إسلام ويب

لا جهاد إلا بعدة، والإعداد فرض كالجهاد نفسه، غير أنه مقدم عليه وسابق عليه، والجهاد الشرعي المحقق لإحدى الحسنيين: السيادة أو الشهادة، وله أركان، منها: النية الصالحة، وأن يكون الجهاد وراء إمام مسلم، وإعداد العدة مما يلزم في الجهاد، ورضا الأبوين وإذنهما في جهاد الطلب، وطاعة الإمام فيما يأمر به وينهى عنه، كما على المجاهد أثناء القتال أن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يثبت ويستميت حال الزحف، ويصبر، ويصابر، ويطيع الله ورسوله، ويترك النزاع والخلاف الذي قد يكون سبباً للفشل والهزيمة.

وجوب الإعداد للجهاد

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها؛ عقيدة، وآداباً، وأخلاقاً، وعبادات، وأحكاماً.

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:[المادة الرابعة: في وجوب الإعداد للجهاد] يجب على المؤمنين أن يعدوا عدة الجهاد[ والإعداد للجهاد يكون بإحضار الأسباب، وإيجاد العتاد الحربي بكافة أنواعه، وهو فرض كالجهاد نفسه] الإعداد للجهاد فرض كالجهاد، إذ لا جهاد إلا بالعدة [غير أنه مقدم عليه، وسابق له] الإعداد مقدم على الجهاد، فلا ندخل المعركة إلا بعد أن نعد عتادها [قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال:60] ] الآية صريحة في وجوب إعداد العدة، وأسباب الجهاد: وَأَعِدُّوا لَهُمْ أي: للمشركين مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ في حدود طاقتكم وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ كان في السابق رباط الخيل، أما الآن فمطارات الطيران الحربي [وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: سمعت -يعني: بأذني- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60] ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي ) ] القتال بالسيف والحربة انتهى، لكن الرمي فبالرصاص والقنابل والقذائف، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا قبل أن يوجد هذا السلاح [وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر -أي: رجال- الجنة: صانعه يتحسب في صنعته الأجر، والرامي به، ومنبله) وهو الذي يعطيه ( وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ) ] رميكم بالسهام أفضل من الركوب على الخيل [ ( ليس اللهو إلا في ثلاثة )] ثلاثة أمور ليست من اللهو [ ( تأديب الرجل فرسه ) ] وترويضه على الجهاد، فتأديب الإنسان فرسه لهو ولكن ليس من اللهو، ولعب ولكن ليس من اللعب. ثانياً: [ ( وملاعبته أهله ) ] ملاعبة الرجل امرأته على فراشها، أو ملاعبته لأولاده الصغار في المنزل، فهذا ليس من اللهو واللعب. والثالث: [ ( رميه بقوسه أو نبله ) ] أيضاً ليس بلهو ولا لعب، ومعنى هذا أن اللهو واللعب باطلان، فلا ينبغي للمؤمن أن يلهو ويلعب، ولا يجوز اللهو ولا اللعب [وبناء على هذا وجب على المسلمين سواء كانوا دولة واحدة أو دولاً شتى أن يعدوا من السلاح، ويهيئوا من العتاد الحربي، ويدربوا من الرجال على فنون الحرب والقتال ما يمكنهم، لا من رد هجمات العدو فحسب، بل في الغزو في سبيل الله؛ لإعلاء كلمة الله، ونشر العدل والخير والرحمة في الأرض. كما وجب أيضاً على المسلمين أن يكون التجنيد إجبارياً بينهم] أي: إلزاماً بينهم [فما من شاب يبلغ الثامنة عشرة من عمرة إلا يضطر إلى الخدمة العسكرية لمدة سنة ونصف، يحسن خلالها سائر فنون الحرب والقتال، ويسجل بعدها اسمه في ديوان الجيش العام، ويكون بذلك مستعداً لداعي الجهاد في أية لحظة يدعوه فيها، ومع صلاح نيته قد يجرى له عمل المرابط في سبيل الله] يبقى أجره دائماً أجر المرابطين في سبيل الله بهذه النية [مادام اسمه في ذلك الديوان العام.

كما يجب على المسلمين أن يعدوا من المصانع الحربية المنتجة لكل سلاح وجد في العالم، أو يجد فيه] مستقبلاً [ولو أدى ذلك بهم إلى ترك كل ما ليس بضروري من المأكل والمشرب والملبس والمسكن] فأكثر الأموال تصرف في السلاح وإعداد المصانع [الأمر الذي يجعلهم يقومون بواجب الجهاد، ويؤدون فريضته على أحسن الوجوه وأكملها، وإلا] إن لم يفعلوا هذا [فهم آثمون، وعرضة لعذاب الله في الدنيا وفي الآخرة].

أركان الجهاد

[المادة الخامسة: في أركان الجهاد: للجهاد الشرعي المحقق لإحدى الحسنيين: السيادة أو الشهادة] العزة والنصرة أو الاستشهاد في سبيل الله [أركان هي]

أولاً: النية الصالحة

[أولاً: النية الصالحة: إذ الأعمال بالنيات، والنية في الجهاد أن يكون الغرض منه إعلاء كلمة الله لا غير، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ] أما لحمية البلاد وعصيبة القوم فلا.

ثانياً: أن يكون وراء إمام مسلم

[ثانياً: أن يكون وراء إمام مسلم، وتحت رايته وبإذنه، فكما لا يجوز للمسلمين _وإن قل عددهم_ أن يعيشوا بدون إمام، لا يجوز لهم أن يقاتلوا بغير إمام] يحكمهم [قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] ] وهم الأئمة الحاكمون [وبناء على هذا فإنه يجب على أية مجموعة من المسلمين] في أي بلد أو إقليم [تريد أن تجاهد غازية في سبيل الله تعالى، لتتحرر وتتخلص من قبضة الكافر] عليها [أن تبايع أولاً رجلاً منها تتوفر فيه أغلب شروط الإمامة؛ من علم وتقوى وكفاية، ثم تنظم صفوفها، وتجمع أمرها، وتجاهد بألسنتها وأموالها وأيديها حتى يكتب الله لها النصر ].

فعلى سبيل المثال: لو أن إخواننا الفلسطينيين من يوم ما أبعدوا من ديارهم التفوا حول إمام لهم، واجتمعوا حوله، وعبدوا الله معه، واستقاموا على الإسلام، لنصرهم الله عليهم، لكن مع الفرقة والخلاف والنزاع ما ينفع شيئاً، لابد وأن يلتفوا حول إمام شرعي، يبايعونه فلا يعصونه، ولا يخرجون عن أمره ونهيه أبداً، ويقودهم شيئاً فشيئاً، حتى يتقووا ويكملوا، فيقاتل بهم، والله لينصرنهم الله.

ثالثاً: إعداد العدة, وإحضار ما يلزم للجهاد من سلاح وعتاد ورجال في حدود الإمكان

[ثالثاً: إعداد العدة، وإحضار ما يلزم للجهاد من سلاح وعتاد ورجال في حدود الإمكان] والقدرة [مع بذل كامل الاستطاعة، واستفراغ الجهد في ذلك] وذلك استجابة [لقوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال:60]].

رابعاً: رضا الأبوين وإذنهما لمن كان له أبوان أو أحدهما

[رابعاً: رضا الأبوين، وإذنهما لمن كان له أبوان أو أحدهما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استأذنه في الجهاد] رجل قال للرسول: ائذن لي أن أجاهد؟ قال: [ ( أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد ) . إلا إذا داهم العدو القرية] أو المدينة [أو عين الإمام رجلاً فإنه يسقط إذن الأبوين ] ولا يطالب به، فإذن الأبوين ضروري إلا في حالتين:

الأولى: أن يداهم العدو البلاد.

الثاني: أن يعينه الإمام فيقول له: اخرج، فيجب أن يطيعه.

خامساً: طاعة الإمام

[خامساً: طاعة الإمام] الذي يقود المسلمين [فمن قاتل وهو عاص للإمام ومات، فقد مات ميتة جاهلية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية ) ] ومن هنا فلا فرقة ولا خلاف ولا حزبية، فالكل أمة واحدة، هذا هو الطريق النبوي.

ذكر ما يلزم لخوض المعركة

[المادة السادسة: فيما يلزم لخوض المعركة: لابد للمجاهد عند خوض المعركة من توقع الأحوال الآتية]

الأولى: الثبات والاستماتة حال الزحف

[أولاً: الثبات والاستماتة حال الزحف؛ إذ حرم الله عز وجل الانهزام أمام العدو حال الزحف] فلا رجوع ولا هروب أبداً [بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ [الأنفال:15]. وهذا فيما إذا كان عدد الكفار لا يزيد على ضعفي عدد المسلمين] إذا كنا مائة والكفار ثلاثمائة فهنا لا يجوز لنا الانهزام، لكن كنا مائة وهم مائة أو مائتين فهنا يحرم الانهزام [فإن زاد بأن قاتل رجل من المسلمين ثلاثة من الكفار فأكثر مثلاً فلا يحرم الانهزام] لأنه ما هو أهل لأن يقاتل ثلاثة أو أربعة [كما أنه من انهزم قصد مخادعة الكفار لينقض عليهم] فلا بأس أن يهرب، وهو يريد أن يرجع إليهم [أو انهزم لينحاز إلى فئة من المسلمين] خرج من هذه الجماعة وانضم إلى أخرى [لا يعد منهزماً، ولا إثم عليه لقوله تعالى: إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ [الأنفال:16] ] وهذا استثناء الله عز وجل، فقوله: إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ فانضم إلى المقاتلين، أو تحيز إلى فئة تقاتل ليكون معهم، فهذا ليس بآثم.

ثانياً: ذكر الله بالقلب واللسان

[ثانياً: ذكر الله بالقلب واللسان؛ استمداداً للقوة من الله تعالى بذكر وعده ووعيده وولايته ونصرته لأوليائه، فيثبت بذلك القلب ويربط الجأش].

ثالثاً: طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم

[ثالثاً: طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، بعدم مخالفة أمرهما، ولا ارتكاب نهيهما] فإن جاهد وهو يعصي الله والرسول فأنى ينصره الله؟!

رابعاً: ترك النزاع والخلاف لدخول المعركة صفاً واحداً

[رابعاً: ترك النزاع والخلاف، لدخول المعركة صفاً واحداً، لا ثلمة فيه ولا ثغرة، قلوب مترابطة، وأجساد متراصة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ] فلابد من هذا عند خوض المعركة.

خامساً: الصبر والمصابرة والاستماتة في خوض المعركة حتى ينكشف العدو وتنهزم صفوفه

[خامساً: الصبر والمصابرة والاستماتة في خوض المعركة حتى ينكشف العدو، وتنهزم صفوفه. قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:45-46] ] فهاتان الآيتان فيهما المواد الخمسة. هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما ندرس ونسمع.

الأسئلة

الجهاد في هذا العصر

السؤال: يقول السائل: فضيلة الشيخ! هل يوجد في عصرنا جهاد في سبيل الله؟ وكيف يكون؟

الجواب: من أتى المسجد لا يأتيه إلا لعلم يتعلمه أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله، أما الجهاد في عصرنا فلا يوجد، فلو أن أهل إقليم _ككشمير مثلاً_ بايعوا إماماً لهم، والتفوا حوله رجالهم ونساؤهم وأطفالهم، وطبق شرع الله، وعبدوا الله، وأصبحوا أمة قادرة لحاربوا الهند، وانتصروا عليهم، لكن أين الإمامة والعبادة والطاعة؟!

ولو أن إخواننا الفلسطينيين اجتمعوا حول إمام وبايعوه، والتفوا حوله، وقادهم سنة أو سنتين بعبادة الله، فأصبحوا ربانيين، فإن دعاءهم لا يرد، وعند ذلك يقاتل بهم اليهود فينصرهم الله.. وهكذا في كل مكان.

أما قتال بدون إمامة ولا اتحاد ولا طاعة لله، فهذا باطل. فأيما أهل إقليم أو دولة في بلاد المسلمين، تربي رجالها ونساءها وأطفالها على الإسلام، وتقيم دولة الإسلام بينهم خمس سنوات أو ست، ويتحابون ويتوادون، ويعبدون الله ليلاً ونهاراً، ويطبقون شرع الله أحكاماً وآداباً وأخلاقاً وعبادات، يصبحون أمة طاهرة نقية، فلو رفعوا أيديهم إلى الله ليزيل الجبال لأزالها، ثم يبدءون بدول الجوار فأي دولة هابطة دخلوها وطهروها ونقوها، وهكذا ينشرون دعوة الله في الأرض، لكن متى يكون هذا؟!

ولهذا عرف هذا الثالوث الأسود.. الماسونية ومن معها، فهم يعملون على تفسيق المسلمين وتفجيرهم، ونشر الربا والزنا واللواط بينهم، والخيانة والغش والكذب والخداع، والتكالب على الدنيا وأوساخها حتى لا يجتمعون، ولا يتفقون أبداً، ليبقوا دائماً بين أيديهم.

حكم الحاج يصاب بحادث في مكة ولا يستطيع الطواف

السؤال: يقول السائل: حاج وقع له حادث سيارة في مكة، ودخل المستشفى، ولم يستطع أن يطوف طواف الوداع، فماذا عليه؟

الجواب: له أجر، ولا إثم عليه.

حكم من طاف طواف الوداع ثم مكث في مكة يومين أو أكثر

السؤال: يقول السائل: رجل طاف طواف الوداع، ثم جلس في مكة بعد طواف الوداع يومين، فهل يجب عليه أن يطوف، أو يعيد الطواف؟

الجواب: من طاف طواف الوداع، ثم أقام بمكة يومين، ينبغي له أن يعيد الوداع، إلا إذا كان معذوراً لعذر من الأعذار فلا شيء عليه، أما إذا كان غير معذور فلابد أن يعيد الطواف، فالمودع يودع ويمشي، أما أن يتخلف ساعة أو ساعتين أو ثلاثاً فلا حرج، فإن بقي يومين أو أكثر فيطوف، فأهل مكة يطوفون الليل والنهار، فالطواف عبادة.

حكم الإفطار في رمضان للمسافر على متن الطائرة

السؤال: يقول السائل: المسافر الذي يسافر بالطائرة في شهر رمضان، هل يجوز له أن يفطر؟

الجواب: يجوز للمسافر على الطائرة أن يفطر في شهر رمضان، وعليه القضاء بعد رمضان، فلقد أذن الله له بذلك، وبينه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالمسافر له رخصة الفطر، وإن لم يفطر؛ لأنه ما احتاج إليه فهو خير له.

حكم من أحرم من جدة جاهلاً

السؤال: يقول السائل: ما حكم الشرع في من أحرم من جدة جاهلاً؟

الجواب: جدة ميقات لأهلها؛ لأنها بين ميقاتين: ميقات المغرب رابغ، وميقات يلملم اليمن، فجدة لا يجوز الإحرام منها، ومن أحرم منها فقد تجاوز الميقات، وعليه هدي، ومن عجز عن ذبح الشاة يصوم عشرة أيام.

حكم التأمين على الحياة

السؤال: سائل يسأل عن التأمين، فيقول: في بلادنا الكثير من الناس يؤمنون على بيوتهم وسياراتهم، فهل يجوز للإنسان أن يؤمن على حياته؟

الجواب: التأمين من وضع اليهود والنصارى، ليس من وضع الإسلام؛ لأن المسلمين أمنوا وأمنهم الله، فلا يمكن لمؤمن في قرية من القرى أن يصاب بحادث من الأحداث فيهمل ويترك، سيلتف حوله أهل القرية ويعالجون مرضه، ويسدون حاجته، ويؤمنونه، وهذا عندما كنا مسلمين صادقين، ليس كالحاضر نؤمن على السيارات، أو على الحياة.

أما إذا كنت خارج البلاد الإسلامية فأمن على سيارتك، أما داخل البلاد الإسلامية فما نرى تأميناً أبداً، بل نعود إلى الحق، فأهل القرية يجتمعون في مسجدهم كل ليلة بين المغرب والعشاء، ويدرسون الكتاب والسنة، ويتهذبون ويتربون، ويتعلمون، فيصبحون أمة واحدة طاهرة، فحينئذ يضعون صندوقاً في المحراب، ويقول إمامهم: معشر المستمعين! من زاد على قوته ريالاً واحداً فليضعه في هذا الصندوق، ومن كانت عليه كفارة، ومن كان عليه كذا، فذاك الصندوق ليسد حاجة المحتاجين، فلم نعمل هذا؛ لأننا هبطنا كاليهود والنصارى، وشاركنا في التأمينات على الروح وعلى غيره، وهذا مع الأسف.

حكم من أوصى شخصاً بأن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

السؤال: يقول السائل: كثيراً من الناس يوصون الحجاج بأن يسلموا لهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلمت عليه ما يبلغه سلامك فلا بأس، لكن حيثما تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشرق أو الغرب يبلغه سلامك، فلو قلت لشخص: سلم لي على الرسول فقد حرمت نفسك الأجر، فنحن في صلاتنا نقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقد سلمنا عليه وبلغه ذلك، فهل يعقل أنك في كل يوم تسلم على الرسول عشر مرات أو عشرين مرة ثم تقول: يا فلان سلم لي على الرسول؟! فهذا من الجهل وعدم البصيرة.

حكم الزكاة في حلي المرأة

السؤال: سائل يقول: حلي المرأة.. ذهبها وفضتها التي في يديها ورجليها وعنقها ورأسها، هل يجب عليها الزكاة؟

الجواب: إذا كان هذا الحلي ما اشترته ولا امتلكته إلا للتجمل به والتزين والتحسن فقط، لا للادخار ولا لتبيعه عند الحاجة إليه، فلا زكاة عليها في ذلك، وعلى هذا 75% من علماء المسلمين من الصحابة والتابعين، وإن كان للادخار والحاجة فقد أصبح كنزاً يجب أن يزكى، ومع هذا نقول جمعاً بين القولين لأئمة الإسلام وللحديثين: لو أنها في كل عام تقوم ما عندها بكذا مائة ريال وتزكيها لكان خيراً لها وأفضل، لكن لو لم تفعل فلا شيء عليها أبداً.

أفضلية الصلاة في المسجد النبوي للمرأة الزائرة

السؤال: سائل يقول: زائرة أو مقيمة في المدينة صلاتها في الفندق والبيت أفضل أم في المسجد النبوي؟

الجواب: صلاتها في المسجد النبوي أفضل، وخاصة إذا كانت زائرة، أما إذا كانت من أهل المدينة فصلاتها في بيتها أفضل.

أفضلية صلاة النوافل في البيت

السؤال: بالنسبة للنوافل هل تتنفل في المسجد النبوي أو في الفندق؟

الجواب: النافلة في البيوت أفضل، وبهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين.

المراد بالحرم النبوي

السؤال: سائل يقول: هل المدينة كلها حرم أو المسجد النبوي فقط؟ وإذا قلنا: كله حرم، هل الصلاة في أي مسجد منها بألف صلاة؟

الجواب: المدينة حرام من عير إلى ثور، وعير جبل أسود، وهو وراء أحد، فهذه المساحات كلها حرام، لا يصاد صيدها، ولا يقطع كلؤها، أما الصلاة في المسجد النبوي فهي بألف صلاة، أما في مسجد قباء أو غيره فما هي بألف صلاة أبداً؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا )، ويشير إليه ( بألف صلاة فيما سواه )، والإمام النووي كان يرى أن الزيادة في المسجد فيها شك، فلابد أن يكون الألف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله: (هذا) لكن فتيا عمر سدت الطريق، وذلك لما زيد في المسجد من الجهة الغربية اشتكى الناس، فقال: اسكتوا، هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو بلغ صنعاء اليمن، وهو الحق، والصلاة فيه بألف صلاة.

حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: سائل يقول: كيف يكون التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حيث أن بعض الناس يقول: يا رسول الله! ادع الله لي، ويعد هذا توسلاً.

الجواب: هذا والله ليس توسلاً، بل إنه -والعياذ بالله- جهل مركب، فالتوسل برسول الله يكون بما يلي:

أولاً: بحبه، فإن كنت محباً لرسول الله فأكثر من أن تقول: يا رب! أسألك بحبي لنبيك صلى الله عليه وسلم أن تقضي حاجتي.

ثانياً: بطاعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسننه، فتقول: يا رب! طاعة لرسولك أفعل لي كذا وكذا أو اقض حاجتي.

ثالثاً: بالصلاة والسلام عليه، فصل عليه مرة، أو مرتين، أو ألف مرة.. واسأل الله، يعطك الله حاجتك، بتوسلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أما بقولك: يا رسول الله افعل لي كذا فهذا باطل، وهذا كله من جهل الجاهلين، فلا ينادى الرسول ولا يطلب منه شيء أبداً، وإنما يسلم عليه فقط.

حكم تعزية أهل الميت في المقبرة

السؤال: يقول السائل: فضيلة الشيخ! هل تجوز التعزية لأهل الميت في المقبرة بعد الدفن أم في البيت؟

الجواب: حيثما تجد المصاب في أمه، أو أبيه، أو ولده فعزه، سواء كان في المقبرة، أو خارجها، أو في المسجد، أو في البيت، فقل له: أعظم الله أجرك يا فلان، وأحسن عزاءك، واصبر فإن الله مع الصابرين، فهذا يكفي، فلا يشترط أن يكون في البيت أو في المقبرة أو في أي مكان ما.

نصيحة لمن يكثر السهو في الصلاة

السؤال: فضيلة الشيخ! أنا رجل محافظ على الصلوات الخمس في المسجد، ولكن مشكلتي هو أنني أسهو كثيراً في الصلاة، فبماذا تنصحونني جزاكم الله خيراً؟

الجواب: إذا جاءك الوسواس وأنت في الصلاة فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه ينصرف، وابتعد عنه، فإنه يبتعد عنك ويتركك، فلا ينفع إلا اللجوء إلى الله عز وجل: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]، فالشيطان معنا لا يفارقنا الليل والنهار، فهو غضبان وساخط علينا، فنقاومه بالاستعاذة بالله، وبمعاداته، وبفعل طاعة الله ورسوله، حتى يكرب ويحزن.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي

السؤال: فضيلة الشيخ! هل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يدل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: رأينا بعض الناس يحتفلون وهم صعاليك لا يصلون، ولا يشهدون جماعة، ولا يتصدقون، ويحبون الأغاني والباطل، فلو أنه صلى الله عليه وسلم قال: احتفلوا لكان الاحتفال واجباً، لكن مادام أنه عاش عشر سنوات في مكة ولم يأمرهم بأن يحتفلوا بيوم ولادته حتى قبضه الله، وعاش أصحابه وأولادهم ولم يحتفلوا بمولده فلا يجوز المولد، فالمولد وجد في القرن الرابع سنة (425هـ) من طريق النصارى، فإننا تسلينا بهم، واقتدينا بهم، فالمولد باطل وبدعة، فصل ركعتين خير لك من ألف مولد.

الدعاء بالشفاء لرجل أصيب بحادث

السؤال: فضيلة الشيخ! رجل من أهل الحلقة حصل له حادث بالسيارة هو وعائلته، فيطلب منكم الدعاء؟

الجواب: اللهم يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين، يا ولي المؤمنين، يا متولي الصالحين، هذه أكفنا رفعناها إليك، سائلين ضارعين، نتوسل إليك بحبك وحب رسولك، وطاعتك وطاعة رسولك، أن تشفي هذا المريض، اللهم اشفه، اللهم اشفه وعافه، ورده سالماً معافى يا رب العالمين، واشف كل مريض بيننا وفينا وفي بيوتنا يا رب العالمين، واشفنا ظاهراً وباطناً، اشف قلوبنا وأبداننا يا رب العالمين، إنا عبيدك أبناء عبيدك أبناء إمائك، نواصينا بيدك ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم أن تكشف ضرنا، وتعفو عنا وتعافينا، وتغفر لنا وترحمنا، وتتوفانا وأنت راض عنا، وتدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , سلسلة منهاج المسلم - (131) للشيخ : أبوبكر الجزائري

https://audio.islamweb.net