إسلام ويب

كفارة من عليها عشرة رمضانات

الحمد لله, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

السلام عليكم ورحمة الله.

أما بعد:

فأبدأ بالجواب على الأسئلة التي تتعلق بالصيام.

السؤال: علي قضاء من أكثر من عشرة رمضانات سابقة, فكيف أكفر؟

الجواب: إذا كنت تستطيعين الصيام؛ فالصيام واجب عليك, يعني: إذا كنت قد أفطرت لحمل أو إرضاع أو هما معاً أو لمرض أو سفر ونحو ذلك, وتراكمت عليك هذه الشهور فهذا لا يسقط القضاء, والإطعام لا ينتقل إليه إلا الشيخ الكبير والمريض الزمن, قال الله عز وجل: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184].

خروج المعتكف من المسجد لأجل الأكل

السؤال: أسأل عن الاعتكاف, هل يمكن أن أخرج للطعام ثم أعود للمسجد؟

الجواب: نعم, إذا كان الطعام لا يمكن أن يؤتى به إليك في المسجد، فلا حرج عليك أن تخرج فتطعم ثم ترجع مباشرة, وبعض العلماء يشترط بأن تأتي بالطعام إلى المسجد, يعني: لا تجلس في السوق, وإنما تأتي بالطعام إلى المسجد فتأكله في المسجد, لكن لو فرض مثلاً بأن المسجد لا يسمح بإدخال الطعام إليه، ففي هذه الحال لا حرج عليك أن تأكل من حيث اشتريت.

قتل العقرب والثعبان في رمضان

السؤال: ما حكم الشرع في قتل الثعبان والعقرب في رمضان؟

الجواب: الثعبان والعقرب نحن مأمورون بقتلهما في رمضان، وفي غير رمضان؛ بل حتى في الصلاة, حتى لو كان الإنسان يصلي فرأى أحد الأسودين عقرباً أو ثعباناً فإنه يقتله؛ وذلك لعظيم شرهما وبليغ ضررهما, قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب ), وحتى في الحرم, قال عليه الصلاة والسلام: ( خمس من الدواب كلهن فاسق، يقتلن في الحل والحرم, وذكر من بينها الحية والعقرب ).

شرب الشيشة لمن يحافظ على صلاة التراويح

السؤال: زوجي يصلي التراويح ويذهب مع أصدقائه لشرب الشيشة؟

الجواب: زوجك خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً, فصيامه له أجره, وشربه الشيشة عليه وزره, قال الله عز وجل: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة:102], وقال سبحانه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [الزلزلة:7-8], فزوجك هذا نسأل الله عز وجل أن يهدينا وإياه والمسلمين, ومطلوب منا أن ننصحه وأن ندعو له.

إعطاء عمال البناء ماء في نهار رمضان

السؤال: يعمل بمنزلنا عمال بناء لا يصومون، ويطلبون منا ماء بارداً فهل نسقيهم؟

الجواب: لا, لا يسقون؛ لأن الله عز وجل قال: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2], فعامل البناء هذا إن كان مسلماً فهو عاص مفرط, ويجب نصحه بأن الصوم عليه واجب, وأما إذا لم يكن مسلماً فهو كذلك سيحاسب على تركه الصيام، وتركه الصلاة، وتركه فروع الشريعة؛ كما قال ربنا سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ [المدثر:38-47], فالقوم كانوا كفاراً بدليل قولهم: وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ [المدثر:46], أي: بيوم القيامة, لكن ذكر ربنا جل جلاله من الجرائم التي أوجبت دخولهم سقر -والعياذ بالله- أنهم ما كانوا من المصلين، وما كانوا يطعمون المسكين.

أمر بعض المشايخ المتبوعين أتباعهم بعدم الصيام في رمضان إلا إن رأوا الهلال بأنفسهم

السؤال: ما حكم الشرع في الشيوخ الذين يأمرون أتباعهم بالصيام برؤية العين؟

الجواب: لا شك أنهم مخطئون, يعني: شيخ يأمر أتباعه: ألا يصوموا إذا أعلنت الجهات المسئولة بأن غداً صيام، إلا إذا رأوا رأي العين هلال رمضان. نقول: هؤلاء مخطئون؛ لأن نبينا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ), هو نفسه صلى الله عليه وسلم ما كان يوقف صيامه على أن يرى بعينه, وإنما كان يخبره بعض أصحابه بأنه قد رأى الهلال؛ كما أخبره عبد الله بن عمر , والحديث في الصحيح, قال: ( تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بالصيام ), عليه الصلاة والسلام. فليس المقصود رؤية الآحاد, وأن كل واحد لا بد أن يرى بنفسه, بل المقصود رؤية من تقوم الحجة برؤيتهم.

مشروعية صلاة التراويح في المسجد

السؤال: هل يجب أن تكون صلاة التراويح في المسجد؟

الجواب: لا, ليس واجباً, لكنها السنة, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صلى بالناس ليلتين أو ثلاثاً, فلما كانت الليلة التي بعدها صلى العشاء ثم قام فدخل إلى بيته, فانتظره الصحابة بعد صلاة العشاء وبدءوا يحصبون بابه عليه الصلاة والسلام, يظنونه قد نام, فما خرج عليهم إلا بعد ما طلع الفجر, وقال: أما إنه ما خفي علي صنيعكم البارحة, والله ما بت غافلاً, ولكني خشيت أن تفرض عليكم ), وصار الناس يصلون آحاداً, فلما كان في زمن عمر رضي الله عنه, ورأى الرجل يصلي بالرجلين, والرجل يصلي بالثلاثة, والرجل يصلي وحده, قال: لو جمعتهم على إمام واحد, فجمعهم على أقرئهم؛ أبي بن كعب رضي الله عنه, فكان الناس يصلون بصلاة أبي , قال عمر : ونعمت البدعة الحسنة هي, والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون لها.

الدخول بنية العشاء مع الإمام الذي يصلي التراويح

السؤال: إذا فاتتني صلاة العشاء, هل أدخل في صلاة التراويح بنية العشاء؟

الجواب: نعم, وبعد سلام الإمام تقوم فتتم صلاتك.

عدد ركعات التراويح في جماعة

السؤال: كم عدد ركعات التراويح في جماعة؟

الجواب: أما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه ما كان يزيد على إحدى عشرة ركعة, لا في رمضان ولا في غير رمضان؛ كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها؛ لكن من بعد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر كانوا يصلون عشرين ويوترون بثلاث؛ كصنيع الناس في الحرمين اليوم, في المسجد النبوي وفي المسجد الحرام يصلون ثلاثاً وعشرين ركعة.

وفي عهد عمر بن عبد العزيز لما كان والياً على المدينة كانوا يصلون ستاً وأربعين ويوترون بثلاث, فهؤلاء العلماء الأجلاء من الصحابة فمن بعدهم فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الليل مثنى مثنى ), أن الأمر على السعة, وكل يأخذ بحظه من قيام الليل؛ ولذلك نقول: صلاة التراويح لا تتقيد بعدد لا يتعدى.

السواك بالمعجون في نهار رمضان

السؤال: هل يجوز السواك بالمعجون في نهار رمضان؟

الجواب: نعم, يجوز السواك بالمعجون في نهار رمضان؛ لأن الأصل مشروعية السواك, قال عامر بن ربيعة : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم ), وحديثه هذا في البخاري , ولا فرق بين السواك بعود الأراك أو السواك بالفرشاة والمعجون, لكن الإنسان عليه أن يحتاط لئلا يسبق إلى الجوف شيء.

تأثير الحقنة المخدرة على الصيام

السؤال: أسأل عن أخذ الحقنة في القدم لعملية عين سمكة هل تفطر؟

الجواب: لا, الحقنة المخدرة سواء كانت في اليد أو في القدم، أو في الساق أو في العضد، أو في الظهر أو في غير ذلك من المواطن ليست مفطرة.

الصلاة والصيام لمن نزل منها سائل أصفر بعد الدورة بأربعة أيام

السؤال: أسأل عمن نزل منها سائل أصفر بعد الدورة بنحو أربعة أيام, ما الحكم في حالتي الصلاة والصيام؟

الجواب: تصلين وتصومين, فإن هذه الصفرة أو الكدرة التي تأتي في غير وقت الحيض لا تعد شيئاً, وفي الحديث: ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً ), أما إذا كانت في أيام الحيض, بعيدها أو قبيلها؛ فهي معدودة منها.

تأثير الكحل على الصيام

السؤال: أسأل عن الكحل, هل يبطل الصيام؟

الجواب: لا, الكحل لا تأثير له على الصيام.

صيام رمضان في حق مريض السكر

السؤال: ما حكم مريض السكر إذا صام الشهر؟

الجواب: تقبل الله, إذا صام الحمد لله, شريطة ألا يكون هذا الصيام يشق عليه, أما إذا كان يشق عليه ويعرضه للهلاك فلا يجوز له أن يصوم.

صلاة الرجل في بيته التراويح اقتداء بإمام المسجد

السؤال: أنا أصلي التراويح في البيت وأسمع صلاة الإمام في المسجد, هل يجوز لي؟

الجواب: لا, لا بد أن تكون الصفوف متصلة، بحيث إذا انقطعت الكهرباء، وذهب عنك صوت الإمام ترى من يرى الإمام.

صيام من أكل بعد طلوع الفجر جاهلاً طلوعه

السؤال: زوجي استيقظ من نومه ولا يعلم بأن أذان الصبح قد مضى, فشرب ماء، وبعد ثوان أقاموا الصلاة وواصل صومه, فهل عليه قضاء؟

الجواب: نعم, يلزمه القضاء؛ لأنه أكل بعد طلوع الفجر الصادق.

صيام وقضاء الصيام لمن منعه الطبيب من الصوم

السؤال: امرأة عملت عملية غدة ثلاث مرات, والطبيب قال لها: لا تصومي, وكانت تصوم, وفي رمضانين ما صامت بسبب الولادة, فهل تقضيهم؟ علماً بأن الطبيب قال: لا تصومي.

الجواب: الزمي قول الطبيب, فإنه هاهنا ذو الشأن الذي يُسأل, والله عز وجل قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43].

المتصل: عندي سؤال: لي صديق دائماً وعند أقل نقاش مع زوجته يقول لها: علي الطلاق ما أفعل كذا, وعلي الطلاق ما آخذك إلى مكان فلان, وبنفس الوقت، أو بوقت آخر يفعل كل ما حلف على عدم فعله, فهل عليه كفارة أو شيء؟

الشيخ: طيب.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ! كان عندي التهاب في اللثة في بداية رمضان, فذهبت إلى الطبيب وأنا صائمة، وكنت أضع علاجاً في اللثة؛ مثل دهان الفازلين, فهل هذا يفطر؟

السؤال الثاني: هل هناك حديث قدسي يقول: ( لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إذا أمنته في الدنيا خوفته في الآخرة, وإذا خوفته في الدنيا أمنته في الآخرة ), أنا لا أعرف صحة الحديث، يعني: هل الإنسان إذا ربنا سبحانه وتعالى أعطاه الصحة والمال في الدنيا يعتبر من أمن الدنيا، ويحرم منه في الآخرة؟ وجزاك الله خيراً!

الشيخ: طيب, شكراً.

المتصل: أسأل عن الفدية, أيهما أفضل؛ أن نخرجها طعاماً أم مالاً بحسب ما هو متعارف عليه؟ وهل يجوز جمعه ثم نخرجه كاملاً في أول الشهر أو آخره؟

الشيخ: شكراً, أكرمك الله!

المتصل: اشتريت مصاحف وأحببت أن أوزعها، لكن بعد ذلك قلت: لا أوزعها إلا الشخص معين، ثم بقي عندي عدد منها وما توزعت, ولا أعرف هل أوزعها أو لا؛ لأني قلت: إلا لشخص معين؟

الشيخ: طيب, شكراً.

المتصل: نحن أصحاب عربات, وفي منطقتنا العربات مرخصة تاكسي, ثم هناك عربات أخرى بلوحات خصوصية تشتغل بأجرة, تنقل أشخاصاً مقابل أجر معين, فهل هذا الفعل يحل لهم أم لا؟

الشيخ: طيب.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ! في رمضان الماضي كان عندي مبلغ ثمانين ألف ريال, وأنا مقيم في السعودية, منها أربعون ألف ريال حال عليها الحول, والأربعون الأخرى جمعتها بعد المبلغ الأول، أما الأربعون الأولى فأخذت بها سيارة, والسيارة لا زالت معي, والأربعون الأخرى تصرفت بها, فهل أزكي عن الثمانين ألف ريال أو أزكي عن المبلغ الذي حال عليه الحول، مع العلم أني أعمل في الدهانات؟

الشيخ: طيب, جزاك الله خيراً!

السؤال الثاني: يا شيخ! عندنا الإمام الذي بالمسجد الذي أصلي فيه, بعدما يصلي بنا العشاء يقرأ آيات الصيام, من الآية: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ...[البقرة:183], إلى آخر آية: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي [البقرة:186], يقرؤها دائماً بعد صلاة العشاء, فما حكم الشرع في ذلك؟

الحلف بالطلاق وما يترتب عليه

الشيخ: بالنسبة لأخينا عبد الله حسين من السعودية سأل عن صاحب له يكثر من الحلف بالطلاق, يقول: علي الطلاق ما أفعل كذا -مع زوجته- ويقول: علي الطلاق ما آخذك لمكان فلان, وعلي الطلاق ما كذا.

فنقول: بأن الطلاق هو يمين الفساق؛ كما يقرر علماؤنا رحمة الله عليهم, وأفادنا العلامة الشيخ: محمد الحسن الددو بأن الحديث مروي في سنن الدارقطني بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تحلفوا بالطلاق ولا بالعتاق, فإنها أيمان الفساق ), فجعل الإنسان الطلاق عرضة ليمينه دليل على رقة في ديانته، وضعف في إيمانه؛ لأن الله عز وجل قال: وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا [البقرة:231].

أما كون هذا الطلاق يقع أو لا يقع، فهذا يتوقف على نيته, فإذا كانت نيته يميناً فلا يقع بهذا الحلف طلاق, وإنما تجب عليه كفارة يمين, أما إذا كانت نيته حال الحلف بأن الطلاق يقع إذا حنث، فإنه يكون واقعاً.

وضع العلاج على اللثة للصائم

الشيخ: الأخت أماني عافاها الله! ذكرت بأنها تعاني من التهاب في اللثة, وقد وصف لها الطبيب دواء عبارة عن دهان أو فازلين تضعه في لثتها, وتقول: هل هذا مفطر؟

نقول: لا, ليس مفطراً؛ لأنه ليس طعاماً ولا شراباً, لكن تحتاط بأن لا يسبق إلى الجوف منه شيء.

معنى الحديث القدسي: (لا أجمع على عبدي أمنين ولا خوفين ...)

الشيخ: وأما سؤالها عن الحديث: ( لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين, فمن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة, ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ), وقولها: لو كان الإنسان صحيح البدن, رزقه دار, وعافيته تامة, وعيشه رغد, فهل هذا يعني أنه يوم القيامة سيُخوَّف؟

نقول: لا, ليس الأمر كذلك, قال الله عز وجل: ( من خافني في الدنيا ), أي: ففعل المأمور, واجتنب المحظور, والتزم أحكام الشرع؛ فإن الله عز وجل يؤمنه يوم القيامة ولو كان في الدنيا في عيش طيب وحال حسنة, ومن أمن الله عز وجل في الدنيا, بمعنى: أنه فعل ما يهوى, وما تقيد بالأوامر ولا النواهي، ولا الحلال ولا الحرام, وإنما كل ما يهواه أكله, كل ما يهواه قاله, كل ما يهواه فعله؛ فهذا لا بد أن يُخَوَّف يوم القيامة ولو كان في الدنيا في ضنك, يعني: بعض الناس الآن -والعياذ بالله- جمع بين الكفر والإفلاس, يعني: هو كافر وفي الوقت نفسه مفلس, يعيش في ضنك, يلبس أسمالاً بالية, ويعاني من أمراض مزمنة, وضيق في العيش, ونكد في الحياة, لكنه يعصي الله عز وجل, ويبارزه بالمعاصي, تجده في تلك الحال يسب الدين, ولا يصلي الخمس, ولا يصوم الشهر؛ فهذا مُخَوَّف في الدنيا ومُخَوَّف في الآخرة.

وبالمقابل قد تجد إنساناً ذا مال كثير، ونعمة ظاهرة، وعيشة راضية، ولكنه معظم للأوامر والنواهي, وَقَّاف عند حدود الله؛ فهو في الدنيا في عيش طيب, وفي الآخرة إلى جنة عرضها السموات والأرض.

الفدية بين الطعام والنقود

الشيخ: أخونا أنور سأل عن الفدية, هل تكون طعاماً أم نقوداً؟

فنقول: الأفضل والأحوط أن تكون الفدية طعاماً؛ لأن الله عز وجل نص على الطعام فقال: فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184], أو في القراءة الأخرى: (فدية طعام مساكين), والطعام يكون عن كل يوم سبعمائة وخمسون جراماً, يعني: يخرج عن الشهر كله اثنين وعشرين كيلو ونصف من غالب قوت أهل البلد؛ كدقيق وقمح وذرة ونحو ذلك.

كيفية توزيع المصاحف الباقية التي نويت لأشخاص بعينهم

الشيخ: وأما الأخت التي ذكرت بأنها -جزاها الله خيراً- اشترت أجزاء من القرآن, وقالت أو أضمرت في نفسها أن هذه الأجزاء ما تصل إلا لمن يقرأ فيها, وقامت بالتوزيع على الناس الذين تظن بأنهم ممن يتعاهدون القرآن وبقي عندها شيء من تلك الأجزاء.

فنقول لها: لو وضعتها في بيت من بيوت الله, من المساجد العامرة, خاصة في رمضان, فثقي تماماً بأنه إن شاء الله سيقرأ فيها, ويقع أجرك على الله, هذا هو أفضل الحلول.

استخدام السيارة الخصوصي في عمل الأجرة بدون ترخيص

السؤال: أخونا محمد ذكر بأنه يعمل سائقاً للتاكسي, أو لسيارات الأجرة, وهناك بعض الناس سيارته خصوصي, يعني: غير مرخصة بأن تعمل أُجرة, ومع ذلك هم يحملون الناس ويتقاضون منهم أجرة, يقول: هل في هذا شيء؟

الجواب: ما في هذا شيء يا أخي! في الحديث: ( دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض ), فهذا رزقه على هذا, وهذا رزقه على ذاك, والأمور تمضي, واعلم يا محمد ! بأن رزقك لن يأكله غيرك, حتى يطمئن قلبك, ولو امتلأت الدنيا كلها سيارات أجرة؛ ما هو مقدر ومكتوب سيأتيك.

زكاة المال الذي حال عليه الحول واستخدم في شراء سيارة قبل زكاته

الشيخ: أخونا أحمد سأل عن أنه كان يملك أربعين ألفاً من الريالات؛ فحال عليها الحول فاشترى سيارة, وكان يملك أربعين أخرى تصرف فيها وما حال عليها الحول.

ننقول: أما الأربعون التي حال حولها فالزكاة فيها واجبة, وكان مفروضاً عليك قبل أن تشتري السيارة أن تزكي هذه الأربعين, فتخرج منها ألفاً, الذي هو: ربع العشر, وحيث إنك لم تفعل فهي باقية في ذمتك, يجب عليك أن تخرجها الآن الآن, وأما الأربعون التي تصرفت فيها قبل حلول الحول فلا زكاة فيها.

مواظبة الإمام على قراءة آيات الصيام في كل ليلة من رمضان بعد صلاة العشاء

الشيخ: وأما إمامكم الذي يواظب على قراءة آيات الصيام بعد صلاة العشاء في كل ليلة، فنقول: فعله هذا وصنيعه ليس من السنة؛ بل المفروض أن يدع الناس وما يريدون, فهذا يريد الدعاء, وهذا يريد الاستغفار, وهذا يريد أن يقرأ القرآن, فما يفرض نفسه عليهم، والعلم عند الله تعالى.

الواجب على من نذر قبل سنتين ولم يوف بنذره

الشيخ: وأما من قال: علي نذر من سنتين؛ فنقول: يجب عليك الوفاء, سواء كان النذر من سنتين أو من عشرين سنة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).

تكليف المغلوب في لعبة البلاستيشن بدفع رسوم اللعبة

السؤال: ما الحكم في أن يلعب شخصان أو فريقان لعبة البلايستيشن والمغلوب يدفع؟

الجواب: هذا هو القمار, وما ينبغي لصاحب المحل أن يسمح بمثل هذه المعاملة, فإنه عقد تردد بين الغنم والغرم, وهذا هو عين الميسر الذي قرنه الله بالخمر, قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا [البقرة:219]. ولكن هناك صور جائزة:

الصورة الأولى: أن يقول أحدهما: أنا أدفع من البداية, يعني: يلتزم بأن يدفع, فيدفع, أو ما يدفع من البداية.

الصورة الثانية: أن يقول: أنا في نهاية اللعب سأدفع عني وعنك, غالباً كنت أو مغلوباً, هذا أيضاً لا حرج.

الصورة الثالثة: أن يدخل بينهما محلل, يعني: شخص ثالث يقول: أنا سأدفع عن الغالب والمغلوب, هذه أيضاً لا حرج فيها إن شاء الله.

قول المؤذن في الأذان الأول: (الصلاة خير من النوم) في بلدة تعارف أهلها على قولها في الثاني

السؤال: جوارنا مسجد يقولون في الأذان الأول: (الصلاة خير من النوم)، ولا يذكرون ذلك في الأذان الثاني, وهذا يعمل ربكة وخاصة في رمضان، فما الحكم؟

الجواب: لا يجوز, لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك؛ لأن هذه المسألة وإن كان فيها خلاف يسير إلا أن التوجيه الصادر من الجهة المسئولة عن المساجد تلزم المؤذنين بأن تكون هذه الجملة في الأذان الثاني الذي يكون عند طلوع الفجر الصادق, وحكم الحاكم يرفع الخلاف, وما ينبغي لهم أن يشوشوا على الناس.

تعليق الرجل الطلاق برغبة المرأة

السؤال: زوجي طلقني وقال: طلقت بناء على رغبتها, فهل هذا واقع أم لا؟

الجواب: طالما أنه طلق فإن طلاقه وقع سواء برغبته، أو برغبتك، أو برغبتكما معاً، فالطلاق يقع.

الدم الخارج من المرأة التي سقط جنينها في الشهر الثالث

السؤال: كنت حاملاً وفي نهاية الشهر الثالث بالتمام نزل مني دم, فقرر الطبيب إجراء عملية لي لإسقاط الجنين, والآن لي عشرون يوماً ولم أطهر, ماذا أفعل؟

الجواب: تنتظرين إلى أن يحصل الطهر إن شاء الله, فهذا نفاس, طالما أنه في الشهر الثالث معنى ذلك أنه أكمل تسعين يوماً, فإن التخلق قد حصل, يعني: تحول من نطفة إلى علقة, فهذا دم نفاس.

مصادرة أرباح من يتعامل بالربا لصالح مؤسسة خاصة

السؤال: رجل يتعامل بالربا وسط زملائه وتم ضبطه, فهل يجوز مصادرة ما جناه من أرباح لصالح المؤسسة؟

الجواب: بل يجب مصادرة ما جناه, وهذا يكون بحكم الجهة المسئولة, فإن من اكتسب مالاً من حرام لا ينبغي أن يمكن من الانتفاع بهذا المال صيانة له عن أن ينبت لحمه من سحت, ( فإن كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ), وإنما يصادر لبيت المال.

حكم شرب السجائر

السؤال: ما رأيكم في السجائر؟

الجواب: أنا ما عندي رأي يا أخي! وإنما أنا أخبر عما أعتقد أنه حكم الشرع وحكم الدين, وإلا رأيي ورأيك لا قيمة لهما, وإنما القول ما قاله الله, وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما يستنبطه أهل العلم من أدلة من المنطوق به على المسكوت عنه.

فبالنسبة للسجائر والشيشة كلاهما محرم, وقد سرت بذلك الفتاوى المعتبرة من علماء الإسلام؛ لثبوت ضررهما يقيناً, أما التبغ فإنه يسبب سرطان الرئة, ويسبب تصلب الشرايين. وأما التمباك السقوط فإنه مسبب لسرطان اللثة، وقد قال الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [النساء:29], وقال: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة:195].

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ! سؤالي عن الحديث ( إذا كان الإناء في يد أحدكم فلا يضعه حتى يقضي نهمته ), على ماذا يحمل؟

السؤال الثاني: هل يمسك الصائم بمجرد سماعه للأذان الثاني، أم حتى يفرغ المؤذن من قوله: لا إله إلا الله؟

الشيخ: طيب, أبشر.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: جزاك الله عنا وعن المسلمين كل خير يا شيخ! أسأل عن صلاة التراويح في البيت, وأقرأ من المصحف على أساس أني أكمل جزءاً كل يوم.

السؤال الثاني: يا شيخ! أسأل عن تبديل الفَكَّة ( الفئات الصغيرة من النقود ) في السوق تباع بقيمة أقل من قيمة الورق, هل هذه المعاملة تعتبر رباً؟ وإذا كانت كذلك فلماذا يسمح بها في بلادنا؟

الشيخ: أبشري, شكراً!

المتصل: سؤالي عما يقال في الأرصاد بأن مغيب الشمس في السابعة والربع, والقنوات الفضائية والإذاعات المحلية يؤذنون الساعة السابعة والثلث, أي: بعد خمس دقائق من مغيب الشمس, فأرجو من سماحتكم التوضيح؟

الشيخ: طيب, إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: هل يجوز للمرأة أن تتابع الإمام وهي جالسة في البيت والإمام في المسجد؟

السؤال الثاني: هل يمكن لإنسان أن يعطي الزكاة من أموال الفندق وهو يستقبل الناس الأجانب، ويبيع الخمور، ويؤجر لغير المسلمين ولمن يعمل الفاحشة؟

الشيخ: طيب, أجيبك شكراً.

المتصل: يا شيخ! عن بيع الكريمات, حلال أم حرام؟

الشيخ: طيب, أبشر.

بيع الكريمات

السؤال: يسأل عن بيع الكريمات هل حلال أم حرام؟

الجواب: الكريمات الحلال بيعها حلال, والكريمات الحرام بيعها حرام, فمسألة الكريمات ليس فيها نص من القرآن ولا من السنة, لكن ينظر هل هي ضارة أو ليست ضارة, فإذا كانت كريمات عادية, مما يدهن به, وتكسب الجلد رطوبة وتمنع عنه التشقق واليبوسة, أو تتجمل المرأة بها لزوجها فلا مانع إن شاء الله وبيعها حلال, أما الكريمات التي تستخدم مثلاً لتفتيح البشرة, فقد ثبت من كلام الأطباء والصيادلة أن ضررها بليغ, وأنها قد تؤدي لسرطان الجلد؛ ولذلك نقول: ينبغي لأخينا إذا كان يتجر فيها، أو يعرف من يتجر فيها أن ينصحه بأن يرجع إلى إدارة الدوائيات في وزارة الصحة من أجل أن يبينوا هل هذا النوع ضار أو ليس بضار, يعني: هم عندهم قائمة لأشياء ممنوعة لأنه ثبت ضررها, وهذه الممنوعات تدخل عن طريق التهريب, فإذا كانت مما حكم أهل الاختصاص بضررها فلا يجوز بيعها, إذ ( لا ضرر ولا ضرار ), والشيء الذي يحرم علي استعماله لضرره يحرم علي بيعه كذلك, فإن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه.

معنى حديث: (إذا كان الإناء في يد أحدكم فأذن المؤذن فلا يضعه حتى يقضي نهمته)

الشيخ: أخونا علي أبو سن سأل عن الحديث ( إذا كان الإناء في يد أحدكم فأذن المؤذن فلا يضعه حتى يقضي نهمته ).

فنقول: هذا الحديث كما قال أهل العلم: محمول على ما لو كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر الصادق, وهذا حاصل كثيراً, يعني: الآن مثلاً أذان الفجر حسب التوقيت في الخرطوم في الخامسة والربع صباحاً, وقد تجد بعض الناس يؤذن في الخامسة وخمس دقائق، وبعض الناس يؤذن في الخامسة وعشر دقائق، فمثل هذا لا نشتغل به, فإذا كان الإنسان عنده شيء يشربه, وسمع أذاناً من هذا الصنف الذي يتعجل قبل الوقت فإنه يشرب ولا يبالي، وليس معنى الحديث بأن الإنسان يشرب بعدما يتأكد من طلوع الفجر الصادق؛ لأن الحديث لا يعارض القرآن, والقرآن يقول فيه ربنا الرحمن: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187], فإذا طلع الفجر الصادق فإن الآية تبين بأن الأكل والشرب حرام, فهذا هو الذي يظهر, أن الحديث يحمل على ما لو علم الإنسان أن هذا المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ( إن بلالاً يؤذن بليل, فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم , وكان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال له: أصبحت, أصبحت ).

إمساك الصائم بمجرد سماع الأذان

الشيخ: أما سؤال أخينا علي أيضاً: هل يمسك الصائم بمجرد سماع الأذان، أو ينتظر إلى النهاية؟

نقول: لا يا أخي! بمجرد ما يقول: الله أكبر, تكف عن الطعام والشراب, وإذا كان في فمك شيء لفظته؛ فمن كان في فمه ماء مجه, ومن كان في فمه طعام لفظه, هذا هو المطلوب, أما أن يقال إلى آخر الأذان, فآخر الأذان هذا كيف نحكم فيه؟ فبعض الناس يمط ويطول, وبعض الناس أذانه لا يستغرق سوى ثوان معدودات.

صلاة المرأة التراويح في البيت والقراءة من المصحف فيها

الشيخ: أم عكرمة بارك الله فيها تسأل عن صلاة التراويح في البيت.

ونقول: لا مانع بأن تصلي المرأة التراويح في البيت, وحتى الرجل لو صلى في البيت لا مانع أيضاً, لكن السنة بالنسبة للرجل أن يصليها في المسجد في رمضان؛ لأن هذا هو فعل الصحابة عليهم من الله الرضوان, وما زال هذا صنيع المسلمين في سائر الأمصار, ففي كل البلاد، المسلمون في رمضان يصلون بعد العشاء جماعة تلك الصلاة التي تسمى بالتراويح, لكن لو صلى الرجل في البيت فما عليه إثم إن شاء الله.

وأيضاً لا حرج في القراءة من المصحف لفعل أمنا عائشة رضي الله عنها, حيث كان يصلي بها غلامها ذكوان وكان يقرأ القرآن من المصحف.

بيع العملة المعدنية بالأوراق النقدية بسعر أقل

الشيخ: وأما سؤالها عن الفكة التي تباع بأقل من قيمة الورق, يعني: إنسان يعطي أوراقاً نقدية عشرة, فيأخذها فكة تسعة أو تسعة ونصف، أو تسعة وخمسة وسبعين قرشاً.

نقول: هذا حرام, هذا هو ربا البيوع؛ لأن الربا نوعان: هناك ربا الديون, وهناك ربا البيوع.

فربا الديون أن يقترض الإنسان ثم إذا جاء وقت السداد قال للمقرض: أنظرني أزدك, أو قال له المقرض: أمهلك على أن تزيدني, فهذا هو ربا الديون.

وأما ربا البيوع, فأن نبيع مبيعين من جنس واحد متفاضلين؛ كما لو بعت تمراً بتمر أقل أو أكثر منه, باعتبار الجودة, أو بعت ذهباً بذهب أكثر منه أو أقل باعتبار الموديل مثلاً كما يقول الناس, فالنبي صلى الله عليه وسلم عين ستة أصناف, فقال: ( الذهب بالذهب, والفضة بالفضة, والبر بالبر, والتمر بالتمر, والشعير بالشعير, والملح بالملح, ربا, إلا مثلاً بمثل, هاء وهاء, فمن زاد أو استزاد فقد أربى, الآخذ والمعطي سواء ), أي: سواء في الإثم؛ ولذلك الذهب والفضة العلة فيهما الثمنية, والثمنية الآن حاصلة في الأوراق النقدية, فلا يجوز أن تبيع الأوراق النقدية بأقل أو أكثر سواء كان فكة أو غير فكة.

تأخير أذان المغرب خمس دقائق عن وقت غروب الشمس الذي حددته الأرصاد

الشيخ: أخونا عمر من شرق النيل يقول: هيئة الأرصاد يقولون: بأن مغيب الشمس في السابعة والربع, والتقويم يقول: بأن أذان المغرب في السابعة والثلث.

نقول: نعم, هذا من باب الاحتياط, من أجل أن يتحقق غروب الشمس فيقولون: الأذان في السابعة والثلث أو السابعة وتسع عشرة دقيقة أو وثماني عشرة, وينبغي لنا أن نتقيد بذلك, وليس كل شخص يقول: والله الشمس غربت فأنا سأفطر؛ لأن هذه الحواس قد تخطئ, يعني: قد يظن الإنسان غروب الشمس وهي لما تغرب بعد, فينبغي لنا يا عمر ! أحسن الله إليك! أن نتقيد بالأذان أو بالتوقيت الرسمي الصادر عن الجهة السلطانية المسئولة.

ائتمام المرأة في بيتها بإمام المسجد

السؤال: أخونا يوسف يقول: هل يجوز أن تصلي المرأة في البيت والإمام في المسجد؟

الجواب: لا, لا بد من اتصال الصفوف.

زكاة مال الفندق الذي يمارس فيه الحرام

السؤال: بالنسبة لمن عنده فندق, وهذا الفندق يمارس فيه ما حرم الله, يقدم خموراً, ومشروبات محرمة, وفي الوقت نفسه يتيح ممارسة البغاء, فهل هذا يزكي؟

الجواب: هذا الإنسان كسبه فيه الحلال وفيه الحرام, بمعنى أنه يمارس عملاً مشروعاً, أما كونه يؤجر غرفاً للناس من الطارئين وأبناء السبيل، فينزلون عنده, ينامون ويأكلون ويشربون ويحاسبهم على ذلك فهذا عمل مشروع, وأما كونه يقدم خموراً ويهيئ الأسباب لممارسة البغاء فهذا هو الممنوع، والكسب منه حرام, وهذا الكسب الحرام لو أنه أخرجه كله وأنفقه ما قبله الله منه؛ ( لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً, وقد أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين, فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51], وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172] ).

نسيان المصلي قول: (سمع الله لمن حمده) في الصلاة

السؤال: ماذا أفعل لو نسيت قول: سمع الله لمن حمده؟

الجواب: ليس عليك شيء, لا سجود سهو ولا غيره؛ لأن هذه سنة خفيفة كما يقول علماؤنا.

نزول الدم في غير أيام الدورة لمن تستخدم اللولب

السؤال: أسأل عن نزول الدم في غير أيام الدورة, مع العلم أنني مستخدمة مانع الحمل المسمى اللولب.

الجواب: هذا دم استحاضة, وهو نزف لا يترتب عليه ترك صلاة ولا صيام؛ بل يجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها.

مشاغلة المرأة زوجها ومعاكسته

السؤال: إذا كانت امرأة تعاكس زوجها, فما حكم الشرع في ذلك؟

الجواب: إذا كان معنى تعاكس زوجها، أنها تشاغله، فهذا لا مانع منه, تشاغله كما تريد, لكن إذا كان معنى تعاكس زوجها أنها دائماً تفعل خلاف ما يطلب, وتعانده في كل شيء، فهذا لا شك أنه من سوء المعاشرة ومن التعدي, والمؤمنة طيبة, ( إذا نظر إليها سرته, وإن أمرها أطاعته, وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ).

الدعاء على المسلم الظالم

السؤال: ما حكم الدعاء على المسلم الظالم؟

الجواب: يجوز للمظلوم أن يدعو على من ظلمه مسلماً كان أو غير مسلم, وأفضل من ذلك أن تصبر.

نصيحة لمن امتنعت زوجته عن الإنجاب لأكثر من عشر سنين

السؤال: الزوجة رفضت الإنجاب لأكثر من عشر سنين, وصبرت من أجل الأبناء, الآن ماذا أفعل؟

الجواب: تزوج, إذا كانت لا تريد أن تنجب فيمكنك أن تتزوج، وما ضيق الله عليك أبداً.

فتح لون الجسم بالأشياء الطبيعية

السؤال: ما حكم تفتيح لون الجسم بالأشياء الطبيعية؟

الجواب: الأشياء الطبيعية التي ليس فيها مضرة لا مانع منها إن شاء الله, أما الكريمات فقد سمعتم ما قاله الأطباء.

الواجب على من أخرت الاغتسال من الدورة لمدة يومين

السؤال: مريضة جاءتها الدورة ولم تغتسل بعدما انتهت لمدة يومين, فهل تقضي صلاة اليومين؟

الجواب: أولاً: يلزمها التوبة, تتوب إلى الله عز وجل من تضييعها صلاة يومين؛ لأن المرض ليس عذراً لترك الصلاة؛ بل كان الواجب عليها أن تصلي على الحالة التي هي عليها, حتى لو كانت لا تستطيع الاغتسال بسبب المرض فإنها تتيمم وتصلي, أما أن يقول الإنسان: والله أنا مريض, معناه: أنه يؤجل الصلاة إلى ما بعد الشفاء، فهذا خطأ, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين رضي الله عنه: ( صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم تستطع فعلى جنب ).

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: يا شيخ! أسأل عن الأيام التي أفطرتها في رمضان, هل يجوز أن أقضيها متأخرة؛ مثل أن يكون القضاء في شهر رجب وهكذا؟

السؤال الثاني: أصبحت الدورة تأتيني مستمرة لمدة خمسة عشر يوماً، ودورتي كانت أربعة أيام, فما حكم الشرع في ذلك؟

الشيخ: أبشري.

المتصل: يا شيخنا! أسأل عن معاملة الزوج مع زوجته في نهار رمضان, هل له أن يقاربها ويلامسها؟

الشيخ: طيب, شكراً.

المتصل: أختي تزوجت, وكانت قاعدة معنا في البيت, وبعد ذلك أتى زوجها وأخذها, ووالدتها كانت رافضة فقاطعتها، يعني: أصبحت لا تأكل معها حتى لو جاءت البيت، ولا تستقبلها بالشكل المطلوب, ولا تسلم عليها، ولا تأكل معها من طبق واحد, فما حكم الشرع في ذلك؟ ورفض الوالدة للزوج باعتبار اختلاف العرق والنسب؛ لأنه أجنبي؟

تأخير قضاء رمضان إلى رجب

الشيخ: أما بالنسبة لسؤال أم محمد بأنها تفطر أياماً من رمضان بسبب العذر الشرعي ثم بعد ذلك تقضي في رجب؛ فنقول: لا مانع, سواء كان القضاء في رجب أو في شعبان؛ كما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: ( كان يكون علي القضاء من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان, يمنعني الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ), فالقضاء واجب موسع, يصح لها أن تقضيه في أي وقت ما لم يأت رمضان الذي بعده, حتى لو استمر بها العذر فأخرت القضاء إلى ما بعد رمضان ما عليها شيء إن شاء الله.

استمرار نزول الدم خمسة عشر يوماً لمن عادتها أربعة أيام

الشيخ: أما من قالت بأن الدورة مستمرة خمسة عشر يوماً, وهي أصلاً دورتها أربعة أيام؛ فأحياناً يحصل الخلل بسبب حبوب منع الحمل, أو بسبب اللولب, أو بغير ذلك من الأسباب.

فنقول: لمن عادتها أربعة أيام, ينبغي لها أن تستظهر بثلاثة أيام, يعني: تحتاط بعد مضي الأربعة أيام وتستظهر بثلاثة أيام, ثم بعد ذلك تغتسل وتصلي, هذا هو المقرر عند علمائنا رحمهم الله!

مباشرة الزوج زوجته في نهار رمضان

الشيخ: وأما نضال فقد سألت: هل يلمس الزوج زوجته في نهار رمضان؟

نقول: لا, قال علماؤنا: تكره القبلة للصائم إن علم السلامة, فإن لم يعلم السلامة فتحرم في حقه, وفي موطأ مالك قال يحيى بن يحيى الليثي : قال مالك : قال هشام بن عروة : قال عروة بن الزبير : لم أر القبلة للصائم تدعو إلى خير؛ فالصائم لا ينبغي له أن يباشر زوجته؛ لأن المباشرة لا تجوز, أما مجرد الملامسة, والمصافحة ونحوها فلا حرج فيها إن شاء الله؛ قالت أمنا عائشة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم, لكنه كان أملككم لإربه ).

مقاطعة الأم بنتها بسبب زواجها من شخص ليس من قبيلتها

الشيخ: أما الأخت التي اتصلت وذكرت بأن أختها تزوجت رجلاً, ثم إن الوالدة قاطعتها, فلا تأكل معها ولا تتعامل معها.

فنقول: لا ينبغي للوالدة أن تفعل ذلك؛ فالزواج قد حصل, وهذه البنت ما تزوجت إلا برضا وليها, وليها الذي هو أبوها, أو مثلاً أبو أبيها أو كذا, المهم وليها هو الذي تولى العقد لها, وهو أقدر على تقدير المصلحة واتقاء المفسدة, وما ينبغي للوالدة أن تعكر على أختكم وأن تؤنبها, وأن تقاطعها بدعوى أن زوجها ليس من القبيلة نفسها, فالله عز وجل قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13], والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ), لم يقل إذا جاءكم العربي, أو إذا جاءكم من كان لونه كذا؛ بل علق الأمر على الدين والخلق, فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه, فينبغي للأخت المتصلة أن توصي الوالدة بأن تتقي الله في بنتها ولا تفسد عليها حياتها, والعلم عند الله تعالى.

صلاة المغرب خلف من يصلي العشاء

السؤال: بعد صلاة المغرب أقيم لصلاة العشاء جمعاً بسبب المطر, فجاء رجل وكبر, فلما كان في الركعة الثالثة قام الإمام, فاحتار الرجل؛ فما حكم ذلك؟

الجواب: طبعاً لا يصلح أن يصلي المغرب خلف من يصلي العشاء؛ لاختلاف الصلاتين في عدد الركعات وهيئاتها؛ فلذلك نقول: هذا الإنسان ما عنده حل غير أن يعيد, يصلي المغرب, ثم بعد ذلك يصلي العشاء.

قطيعة الرحم بسبب كرههم زيارة الناس لهم

السؤال: لا أصل رحمي بسبب أنهم يكرهون دخول الناس إليهم, ماذا أفعل؟

الجواب: اذهب إليهم وزرهم، ولا تطل المكث عندهم, وما أظنهم يكرهون دخول الناس, لكن يكرهون العلاقات، يعني: بعض الناس مثلاً قد يزورك فيمكث عندك فترة الأصيل, ويشرب شاي المغرب, وربما بات, وبعض الناس لا يحب هذا, فما نثقل عليهم, والناس في ذلك طبائع وأنواع, لكن ليس كراهيتهم للدخول مبررة لقطيعتهم, فإن الرحم معلقة بالعرش تقول: ( من وصلني وصله الله, ومن قطعني قطعه الله ).

تفسير قوله تعالى: (فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء)

السؤال: ما تفسير الآية: فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [فاطر:8]؟

الجواب: هذا في القرآن كثير, يبين ربنا جل جلاله أن الهداية والإضلال منه سبحانه وتعالى, لكن هذه الآية تفسرها آيات أخرى تبين أن الله عز وجل يضل من ضل, أي: من اختار الضلال فإن الله عز وجل يزيده ويملي له, وإلا الاختيار ثابت, قال تعالى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29] وقال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [الإنسان:3] وقال: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد:10], لكن الإنسان إذا اختار الضلال؛ يزيده الله عز وجل ضلالاً إلى ضلاله؛ كما قال سبحانه: قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا [مريم:75], وقال سبحانه: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5], وقال الله عز وجل: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا [البقرة:10], وقال الله سبحانه: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:155], وهذه المسألة تحتاج إلى مزيد إيضاح؛ من أجل أن ننفي عقيدة الجبر التي يعول عليها بعض الناس, ونثبت بأن للإنسان اختياراً.

نقف عند هذا الحد إن شاء الله.

أسأل الله أن يتقبل منا جميعاً الصيام والقيام, وصلى الله وسلم على وبارك خير الأنام.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , ديوان الإفتاء [369] للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net