إسلام ويب

وصى الله سبحانه وتعالى عباده في آخر سورة الأنعام بوصايا جامعة تحقق خير الدنيا والآخرة، أعظمها: الوصية بالتوحيد والتحذير من الشرك، ثم أعقبها بالوصية بالوالدين والأمر بالإحسان إليهما، ونهى عن قتل الأولاد خشية الفقر؛ لأنه متكفل برزق الآباء والأبناء.

الوصية بالتوحيد والتحذير من الشرك

الشيخ عبد الحي يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير، والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فما أكثر علل القرآن وحكمه، وقد قال ربنا جل جلاله: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، وما أحرانا أن نتدبر ثلاث آيات وردت في خواتيم سورة الأنعام تضمنت وصايا عشراً، وهذه الوصايا مما اتفقت الشرائع عليها.

يقول الله عز وجل: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:151-153].

أبا عبد الله ! ماذا تقول في هذه الآيات؟

الشيخ محمد الخضيري: أولاً: دعنا نتفق على أن نتحدث عن الوصايا الخمس الأولى، ونرجئ الوصايا الخمس الثانية إلى حلقة أخرى.

الشيخ عبد الحي يوسف: عسى أن نوفيها.

الشيخ محمد الخضيري: بإذن الله.

الشيخ عبد الحي يوسف: نعم.

الشيخ محمد الخضيري: وهي طبعاً مجرد وقفات وإشارات، وبيان لجملة المعنى، وليس تفصيلاً لذلك الأمر.

الأولى: قال: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ [الأنعام:151]، ذكرنا في حلقات ماضية أن (قل) إذا جاءت فإنما تقال لأمر مهم وعظيم، يوصى به محمد صلى الله عليه وسلم، وتوصى به أمته.

ثم يقول: تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ [الأنعام:151].

التحذير من الشرك

الشيخ محمد الخضيري: أول ما بدأ من المحرمات بالشرك؛ لأنه أعظم المحرمات، وهو الذي لا يغفره الله عز وجل، قال الله جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]، فكل ذنب يعصى به الله سبحانه وتعالى فهو محتمل للمغفرة إذا كان دون الشرك، إلا الشرك فإن الله سبحانه وتعالى يأخذ به جميعاً، ولا يغفره للعبد إذا توفي عليه، والمقصود (لا يغفر) يعني: إذا مات الإنسان على الشرك، أما إذا تاب فإن الله يتوب عليه، ويقبل منه توبته، كما قبل من الصحابة ومن جاء بعدهم رضي الله تعالى عنهم، فبدأ بالشرك، وقال فيه: أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [الأنعام:151]، فكلمة (شيئاً) نكرة، وجاءت في سياق النهي، والنكرة إذا جاءت في سياق النهي تدل على العموم، يعني: لا تشرك بالله ولو شيئاً يسيراً.

الشيخ عبد الحي يوسف: لا تشرك بالله نقيراً ولا قطميراً، كبيراً ولا صغيراً.

الشيخ محمد الخضيري: ولذلك روى النبي صلى الله عليه وسلم لنا عن ربه أنه قال: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )، وفي رواية: ( فهو للذي أشرك، وليس لي منه شيء ).

فلنحذر من الرياء، ومن العجب، ومن أن نتوجه إلى أحد من عباد الله بشيء من الشرك، بأن نعبده، أو نسجد له، أو نطوف على قبره، أو نستغيث به، أو نسأله من دون الله.

الشرك الخفي وعلاجه

الشيخ عبد الحي يوسف: لا بد أن ننبه ها هنا إلى أن الشرك الخفي لا يكاد يسلم منه أحد، وقد شكا كبار الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرياء: ( أن الواحد منهم قد يعمل عملاً يكون مشوباً بشيء من مراءاة الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على دعاء إذا دعوت به أذهب الله عنك صغيره وكبيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئاً أعلمه، وأستغفرك مما لا أعلم ).

وقالوا أيضاً في علاج الرياء: العلم والعمل، العلم بأن الخلق لا يملكون لك شيئاً، لا نفعاً، ولا ضراً، ولا موتاً، ولا حياةً، ولا نشوراً، وأن تعلم بأن الرياء محبط للعمل؛ ولذلك يقال للمرائي يوم القيامة: ( اذهب إلى من كنت ترائي له في الدنيا فاطلب منه الأجر )، وهو لا يملك لنفسه شيئاً، فضلاً عن أن يملك لغيره شيئاً.

ثم العمل بأن تجتهد في إخفاء ما استطعت إخفاءه من صالح عملك؛ لأن لقمان عليه السلام روي عنه بأنه قال لولده: يا بني! ما كلفت إظهاره من العمل فلا تدخل فيه إلا بإخلاص؛ لأن بعض الأعمال لا بد من إظهارها، كالصلاة جماعةً، والحج وما أشبه ذلك، وما كلفت إخفاءه من العمل فاحرص ألا يطلع عليه إلا الله، لكن بعد ذلك لو اطلع عليه الناس، فتلك عاجل بشرى المؤمن.

الشيخ محمد الخضيري: وهنا مسألة وهي أن السلف رضوان الله تعالى عليهم كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل، لا يطلع عليه زوجة، ولا ولد، ولا قريب، ولا بعيد؛ من حبهم لأن يتقربوا بين يدي الله بعمل خالص ليس للنفس فيه أدنى حظ، ولا يشوبه أدنى شائبة.

الوصية بالوالدين

الشيخ عبد الحي يوسف: ثم جاءت الوصية الثانية: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151]، والوالدان حقهما بعد حق الله عز وجل في هذه الآية، وفي قول الله عز وجل: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]، وقول الله عز وجل: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23] في الإسراء، وفي البقرة: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [البقرة:83].

وفي سورة لقمان: أَنْ اشْكُرْ لِي [لقمان:14] أي: لله، وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14]، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاث في كتاب الله مقرونة بثلاث، لا يقبل الله واحدةً بغير الأخرى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [محمد:33]، وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [المزمل:20]، أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14].

الأولى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [محمد:33]، والمعنى: لا تقبل طاعة الله من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل لا بد من طاعتهما جميعاً.

والثانية: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [المزمل:20]، فلا يصلح التفريق بينهما، فالذي فرض الصلاة هو الذي فرض الزكاة جل جلاله.

الشيخ محمد الخضيري: نعم، ومن يؤدي الزكاة يجب عليه قبل أن يؤديها أن يقيم الصلاة.

الشيخ عبد الحي يوسف: فإنها آكد وأوجب.

الثالثة: أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14]، فلا بد يا من تشكر الله عز وجل! أن تشكر من كان سبباً في وجودك.

صور الإحسان إلى الوالدين

الشيخ عبد الحي يوسف: قال الله جل جلاله: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [البقرة:83]، أي: أحسنوا إلى الوالدين إحساناً، وهذا الإحسان يشمل صوراً كثيرة.

ومن هذه الصور: ألا تتأفف بحضرتهما، فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ [الإسراء:23]، وهذه التي هي أدنى شيء في التذمر والتضجر، والتنبيه بالأدنى يدل على النهي عن الأعلى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده )، فهذا تنبيه بالأدنى على الأعلى.

ومن صور برهما والإحسان إليهما كذلك: ألا ترفع صوتك عليهما، وألا تشير بأصابعك وأنت تكلمهما، وألا تمشي أمامهما، وألا تجلس قبلهما، وألا تقدم رغبتك على رغبتهما، وأن ترد الطرف حين الكلام معهما.

الذل للوالدين والإحسان إليهما بعد موتهما

الشيخ عبد الحي يوسف: قال علماؤنا: ما مدح الله الذل في القرآن إلا في موضعين: مع الوالدين، ومع المؤمنين، فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [المائدة:54]، وها هنا: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ [الإسراء:24]، هذا الذل كيف يكون؟

الشيخ محمد الخضيري: هذا الذل يكون بتمام الطاعة لهما أولاً، والاستجابة لأوامرهما، ثم بخفض الصوت لهما، ثم إذا أمراك بما يشتهيان تبادر، ولو كان في سبيل ذهاب رغبتك وشهوتك وما تحب، ثم دائماً تكون خاضعاً بينهما، وإذا جئت إلى والديك تأتي بالهونة، وتخفض صوتك عندهما، وتحرص على ألا يسمعا منك سوءاً، وألا يبدو منك شيء من الجفاء تجاههما.

الشيخ عبد الحي يوسف: ولا بد أن أنبه إلى أن هذا الإحسان لا ينقطع بالموت.

الشيخ محمد الخضيري: فبعد الموت هناك الاستغفار، والصدقة عنهما، وصلة أرحامهما.

الشيخ عبد الحي يوسف: وإنفاذ عهدهما، وذلك أنه لما قال الصحابي: ( يا رسول الله! هل بقي علي شيء من بر أبوي بعد موتهما؟ قال عليه الصلاة والسلام: الصلاة عليهما -بمعنى الدعاء- والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ).

الشيخ محمد الخضيري: لكن قبل ذلك -يا أبا عمر- قوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83]، أمر الله بالإحسان، وهذا يعني النهي عن مسألتين:

الأولى: العقوق، وقد بينت أتم البيان.

الثانية: ترك الإحسان، وهو ألا تعق، فبعض الناس قد لا يؤذي والديه، لكنه لا يبادر بالإحسان إليهما، فيظن بعض الناس مع الأسف أنه قد قام بما يجب عليه بمجرد أنه ترك العقوق فنقول: يجب عليك أن تبادر بالإحسان، فتكرمهما، وتحسن إليهما، وتصلهما، وتؤدي الواجب في طاعتهما، وتحرص على أن تفعل معهما قدر المستطاع.

والإحسان اسم واسع لا حدود له، فلو بلغت أعلى مرتبة في الإحسان فإن وراء تلك المرتبة مرتبة أعلى منها، ولذلك لم يحده الله بحد، ولم يقل: وبروهما بالمعروف، وإنما قال: (إحساناً)؛ ليتنافس الناس في هذه المدارج، وليبلغوا كل ما يستطيعون من الخير.

النهي عن قتل الأولاد

الشيخ عبد الحي يوسف: ثم قال الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]، أنا أرجو أن تنبه على نكتة في هذا الباب، فهذه الآية مع قول ربنا جل جلاله في الإسراء: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31]، وها هنا نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151].

الشيخ محمد الخضيري: الحقيقة هذه النكتة تدلنا على عظمة هذا الكتاب، وأنه أنزل من عند الله عز وجل، وأنه تنزيل من حكيم حميد.

ففي آية الأنعام قال: نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ [الأنعام:151]، لماذا؟ لأنه قال: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ [الأنعام:151]، أي: من فقر قد حل بكم، فهذا الفقر الذي حل بكم يقول الله في مقابله: (نحن نرزقكم) أيها الآباء (وإياهم) أي: وأولادكم.

وأما في الإسراء فنهى عن قتل الأولاد خشية الوقوع في الفقر، فإن بعض العرب كان يتخلص من البنات؛ لأنه يخشى أن يبتلى بسببهن في الفقر، فلما فعلوا ذلك قال الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ [الأنعام:151]، أي: خوفاً من الفقر، نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ [الأنعام:151]، أي: هؤلاء الأولاد رزقهم أقرب من رزقكم.

الشيخ عبد الحي يوسف: الله أكبر، وبعض المفسرين يقول: بأن آية الأنعام نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151] دليل على أن الوالد في الغالب سبب في رزق الولد، وهناك نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ [الإسراء:31]؛ دليل على أن الولد قد يكون سبباً في رزق الوالد.

الشيخ محمد الخضيري: وهذا كثير وخصوصاً مع البنات، إذا رزق الإنسان ببنات فإنهن بإذن الله يكن سبباً لغنى آبائهن، خصوصاً إذا اتقى الأب ربه في تربيتهن، ولذلك يقول بعضهم: ما افتقر أبو البنات؛ لأن الله يرزقه.

لعلنا بهذه الكلمة نختم هذه الحلقة الكريمة بثلاث وصايا ذكرناها من خلال هذه العشر، ونتم إن شاء الله في الحلقات القادمة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهني وإياكم في الدين، وأن يعلمنا تأويل الكتاب المبين، وأن ينفعنا بما علمنا، ويرزقنا علماً ينفعنا، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , واحة القرآن - سورة الأنعام والوصايا العشر [1] للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net