إسلام ويب

الله تعالى فاطر السماوات والأرض وباريهما، وهو الإله المستحق للعبادة وحده، ولو كان فيهما آلهة إلا الله كما زعم الكافرون لفسدتا، فهو الواحد الأحد الذي أرسل جميع الرسل بكلمة التوحيد.

تفسير قوله تعالى: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا...)

قال الله جلت قدرته: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنبياء:22].

يقول الله تعالى لهؤلاء المتخذين إلهاً معه، الظالمين لأنفسهم بالكفر والشرك: لَوْ كَانَ فِيهِمَا[الأنبياء:22] أي: السماوات والأرض آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[الأنبياء:22]، إذاً: لعلا بعضهم على بعض، ولخالف بعضهم بعضاً، فكان ذلك سبباً لخراب السماء والأرض، وبما أن الخراب غير قائم، ونظام الكون على غاية ما يكون من الدقة ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءاً ربيعاً وخريفاً، فهذا دليل قاطع على أن خالق هذا الكون واحد، وعلى أن مدبر هذا الكون واحد، فهذا دليل قطعي عقلي على الوحدانية لا ينفيه إلا مجنون أو معاند جاحد.

ثم ينزه الله جل جلاله نفسه عن أن يكون له شريك في الملك ذاتاً أو صفة ويعلمنا كيف ننزهه ونعظمه، قال تعالى: فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ[الأنبياء:22].

(سبحان الله): تعالى وتنزه وتقدس.

(رب العرش) المنفرد بالربوبية للعرش والخلق تعالى وتقدس عما ينعته ويصفه به الظالمون المشركون.

تفسير قوله تعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)

ثم قال تعالى: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23].

والله جل جلاله لا يسأل: لِم خلقت زيداً صغيراً، وأخذته كبيراً؟ لِمَ أخذت عمراً صغيراً وتركت غيره؟ لِمَ أفقرت؟ لِمَ أغنيت؟ لِم ملكت؟ ذاك أمر الله، وتلك إرادة الله، لا يسأل جل جلاله عن فعله وعمله، فهو الخالق المدبر الرازق، يصنع ما يشاء كيف يشاء، ولا يسأل عما يفعل، ونحن الذين نسأل، من ربنا؟ من نبينا؟ ما ديننا؟ هل قمنا بكل ذلك؟

نحن الذين نسأل من الله جل جلاله، ومن ملائكة القبر، وملائكة الحساب، وملائكة العرض على الله، عندما يدخل الميت قبره فيسأل: من ربك؟ من نبيك؟ فنسأل عن كل جليلة وصغيرة، وعن كل عمل قدمناه، تلك صفة المخلوق، والأولى صفة الخالق، هو الذي لا يسأل عما يفعل.

وهذا لا يمنع المؤمن أن يسأل عن الحكمة في الأشياء والخلق، أما لِمَ؟ فلا يسأل هذا مسلم، وإذا سأله الكافر فذاك من عناده وإصراره على الكفر والجحود.

تفسير قوله تعالى: (أم اتخذوا من دونه آلهة...)

ثم عاب الله فقال موبخاً ومقرعاً من اتخذ معه غيره: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً [الأنبياء:24].

وهذا استفهام تقريعي توبيخي أي: أمع كل ما علمتم ودريتم أنا ما تشركون من دون الله لا يضر ولا ينفع، لا يسمع ولا يعقل، فأنتم لفساد عقولكم، ولكفركم وجحودكم تتخذون ما لا يضر ولا ينفع إلهاً وشريكاً مع النافع والضار، مع الخالق والرازق المدبر، جل جلاله وتوحد سلطانه.

قال تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً [الأنبياء:24] أم اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم، ويشركونهم في عبادتهم لله، هذا الذي صنعوه أعندهم عليه دليل أم سلطان من الله: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ [الأنبياء:24]، قل يا محمد لهؤلاء المشركين الجاحدين: هل لكم من الله برهان ودين من كتاب سماوي سابق، أو من نبي مرسل أو من دليل عقلي: أن لله جل جلاله شريكاً في ملكه تعالى الله عما يقول الظالمون؟ لا نشهد شهادة الباطل، بل نشهد أن الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، وهو الخالق الرازق المدبر.

هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ هذا القرآن كتاب الله، هذا الكتاب المسمى الذكر لتذكير الخلق بالله، ولتذكير الخلق برسول الله عبداً نبياً، وبأن يفكروا ويتدبروا ويعوا ويعقلوا، من خالق السماوات؟ من خالق الأرض؟ من الرازق؟ من المحيي من المميت؟

(هذا ذكر من معي) هذا القرآن كتاب الله، الذي أرسلت به إليكم أيها الناس، مشارق ومغارب، عرباً وعجماً، ذكر من معي من الخلق ممن آمن بي، وآمن معي، وتبع ما أرسلت به، وعمل بما فيه حلالاً وحراماً وعقائد: هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي [الأنبياء:24] هذه الكتب السماوية السابقة التي ذكر بها الأولون في كتب الله المنزلة على إبراهيم، وعلى داود وعلى موسى وعيسى.

انظروا هل تجدون في هذه الكتب: المنزلة عليّ ليتذكر من معي، والمنزلة على من قبلي ليتذكر من معهم، هل فيها أن لله شريكاً؟ هل فيها أن لله معيناً؟ أليس فيها أن الله واحد لا شريك له؟

إذاً: هؤلاء من النصارى واليهود، ومن المجوس والملاحدة والمعطلة، هذا الذي يشركوه مع الله من ملائكة ومن جن، ومن بشر ومن أحجار وأخشاب وأصنام ما برهانهم على ذلك؟ أين الكتاب المنزل على أنبيائهم بذلك؟ ألا يستحيون أن يفتروا على الله كذباً؟ ألا يخجلون من أنفسهم؟ ألا يخجلون يوم العرض على الله عندما يأتون مشركين كافرين، ظالمين لأنفسهم؟

هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ [الأنبياء:24] الله تعالى بعد أن أمر ووعظ أضرب عن ثابت، فـ(بل) حرف إضراب يضرب بها عما قبلها، فهؤلاء معاندون جاحدون، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ [الأنبياء:24] أكثر الذين كفروا وأشركوا وعطلوا وألحدوا، هؤلاء لا يعلمون الحق، ولا يتمسكون إلا بباطل وهراء وغثاء، وزيف من القول لا دليل عليه عقلاً، ولا سمعاً، وإنما هي مفتريات ومخترعات أوحى لهم بها الشيطان، واستمسكوا بها استمساكاً ببغاوياً فآمنوا بشيء لا يعونه ولا يفهمونه، وإنما هو كفر وشرك تقليدي، فهم معرضون عن معرفة الحق، وعن الإيمان بالله وبرسل الله، معرضون عن الكتب السماوية السابقة واللاحقة، معرضون عن الإيمان برسول الله وما جاء به من حق ونور وكتاب مبين.

تفسير قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)

قال تعالى: وفي فضل نبينا عليه الصلاة والسلام: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].

ليست هذه الرسالة التي كلفت بها بدعاً من الرسل، ولم تأتِ وحدك بين الأنبياء والرسل تدعو إلى عبادة الله وحده، وإلى توحيد الله، وأنه لا شريك له، ولا معين ولا مساعد، بل انفرد بالخلق، وبإيجاد الحق، لا يحتاج أحداً بل الكل محتاج إليه.

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ [الأنبياء:25] (من) لتعريف النكرة، أي: جميع الرسل المرسلة قبلك يا محمد.

لم نوحِ إليهم إلا أن الله واحد: إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25] لم يوحَ لرسول قبلك، ولم نرسله إلى بشر إلا ليوحدوا الله، فلا ثاني معه، هو الله المتفرد بالخلق والزرق والإيجاد، المدبر للخلائق، المحيي المميت، بيده كل شيء، وهو على كل شيء قدير، فجميع الرسالات السابقة التي أتى بها أبونا آدم ومن بعده من إدريس ونوح وإبراهيم أبي الأنبياء ومن سلالة إسماعيل وإسحاق.. إلى آخر أنبياء بني إسرائيل عيسى، وإلى آخر الأنبياء والرسل جميعاً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كل هؤلاء ما أرسلوا وما أوحي إليهم إلا بعبادة الله وحده، وبالدعوة له، بلا شريك ولا معين، وكل ما زعمه اليهود من عبادة عزير وأنه من أبناء الله، وكل ما زعمه النصارى من عبادة مريم وعيسى، كل ذلك هراء وافتراء، وكذب على الله، وكذب على رسله.

لم يرسل الله أحداً من رسله منذ الأول إلى الأخير إلا بأن الله واحد، وبعبادة الله وترك ما سواه من الأوثان والأصنام والشركاء، سواء كانوا ملائكة أو جناً أو بشراً، أو كانوا غير ذلك من أي شيء اخترعه المشرك: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].

تفسير قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ...)

وقالوا: مع كل ذلك: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26].

وقال المشركون الكفرة: اتخذ الله الملائكة بنات وشركاء له، تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً!

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26] كان ذلك في قبائل خزاعة في الجزيرة، وكان ذلك في شعوب وأمم سابقة ممن ابتلاهم الله بعبادة الملائكة، بفهمهم أن الملائكة بنات الله، وأنه ولدهم، تعالى الله عن كل ذلك علو كبيراً! فقال الله مبيناً حقيقتهم بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26] أي: بل هؤلاء الملائكة الذين يُعبدون هم عباد لله، أكرمهم الله بالعصمة، وأكرمهم بالعبادة الدائمة التي لا يفترون فيها ولا يستحسرون، ولا يملون ولا يكلون ولا يتعبون.

وكما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (أطت السماء -صوتت- وحق لها أن تئط، ما من موضع قدم إلا وفيه ملك قائم أو ساجد، يدعو الله: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، يقولون: لا إله إلا الله).

وعبادتهم الدائمة هي كالنفس لنا، كما أننا لا نعيش بلا نفس، كذلك هؤلاء لا يعيشون بلا ذكر ولا عبادة، نطقاً باللسان وعملاً بالأركان.

تفسير قوله تعالى: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)

قال تعالى: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27].

يقول عن هؤلاء الملائكة الذين اتخذوا شركاء لله وأولاداً فيما زعم هؤلاء الأفاكون: إنهم لا يسبقون الله بالقول، ولا يفعلون إلا ما أمروا، فلا يعصون الله قولاً، ولا يعصونه عملاً، بل هم: عِبَادٌ مُكْرَمُونَ [الأنبياء:26]، لا يَسْبِقُونَهُ [الأنبياء:27] أي: لا يسبقون الله: بِالْقَوْلِ [الأنبياء:27] ولا يسبقونه بالعمل وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27].

فهم بأمر الله يعملون، فمنهم ملائكة الموت، ومنهم ملائكة المطر، ومنهم ملائكة الرزق، ومنهم ملائكة النار، ومنهم ملائكة الجنة، ومنهم ملائكة التكوين، كل أولئك لا يقولون إلا ما أمرهم الله بقوله، ولا يعملون إلا ما أمرهم الله بعمله، فهم عباد لله مخلوقون له، تحت القهر والمشيئة.

فالله منفرد بالقدرة وبالوحدانية والألوهية، وكل ما عداه مما علا أو سفل في السماوات والأرض إلا عباد لله تحت سلطانه وقهره: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27].

تفسير قوله تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم...)

قال تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء:28].

الله جل جلاله أكرمهم بالعصمة وبالعبادة الدائمة وهو تعالى: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ[الأنبياء:28] فيعلم ما يستقبل من عملهم، وما يستقبل من قولهم، كما يعلم أعمالهم التي أصبحت خلفهم، فيعلم ماضيهم وحاضرهم، ويعلم مستقبلهم، وكل ذلك بأمره قولاً وعملاً، لا يقولون إلا ما يقال لهم، ولا يعملون إلا ما أمروا بعمله، علم أعمالهم السابقة واللاحقة عند الله خالقهم وآمرهم وإلههم: وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ[الأنبياء:28]، وهم مع ذلك من خشيتهم لربهم، وخوفهم من ربهم، مشفقون على أنفسهم ألا ينالوا رضاه ورحمته ألا يرضى عنهم وأن يعذبوا بما لا يكاد يخطر لهم في بالهم من قول أو عمل، فهم العباد الذين لا يأمنون مكر الله على كرامتهم وعصمتهم؛ ولذلك تجدهم كالبشر والجن يعبدون الله خوفاً وطمعاً، مشفقين وخائفين على أنفسهم من أن يمكر بهم، ومن أن يقال لهم يوماً: ادخلوا النار مع الداخلين.

تفسير قوله تعالى: (ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم...)

قال تعالى: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:29].

وهذا وجه الإشفاق والخشية من الملائكة على أنفسهم من أن يصدر عنهم شيء يعذبون من أجله.

وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ [الأنبياء:29] من يزعم من الملائكة أنه إله لتعبدوه، فإنا نجزيه ونعاقبه بالدخول إلى النار والخلود فيها، وهذا شرط، والشرط لا يلزم وقوعه، ولكن هذا جواب لمن زعم أن الملائكة بنات لله، وشركاء له، والله يقول عن هؤلاء: لو أنهم فكروا يوماً أن يكونوا آلهة، وأن يدعوا ذلك لذهبت الكرامة والعصمة، ولعوقبوا بالنار والخلود فيها، ولكن (إن) الشرطية لا يلزم وقوع جوابها، أي: فهم لا يفعلون، فلا يدَّعون ذلك، ولا يعملون ما يدعو إلى ذلك؛ تكريماً من الله لهم، وحرصاً منهم على العمل دواماً واستمراراً في عبادة الله قولاً وعملاً، وهذه كقوله تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر:65].

الخطاب لنبينا صلى الله عليه وسلم، وهي (إن) شرطية، ولا يلزم منها الوقوع، فالنبي لا يشرك، وحاشاه من ذلك، والنبي معصوم، والعصمة تمنع الذنب فضلاً عن الشرك، ولكن هذا يقال من الله تخويفاً لخلقه، إذا كان الأنبياء والرسل على كرامة على الله، وإذا كانت الملائكة وهم العباد المكرمون إن فعلوا فعلكم، وأشركوا شرككم لا يفلتون من النقمة، ولا يفلتون من النار والعذاب، فكيف بكم ولستم بالمعصومين: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ [الأنبياء:29]، أي: نعاقبه بجنهم: كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:29].

(كذلك) كما نجزي من ادعى الألوهية، وقال: هو إله مع الله، أو إله من دون الله، كما نجزي من زعم ذلك، وادعاه في جنهم والخلود فيها: كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:29] أي: المشركين الذين زعموا لغيرهم الألوهية، أو زعموها لأنفسهم، كل أولئك مشركون وكافرون، كل أولئك لا يفلتون من عذاب الله ونقمته، والخلود في النار أبداً سرمداً.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , تفسير سورة الأنبياء [22-29] للشيخ : المنتصر الكتاني

https://audio.islamweb.net