إسلام ويب

صلاة الليل مثنى مثنى، فإن خشي الإنسان الصبح أوتر بواحدة، ويجوز له أن يصلي ثلاث ركعات مسرودة بتسليمة واحدة، ويجوز أن يسلم بعد ركعتين ويصلي واحدة ويسلم، وهذا كله فعله النبي صلى الله عليه وسلم.

كيف الوتر بواحدة

شرح حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بواحدة.

أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا حجاج بن إبراهيم، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم، حدثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)].

يقول النسائي رحمه الله: كيف الوتر بواحدة، أي: كيف يكون الوتر بواحدة، ومن المعلوم أن الوتر يكون بركعة، ويكون أكثر من ذلك، وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما صليت)، وهذا فيه بيان أن الركعة التي يكون بها الوتر، والتي تختم بها صلاة الليل، تكون واحدة، أي: أنها بعدما يسلم من الركعتين اللتين قبلها، يقوم فيصليها ثم يسلم، فتكون تلك الركعة مستقلة عما قبلها، أي: ركعة منفردة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الليل مثنى مثنى)، أي: اثنتين اثنتين، فإذا أردت أن تنصرف، يعني: تنتهي من صلاة الليل، تأتي بركعة توتر لك ما قد صليت، يكون ما صليته بعد أن كان شفعاً يكون وتراً بهذه الركعة الواحدة التي أوترت بها ما مضى، أو جعلت بها ما مضى من الشفع وتراً.

وقد جاء أيضاً بيان ذلك من فعله عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس الذي تقدم، والذي فيه مبيته عند خالته ميمونة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وأنه لما قام النبي عليه الصلاة والسلام يصلي من الليل، وقام وصلى معه، قال: فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، حتى عد ست مرات ركعتين، ثم قال: ثم صلى ركعة.

إذاً: الوتر بركعة واحدة مستقلة قبله سلام، وفي نهايتها سلام، جاء من فعله، ومن قوله، من فعله عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث ابن عباس عندما بات عند خالته ميمونة، ومن قوله في هذا الحديث الذي هو حديث عبد الله بن عمر: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما قد صليت).

تراجم رجال إسناد حديث: (... فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت)

قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان ].

هو ابن عبد الجبار المرادي المصري، صاحب الإمام الشافعي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه. وهذا هو ربيع بن سليمان المرادي، وهو ابن عبد الجبار، وهو المصري، ويتفق معه في الاسم واسم الأب، ربيع بن سليمان بن داود، وهو أيضاً مصري من أهل بلده، وهو من شيوخ النسائي أيضاً، لكن الذي يبدو أنه عند الإطلاق يريد المرادي صاحب الإمام الشافعي، ابن عبد الجبار، بدليل أنه أحياناً عندما يذكر الأول يذكر جده فيقول: الربيع بن سليمان بن داود، كما سيأتي في بعض الأسانيد.

[حدثنا حجاج بن إبراهيم].

ثقة، فاضل، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[حدثنا ابن وهب].

هو عبد الله بن وهب المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن عمرو بن الحارث].

هو عمرو بن الحارث المصري، وهو ثقة، فقيه أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الرحمن بن القاسم].

هو عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[يروي عن أبيه].

هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين، هو أحد الستة الذين متفق على عدهم في الفقهاء السبعة؛ لأن السابع فيهم فيه ثلاثة أقوال، ومنهم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، والفقهاء السبعة هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد، هؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أنه أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.

[عن ابن عمر ].

رضي الله تعالى عنهما هو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد، وجابر، وأنس وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء سبعة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، تميزوا عن غيرهم من الصحابة بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة، حدثنا خالد بن زياد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)].

أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [(صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة)]، يعني: في آخر صلاة الليل، مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة يأتي بها الإنسان مضمومة إلى ما قبلها، ويكون ذلك العدد وتراً، ويجوز أن يوتر بركعة واحدة ليس قبلها شيء، لكن لا ينبغي للإنسان أن يقتصر على ركعة واحدة، مع أنه سائغ، لكن الأولى الزيادة عليها.

تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة واحدة) من طريق ثانية

قوله: [أخبرنا قتيبة].

هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا خالد بن زياد ].

هو خالد بن زياد الأزدي الترمذي، وهو صدوق، أخرج له الترمذي، والنسائي، وقد بلغ عمره مائة سنة، وهو من المعمّرين، وقتيبة أيضاً مثله من المعمرين بلغ عمره تسعين سنة، ولهذا فالإسناد رباعي، بين النسائي فيه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أربعة أشخاص.

[عن نافع].

و نافع هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[ عن ابن عمر ].

مر ذكره في الإسناد الذي قبل هذا.

وهذا الحديث هو من أعلى الأسانيد عند النسائي؛ لأن النسائي ليس عنده ثلاثيات، أعلى ما عنده الرباعيات، فالرباعيات كثيرة عند النسائي وهذا الإسناد رباعي، قتيبة يروي عن خالد بن زياد، وخالد يروي عن نافع، ونافع يروي عن ابن عمر.

وأصحاب الكتب الستة ثلاثة منهم عندهم ثلاثيات، وثلاثة أعلى ما عندهم الرباعيات، فالذين عندهم ثلاثيات البخاري عنده في صحيحه اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً، والترمذي عنده حديث واحد ثلاثي، وابن ماجه عنده خمسة أحاديث ثلاثية، ولكنها كلها بإسناد واحد وهو ضعيف.

أما مسلم، وأبو داود، والنسائي، فأعلى ما عندهم الرباعيات، وليس عندهم شيء من الثلاثيات.

شرح حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)].

أورد حديث ابن عمر رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر له ما قد صلى)، أي: يكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ...) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين].

محمد بن سلمة، هو المرادي المصري، وهو ثقة ثبت، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وهناك محمد بن سلمة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، وهو يروي عنه بواسطة، فإذا جاء محمد بن سلمة يروي عنه مباشرة فهو المصري، وإذا جاء يروي عنه بواسطة فهو الباهلي، وقد توفي سنة مائتين وأربع، أي: أنه لا يروي عنه إلا بواسطة.

والحارث بن مسكين المصري، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له].

وكثيراً ما يأتي النسائي في روايته عن الحارث بن مسكين أن يقول: قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، فسماعه أو روايته أو أخذه عن الحارث بن مسكين وهو يسمع القارئ يقرأ عليه، ثم أيضاً يجعل اللفظ له، عندما يروي عنه وعن غيره يقول: واللفظ له، أي: للحارث بن مسكين، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[عن ابن القاسم].

هو عبد الرحمن بن القاسم المصري، وهو ثقة، فقيه، حديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.

[حدثني مالك].

هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن نافع].

هو مولى عبد الله بن عمر، وقد مر ذكره.

عبد الله بن دينار].

هو عبد الله بن دينار العدوي مولى عبد الله بن عمر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

وعندكم (وعبدُ الله)، وهي: خطأ، بل هي (عبدِ الله) يعني: معطوف على نافع، يعني: أن مالكاً يروي عن شخصين هما: نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر، أي: شيخ مالك فيه شخصان، وكل منهما يروي عن ابن عمر، نافع وعبد الله بن دينار، وهي: مذكورة (عبد الله) بالضم، أي: معناه كأنه معطوف على مالك، وأن عبد الرحمن بن القاسم يروي عنه، وليس الأمر كذلك، بل مالك يروي عن نافع وعبد الله، فتكون (عبد الله) مجرورة وليست مرفوعة، معطوفة على نافع.

والحديث في البخاري، مالك عن نافع، وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر.

[عن عبد الله بن عمر].

وقد مر ذكره.

شرح حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، حدثنا محمد يعني: ابن المبارك، حدثنا معاوية وهو ابن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ونافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: (صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة)].

ثم أورد النسائي رحمه الله حديث ابن عمر من طريق أخرى، وهو نفس الذي قبله، (صلاة الليل ركعتين ركعتين)، وهو بمعنى: (مثنى مثنى)، تصلي ثنتين ثم ثنتين ثم ثنتين، وإذا أرد أن ينتهي أو خشي الصبح، فإنه يوتر بركعة واحدة، سواء أراد أن ينتهي كما مر في الحديث الذي يقول: فإذا أردت أن تنصرف، أو خشي الصبح، فإنه يأتي بركعة يضيفها إلى ما مضى، فيكون العدد وتراً بعد أن كان شفعاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة) من طريق رابعة

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم ].

هو النسائي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[عن محمد يعني: ابن المبارك].

ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكلمة (يعني: ابن المبارك) هذه قالها من دون عبيد الله، وهو النسائي أو من دون النسائي؛ لأن كلمة (يعني) فعل مضارع فاعله ضمير مستتر يرجع إلى تلميذ ذلك الرجل، وهو هنا عبيد الله، أما قائلها فهو النسائي أو من دونه، وهو يريد أن يبين أن محمداً الذي ذكره عبيد الله غير منسوب، أن المراد به محمد بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن معاوية وهو ابن سلام].

أيضاً محمد بن المبارك قال (عن معاوية) فقط، وما زاد عليها (ابن سلام) فهي ممن دونه، أي: من دون محمد بن المبارك إما عبيد الله أو من دونه هو الذي قال: هو، فهذا الإسناد فيه العبارتان اللتان يؤتى بهما للتوضيح، وهما: كلمة (يعني)، وكلمة (هو ابن فلان)؛ لأنهم يأتون بهاتين العبارتين، إما بكلمة (يعني)، أو بكلمة (هو ابن فلان)، إذا أرادوا أن يوضحوا اسم شخص، ويزيدوا على كلام التلميذ، أتوا بكلمة (يعني)، أو كلمة (هو)، فإذاً الإسناد الواحد هذا جمع فيه بين اللفظين اللذين هما: (يعني)، و(هو ابن فلان).

ومعاوية بن سلام بن أبي سلام أبو سلام، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[ عن يحيى بن أبي كثير اليمامي ].

وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[حدثني أبو سلمة].

هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، فقيه، ومن فقهاء المدينة السبعة على أحد الأقوال في السابع كما أشرت آنفاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

نافع عن ابن عمر ].

قد مر ذكرهما.

شرح حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرحمن، حدثنا مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)].

أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: [(أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)]. أي: يصلي ركعة واحدة في آخرها يوتر بها ما مضى، (ثم يضطجع على شقه الأيمن)، محل الشاهد منه قوله: (ثم يوتر منها بركعة واحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن)، وكيفية هذه الإحدى عشرة ركعة جاء بيانها في حديث ابن عباس: ركعتين ثم ركعتين. ثم ركعتين، وجاء في حديث عائشة الذي سيأتي: (يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً)، إلا أنه هنا قال: أنه يوتر منها بواحدة، أي: مستقلة منفردة، بعدما يسلم من الركعتين قبلها، يقوم فيصلي ركعة واحدة ثم يسلم منها، فيكون العدد بهذه الركعة مضمومة إلى ما سبق، يكون وتراً بعد أن كان شفعاً.

وقوله: [(ثم يضطجع على شقه الأيمن)]، قال الشيخ الألباني: إن هذه الزيادة شاذة، وأن المحفوظ أنها بعد صلاة الصبح، بعد ركعتي الصبح، أنه كان يضطجع، لكن إذا كان المقصود بالاضطجاع هو ما جاء في حديث عائشة الذي جاء في حديث مضى قريباً، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام ينام ثم يقوم فيصلي، ويوتر ثم يضطجع، فإن كان له حاجة لأهله ألم بها، ثم إذا جاء الصبح وثب، فإن كان عليه جنابة اغتسل، وإلا توضأ وخرج للصلاة، فإن كان المقصود من ذلك النوم الذي يكون منه بعد الصلاة، وأنه يضطجع بعد ما ينتهي من صلاة الليل، وبعد ما ينتهي من الوتر، فهو على بابه، وهو متفق مع الرواية الأخرى، وأما قضية الاضطجاع فهو مشهور في الروايات بعد صلاة الصبح، ويحتمل أن يكون شاذاً إذا كان يراد به أنه خطأ عن صلاة الصبح، وإذا كان المقصود منه النوم الذي يكون بعد الوتر كما جاء مبيناً في الأحاديث، فلا يكون شاذاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].

هو الكوسج المروزي، لقبه الكوسج، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود. وفي رجال الكتب الستة شخص آخر اسمه إسحاق بن منصور السلولي، ولكنه متقدم عن هذا بطبقة، وهو من طبقة شيوخ شيوخ النسائي، فهذا من جنس محمد بن سلمة المرادي، والباهلي، يعني: إسحاق بن منصور الكوسج والسلولي، والكوسج من شيوخه، والسلولي من شيوخ شيوخه.

[أخبرنا عبد الرحمن].

هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، ثقة ثبت، عارف بالرجال والعلل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا مالك].

وهو مالك بن أنس، وقد مر ذكره قريباً.

[عن الزهري].

هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبيد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينسب إلى جده زهرة بن كلاب، وينسب إلى جده شهاب، فيقال: ابن شهاب، ويقال: الزهري، وهو ثقة، فقيه، مكثر من رواية رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن عروة].

هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين الذين ذكرتهم قريباً، وأشرت إليهم قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن عائشة ].

هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة رجال وامرأة واحدة وهي عائشة، وقد مر ذكرهم قريباً.

كيف الوتر بثلاث

شرح حديث: (... ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كيف الوتر بثلاث.

أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، حدثني مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره، أنه سأل عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها: (كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنام ولا ينام قلبي)].

أورد النسائي رحمه الله كيف الوتر بثلاث؟ لما ذكر كيف الوتر بواحدة، وأنه يؤتى بها مستقلة، بعدما يسلم من الركعتين قبلها، يدخل في تلك الركعة، ثم يسلم منها، فالوتر بواحدة يكون بأن يصليها مفردة، ثم بعد ذلك قال: كيف الوتر بثلاث، والمقصود أنه يصلي ثلاثاً متصلة لا يسلم بينها، ولا يجلس بينها، ليس كهيئة المغرب، وإنما ثلاث مسرودة متوالية على نسق لا يجلس إلا في آخرهن ثم يسلم.

وقد أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها (سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالـت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، لا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً)، ومحل الشاهد قوله: (ثم يصلي ثلاثاً)، فيحتمل أن تكون مسرودة، وهذا هو الذي عقد النسائي له الترجمة، ويحتمل أن تكون اثنتين على حدة، ثم واحدة على حدة، ومثل ذلك أيضاً قولها: (يصلي أربعاً ثم يصلي أربعاً)، فمعناه: أن الأربع الأولى متماثلة، ثم الأربع الثانية متماثلة، ولا ينفي أنه كان يسلم بينهن؛ لأنها ذكرت أربعاً في تشابهها وتماثلها، ثم أربعاً في تشابهها وتماثلها، ثم ثلاثاً، لكن على أحد الاحتمالين أن الثلاث مسرودة، هذا هو مراد النسائي بالترجمة، (كيف الوتر بثلاث؟) ولأنه جاء حديث في النهي عن أن تشبه الصلاة بصلاة المغرب، يعني: بحيث أنه يصلي ركعتين ثم يجلس للتشهد، ثم يقوم للركعة الثالثة، فتكون الهيئة كهيئة المغرب، لكن إذا أتى بها الثلاث متصلة، فهذا هو الذي عناه النسائي، وأراده النسائي بقوله: كيف الوتر بثلاث.

مع أن فيه احتمالاً آخر كما أشرت، في الثلاث أن يسلم من ركعتين، ثم يقوم للركعة الثالثة، وإنما ذكر الثلاث لتشابهها، والأربع التي قبلها لتشابهها، والأربع التي قبلها لتشابهها، ويحتمل أن تكون الأربع مسرودة مع بعض، وأن يكون فيه سلام بين كل ركعتين، وكذلك الأربع الثانية يحتمل أن تكون مسرودة، وأن يكون سلام بعد الركعتين الأوليين.

وقول عائشة رضي الله عنها: [(ما كان يزيد في رمضان ولا غيره)]، هذا يدل على أن هذا الذي كان يفعله عليه الصلاة والسلام في رمضان وغيره، وأنه لا يزيد على إحدى عشرة ركعة، وجاء أنها ثلاث عشرة ركعة، وجاء أنه لم ينقص عن سبع ركعات عليه الصلاة والسلام، لكن هذا الحديث لا يدل على عدم جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة، بل قوله عليه الصلاة والسلام: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح أتى بركعة توتر ما مضى)، فإن هذا يدل على جواز الزيادة؛ لأنه يدل على أن الإنسان يصلي ما شاء من الليل، ركعتين ركعتين وهكذا، فإذا خشي الصبح أتى بركعة، فمعنى هذا أنه يمكن أن يزيد على إحدى عشرة ركعة، وعلى هذا فإن الإنسان في رمضان عندما يصلي الإمام أكثر من إحدى عشرة ركعة، فإن الذي ينبغي له أن يستمر معه حتى ينتهي، سواء صلى عشرين أو ثلاثين أو أقل أو أكثر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة)، فهذا هو الذي ينبغي للإنسان، أن يتابع الأئمة عندما يصلون أكثر من إحدى عشرة ركعة؛ لأن الزيادة على إحدى عشرة ركعة سائغة وجائزة؛ لهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح)، ولا شك أن الأولى هو ما فعله رسول الله عليه الصلاة والسلام، لكن إذا فعل أمراً فإنه جائز ولا مانع منه، فإن الأولى للإنسان أن يتابع الإمام حتى يحصل الأجر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة).

تراجم رجال إسناد حديث: (... ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين].

قد مر ذكرهما قريباً.

[عن ابن القاسم].

قد مر ذكره أيضاً.

[حدثني مالك].

كذلك مر ذكره.

[عن سعيد بن أبي سعيد].

هو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وهو ثقة، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي سلمة].

هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقد مر ذكره قريباً.

[أنه سأل عائشة].

وقد مر ذكرها قريباً.

شرح حديث: (كان عليه الصلاة والسلام لا يسلم في ركعتي الوتر)

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، أن عائشة رضي الله تعالى عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر].

أورد النسائي رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها: [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر]، أي: حتى يضم إليها الثالثة، يعني: إذا أوتر بثلاث، فإنه لا يسلم بعد الركعتين حتى يضم الثالثة، فيصلي ثلاثاً مسرودة، ويسلم بعد الثالثة، فيكون الوتر بثلاث، وهذا هو وجه إيراد الحديث في هذه الترجمة، كان لا يسلم من ركعتي الوتر، بل يضيف إليها الثالثة ويسلم بعد الثالثة؛ لأنه لو سلم بعد ركعتي الوتر، فإنه يكون بذلك قد أوتر بواحدة، والمقصود من الترجمة هو الإيتار بثلاث، وهذا في بعض الأحوال، فلا ينافي ما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه يصلي واحدة، وأنه يصلي ركعتين ثم يسلم ثم واحدة ثم يسلم، كما جاء في حديث ابن عباس لما بات عند خالته ميمونة، وأنه صلى ثنتين ثم ثنتين ثم واحدة، المقصود من هذا أنه إذا أوتر بثلاث لا يسلم بعد الركعتين، وإنما يسلم بعد الثالثة، أما إذا أوتر بواحدة، فإنه يكون قد سلم من ركعتين قبلها، ثم صلى الركعة الأخيرة التي هي الوتر مستقلة.

والشيخ الألباني قال: إن هذا الحديث شاذ، وقال: ليس المقصود منه ركعتي الوتر، أي: الركعتين اللتين قبل الوتر، وإنما المقصود من ذلك الركعتان الأوليان كما جاء مبيناً في بعض الروايات، وأنه كان يواصل الثمان، يعني: ثمان ركعات بتسليم واحد، ثم يجلس في الركعة الأخيرة، يعني: بعد الثامنة، ثم يأتي بالركعة الأخيرة التي هي التاسعة التي يكون بها الوتر.

ومن المعلوم أن قوله في الحديث: (لا يسلم بعد الاثنتين)، هو من جنس قوله: (ثم ثلاثاً)، التي هي قبلها، وعلى هذا فلا يكون من قبيل ما هو شاذ، بل هو مثل الرواية السابقة التي قبل هذه الرواية، والإيتار بواحدة جاءت به السنة، والإيتار بثلاث مسرودة جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فبعض أحواله أنه يصلي واحدة، وهو الغالب، وبعض أحواله أنه يصلي ثلاثاً.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان عليه الصلاة والسلام لا يسلم في ركعتي الوتر)

قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

هو إسماعيل بن مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.

[حدثنا بشر بن المفضل].

وهو ثقة ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا سعيد].

هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو من أثبت الناس في قتادة.

[عن قتادة ].

هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن زرارة].

هو زرارة بن أوفى البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو الذي توفي وهو يصلي بالناس الصبح، وقد قال عنه ابن حجر: مات فجأة في الصلاة، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره، عند قول الله عز وجل: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8-9]، قال: إن زرارة بن أوفى كان أميراً على البصرة، وكان يصلي بالناس الصبح، وعندما جاء عند هذه الآية: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ [المدثر:8]، شهق، ثم وقع مغشياً عليه فمات رحمة الله عليه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن سعد بن هشام].

هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[أن عائشة].

قد مر ذكرها.

الأسئلة

أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى ومعانيه

السؤال: فضيلة الشيخ، ما هو الإلحاد في أسماء الله تعالى وما أنواعه؟

الجواب: الإلحاد في أسماء الله عز وجل يكون بصرفها عما تدل عليه إلى ما لا تدل عليه، الذي هو تأويلها، وتأويل معانيها، وصرفها عما تدل عليه إلى معان لا تدل عليها، ويكون أيضاً بتسمية أو اشتقاق أسماء للآلهة منها، مثل اللات من الإله، والعزى من العزيز، فإن هذه من الإلحاد في أسماء الله عز وجل، وهناك أيضاً أنواع أخرى فسر بها الإلحاد في أسماء الله عز وجل ما أتذكرها، لكن أذكر منها هذين الاثنين.

معنى اسم الجبار المسمى به الله تعالى

السؤال: هل الجبار اسم من أسماء الله تعالى، وما معنى هذا الاسم؟

الجواب: الجبار جاء في القرآن: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر:23]، فهو من أسماء الله عز وجل، والجبار هو الذي عظم وقصم المتجبرين الذين يتطاولون على مقامه سبحانه وتعالى وعلى صفاته.

معنى حديث: (لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره)

السؤال: حديث: (لا يمنعن أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره)، هل المعنى أنه لا يمنعه من إلصاق جداره بجداره؟ أرجو بيان صورة المعنى.

الجواب: لا، ليس المعنى أنه لا يلصق جداره بجداره، وإنما المقصود أن الجار الذي بنى من قبل، واحتاج جاره إلى أن يضع الخشبة على جدار جاره، أنه لا يمنعه من أن يضع خشبه عليه، أما إذا بنى هذا جداراً، وهذا بنى جداراً، فأي مانع يمنع؛ فكونه يبني بجواره، ليس هناك إلا البناء بجواره إذا بنى، لكن إذا لم يبن فالحديث يدل على أنه إذا ما بنى، وأراد أن يغرز الخشب في جداره، أن له ذلك، لكن هذا يحمل على ما إذا كان الجدار يتحمل، أما إذا كان الجدار لا يتحمل، فلا يغرز الخشب به، ويترتب على ذلك سقوط الجدار وانهدامه، فإذا كان الجدار يتحمل ويطيق أن يوضع عليه خشب الجار، فهذا هو معنى الحديث.

والنهي هنا للتحريم، المنع طبعاً هو نهي للإنسان، ولهذا أبو هريرة جاء عنه التأكيد في ذلك والتشديد في ذلك، قال: ما لي أراكم عنها معرضين.

قيمة الدية بالإبل وتقديره بالعملة العصرية

السؤال: الإبل التي تكون ديات للجروح والقتل، كيف تقدر بالفلوس؟ وكم قيمة الواحد من الإبل في هذا الوقت؟

الجواب: ما أدري كيف يقدرونها، هذا يرجع إلى أهل الخبرة، وإلى أهل الاختصاص، أنا ما أدري كيف تقوم، وكيف تقدر، وما قوامها.

الفرق بين الحمر الأهلية والحمر الوحشية

السؤال: ما الفرق بين الحمر الأهلية والحمر الوحشية؟ وهناك حمير تعيش في الجبال، ما إن ترى الإنسان حتى تفر منه.

الجواب: الحمر الأهلية كما هو معلوم هي الإنسية التي يعرفها الناس، وأما الوحشية فهي التي من صيد البر، يعني: نوع من الصيد يكون في الجبال، ويكون في غيرها، لكن إذا كانت الحمر الأهلية صارت في الجبال، وتوحشت ما يقال: إنها حمر وحشية، وإنما المقصود تلك الحمر التي لا تألف الناس، ولا تعيش مع الناس.

كيفية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه

السؤال: فضيلة الشيخ، ما الكيفية الصحيحة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه؟

الجواب: يقف عند القبر الشريف مستقبل القبر مستدبر القبلة، فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإن أضاف إلى ذلك قوله: صلى الله وسلم وبارك عليك، وجزاك أفضل ما جزى نبياً عن أمته، فإن ذلك سائغ؛ لأن المزور يدعى له ولا يدعى، والسلام دعاء، والصلاة دعاء.

فإن قال قائل: وهل يشرع تكرار زيارته صلى الله عليه وسلم؟

فالجواب: لا تشرع؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، يعني: المقصود من هذا أنها لا تكرر الزيارة؛ لأن ذلك من اتخاذه عيداً، ثم أيضاً هناك شيء يغني عن تكرار الزيارة، وهو أن الإنسان يصلي ويسلم عليه في أي مكان، والملائكة تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السلام كما جاء في هذا الحديث.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب قيام الليل وتطوع النهار - باب كيف الوتر بواحدة - باب كيف الوتر بثلاث للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net