إسلام ويب

النذر إلزام المرء نفسه طاعة لله لم تلزمه بدونه، والنذر إن قصد به وجه الله ورضاه كان مباحاً، وإن كان مشروطاً كره، وكل نذر طاعة أو مباح فإنه يجب الوفاء به، وإن كان نذر معصية فهو حرام ولا يجب الوفاء به.

النذر وأحكامه

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها عقائد وآداباً، وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً، وهو جمع بين أهل السنة والجماعة، فلا مذهبية ولا طائفية، فكلهم أتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقد انتهى بنا الدرس إلى [المادة الثانية: في النذر] فما هو النذر؟

أولاً: تعريفه

[أولاً: تعريفه: النذر إلزام المسلم نفسه طاعة لله لم تلزمه بدونه -أي: النذر- كأن يقول: لله علي صيام يوم، أو صلاة ركعتين مثلاً] أو صلاة يوم، أو صدقة بمقدار من المال، أو أن يقول: لله علي صيام شهر، أو لله علي أن أقوم الليل كاملاً.

ثانياً: حكمه

[ثانياً: حكمه: حكم النذر ما يلي:

يباح النذر المطلق الذي يراد به وجه الله، كنذر صيام أو صلاة أو صدقة، ويجب الوفاء به] فلا تعد ربك ثم تخلف، فهذا حرام عليك.

مباح لك يا عبد الله أن تقول: لك علي يا رب! صيام هذا الشهر، أو لك يا رب علي أن أتصدق بألف ريال، أو لك يا رب علي أن أعتمر هذه الأيام.. فيباح لك أن تنذر لربك نذراً ما ألزمك به وأنت التزمته، ويجوز لك أن تتقرب بذلك إلى الله وتلتزمه ولا حرج.

[ويكره النذر المقيد كأن يقول: إن شفا الله مريضي صمت كذا أو تصدقت بكذا؛ لقول ابن عمر رضي الله عنه: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر، وقال: إنه لا يرد شيئاً، وإنما يستخرج به من مال البخيل )].

النذر المكروه كأن تقول: يا رب! إن شفيت ولدي أو زوجتي سأتصدق بكذا، ولكن النذر أن تقول: لك يا رب علي كذا وكذا تقرباً إليه عز وجل، فلا تقيده بشرط: إن شفا مريضك، أو رد غائبك، أو غير ذلك .. فهذا مكروه.

[ويحرم إذا كان لغير وجه الله تعالى كالنذر لقبور الأولياء أو أرواح الصالحين، كأن يقول: يا سيدي فلان] أو يا مولاي فلان [إن شفا الله مريضي ذبحت على قبرك كذا أو تصدقت عليك بكذا] فهذا النذر محرم لأنه شرك، لا يحل لمؤمن ولا مؤمنة [إذ هذا من صرف العبادة لغير الله تعالى، وذلك الشرك الذي حرمه الله تعالى بقوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]].

إذاً: عرفنا النذر بأقسامه الثلاثة: المباح، والمكروه، والمحرم.

أنواع النذر

[ثالثاً: أنواعه: للنذر أنواع وهي].

أولاً: النذر المطلق

[أولاً: النذر المطلق، وهو الخارج مخرج الخبر نحو قول المسلم: لله علي صوم ثلاثة أيام أو إطعام عشرة مساكين مثلاً، يريد بذلك التقرب إلى الله تعالى] والتزلف إليه، فالنذر المطلق هو أن يقول الناذر: لله علي أن أصوم هذا الشهر، أو أقوم هذه الليلة، ولا يطلب من الله شيئاً؛ لا يطلب شفاء مريض، ولا رد غائب ولا غير ذلك.. إنما تملقاً وتزلفاً إلى الله. وهذا النذر مشروع.

[وحكم هذا النوع من النذر وجوب الوفاء به] فإذا قلت: لله علي أن أقوم هذه الليلة أو أصوم هذا الشهر فيجب الوفاء بما نذرت، والأجر على الله [لقوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ [النحل:91]، وقوله سبحانه: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ [الحج:29]] فمن قال: لله علي أن أتصدق بألف ريال كل أسبوع -مثلاً- فإنه يجب عليه أن يفي بالنذر، لكن لو قال: إن شفا الله مريضي أفعل كذا، أو إن أعطيتني كذا فعلت كذا، فهذا نذر مكروه، ومع هذا يجب الوفاء به.

ثانياً: النذر المطلق غير المعين

[ثانياً: النذر المطلق غير المعين، كقول المسلم: لله علي نذر ولم يذكر النذر. وحكمه أنه يجب عليه في الوفاء به كفارة يمين] من قال: لله علي كذا ولم يسم: صياماً، ولا صلاة، ولا صدقة، ولا غير ذلك .. فعليه أن يكفر كفارة يمين، وهي: إطعام عشرة مساكين، فإذا لم يستطع صام ثلاثة أيام.

[لقوله صلى الله عليه وسلم: ( كفارة النذر إذا لم يسمه كفارة يمين )] أما إن سماه فليفعله، نحو قول القائل: علي يا رب! أن أصوم، لزمه الصيام، أما إذا قال: لله علي نذر فقط، ففيه كفارة يمين [وقيل: يجزئه فيه أقل ما يسمى نذراً كصلاة ركعتين أو صيام يوم] قال بعض أهل العلم: إذا لم يعين الناذر شيئاً -أي: نذر نذراً مطلقاً- فيكفيه أن يصلي ركعتين أو يتصدق بصدقة، والصواب هو الذي صح فيه الحديث وهو: أن عليه كفارة يمين، ما دام أنه نذر لله شيئاً ولم يسمه.

ثالثاً: النذر المقيد بفعل الخالق عز وجل الخارج مخرج الشرط

[ثالثاً: النذر المقيَّد بفعل الخالق عز وجل وهو الخارج مخرج الشرط، كقول المسلم: إن شفا الله مريضي أو رد غائبي أطعمت كذا مسكيناً، أو صمت كذا يوماً.

وحكمه مع أنه مكروه يجب الوفاء به، فإذا ما قضى الله حاجته وجب عليه فعل ما سماه من العبادة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ). وإن لم يقض الله حاجته فلا وفاء عليه].

إذاً: النذر المقيد هو الذي قيدته بشيء، فإن قضى الله حاجتك فلا بد من الوفاء، أما إذا لم يقضها الله فلا وفاء عليك.

رابعاً: النذر المقيد بفعل المخلوق وهو نذر اللجاج

[رابعاً: النذر المقيد بفعل المخلوق وهو نذر اللجاج كقوله: أصوم شهراً إن فعلت كذا وكذا، أو وقع كذا وكذا، أو أخرج من مالي كذا وكذا إن فعلت كذا.

وحكمه أنه يخير بين الوفاء به وكفارة يمين إذا هو حنث فيما علق النذر عليه] أي: إن شاء وفى، وإن شاء كفر كفارة يمين [إذ نذر اللجاج غالباً لا يكون إلا مع غضب، ويراد به منع المخاطب من فعل شيء أو تركه] واللجاج هو الغضب في الخصومة، وهذا النذر لا يكون إلا عند الخصومة في القضاء، فعندما تجادل الخصم وتحاجه تقول: أصوم شهراً إن فعلت كذا. وحكمه أنك مخير بين أن توفي بما قلت أو أن تكفر كفارة يمين لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين ).

خامساً: نذر المعصية

[خامساً: نذر المعصية، وهو أن ينذر فعل محرم أو ترك واجب كأن ينذر ضرب مؤمن، أو ترك صلاة مثلاً] نحو: لله علي أن أضرب فلاناً، أو أن أترك صلاة هذا اليوم، أو أن ترك الصيام، فهذا النذر محرم والعياذ بالله.

[وحكمه أن يحرم الوفاء به] أي: لا يجوز أن ينذر نذر معصية ثم يفعله، وذلك [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه )، غير أن بعض أهل العلم رأوا أن على صاحبه كفارة يمين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين )] أي: لا وفاء في نذر المعصية، ومن نذر بمعصية فعليه أن يكفر كفارة يمين.

سادساً: نذر ما لا يملك المسلم أو ما لا يطيق فعله

[سادساً: نذر ما لا يملك المسلم، أو ما لا يطيق فعله، كأن ينذر عتق عبد فلان] وهو لا يستطيع أن يعتقه، أو لا يملكه، أو لا يقدر عليه [أو التصدق بقنطار من الذهب مثلاً، وحكمه أن فيه كفارة؛ لحديث: ( لا نذر فيما لا يملك )] فمن نذر ما لا يطيقه ولا يستطيعه، كأن قال: لله علي أن أصوم الدهر، أو أن أصوم هذا العام، وما استطاع ذلك، أو أن أتصدق بمليون دولار وهو لا يملك هذا المبلغ، أو أن أعتق عبد فلان وهو لا يملكه، فحكمه أن فيه كفارة؛ لحديث: ( لا نذر فيما لا يملك ).

سابعاً: نذر تحريم ما أحل الله تعالى

[سابعاً: نذر تحريم ما أحل الله تعالى] لا يجوز [كأن ينذر تحريم طعام أو شراب مباحين] كقوله: لله علي ألا آكل ولا أشرب [وحكمه أنه لا يحرم شيئاً مما أحل الله سوى الزوجة -فقط- فمن نذر تحريمها وجب عليه كفارة ظهار] أما غير الزوجة كأن نذر ألا يأكل أو لا يشرب أو لا يلبس فلا قيمة لذلك، وهذا نذر تحريم ما أحل الله [وما عدا الزوجة ففيه كفارة يمين] أي: لا يحرم عليه أبداً إلا إذا حرم زوجته، وما عدا ذلك ففيه كفارة يمين.

تنبيهان في النذر

من نذر كل ماله يجزئه الثلث منه

[من نذر كل ماله يجزئه] أي: يكفيه [الثلث منه] فمن قال: لله علي أن أخرج كل مالي للفقراء والمساكين، أجزأه الثلث فقط [إن كان النذر مطلقاً، وإن كان النذر نذر لجاج -وخصومة- يكفيه فيه كفارة يمين فقط].

من نذر طاعة ومات قام وليه بها نيابة عنه

[من نذر طاعة ومات] قبل القيام بها [قام وليه] أي: أقاربه أو أبناؤه [بها نيابة عنه] فمن نذر لله طاعة كأن يصلي أو يصوم أو يتصدق فمات قبل القيام بها قام وليه بها نيابة عنه؛ وذلك [لما صح أن امرأة قالت لـابن عمر : إن أمها نذرت الصلاة في مسجد قباء ثم ماتت فأمرها أن تصلي عنها بمسجد قباء] أي: نيابة عنها.

نكتفي بهذا القدر، وصلى الله على نبينا محمد وآله.

والآن مع بعض الأسئلة والإجابة عنها.

الأسئلة

حكم نية النذر دون التلفظ باللسان

السؤال: يقول السائل: هل يجب النذر إذا كان لفظاً باللسان وقصداً بالقلب، أم باللسان دون القلب؟ وهل إذا نذر بالقلب يجب عليه الوفاء؟

الجواب: لا يجوز ذلك، بل لا بد من القصد والنية مع الكلام، فلابد من القلب واللسان معاً.

حكم الاستثناء في النذر

السؤال: يقول السائل: هل يدخل الاستثناء في النذر مثل اليمين؟

الجواب: الاستثناء في النذر كأن يقول القائل: لك علي يا رب التصدق بكذا إلا أن تشاء، وهذا لم يرد فيه شيء في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

معنى قوله تعالى: (وجعلوا لله مما درأ من الحرث والأنعام نصيباً)

السؤال: سائل يقول: ما معنى قول الله عز وجل: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا [الأنعام:136]؟

الجواب: أي: المشركون الذين يعبدون الأصنام جعلوا لآلهتهم نصيباً من الحرث والغنم والإبل.

موقف الشيخ من رجل اغتابه وطلب منه المسامحة

السؤال: سائل يقول: أخشى أني قد اغتبتكم، وأنا في قلق وأخشى من عقاب الله، فسامحوني أحسن الله إليكم؟

الجواب: سامحك الله، وغفر الله لي ولك ولكل مؤمن ومؤمنة، وقد أذنت لكل مؤمن أن يقول فيَّ ما يشاء.

مداخلة: أن يقول خيراً!

الشيخ: أن يقول خيراً.

حكم رفع الصوت بالتكبير عند حمل الجنازة

السؤال: ما حكم رفع الصوت بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله) عند رفع الجنازة وحملها إلى المقبرة؟

الجواب: هذه بدعة ابتدعها الناس، ولا تجوز أبداً؛ لأنه لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أمر بها ولا فعلها أصحابه، فالحاملون للميت يبكون ويستغفرون ويدعون للميت، وليس أن يتغنوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) فهذا إذا كنا عند مريض مرض الموت، فنقول: لا إله إلا الله لأجل أن يقولها، فإذا قالها سكتنا عنه، فإن مات دخل الجنة ولو كان فاسقاً أو فاجراً، وهذا هو التلقين المشروع.

وقد قلت مئات المرات: إنه يجب أن يكون في المستشفيات طلبة علم وظيفتهم ومهمتهم تلقين المريض إذا حضرته الوفاة، فيجلسون إلى جنبه ويلقنونه: لا إله إلا الله، فإذا قالها توقفوا عن الكلام، وإذا تلفظ بكلام آخر نحو أن يقول: أعطوني ماء أو كذا فإنهم يلقنونه مرة أخرى؛ حتى يكون آخر كلامه: لا إله إلا الله.

حكم الصلاة في الحرمين بنية قضاء ما ترك من الصلوات عمداً

السؤال: سائل يسأل -وما أظنه إلا جاهلاً- يقول: إنه كان يترك الصلاة سابقاً، وقد جاء إلى المسجد النبوي ويريد أن يصلي كل صلاة بألف صلاة؟

الجواب: والله! لا يعوضك شيئاً. ولكن ادع الله أن يغفر لك ويرحمك، فلو افتتح هذا الباب للجهال ما صلوا في الأسبوع إلا يوم الجمعة فقط، وهذا لم يقل به مؤمن قط.

حكم انتقاض الوضوء أثناء الطواف

السؤال: سائل يقول: طفت بالبيت وبعد الشوط السابع انتقض وضوئي، ولم أصل ركعتي الطواف، فهل علي شيء الآن أم لا؟

الجواب: الواجب عليك إذا انتقض وضوءك قبل إتمام الطواف أن تنصرف من الطواف، فتتوضأ ثم تتم الشوط السابع، وبعد ذلك تصلي خلف المقام، هذا الذي يجب أن يفعله كل مؤمن.

كل من انتقض وضوءه وهو يطوف عليه أن يتوضأ ويكمل طواف الشوطين أو الثلاثة أو الأربعة، أما إذا انتقض وضوءه وأكمل الطواف فطوافه باطل ولا يصح.

حكم الصيام في السفر

السؤال: سائل يقول: علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أثناء السفر، فهل ذلك جائز في صيام الفرض أو النافلة؟

الجواب: الذي لا خلاف فيه بين أهل السنة والجماعة أن المسافر إذا احتاج إلى الإفطار وهو صائم أفطر، وإذا لم يحتج إلى ذلك لا يفطر، فيجوز الإفطار أو الصيام، إلا أن يكون الفطر للضرورة؛ كما لو أنه صام وتعطل في سفره فالفطر أولى وأفضل، وبالنسبة للصلاة يقصرها فيصلي الصلاة الرباعية ركعتين ما دام في سفره.

حكم الصيام للعمرة

السؤال: هل يجوز الصوم في العمرة؟

الجواب: الصيام للمعتمر في الحج يكون بعد أن يتحلل من العمرة، فيصوم ثلاثة أيام وهو في مكة، وهذا أفضل له، ثم يصوم سبعة أيام في بلده.

وإن قصد السائل أن العمرة تكون في غير أشهر الحج فلا صيام مع العمرة أبداً، لأن الصيام لا يكون إلا لمن اعتمر وحج إذا لم يستطع أن يذبح شاة أو يشارك في بقرة فيجب عليه صيام عشرة أيام، ثلاثة أيام يصومها في مكة، وسبعة أيام في بلاده.

أما إذا صام المعتمر ليتقرب إلى الله؛ فليس هناك مانع، لكن لا يعتقد أن الصيام سنة في العمرة، فيبتدع بدعة.

حكم إعطاء الزوجة رخصة عامة في صيام النافلة

السؤال: يقول: أعطى زوجته رخصة أبدية مقدمة لصوم النافلة، فهل هذا جائز؟

الجواب: هو في ذلك مأجور، وهي أيضاً مأجورة، ولا حرج في ذلك.

حكم كتابة عبارة: (البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل) على بعض السلع التجارية

السؤال: يقول السائل: ما حكم كتابة عبارة: (البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل) في بعض السلع التجارية؟

الجواب: المعيبة لا بد أن ترد، وكتابة هذه العبارة جائزة، وليست محرمة، والأفضل عدم كتابتها.

حكم من اعتمر وترك التقصير أو الحلق

السؤال: امرأة اعتمرت ولم تقصر شعرها، وبعد ذلك ذهبت إلى التنعيم لتعتمر مرة أخرى، ثم اعتمرت وقصرت شعرها في العمرة الأخيرة، فهل عليها شيء في عمرتها الأولى؟

الجواب: مؤمنة اعتمرت وتحللت ولم تقصر شعرها، ثم بعد ذلك اعتمرت من التنعيم على رجل ميت أو امرأة ميتة؟

عليها هدي إما ذبح شاة أو صيام عشرة أيام بسبب أنها لم تقصر شعرها، أما العمرة الثانية فشأنها، فلا تكون العمرة الثانية قضاء للعمرة الأولى، فمن اعتمر ولم يقصر من شعره أو يحلقه أو ترك واجباً فعليه هدي إما ذبح شاة أو صيام عشرة أيام.

حكم الحلف بالطلاق

السؤال: سائل كريم يقول: لقد فشا الجهل في أمتنا وانتشرت هذه الأباطيل وهو أن الناس يحلفون بالطلاق في كل شيء، نحو قول القائل: علي الطلاق لا آكل، أو علي الطلاق ما قلت كذا، فهل يجوز هذا؟

الجواب: هذا لا يجوز، وهو حرام عليهم، فالطلاق هو فراق الزوج والزوجة إذا اشتد الكرب وعظم الألم، ولم يستطيعا أن يفعلا شيئاً فحينئذ تطلق المرأة لتنجو وينجو الرجل.

واعلموا أن الله ولي الزوج والزوجة، ولا يرضى لوليه أن يؤذى ويتضرر أبداً، سواء كان رجلاً أو كانت امرأة، فإذا حصل الضرر ولم يستطع هذا الرجل أن يسعد مع هذه المؤمنة؛ لأنها آذته أو ما أطاقها؛ فحينئذ يأذن الله أن يطلقها ليستريح، والمؤمنة كذلك إذا آذاها زوجها وتضررت بذلك وصبرت عليه ثم لم تطق، فلا يرضى الله لها ذلك وهي أمته، فتطالب بالطلاق وتطلق.

فالطلاق لا يشرع إلا لرفع الضرر فقط، أما اللهو واللعب بالطلاق، فهذا كله كلام الجهال.

حكم مقابلة الرجل زوجة أخيه

السؤال: سائل يقول: هل يجوز مقابلة زوجة الأخ؟

الجواب: أولاً: لا تخلو بها، فإن كنت غير خال بها كأن تكون مع جماعة من الرجال أو النساء فيجوز بشرط أن تكون مستترة بأن لا تكشف وجهها أمامك، أما إذا كشفت عن محاسنها أمامك بدعوى أنك أخو زوجها فلا يجوز.. لا يجوز.. لا يجوز؛ لأنك لست من محارمها بدليل أنه لو مات زوجها جاز لك أن تتزوجها.

حكم من نذر أن ينحر سناً من الأنعام فنحر دونه

السؤال: سائل يقول: نذر أن ينحر سناً من الإبل جذعة أو حقة فذبح دونه، فهل يجوز ذلك أم لا؟

الجواب: لا بأس عليه إن شاء الله.

حكم ترك سجود التلاوة

السؤال: سائل يقول: رجل تلا آية فيها سجدة ولم يسجد سجود التلاوة، فما حكم ذلك؟

الجواب: من تلا آية فيها سجدة ولم يسجد سجود التلاوة فقد فاته أجر، فيا ليته سجد ليعظم أجره! حتى ولو كان على غير وضوء.

حكم مس المصحف للحائض والنفساء

السؤال: هل يجوز للحائض مس المصحف؟

الجواب: لا يجوز، فالحائض والنفساء كالجنب لا يمسا المصحف؛ المصحف لا يمسه إلا المطهرون، أي: المتوضئون.

حكم قراءة الحائض للقرآن

السؤال: هل تقرأ الحائض القرآن عن ظهر قلب؟

الجواب: قالت العلماء: إذا كانت تحفظ سوراً وخافت أن تنساها لفترة حيضها فيجوز لها أن تقرأ القرآن وهي حائض خشية أن تنسى ما حفظته.

أما إذا أرادت أن تقرأ القرآن تقرباً إلى الله أو لتحفظه فلا ينبغي لها ما دامت حائضاً أو نفساء كالجنب.

فضل الصلاة في ساحات الحرم النبوي أو على سطحه

السؤال: سائل يقول: هل الساحات حول المسجد النبوي تعتبر جزءاً من المسجد؟

الجواب: لا. لو صليت فيها فإن صلاتك ليست بألف صلاة أبداً حتى تصلي داخل المسجد، ولو امتدت الصفوف إلى خارج المسجد فالصلاة صحيحة، ولك أجر صلاة الجماعة دون أجر الصلاة في المسجد النبوي وهو الألف صلاة، فهذا الفضل لا يكون إلا لمن صلى في المسجد النبوي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا بألف صلاة فيما عداه ) وأشار بيده الشريفة إلى مسجده.

و عمر رضي الله عنه لما زاد في المسجد تعجب الناس من ذلك وقالوا: كيف يزيد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: اسكتوا، هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بلغ صنعاء باليمن.

فساحات الحرم كانت هي المدينة ولم تكن مسجداً آنذاك، ومن ثم صارت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصلاة فيها بألف صلاة.

مداخلة: وسطح المسجد؟

أما الصلاة على سطح المسجد فهل هي بألف صلاة أم لا؟ فالله ورسوله أعلم. فلا أستطيع أن أقول: إن الصلاة على سطح المسجد بألف صلاة أو بدونها، بل اسألوا غيري.

حكم قيام المرء بعمرة أخرى عن غيره بعد انتهائه من عمرته

السؤال: سائل من الجزائر يقول: من اعتمر عن نفسه، فهل يجوز أن يأتي بعمرة لأمه وأبيه بعد عمرته؟

الجواب: يجوز لأي معتمر إذا فرغ من عمرته أن يخرج إلى التنعيم ليعتمر عن أمه الميتة أو عن أبيه الميت، أو عن أبيه المريض الذي لا يقوى على المشي ولا الركوب أو أمه إذا كانت كذلك، فالمريض الملازم للفراش كالميت يعتمر عنه ويحج.

حكم ترك الصلاة عمداً لعدة سنوات

السؤال: سائل يقول: إذا كنت لم أصلِّ مدة ست سنوات فهل أقضي هذه السنوات أو أكفر بالنوافل؟

الجواب: المسألة خلافية بين أهل العلم، منهم من يقول: يقضيها، ومنهم من يقول: لا يقضيها، والكل واسع، إن أراد أن يقضي فليقض على شرط أن يصلي صلاة مشروعة مقبولة، فلا يسرع في صلاته ولا يعبث بها كما يفعل الجهال، بل لا بد وأن يطمئن في ركوعه وسجوده وقراءته، إما إن قال: أنا كنت -والعياذ بالله- جاهلاً كافراً فيكثر من النوافل وتكفيه إن شاء الله.

حكم أداء صلاة الجنازة في المقبرة

السؤال: هل تجوز صلاة الجنازة في المقبرة أم لا تجوز؟

الجواب: تجوز، فلا بأس أن نصلي على الميت في المقبرة، إذا كنا لم نصلِّ عليه خارجها؛ لأنه لا ركوع فيها ولا سجود بل هي دعاء.

حكم من ترك واجباً في حج أو عمرة

السؤال: سأل سائل وقال: مؤمنة اعتمرت ولم تقصر من شعرها، ثم عادت إلى بلدها، ثم اعتمرت عمرة أخرى؟

الحواب: عمرتها الأولى وجب عليها فيها هدي ذبح شاة أو صيام عشرة أيام، لا نقول: هذه العمرة تقضي الأولى، فليس هناك قضاء في هذا، ولكن تسدد أولاً ما عليها في هذه العمرة وتعتمر عمرة أخرى. فمن ترك واجباً في الحج أو في العمرة عليه هدي، ومن عجز عليه صيام عشرة أيام.

رأي الشيخ في بردة البوصيري

السؤال: يقول السائل: ما قولكم في قصيدة البردة للبوصيري ؟

الجواب: هذه القصيدة فيها ألفاظ شركية، ولسنا في حاجة إليها، فلا نتلوها ولا نقرؤها.

حكم دفع الزكاة للإخوة الفقراء

السؤال: سائل يقول: هل يجوز دفع الزكاة لإخواني وأخواتي إذا كانوا فقراء؟

الجواب: معنى فقراء أنهم ليسوا تحت أبيهم، أي: منفصلون، فإن كانوا عاجزين فقراء نعم يعطيهم الزكاة، فأخته -مثلاً-إذا كانت تحت ولاية أبيها فهي غنية لا حاجة إلى إعطائها، لكن إذا كانت مستقلة عن أبيها وهي فقيرة فيجوز أن يعطيها الزكاة ولا حرج.

دعاء

السؤال: نطلب دعوة صادقة في هذه الليلة المباركة.

الجواب: أحد المرضى يشكو ويقول: ادعوا الله لي بالشفاء، فهيا نرفع أكفنا إلى ربنا سائلين ضارعين.

اللهم يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين! يا أرحم الراحمين اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات أجمعين إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم يا ربنا يا ربنا اشف مرضانا، يا حي يا قيوم اشف مرضانا ظاهراً وباطناً.

اللهم إن مرضى القلوب أكثر من مرضى الأبدان، فاشفنا جميعاً يا رب العالمين.

اللهم أصلح أمة الإسلام واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.. اللهم اجمع أمة الإسلام على الحق، ووحد صفوف المسلمين وبلادهم يا حي يا قيوم.

اللهم ارزقنا رضاك وعفوك وعافيتك ومغفرتك ورحمتك، اللهم يا حي يا قيوم أبعد عنا ظلم الظالمين، اللهم أبعد عنا ظلم الظالمين، واجمعنا وانصرنا يا رب العالمين على أعدائك وخصومك الكافرين والمشركين. إنك ولي ذلك والقادر عليه.

وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (191) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net