اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , العفن الفني [3] للشيخ : أحمد القطان
أما بعد:
أيها الأحباب الكرام: إني أحبكم في الله، وأسأل الله أن يحشرني وإياكم في ظل عرشه، ومستقر رحمته، ومع الدرس السادس بعنوان: (العفن الفني) وهذه الدروس والمحاضرات إنما هي إنقاذ للجيل المسلم الذي يعبث فيه الفن في كل مكان، كما أنها نصرة لإخواننا الدعاة الصادقين المخلصين في مصر الإخوان المسلمين ، وتنظيم الجهاد الإسلامي ، والناجون من النار وغيرهم من الدعاة يُحَاربون هناك في كل شيء، الأقلام ضدهم، الإعلام ضدهم، النظام كله ضدهم، وحقهم علينا أن ننصرهم.
وعندما أقول: (العفن الفني) لا أعني الشرفاء من الفنانين فعالم الفن واسع، فهذا الذي يصيغ الأناشيد الإسلامية، ويقدمها للشباب، وذاك الذي يرسم الفنون التشكيلية بالألوان الزاهية الخالية من الصور ذات الأرواح، وذاك الذي يكتب الأدب والشعر والنثر والقصة ينهض بالجيل المسلم من كبوته، ويربي على الدين والأخلاق.
نحن لا نعنيهم في هذه الدروس، الفنانون الشرفاء الذين يقدمون فنهم فلا يتعدون حدود الله ولا يقربونها، لهم احترامنا، وإنما حديثنا عن الذين يدمرون ولا يعمرون، وهم الأكثر والأغلب في الوسط الفني، والماسونية العالمية استخدمت الفن في تدمير القيم والأخلاق، وكما تعلمون أن الماسونية هي ابتكار لليهودية ، واليهودية تريد أن تقيم ملك داود المزعوم، فابتكرت أسترة كثيرة وأعدت لها المحافل، وسخرت لها الناس، واحتالت عليهم، فدخل فيها من دخل إما مخدوعاً، أو يعلم حقيقة الماسونية لكنه يتبرأ منها فلا يستطيع الخروج، أو أن له مصالحاً مادية وشهوانية جعلته يساهم بنشاطها.
وممن استغلتهم الماسونية في مصر هم أهل الفن، وبين يدي صور لفنانين مشهورين طالما أُعجب الناس بفنهم، ولا أظن هناك دولة عربية لم يذهب إليها فن هؤلاء الفنانين، لكن هذه الصورة التي أمامي تبين أن هؤلاء الفنانين هم أعضاء المحفل الماسوني في مصر ، فهذه صورة أمامي للفنان المشهور حسين رياض ، وقد جلس على كرسي المنفذ الأول في المحفل الماسوني في مصر ، وصورة لـمحمود الهنيدي أيضاً يجلس على كرسي الملك سليمان، هكذا يسمون الكرسي في المحفل الماسوني، كرسي الملك سليمان، وصورة ثالثة لـيوسف وهبي وصورة رابعة لـمحسن سرحان ، وأكتفي بهذه الأسماء، وهناك صور أخرى كثيرة للفنانين لكن هذه هي الصور التي تثبت بالدليل القاطع.
ولقد نشرت الصحف هذه الصور، ولم يذكر أصحابها أنهم في المحفل الماسوني، وصورة محسن سرحان وقد وضعوا على عيونه عصابة سوداء، حتى يثبت عضويته ويدخلونه في سرداب فيه توابيت وجماجم، وفيه هياكل بشرية حقيقية، ثم ينام وبجواره العظام حتى يرهبونه، فإذا أراد أن ينسحب من المحفل بعد ذلك يقولون له: إن مصيرك مثل هؤلاء، فهذه الجماجم وهذه العظام هي لأشخاص خانوا العهد، وهذا مصيركم فيحسوا بالرعب فينفذوا لهم جميع المطالب.
ومن أقوال الماسونية المشهورة قالوا: إننا استطعنا أن نستخدم كل إنسان على وجه الأرض لصالح مخططاتنا، سواءً علم ذلك أو لم يعلم، يقولون في البروتوكولات: فإن بائع الجرائد الذي يقف على الرصيف، ويحمل صور النساء العاريات، فهو في الحقيقة يخدم أغراضنا علم أو لم يعلم؛ لأن من أهدافنا تحطيم القيم والأخلاق، ونشر الرذيلة، ومحاربة الفضيلة، وتحطيم الدين، فكل من يساهم بهذا فهو يخدمنا ومن رجالنا.
المقال مكتوب: الفن والماسونية ، ثم في الصفحة الأخيرة للموضوع صور ثلاثة كتَّاب مشاهير، أعلى صورة لمن حاز على شهادة نوبل نجيب محفوظ ، صاحب الروايات الخليعة، التي قالت عنه نبيلة عبيد في الدرس الثاني (للعفن الفني): أنه هو وأمثاله هم الذين دفعوها لكي تجسد ما قرأته في رواياتهم على الشاشة. انحلال ومجون وعري.
حاز هذا الرجل على جائزة نوبل، والأستاذ عبد الله حسين الرومي كتب مقالاً طويلاً عريضاً بإحدى الجرائد الكويتية، عودوا فاقرءوه فهو نافع ومفيد، رد في هذا المقال على من قال: إن إعطاء جائزة نوبل لـنجيب محفوظ الروائي يعتبر تكريماً، قال عبد الله حسين الرومي : إن هذا ليس تكريماً، فإن هذه الجائزة لا يأخذها إلا ماسوني.
بعد إثبات هذه الحقيقة أن الماسونية استفادت من الفن والفنانين، وهناك تفصيل في هذا لكن يكفينا ما أكدناه في الصور.
عدد القوات التي كانت مع عادل إمام ثلاثة آلاف عسكري، بقيادة ثلاثمائة ضابط، باللبس الرسمي العسكري، أما المخبرون السريون فما يعلم عددهم إلا الله.
وهناك في الصعيد المصري لما بدأ عرض المسرحية وموضوع هذه المسرحية: رجل طلق امرأته ثم ندم، وأراد أن يعيدها فقالوا له: لا تعود لك المرأة بعد طلاقها بثلاث إلا بمحلل، وكان المحلل هو عادل إمام .
وكما تعلمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح سمى المحلل بالتيس المستعار، وهذا ليس كلامي أنا وإنما كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والفقهاء بينوا بأن التيس المستعار: هو الذي يحلل المرأة بعد طلاقها الطلقة الثالثة، وكما تعلمون بأنه وإن أحضروا هذا المحلل فإن العقد باطل، ولا تحل الزوجة لزوجها الأول الذي طلقها ثلاث طلقات لوجود المحلل، وإنما تحل له بعد أن ينكحها رجل آخر باختيارها واختياره، ورضاه ورضاها، وقبوله وقبولها، ثم يذوق عسيلتها وتذوق عسيلته، أي يدخل بها، وتمكث عنده ما شاء الله لها، فإن قدر الله سبحانه وتعالى دون إكراه أو إلزام وإنما باختياره المحض، فإن قدر الله وطلقها طلاقاً شرعياً وظهرت من عدتها وبانت منه؛ عند ذلك يحل لزوجها الأول أن يعقد عليها عقداً جديداً ومهراً جديداً ويتزوجها، أما أنهم يحضرون تيساً مستعاراً لكي يحللها، فهذه بدعة.
القصد من هذه المسرحية هو الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي حرم المحلل، والتنكيت عليه، وكما تعرفون عادل إمام المهرج صاحب النكتة المرتجلة، انظروا ماذا فعل في هذه المسرحية من السخرية بالحديث وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالقيم، وبالأخلاق، وكل هذا لكي يثير أهل الدين، فقام شاب من الحاضرين في المسرحية ولم يكن في الحقيقة عليه مظهر التدين، يعني: لم يكن ملتحياً أو على رأسه طاقية، وإنما شاب من هؤلاء الشباب الحاضرين، صبر.. صبر.. صبر وهم يستهزئون بالدين وبالإسلام فوقف بين الناس وصاح بأعلى صوته: لا إله إلا الله، وهذه لها معنى عظيم، لا إله إلا الله معنى هذا أن الحاضرين الراضين بمثل هذه المسرحية قد كفروا، فالذي يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالحديث الشريف أو بالدين الإسلامي فهو كافر بإجماع الأمة، سواءً المستهزئ أو الراضي بهذا المستهزئ، فإعلان هذا الشاب كلمة التوحيد، معناه: أنني أجدد ديني وأتوب من حضوري، فإن مجاهدة هذه المسرحية والرضا بها كفر، وهو إعلان للناس الحاضرين أن توبوا إلى الله وقولوا: لا إله إلا الله، فمن ضحك واستأنس وفرح بالسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم وحديث فقد خرج من ملة الإسلام، وما إن صاح بها هذا الشاب لا إله إلا الله حتى تخطفته أيدي رجال الأمن.. المباحث، والضباط، والشرطة، وداسوه بأقدامهم، وضربوه بالعصي الكهربائية، ولكمات على الوجه حتى أخفوا معالم وجهه، وكانت أعصابهم مشدودة، فخرجوا خارج المسرح وأي شاب ملتحٍ يقترب يلقون القبض عليه عشوائياً ويضربونه حتى يغمى عليه.
حتى حدثت حادثة نادرة أن أحد الوجهاء حضر ونسي البطاقة أو الكرت الذي يؤذن له بالدخول، فظنوه أنه من المتدينين الذين يتجسسون، فضربه رجال الشرطة وبطحوه على الأرض حتى جاء من يثبت أنه ليس منهم.
أنا أقول: كفى بشباب الدعوة فخراً وعزاً أنهم جعلوا أصحاب (العفن الفني) لا يستطيعون عرض مسرحيتهم وعفنهم إلا تحت الحراسة المشددة التي بلغت ثلاثة آلاف عسكري وثلاثمائة ضابط، ورجال مخابرات بالمئات.
أنا في الحقيقة أعتبر هذا نصراً للدعوة ولشبابها، وبالأخص لـتنظيم الجهاد هناك في مصر ، وأثبتوا للعالم أنهم يغارون على الدين، ويدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم بلغوا من المهابة أن الدولة كلها تلتحم معهم في معركة عسكرية، وكنا ننتظر من هذه الدولة أن ترسل هذا العدد لتحرير طابا في ذلك الوقت، أو لمحاربة اليهود، أو لدعم الانتفاضة، أو لإحراق العلم اليهودي الإسرائيلي في مصر ، لكن يؤسفني أن هذه القوات التي أنفقت عليها الدولة عرق الشعب ودماءه ذهبت لكي تضرب أبناء الشعب، بل الصادقين المخلصين الشرفاء من هذا الشعب الكريم.
وفي هذه الزوبعة والمعمعة .. وطبعاً في المسرحية وقعت قبلات، أنا في الدرس الثاني قلت: إن مديحة كامل هي التي كانت مع عادل إمام، ولكن الصحيح رجاء الجداوي هي التي كانت معه في المسرحية وليس مديحة كامل ، فـرجاء هذه هي التي كان يقبلها عادل إمام في المسرحية، وتقول: إنما قبلت سيد الشغال وليس عادل إمام ، وأنا زوجة وأم شريفة، يعني: قبلها عادل إمام لا يقل عن ألف قبلة، ولا تزال أماً شريفة؛ لأن المسرحيات قبل عرضها تأخذ بروفات كثيرة شهور، في الصباح وفي المساء، ثم لما يأتي دور القبلة ما يتنازل عادل إمام وكيف يحصل له خد مثل خد رجاء جداوي كي يتنازل عنه؟ فالبروفة اليومية تتكرر عشرة أو عشرين مرة، كل هذه القبل بمجموعها تقول عنها رجاء : أنها لا تُقبل عادل وإنما قبلَّها الممثل.
أفتى الشيخ الشعراوي بحرمة مثل هذا التمثيل، وكذلك شيخ الأزهر أفتى بحرمة هذا النوع من التمثيل، وهذه فتاوى شرعية من علماء مصر .
و(الكاريكاتير) نزلت بكثرة في الصحف على أشكال وألوان تتحدث عن شباب الصحوة، لكن أريكم الصورة الثانية، استهزاء (الكاريكاتير) في (الصعايدة) من أهل أسيوط الذين ثاروا وعارضوا هذه المسرحية: صعيدي مع امرأته معه تذكرة، يقول لها: قطعت تذكرتين من أجل أن ندخل المسرحية، (لكن حسك عينك تضحكي أضربك بالنار وأدفنك في أرضية المسرح) يستهزئون بأهل البلد أسيوط تحت الحراسة المشددة، إلى آخره كلها صور استهزاء بـ(الصعايدة).
ويؤسفني أن بعض (الكاريكاتير) تبين لك أن الصعيدي قذر جسمياً، رسموا اثنين (صعايدة) والذباب على عيونهم ومن شدة كثرة الذباب على عيونهم الشخص يقول للآخر: كنا نريد أن نرى مسرحية عادل إمام ، لكن كيف نراها والذباب على عيوننا؟
متى بلغ بهؤلاء أصحاب (العفن الفني) أن يتجرءوا على (الصعيدي) المشهور بالعزة والكرامة والأخذ بالثأر والرجولة؟ لم يبق في مصر من الناس من يحافظون في الحقيقة على العادات الكريمة والأخلاق الحميدة إلا أصحاب الأرياف و(الصعايدة) ومن رحم الله في المدن ممن حافظ على دينه، لهذا أهل الفن مغتاظون! ويريدون تدمير ما تبقى من دين وخلق ورجولة وشهامة.
وهناك (كاريكاتير) رسموا فيه أن شخصاً يأخذ مصباحاً لكن هذا المصباح سلسلة حديد؛ يبين لك أن الدين في رءوس هؤلاء شباب الصحوة إنما هو قيد حديد، وأنهم يحملون جنازات أموات يمشون فيهم ومكتوب: أعوذ بالله من الفنون! أعوذ بالله من الفنون! يعني: بدلاً من أن يقول: سبحان الله والحمد لله، يقول: أعوذ بالله من الفنون، أعوذ بالله من الفنون، يستهزئون بالذكر، إلى آخره من الصور التي هي بالعشرات في الحقيقة، والإعلام في أيديهم، والصحافة والأقلام في أيديهم، يسخرونها كيفما يشاءون.
يقول: أنا لم آتِ هنا لأتحدى أفراداً أو أشخاصاً، لكني أتحدى فكراً منحرفاً متطرفاً، والدي كان شديد التدين وحافظاً للقرآن، فالدين في قلوبنا جميعاً وهو ضد التطرف أو التعصب، ومن يقول: إن الفن حرام لا يفهم ما هو الفن الذي لا يمكن أن يوظف لشيء سيئ، ولو كان الناس المتطرفون هؤلاء عندهم حاجة تشغلهم ما حدثت كل هذه المشاكل، فالغالبية لا تعمل. -لاحظ- أقف عند هذه الغالبية لا تعمل، غالبية شباب الصحوة الإسلامية لا تعمل، صاحب (العفن الفني) اعترف بها، يضيقون عليهم في وظائفهم وفي أرزاقهم ويطردونهم من الأعمال، وإذا أوجدوا مؤسسات اقتصادية أو تجارية حاربوها وحاصروها بالقوانين، كما حدث لتوظيف الأموال في مؤسسة الريان، ضيقوا عليها وحاصروها حتى جردوها من كل شيء، وجاءت الصحف عندنا هنا تتهم وتكتب زوراً وبهتاناً.
المسلم هناك في مصر يعيش عيشة الكفاف أو لا يكاد يجد، يذكر لي رجل صالح تقي يقول: عندي دكان أنا وابني نخرج منه قوت يومنا وبجواره محطة (بنزين)، صاحب المحطة الإقطاعي أصحابه متنفذون من وزراء ورؤساء إلى آخره، جاء إلى صاحب هذا الدكان الصغير وقال: أريد أن أضم دكانك إلى المحطة -أوسع المحطة- قال: لا أبيعك، إذا بعتك الدكان وأكلت قيمته كيف أصرف بعد ذلك على أهلي وأولادي، قال: إما أن تبيعه باختيارك أو آخذه رغم أنفك، قال: افعل ما تشاء حسبي الله ونعم الوكيل!
ذهب صاحب المحطة بعد أن رفع صوته على صاحب الدكان ومن مر بالشارع يسمعون، ذهب إلى طبيب شرعي حقير وأعطاه رشوة وقال: اكتب لي تقريراً أنني مضروب على الوجه، ومكسور الأنف، ومخدوش الجبهة، ومكسور الضلع، فأخذ التقرير الطبي كاملاً، وذهب لضابط مخفر وأعطاه رشوة وكتب محضراً بالمعركة أن صاحب الدكان اعترض على صاحب المحطة وأهانه وشتمه وضربه وهذا التقرير الطبي موجود، وقبضوا على صاحب الدكان في الصباح الباكر، ورجال المباحث وضعوا الحديد في يديه وأخذوه، وجلس في السجن شهرين، تحت ذمة التحقيق بعدما صدر الحكم، فتشردت أسرته، وجاع أولاده، وانهار بيته، حتى وهو في السجن أرسل إلى صاحب المحطة: أن خذ الدكان مجاناً وأخرجني حتى أرى أهلي وأولادي، وفعلاً أخذ الدكان صاحب المحطة وضمه إلى محطته، وما استطاع هذا المسكين أن ينجو من السجن إلا بعد أن تنازل عن حقه وماله.
هذه هي صورة من الصور في مصر ، من يستطيع أن يأكل اللحم من الشعب المصري مرة أو مرتين في الأسبوع؟ تستطيع أن تقول: إن وجبة اللحم تصل إلى ربع الراتب أو إلى ثلث الراتب عند بعض الأسر وبعض العوائل، وينفقون الآلاف بل الملايين على أهل الفن والفنانين، ثم يأتي عادل إمام ورجاء الجداوي يقولون: لماذا تترك الدولة هؤلاء لا عمل لهم؟ لو كان لهم عمل لانشغلوا عنا وعن مهاجمتنا ومحاربتنا؟
تستطيع أن تقول: إن عشرات الألوف من الخريجين في مصر والمهندسين، والدكاترة، والخبراء، والمستشارين، غير العقول الحرة التي هاجرت من مصر وفرت إلى دول أوروبا ، وإلى ألمانيا ، وأمريكا حتى يستطيعون العيش، علماء خبراء أفذاذ، والشعب المصري يتميز عن سائر الشعوب أن الله أعطاه ملكة العلم، وسرعة الفهم، علماؤهم يملئون الدنيا في جميع المجالات والتخصصات، كل الدنيا تستفيد إلا مصر لا تستفيد منهم، دكتور مصري يخترع دواء لعلاج مرض خطير، ويدور ويعرضه على الدولة وينتظر أحداً وينتظر الدولة تشجعه أو تشتريه، ولما ذهب الخارج وباعه هناك على ديار الكافرين ألقي عليه القبض، وسجن، وحورب، وصودر، هكذا يعاملون الرجال الأحرار المخلصين في مصر .
يقول عادل إمام : فالغالبية لا تعمل ثم لا تجد ما تأكله، ويا ليت أن كل واحد فينا يعمل، حينها لن يبقى عندنا وقت نؤذي بعضنا على بعض، أو نتكلم على بعض، والغالبية التي لا تعمل تحارب بشراسة الأقلية التي تعمل، ويعني بالأقلية التي تعمل هم أهل الفن، يعتبر هذا العمل شريفاً نظيفاً يخدمون فيه الرسالة والخلق القويم.
يقول: تتربص لها، وتسفه عملها، وتحاول الإيقاع بها، وكثير من الشرور تتولد من الفراغ، والإنسان الذي لا يعمل يصبح كائناً بلا قيمة، يستهزئ من أشكال الصالحين المتدينين، يستهزئ بذقونهم وثيابهم على السنة، يستهزئ بهم عادل إمام.
نشرت مجلة الأربعاء ملحق صحيفة المدينة المنورة بتاريخ 4/ شعبان/ أن أجور الفنانين تضاعفت (2000%) خلال عشر سنوات، وعلى سبيل المثال فإن نور الشريف الممثل الذي كان يتقاضى على الفلم (1250) جنيه مصري أصبح يتقاضى (30000) جنيه، وأن عادل إمام الذي كان أجره (1200) جنيه مصري أصبح يتقاضى (100000) جنيه، وتدور الأيام ويهبط المستوى الفني، وترتفع أجور الممثلين، فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها (2723) بتاريخ 13/5/1986م أن عادل إمام حدد بنفسه نسبة قدرها (50%) من تذاكر مسرحية: (الواد سيد الشغال) للاستمرار في عرضها بعد أن كانت النسبة (30%) وتحقق المسرحية في المتوسط اليومي (6000) جنيه مصري.
وعلى هذا فإن عادل إمام يحصل على (3000) جنيه يومياً، اضربها في الشهر واضربها في العام، هذه من مسرحية واحدة فقط، ناهيك عن حقوقه في الأفلام والمسرحيات والفيديو إلى آخره.
وتدور الأيام وأهل الفن في خير، فقد ذكرت مجلة الأربعاء بتاريخ 3/محرم/1408هـ، أن عادل إمام رفع أجره إلى (150000) جنيه في الفيلم الواحد، وأما أجر محمود عبد العزيز على المسرح في مسرحية (خشب الورد) فهو حوالي: (1000) جنيه كل ليلة، هذا بالنسبة للأجور أما التكاليف حتى لو كان الإنتاج هابطاً فإنه مرتفع جداً جداً.
نشرت صحيفة الشرق الأوسط في العدد (2715) بتاريخ 5/5/1986م أن ملابس (الفوازير) -ملابس (الفوازير) هذه شريهان التي تظهر في التلفاز في رمضان- ملابس (الفوازير) دفعت بشكل جنوني فملابس شريهان بطلة (الفوازير) التي يعرضها التلفاز تكلف نصف مليون جنيه، يقول المعلق في مقالته: فهنيئاً لساكني المقابر، والمصلوبين في محطات المواصلات، والخائفين من انفجار المجاري، فإن الفن بخير وأهله في أحسن حال.
ولا يخفى عن أسماعكم وأنظاركم ما ينقله التلفاز والإذاعة والصحف من انهيار عمارات كاملة على ساكنيها فيموتون بالعشرات وبالمئات في بلد يجري فيها النيل، والأيدي العاملة بالملايين، لكن المتنفذين وحكومة الفنانين والماسونية والمؤامرات الداخلية والمؤامرات الخارجية هي التي جعلت هذا الشعب الصابر المكافح المسلم يعاني الأمرَّين، والسر يكمن أن مصر أمة حقيقية ذات تاريخ، وذات كيان، وذات جيش، وذات شعب وعلم ودعوة، ويكفيها أن دعوة حسن البنا بدأت فيها لتصحح أفكار الناس، وتعيد الخلافة المغتصبة والتي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحكم الجبري الذي نحن فيه: (تكون خلافة على منهاج النبوة).
يتآمرون على مصر لأن مصر هي أم الدعوة، وهي التي لا تزال سجونها تستوعب أكبر عدد من الدعاة الصادقين المخلصين، وشهداؤها عبر قوافل الشهداء علقوا من الأربعينات إلى هذه الأيام، وقوافل الشهداء مستمرة في مصر .
يتآمرون عليها؛ لأنهم يخافون على اليهود، بل يخافون من أن تقوم الخلافة الإسلامية على أرض مصر فتجتاح العالم وتعود الوحدة الإسلامية الحقيقية انطلاقاً من وحدة الدين ووحدة العقيدة.
تأتي امرأة لطفلة عمرها -مثلاً- ست سنوات تحمل أخاها وعمره سنة أو سنتين، ثم تقول لها: يا ابنتي! خذي هذه عشرة جنيه اذهبي واشتري لي من (المحل)، أنا مرهقة، وهاتي هذا الولد أحمله عنك ثم تمسك الطفل وتأخذه معها، وتذهب البنت الصغيرة لكي تشتري شيئاً وترجع فما تلقى الطفل ولا المرأة، هذه صورة الأم وصورة الطفل الذي قطعوه ومزقوه، وهذه الحادثة ليست الواحدة وإنما هي عشرات الحوادث، حتى أصبح الناس لا يأمنون على أولادهم ولا يأمنون على بيوتهم، يذهب أحدهم إلى الحقل أو إلى العمل أو الوظيفة وهو في وجل وفي خوف.
عنوان عريض: أم تهرب بطفلها من عصابة الخطف، وتسير وحيدة وسط المزارع لمسافة خمسة كيلو مترات.
الطفل مصطفى رافعاً يده بالدعاء والذي اختطف ثم قتل، وضعوا صورته.
بنت تولول خطفوا شقيقها وقتلوه، أبو القاسم عبد الرحمن وجد طفله مقتولاً. محمد الصغير يرضع ولا يزال مخطوفاً، رضا والد محمد ووالدة محمد لا يزالون يبكون.
العناوين العريضة: الابن الغائب لماذا اختفى وكيف يعود.
مصر تحتل المركز الأول بين دول العالم الثالث في خطف الأطفال.
سبعة آلاف شخص يختفون في سنة واحدة -هذا الكلام ليس من عندي جريدة الوفد مصرية هي التي تكتب هذا- معظمهم لا يعودون، أين يذهب الغائبون؟ الفتيات إلى أوكار الرقيق الأبيض، يربون البنات وهن صغار ثم إلى أوكار الدعارة والزنا في الملاهي والكبريهات والبارات، والصبيان إلى عصابات النشل والمخدرات، يأخذون الصبي وهناك في أماكن سرية وفي مجاهيل يربونه على النشل وخفة اليد والسرقة، يعطونه اسم حركي مشرط ملقط حتى لا يعرف من هو، ولا يعرف نسبه، ولا يعرف من هو أبوه أو أمه.
علماء الاجتماع يقولون: التصدع الأسري والتطلعات المادية وقصور التشريع وراء ظاهرة الغياب.
مدير مصلحة الأمن: اختفاء الأطفال ظاهرة خطيرة لا ندعي أننا سيطرنا عليها، هذا مدير الأمن العام أعلن عجزه على سيطرة الأمن العام على المجرمين الخاطفين.
كل هذا -أيها الأحباب الكرام- يحدث بسبب هذا العفن الفني الذي يدفع يومياً بشروره عبر أجهزة الإعلام فيتلقاها الشباب، أفلام الجريمة.. أفلام الجنس.. أفلام الخطف.. أفلام القتل.. أفلام المخدرات.. المسرحيات والفيديو، هم الذين أوجدوا مثل هذه الجرائم الخطيرة والتي يعاني منها هذا الشعب.
وكم انفجر هذا الشعب، وثار وحطم، ولكن القبضة الحديدية هي التي تطارده أينما كان، سجون ومعتقلات، عذابٌ وتشريد وتجويع.
أيها الأحباب الكرام: ولا يزال العفن الفني يتصدر كرسي الشهرة، فهو الذي يسمى بطلاً وبطولة، هذا الفلم بطولة فلان، البطلة.. انظر كيف يختارون اللقب حتى أصبحت الرذيلة فضيلة، يعني أنت لو تراجع الأفلام والمسرحيات تجد هناك محوراً رئيسياً تدور حوله، خذ على سبيل المثال، قضية تهوين الخيانة الزوجية، تستطيع أن تحصر آلاف الأفلام والمسرحيات التي تبين أن زوجاً معيناً إما أنه ليس عنده فلوس، أو أنه ما حقق بعض رغبات زوجته، طلبت فستاناً لحفلة زفاف فلم يستطع؛ لأنه مسكين لا يملك، أو أن وظيفته بسيطة، وواحد ثري عنده فلة وعنده سيارة، ثم هذه الزوجة أمام حياة زوجها المادية المتدنية أحبت لها واحداً، وخرجت معه، وزنت وخانت، الفلم كله يدور حول هذا الزوج الظالم، وأن هذه الزوجة معذورة ومظلومة، وأن سلوكه هذا هو الصحيح، وأن هذا الزوج لا يُصبر عليه، وتبدأ تقول: بطولة فلانة الممثلة، ويعتبر الذي هو خيانة زوجية بطولة، ويجعلون لها الأعذار، ويجعلون لها التبريرات، فمرة أنت تبكي، ومرة تتأثر، ومرة تتحسر، وفعلاً عندهم من الوسائل والأساليب ما يظهر لك الزوج وكأنه من أكبر المجرمين.
موضوع آخر: إظهار الجمع بين الزوجات الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الصحابة أمر طبيعي والغيرة فيه غيرة طبيعية، أظهروه بأنه من أعظم الجرائم، وأن على الزوج لو زنى ألف مرة يهون عليه من أن يجمع بين زوجتين، وجاءت الأفلام والمسرحيات حتى فككوا الأسر، وكثرت العوانس والمطلقات، وخرجن إلى الشوارع يعرضن أجسادهن إلا من رحم الله تحت ضغط الفطرة والإغراء و(العفن الفني) فأصبحوا يتاجرون بهذه الأمور، ويحرصون على خدمة الماسونية لإخراج الفتيات المسلمات من خدورهن، وقد كان نيازي مصطفى المخرج الذي قتل بعد أن جاء أخو البنت الذي غرر فيها نيازي مصطفى وكانت الإحصائيات والكشوف تبين أن آلاف البنات من خمس عشرة سنة إلى خمس وعشرين سنة كان نيازي مصطفى له علاقة معهن في شقته، وطريقة الموت الذي مات فيها قطعوا عروق يده حتى نزف ومات، رجل عمره أكثر من سبعين سنة، وآلاف البنات لا يمكن أبداً أن يعطيها بطولة أو يعطيها دوراً، أو يعطيها أي موقف تمثيلي إلا بعد أن -والعياذ بالله- يستدرجها إلى شقته، ويرتكب معها المحرمات.
هذا -أيها الأحباب الكرام- أثر هذا (العفن الفني) فنسأل الله سبحانه وتعالى القيوم القادر على كل شيء أن يجعل لأمتنا قائداً ربانياً، يطهرها من هذا (العفن الفني) وينظفها وهو على ذلك قدير.
اللهم رحماك رحماك بالأطفال الحيارى، والشباب الضائعين التائهين، ونسألك اللهم أن تصلح أولادنا وبناتنا ونساءنا وأرحامنا وإخواننا.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا تعاملنا بما نحن أهله، وعاملنا بما أنت أهله، أنت أهل التقوى وأهل المغفرة.
وأسأل الله أن يفرج عن المسلمين في كل مكان، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , العفن الفني [3] للشيخ : أحمد القطان
https://audio.islamweb.net