الحوادث.
لم يمت من الحوادث ولا نسبة بسيطة مما يموت من جراء الدخان، ويجب أن يُكتب في شهادة الوفيات أن السبب في الوفاة هو الدخان؛ لتعتبر الأسرة بأجمعها.
ثانياً: تفعيل قرار منع التدخين في بعض الدوائر والمؤسسات، ومعاقبة المتهاونين في تطبيقه.
ثالثاً: عدم عرض الدخان في المحلات، ومنع أصحاب المحلات في الأحياء أن يبيعوا الدخان، ولقد شهدنا ونحن صغار التفتيش على بعض المحلات للبحث عن الدخان، وهو أشد من البحث عن المخدرات في هذا الزمن، ولذلك كان التدخين قليلاً، بل نادراً.
رابعاً: منع بيعه على الصغار، ومعاقبة من يبيعه عليهم.
خامساً: متابعة الطلاب في المدارس، وتحذيرهم من ذلك الوباء.
سادساً: أخذ رسوم على علاج المدخنين، فكيف يهون المال، فيبذلونه لما يجلب المرض، ولا يبذلون المال من أجل البحث عن الصحة؟!
سابعاً: العمل على حصر المدخنين في كل جهة حكومية، أو مؤسسة أهلية، ثم تسليمها إلى لجان مكافحة التدخين؛ لتبدأ في المتابعة الإجبارية، كما هي حال مستشفيات الأمل في متابعة المدمنين للمخدرات؛ لأن التدخين هو الذي يمد المخدرات بروَّادها.
ثامناً: وضع العبارات التحذيرية من التدخين في الأماكن العامة والشوارع، حتى على سيارات بيع الدخان، لِمَ تسير طليقة في العراء، وهي بشعارها شعار علب الدخان تبث دعاية صامتة؟! فلِمَ لا يُكتب عليها، وقد تدور في البلد، ولا تجد لوحة واحدة تحذر من الدخان؟!
هذا وإني أهيب بإخوتي في المراكز الصيفية القائمة الآن، أن لا تغلق المراكز أبوابها إلا وقد أنتج كل مركز عدداً من اللوحات التحذيرية، توضع في أماكن عامة إلى مركز قادم بإذن الله.
تاسعاً: عدم تأجير المحلات على شركات الدخان، أو من يبيع الدخان من أصحاب المحلات، وليعلم من يؤجر محله على هؤلاء أنه متعاون على الإثم والعدوان، وأنه يأكل سُحتاً، وأنه غاش لعباد الله.
عاشراً: مناصحة من يعملون كموزعين في سيارات وكالات بيع الدخان، وإبلاغهم أن هذا العمل محرم، وأنه من التعاون على الإثم والعدوان، فكما أن المدخنة ترضع ولدها سماً، فإن هذا الذي يقوم بالتوزيع تكون أمواله سماً زعافاً وسُحتاً يأكله الأبناء.
حادي عشر: مناصحة من يقومون باستيراده، وتخويفهم بالله، من هو الذي قدم نصيحة لأولئك الوكلاء الذين أفسدوا البلاد والعباد؟! وإن كنا نتمنى بلهف وشوق أن يُمنع الدخان من الدخول إلى بلادنا كلياً، كما تُمنع المخدرات؛ لأنه بوابة لها، وما ذلك بغريب على ولاة أمرنا، فنتمنى أن نسمع ذلك قريباً.
هذا غيض من فيض من مراحل العلاج، والله إذا علم صدق النية أعان.
اللهم في هذه الساعة المباركة!! اللهم في هذه الساعة المباركة!! اللهم في هذه الساعة المباركة!! ومن هذا المكان، اللهم إنا نسألك أن تقيض توبة صادقة لمن يستوردون الدخان إلى بلادنا وبلاد المسلمين، لكي يقلعوا عن ذلك، ويمنعوا ذلك الوباء، اللهم إنا نسألك أن تقيض خلاصاً لمن ابتلي بشرب الدخان، اللهم اهدنا، ويسر الهدى لنا، اللهم يسرنا لليُسرى، وجنبنا العُسرى، واغفر لنا في الآخرة والأولى.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة، يا رب العالمين!
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , السفاح للشيخ : صالح الونيان
https://audio.islamweb.net