إسلام ويب

إن الإيمان بالله عز وجل طريق للسعادة الدنيوية والأخروية، وسبيل الأمن والحياة الطيبة، فكلما اعتصمت الأمة بربها، وهبها من الأمن والعيش الهنيء الشيء الكثير.

وإن من أعظم ما يسبب اختلال الأمن والاستقرار، وحدوث المحن والاضطرابات هو انتهاك وارتكاب المعاصي والسيئات.

دور الإيمان في نشر الأمان

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، وخيرته من رسله وصفوته من خلقه وأمينه على وحيه، معلم البشرية، وهادي البرية، ومجدد لواء الحنيفية، ومزعزع كيان الإلحاد والوثنية، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأخيار، وصحبه الأبرار، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعــد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى حق التقوى، إن تقوى الله جل وعلا سلاح المؤمنين في الأزمات، والأمة المتقية أمة منصورة، أمة عزيزة مرهوبة الجانب يهابها أعداؤها.

أيها الإخوة في الله: إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى طريق للسعادة في الدنيا والآخرة، وسبيل إلى الأمن والأمان:الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82].. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور:55].

أيها المسلمون: لقد كان الناس قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم في جاهلية وضلال، في خوف وذعر واضطراب، فجاء الله بهذا الدين، وكتب لهذه الأمة الأمن والأمان، والنصرة والعزة والسعادة؛ إن هي نصرت دين الله: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47].. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7].

فواجب المسلمين -أيها الإخوة في الله- أن يحققوا أساليب النصر، وأن يسعوا إلى كل ما من شأنه رفعة مكانتهم في الدنيا والآخرة، ولن يكون ذلك إلا بالتمسك بالإسلام، بحفظ حدود الله، وبشكر نعم الله عز وجل، وبالوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى، وبالحذر من الذنوب والمعاصي.

أمة الإسلام: ما أنعم الله على عباده نعمة بعد نعمة الإيمان أعز من نعمة الأمن في الأوطان، وهل تكون حياة وسلامة واستقرار مع الخوف والذعر والاضطراب؟!

إن عمران الحياة لا يكون إلا بالأمن، وإن الأمن لا يكون إلا بالإيمان بالله سبحانه، ونصرة دين الله جل وعلا، والاستقامة على شرعه، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن الحياة الهانئة الطيبة الآمنة المطمئنة لا تكون إلا تحت ظلال الإيمان والعمل الصالح: مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97].

فليكن كل مسلم عيناً ساهرةً أمينةً على تحقيق الأمن لنفسه، وتحقيق الأمن لمجتمعه، وتحقيق الأمن لأمته الإسلامية جميعاً.

اختلال الأمن والاستقرار بالذنوب والأوزار

أيها الإخوة في الله: إن كل ما يعكر صفو الأمن في المجتمعات يكون بمخالفة شريعة الله سبحانه، والوقوع في الذنوب والمعاصي التي هي الضرر العظيم، والشر الكبير، والخطر المستطير: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30].. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53].. أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].

فالمعاصي والمحرمات والذنوب والمنكرات ما كانت في ديار إلا أهلكتها، ولا في مجتمعات إلا دمرتها.

فعليكم -يا عباد الله- باللجوء إلى ربكم وطاعته سبحانه، والبعد عن الذنوب والمعاصي، والبعد عن الإشراك بالله، والبعد عن كل ما يخالف عقيدة التوحيد، والبعد عن ترك الصلاة، والبعد عن كل ما حرم الله سبحانه من الربا والزنا والسرقة والخمر، وما إلى ذلك من ضروب المحرمات والمنكرات؛ التي حرمها ديننا الإسلامي الحنيف.

إذا كنت في نعمة فارعها>>>>>فإن المعاصي تزيل النعم

وداوم عليها بشكر الإله>>>>>فإن الإله سريع النقم

فإن نعم الله -يا عباد الله- على خلقه كثيرة لا تحصى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، ولكن بقاء هذه النعم وقرارها، إنما يكون بشكرها، وشكرها لا يكون باللسان وحده، وإنما بالعمل بشريعة الله، والتمسك بدين الله جل وعلا، والالتزام بحدوده، والبعد عن المحرمات كلها: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7].

الواجب عند المحن

أيها الإخوة في الله: لا ريب أنكم تسمعون وتدركون ما تموج به الساحة في هذه الأيام، ولكن -أيها الإخوة في الله- ما واجب المسلمين حيال هذه الأحداث؟

إن الواجب يتلخص في الكلمة السامية التي أعلنها ولي أمر هذه البلاد حفظه الله في دينه، ونصره بشرعه، حيث بين خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ونصره والمسلمون على أعدائهم، بيَّن حفظه الله ما ينبغي للمسلمين حيال هذه القضايا التي جدَّت على ساحة الأمة الإسلامية.

ولن يكون ذلك -أيها الإخوة- إلا بعودة المسلمين جميعاً إلى كتاب الله سبحانه، والالتزام بحدوده جل وعلا، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، والسعي للإصلاح بين المسلمين وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الحجرات:9].

لقد جاءت هذه الكلمة السامية نبراساً لهذه الأمة في هذه المرحلة بالذات، وكانت بلسماً شافياً، ودواءً ناجعاً، وطريقاً واضحاً للسالكين.

إنه -أيها الإخوة- بإعداد القوة حماية للدين والأموال والأعراض، والأنفس والأوطان: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال:60].

إنني من هذا المكان المبارك أؤيد باسم المسلمين جميعاً هذه الكلمات الناصحة من ولي أمر هذه البلاد -حفظه الله بشرعه وأعزه بدينه، ونصره والمسلمين على أعدائهم- فما عليكم -أيها الإخوة في الله- إلا أن تراجعوا دينكم، وتطيعوا ولاة أمركم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] وتعدوا القوة المعنوية، قوة الإيمان بالله، وقوة العقيدة الإسلامية الصحيحة، والالتزام بالإسلام، والتمسك بدين الله عز وجل، وتعملوا جاهدين لإعداد أنفسكم مادياً وحسياً وتدريبياً، لتكونوا أعضاء نافعين عند حدوث الملمات، وعند حدوث المصائب والمشكلات على أوطانكم ومجتمعاتكم.

فهذا واجب كل مسلم -أيها الإخوة- أن يسعى لهذه القضايا المعروفة، وأن يجدَّ في تحقيقها، وأن يراجع حساباته، وأن يستفيد من الدروس والعبر، التي تمليها ما جد على ساحة الأمة الإسلامية، وإنني بعون الله واثق أن ما حصل للمسلمين ما هو إلا ابتلاء وامتحان، وقضاء وقدر، ينبغي علينا أن نتدرع بالصبر والإيمان، وقوة التوكل على الله، والجد للإصلاح بين المسلمين، والتعاون على البر والتقوى، وتحقيق مبدأ الأخوة في الله، بمساعدة من يستحق المساعدة، ونصرة المظلوم على الظالم، وكل ذلك أمر ينبغي أن يقوم به المسلمون إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10].. {مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى }.

وإن المسلمين لواثقون بوعد لله، وواثقون بنصر الله وأنه ناصر دينه، ومعلٍ كلمته، ومعز أولياءه، ولكنه يبتلي عباده بالنعم، ويبتليهم بالنقم لعلهم يراجعون ربهم، ويتوبون إليه، فتوبوا إلى ربكم -أيها الإخوة- جِدوا في إصلاح أنفسكم، التزموا بدينكم، ارضوا بما قضاه الله وقدَّره، واسعوا بالعناية بأنفسكم حماية لها، ولأسركم، ولمجتمعاتكم، ولدينكم، ولأمتكم الإسلامية جمعاء؛ لتكونوا أعضاء صالحين، ولبنات قوية في بناء المجتمع المسلم.

نسأل الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهيئ لأمة الإسلام من أمرها رشداً، ونسأله أن يعزها بالإسلام، وأن يحفظها بالإسلام، وأن يقيها من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يكبس من أراد أن يعكر صفو أمن المجتمعات الإسلامية، أن يكبس جهوده ومخططاته، وأن يجعل كيده في نحره، وأن يكفي بلاد المسلمين عدوان الغاشمين وتربص المتربصين إنه جواد كريم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

رسالة عمر إلى سعد بن أبي وقاص

الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله أعز جنده، ونصر كلمته، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، داعية السلام، ورافع لواء المحبة والوئام، والداعي إلى دار السلام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الإخوة في الله: اتقوا الله جل وعلا حق تقواه، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمعه ويراه، من حفظ حدود الله؛ حفظه الله جل وعلا، ومن نصر دين الله؛ نصره الله سبحانه وتعالى.

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمير جيشه سعد بن أبي وقاص ، فقال: [[أما بعد: فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العُدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الناس أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذاك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، فاعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا: إن عدونا شر منا فلن يُسلط علينا، فرب قوم سُلط عليهم شر منهم، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم ]].

أيها الإخوة في الله! هذه رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي رسالة تمر عبر القرون، وتصل إلى أحداث المسلمين المتأخرة، فما عليهم إلا أن ينصروا دين الله، وما على قادتهم إلا أن يجتمعوا على الحق ويسعوا إليه، ويجدوا في الإصلاح بين المسلمين، أسوة بما تقوم به هذه البلاد المباركة، وولاة أمرها حفظهم الله، وعلى المسلمين جميعاً أن ينصروا دين الله، ويعلوا كلمته، فلهم من رحاب البيت العتيق، ومن جوار الكعبة المشرفة دعواتنا بملء أفواهنا وحناجرنا، ومن أعماق قلوبنا، أن يجمع الله قلوبهم على الحق، وأن يكلل مساعيهم بالنجاح والتوفيق، وأن ينصرهم على أعدائهم، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما يحبه ويرضاه، ليعيدوا الحق إلى نصابه: وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ [إبراهيم:20] بارك الله مساعيهم، وبارك في جهودهم في جمع كلمة المسلمين، وفي تحقيق الخير للأمة الإسلامية، سدد الله خطاهم وأعانهم على شئون دينهم ودنياهم.

هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير الورى، والسراج المنير، والهادي البشير، كما أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء المسلمين يا رب العالمين! اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وأراد دولتنا وأراد المسلمين بسوء في كل مكان فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين!

اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.

اللهم وفق قادة المسلمين إلى تطبيق شرعك، والاجتماع على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، والسعي في إصلاح أحوال المسلمين يا رب العالمين.

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم فرج هم المهمومين من إخواننا المسلمين، ونفس كرب المكروبين، ورد الغائبين إلى بلادهم يا رب العالمين.

اللهم أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارزقنا عند حدوث الفتن التمسك بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

هذا وإن عليكم -أيها المسلمون- أن ترفعوا أكُفَّ الضراعة إلى الله، وتلهجوا بالدعاء أبداً ودائماً، فإن سلاح الدعاء سلاح عظيم ينصر الله به المسلمين، فارفعوا أيديكم لنصرة المسلمين، وأن يحقق الله أمن الآمنين، إنه جواد كريم.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الأمن في الإيمان للشيخ : عبد الرحمن السديس

https://audio.islamweb.net