إسلام ويب

الشرك ظلم عظيم، وقد حذر الله عباده من الوقوع في الشرك؛ لأنه نقيض التوحيد، فما من عبد مؤمن صادق الإيمان يشرك مع الله في دعائه وسؤاله احداً غيره، وهذا فعل أهل الجاهلية الذين كانوا يدعون أصنامهم وأوثانهم لتقربهم إلى الله زلفاً، ومع ذلك لم يقبل الله عز وجل ذلك منهم؛ لأنه سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك.

تفسير قوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ...)

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

ثم أما بعد:

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!

إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، والليلتين بعدها ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال فداه أبي وأمي وصلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله؛ يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).

وأخرى، تلك الفضيلة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: ( من أتى هذا المسجد لا يأتيه إلا لخير يعلمه أو يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ).

وها نحن مع سورة النساء ومع هذه الآية الكريمة، تلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء:36].

هذه الآية تعرف بآية الحقوق العشرة، ولا إخال مؤمناً لا يجتهد في حفظها، عشرة حقوق لا بد من حفظها والقيام بها، هيا نكرر تلاوتها رجاء أن نحفظها: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء:36].

الحث على عبادة الله

هيا نتدارسها، قوله جل ذكره: وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36]، من الآمر؟

إنه الله جل وعلا، لقد تقدم من أول السورة، قوله: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1]، وهو يذكر في الأوامر والنواهي والواجبات والحقوق، وكانت متعلقة بنا اجتماعياً.

أولاً: تذكرون أن أموال اليتامى محرمة، وأن السفيه لا يعطى ماله حتى يرشد، وأن الله قسم مال التركة قسمة لا تضاهيها قسمة؛ إذ الله أعدل وأرحم، وحرم علينا المناكح المحرمة، إحدى وعشرين مسألة، سبعاً من الرضاع، وسبعاً من النسب، وسبعاً من المصاهرة.

وحرم علينا أيضاً إيذاء المؤمنات، وأعطانا تعاليم لإصلاحهن إن كن زوجات، وآخر ما علمنا إذا حصل نشوز أن يتدخل أولو البصيرة والمعرفة من أقرباء الزوجة والزوج، ويعملان على إذهاب ذلك النشوز، وعلى إصلاح الشقاق. والآن عطف على تلك التعاليم قوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36].

أولاً: من هو الله؟

لا بد من معرفته، كيف تعبد من لا تعرفه؟ لا بد من المعرفة، والشيء يعرف بماذا؟ بأسمائه وصفاته وأفعاله، شخص في طوكيو، عرفته كيف؟ اسمه: عثمان، يسمع ويبصر، حاذق، لبيب، صانع كذا، بصفاته عرفته، هل عرفته بذاته؟ لا. بل عرفته بأسمائه وصفاته، وهل لا بد من معرفة الذات حتى تعرف الشخص؟ أيعقل هذا الكلام؟ أوما فهمتم؟ شخص في السويد، اسمه: صالح، لو أخبرت عنه تقول: عرفني به، يقول: إنه شخص كريم، رحيم، ذكي، ذو علم وبصيرة وشرف، قوي، أبوه اسمه: كذا، تعرفونه بالصفات، أو لا؟ أو حتى ترى ذاته؟ إلا إذا انمسخت البشرية.

فالله عز وجل عرفنا بأنه خالق هذه العوالم كلها، وأنه الذي رفع السماء بغير عمد، وبسط الأرض، وعلى الماء جمدت الأرض، وخلق كل ما في العوالم كلها؛ إذ لم يرفع مخلوق يده وقال: أنا خالق الكوكب الفلاني، أو أنا خلقت الإقليم الفلاني، وكل الخليقة طأطأت رأسها، من الخالق؟

إنه الله. ولا بد من وجوده، أيوجد المخلوق بدون خالق؟! إذاً: فقدنا عقولنا، وأصبحنا مجانين.

أبسط من هذا: هذا القلم من يستطيع أن يأتي بالمنطق والذوق والعقل والفطرة و.. و.. ويقول: هذا القلم والله ما وضعه أحد هنا، هذا وجد من نفسه، في أحد؟ لا.

إذاً: وكوكب الشمس الذي هو أكبر من الأرض بمليون ونصف، ما أوجده أحد؟ قلم ما تسلم أنه وجد بدون موجد، والكواكب والسماوات والأرضون، وأنت تعرف ما ادعى وجودها كائن أبداً سوى الله، فلهذا معرفة الله ضرورية واضطرارية.

هذا الله الذي وهبك عقلك وسمعك وبصرك، وحياتك، وأمك وأباك، وهذه الحياة كلها، ما اسمه؟ الله. هل له اسم غير الله؟ تسعة وتسعون اسماً، وصفاته من أسمائه.

هذا الله الذي عرفناه أمرنا أن نعبده، وقال: وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36]، هيا نعبد الله، بم نعبده؟ كيف نعبده؟ وفي أي مكان وفي أي زمان نعبده؟ آمنا بأنه أمرنا أن نعبده، لكن كيف نعبده؟

الجواب: تعلموا، اسألوا أهل العلم كيف يعبد الله، وبم يعبد، ويجب أن تسأل وتتعلم حتى تعبد الله فتطيعه في أمره لك بقوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36]، فمن هنا معرفة الله أولاً، ثم طاعته ثانياً، يطاع في ماذا؟ فيما يأمر باعتقاده أو قوله أو فعله، كما يطاع فيما نهى عنه وحرمه من اعتقاد باطل أو قول سيئ أو عمل فاسد، وعلى كل مؤمن ومؤمنة أن يعرف أوامر الله ونواهيه، وإن ركب رأسه وقال: لست في حاجة إلى هذه! فمصيره الخسران المبين، يقضي أيامه هذه، ثم ينتقل إلى عالم الشقاء ليخلد فيه أبداً، يفقد فيه كل طعم للحياة.

إذاً: يجب أن نعرف بم يعبد الله أو لا؟

اذكروا لنا بعض عباداته؟ من أبرزها: الصلاة؛ لأن الصلاة عبارة عن مناجاة الإله في أماكن طاهرة، تتحدث معه، تعرض حاجاتك، وتدلي بأهدافك وأغراضك، تسبحه وتكبره وتعظمه في أوقات معينة.. خمسة أوقات في الأربع والعشرين ساعة، وأنت طاهر كامل الطهر، وفي مكان طاهر تلتقي بمولاك، وأنت بين يديه وقد نصب وجهه لك، وهو والله يراك أكثر مما ترى نفسك أنت، ويسمع كلامك، جهرت به أو أسررت، فالذي لا يقيم الصلاة ما آمن بالله ولا عرف الله.. الذي ما يقيم الصلاة ما عبد الله، فإن قال: أنا أصوم رمضان في العام. يصوم شهراً وينقطع. قال: أنا أحج في الدهر. حج مرة، لو كان الإسلام فقط هكذا كل الناس يسلمون، اليهود، النصارى، ما يصوم شهراً في السنة؟ يصوم، يحج مرة بيت الله، لكن مظهر العبادة الحق إقام الصلاة؛ فلهذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفر تارك الصلاة، فقال: ( من تركها فقد كفر ).

الآن المقيمون للصلاة الذين يأتونها في بيوت ربهم مع أوليائه ويخشعون فيها، ويبكون ويتضرعون، وكلهم شعور وأحاسيس أنهم مع ربهم، خمس مرات، خمس ساعات في الأربعة والعشرين ساعة، هؤلاء بحق عبدوا الله أو لا؟ بلى.

والذين يهجرون المساجد بيوت الله، وينقطعون عنها ما عبدوا الله.

وخلاصة القول: أن الله يعبد بما أحب وندب إليه، سواء بالقول كلا إله إلا الله، سبحان الله، والحمد لله، الله أكبر، أو كان بالصلاة ركوعاً وسجوداً، أو كان بالجهاد في سبيله مالاً وبدناً .. المهم: إذا أمر الله باعتقاد عقيدة أو أمر بقول أن تقول، أو بفعل أن تفعل يجب أن تفعل، فإن عجزت قل: هذه طاقتي يا رب! وأنت لا تكلف نفساً إلا وسعها، فاعف عني ولا تؤاخذني.

والله يكره كلاماً كثيراً، وصوراً عجيبة، وأعمالاً يكرهها ويبغضها ويبغض أهلها، يجب على المؤمن أن يعرفها وعلى رأسها: الكذب، الغش، الخداع، الزنا، الربا، أذية المؤمنين على اختلافها، وما أكثر ما نهى الله عنه.

وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36]، أي: بطاعته، مع حبه وتعظيمه، مع الذلة له والصغار بين يديه، لا تصل وأنت تتعنتر، لا بد أن تكون منكسراً، ليناً، ذليلاً بين يديه، وكذا الحال إذا سألته، إذا طلبته، لا تقل: أعطني.

العبادة: طاعة الله، بفعل ما أمر وترك ما ينهى مع التعظيم والذل الانكسار بين يديه.

معشر المؤمنين والمؤمنات! عرفتم بم يعبد الله؟

بما أحب أن يعبد به، أين توجد محبوباته؟ في الكتاب، الآن معنا عشرة في كتابه، وما لم نفهمه من كتابه نرجع إلى رسوله؛ إذ هو الذي أمره بالبيان والتبيين، والسنة مبينة موضحة لكل عبادة يعبد الله تعالى بها، مبينة للوقت وللكيفية والكمية والعدد، فعلى الذين دخلوا في الإسلام بكلمة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، أن يعرفوا ما يعبدون به الله فعلاً وتركاً ويعبدونه به، وإلا لا نجاة ولا سلامة.

وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء:36]، هذا أمره أو لا؟ من قال: لا. ارتد، كفر، هلك، ومن قال: سمعاً وطاعة، نعبد الله بما شرع لنا أن نعبده به، ويأخذ أول شيء: يغتسل من جنابته، ثم يصلي، وهكذا..

التحذير من الإشراك بالله

وقوله: وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]، الأول أمر، وهذا نهي، ومن هنا عرفنا أن العبادة تدور على الأمر والنهي، الأمر يفعل والنهي يترك ويجتنب، وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36].

وهنا معشر المستمعين والمستمعات! تذكرون أن العرب في جاهليتهم كانوا مؤمنين بالله، والله العظيم! ما كانوا بلاشفة حمراً شيوعيين ولا علمانيين، ولكن كانوا يؤمنون بالله ويشركون به غيره، والدليل: أنهم كانوا يحجون إلى بيت الله، ويطوفون به، ومن تتبع أيمانهم يجد جلها وأكثرها أنهم يحلفون بالله، وقلَّ ما يحلفون باللات والعزى، أكثرهم يحلف بالله تعالى، وينذرون النذور لله عز وجل.

إذاً: فما هو الشرك الذي حرمهم من رضا الله وجواره في الجنة إن ماتوا عليه؟ ما هو الشرك الذي أمر الله رسوله أن يقاتلهم من أجله حتى يتخلوا عنه، ويبتعدوا منه؟ لأنه في الحقيقة ظلم من أفظع أنواع الظلم، نعم. الشرك ظلم والمشرك ظالم.

ما وجه ذلك يا شيخ؟ اسمع يا عبد الله! الله جل جلاله، وعظم سلطانه، أراد أن يعبد بالذكر والشكر، فهيأ هذه الأرض، وأعدها إعداد النزل، والفندق، ثم خلق آدم بيديه، ونفخ فيه من روحه، وخلق أنثاه حواء من جنبه، وأهبطهما وبارك في نسلهما فأصبحوا الآلاف والملايين، لم فعل هذا؟ من أجل أن يعبد، من أجل أن يذكر ويشكر، ثم هذا الذي أنزله من السماء، وأكرمه في الأرض، هذا يجب أن يعترف بحق الله عليه، أطعمه، سقاه، رباه، كلأه، حفظه، علمه، بصره، سخر كل شيء في الأرض له من أجل أن يعبده، فإذا لم يعبده بالمرة، ماذا تقولون فيه؟ كافر ملعون لا خير فيه لأحد من الناس، إذا كفر خالقه ومنع حق مولاه لا خير فيه، وإذا كان يعبد معه غيره، وما يعبد الله به يعبد به إلهاً غير الله، هذا أشرك أو لا؟ أشرك، وظلم؛ لأن هذه العبادة حق الله، استحقها بخلقه لك، وخلق كل شيء من أجلك، فإذا أنت صرفتها لغيره ظلمت.

ولهذا قصة في القرآن الكريم، كان فيمن قبلنا عبد صالح يقال له: لقمان من بلاد الحبش أو السودان، هذا العبد الصالح كان على عهد داود عليه السلام، عندما كان داود عليه السلام ملكاً، قص الله تعالى علينا حادثة من أحداثه، وأنه أحضر ولده بين يديه، وأخذ يعلمه، يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]، هذا لقمان النوبي الحبشي يقول لطفله وهو بين يديه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان:17-18].. يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ [لقمان:16]، لما وصل إلى هذه الكلمة فقد طفله هكذا.. مات بين يديه، من شدة الوعظ.

إذاً: من جملة ما كان في هذا الوعظ: يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ [لقمان:13]، لم يا أبتاه؟ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]. من منكم يعرف معنى الظلم هنا؟ الظلم: وضع الشيء في غير موضعه، والعبادة حق من؟ الله. من خلق ورزق؟ الله. من أجل أن تعبده خلقك ورزقك فتعبد غيره بتلك العبادة، أي ظلم أعظم من هذا الظلم؟! وإن ظلمت إبراهيم أو خديجة ممكن، لكن أن تظلم ربك تأخذ حقه يا عاجز ولا تبال، وتلتفت إلى غيره وتعرض عنه.

ومن هنا كانت التعاليم تقول لنا: كل الذنوب محطوطة في ملف تحت النظر، ومن الجائز أن يغفرها الرب تعالى، إلا الشرك فإنه لا ينظر فيه أبداً، من مات على الشرك لن يدخل الجنة، وإن صام وصلى وجاهد في سبيل الله، وفي ذلك آيتان كريمتان من سورة النساء المباركة:

الأولى: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء:48].

والأخرى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا [النساء:116]، وليس هذا مع نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم، ها هو عيسى في بيت لحم أو في مدينة القدس، يعظ بني إسرائيل، واسمع ما سجل الله له من سورة المائدة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، هذه كلمة من؟ محمد بن عبد الوهاب ؟ كلمة عيسى، وبيننا وبينه خمسمائة وسبعين سنة، قالها في من؟ في بني عمنا، بني إسرائيل اليهود، وقد أرسل إليهم وهو خاتم أنبيائهم، هل هذا اللفظ فيه التباس، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ [المائدة:72]، (مَن) من ألفظ العموم، ذكر، أنثى، عربي، عجمي، فقير، غني، مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ [المائدة:72]، أي: يعبد معه غيره، ويصرف عبادة الله لغيره، فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ [المائدة:72]، ما معنى حرمها عليه؟ لا يدخلها، وإذا لم يدخل الجنة أين يعيش؟ في النار، وما هناك إلا عالم علوي وآخر سفلي، الجنة والنار، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].

المشركون ظالمون! إي والله، بدلاً من أن تذكر الله تذكر فلاناً، بدلاً من أن تركع لله تركع لفلان، بدلاً من أن تحب الله تحب فلاناً، أيُّ شرك أعظم من هذا؟ هذا هو الظلم، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].

يروي لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم قول الله تبارك وتعالى: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )، لو تذبح ألف بعير وواحد منها لسيدي عبد القادر كلها باطلة، تكسو ألف حلة لألف فقير، إلا حلة تقول: هذه لسيدي البدوي بطل كل ذلك، لم؟ لأن الله غني، ما دمت التفت إلى غيره، وأعطيته معه ما هو في حاجة إلى حللك ولا إلى جمالك وبعيرك أبداً، إما أن تخصه وحده أو اذهب وما تريد، ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ).

صور من شرك العرب في الجاهلية

وفي أيام الجهل كان الرجل يأتي عندنا في الحي، في القرية، يغرس مائة نخلة، يقول: هذه نخل سيدي عبد القادر ، ولا يجعل لله نخلة والله العظيم، يأتي يغرس الزيتون، المائة شجرة، وهذه شجرة سيدي مبروك أو سيدي أحمد والله ما يجعل لله شيئاً أبداً، من أين حصل هذا؟

يا معشر المستمعين! أنتم على علم مما أقول؟

يشتري قطيعاً من الغنم، الشتاء فيه أمطار، في الربيع يشتري خمسين نعجة حتى تلد ويغنم منها ويربح، يقول: هذه النعجة لسيدي فلان، لم؟ ليحفظها، لتبارك وتنمو، كما يقول صاحب النخل والزيتون، كيف عرفوا هذا؟ هذا موجود في القرآن؟ في السنة؟ في الفقه؟ هذا يمليه عليهم أبو مرة لعنة الله عليه، من أبو مرة؟ إبليس يكنّى بأبي مرة بإجماع المسلمين لا تشك فيه، لقد علم هذا العرب في الجاهلية قبل الإسلام، وجعلهم إذا غرسوا غرساً يجعلون منه للآلهة، وإذا اشتروا القطيع من الماعز أو الغنم كذلك، وإذا حرثوا كذلك، أين ورد هذا؟ ورد في سورة الأنعام، واسمعوا أتلوا عليكم الآية، وتأملوا! قال تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام:136]، قبح الله هذا الحكم أو لا؟ فتأملوا! وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ [الأنعام:136]، ما معنى: (ذَرَأَ)؟ خلق، ومنه الذرية، ذرأ خلق، وجعلوا لله تعالى مما خلق، مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا [الأنعام:136]، (الْحَرْثِ) ماذا؟ نخل، زيتون، زرع، كل ما يحرث ويزرع، (وَالأَنْعَامِ) ما هي؟ الإبل، البقر، الغنم، جعلوا لله منها نصيباً. الحمد لله، عرفوا الله أحسن منا، بالفطرة قل: هذه نخلة مولاي خالقي، وهذا للعزى، والعيب الذي أصابهم: أنهم إذا نخلة الله أطلعت وأثمرت، ونخلة العزى هذا العام ما أنتجت يأخذون حق الله ويعطونه للعزى، يقولون: الله غني ليس في حاجة. هذه الناقة ناقة اللات، وهذه الناقة ناقة الله، إذا ناقة الله ما أنتجت، وناقة اللات ما أنتجت، ما يأخذون، يقولون: الله ما هو في حاجة إلى هذا، أما إذا ناقته ما أنتجت يأتون بحق الله ويعطونه إياها، واسمع الآية: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا [الأنعام:136]، حظ أو لا؟ فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ [الأنعام:136]؛ لأن الله ما أمر بهذا ولا أوحاه إليهم، بزعمهم وكذبهم، هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ [الأنعام:136]، أبداً ما يتحول إلى الله، وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام:136]، قبح هذا لحكم.

ولما دخل الناس في الإسلام، ثم بعد ذلك فقدوا نور القرآن، وهداية محمد صلى الله عليه وسلم، وغشاهم الجهل وغطاهم، جاء إبليس وأعادهم إلى ما كان عليه أجدادهم، إلا أن هناك فضيلة عند المشركين حرم منها المؤمنون، ما هي؟ ما بينت لكم؟

يغرس البستان ما يقول: هذه النخلة لله، يقول: هذه النخلة لسيدي عبد القادر ، يحرث هذا الفدان لمن؟ لسيدي أحمد البدوي ما يجعل آخر لله، وهذا عيب كبير، أما المشركون فيجعلون لله وللآلهة، وعيبهم أنهم جعلوا لله ما لم يأمر الله به فكذبوا على الله.

وثانياً: لما ما ينتج الذي للآلهة وينتج الذي لله، يحولونه بحجة أن الله ما هو بحاجة إلى هذا.

عاشت أمتكم قرابة ثمانمائة عام، والعالم الإسلامي كله في هذا النوع، وأهل العلم بعيدون عن هذا، لكن ما ينكرون ولا يفهمون، والحمد لله أن فتح الله علينا، وعرفنا الطريق إلى الله.

يروى أن أحد أحبار بني إسرائيل حدث له حادث فألقي القبض عليه، وغلل بالأغلال وبات ينتظر موته، فجاءه أبو مرة وقال له: تريد أن تطلق؟ قال: نعم، قال: اركع أمامي، قال: كيف أركع وأنا مغلل بالأغلال؟ قال: برأسك، فاستجاب، وركع له برأسه فكفر، وأشرك بالله وهلك، فقال الله عنه: كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [الحشر:16].

من أنواع الشرك

نبدأ نستعرض أنواع الشرك، واحفظوا، ومن شك لا يسأل الجهال، بل يسأل أهل العلم.

أولاً: نبدأ بالانحناء بالركوع، هذا الركوع لله، هو الذي تنحني له الجباه، فمن ركع تعظيماً لميت أو حي فقد أشركه مع الله، تسلم على أميرك على مليكك على قائدك وأنت رافع رأسك، أما أن تركع لا، الركوع لله، عرفتم هذه.

ومن مظاهر هذا الركوع، في لعبة رياضية (الكاراتيه) ينسبونها إلى الفلبينيين أو غيرهم، لما يفرغون منها يركعون كلهم للرئيس ركوعاً كاملاً رأيناهم.. هم كفار مجوس شأنهم، أما أبناء الإسلام وأولاد المسلمين يركعون لغير الله في هذه الألاعيب نهيناهم عن الانحناء للملك، للسلطان الذي يملك، ونسمح به للهو الباطل، إن شاء الله ماتت هذه، أو ربما ما زالت توجد بقلة في العالم الإسلامي، فعلموهم أنها من الشرك والعياذ بالله.

ثانياً: السجود، وضع الجبهة على الأرض، كان العرب وكان الجاهل وأهل الجاهلية يعظمون من يعظمون بالسجود، وأرادوا أن يسجدوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فرفض وأبى، وقال تلك القولة الخالدة: ( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد غير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها -لما يرى له عليها من حقوق وواجبات- ولكن لا سجود إلا لله رب العالمين ).

في بعض ديارنا العربية كانت بدعة عظيمة إذا جاء الزوار للضريح الفلاني، ما يأتون قائمين يأتون ركعاً وسجداً، يزحفون تعظيماً لسيدي فلان، ووالله لولا أن الله حمى هذا القبر الشريف برجال يحمونه لرأيتم العجب من الجهال والضلال، يطوفون طوافاً، لو يسمح لهم بالطواف سبعين طوفة يطوفون، ما يعرف هل هذا دين، وهذه بدعة، لأنهم ما علموا، ما عرفوا، الشياطين تدفعهم، الشياطين تزين لهم الباطل، تغريهم بما يضلهم ويبعدهم عن الله، وليس جانب من الآخر من العلماء الربانيين يعلمون ويحذرون ويبينون، فيغلب جانب الشيطان؛ لأنه ماض وقوي ويفعل. هذا الذي حصل.

ثالثاً: الدعاء، الطلب، سؤال الحاجة، إذا سألت وطلبت من يسمعك إذا قلت: يا فلان، ويراك؛ لأنك أمامه، ويقدر على أن يطيعك؛ أذن الله لك في ذلك، اسأل، لكن لا تذل وتنكسر وترتعد ويسيل لعابك كأنك أمام الله، اطلب بأدب واحترام، فلان نريد كذا، على شرط أن يكون من تدعوه يسمعك، أرأيت لو كنت تدعو أصماً! يضحك عليك الناس أو لا؟ يا فلان يا فلان.. أنت مجنون هذا ما يسمع، يسمعك ويراك أين أنت حتى يمد يده لك ويعطيك، لابد وأن قادراً على أن يعطيك، يملك ما يعطي، لو أنك تأتي إلى خربة من الخرائب ما فيها ساكن ولا شيء، وتقف أنت أمام الخرابة، يا أهل البيت! يا أهل الدار، أخوكم جائع من ثلاثة أيام مدوا يده نسألكم بالله، وتمر به أنت، ماذا تقول له؟ قل له: يا عبد الله! أنت ما لك، ما يعيش في هذه الخرابة أحد يسمعك ويعطيك، وليس فيها أكل، اسأل الذي يعطيك إذا سمع صوتك، وعرف حاجتك.

إذاً، فمن هنا: دعاء وسؤال الأضرحة وأهل القبور، سواء كانوا سادة أو دونهم، من عبد القادر الجيلاني إلى الشيخ البدوي ، فليضحك المصريون، أما سيدي عبد القادر هذا إله الأبيض والأسود، يا سيدي عبد القادر ! يسوق السيارة لما يحصل ارتجاج يا سيدي عبد القادر ، لا إله إلا الله. دعني من سيدي عبد القادر ، يا رسول الله! ما في فرق، أنت تسوق سيارة تكون خرجت بك عن الطريق وفزعت، ماذا تقول؟ يا ألله يا ألله.. يا رب، لا يا رسول الله.. يا رسول الله.. يا رسول الله.. يسمعك رسول الله؟ عالم بك وأنك في طريق ينبع؟ قادر على أن يمد يديه إليك؟ لا لا لا لا.. إذاً: ماذا ستفعل هذه؟ هل تلعب وتعبث؟ اسأل الذي يراك ويقدر على إعطائك وإنقاذك وهو معك أينما كنت، الله جل جلاله، وعظم سلطانه.

لو يفكر إخواننا المسلمون بتفكير عقلي حقيقي، والله ما بقي من يدعو الأولياء أبداً، يعرف أنه ميت لا يسمع كلامه، ولا يرى بدنه وذاته ولا يعرف حاجته، وإن فرضنا عرف، يستطيع أن يمده بشيء؟ والله ما يستطيع، من يمده؟ الله، إذاً: اتصل مباشرة بالله، لم تذهب إذاً عن الله؟ رأساً اسأل الله، هذا الدعاء وهو مخ العبادة، وهو العبادة، من سأل غير الله ممن لا يسمعه ولا يراه، ولا يقدر على إعطائه وإمداده، فقد أشرك أعظم الشرك؛ لأنه سلب صفات الله، وأعطاها لهذا المخلوق الميت، وجعله مثل الله، يسمعه ويبصره، ويراه ويقدر على إعطائه.

هذا من أعظم ما وقع فيه العالم الإسلامي، دعاء الأموات، يا سيدي فلان، يا فاطمة ، يا حسين ، يا بدوي ، يا عبد القادر يا كذا.. لا إله إلا الله.

أنا أقول على علم: انتبهوا! المرأة ممسكة بالحبل والطلق يهزها، حبلى تضع، ما في مولدة ولا قابلة، وهي يا ألله، يا رسول الله، يا رجال البلاد ... تذكر الله ومعه عشرة أسماء، من هؤلاء رجال البلاد؟ شيء يؤلم أو لا؟ آه! ما عرفت، ما علموها، لو علموها لأعلموها أنه لا يسمع صراخها ولا يقدر على إنقاذها إلا الله خالقها، أو ممرضة أو قابلة تستدعيها تعالي. لا بأس، أنقذيني يا أم فلان، آلمني الطلق؛ لأنها تسمعها وتراها وتمد يدها، أما أن تنادي ميتاً من ألف سنة وبينك وبينه عشرة آلاف كيلو متر، كيف يمكن هذا؟ في أقصى المغرب يا عبد القادر الجيلاني ، قلنا لهم: من المغرب إلى العراق كم ألف كيلو؟ أكثر من عشرة آلاف، كم بينكم؟ ألف سنة، ألف زمان وعشرة آلاف كيلو يسمعك؟ ممكن يسمع أو مستحيل؟ مستحيل أن يسمع، وإن فرضنا سمعك، ينقذك يا مغربي؟ يرد عليك دابتك؟ كل ما نقول: الحمد لله، حنانيك بعض الشر أهون من بعض.

الدعاء مقابله النذر، والنذر يسمى في بلاد المغرب عندنا العدة، الوعدة، يضمون الواو، تسمونها الوعدة أنتم أهل الحجاز أو لا؟ ما عندكم، العدة بلغة القرآن، والوعدة محرفة، وهي النذر.

تمر امرأة على ولي في تل أو جبل .. قبة، ضريح، يا سيدي فلان إذا نجحت في قضيتي نفعل لك كذا.. تنادي صاحب الضريح: إذا نجحت في الخصومة مع زوجها أو مع من يخاصمها تذبح له كذا، أو توقد له كذا شمعة، أو تأتي بكذا بخور، مواجهة هكذا، والله العظيم، النذر، العدة، الوعدة، إذا شفى الله مريضي أذبح لسيدي عبد القادر كذا.. بعضهم يوجه كلاماً رأساً لـعبد القادر والبدوي وفلان وفلان، وبعضهم لا، إذا شفى الله مريضي أفعل لك كذا وكذا، أما الله وحده لا، إن شفى الله مريضنا نذبح لك كذا.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة النساء (26) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net