إسلام ويب

حكم الإحرام قبل الوصول إلى مطار الملك عبد العزيز وذكر ميقات أهل الخليج

السؤال: اعتمرنا في شهر رمضان الفائت، وقد أحرمنا قبل وصول الطائرة مطار الملك عبد العزيز بنصف ساعة -يمكن يقصد مطار جدة- أو أكثر فما حكم هذا الإحرام؟ وما هو ميقات أهل الخليج العربي؟ وكيف يحرم المسافر بالجو؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وبعد:

فإن الجواب على هذا السؤال نقدم قبله مقدمة وهي: أنه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يعمل عبادة أن يفهم أحكامها أولاً قبل أن يتلبس بها؛ لئلا يقع في محظورٍ منها أو في ترك واجب؛ لأن هذا هو الذي أمر الله به، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد:19]، فبدأ بالعلم قبل العمل اعلم واستغفر، ثم إن هذا هو الطريق هو الواقع النظري العقلي، أن يعرف الإنسان طريق البلد قبل أن يسير عليه، ولا يختص هذا بالحج والعمرة اللذين يجهل كثيرٌ من الناس أحكامهما، بل يتناول جميع العبادات، أن لا يدخل الإنسان فيها حتى يعرف ما يجب فيها وما يُمنع.

وأما بالنسبة لما ذكره الأخ السائل فإن الإحرام قبل الوصول إلى مطار الملك عبد العزيز الذي هو مطار جدة الجديد بنصف ساعة، يبدو أنه إحرامٌ صحيح؛ لأن المواقيت لا نظن أنها تتجاوز نصف ساعة بالطائرة من مطار جدة، وعلى هذا فيكون إحرامهم بالعمرة قبل الوصول للمطار بنصف ساعة إحراماً صحيحاً ليس فيه شيء إن شاء الله.

وأما بالنسبة لميقات أهل الخليج، فإن ميقات أهل الخليج هو ميقات غيرهم، وهي المواقيت الخمسة التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أتى إلى مكة يريد الحج أو العمرة، وهي: ذو الحليفة المسماة أبيار علي لأهل المدينة ولمن مر بها من غيرهم، والجحفة وهي: لأهل الشام ولمن مر بها من غيرهم وقد خَرِبت الجحفة وصار الناس يحرمون بدلاً عنها من رابغ، وقرن المنازل وهي لأهل نجد ومن مر به من غيرهم، ويلملم وهي لأهل اليمن ومن مر بها من غيرهم، وتسمى الآن: السادِّية، وقرن المنازل يسمى: السيل، وذات عرق وهي لأهل العراق وقتها عمر رضي الله عنه، وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقتها وهي المسماة: بالضَريبة.

هذه المواقيت لمن مر بها يريد الحج أو العمرة من أي قطرٍ من أقطار الدنيا، فإذا مر من طريقٍ لا يمر بهذه المواقيت فإنه يُحْرم إذا حاذى هذه المواقيت؛ لأن عمر رضي الله عنه أتاه أهل العراق وقالوا: يا أمير المؤمنين! إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل نجدٍ قرناً وإنها جورٌ عن طريقنا يعني: مائلة عن طريقنا، فقال أمير المؤمنين عمر : انظروا إلى حذوها من طريقكم، فقوله رضي الله عنه: انظروا إلى حذوها يدل على أنه من حاذى هذه المواقيت براً أو بحراً أو جواً وجب عليه أن يحرم، فإذا حاذى أقرب ميقاتٍ له وجب عليه الإحرام، والظاهر لي أن طرق الخليج الجوية أنها تمر من محاذاة قرن المنازل، وهو أقرب المواقيت إليها، وإذا لم يكن ظني هذا صحيحاً فليسأل قائد الطائرة أين يكون طريقها، فإذا عُلِم أنه حاذى أقرب ميقاتٍ إليه وجب عليه الإحرام منه، ولا يجوز لأهل الخليج ولا لغيرهم أن يؤخروا الإحرام حتى ينزلوا إلى جدة، فإن هذا وإن قال به من قال من الناس فهو قولٌ ضعيفٌ لا يعول عليه، وما ذكرناه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أحد الخلفاء الراشدين الذين أُمْرنا باتباعهم يدل على بطلان هذا القول، إلا من وصل إلى جدة قبل أن يحاذي ميقاتاً مثل: أهل سواكن في السودان، فإن أهل العلم يقولون: إنهم يصلون إلى جدة قبل أن يحاذوا رابغاً أو يلملم؛ لأن جدة في زاوية بالنسبة لهذين الميقاتين، فعلى هذا فيحرم أهل سواكن ومن جاء من هذه الناحية، يحرمون من جدة لأنها تبعد عن مكة مسيرة يومين.

كيفية إحرام المسافر بالجو

السؤال: وكيف يحرم المسافر بالجو؟

الجواب: يحرم المسافر بالجو كما ذكرنا قريباً، أي: إذا حاذى الميقات يحرم، ولكن كيف يصنع قبل إحرامه؟ نقول: ينبغي له أن يغتسل في بيته، وأن يلبس ثياب الإحرام سواءً في بيته أو في الطائرة حين تستقل به الطائرة، وإذا بقي عليه على مطار جدة نحو نصف الساعة فليحرم يعني: فليلبي وليقل: لبيك عمرة إن كان محرماً بعمرة أو لبيك حج إن كان محرماً بحج.

نبذة مختصرة عن المسيح الدجال وفتنته

السؤال: أقرأ هذا الدعاء في كل صلاةٍ قبل السلام وهو: ( اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )، أريد أن أعرف من هو المسيح الدجال وما هي فتنته؟

الجواب: هذا الدعاء الذي أنت تدعو به في صلاتك بقي عليك شيء وهو أنك تستعيذ من أربع كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )، هذه الأربع أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة منها بعد التشهد وقبل السلام، أما المسيح الدجال فإنه رجل يخرج في آخر الزمان يَدّعي الربوبية، ويعطيه الله تبارك وتعالى من الآيات ما يكون سبباً للفتنة امتحاناً من الله تعالى واختباراً، وهذا الرجل رجلٌ أعور ولهذا سُمي المسيح لمسح إحدى عينيه، وهو معه جنةٌ ونار، فمن أطاعه أدخله الجنة ولكنه لا يجد جنةً وإنما يجد ناراً، ومن عصاه أدخله النار التي معه ولكنه لا يجدها ناراً، وإنما يجدها ماءً عذباً طيباً، أو جنة كما ورد في بعض ألفاظ الحديث، ويمكث في الأرض أربعين يوماً: اليوم الأول: بمقدار سنة، والثاني: بمقدار شهر، والثالث: بمقدار أسبوع، وبقية الأيام كأيامنا، وقد سأل الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا اليوم الذي كسنة هل تكفي فيه صلاةٌ واحدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا، اقدروا له قدره ) أي: أن هذا اليوم الأول من أيام الدجال يُصلى فيه صلاة سنةٍ كاملة؛ لأنه عن سنةٍ كاملة، واليوم الثاني يصلى فيه صلاة شهر، واليوم الثالث يُصلى فيه صلاة أسبوع، وبقية الأيام تصلى في كل يوم خمس صلوات، ثم إن هذا الدجال مع ما يحصل من فتنته العظيمة يوفق الله سبحانه وتعالى المؤمنين فيعرفونه بعلامته فإنه مكتوبٌ بين عينيه (كافر) (كاف، وفاء، وراء) يقرؤها كل مؤمن الكاتب وغير الكاتب، ويعمى عنها من ليس بمؤمن ولو كان قارئاً، ثم إنه أيضاً يؤُتى إليه برجل ليفتتن به فيقول هذا الرجل: أشهد أنك الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقطعه الدجال قطعتين، رمية غرض ثم يمشي بينهما ثم يقف فيدعوه، يدعو هذا الرجل المقتول المفرق قطعتين، فيقوم هذا الرجل حياً والناس ينظرون إليه، فيقول له: أتشهد أني الله، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقطعه مرةً أخرى ثم يعود فيدعوه فيقوم ويقول: أشهد أنك أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيريد أن يقتله كما قتله المرتين الأوليين ولكنه يعجز عنه، فيأخذ به ويلقيه في النار، ولكنه كما أسلفنا النار التي معه جنةٌ وماءٌ عذب، كما جاء به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهاية هذا الدجال أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل من السماء؛ لأن عيسى ابن مريم قد رفعه الله تعالى إلى السماء حياً لم يمت ثم ينزل في آخر الزمان فيقتل هذا المسيح الدجال وتنتهي فتنته.

محل سجود السهو عند الزيادة في عدد الركعات

السؤال: قرأت في أحد كتب الفقه بأن محل سجود السهو الأفضل للزيادة في عدد الركعات بعد السلام، فهل معنى ذلك أن يسلم التسليمتين ثم يسجد سجود السهو ثم يسلم تسليمتين مرةً أخرى؟

الجواب: نعم. هو كما قرأت إذا كان سبب سجود السهو زيادةً في الصلاة فإنه يسجد بعد السلام، فإنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمساً فلما سلم وانفتل قيل له: أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً، فانصرف إلى القبلة صلى الله عليه وسلم وثنى رجليه وسجد سجدتين ثم سلم )، فهذه الزيادة الفعلية سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السلام.

والزيادة القولية كذلك سجد فيها بعد السلام، فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاة العشي الظهر أو العصر فسلم من ركعتين ثم ذكروه فصلى ما بقي من صلاته ثم سلم ثم سجد سجدتين ثم سلم )، وهذه الزيادة قولية؛ لأنه زاد السلام في أثناء الصلاة، والسلام ركنٌ قولي، فهذا من حيث الدليل: أن سجود السهو للزيادة يكون بعد السلام، ومن حيث النظر والقياس: أن مكانه بعد السلام أنسب لئلا يجتمع في الصلاة زيادتان: الزيادة والسجود، فكان من الحكمة أن يكون السجود بعد السلام لا قبل السلام، فعلى هذا تسلم تسليمتين ثم ترجع، يعني: تسجد سجدتين ثم تسلم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لكن هل يلزم التشهد بعد سجود السهو؟ الصحيح أنه لا يلزم؛ لأن التشهد قد انتهى مع الصلاة، فيسجد سجدتي السهو ثم يسلم مباشرةً.

محل سجود السهو عند النقص في عدد الركعات

السؤال: وللنقص في عدد الركعات قبل السلام هل هذا صحيح أم لا؟

الجواب: لا، هذا ليس بصحيح؛ لأن النقص في عدد الركعات زيادة في الحقيقة، فإنك إذا سلمت قبل تمام الصلاة وجب عليك أن تأتي بالركعة الناقصة، وإذا أتيت بالركعة الناقصة صارت النتيجة أنك زدت في الصلاة زيادةً قولية وهي السلام الذي سلمته في أثناء الصلاة في غير محله، فعلى هذا يكون إذا كان السجود لنقص ركعةٍ في الصلاة يكون محله بعد السلام؛ لأنك لا بد أن تأتي بهذه الركعة الناقصة، ولكن السجود للنقص قبل السلام هذا صحيح، السجود للنقص قبل السلام لكن لا لنقص ركعة ؛لأن نقص الركعة لا يتصور، إذ أن من نقص ركعةً لا بد أن يأتي بها، لكن يتصور النقص فيما إذا ترك واجباً من واجبات الصلاة، مثل: أن ترك التشهد الأول، قام في الثلاثية أو الرباعية ولم يتشهد التشهد الأول فإنه لا يأتي به ولكن يسجد سجدتين قبل السلام من أجل هذا النقص كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قام عن التشهد الأول فلما قضى الصلاة وانتظر الناس تسليمه سجد سجدتين ثم سلم، فسجد قبل السلام، والنظر أيضاً موافقٌ لهذا، فإن النقص نقصٌ ينبغي أن يجبره الإنسان قبل أن يخرج من صلاته، ولهذا كان موضعه قبل السلام.

حكم من نسي قول: (الله أكبر) أو (سمع الله لمن حمده) أو قراءة الفاتحة في الصلاة

السؤال: ما حكم من نسي قول: الله أكبر، أو سمع الله لمن حمده؟ وهل يسجد سجود السهو؟ وكذلك من نسي قراءة أم الكتاب فاتحة الكتاب؟ أرجو الإفادة عن ذلك.

الجواب: من نسي قول: الله أكبر، إذا كان إذا كانت هذه تكبيرة الإحرام فإن صلاته لم تنعقد، ويجب عليه أن يستأنف الصلاة من جديد ويكبر للإحرام، أما إذا كان الذي نسي من التكبير ما عدا تكبيرة الإحرام كالتكبير للركوع مثلاً فإن هذا نقص واجب، يجب عليه سجود السهو ويكون محله قبل السلام، وكذلك إذا نسي أن يقول: سمع الله لمن حمده، فإنه نقص واجب يسجد له قبل السلام.

وأما من نسي قراءة الفاتحة، فإن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، إذا نسيها الإنسان في ركعة فإنه يرجع إليها، يرجع إلى هذه الركعة ليأتي بقراءة الفاتحة ما لم يصل أو ما لم يقم إلى الركعة التالية، فإن قام إلى الركعة التالية صارت هذه الركعة بدلاً عن الركعة التي نسي منها الفاتحة، مثال ذلك: رجل لما كبر للإحرام نسي أن يقرأ الفاتحة، فركع، ولما ركع وسجد وجلس بين السجدتين ذَكَر أنه لم يقرأ الفاتحة، نقول له: قم من جلوسك واقرأ الفاتحة وكمل صلاتك وسلم ثم اسجد للسهو بعد السلام، هذا مثال لما ذَكَر قبل أن يصل إلى القيام في الركعة التالية.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب [90] للشيخ : محمد بن صالح العثيمين

https://audio.islamweb.net