إسلام ويب

من أسس الدين ومكارم الأخلاق التي قام عليها الإسلام؛ لأمانة، فهي من مكارم الأخلاق، وهي من صفات الأنبياء والمرسلين، وهي قرينة الإيمان، والواجب عند تولية رجل على عمل من أعمال المسلمين أن يكون صاحب أمانة وقوة وحفظ لمصالح المسلمين وعليم بجهات صرفها، أما تولية الخائن على أمور المسلمين فهذه من الخيانة لله ورسوله، ومن أشراط الساعة.

منزلة الأمانة في الدين

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئاً مما أمره به إلا بلغه، فتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، وهدى الناس من الضلالة، ونجاهم من الجهالة، وبصرهم من العمى، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى، خير مما كثر وألهى: إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

الأمانة وعلاقتها بمكارم الأخلاق

أيها المسلمون عباد الله! فمن مكارم الأخلاق، بل من أسس الدين التي قام عليها الإسلام الأمانة، التي تحمل العبد على أن يكف يده عما ليس له بحق، وإن كان قادراً على أخذه مع أمنه من إدانة الناس أو مطالبتهم إياه، الأمانة التي تحمل العبد على أن يؤدي ما وجب عليه من حقوق لله، وحقوق لخلق الله، مع قدرته على الإخلال بتلك الحقوق: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب:72].

الأمانة من صفات الأنبياء والمرسلين

الأمانة التي هي أولى صفات الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، هؤلاء جميعاً يحكي ربنا جل جلاله في سورة الشعراء أن كل واحد منهم قال لقومه: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء:107]، وهكذا نبي الله موسى عليه السلام وصفه الله بالأمانة: وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ * أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الدخان:17-18]، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبتليه الله بالنبوة ويكلفه بأعباء الرسالة، كان مشهوراً بين قومه بأنه الأمين، بعد ما تعدى عليه قومه وآذوه وعذبوا أصحابه، وحملوهم على الخروج من ديارهم ومغادرة وطنهم، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً، ما حمله ذلك على أن يخون الأمانة، ولا أن يخل بأصولها، بل وكل علياً رضي الله عنه برد الودائع إلى أهلها: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [النساء:58].

الأمانة قرينة الإيمان

أيها المسلمون عباد الله! قد بلغ من عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمانة وحثه عليها، أنه ما خطب في الناس مرة إلا قال: ( لا دين لمن لا عهد له، ولا إيمان لمن لا أمانة له )، كأن الإيمان والأمانة قرينان، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر، وكان من دعائه صلوات ربي وسلامه عليه: ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة ).

ائتمان الخائن من علامات قيام الساعة

وأخبر صلوات ربي وسلامه عليه أن ائتمان الخائن من علامات الساعة: ( والذي نفس محمد بيده، لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين، ويؤتمن الخائن، ويكذب الصادق، ويصدق الكاذب، ويتحدث الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه ).

أيها المسلمون عباد الله! خلق الأمانة مطلوب منا شيوخاً وشباباً، رجالاً ونساء، الأمانة مطلوب منك أيها المسلم فيما بينك وبين الله، فيما بينك وبين الناس، فيما بينك وبين الله، الصلاة أمانة، والصيام أمانة، والصدقة أمانة، والحج أمانة، والتكاليف الشرعية كلها أمانات نيطت بعنقك، وفيما بينك وبين الناس ( أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك )، كن أميناً مع الناس، واعلم أن دينك يأمرك بذلك، ( أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك )، وأشد ذلك الودائع.

الشروط الواجب توافرها فيمن يتولى عملاً من أعمال المسلمين

أيها المسلمون عباد الله! إن من الأمانة أن يولى الرجل المناسب في المكان المناسب، أن يوضع كل شخص في موضعه الذي هو أهل له، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذر من أن يولى إنسان من أجل نسبه وحسبه، أو من أجل حزبه وجماعته، أو من أجل ماله وسطوته، أو من أجل شدة حرصه ومطالبته، هذه كلها ليست معايير لتولي المناصب في دولة الإسلام، إن الذي يتولى منصباً لا بد أن يكون جديراً به.

هذه الجدارة أيها المسلمون عباد الله! تتمثل في أمور:

أولها: أن تتوافر فيه الشروط الأربعة التي بينها الله ربنا في القرآن: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [القصص:26]، قوي على العمل، أمين على المال، ليس بخوان ولا سارق ولا أفاك ولا كذاب: اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [يوسف:55]، حفيظ على مصالح الناس، عليم بجهات حوائجهم، قوي أمين حفيظ عليم، هذه خصال أربعة.

قال أهل العلم: واجتماع القوة والأمانة في الناس قليل، يعني: أن يجتمع في شخص واحد قوة وأمانة هذا في الناس قليل، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يقول: اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر، وعجز الثقة. أشكو إليك جلد الفاجر، هو فاجر لكنه قوي، وعجز الثقة: إنسان مرضي في دينه لكنه عاجز، يشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة، فإذا لم تجتمع الصفتان فإنه لا يقدم للإمارة، إذا تعين رجلان أحدهما قوي والآخر أمين، تعين هذان يقدم للإمارة أصلحهما فيها، وأقلهما ضرراً.

ولذلك لما سئل بعض علماء الإسلام: مع من يغزو الناس مع فاجر قوي، أو مع ثقة ضعيف؟

قال: مع الفاجر القوي، أما الفاجر ففجوره على نفسه وقوته للمسلمين، وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين.

لا بد أن يحرص قبل أن يولى الإنسان منصباً من المناصب أن تتوافر فيه هذه الشروط أو ثلاثة منها أو اثنان، أما أن يولى من ليس قوياً ولا أميناً ولا حفيظاً ولا عليماً، فتلك هي الطامة الكبرى.

ثانياً: لا يولى هذا الأمر من سأله، ولا من سعى إليه، ولا من حرص عليه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـعبد الرحمن بن سمرة : ( يا عبد الرحمن! لا تسأل الإمارة فإنك إن سألتها وكلت إليها، وإن جاءتك من غير مسألة أعنت عليها )، ولما دخل عليه أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس ورجلان من بني عمه رضوان الله عليهم أجمعين، فقال أحدهما: ( يا رسول الله! أمرني على بعض ما ولاك الله، وقال الآخر: مثل ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا والله لا نولي هذا الأمر أحداً سأله، ولا أحداً حرص عليه، قال أبو موسى معتذراً: والله يا رسول الله لم أعلم ما جاءا له -أي: لم أعلم السبب الذي من أجله جاء هذان الرجلان، وكأنه يقول: لو علمت ما صحبتهما- يقول أبو موسى : فما ولاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى قبضه الله إليه).

لما جاءه أبو ذر قال: (يا رسول الله ألا تستعملني؟! ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: يا أبا ذر ! إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها ).

ثالثاً: أن يكون أهلاً للمنصب، من جهة صدق لهجته، ووثوق خبره، واستقامة أمره، واعتدال خلقه، وعفته عن الحرام، فما يتولى المنصب من أجل أن يخوض في مال الله، من أجل أن يغرق في الحرام إلى أذنيه، من أجل أن ينتهب الأموال ذات اليمين وذات الشمال، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: ( من ولي لنا عملاً فكتمنا شيئاً مخيطاً فما فوقه، فهو غلول يأتي به يوم القيامة، ألا لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، أو فرس له حمحمة، أو رقاع تخفق، أو صامت، يقول: يا رسول الله! أغثني، أقول: لا أملك لك من الله شيئاً قد أبلغتك ).

لا بد أن يكون القائم على المنصب وزيراً كان أو سفيراً أو مستشاراً أو مديراً أو غير ذلك من المناصب، لا بد أن يكون عفيف اليد عن أموال المسلمين، إذا استطعت أن تلقى الله عز وجل وأنت خميص البطن من أموال المسلمين، كاف اللسان عن أعراضهم فافعل، وإلا فالحساب عسير: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ [آل عمران:30].

أيها المسلمون عباد الله! ( ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ).

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، وتوبوا إلى الله واستغفروه.

نصيحة لكل من عين في منصب حكومي في السودان

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله النبي الأمين، بعثه الله بالهدى واليقين، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وآل كل، وصحب كل أجمعين، وأحسن الله ختامي وختامكم وختام المسلمين، وحشر الجميع تحت لواء سيد المرسلين.

أما بعد:

أيها المسلمون! فاتقوا الله حق تقاته، وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

واعلموا إخوتي في الله! أنه في هذا الأسبوع الذي انقضى أعلن عن شغل المناصب الدستورية، منهم من عين مساعداً للرئيس، ومن عين مستشاراً، ومن عين وزيراً أو وزير دولة، وها هنا لا بد من تذكير الجميع بأن المناصب إلى زوال، وأن الجاه إلى اضمحلال، وأن الإنسان سيقف بين يدي الله عرياناً، وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام:94]، لن يأتي واحد يوم القيامة بلقبه ولا بحرسه ولا بصولجانه، ولا بجاهه ولا بماله، بل سيقف بين يدي الله عز وجل فرداً لا ينفعه إلا عمله، ينادى عليه باسمه يا فلان بن فلان، لن يقال اللقب، لن يقال الرتبة، لن يقال المنزلة، وإنما يا فلان بن فلان، ينادى باسمه واسم أبيه، ليقف بين يدي الله عز وجل للحساب، في يوم عبوس قمطرير كان مقداره خمسين ألف سنة، لا بد أن نعد لهذا اليوم.

يا صاحب المنصب! اعلم أن المنصب عما قريب سيزول، إما أن يزول عنك بأن ينزع منك، وإما أن تزول عنه بأن تنتقل إلى الدار الآخرة، بأن تترك الدنيا وما فيها، أروا الله عز وجل من أنفسكم خيراً، اتقوا الله عز وجل فيما وليتم، اعلموا أنها أمانة، وأنها يوم القيامة خزي وندامة، اعلموا أن الله سائلكم عما استرعاكم، اعلموا أن الله سيحاسبكم على الأموال، اعلموا أن الناس ينتظرون منكم رحمة بهم، وشفقة عليهم، وسهراً على مصالحهم، وسعياً في تحسين أوضاعهم، واستقامة أمورهم، وقبل هذا كله الناس ينتظرون منكم قياماً بأمر الله، تطبيقاً لشرع الله، تحليلاً للحلال، تحريماً للحرام، أمراً بالمعروف، نهياً عن المنكر، غضباً لحرمات الله أن تنتهك، هذا الذي يرجوه الناس منكم.

يرجو الناس منكم أيها الوزراء.. أيها المستشارون.. أيها المساعدون.. أيها الحكام! أن تولوا على الإدارات وعلى المناصب من كان مرضياً عند الله، (فمن ولى رجلاً على عصابة من المسلمين وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله، وخان المؤمنين)، من ولى رجلاً على عصابة من المسلمين، لا لقوته، ولا لأمانته، ولا لحفظه، ولا لعلمه، بل لحسبه أو نسبه أو جاهه أو ماله أو حزبه أو جماعته أو قبيلته أو غير ذلك من الاعتبارات التي يدندن حولها الناس، هذه بلسان محمد صلى الله عليه وسلم خيانة لله ورسوله، وخيانة للمؤمنين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27]، وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال:28].

اللهم ول علينا خيارنا، ولا تول علينا شرارنا، اللهم ول علينا خيارنا، ولا تول علينا شرارنا، اللهم ول علينا خيارنا، ولا تول علينا شرارنا، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.

اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، اللهم ارفع عنا البلاء والغلاء والوباء والزلازل والمحن، وسائر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم غير حالنا إلى أحسن حال، اللهم أبدلنا بعد الفقر غنى، وبعد الذل عزاً، وبعد الخوف أمناً، وبعد الفرقة والاختلاف وحدة واعتصاماً، وردنا إلى دينك رداً جميلاً يا سميع الدعاء.

نسألك رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا، وتبيض بها وجوهنا، وتصلح بها ديننا، وتدفع بها الفتن عنا، وتعصمنا بها من كل سوء يا أرحم الراحمين.

اللهم انصر إخواننا في سوريا، اللهم ثبت أقدامهم، وقو شوكتهم، واجمع كلمتهم، اللهم عليك بطاغوت الشام وأعوانه، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا رب العالمين.

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم اغفر لمشايخنا ولمن علمنا وتعلم منا، اللهم أحسن إلى من أحسن إلينا، اللهم اغفر لمن بنى هذا المسجد المبارك ولمن عبد الله فيه، ولجيرانه من المسلمين والمسلمات.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة:201].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى جميع المرسلين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الأمانة للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net