إسلام ويب

أحل الله عز وجل لعباده الطيبات من الرزق، ومن ذلك أنه أحل لبني إسرائيل كل الطيبات من المطاعم والمشارب إلا ما حرمه يعقوب على نفسه لنذر سبق وأن نذره، ثم لعصيان بني إسرائيل وطغيانهم وتمردهم على شرع الله عاقبهم الله تعالى بأن حرم عليهم طيبات كانت قد أحلت لهم.

تفسير قوله تعالى: (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل ...)

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد:

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!

إننا في مثل هذا اليوم ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عندهم ) ، اللهم حقق لنا هذا الرجاء؛ إنك ولينا، ولا ولي لنا سواك.

وقد انتهى بنا الدرس ونحن في سورة آل عمران إلى هذه الآيات، وتلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:93-97].

سبب نزول قوله تعالى: (كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل ...)

معاشر المستمعين والمستمعات!

قول ربنا جل ذكره: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ ... [آل عمران:93] الآية، ما سبب نزولها؟

ما زال السياق مع أهل الكتاب! وها هم اليهود يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: أنت تدّعي أنك على ملة إبراهيم، وها أنت تبيح ما حرم الله على إبراهيم وبني إسرائيل؛ فتأكل لحوم الإبل وتشرب ألبانها، فأين تقيّدك بملة إبراهيم؟!

فعلماء اليهود بالمدينة لما نزلت الآيات: أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [النحل:123] قالوا: كيف تقول: أنا على ملة إبراهيم وتستبيح ما كان حراماً على إبراهيم؟

فأجاب الرحمن ولي محمد صلى الله عليه وسلم قل لهم: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ [آل عمران:93]، فلا لحوم الإبل ولا الألبان ولا لحوم ذات الظفر ولا .. ولا.

وقوله: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أي: لأولاد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأولاده الأسباط هي قبائل بني إسرائيل. كَانَ حِلًّا ، ومن يرد على الله؟

قوله: كُلُّ الطَّعَامِ على اختلاف أنواعه كان حلاً بمعنى: حلال، لبني إسرائيل اللهم إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ [آل عمران:93]، وبين يعقوب عليه السلام ونزول التوراة قرون ومئات السنين، فالتوراة أنزلت على موسى، فأين موسى من يعقوب؟

والآن أسكتهم فقال: إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عليه السلام عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ [آل عمران:93].

وماذا حرم إسرائيل على نفسه؟

كان إسرائيل قد مرض بعرق النسا، عافانا الله وإياكم منه، وفيه آلام يعرفها من أصيبوا به، فنذر لله تعالى إن شفاه ألا يأكل ما يشتهي في هذه الحياة، وأن يترك أحب الطعام والشراب إليه، وكان أحب الطعام والشراب إليه لحوم الإبل وألبانها، فما إن شفاه الله تعالى حتى تركها فلا يأكل لحم الإبل ولا يشرب لبنها، هذا والله لحق.

قال: إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ وإسرائيل هو يعقوب، ولقب بإسرائيل لأن إيل معناها: اسم الله القوي القدير، وجبريل .. ميكائيل .. إسرافيل .. إسماعيل، فإيل هو الله -بالعبرية- القوي القدير.

علاج نبوي لمرض عرق النسا

هنا علاج لمرض النسا مذكور في هامش الكتاب: [ روى ابن ماجه في سننه ]، وهو من أصحاب السنن، وسننه مقبولة إلا ما ضعفه أهل الحديث، [ عن أنس بن مالك ]، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. خادم نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد تبرعت به أمه وأبوه، فلما نزل الرسول بالمدينة وما عنده أولاد، جاءت به أمه وقالت: هذا ابني يخدمك يا رسول الله!

وقد وقع مثل هذا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد أم أنس ، فوالله إن رجلاً من الصالحين كان له ولدان فجاءني وقال: يا شيخ! إن فلاناً يخدمك وهو طفل صغير في البيت يقدم الطعام ويشتري كذا، فقلت: سبحان الله، ما زال الإيمان هكذا. وأثنيت عليه ودعوت له بخير، فاللهم اجزه خيراً.

فـأنس بن مالك خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، يقول: ( ما قال لي يوماً في شيء فعلته: لم، ولا في شيء تركته: لم تركته ). وهيا نرتقي إلى هذا المستوى، فخدمه في البيت ما قال له في شيء فعله: لم فعلت هذا اليوم، ولا لشيء تركه: لم تركته، فهذا مظهر من مظاهر الأخلاق المحمدية، وصدق الله العظيم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، فافعلوا هذا مع نسائكم فقط وجربوا! فهي امرأتك تسكن إليها وتسكن إليك، فإذا قدمت لك ماء لا تقل لها: لا تفعلي يا كذا -بالبذاء- أو لم ما فعلتي كذا؟ ولو قاله وهو يبتسم معها لأثلج صدرها وانشرح ولا بأس، لكن وهو غضبان فلا.

وأكثر الناس على هذا إلا من سلم الله وعافاه.

فهذه المؤمنة التي تحتك هي أختك وهي التي تربي أولادك، وتجوع إن جعت، وتشبع إن شبعت، وإن مرضت مرضت، فلماذا لا تتأدب معها وتحسن إليها، أليس هناك إلا الكلمة النابية والدفعة القوية!

لا إله إلا الله، ماذا أصابنا؟

إننا ما ربينا في حجور الصالحين، وهذا هو ذي علتنا.

فهيا نتربى من جديد وبسم الله من الليلة بدأنا إن شاء الله.

يا أرباب الزوجات! لا تسمع امرأتك بعد اليوم: لم فعلتي أو لم تركتي؟

هذبها .. أدبها .. علمها الحلال .. علمها الحرام .. علمها ما يجب، فإذا علمت واقتنعت تمشي على ظلك وورائك.

إذاً أنس دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة: ( اللهم بارك في عمره وماله ) فما مات أنس بن مالك إلا وله من الأحفاد أكثر من مائة وثلاثين أو قرابة المائة والثلاثين، وكان نخله في المدينة يلد مرتين، فيطلع يؤبر ويأخذ البلح والبسر، ويطلع مرة ثانية فلا يجد إلا والثمرة الأخرى موجودة.

وهذه آيات النبوة المحمدية. وبلغني أنه يوجد في منطقة الفقرة نخل يلد مرتين، من بقايا بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإليكم ما يحدثنا أنس عن رسولنا به، يقول: سمعت بأذني [ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( شفاء عرق النسا ) ]، أي: دواء عرق النسا، ويطلق الشفاء على الدواء؛ لأنه يحصل به تفاؤلاً، [ ( شفاء عرق النساء ألية شاة عربية ) ]، الألية: الذيلة أو الشحمة في عجز الشاة، وقوله: العربية أي: ليست سودانية أو أريترية أو تركية، بل من بلاد العرب شاة عربية، ثم قال: [ ( تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ) ] تذاب؛ لأنها شحم، وأيام كنا في غير هذه الظروف كان الشحم هذا أعز شيء عندنا، فلما نأتي إلى الجزار أنا وعمي كنا نختار أسمن لحم، والآن يدفعون الشحم ويرمونه، فالشحم يجمع ويذوب كالسمن دسم -يا سعادة من يملكه- قولوا: كلمة الشكر! الحمد لله، الحمد لله.

قال: [ ( تذاب وتجزأ ثلاثة أجزاء ) ] إما بمغراف وإلا بكأس تقسم ثلاثة أقسام.

قال: [ ( ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء ) ]، يقوم الصبح يتوضأ ويصلي وإذا جاء البيت قبل أن يفطر يشرب ذاك الكأس أو الفنجان أو الثلث وإن كان نصف لتر لا بد من هذا ثلاثة أيام وقد شفاه الرحمن.

قال: [ ( على الريق كل يوم جزء )، فقال أنس : فوصفته لأكثر من مائة رجل مريض فشفوا بإذن الله. ].

الجماعة الطماعون مثلي ومثل عدنان من الغد: لا لا لا..

يشترون ويذوبون ويقسمونه قراطيس ثلاثة .. ثلاثة ويبيعون بمائة ريال، على شرط أن تكون الشاة عربية ليست سودانية أو إثيوبية، وأن تجزئها ثلاثة أجزاء بالميزان أو المغراف، وتجعل كل جزء في قارورة أو في آنية، وتختم عليه وتقول لمرضى النسا عافانا الله وإياكم منه: تريدون الدواء؟ تعالوا، وخذ هذه الكمية يوم الخميس والثانية يوم الجمعة والثالثة يوم السبت، لكن لا تعتقد بأن الأيام فيها بركة، يعني: ثلاثة أيام متتالية.

حل كل الطعام لبني إسرائيل إلا ما حرم يعقوب على نفسه بسبب النذر

إذاً قول الله تعالى: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ [آل عمران:93]، ما الذي حرم إسرائيل فقد حرم لحم الإبل ولبنها على نفسه لا على زوجته ولا ولده وهو رسول الله، فما شمل الناس بهذا، فقط لأنه مرض بعرق النسا وآلامه، فنذر لله هذا النذر: إن شفيتني يا رب فلن آكل ما أحبه ولا أشربه، وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل ولبنها، وهذا حق.

إذاً: قال اليهود للرسول: كيف تدعي أنك على ملة إبراهيم وأنت تأكل لحم الإبل وتشرب لبنها؟ فأبطل الله هذه الدعوة واجتثها من أصولها فقال تعالى: كُلُّ الطَّعَامِ وكل من ألفاظا العموم فتستغرق كل شيء، كَانَ حِلًّا أي: حلالاً: لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أولاد يعقوب: إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ فالزمن ما بين موسى وبين يعقوب زمن طويل، فموسى تربى في مصر، لأن لما يوسف عليه السلام ملك مصر وعاش بها ومعه إخوانه ومضت أجيال ومات، ووجد مجموعة من بني إسرائيل منهم موسى وأصحابه، ونبئ الله موسى وأرسله وأنزل عليه التوراة، فالفرق بعيد في الزمان ولا يقدر.

إذاً: قل لهم يا رسولنا: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [آل عمران:93]، تفضلوا وهاتوا التوراة واقرءوا ونحن نسمع، فهل تجدون فيها أن الله حرم على بني إسرائيل كذا وكذا؟ فما استطاعوا فليس فيها.

سبب تحريم الطيبات على بني إسرائيل

إنما حرم الله على بني إسرائيل لما ظلموا .. لما جاروا وحرفوا واعتدوا وتمردوا على شرع الله، فعاقبهم الله عز وجل فحرم عليهم طيبات كانت قد أحلت لهم؛ عقوبة لهم. قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ... [النساء:160]، الآية من سورة النساء.

وقال تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ [الأنعام:146]، فهذا التحريم حق في التوراة عقوبة الله لبني إسرائيل عاقبهم الله: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ [النساء:160] ، وبيّنها من سورة الأنعام: وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ أي: ظفر الرجل في الإبل وغيرها: وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا ، فلا يحل لهم شحم إلا ما كان راسخاً في المصارين أو لاصقاً مع اللحم، أما الشحم الذي ينفصل فحرام إلى اليوم لا يأكلوه.

ونحن المسلمون ماذا حرم علينا؟

حرم الله علينا ثمانية، قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ أيها المسلمون الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [المائدة:3].

هل حرم الله تعالى علينا هذا عقوبة لنا أو رحمة بنا؟

والله لرحمة بنا؛ لأن الميتة كلها جراثيم ومكروبات، ماتت معها فما سالت مع دم التذكية، فلا يصح أكلها؛ لما فيها من الأمراض والعلل.

أما الدم؛ ففيه جراثيم، لما يذبح الشاة ويجعل الدم في إناء في قصعة، فهذا الدم فيه جراثيم، وهو قذر، ولا طعم له، والنظر إليه فقط لا يقوى عليه العبد الصالح فكيف يأكل الدم؛ لما فيه من المرض.

ولحم الخنزير -أعوذ بالله- يورّث الدياثة، فالذي يأكل لحم الخنزير ويعتاده يصبح ديّوثاً، وعلى باب الجنة مكتوب: الديوث لا يدخل الجنة، والديوث هو الذي يرضى الخبث في أهله، فيرضى بأن تزني امرأته .. بنته .. أمه .. لا يبالي، فهذا الديوث، والذين يأكلون لحم الخنزير تتأصل فيهم هذه الخليقة أو الطبيعة، ويصبح يقدم امرأته ولا حرج، واذهب إلى المراقص وقل له: أعطني فتاتك ترقص معي. فيقول: تفضلي ارقصي مع فلان والناس يتفرجون، وهذه دياثة.

قال العلماء: الخنزير ديوث ألف مرة لا يغار على أنثاه أبداً، أما الجمل والله لغيرته عجب، قد يأكل، والله حتى الكلاب والقطط تغار .. فكل الحيوانات تغار على أناثيها إلا هذا -العياذ بالله- الخنزير فلا يغار أبداً.

وأنتم تسمعون سب العوام يقولون: اسكت يا ديوث!

وفي أيام العنترية لو واحد يقول لك: يا ديوث فإنك تذبحه وتقتله، ولا ترضى بهذه السبة.

إذاً: حرم الله لحم الخنزير: أولاً: فيه علل وأمراض. وثانياً: يورّث هذا الخلق الهابط عن خلق الحيوانات.

قوله: وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فكل ما ذبح لغير ربنا حرام أن نأكله، والإهلال بالحج هو رفع الصوت بقول: لبيك اللهم لبيك حجة. والهلال هلال محرم.

والذي يقول: هذه الشاة لسيدي عبد القادر .. هذه الشاة لروح مولاي إدريس .. هذه الشاة لمولانا أو سيدنا فلان. فهذه الشاة لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن يأكل لحمها؛ لأنها تقرب بها إلى غير الله، وكيف ترضى أن يتقرب المؤمن أو الإنسان إلى غير ربك وتسكت وتأكل فإذاً أنت راض بعبادة غير الله ويا ويلك.

لكن يقولون: نحن ما ذبحنا لسيدي عبد القادر ولكن ذبحنا لله، والدليل أننا نقول: باسم الله، فالذابح لما يذبح يقول بالعادة .. بالعرف: باسم الله، ولا يقول: باسم مولاي فلان، فهذه الشاة لسيدي فلان، أذبحها له. والقضية هي هي، فليس هناك فرق أبداً، فما أهل به لغير الله لا يحل أكله، والسر في ذلك أنه يورّث فيك الكفر والشرك، وأي داء أو خطر أعظم منهما؟!

والحمد لله انتصرت دعوة التوحيد وقد أرادها الله فقلَّ الآن من يفعل هذا.

نعم قد يوجد من يغرس في بستانه فيقول: هذه النخلة نخلة سيدي عبد القادر ؛ حتى يبارك الله في كل النخل وينبت، أو هذه الزيتونة لسيدي فلان. أو يشتري في آخر الشتاء قطيعاً من الغنم وفي الربيع يقول: هذه الشاة لسيدي فلان؛ حتى تبارك الغنم. وهذا ما زال عند الغافلين، فلا يجعلون لله شيئاً، وصار أجدادنا العرب والمشركون أفضل منهم.

فإن قال قائل: كيف تقول هذا يا شيخ؟

أقول: اسمع الله يقول من سورة الأنعام: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام:136]، هذا الكلام ليس كلام محمد بن عبد الوهاب ، إنما كلام الله، فالمشركون قبل نور الإسلام يقولون: هذه الشاة التي لا تلد هي لله، أما الشاة التي لا تلد فهي للعزى أو لمناة أو لصنم من الأصنام، وكذلك هو حال الذي يغرس فيقول: هذه النخلة لله، وهذه للعزى، فهناك بعض الإنصاف، أما حال بعض الناس الآن فلا يجعلون لله شيئاً، فقط للولي.

إذاً: فعاتبهم الله وندد بهذا السلوك وأبطله فقال مخبراً عنهم: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ أي: خلق مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ، قال: بزعمهم؛ لأن الله ما شرع هذا ولا أنزل به القرآن ولا بعث به الرسول، فهو من عندهم فقط وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ، بمعنى: إذا كان الذي جعلوه للشركاء كالنعجة ولدت .. البقرة ولدت .. النخل أطلعت، والذي جعلوها لله ما أنتجت، والكثير لا تنتج، فما يحولون لله شيئاً ليعطوه للحجاج وإلا لأهل البيت، وإذا كان الذي لله هو الذي أنتج، والذي للشركاء ما أنتج يحولونه، والله في غنى عنه. وهذا عجب! وهذا هو الإنسان إذا قادته الشياطين.

قال تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ [الأنعام:136]؛ لأن الله ما طلب هذا ولا أمر به، وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ ، أي: لا يحولوه لله، وإن كانت ناقة الله ما ولدت لا يحولونها .. زرع الله ما نبت لا يحولونه، وإن كان قد أنبت زرع الله أو نخله وما جعلوا للآلهة ما أنبت يحولونه؛ بدعوى أن الله غني وليس في حاجة، فقلنا لإخواننا وعلمناهم: على الأقل اجعل نخلة لله ونخلة لـعبد القادر مثل المشركين، واجعل شاة لله وشاة لـعبد القادر مثلاً، فلم الله لا تجعل له شيئاً؟

وهذا هو نتاج الجهل فلا لوم عليهم ولا عتاب، فمن علمنا؟ من عرفنا؟ من هدانا؟ من دلنا؟

إنها أمم تعيش على الجاهلية.

وإلى الآن الأعاجم في بلادهم وهم نسبة في العالم الإسلامي نسبة عظيمة ما عرفوا الله، فهل ذهبنا إليهم وعلمناهم؟ هل جلسنا بين أيديهم؟ هل بكينا أمامهم؟ هل .. هل .. كيف يعرفون؟

دلوني؟ لا يعرفون.

وكيف نعلمهم ونحن أيضاً جهلنا وأبينا أن نتعلم ورفضنا التعلم واشتغلنا بالباطل واللهو؟

على كل حال السعيد من سعد في الدار الآخرة، والشقي من شقي.

قال تعالى: قل لهم يا رسولنا: فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا اقرءوها إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فوقفوا.

تفسير قوله تعالى: (فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون)

قال تعالى: فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ [آل عمران:94]، وقال: ما ليس بحق وادعى دعاوى باطلة: فَأُوْلَئِكَ البعداء هُمُ الظَّالِمُونَ [آل عمران:94]، وانتصر الإسلام وانهزم اليهود، فأولئك هم لا غيرهم الظالمون ، أي: الذين يضعون الأشياء في غير موقعها.

تفسير قوله تعالى: (قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم ...)

قال تعالى لرسوله ولأمته يعلمنا: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ، قولوا: صدق الله! ما أكذبهم؟ وبيّن عوارهم فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ يا معشر أهل الكتاب! حَنِيفًا ، أي: مائل عن أنواع الباطل والشرك والضلالات إلى الحق وحده، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران:95]، فأنتم تنتسبون إلى إبراهيم وتعتزون بأن اليهود كالنصارى، وحاشا إبراهيم أنه كان يعبد الأصنام فما كان من المشركين بل كان إمام الموحدين.

ولو تأخذ الآن جهال المسلمين أيضاً وتقول لهم: هل كان محمد صلى الله عليه وسلم يقيم مولداً؟ هل كان ينذر لسيدي فلان وفلان؟ هل علم ابنته فاطمة هذا؟ هل كانت عائشة تقول هذا؟

الجواب: لا.. لا.

إذاً: لم تبتدعون وتقولون؟!

تفسير قوله تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة ...)

قال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ [آل عمران:96]، هذا إعلان، وهو رد على اليهود الذين قالوا: إن أول بيت بني هو بيت المقدس، فكيف تترك قبلتك إلى بيت المقدس وتستقبل البيت مع أن بيت المقدس أول بيت بني لله في الأرض، وهذه كذبة. فلما تحولت القبلة إلى مكة بعدما استقبل النبي والمؤمنين بيت المقدس سبعة عشر شهراً، أي: سنة وخمسة أشهر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتطلع -كما علمتم- إلى أن يحول الله قبلته إلى الكعبة، كما قال تعالى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة:144]، فجن اليهود كيف هذا الأمر وقالوا: كان بيت المقدس أمس والكعبة غداً وبعد غدٍ في المشرق فلا يثبت على شيء.

أما إخواننا الآن فيقولون أكثر من هذا، لأنهم ما عرفوا الطريق إلى الله فيقولون هذا الكلام فيما بيننا نحن المسلمين.

إذاً: قال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا [آل عمران:96]، فأسكتهم، مع أننا نعلم أن إبراهيم بنى البيت بإذن الله وهو الذي جدّد بنائه في الحقيقة، وقد كان كومة من تراب جرفته السيول، وقد بناه الله لآدم وحواء عند نزولهما؛ فقد أصابتهما وحشة، لأنهم نزلوا هذا العالم لا يرون أحداً، فبنى الله لهم هذا البيت فيأتيانه ويطوفان به ويسألان حاجتهما ويتبركان به فتزول تلك الوحشة، وإلى الآن المؤمن الصادق الرباني تزول وحشته إذا كان يطوف بالبيت.

ولما جدّد البناء أمر أن يبني بيت المقدس فبناها بعد الكعبة بأربعين سنة، فمضت أربعون عاماً ثم رأى أن يبني بيت المقدس في فلسطين.

فقول الله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ أي: لله بني وُضِعَ لِلنَّاسِ وضع للناس ماذا يفعلون به؟ يزيلون الوحشة ببيت ربهم فيطوفون ويتبركون ويدعون ويحجون ويفدون إليه من الشرق والغرب فهو بيت ربهم؛ لتقبل دعواتهم وترفع درجاتهم وتعظم حسناتهم، ففيه عظائم الفوائد.

قال: لَلَّذِي بِبَكَّةَ مكة وبكة سواء من البك، الذي هو الدفع، بكّه: دفعه، ومكّه كذلك، ومن أراد أن يدخل البيت بقوة يدفعونه: يبكّونه ويمكّونه، فسميت مكة وبكة لأجل هذا.

قوله: مُبَارَكًا فالبركة لا تفارقه أبداً والله العظيم.

قوله: وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فالمشرق كالمغرب، والشمال كالجنوب، والمؤمنون حتى على عهد نوح .. على عهد هود .. على عهد صالح كانوا يحجون والرسول يقول: ( كأني بصالح على ناقة كذا يلبي في فجاج مكة ). ولفظ العالمين يدخل فيه كل الأجناس البشرية فليس خاصاً بالعرب ولا ببني فلان.

تفسير قوله تعالى: (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ...)

قال تعالى: فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ [آل عمران:97]، الآيات جمع آية، أي: علامة تدل على كذا وكذا، فهي آيات واضحات بينات منها: مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ [آل عمران:97]، مقام إبراهيم هو الحجر الذي كان يقف عليه ويبني الكعبة، فيقوم فوقه؛ لأنه كان هو وإسماعيل فقط، فإسماعيل يناول إبراهيم الحجارة والطين، وإبراهيم يسوي، فلما ارتفع الجدار احتاج إلى شيء ليصعد فوقه، فجيء بهذا الحجر يعلو عليه إبراهيم ويبني المنطقة هذه متر اثنين، ويحولون إلى الجهة الثانية وهكذا حتى اكتمل البناء، وتركه ما بين الحجر الأسود والركن الشامي، ثم جرفته السيول بمرور القرون، وهو الآن في مكانه الذي هو الآن فيه، فلما أرادوا أن يحولوه اجتمعت كلمة العلماء أن يبقى في مكانه كما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلا كان عند جدار الكعبة.

وكونه آية فإن إبراهيم لما كان واقفاً عليه قائماً ساخت قدماه فيه، فأثر القدمين كما هو، وهذه آية.

قال: وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران:97]، ليس كالآن يسرقون، وأيام لا حكم إسلامي ولا ولاية ربانية عندما كان العرب مشركون كافرون ألقى الله في قلوبهم ألا يسرق في الحرم سارق ولا يفجر فاجر ولا يؤذي آذي، وهذا تدريب الله عز وجل، ووالله أن الرجل ليمر بمن قتل أباه وهو في الكعبة وفي الحرم يلوي رأسه ولا ينظر إليه أبداً، فلهذا قال بعض أهل العلم: هذه الجملة لفظها خبر، ومعناها إنشاء، وهي على أصلها.

نقول: وهذا أيام كان لا حكم إسلامي، فلما وجد الحكم الإسلامي كان يجب أن يؤمّن كل من يدخل الحرم، فتقطع يد السارق ويقتل القاتل، ويبقى الحرم آمناً تنام فيه وتضطجع في ليك ونهارك لا تخاف شيئاً، فيجب أن يكون هذا: وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران:97].

قراءة في كتاب أيسر التفاسير

قال: [ وفي المسجد الحرام دلائل واضحات منها مقام إبراهيم وهو الحجر الذي كان يقوم عليه أثناء بناء البيت حيث بقي أثر قدميه عليه مع أنه صخرة من الصخور ومنها زمزم ]، زمزم أعظم آية، وقد حفر أو أخرج ماءه بقدم جبريل قال هكذا بعقبه ففار زمزم، وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله أم إسماعيل لو تركته لكان عيناً معيناً )، وتمضي القرون والآن ستة آلاف سنة وزمزم كما هو، ودلوني على عين في أمريكا .. في بريطانيا .. في مصر مضى عليه ستة آلاف سنة، لا وجود له.

قال: [ والحِجر ]، أي: حِجر إسماعيل فقد كان يسكن هناك عند الكعبة، حيث بنى البيت مع أبيه، وتزوج وأنجب، والآن نطوف بالحجر، ولا نطوف داخل الحجر؛ لأنه ليس بالكعبة، فالحجر آية.

قال: [ والصفا والمروة]، وهما آيتان تذكران بعهد هاجر وإسماعيل، وهي تطلب الماء لابنها الرضيع وهو يتلوى من شدة العطش، فتعلو على المروة وعلى الصفا وتنادي وتطالع فلا تجد شيئاً فتجري في الوادي وتعلو على المروة هكذا سبع مرات وإذا بالهاتف يهتف وهي تقول: أسمعت .. أسمعت .. هل من مغيث؟ تنظر وإذا على طفلها رجل قائم -هذا جبريل- فما إن دنت منه قليلاً حتى قال هكذا بعقبه ففارت زمزم وذهب جبريل إلى السماء.

قال: [ ومنها الأمن التام ]، وهذه أعظم آية، [ لمن دخله فلا يخاف غير الله تعالى؛ إذ قال تعالى: وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران:97]، ثم هذا الأمن له والعرب يعيشون في جاهلية جهلاء والفوضى لا حد لها، ولكن الله جعل في قلوبهم حرمة الحرم وقدسيته ووجوب أمن كل من يدخله؛ ليحجه أو يعتمره، وقوله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] ].

والحج إن شاء الله ندرسه دراسة وافية، ويوزع عليكم الكتاب، ودراسته ذات قيمة؛ لأن كل مسألة يذكر حكمها وحكمتها، ولا تجدونه في غير هذا الكتاب.

وصل اللهم على سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة آل عمران (34) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net