إسلام ويب

حكم الاحتفاظ بالصور للذكرى

السؤال: ما رأي فضيلتكم في الاحتفاظ بالصور بألبوم؟ وهل هذه الصور تمنع من دخول الملائكة في البيوت؟

الجواب: هذه الصور التي تحفظ كما يقولون للذكرى نرى أن الاحتفاظ بها حرام, لاسيما إذا كانت صور أموات, وأن الواجب إحراقها وإزالتها؛ لأنها صورة حقيقة, وإذا كانت صوراً حقيقة فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة, وإخبار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة يراد منه التحذير من اقتناء الصور, فنصيحتي لهؤلاء الأخوات السائلات أن يحرقن ما عندهن من هذه الصور, وألا يعدن لمثل ذلك.

السن التي ينبغي أن يبتدأ فيها بتحفيظ الطفل كتاب الله

السؤال: ما هو السن المناسب في تحفيظ الأبناء للقرآن الكريم؟ وما رأيكم أيضاً في الأناشيد الإسلامية من أجل تحفيظها للأطفال وتعويدهم على ترديدها؟

الجواب: أما الفقرة الأولى من السؤال: وهي السن التي ينبغي أن يبتدأ فيها بتحفيظ الطفل بكتاب الله عز وجل, فإن الغالب أن سن السابعة يكون فيه الطفل مستعداً لحفظ ما يلقى إليه, ولهذا كانت السابعة عند كثير من العلماء أو أكثر العلماء هي سن التمييز, ويوجد بعض الأطفال يكون عنده تمييز قبل سن السابعة, ويوجد بعض الأطفال لا يكون عنده تمييز إلا في الثامنة فما فوق, فالمهم أن هذا يرجع إلى استعداد الطفل لحفظ القرآن, وغالب ذلك سبع سنوات.

أما الأناشيد الإسلامية فتحتاج إلى أن نسمعها؛ لأن بعض الأناشيد الإسلامية تسمى إسلامية لكن فيها بعض الأخطاء, هذا إذا كانت مجردة عن الموسيقى والطبول والدفوف, أما إذا صحبها شيء من آلات المعازف فهي حرام لما صحبها منها من آلات العزف, فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) وهذا نص صريح في أن المعازف حرام, ولم يرخص في المعازف إلا في الدف ليالي الزفاف فقط.

حكم اقتصار المسلم على قراءة القرآن في رمضان

السؤال: بعض الناس يصلون الفرائض ويصومون رمضان ولا يقرءون القرآن إلا في رمضان, ويحتجون بذلك بأنهم ينشغلون طوال الأيام من السنة, ما رأيكم بهذا؟

الجواب: رأيي في هذا أنه لا حرج عليه في ذلك؛ لأنهم وإن فعلوا هذا لم يهجروا القرآن فهم يقرءون كتاب الله في صلواتهم, يقرءونه أيضاً في أورادهم اليومية, يسمعونه من غيرهم, فلا حرج عليهم في هذا, لكني أخبرهم بأنهم حرموا خيراً كثيراً؛ لأن القرآن الكريم إذا تلاه التالي فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها, فليحرصوا على تلاوة القرآن, وإن حصل أن يجعلوا لأنفسهم شيئاً معيناً يومياً يحافظون عليه لئلا تضيع عليهم الأوقات فهذا خير.

معاملة الرجل لزوجته في ضوء الكتاب والسنة

السؤال: تقول السائلة بأن زوجها ملتزم, وإذا ارتكبت الزوجة خطأ بسيطاً سبها وسب أهلها, ودعا عليها وعلى أطفالها, فما هي كيفية معاملة الزوجة في ضوء الكتاب والسنة؟

الجواب: يجب أن نعلم أن الالتزام: هو التزام الإنسان بشريعة الله في معاملة الخالق ومعاملة المخلوق.

وكثير من الناس يفهمون أن الالتزام هو التزام الإنسان بطاعة الله؛ أي: بمعاملته لربه عز وجل, وهذا نقص في الفهم, فلو وجدنا رجلاً ملتزماً في معاملة الله, محافظاً على الصلوات, كثير الصدقات يصوم يحج لكنه يسيء العشرة مع أهله؛ فإن هذا ناقص الالتزام بلا شك, وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي ) فالزوج الذي ذكرته هذه المرأة ليس ملتزماً تمام الالتزام؛ لأن كونه يسبها ويسب أهلها أباها وأمها لأدنى سبب, لا يدل على الالتزام في هذه المعاملة الخاصة, وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء, وقال في خطبة حجة الوداع في يوم عرفة في أكبر اجتماع به صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( اتقوا الله في النساء, فإنكم أخذتموهن بأمان الله, واستحللتم فروجهن بكلمة الله ) فوصيتي لهذا الأخ أن يتقي الله في أهله في زوجته في أولاده لأنه مسئول عنهم.

حكم ذهاب المرأة للطبيب

السؤال: هل يجوز للمرأة أن تذهب للطبيب وذلك للمعالجة؟

الجواب: إذا احتاجت إلى هذا فلا بأس لكن بشرط أن يكون الطبيب مأموناً, وأن لا يخلو بها, فإن لم يكن مأموناً فلا تذهب إليه, وإن خلا بها فلا تذهب إليه.

حكم تسمية الممرضات بملائكة الرحمة

السؤال: هناك أناس يسمون الممرضات ملائكة الرحمة, فما حكم هذه التسمية يا شيخ؟

الجواب: هذه التسمية حرام؛ لأن الملائكة عليهم الصلاة والسلام أكرم من أن تطلق أسماؤهم على أسماء نساء ممرضات, ثم إن هذا الوصف لا ينطبق على كل ممرضة, كم من ممرضة سيئة التمريض لا ترحم مريضاً, ولا تخاف الخالق عز وجل, فالمهم أن إطلاق ملائكة الرحمة على الممرضات محرم لا يجوز, بل ولا على الممرضين أيضاً أن يطلق عليهم ملائكة الرحمة.

حكم هجر الرجل لزوجته دون سبب

السؤال: هل يجوز للزوج أن يهجر زوجته طوال السنة, ينام في غرفة والزوجة تنام في غرفة أخرى, مع أنها لم تعمل له شيء؟

الجواب: أما إذا كانت المرأة قد قامت بالواجب فإن هجر الزوج لها محرم؛ لقول الله تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء:34] فتأمل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [النساء:34] كيف يدل على أن هذا الزوج الذي هجر زوجته أو نشز عنها مع قيامها بحقه إذا كان الحامل له على ذلك العلو والاستكبار, فإن الله تعالى أعلى منه وأكبر منه, فعليه أن يتوب إلى الله وأن يخشى العلي الكبير جل وعلا, أما إذا كانت ناشزاً لا تقوم بحقه, فله أن يهجرها في المضجع حتى تستقيم, وأما في الكلام فلا يهجرها فوق ثلاثة أيام؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ السلام ).

التوبة لمن تقدم به السن وكيفية تحصيله للعلم مع انشغاله

السؤال: أبلغ من العمر الثامنة والعشرين, وقبل هذا الوقت كنت مسرفاً على نفسي, ولكن هداني الله عز وجل والحمد لله, وأريد أن أتعلم العلم الشرعي وأتفقه في الدين, فهل فات الوقت بالنسبة لسني؟ وكيف السبيل لتحصيل ذلك العلم خاصة وأنا أعمل هنا تقريباً في اليوم كله؟ أرجو من فضيلة الشيخ أن يضع جدولاً لمن هم في مثل حالتي, وجزاكم الله خيراً.

الجواب: أقول: الحمد لله الذي هداه, وأسأل الله لي وله الثبات على الحق.

أما فيما يتعلق بسنه فإنه لم يفت الأوان والحمد لله, الإنسان لا يفوت أوان استعتابه وتوبته إلا إذا حضره الموت, ومادام في زمن الإمهال فإنه لا يفوته شيء, أما فيما يتعلق بطلبه العلم الشرعي مع كونه مشغولاً كل اليوم فبإمكانه أن يستحضر رسائل أو أشرطة يستمع إليها من أهل العلم الموثوقين في علمهم وأمانتهم, ويحصل على ما تيسر.

حكم الحج على المرأة التي لا تجد محرماً يصحبها في السفر إلى الحج

السؤال: أنا أعمل هنا بالمملكة وأريد أن أحضر الوالدة لكي تحج معي, وهي تبلغ من العمر الخامسة والخمسين, ولا يوجد محرم لها يحضرها من مصر, وأريد بهذا العمل أن أبرها, فما حكم الشرع في نظركم في هذا العمل؟

الجواب: حكم الشرع في هذا أن أمه ليس عليها فريضة ما دامت لا تجد محرماً, ولا يضيق صدره ولا صدرها, فإن الله تعالى قد يسر للعباد, ولهذا نص الله تبارك وتعالى على شرط الاستطاعة في الحج فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] والمرأة إذا لم يكن لها محرم فإنها لا تستطيع الحج إذ إنه لا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم, فإن تيسر له أن يذهب إلى مصر ويأتي بها أو أن تأتي أمه مع محرم لها من هناك ويتلقاهم فهذا خير, وإن لم يتيسر فلا حرج على الجميع.

حكم بيع العقار بعد دفع العربون وقبل إكمال عملية البيع

السؤال: فضيلة الشيخ! نعمل بمجال تقسيط العقارات، وفي بعض الأحيان ونظراً لكثرة العملاء نضطر إلى إعطائهم مواعيد متأخرة بعض الشيء, على أن نقوم بدفع جزء أو عربون من قيمة العقار إلى مالكه, ونوقع معه عقد يذكر به بأنه من حق مالك العقار أن يلزمنا بالشراء في الموعد المحدد بالعقد الموقع من كلانا, ولا يجوز لنا التأخر عن هذا الموعد على الإطلاق, فهل يعتبر العقار المقصود ملكاً للشركة يجوز لها بيعه على الغير بالتقسيط وقبض الدفعة المقدمة وتوقيع عقد البيع أم يلزم إتمام الاقتراض ودفع باقي القيمة؟ مع ملاحظة أن البائع له الحق في إلزامنا بالشراء بالوقت المحدد وكما ذكرنا.

الجواب: هذا البيع لم يتم؛ لأن إعطاء العربون وهو ما قدم من الثمن يعني أنه إن تم البيع فهذا العربون من الثمن, وإن لم يتم فهو للبائع, وهذا البيع لم يتم حتى الآن فلا يجوز بيعه, فالواجب الانتظار حتى يتم البيع, فإذا تم البيع فلهم بيع ما تم بيعه.

نصيحة للطالبات اللاتي يسخرن من معلمتهن الملتزمة

السؤال: سائلة تذكر بأنها طالبة في المرحلة الثانوية, وقد أعجبت بمدرسة تتصف من الالتزام والخلق بالشيء الكثير, ولكن المشكلة أن بعض الصديقات يسئن إلى هذا المدرسة من قول وفعل؛ لأن هذه المعلمة تنصحهم وترشدهم وتمنعهم من لبس المخالف للسنة في المدرسة, فيقومون بالإساءة لها والضحك عليها, فماذا نفعل؟ فقد قامت ونصحت الطالبات ولكن لا فائدة, فنرجو توجيه كلمة يا فضيلة الشيخ محمد للطالبات وللمعلمة؟

الجواب: أما الطالبات فنصيحتي لهن أن يتقين الله تعالى, وأن يحترمن حقوق المسلم, وأن لا يسخرن بمن يلتزم بدين الله, ويأمر بالالتزام, بل إن من يلتزم بدين الله ويأمر بالالتزام جدير بأن يكرم ويحترم؛ لأنه قام بطاعة الله.

وأما بالنسبة للمعلمة فعليها الصبر والاحتساب, وأن تعلم أن كل من تمسك بدين الله فسيجد له أعداء؛ قال الله تبارك وتعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا [الفرقان:31] والمتبعون للأنبياء لابد أن يكون لهم عدو من المجرمين, فعليها أن تصبر وتحتسب, وإذا وصل الأمر إلى حد لا يطاق فإن لها الحق أن ترفع الأمر إلى إدارة المدرسة, وإدارة المدرسة يجب عليها أن تؤدب مثل هذه الطالبات لظهور عدوانهن.

حكم القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور

السؤال: فضيلة الشيخ! يقولون بأن الرسول مخلوق من نور, فهل هذا كلام صحيح؟

الجواب: هذا الكلام باطل, فإن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بني آدم وسلسلة آبائه وأجداده معلومة, وهو نفسه عليه الصلاة والسلام قد صرح بما أمر الله به؛ فقد قال الله تعالى له: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [الكهف:110] وقال صلى الله عليه وسلم هو عن نفسه: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ) فقد خلق عليه الصلاة والسلام من طين كما هو شأن بني آدم كلهم, والذين خلقوا من نور هم الملائكة, فإن المخلوقات ثلاثة أقسام: قسم خلقوا من نار وهو إبليس وذريته, وقسم خلقوا من النور وهم الملائكة, وقسم خلقوا من طين وهم آدم وبنوه, وليس هناك قسم رابع, فهذا الحديث أو الأثر أو القولة المشهورة أن نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلق من نور كذب لا أصل له.

حكم حديث عرض أعمال العباد على النبي صلى الله عليه وسلم في قبره

السؤال: يقول الرسول بأن أعمال العباد تعرض عليه وهو في قبره, فهل هذا حديث صحيح؟

الجواب: نعم, فإن الرسول عليه الصلاة والسلام تعرض عليه الصلاة عليه. يعني: إذا صلينا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها تعرض عليه, وتبلغه أينما كنا, أما سائر أعمالنا فلا يحضرني الآن, هل هو صحيح أو غير صحيح؟

حقيقة حياة النبي صلى الله عليه وسلم في القبر

السؤال: يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في قبره يسمع ويرد. وضحوا لنا كيف يكون ذلك؟ والذين يقولون هذا الكلام يستندون للآية الكريمة: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] وإذا كان الشهداء أحياء فكيف لا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك؟ هذا في قولهم.

الجواب: نقول: أما كونه صلى الله عليه وسلم يسمع ويرد فليس به غرابة؛ فقد روى أبو داود في سننه: ( أنه ما من رجل يسلم على رجل في قبره وهو يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام ) فلا غرابة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم عليه المسلم يرد الله عليه روحه فيرد السلام.

وأما كونه حياً في قبره فالشهداء أحياء عند الله, والله تبارك وتعالى لم يقل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء في قبورهم, بل قال: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] , ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم دفن وصلي عليه صلاة الجنازة, وخلفه من خلفه من أصحابه, وليسوا يقدمون له الأكل ولا الشرب, وهم يعلمون أنه مات؛ كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [الزمر:30] وكما قال تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ [آل عمران:144] وهذا أمر معلوم بالضرورة من الدين, ولا يماري فيه أحد.

وحياة الشهداء عند الله عز وجل ليست كحياة الدنيا. أي: ليست حياة يحتاج فيها الإنسان إلى أكل وشرب وهواء ويعبد ويدعو, بل هي حياة برزخية الله تعالى أعلم بكيفيتها.

وعلى هذا فلا يحل لأحد أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله اشفع لي! يا رسول الله استغفر لي! لأن هذا غير ممكن, فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يستغفر لأحد بعد موته, ولا يمكن أن يشفع لأحد إلا بإذن الله.

وإذا أردت أن تسأل سؤالاً صحيحاً فقل: اللهم ارزقني شفاعة نبيك, اللهم شفعه في.. وما أشبه ذلك.

معنى قول العلماء: (وهذا معلوم بالضرورة من الدين)

السؤال: قد يتساءل بعض العامة يا شيخ عن عبارة وهذا معلوم بالضرورة من الدين؟

الجواب: تعبير العلماء بقولهم هذا معلوم بالضرورة من الدين, يعني أن الدين الإسلامي جاء به ضرورة لابد أن يأتي به, فمثلاً: وجوب الصلوات الخمس معلوم بالضرورة من الدين, تحريم الخمر بعد أن حرمت كذلك, فالشيء الذي لا يمكن لأحد من المسلمين جهله هو المعلوم بالضرورة من الدين.

حكم الخروج للدعاء في المقابر

السؤال: هل الدعاء في المقابر جائز حيث يذهب البعض من الناس إلى المقابر ويدعون, ويقولون: ندعو للأموات؟

الجواب: أما الخروج إلى المقابر والسلام على أهل القبور والدعاء لهم فهذا سنة جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما الخروج إلى المقابر لدعاء الله تعالى عندها فهذا بدعه بدعة منكرة, فإن الله تعالى يدعى في كل مكان إلا في الأماكن القذرة التي ينزه الله تبارك وتعالى عن دعائه فيها, فهو يدعى في المساجد وفي البيوت وفي الأسواق وفي كل مكان, ولم يرد خبر في دعاء الله تبارك وتعالى في المقبرة.

فلهذا نقول: من قصد المقبرة لدعاء الله تعالى فيها فإنه مبتدع ينكر عليه فعله, أما إذا كان يذهب إلى هناك لاعتقاده بركة الشيخ الفلاني أو الشيخ الفلاني فهذا أشد وأشد, فعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله, ويقلع عن هذا الذنب, وينصح إخوانه الذين يفعلونه, وفي ظني أن غالب من يفعل ذلك لا يحملهم عليه إلا الجهل والتقليد الأعمى, وإلا فلو أن الإنسان رجع إلى مجرد التفكير لوجد أن هذا سفه أن يخرج إلى المقبرة ليدعو الله هناك.

مكانة الشهيد وجزاؤه عند الله

السؤال: ما هو جزاء الشهيد ومكانته عند الله؟ وهل يغفر الله عز وجل الكبائر التي اقترفها ذلك الشهيد قبل أن يتوب منها؟ وهل يعتبر الشهيد من الستة الذين يظلهم الله في ظله؟

الجواب: جزاء الشهيد ومكانته عند الله ما ذكره الله تعالى في قوله: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169] فقال: بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران:169], وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر معلقة تحت العرش, وهم -أعني الشهداء- يغفر لهم كل ذنب اقترفوه إلا الدين, فإن الدين لصاحبه يطالب به يوم القيامة.

وأما قول السائل: هل هو من الستة الذين يظلهم الله في ظله؟ فقد غلط في قوله الستة؛ لأن الذين ورد فيهم الحديث سبعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل, وشاب نشأ في طاعة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ).



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب [647] للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

https://audio.islamweb.net