إسلام ويب

الإسرار في الصلوات الجهرية

السؤال: حدث لي سهو في صلاة جهرية فقرأت الفاتحة سراً إلا أنني تذكرت قبل شروعي في قراءة السورة، فماذا علي؟

الجواب: الإسرار بالقراءة في موضعه والجهر بالقراءة في موضعه من السنة وليس من الواجب، لكن لا ينبغي للإنسان مخالفة هذه السنة؛ لأنها كالشعيرة لصلاة الليل وصلاة النهار، لكن لو سها الإنسان في صلاة الليل وقرأ من الفاتحة ما قرأ ناسياً ثم ذكر في أثناء قراءة الفاتحة فإن له أن يعيدها من أولها جهراً تداركاً للسنة، ولا سيما إذا كان في ذلك إزالة للتشويش الذي قد يحصل من الجماعة، وله أن يبدأ من حين ذكر، فمثلاً: لو كان قد وصل إلى قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ثم ذكر فله أن يقرأ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] ويستمر، وله أن يعود من أول الفاتحة فيقرأ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:2-5] الأمر في هذا واسع، فلينظر ما هو أولى وأبعد من التشويش.

قراءة القرآن من غير تحريك اللسان والشفتين

السؤال: هل يجوز لي أن أقرأ القرآن بدون النطق بالحروف ولكن بالمتابعة بالنظر والقلب من المصحف طبعاً، فهل يحصل الأجر بذلك؟

الجواب: لا، ليس في ذلك أجر، يعني: لا يحصل الإنسان أجر القراءة إلا إذا نطق بالقرآن، ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان، وأما من جعل ينظر إلى الأسطر والحروف بعينه ويتابع بقلبه فإن هذا ليس بقارئ، ولا ينبغي للإنسان أن يُعَوِّد نفسه هذا؛ لأنه إذا اعتاد ذلك صارت قراءته كلها على هذا الوجه، كما هو مشاهد من بعض الناس تجده يقلب الصفحة ويومئ هكذا برأسه يميناً وشمالاً ليتابع الأسطر وإذا به قد قلب الصفحة الثانية في مدة يسيرة تعلم علم اليقين أنه لم يقرأ قراءة نطق.

والخلاصة: أن مَنْ لم يقرأ قراءةً ينطق بها فإنه لا يُثاب ثواب القارئ. هذا واحد.

ثانياً: ننصح باجتناب هذه الطريق، أعني: أن يقرءوا بأعينهم وقلوبهم فقط؛ لأنهم إذا اعتادوا ذلك حرموا خيراً كثيراً.

نواقض الإسلام وحكم تارك الصلاة

السؤال: ما هي نواقض الإسلام؟

الجواب: نعم. نواقض الإسلام على سبيل العموم: كل ما خالف الإسلام، وتعود هذه النواقض إلى شيئين لا ثالث لهما وهما: الجحود والاستكبار، يعني: إما أن يكون الإنسان جاحداً ما يجب الإيمان به، وإما أن يكون مستكبراً عما يجب فعله.

مثال الأول: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، هذه الأصول الستة يجب الإيمان بها، فمن جحد واحداً منها فهو كافر.

ومثال الثاني: أن يستكبر عما يكون تركه كفراً كالصلاة مثلاً، فإن الإنسان إذا ترك الصلاة كان كافراً حتى وإن أقر بوجوبها، كما أنه لو أنكر وجوبها فهو كافر ولو صلى، فالصلاة خاصة من بين الأعمال هي التي يكون تركها كفراً كما قال عبد الله بن شقيق رحمه الله: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ).

ومع الأسف أقولها بالمناسبة: إن كثيراً من الناس يتهاون في الصلاة، فتجده لا يصليها، يمضي الوقتان والثلاثة لا يصلي، ومن الناس من لا يصلي أبداً والعياذ بالله، وهذا الثاني كافر مرتد خارج عن الإسلام، إن مات مات على الكفر، ولا يجوز أن يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين؛ لأنه كافر مرتد، وإذا خطب لم يزوج، وإذا كان قد تزوج وجب أن يفرق بينه وبين زوجته ما لم يعد إلى الإسلام بالصلاة، هذا هو ما دلت عليه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والنظر الصحيح وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، حتى حكى بعضهم إجماع الصحابة كـعبد الله بن شقيق رحمه الله، حكى إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر، وحكاه أيضاً غيره من الأئمة.

ولا قول لأحد بعد وجود الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب أن نعلم أن الحكم بالكفر أو عدم الكفر ليس راجعاً إلينا ولا إلى أذواقنا وإنما هو راجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فالله تعالى هو الذي يحكم بالكفر أو بعدم الكفر، ولهذا ليس لنا الحق في أن نقول: هذا كافر ولم نجد في الكتاب والسنة أنه كافر، ولا أن نقول: هو مؤمن وقد ورد في الكتاب والسنة أنه كافر، الأمر ليس إلينا، أمر التكفير وعدمه ليس إلينا، كما أن أمر الإيجاب والتحريم والتحليل ليس إلينا.

والعجب أن بعض أهل العلم عفا الله عنا وعنهم يتأولون حديث جابر الذي رواه مسلم : ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) بأن المراد بذلك الجاحد، فيقال: يا سبحان الله! الرسول عليه الصلاة والسلام يعلق الحكم بالتارك ونحن نعلقه بالجاحد؟ إذا فعلنا ذلك فقد أخطأنا مرتين: المرة الأولى: صرف اللفظ عن ظاهره، والمرة الثانية: إثبات معنىً لم يرده الرسول عليه الصلاة والسلام، جاحد فرضية الصلاة كافر سواء صلى أم لم يصل، حتى لو فرضنا أن رجلاً يأتي إلى الصلوات الخمس مبكراً ويصلي خلف الإمام ويقول: هذه صلوات مستحبة، يسع الإنسان تركها قلنا: هذا كافر، فإذا قلنا: إن الحديث محمول على ذلك صار فيه تناقض؛ لأنه لا يشترط لكفر من جحد وجوبها أن يتركها.

ثانياً: إن النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالترك، فيجب أن نعلق الحكم به، فنقول: من تركها تركاً مطلقاً لا يصلي أبداً فإنه يكون كافراً، أما من كان يصلي ويخلي فهذا محل خلاف بين العلماء القائلين بتكفير تارك الصلاة، لذلك يجب علينا أن نحذر غاية الحذر من إضاعة الصلاة؛ لأن من أضاع الصلاة في الغالب يتبع الشهوات ويرتكب الفحشاء والمنكر، قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا [مريم:59-60].

وقال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]، وهذا يدل على أن من لم يصل فليس له ناهٍ عن الفحشاء والمنكر من الأعمال الصالحة.

فعلى المرء أن يحذر وأن يخاف وأن يحافظ على الصلوات، وأن يتذكر أن الله تعالى حينما أثنى على المؤمنين أثنى عليهم في مقام الصلاة، وختم الثناء كذلك في مقام الصلاة، فقال عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] إلى أن قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9] آخر الأوصاف.

وكذلك قال: إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:19-23] ثم ذكر أوصافاً ثم قال: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المعارج:34] مما يدل على أهمية الصلاة في خشوعها ودوامها والمحافظة عليها.

ثم هي -أعني: الصلاة- صلة بين العبد وربه، أرأيت لو كان لك حبيب من الناس ألم تكن تحافظ على الأوقات التي يأذن لك بزيارته؟ ألست تحرص على أن تديم الزيارة إليه؟ إذاً المؤمن حبيب إلى الله والرب جل وعلا حبيب إلى المؤمن، فكيف يفر من الاتصال بينه وبين ربه؟! أليس المصلي يناجي ربه؟! ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه جل وعلا: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) مناجاة بين الخالق والمخلوق، ما ألذ هذه المناجاة لمن كان حاضر القلب ثابت الإيمان! كيف تضيع الصلاة وهي بهذه المثابة العظيمة؟! كيف تضيع الصلاة وهي الفريضة التي اختصها الله عز وجل بفرضها على رسوله وهو في السماوات العلا ليلة المعراج، فرضها الله تعالى على رسوله من الله إلى رسوله بدون واسطة، كلمه جل وعلا كفاحاً، ثم فرضها سبحانه وتعالى خمسين صلاة في اليوم والليلة مما يدل على محبته لها وعنايته بها وأنها جديرة بأن يشغل الإنسان معظم وقته فيها، لكن الله تعالى برحمته خفف عن عبادته حتى صارت خمساً بالفعل وخمسين في الميزان.

فيا أسفا على قوم تهاونوا بالصلاة، أضاعوها، سهوا عنها حتى صارت عليهم أثقل من كثير من الأعمال، نسأل الله أن يهدينا وإخواننا المسلمين.

الوصية بالصبر على الزوج ووالده

السؤال: السائلة تذكر بأنها امرأة تعاني كثيراً من سوء تعامل والد زوجها معها، تقول هذه السائلة: أحسن إليه ويسيء إلي، يتلفظ علي بألفاظ بذيئة ويفتري علي بكلام لم أقله، وكذلك الحال بالنسبة لابنه الذي هو زوجي فهو سيئ القول سليط اللسان كثير السب والشتام ورفع الصوت بسبب وبدون سبب، فبماذا توجهونني؟ هل أمنع والد زوجي من دخول منزلي، أي أطلب لي بيتاً خاصاً، علماً بأن زوجي لديه زوجة أخرى وتذكر بأنه ولده الوحيد لهذا الرجل الذي يبلغ التسعين من العمر؟

الجواب: الذي أرى أن تصبر وتحتسب الأجر على ربها عز وجل، وأن تقابل السيئة بالحسنة، فإن الله تعالى قال في كتابه: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35].

يقول عز وجل: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [فصلت:34] ولم يقل: ادفع السيئة بالحسنة، قال: بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [فصلت:34] ، فإذا حصل هذا وامتثل الإنسان أمر ربه انقلبت العداوة ولاية وصداقة كأنه ولي حميم، قريب قوي الصداقة، والقائل ذلك هو رب العالمين الذي بيده أزمة الأمور، الذي ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابعه، لا تستبعد أن تنقلب العداوة صداقة، وأن تنقلب البغضاء محبة؛ لأن الذي قال ذلك هو الله رب العالمين، فأشير على هذه المرأة التي وصفت عن نفسها ما وصفت وهي في الحقيقة فارسة أشير عليها أن تصبر وتحتسب وأن تنتظر الفرج، وأن تعلم أنها ليست الوحيدة التي يحصل لها مثل ذلك، فما أكثر النساء اللاتي يشكون من أزواجهن ومن آباء أزواجهن ومن أمهات أزواجهن، ولكن بالصبر واليقين ييسر الله الأمر، فنصيحتي لها أن تصبر وتحتسب.

أما نصيحتي لزوجها وأبيه فإن عليهما أن يتقيا الله عز وجل في هذه المرأة البائسة، إن كان ما ذكرته في سؤالها هو الواقع عليهما، وأن تكون صدورهما أوسع من صدرها، وألا يؤاخذوها بكل ما يجري منها إن جرى منها شيء، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر )، لا يفرك أي: لا يكره ويبغض.

وقال عليه الصلاة والسلام: ( اتقوا الله في النساء فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمها كسرتها، وإن استمتعت بها استمتعت بها على عوج، وكسرها طلاقها ).

فنصيحتي لهذا الزوج ولأبيه أن يتقيا الله في هذه المرأة، وأن يقابلا إساءتها -إن أساءت- بالإحسان، والله تعالى مع الصابرين.

إزالة المقبرة لبناء مصالح عامة

السؤال: هل يجوز إزالة مقبرة بقصد البناء والتوسع علماً بأن المباني التي ستبنى هي للصالح العام؟

الجواب: مثل هذا السؤال العام لا ينبغي أن يجيب عليه رجل يتكلم في مثل هذا المنبر -أعني: نور على الدرب- يوجه هذا السؤال إلى جهة الإفتاء وهي التي تقضي فيه بما تراه حقاً.

الحج بمال متبرع به

السؤال: أنا سوداني أعمل في إحدى المؤسسات، وقد درجت المؤسسة على إيفاد بعض عامليها كل عام للحج على نفقتها، ويتم اختيار هذه المجموعة حسب كبر السن ومدة الخدمة في المؤسسة، فهل يصح هذا الحج أم لا يصح؟

الجواب: نعم يصح هذا الحج، يعني: يجوز للإنسان أن يقبل التبرع من شخص ليقوم المتبرع له بأداء فريضة الحج من هذا المال، ومثل هذه المسألة التي ذكرها السائل لا يكون فيها في الغالب منة؛ لأنه نظام شركة يستوي فيه فلان وفلان، أما لو كان التبرع من شخص معين لشخص معين فهنا قد نقول: لا ينبغي أن تقبل هذا؛ لأنه يخشى أن يمن به عليك يوماً من الدهر فيقول: أنا الذي أعطيتك ما تؤدي به فريضة الحج وما أشبه ذلك.

وعلى كل حال، فمن قبل من إنسان تبرعاً ليؤدي به الحج فلا بأس به، لكن كما قلت: إذا كان من شخص معين فالأولى ألا تقبل، وإذا كان من شركة على وجه العموم والنظام لها فلا بأس.

الاقتراض لأداء الحج

السؤال: البعض من الناس أو من الموظفين يأخذ سلفاً من الشركة ليتم خصمها منه بنظام التقسيط ليذهب بها إلى الحج، فما رأي الشرع في نظركم في هذا الأمر؟

الجواب: الذي أرى ألا يفعل؛ لأن الإنسان لا يجب عليه الحج إذا كان عليه دين فكيف إذا استدان ليحج، فلا أرى أن يستدين ليحج لأن الحج في هذه الحال ليس واجباً عليه، والذي ينبغي له أن يقبل رخصة الله سبحانه وتعالى وسعة رحمته ولا يكلف نفسه ديناً، لا يدري لعله لا يقضيه، ربما يموت قبل أن يستحق هذا المبلغ الذي استدانه.

الاهتمام بكتب تفسير الأحلام

السؤال: أود الاستفسار عن مدى صحة كتب تفسير الأحلام مثل كتاب تفسير الأحلام لـابن سيرين وخاصة بأنه يربط الأحلام بقضايا الأجل والرزق والخير والشر، فما حكم التصديق والتعامل بهذه الكتب مع العلم بأنها تحتوي وتعتمد في تفسيرها في بعض الأحيان على آيات من القرآن وأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: الجواب على هذا أني أنصح إخواني المسلمين عن هذه الكتب ألا يقتنوها ولا يطالعوا فيها؛ لأنها ليست وحياً منزلاً، وإنما هي رأي قد يكون صحيحاً وقد يكون غير صحيح، ثم إن الرؤى قد تتفق في صورتها وتختلف في حقيقتها بحسب من رآها وبحسب الزمن وبحسب المكان، فإذا رأينا رؤيا على صورة معينة فليس معنى ذلك أننا كلما رأينا رؤيا على هذه الصورة يكون تأويلها كتأويل الرؤية الأولى، بل تختلف، قد نعبر الرؤيا لشخص بكذا ونعبر نفس الرؤيا لشخص آخر بما يخالف ذلك، وإذا كان هذا فإني أنصح إخواني المسلمين عن اقتناء هذه الكتب والمطالعة فيها، وأقول: إذا جرى لإنسان رؤيا فليهتد بما دله النبي صلى الله عليه وسلم، إن رأى رؤيا خير يحبها وتأولها على خير فليخبر بها من يحب، مثل أن يرى رؤيا أن رجلاً يقول له: أبشر بالجنة أو ما أشبه ذلك، فليحدث بها مَنْ يحب، وإذا رأى رؤيا يكرهها فليقل: أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت، ولا يحدث بها أحداً لا عابراً ولا غير عابر، ولينقلب على الجنب الآخر إن استيقظ، وإذا فعل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم عند رؤيا ما يكره فإنها لن تضره أبداً، ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يرون الرؤيا يكرهونها يمرضون منها حتى حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث صلى الله عليه وجزاه عن أمته خيراً فكانوا يعملون بما أرشدهم إليه الرسول عليه الصلاة والسلام ويسلمون من شرها.

قول (في ذمتك) و(لعمري) وكفارة الحلف الشركي

السؤال: هل الحلف الشركي عليه كفارة؟ وهل قول: في ذمتك ولعمري من الحلف الشركي؟

الجواب: الحلف الشركي ليس فيه كفارة، يعني لو قال: والنبي، والكعبة، والشمس، والقمر، والليل، والنهار، والسيد.. وما أشبه ذلك؛ فكل هذا من الشرك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )، وهو حلف محرم ليس فيه شيء، أي: ليس فيه الكفارة، لكن فيه الإثم؛ لأن الشرك لا يغفره الله عز وجل، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وظاهر الآية الكريمة أن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر وإن كان في ذلك خلاف بين العلماء: هل الشرك الأصغر يغفر أو لا يغفر لكن صاحبه لا يخلد في النار حتى وإن عذب.

أما قول (في ذمتك) فليس بيمين؛ لأن المراد بالذمة: العهد، يعني كأنه قال: أنا في عهدك أو ما أشبه ذلك.

وأما لعمري فليس بها بأس أيضاً، فقد جاءت في السنة وجاءت في كلام الصحابة وجاءت في كلام العلماء، وليس فيها قسم، القسم أن يصوغ الكلام بصيغة القسم، وصيغه ثلاثة: الواو والباء والتاء، والله، بالله، تالله.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب [629] للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

https://audio.islamweb.net