إسلام ويب

يستحب الذكر عقب الصلاة، وقد ورد في السنة أنواع كثيرة منها: التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد كذلك، والتكبير أربعاً وثلاثين، وفي رواية ثلاثاً وثلاثين، والتهليل عشراً، وغير ذلك.

تابع نوع آخر من عدد التسبيح

شرح حديث زيد بن ثابت في الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل خمساً وعشرين مرة دبر كل صلاة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر من عدد التسبيح.

أخبرنا موسى بن حزام الترمذي حدثنا يحيى بن آدم عن ابن إدريس عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت قال: (أمروا أن يسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ويحمدوا ثلاثاً وثلاثين، ويكبروا أربعاً وثلاثين، فأتي رجل من الأنصار في منامه فقيل له: أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين، وتكبروا أربعاً وثلاثين؟ قال: نعم. قال: فاجعلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التهليل، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: اجعلوها كذلك)].

يقول النسائي رحمه الله: نوع آخر من عدد التسبيح بعد الصلاة، أو بعد الصلوات المفروضة، وقد أورد النسائي في هذه الترجمة حديث زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه الذي فيه: [أن رجلاً من الأنصار أتي في منامه فقيل له: أمرك نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بأن تسبحوا ثلاثاً وثلاثين، وتحمدوا ثلاثاً وثلاثين، وتكبروا أربعاً وثلاثين؟ قال: نعم، قال: فاجعلوها خمساً وعشرين، واجعلوا فيها التهليل]، فيكون المجموع مائة؛ بدل أن يكون ثلاثاً وثلاثين أربعاً وثلاثين، يكون خمسة وعشرين، خمسة وعشرين، خمسة وعشرين، خمسة وعشرين، فيكون العدد مطابق للعدد الذي هو مائة، وذلك بأن يكون كل من الأربعة يؤتى به بخمس وعشرين في العدد، فيكون المجموع مائة، وهذا نوع آخر من أنواع عدد التسبيح، وهو أن يكبر على النحو الذي مر، ويكبر على هذا النحو.

ثم إن الذي جاء في هذا الحديث ليس من قبيل العمل برؤيا الناس، ولكنها من قبيل إقرار الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأنه قال: [اجعلوها كذلك]، فلما أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بأن يجعلوها كذلك، عرف أنها سنة بأمر النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن ليس معنى ذلك أن العدد السابق يترك، ولكن ذلك ثابت، وهذا ثابت، فيمكن أن يأتي الإنسان ببعض الأحيان بالعدد الأول الذي هو ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة، وكذلك أيضاً يأتي به في بعض الأحيان على ما جاء في هذا الحديث الذي هو خمس وعشرون تسبيحة، وخمس وعشرون تحميدة، وخمس وعشرون تكبيرة، وخمس وعشرون تهليلة، فيكون العدد مائة في كل من الروايتين؛ أي: رواية التثليث ورواية التربيع.

وهذا من جنس ما جاء في الأذان في رؤيا عبد الله بن زيد الذي أري الأذان في منامه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يلقيه على المؤذن الذي يتولى الأذان، فإنما كان سنة بإقرار النبي عليه الصلاة والسلام، وبتوجيه النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك، وليس بمجرد رؤيا الرائي التي رآها في المنام، ولو لم يكن جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يفيد اعتبار هذا العدد، والأمر باعتباره، لكانت تلك الرؤيا لا عبرة لها ولا قيمة لها، ولكن المعتبر في ذلك إنما هو أمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن يجعلوا ذلك العدد، وأن يأتوا بذلك العدد.

تراجم رجال إسناد حديث زيد بن ثابت في الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل خمساً وعشرين مرة دبر كل صلاة

قوله: [أخبرنا موسى بن حزام الترمذي].

الترمذي ثقة، أخرج حديثه البخاري، والترمذي، والنسائي؛ يعني: ما خرج له مسلم ولا خرج له أبو داود ولا ابن ماجه.

[حدثنا يحيى بن آدم].

هو الكوفي، وهو ثقة، حافظ، فاضل، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهو مصنف من مصنفاته كتاب الخراج لـيحيى بن آدم هذا.

[عن ابن إدريس].

هو عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن هشام بن حسان].

هو البصري، وهو ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن محمد بن سيرين البصري].

ثقة، عابد، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن كثير بن أفلح].

هو المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[عن زيد بن ثابت].

هو صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو صحابي مشهور، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث ابن عمر في الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير خمساً وعشرين مرة دبر كل صلاة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثني علي بن الفضيل بن عياض عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر: (أن رجلاً رأى فيما يرى النائم، قيل له: بأي شيء أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نسبح ثلاثاً وثلاثين، ونحمد ثلاثاً وثلاثين، ونكبر أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، قال: سبحوا خمساً وعشرين، واحمدوا خمساً وعشرين، وكبروا خمساً وعشرين، وهللوا خمساً وعشرين، فتلك مائة، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افعلوا كما قال الأنصاري)].

هنا أورد النسائي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو دال على ما دل عليه حديث زيد بن ثابت الذي قبله من جهة الرؤيا، وحصول الرؤيا من ذلك الأنصاري، ومجيئه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وإخباره إياه بما رآه، وأنه رأى في المنام أنه قيل له: أن التسبيح يكون خمساً وعشرين، والتحميد خمساً وعشرين، والتكبير خمساً وعشرين، والتهليل خمساً وعشرين، وذلك يكون مائة، وذلك مطابق للعدد الذي كان قد قيل لهم من قبل، أو كان قد بينه لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام من قبل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: [افعلوا كما قال الأنصاري]، أي: في هذه الرؤيا التي رآها، فهو مثل الذي قبله تماماً من حيث الموضوع، ومن حيث النهاية، والكل هو حكاية رؤيا رجل من الأنصار، والنهاية أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: اجعلوها كذلك، أو افعلوا كما قال الأنصاري، أي: أنه يشرع لهم أن يفعلوا ذلك، لكن لا يعتبر هذا نسخاً وتركاً للسابق، بل هذا سنة، وهذا سنة، ويمكن أن يأتي الإنسان بما ورد في بعض الأحيان، وما ورد من الأنواع الأخرى في أحيان أخرى.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عمر في الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل خمساً وعشرين مرة دبر كل صلاة

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي].

هو ثقة، إمام، ناقد، مشهور، وكلامه في الرجال كثير، وكثيراً ما ينقل ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل عن أبيه أبي حاتم، وأبي زرعة الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً، فهو محدث، ناقد، وكلامه في الرجال كثير، ومشهور، يقال: وثقه أبو زرعة الرازي، أو قال فيه أبو زرعة الرازي كذا، فهو من النقاد الذين لهم كلام في الرجال جرحاً، وتعديلاً، وهو حافظ، مشهور، أخرج حديثه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

وله عند مسلم حديث واحد في الدعاء في كتاب الدعاء، في صحيح مسلم رواه عنه مباشرة، وهو مقارن له من حيث الزمن؛ لأن مسلماً رحمه الله ولد في سنة مائتين وأربع، وتوفي سنة مائتين وواحد وستين، وأما أبو زرعة الرازي فولد سنة مائتين، وتوفي سنة أربع وستين؛ يعني: بعد وفاة مسلم بثلاث سنوات، وولد قبله بأربع سنوات، وقد روى عنه مسلم في صحيحه حديث واحد في الدعاء، وروى عنه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

وأبو زرعة هذه كنية اشتهر بها عدد من المحدثين قديماً وحديثاً؛ من المتقدمين والمتأخرين، فأول من اشتهر بها: أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي، وهو من التابعين، ويروي عن أبي هريرة وعن غير أبي هريرة، وهو الذي روى عنه آخر حديث في صحيح البخاري: (كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، فإن هذا الحديث هو آخر حديث في صحيح البخاري، وقد رواه من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه، فهو أول من عرف بهذه التكنية التي هي أبو زرعة من المحدثين، وفيهم هذا الذي هو الرازي شيخ الإمام مسلم الذي روى عنه هذا الحديث، وكانت وفاته سنة مائتين وأربع وستين، وأبو زرعة الدمشقي بعد ذلك، وهو مؤلف تاريخ دمشق، وفي المتأخرين أبو زرعة العراقي بن عبد الرحيم العراقي، صاحب الألفية، صاحب الألفية هو الأب، وأبو زرعة العراقي هو الابن، وكانت وفاته سنة ثمانمائة وست وعشرين.

الحاصل أن أبا زرعة يطلق على عدد من أهل الحديث المتقدمين والمتأخرين.

[حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس].

ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثني علي بن الفضيل بن عياض].

ثقة، عابد، أخرج حديثه النسائي وحده، وتوفي قبل أبيه الفضيل بن عياض، وهو ممن خرج حديثه النسائي وحده.

[عن عبد العزيز بن أبي رواد].

صدوق، عابد ربما وهم، وأخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن نافع].

نافع هو مولى ابن عمر هو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عمر].

هو ابن الخطاب صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وهو من صغار الصحابة، وقد مر ذكرهم مراراً، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهم، وهو أيضاً أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد جمعهم السيوطي في الألفية بقوله:

والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمر

وأنس والبحر كالخدريوجابر وزوجة النبي

وزوجة النبي عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها. وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

نوع آخر من عدد التسبيح

شرح حديث جويرية بنت الحارث في عدد التسبيح

قال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر من عدد التسبيح.

أخبرنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة سمعت كريباً عن ابن عباس عن جويرية بنت الحارث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في المسجد تدعو، ثم مر بها قريباً من نصف النهار، فقال لها: ما زلت على حالك؟ قالت: نعم. قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته)].

هنا أورد النسائي رحمه الله هذه الترجمة؛ وهي: نوع آخر من عدد التسبيح، وأورد فيه حديث جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها التي كانت جالسة تذكر الله، وتسبحه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام قد مر عليها وهي جالسة، ثم جاء قريباً من نصف النهار وهي في مجلسها، فقال: [ما زلت كذلك؟ قالت: نعم، قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن؟ قالت: نعم، فأرشدها إلى أن تقول: سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات]، كل جملة من هذه الجمل الأربع، أو هذه التسبيحات الأربع تكررها ثلاثاً؛ أي: أن تأتي بها كل واحدة مكررة، ثم تنتقل إلى الثانية: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، ثم تنتقل إلى الثانية، والثالثة، والرابعة بحيث يؤتى بكل تسبيحة ثلاث مرات.

وهذا دعاء جامع، وهو من الأدعية الجامعة التي يكون أجرها عظيماً، والتي يمكن أن تقوم مقام الدعاء الكثير أو الذكر الكثير؛ وذلك لعمومها وشمولها؛ وما اشتملت عليه من العموم والشمول.

وقد جاء في الحديث -في نفس الدعاء- في آخره: [مداد كلماته]، والمراد بالمداد: ما يكتب به الكلام، وقيل: إنه من المدد؛ وهو الكثرة، وكلمات الله عز وجل معلوم أنها لا تنحصر، وقد جاء في القرآن الكريم آيتان تدلان على عدم حصر كلام الله عز وجل، وأن البحور لو جعلت كلها مداداً، وضوعفت أضعافاً مضاعفة، فإن البحور تنتهي وكلمات الله تعالى لا تنتهي، كما قال الله عز وجل: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً [الكهف:109]، وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ [لقمان:27]، فالمقصود من ذلك: أن تسبيح الله عز وجل تسبيحاً كثيراً لا ينحصر، وكلام الله عز وجل لا ينحصر، فلا يمكن أن يكون له نهاية، وذلك أن الله تعالى لا بداية له ولا نهاية له، فلا بداية لكلامه ولا نهاية لكلامه، فكلامه لا ينحصر، والمخلوقون كلامهم ينحصر؛ لأن لهم بداية ولهم نهاية، وأما الله عز وجل فإنه لا بداية له ولا نهاية له، فكلامه لا حصر له ولا نهاية له، ولهذا جاء في القرآن هاتان الآيتان الدالتان على عدم حصر كلام الله عز وجل، وأنه لو كانت البحور الزاخرة تضاعف أضعافاً مضاعفة، مثلها، وأضعافها، فإنه تنتهي البحور، وينتهي ذلك المداد، ولا ينتهي كلام الله عز وجل، أو لا تنتهي كلمات الله سبحانه وتعالى، وذلك فلا نهاية لكلامه، ولا حصر لكلامه سبحانه وتعالى، فهو لا ينحصر ولا ينتهي؛ لأنه لا بداية له ولا نهاية له، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء سبحانه وتعالى.

تراجم رجال إسناد حديث جويرية بنت الحارث في عدد التسبيح

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

هو محمد بن بشار البصري يلقب بندار، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، كلهم رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري؛ لأنه توفي قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، فـالبخاري توفي سنة مائتين وستة وخمسين، ومحمد بن بشار توفي سنة مائتين واثنين وخمسين. وقد وافقه في سنة الوفاة، وفي كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة جميعاً اثنان آخران: هما محمد بن المثنى الملقب الزمن، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء الثلاثة ماتوا في سنة واحدة، وكل منهم شيخ لأصحاب الكتب الستة، ويمتاز محمد بن المثنى مع محمد بن بشار أنهما اتفقا في أيضاً سنة الولادة وسنة الوفاة، واتفقا في الشيوخ والتلاميذ، وكونهما جميعاً من أهل البصرة، ولهذا قال الحافظ ابن حجر لما ذكر محمد بن المثنى، قال: وكان هو وبندار كفرسي رهان وماتا في سنة واحدة، كانا كفرسي رهان، يعني: ما أحد يتقدم ولا يتأخر عن الثاني، متساويان في الولادة، ومتساويان في سنة الوفاة، ومتساويان في الشيوخ والتلاميذ، ومتساويان في كونهما من أهل البصرة، فهما متفقان في الشيوخ والتلاميذ، وليس بلازم أن يكون هذا ما روى عن شيخ آخر، لكن الغالب عليهم أنهم متفقون في الشيوخ، ومتفقون في التلاميذ، ولهذا قال الحافظ ابن حجر: وكانا -يعني: محمد بن المثنى وبندار- كفرسي رهان، وماتا في سنة واحدة.

[حدثنا محمد].

هو غير منسوب، وإذا جاء محمد يروي عن شعبة، ويروي عنه محمد بن بشار فالمراد به محمد بن جعفر الملقب غندر، هو المقصود بـمحمد فيما إذا جاء يروي عن شعبة، ويروي عنه محمد بن بشار، ومحمد بن جعفر غندر ثقة، صحيح الكتاب، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا شعبة].

هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، وصف بلقب من أعلى ألقاب التعديل، وأوصاف التعديل؛ لقب أمير المؤمنين في الحديث، فإن عدداً قليلاً من المحدثين وصفوا بهذا الوصف الذي هو أمير المؤمنين في الحديث؛ منهم شعبة، والثوري، وإسحاق بن راهويه، والبخاري، والدارقطني، عدد قليل من المحدثين وصفوا بهذا الوصف، وهو لقب رفيع، ووصف عال، يعتبر من أعلى صيغ التعديل والتوثيق، وحديث شعبة بن الحجاج أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن محمد بن عبد الرحمنمولى آل طلحة].

محمد مولى آل طلحة ثقة، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم والأربعة.

يمكن أن يكون هذا هو الصحيح، لكن الشيء الذي يمكن أن يتحقق منه فيما إذا حصل إشكال في الرموز الرجوع إلى تهذيب الكمال، فإنه في آخر الترجمة عندما يترجم للشخص يذكر في آخر الترجمة أنه روى له فلان وفلان وفلان، ويسميهم بدون رمز، ويذكر الكتب التي خرج لهم فيها إذا كانت خارج الكتب الستة، فالذي يرجع إليه للفصل فيما إذا اختلفت الرموز، أو اشتبهت الرموز في الكتب التي هي متفرعة عن تهذيب الكمال، أنه يرجع إلى تهذيب الكمال، فإنه ينص في آخر كل ترجمة إلى من خرج له من أصحاب الكتب الستة ويسميهم، يقول: أخرج له الجماعة وأخرج له فلان وفلان، أو أخرج له الجماعة إلا فلان، أو أخرج له فلان في الكتاب الفلاني وهكذا، فهذا هو المرجع الذي يرجع إليه للفصل فيما إذا اختلفت الرموز في الكتب.

[سمعت كريباً عن ابن عباس].

هو كريب بن أبي مسلم مولى عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب، هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد العبادلة الأربعة من الصحابة، وأحد السبعة المكثرين من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام من أصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

[عن جويرية].

هي بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، وابن عباس يروي عنها، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

نوع آخر من عدد التسبيح

شرح حديث ابن عباس في التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين والتهليل عشراً دبر كل صلاة

قال رحمه الله تعالى: [نوع آخر.

أخبرنا علي بن حجر حدثنا عتاب هو ابن بشير عن خصيف عن عكرمة ومجاهد عن ابن عباس قال: (جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله! إن الأغنياء يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم أموال يتصدقون وينفقون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صليتم فقولوا: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين، ولا إله إلا الله عشراً، فإنكم تدركون بذلك من سبقكم، وتسبقون من بعدكم)].

هنا أورد النسائي نوعاً آخر من عدد التسبيح، وأورد فيه حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: [أن الفقراء جاءوا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وقالوا: إن الأغنياء يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بأموالهم]، بينما الفقراء لا يتصدقون؛ لأنهم ما عندهم شيء يتصدقون به -فالنبي عليه الصلاة والسلام أرشدهم إلى أنهم يسبحون، ويهللون، ويكبرون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، ويهللون عشراً، يقولون: لا إله إلا الله عشر مرات، قال: إنكم إذا فعلتم ذلك تدركون من سبقكم، وتسبقون من بعدكم- أي: في الفضل وليس من حيث الزمان، وإنما المراد بذلك الفضل، وهذا يدل على عظم شأن هذا الدعاء.

لكن الحديث ثابت بغير ذكر التهليل عشر مرات، يعني جاء في أحاديث صحيحة أحاديث مجيء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقولهم: إن الأغنياء يتميزون عنهم بكذا، مع أنهم مساوون لهم في الصلاة، والصيام، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى التكبير، والتحميد، والتسبيح دبر الصلاة، فالحديث ثابت، وما جاء في هذا الحديث صحيح إلا ما جاء في تعشير التهليل؛ لأنه عشر مرات، فهذا إنما جاء من هذه الطريق، وهذه الطريق فيها ضعف، وفيها من تكلم فيه، لكن الحديث ثابت من غير هذا الطريق، والذي تميزت به هذه الطريق هو تعشير التهليل، يعني: كونه عشر مرات، وهو غير ثابت، بل هو من قبيل المنكر؛ لأن فيه مخالفة الضعيف للثقة؛ لأن سبق أن عرفنا أن الشاذ: ما يخالف فيه الثقة من هو أوثق منه، والمنكر: ما يخالف فيه الضعيف الثقة، وهنا خالف ضعيف ثقة، أو ثقات فيما يتعلق بذكر عدد التهليل، فإنه جاء هنا عشراً، ولم يأت بهذا العدد من غير هذا الطريق، فـالألباني لما ذكر الحديث في ضعيف سنن النسائي قال: إنه منكر بتعشير التهليل، أي: بتعشير التهليل؛ لأنه ما جاء إلا من هذا الطريق، وهذه الطريق فيها من تكلم فيه من حيث سوء الحفظ، ومن حيث الخطأ.

والحديث الذي فيه ذكر مجيء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمره إياهم بأن يسبحوا ويهللوا، هو موجود في الأربعين النووية، فهو من جملة أحاديث الأربعين النووية، أي: الذي فيه ذكر مجيء الفقراء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقولهم ما قالوا، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهم بأن يسبحوا، ويكبروا، ويحمدوا دبر كل صلاة، جاء ذلك في أحاديث صحيحة، وقد أورده النووي في جملة الأربعين، ومن المعلوم أن الحافظ ابن رجب رحمة الله عليه شرح كتاب النووي، وزاد عليه ثمانية أحاديث، فصار شرحه لخمسين حديثاً من جوامع الكلم، وشرحه شرحاً وافياً بتلك الأحاديث التي جاءت في الأربعين للنووي، وفيما زاده ابن رجب عليها، وهو كتاب نفيس، والمناسبة هي كون حديث مجيء الفقراء هو موجود في أحاديث الأربعين.

تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس في التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين والتهليل عشراً دبر كل صلاة

قوله: [أخبرنا علي بن حجر].

هو علي بن حجر بن إياس السعدي المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وقد أكثر عنه الإمام مسلم في صحيحه.

[حدثنا عتاب هو ابن بشير ].

صدوق يخطئ، وحديثه أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وقوله: (هو ابن بشير) هذه الجملة يؤتى بها حتى يميز، أو يعرف بالشخص الذي ذكر باسمه دون أن ينسب، ويكون الإتيان بهذه الجملة أو بمثل هذه الجملة ممن دون التلميذ، يعني: ممن دون علي بن حجر، فالذي قال: [هو ابن بشير] هو النسائي أو من دون النسائي، وأما علي بن حجر فهو لا يحتاج إلى أن يقول: هو ابن فلان؛ لأنه شيخه ينسبه كما يريد، مثل النسائي أحياناً ينسب شيخه، ويأتي بسطر تقريباً ينسب فيه شيوخه، وفي بعض الأحيان يأتي النسائي بسطر كامل يذكر فيه نسب شيخ من شيوخه، أو قريباً من سطر، وقد حصل لـعمرو بن سواد الذي مر قريباً، فإنه ذكر أباه وجده وجد أبيه، وأحياناً يطيل، فالحاصل أن الراوي لا يحتاج إلى أن يقول: هو ابن فلان، كلمة (هو) يحتاج إليها من دون التلميذ، أما التلميذ فينسبه كما يريد، ويمدحه كما يريد، ويثني عليه كما يريد، أي: يقول أخبرنا الثقة، أو أخبرنا الصدوق، أو أخبرنا فلان بن فلان أبو فلان في المكان الفلاني في البلد الفلاني أو في الزمن الفلاني، يعني: يتكلم كما يريد، لكن من دون التلميذ عندما يريد أن يضيف شيئاً يوضح به ذلك الشخص، يأتي بكلمة (هو) أو (يعني ابن فلان)، حتى يعرف بأنها زيدت ممن دون التلميذ، وعندما أرادوا أن يزيدوا ما استغنوا عن كلمة (هو)، وقالوا: فلان ابن فلان؛ لأنه لو قيل: عتاب بن بشير لفهم أن الذي قال هذا هو تلميذه؛ يعني: لو ذكر في الإسناد عتاب بن بشير بدون (هو) لفهم أن الذي قاله هو التلميذ، لكن لما جاءت (هو)، عرف بأن هذا ليس من التلميذ وإنما هو ممن دون التلميذ، وهذا من دقة المحدثين وعنايتهم بتعيين الأشخاص، دون أن يكون هناك لبس، أو أن الكلام قد يضاف إلى غير قائله، أو يضاف إلى التلميذ ما لم يقله.

[عن خصيف].

هو خصيف بن عبد الرحمن الجزري، وهو صدوق، سيء الحفظ، واختلط بآخره، وحديثه عند أصحاب السنن الأربعة.

[عن عكرمة ومجاهد].

عكرمة هو ابن عبد الله، وهو مولى ابن عباس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وقد تكلم فيه بشيء من التضعيف، ولكن الحافظ ابن حجر ترجم له في مقدمة الفتح ترجمة مطولة، وذكر ما قيل فيه، وحصر ما قيل فيه، وبين سلامته مما نسب إليه من تلك الأوصاف التي أضيفت إليه من كونه قد رمي ببدعة، وبغير ذلك، وبين سلامته من ذلك، وأنه ثقة، ثبت، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

وترجمة الحافظ ابن حجر له في مقدمة الفتح ترجمة واسعة وافية، حصر فيها ما قيل فيه، وأجاب عن كل قول قيل فيه، وانتهى إلى أنه حجة، وأنه لا يقدح فيه.

مجاهد].

هو ابن جبر المكي، وهو يروي عن عكرمة وهو ثقة، إمام في التفسير والعلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عباس].

قد مر ذكره قريباً.

نوع آخر من عدد التسبيح

شرح حديث: (من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفرت له ذنوبه ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [نوع آخر.

أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري حدثني أبي حدثني إبراهيم يعني: ابن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن أبي الزبير عن أبي علقمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)].

هنا أورد النسائي رحمه الله نوع آخر من عدد التسبيح، وهو يتعلق بصلاة الفجر؛ يعني: خاص بصلاة الغداة التي هي صلاة الفجر، وهو عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة، وهلل مائة تهليلة، غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)، أي: أنه يقول: سبحان الله، ولا إله إلا الله مائة مرة، وهذا عقب صلاة الغداة -أي: الفجر- غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، يعني: لكثرتها.

ومن المعلوم بأن الذي يغفر في مثل هذا -أي: فيما جاء في هذه الأحاديث وأمثاله- إنما هي الصغائر، وأما الكبائر فإنها تحتاج إلى التوبة، ومغفرتها لا بد فيها من التوبة، فالصغائر هي التي تغفر في الأعمال الصالحة، وأما الكبائر فتحتاج إلى توبة، أما إذا كان الإنسان مرتكب الكبائر، وهو مصر عليها، ومبق عليها، وكونه يأتي بهذه التسبيحات فلا يقال: إن هذه التسبيحات تقضي على تلك الكبائر التي هو مقترف إياها، ومصر عليها، وماكث عليها، وإنما المقصود من ذلك تلك الذنوب التي تغفر باجتناب الكبائر، ولهذا جاء في الأحاديث ما يقيد أن هذا باجتناب الكبائر، قال: (الجمعة إلى الجمعة، والعمرة إلى العمرة، ورمضان إلى رمضان، كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له إلا الجنة)، جاء في بعضها: (ما اجتنبت الكبائر)، يعني: جاء في بعض الأحاديث ذكر المغفرة أنها ما اجتنبت الكبائر، وأيضاً جاء في القرآن الكريم: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31].

تراجم رجال إسناد حديث: (من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفرت له ذنوبه ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله].

هو النيسابوري، وهو صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي.

يروي [عن أبيه]

هو حفص بن عبد الله النيسابوري].

وهو صدوق أيضاً، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، فزيادة على ابنه روى له ابن ماجه.

[حدثني إبراهيم يعني: ابن طهمان].

ثقة، يغرب، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وقوله: يعني: ابن طهمان، هي مثل: هو ابن بشير التي مرت قريباً، فأحياناً يأتون بكلمة (هو)، وأحياناً يأتون بكلمة (يعني)، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع لها فاعل ولها قائل، ففاعلها ضمير يرجع إلى حفص بن عبد الله، وفاعلها ضمير مستتر، الذي هو حفص بن عبد الله النيسابوري، وقائلها هو من دون ذلك التلميذ الذي هو حفص، إما ابنه أحمد، أو النسائي، أو من دون النسائي، فالحاصل أن كلمة (يعني) هي مثل (هو)، و(يعني) كما قلت: فعل مضارع له فاعل وهو ضمير مستتر يرجع إلى التلميذ، وله قائل وهو من دون التلميذ، فالمتكلم بكلمة (يعني) من دون التلميذ، والذي أريد بأنه (يعني) هو التلميذ.

[عن حجاج بن حجاج].

ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي فإنه لم يخرج له شيئاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي علقمة].

هو الفارسي المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري في جزء القراءة، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن أبي هريرة].

هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأكثر أصحابه حديثاً عنه، وقد مر مراراً وتكراراً أن المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه سبعة، وأكثر السبعة أبو هريرة رضي الله تعالى عنه.

الأسئلة

حقيقة نسخ حديث زيد بن ثابت لحديث كعب بن عجرة في التسبيح

السؤال: هل نستطيع أن نقول: إن حديث زيد بن ثابت ناسخ لحديث كعب بن عجرة، حيث قال: (اجعلوها خمساً وعشرين). فجعلت الثلاث والثلاثين خمساً وعشرين؟

الجواب: لا، ما يقال: إنه ناسخ، ولكن يقال: إن هذا حق، وهذا حق، والإنسان يأتي بهذا ويأتي بهذا، يأتي بهذا أحياناً، ويأتي بهذا أحياناً.

حكم المكث في المسجد من صلاة الفجر حتى صلاة الجمعة

السؤال: فضيلة الشيخ! رجل اغتسل للجمعة بعد الفجر، ثم أتى المسجد وصلى الصبح وانتظر الشروق، ثم بقي في المسجد إلى الجمعة لكي يحصل على أجر البقاء إلى الشروق، وكذلك الساعة الأولى من يوم الجمعة، فهل هذا مخالف للسنة أم ماذا مع ذكر الدليل؟

الجواب: ما فيه مخالفة؛ يعني: كون الإنسان يطيل الجلوس في المسجد، وكونه يصلي، ويجلس في المسجد فكلما أكثر الإنسان من الجلوس في المسجد كلما كان خيراً له، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة.

صفة التهليل

السؤال: يسأل سائل عن صفة التهليل، ما صفة التهليل في الخمسة والعشرين؟

الجواب: يقول: لا إله إلا الله.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب السهو - تابع باب نوع آخر من عدد التسبيح للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net