إسلام ويب

لا يقبل الحق ويذعن إليه إلا من وفقه الله من أهل القلوب الحية والبصائر النيرة، الذين أسهروا ليلهم في عبادة الله، وقطعوا نهارهم في صيام الهواجر، طلباً لما عند الله من الفضل والكرامة، وخوفاً من عذابه وناره، فأعد لهم الله عز وجل لقاء ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

تفسير قوله تعالى: (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً...)

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:15-17].

معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! لما ذكر تعالى في الآيات السابقة التي تدارسناها بالأمس جزاء المجرمين والمشركين والكافرين والفاسقين والفاجرين ذكر هنا جزاء المؤمنين الصالحين، فقال تعالى: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا [السجدة:15]، أي: المنزلة على رسولنا، وهي القرآن الكريم الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا [السجدة:15].

السجدات في القرآن الكريم وأحكامها

اعلموا أن السجدات في القرآن صنفان: صنف مؤكد كالواجب، وصنف مختلف فيه، وأن المؤمن إذا كان يتلو القرآن الكريم سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة وانتهى إلى السجدة ينبغي أن يسجد، وإذا كان يستمع قارئاً يقرأ كلام الله فإذا سجد القارئ تعين عليه أن يسجد معه، وإذا لم يسجد القارئ لم يسجد؛ لأنه تابع له كالمأموم، فإذا سجد الإمام سجد معه، فإذا سجد فإنه يسبح الله تعالى بقوله: سبحان ربي الأعلى وبحمده، أو بما ورد عن داود عليه السلام، فإنه كان إذا خر ساجداً قال: ( سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، أو ( اللهم اكتب لي بها أجراً، وارفع بها ذكراً، وحط عني بها وزراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك ورسولك داود ) وعبادك الصالحين. وبعض أهل العلم من السلف يقول: لو ركع ولم يسجد أجزأه ذلك، واستدلوا بقول الله تعالى في داود: وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [ص:24]، أي: رجع إلى ربه لما زلت القدم في القضية، وحكم بما لا ينبغي أن يحكم به، فعاد إلى الله تائباً، وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ [ص:24]. فلو ركع -والركوع أيضاً سجود- أجزأه ذلك، ولكن الأفضل أن يسجد على جبهته وأنفه في الأرض. هذا هو السجود.

المؤمنون إذا ذكروا بآيات الله يخرون له ساجدين

قال تعالى: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا [السجدة:15]، أي: القرآنية المنزلة على رسولنا، وبآيتنا الكونية الدالة على وجودنا وقدرتنا وعلمنا وحكمتنا والمستوجبة لعبادتنا وحدنا هم المؤمنون الصادقون. فهم إذا سمعوا الآيات القرآنية أو الكونية خروا لله سجداً، فلا يعظهم واعظ؛ أو يتلو عليهم تال إلا خروا لله ساجدين خاضعين لله، سواء كان هذا الواعظ نبياً أو عالماً، أو واحداً منهم، فهم لا يستكبرون. اللهم اجعلنا منهم.

تفسير قوله تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ...)

قال تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]. ذكر القرطبي وابن جرير الطبري عن الصحابة والسلف الصالح بأن الذين تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16] هم الذين إذا صلوا المغرب لا ينامون حتى يصلوا عشر ركعات. وهذه الفرصة لولا الدرس يربطنا بين المغرب والعشاء لصليناها عشراً. وقد كان المشركون إذا غابت الشمس ناموا، وكان علي يصلي ست ركعات، فقد كانوا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]، أي: تتباعد عن المضاجع، يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]. وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ( من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة كأنما قام الليل كله ). فلنحافظ على هاتين الصلاتين العشاء والصبح مع المؤمنين في بيوت ربنا سبحانه تعالى؛ لنصبح من الذين قال تعالى فيهم: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]. فلولا أنك تركت النوم لما قمت وصليت الصبح، ولكنك تركت فراشك وقمت مع الأذان أو قبله، والعشاء وقت نوم فإذا لم تنم وصليت العشاء فقد تجافيت عن فراشك، ولم تنم عليه.

وقوله: عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]، أي: الفرش، جمع مضجع حيث يضطجع.

فمن استطاع أن يصلي بين المغرب والعشاء في خفية بعيداً عن أعين الناس فليفعل، فقد ورد الحديث في فضل ذلك، وأنه ممن تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]. وقد كان الكافرون في ذلك الزمان قبل وجود الكهرباء وهذه الملاهي ينامون بعد صلاة المغرب مباشرة ولا يصلون، بل إذا غابت الشمس تعشوا وناموا. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن من صلى العشاء في جماعة ؛كأنما قام نصف الليل ) لله تعالى، والصبح أكثر من العشاء؛ لأن وقتها أصعب، فقد قال: ( ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ). فلنقم الليل كله ونصفه، ونتهجد ما شاء الله أن نتهجد.

معنى قوله تعالى: (يدعون ربهم خوفاً وطمعاً)

قال تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]، أي: في أثناء الذكر والتلاوة والسجود يدعون ربهم عز وجل خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]. فيدعونه خائفين من عذاب النار، فيستعيذون بالله منها، ويسألونه النجاة منها، ويطمعون في رحمته، وهي الجنة، فيسألون الله مواكبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار السلام. فهذا حالهم في سجودهم وصلاتهم وتلاوتهم كتاب الله، فهم يدعونه تعالى خائفين طامعين، خوفاً من عذاب الله، وطمعاً في رحمة الله. والعذاب: هو عذاب النار، والعياذ بالله، والرحمة: هي الجنة دار السلام.

معنى قوله تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)

من صفات المؤمنين وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة:16]. والزكاة هي أول ما يدخل في هذا.

قوله: إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ [السجدة:15]. فهم لا يعرفون الكبر أبداً، ولن يكون وصفاً لهم، بل هم دائماً متواضعون متطامنون، ليس فيهم كبرياء ولا غلو ولا عتو.

ثم قال: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ [السجدة:16] وتتباعد، جمع جنب. عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16]، أي: عن الفرش، ولا ينامون من المغرب إلى الضحى، بل ينامون وقتاً ويقومون وقتاً، ويصلون المغرب والعشاء، ويصلون الصبح في جماعة، ويتهجدون ما شاء الله أن يتهجدوا.

مكانة الدعاء في الإسلام

إن ( الدعاء مخ العبادة ). ( والدعاء هو العبادة ). لأن الداعي يقرر معنى لا إله إلا الله، وكثيراً ما ترفع يديك فيدل ذلك على أنك رفعت يديك إلى ربك، وأنه فوق سماواته فوق عرشه، وأنك لم تر في الكون من يعطيك أو يستجيب لك غيره، وعلمت أنه يسمع صوتك، وعلمت أنه يقدر على قضاء حاجتك غيره؛ فناديته يا رب! فلهذا العبادة هي الدعاء.

ومن هنا من دعا غير الله كفر وأشرك، ولم يؤمن بالله، واحذروا مما توارثناه جيلاً عن جيل من عوامنا وجهالنا الذين يدعون يا رسول الله! .. يا فاطمة ! .. يا حسين ! .. يا فلان! فهذا والله شرك وكفر.

والدعاء هو العبادة ؛ لأن العبادة هي الذل والمسكنة بين يدي الله بطاعته، والداعي يحصل منه التذلل عندما يقول: يا رب! يا رب!.

وقد عرف الداعي أن ربه فوقه فوق سماواته وفوق عرشه، لا كما يقول المضللون والضالون هو في كل مكان، بل هو على عرشه.

وقد عرف أن الله يراه، فلهذا رفع كفيه إليه، وعلم أن الله يسمع نداءه، فناداه: يا رب! يا رب! وعلم أن الله يقدر على إعطائه حاجته فقال: يا رب! أعطني. فلهذا الدعاء هو العبادة، وورد في الحديث: ( الدعاء مخ العبادة ).

وإذا نزع المخ من الإنسان مات، والعبادة إذا نزع منها الدعاء تبق عبادة لا تنفع.

وقوله خَوْفًا وَطَمَعًا ، أي: خائفين من عقابه وعذابه في جهنم، وطامعون في رحمته وعطائه، وفضله وإحسانه، فهذه حالهم يدعون ربهم بين الخوف والطمع.

ثم قال: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [السجدة:16]. فهم ينفقون أولاً: الزكاة .

ثانياً: إذا رزقك الله عقلاً فانفع به غيرك، وإذا رزقك الله علماً فانفع به سواك، وإذا رزقك الله جاهاً أو دولة فانفع به من يحتاج إليه، وإذا رزقك الله قوة ووجدت مؤمناً لا يستطيع أن يحمل كيساً فاحمله معه، المهم أن تنفق مما رزقك الله.

تفسير قوله تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)

لا تعلم نفس من الملائكة ولا من البشر ما أعد الله لهم وهيأ لهم من نعيم مقيم، وفي الحديث الصحيح يقول تعالى: ( أعددت لعبادي الصالحين ). وأعددت: أي: هيأت وأحضرت لعبادي الصالحين ( ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ). وقد ذكر القرطبي والمفسرون العجب في ذاك النعيم الذي أخبر تعالى عنه، اللهم اجعلنا من أهله. ( أعددت لعبادي الصالحين ). والصالحون: هم ضد المفسدون، وهم الذين أصلحوا أنفسهم، فزكوها وطيبوها وطهروها بعبادة الله تعالى وطاعته بعد الإيمان به والتوكل عليه.

وقوله: ( ما لا عين رأت )، أي: ما لم تره عين إنسان قط، ولا سمعه بأذنه قط، ولا خطر على قلب إنسان قط، وذلك النعيم في الفردوس الأعلى. اللهم اجعلنا من أهله.

ثم قال تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17]. لقد أعد لهم هذا النعيم جزاءاً على عملهم، فقد كانوا صائمين قائمين، متهجدين مجاهدين، مرابطين ذاكرين شاكرين طول حياتهم.

والصالحات يا عباد الله! هي هذه العبادات التي نزل بها القرآن، وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم من إقام الصلاة والحج إلى بيت الله، والرباط والجهاد في سبيل الله، وقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. فهذه العبادات هي العمل الصالح، وعاملوها هم الصالحون.

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات

قال: [ هداية الآيات ] الآن مع هداية الآيات:

[ من هداية الآيات:

أولاً: فضيلة التسبيح في الصلاة وهو: سبحان ربي العظيم في الركوع، وسبحان ربي الأعلى في السجود ] فنقول في الركوع: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات، أو خمس مرات، أو سبع مرات ، أو تسع مرات، وهكذا، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً أو خمساً، أو سبعاً أو تسعاً، أو إحدى عشرة. وقد دلت عليه هذه الآية وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [السجدة:15].

[ ثانياً: ذم الاستكبار وأهله ومدح التواضع لله وأهله ] ففيها ذم الاستكبار والتكبر، والثناء على المتواضعين الطاهرين الطيبين. والاستكبار من صفات الكافرين المعرضين عن ذكر الله، وأما المؤمنون الصالحون فليسوا متكبرين، فهم يجلسون مع الفقراء والمساكين، ويأكلون معهم، ويسلمون عليهم، ويقضون حاجتهم، ولا ينطقون بكلمة سوء ولا بصوت عالٍ. فهذا التواضع من صفات أولياء الله. جعلنا الله وإياكم منهم.

[ ثالثاً: فضيلة قيام الليل، وهو المعروف بالتهجد، والدعاء خوفاً وطمعاً ] والتهجد هو القيام للصلاة في آخر الليل أو في أوله. وقد قلت لكم: إن ما بين المغرب والعشاء يسمى تهجداً، وصلاة الصبح في جماعة تهجد؛ لأنك قمت من فراشك، والفاسقون والكافرون لا يقومون الفجر أبداً، وإنما يقومون الضحى أو الساعة التاسعة. جعلنا الله وإياكم من أهل التهجد.

قال الشيخ في النهر غفر الله له ولنا ولوالدينا أجمعين: [ روى الترمذي بسند صحيح عن معاذ بن جبل قال: ( قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ) ] ومن دخل الجنة فقد تباعد عن النار [ ( قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ) ] اللهم يسره لنا وأعنا عليه [ ( تعبد الله لا تشرك به شيئاً ) ] فأولاً: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، لا في الدعاء، ولا في السجود ولا الركوع، ولا غيرها، بل تخص العبادة بربك تعالى [ ( وتقيم الصلاة ) ] إقامة كاملة دائمة [ ( وتؤتي الزكاة ) ] المفروضة من مالك [ ( وتصوم رمضان، وتحج البيت. ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة ) ] أي: وقاية من الذنوب والآثام ووقاية من النار [ ( والصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار ) ] فإذا صببت الماء على النار فإنها تنطفئ، وكذلك الصدقة حين تتصدق بها لوجه الله تطفئ خطاياك وذنوبك [ ( وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ [السجدة:16] الآية ) ] هذا هو الشاهد.

[ رابعاً : بشرى المؤمنين الصادقين من ذوي الصفات المذكورة في الآيات، وهو أنه تعالى أعد لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، كما جاء في الحديث: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ) ] وإنا لنرجو من ربنا ألا يخيبنا، وأن يجمعنا مع أوليائه وصالحي عباده في مواكب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة السجدة (4) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net