إسلام ويب

الذنوب والمعاصي بلاء عظيم وشر مستطير، إذا ما أحاطت بالعبد أوردته موارد المنون، وألقت به في مهاوي الردى، وهذه الذنوب والمعاصي لها آثار دنيوية وأخروية، فعلى العبد اجتنابها والحذر منها حتى لا تحيق به آثارها فيكون ممن خسر الدنيا والآخرة.

آثار الذنوب والمعاصي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمر محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

قال بعض السلف: أرقهم قلوباً أقلهم ذنوباً.

وقال بعضهم: ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة.

وقال بعضهم: للمعاصي سلسلة في عنق العاصي لا يفكه منها إلا الاستغفار والتوبة.

أين من كان في سرور وغبطة؟ أين من بسط اليد في بسيط البسطة؟

جسروا على المعاصي فانقلبت على الجيم النقطة، بينما هم في الخطأ خطا إليهم صاحب الشرطة، هذا دأب الزمان إن صفا فلحظة، كم تخون الموت منا إخوانا، وكم قرن في الأجداث أقرانا، وهذا أمر إلينا قد تدانى.

كثرت المعاصي عباد الله، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.

إنهم يشكون الفقر، ويشكون عدم تيسير الأمور عليهم، ويشكون صعوبة تحصيل العلم، ويشكون ما بين الناس من الشحناء والبغضاء، ويشكون هوان الأمة على الله عز وجل وهوانها على خلق الله، وكل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، فليس في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة -دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور- إلى الدنيا دار الشرور والآلام والمصائب؟ وما الذي طرد إبليس ومقته ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه، وجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبدل بالقرب بعداً وبالرحمة لعنة، وبالجنة ناراً تلظى، فهان على الله غاية الهوان، وسقط من عينه غاية السقوط، وصار قواداً لكل فاسق وظالم ومجرم، رضي لنفسه بتلك القيادة بعد تلك العبادة والسيادة؟ فعياذاً بك اللهم من مخالفة أمرك، ورشدك يا جميل اللطف!

وما الذي أغرق الأرض كلها عباد الله، ولم ينج إلا أصحاب السفينة؟

وما الذي أرسل على عاد الريح العقيم: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة:7].

وكانت عاد عمالقة، كانوا يتخذون المصانع، واغتروا بقوتهم وقالوا: من أشد منا قوة، فأرسل الله عز وجل عليهم ريحاً هي أشد منهم قوة، فكانت تحمل الواحد منهم إلى السماء ثم تقذف به على موطئ ينكسر رأسه، ويبقى بدنه كأنه عجز نخلة خاوية؟

وما الذي أرسل على ثمود الصيحة فقطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم؟

وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب فـقَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا [الأحقاف:24] فلما صار السحاب فوق رءوسهم أمطرهم ناراً تلظى؟

وما الذي رفع القرى اللوطية إلى السماء، حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها، ثم أمطرهم بحجارة من سجين منضود، مسومة عند ربك للمشركين، ولإخوانهم أمثالها وما هي من الظالمين ببعيد؟

وما الذي أغرق فرعون وجنوده، ثم أرسلت أرواحهم إلى النار، فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟

وما الذي خسف بـقارون وداره وماله؟

وما الذي أرسل على بني إسرائيل قوماً أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وقتلوا النساء والذرية؟

وما الذي أهلك القرون من بعد نوح ودمرها تدميراً؟

كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي عباد الله، فليس في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، والأرض تعج وتثج الآن بالرذائل، تثج بالمعاصي عباد الله، وهذا -والله- نذير شر ونذير عذاب، نذير شر أن نجد سوق المعاصي رائجاًً في بلاد المسلمين، وأن نجد الدعاة إلى الله عز وجل ملجمين خلف الأسوار، وأن مساجد الله عز وجل التي يذكر فيها اسمه ويدعى فيها إلى الله عز وجل تخرب، وتسند إلى من لا يتقي الله عز وجل فيها: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ [البقرة:114].

نذير شر وعذاب أن تجد التبرج والاختلاط الماجن والسفور والفجور في بلاد المسلمين، وأن تجد من أسند إليهم أمر الاهتمام بالتربية والتعليم يسعون لإفساد شباب الأمة، ويضيعون شباب الأمة، ويضيعون نساء الأمة.

وأن تجد الجهات المعنية بالدعوة إلى الله عز وجل وبالحفاظ على دين الله عز وجل، أن تجدها تسلط كذلك على الإسلام وأهله.

والله لقد صار الإسلام في غربة، لقد صار الإسلام والمسلمون في محنة، فهلا يرجع الناس إلى ربهم عز وجل؟ فهلا يتوب الناس إلى ربهم عز وجل؟ هلا يتوب المسئولون عن بلاد المسلمين وأولياء أمور المسلمين إلى الله؟ هلا يصلحون ما أفسدوا؟ تجدون -عباد الله- الفاسقين والفاسقات والراقصين والراقصات تقام لهم الحفلات، ويتوجون بالأوسمة، ويعززون ويكرمون، وتأتي صورهم القبيحة على صفحات الجرائد كأنهم أهل للتكريم؛ لأنهم قاموا بالواجب عليهم من إفساد المسلمين، ومن تخريب شباب المسلمين وتخريب ديار المسلمين، يعطون الجوائز، وهم يعيثون في الأرض فساداً، تناط بهم الأوسمة وهم يخربون في دين الله عز وجل، والله عز وجل يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النور:19] وهؤلاء لا يحبون أن تشيع الفاحشة، بل هؤلاء يشيعون الفاحشة، وينشرون الفاحشة في بلاد المسلمين، ثم يشتكي الناس من كثرة الزنا وكثرة الاغتصاب وكثرة البلاء وكثرة الشر وكثرة الفساد: قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].

فللذنوب والمعاصي فساد في الأرض وشرور لا يتنبه لها الناس، وهذه الغفلة نتيجة جهلهم بدين الله عز وجل، وجهلهم بآثار الذنوب والمعاصي.

حرمان نور العلم

نذكر شيئاً من هذه الآثار ومن هذه العقوبات كمقدمة للكلام على بعض المعاصي الظاهرة، وكيف ينبغي على العبد أن يعالجها، وكيف يسلك سبيل علاجها.

فمن عقوبات الذنوب والمعاصي: حرمان نور العلم.

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأعلمني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

لما قابل الإمام مالك الإمام الشافعي هاله ما على وجه الإمام الشافعي من النور، فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بظلمة المعصية.

حرمان الرزق وضعف العقل والبدن

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: حرمان الرزق؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليحرم الزرق بالذنب يصيبه)، وإن تقوى الله عز وجل مجلبة للرزق، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، وتضييع التقوى ومعصية الله عز وجل سبب لحرمان الرزق.

ومن عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: ضعف العقل، كما قال بعض السلف: ما عصى أحد ربه حتى يغيب عقله.

وأدل دليل على ضعف العقل بالمعاصي أن صاحب المعاصي يجد اللذة لحظات، ويشقى بذلك في القبر ويوم يقوم الناس لرب العالمين.

فكل ذلك يدل على ضعف العقل عباد الله، ولو حضره عقله لما رضي بهذه المساومة وبهذه المقابلة، ولما آثر لذة لحظة من اللحظات على نعيم الدنيا ونعيم القبر ونعيم الآخرة، فالمعاصي تؤثر في ضعف العقل.

ومن آثار الذنوب والمعاصي: ضعف البدن، معلوم أن قوة المؤمن في بدنه، وكلما كان بدنه أقوى كان جسده أقوى، وهؤلاء العلماء الذين يشهد لهم بالتقوى كالإمام ابن المبارك وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما كم كان بذلهم وكم كانت قوتهم في الجهاد وفي البر، فقوة المؤمن في قلبه، فكلما قوى قلبه قوى بدنه، كما أن قلب المنافق ضعيف، فكذلك بدنه ضعيف، فهو لا يستطيع أن يواجه عدواً، بل هو من أسرع الناس فراراً.

ذهاب الغيرة من القلب وذهاب الحياء

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تذهب من القلب الغيرة، وإلا فكيف يوافق الزوج أن تسير زوجته معه وهي متبرجة متهتكة، كاسية عارية، كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، ذهبت الغيرة من الرجال عباد الله، وقوة الغيرة تدل على قوة الإيمان.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فالرجل الذي يرضى لزوجته أو لابنته أو لاخته أن تخرج متبرجة متهتكة لا إيمان له؛ لذهاب الغيرة من قلبه، مسخت الشخصية الإسلامية عباد الله، صار الناس -عباد الله- لا يتعززون، قد يكون العبد ليس عنده دين، ولكن عنده شهامة ورجولة ومروءة، ولكن أن يكون المسلم لا دين له ولا شهامة ولا مروءة له ولا غيرة عنده، فكل ذلك من مكر الليل والنهار، من أجهزة استقبال البث المباشر، من التفرج على الأزياء الغربية العاتمة التي ضاعت فيها هذه المعاني، فلا معنى للعبرات ولا معنى للحرمات، وليس هناك شيء عند الغرب يسمى الحياء، وليس هناك شيء يسمى الغيرة، وللأسف كل ذلك -عباد الله- يبث في بلاد المسلمين، ويروج له ويعلمه الناس على شاشات التلفاز، وعلى أجهزة استقبال البث المباشر، وعلى شبكة الإنترنت، وغير ذلك من الأجهزة الحديثة التي توجه كلها لهدم الإسلام، والله غالب على أمره.

ومن ذلك عباد الله: ذهاب الحياء، (والحياء خير كله) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

ذهب حياء النساء وذهبت غيرة الرجال بسبب الذنوب والمعاصي، فاختلط الأمر عباد الله، واختلط الحابل بالنابل، فلا غيرة عند الرجال، ولا حياء عند النساء، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ضعف القلب ووهنه

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تضعف القلب وتوهنه، فإذا نزل بالعبد بلاء لا ينجذب قلبه للتوكل على الله، ولا يدعو الله عز وجل لكشف البلاء، فهو يقع في الذنوب وفي المصائب وفي المعايب، ولا يعرف طريق الخلاص، ولا يوفق للتوبة، ولا ينجذب للتوكل على الله عز وجل، ولا يوفق للدعاء.

وأعظم من ذلك كله ما يحدث له عند الموت، حيث يخونه قلبه، ويخونه لسانه، فلا يوفق لكلمة (لا إله إلا الله) التي من قالها وختم له بها دخل الجنة، فمنهم من يقول: هو في سقر والعياذ بالله، ومنهم من يقول: لا أستطيع أن أقولها، فلسانه أثقل من جبل أحد، لا يتحرك بكلمة التوحيد عند الموت، ويخونه قلبه ويخونه لسانه أحوج ما يكون إلى ذلك.

قال الله عز وجل: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27]، بماذا يثبت العاصي؟ بماذا يثبت الفاجر، والمعرض عن شرع الله، والذي يحارب دين الله، والذي يوالي أعداء الله عز وجل؟ لا يكون الثبات عند الموت إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح.

إخراج العبد العاصي من صحبة المؤمنين

من ذلك عباد الله: أن المعصية تخرج العبد من صحبة المؤمنين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن) فيحرم من صحبة المؤمنين، وإذا حرم من صحبة المؤمنين حرم مما جعله الله عز وجل للمؤمنين، قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38].

وقال عز وجل: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [غافر:7].

وقال عز وجل: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:146].

وقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا [مريم:96].

وقال: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ [البقرة:257].

فإذا حرم العبد من لذة الإيمان، وحرم من صحبة المؤمنين فإنه يحرم مما جعله الله عز وجل للمؤمنين.

سبب نسيان الله عز وجل للعبد ونسيان العبد لنفسه

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تكون سبباً لنسيان الله عز وجل للعبد، ونسيان الله عز وجل للعبد على سبيل المشاكلة والمقابلة، قال عز وجل: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67]، فنسيان الله عز وجل للعبد يحمل على أنه لا يحصل له من توفيقه ولا من هدايته، ولا يوفق إلى طاعته، وفي الآخرة لا يقسم له من رحمته، ولا يدخله في جنته، وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم:64]، ولكن أطلق ذلك على سبيل المقابلة والمشاكلة.

كذلك: ينسى العبد نفسه، كما قال عز وجل: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19]، أي: ينسى العبد أن يقدم لنفسه، وينسى أن يصلح نفسه، والله عز وجل يقول: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس:9-10] فهو ينسى أن يزكي نفسه بتوحيد الله وبطاعة الله عز وجل، ويكون حاله كحال من عنده أرض أو ماشية، ولا تصلح له إلا بالتعهد والمتابعة، فينسى ذلك فيهلك ولا بد.

فإذا نسي العبد نفسه فإنه ينسى أن يطيع ربه ويعبد ربه، وينسى أن يتقرب إلى الله، وينسى أن يقدم لحياته، ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ [النور:40].

مشقة ترك المعصية مع عدم التلذذ بها

من ذلك عباد الله: أن العاصي يفعل المعاصي ولا يجد لذة للمعاصي، بل يجد مشقة في ترك المعاصي فهو يقارف المعاصي لا للذة يجدها في المعصية، بل من أجل العنت والمشقة والشقاء الذي يجده إذا ترك المعصية، كما قال بعضهم:

وكأس شربت على لذة وأخرى تداويت منها بها

وقال بعضهم:

فكانت دوائي وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

فالعبد الذي يكثر من معصية الله عز وجل تكون المعاصي هيئات راسخة، فإذا تكاسل عن معصية الله عز وجل نفثت عليه الشياطين تؤزه إليها أزاً، وتزعجه إليها إزعاجاً، كما قال عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا [مريم:83] أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً، وتدفعهم إليها دفعاً.

فمن يكثر من طاعة الله عز وجل يجد حلاوة الطاعة، وإذا وجد في فترة من الفترات تكاسلاً عن طاعة الله عز وجل، فإن الملائكة تثبته وتعينه وتلهمه الصواب، كما قال الله عز وجل: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا [الأنفال:12].

وإن كان سبب نزول الآية في غزوة بدر، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى [مريم:76].

وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء:66-69]، رفقة طيبة تأتي لطاعة الله عز وجل، وتأتي للإيمان بالله عز وجل، ومن يتولى هذا الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم، هو معهم في الدنيا بالحب والموالاة وبالطاعة والانقياد، وهو معهم بالشوق إلى لقائهم في الآخرة، وهو معهم كذلك في الآخرة، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ [النساء:69-70]، أي: هذا هو الفضل من الله عز وجل، ليس المال وليس الشهوات وليس الشهرة وليس سراب الدنيا: ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا [النساء:70]، كفى بالله الذي يعلم ما هو الخير لبني آدم، فالإيمان والعمل الصالح وصحبة أهل الخير والإيمان والدخول في طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا [النساء:70].

الطاعة -عباد الله- تقرب للعبد وليه من الملائكة، فيقترب منه الملك حتى كأنه ينطق على لسانه، كما أن المصروع ينطق الجني على لسانه، فالرجل الصالح يقول الكلمة من الخير فيقال: كأن ملكاًً تكلم بها على لسانه.

فإذا أطاع العبد ربه عز وجل قرب منه وليه من الملائكة ليوفقه ويسدده ويلهمه ويعينه على طاعة الله عز وجل، ويؤنس وحدته، ويذهب وحشته.

وإذا عصى العبد ربه عز وجل ابتعد عنه الملك وقرب منه الشيطان قرينه من الجن ومن الشياطين، ويوحون إليه بالمعاصي عباد الله، ويدفعونه إلى المعاصي دفعاً، ولا يدري أنه يجره إلى النار وإلى العناء وإلى البوار، فإذا كان يوم القيامة يقول: يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ [الزخرف:38].

فينبغي للعبد -عباد الله- أن يعمل الأعمال التي تقربه من الله، وتقرب منه ملائكة رب الأرض والسماء، حتى يوفق إلى الطاعة، وحتى يعان على الثبات على دين الله عز وجل.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

زوال البركة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

عباد الله فإن من عقوبات الذنوب والمعاصي: أنها سبب لزوال البركة، فلا تجدون البركة اليوم في الرزق، ولا تجدونها في الوقت، ذهبت البركة لكثرة المعاصي في الأرض، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الأعراف:96]، فلو أن العباد كانوا على بساط التقوى يتقون الله عز وجل لوجدوا البركة في الزروع وفي الثمار وفي الأبدان وفي الماشية وفي الأولاد وفي الزوجات وفي الأوقات.

فكثرة المعاصي -عباد الله- تكون سبباً لزوال البركة، وجد في خزائن بني أمية حبة حنطة مثل نواة التمرة في صرة مكتوب عليها: هذا كان ينبت في زمن العدل.

وفي آخر الزمان عباد الله عندما يوفق الله عز وجل رجلاً من آل النبي صلى الله عليه وسلم اسمه كاسمه واسم أبيه كاسم أبيه، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فتخرج الأرض بركتها عباد الله، وتكفي الرمانة الفئام من الناس، ويستظلون بقحفتها، وتكفي اللقحة -أي: الناقة ذات اللبن- المجموعة الكبيرة من الناس، ويكون عنقود العنب وقر بعير عباد الله، فإذا طهرت الأرض من الفساد ودخل الناس في طاعة رب العباد تظهر البركات عباد الله، وتنزل عليهم من السماء، وتخرج لهم من الأرض.

حرمان الاسم الحسن وانتكاس القلب وعدم الانتفاع بالمواعظ

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أن العبد يحرم الاسم الحسن، فبدلاً من أن يقال: مؤمن متق محسن متصدق صوام قوام، يقال له: ساقط، زان، سارق، مجرم، بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ [الحجرات:11].

ومن عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تضعف القلب في سيره إلى الله عز وجل، وقد تعطفه وقد تنكسه فينتكس وتكون سبباً في الرين الذي يكون على القلوب كما قال الله عز وجل: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14].

قال الحسن البصري : هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.

فكلما أكثر العبد من معصية الله عز وجل يكون على قلبه من هذا الرين الذي يمنع انتفاعه بالموعظة، فيقولون: من علامة من غرق في الذنوب: ألا يجد للطاعة موقعاً، ولا للذنوب مشبعاً، ولا للموعظة منزعا.

أي: أن الإنسان لا يتأثر بالوعظ، فالله عز وجل جعل القرآن هدىً ورحمة للمؤمنين، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى [فصلت:44] فالقرآن رحمة للمؤمنين.

فكثرة الذنوب -عباد الله- تجعل العبد لا ينتفع بالقرآن، بل يكون عليه عمى، ويزداد شكاً واضطراباً، ويزداد عباد الله رجساً إلى رجسه، كما قال الله عز وجل وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:124-125].

فالإنسان عندما يستمع القرآن إما أن يخرج بزيادة أو نقصان، فالمؤمن سليم القلب عباد الله يزداد إيماناً وتصديقاً وحباً لله عز وجل ولطاعته، والكافر والفاجر والمنافق والذي في قلبه مرض يزداد شكاً واضطراباً.

حرمان الطاعة ووجود الوحشة بين العبد وربه وبينه وبين الناس

من عقوبات الذنوب والمعاصي: أن يحرم العبد طاعة الله عز وجل، فكم من نظرة منعت قيام ليلة، وكم من نظرة حرمت قراءة سورة، فالعبد عندما يذنب ذنباً قد يحرم من طاعة كان يعملها، وقد يضعف قلبه عن هذه الطاعات التي يعملها.

ومن عقوبات الذنوب والمعاصي عباد الله: وحشة تكون بين العبد وبين ربه عز وجل وبينه وبين المؤمنين، والله إن من ينظر نظرة محرمة يجد أثرها في قلبه ويجد شقاءها في قلبه، ويجد الوحشة في قلبه، فكيف بالذي يقارف الزنا، والذي يأكل أموال الناس بالباطل! والذي ينتهك حرمات المسلمين! والذي يصد عن سبيل رب العالمين؟! والله إنهم لفي غاية الشقاء وإن كانوا لا يصرحون بذلك فهم أشقى الناس، وأن الله عز وجل هو الذي أخبرنا بذلك، وقال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا [طه:124] فصبره ضيق، وحياته ضيقة، ورزقه ضيق، والقبر عليه ضيق، ثم يحبس في جهنم يوم القيامة في ضيق.

أما المؤمن عباد الله فقلبه متسع فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الأنعام:125]، أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:22]، فقلبه متسع، والله عز وجل يوسع رزقه، ويفسح له قبره مد البصر عباد الله، وفي الآخرة أدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ولكن الناس لا يعون ذلك أيضاً.

وأهل والمعاصي لا يفقهون، بخلاف المتقين أولي الألباب فهم الذين يتذكرون، وهم الذين يتعظون، وهم الذين ينتفعون.

سواد في القلب وظلمة في الوجه

من عقوبات الذنوب والمعاصي: سواد في القلب وظلمة في الوجه، كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إن للحسنة لنوراً في الوجه، وضياء في القلب، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للمعصية لسواداً في الوجه، وظلمة في القلب، وضيقاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق.

حسنات معجلة للطائعين، وعقوبات معجلة للعاصين، وما ينتظره من عقاب الآخرة أكبر، فينبغي علينا أن ننتبه من غفلتنا، وأن نتذكر وأن نتوب وأن نرعوي.

التوبة التوبة قبل أن يأتيكم من الموت النوبة، ولا تحصلوا إلا على الخسران والخيبة.

الإنابة الإنابة قبل غلق باب الإجابة.

الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة.

أيها العاصي! لا يقطع من صلاحك الطمع، ما نصبنا اليوم سرج المواعظ إلا لتقع، فإذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة فقال لك رفقاؤك في المعصية: هلم إلينا، فقل لهم: كلا، ذلك خمر الهوى الذي قد عهدتموه، قد استحال خلاً.

يا من سود كتابه بالسيئات، أما آن لك بالتوبة أن تمحو.

يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصفو.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين.

اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا ربه العالمين، ورد كيده إلى نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

اللهم من كادنا فكده يا رب العالمين، اللهم من مكر بنا فامكر به يا رب العالمين، اللهم من قصدنا لسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.

اللهم عليك بالذين يصدون عن سبيلك ويبغونها عوجاً.

اللهم عليك بالذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم دمرهم تدميراً، والعنهم لعناً كبيراً.

اللهم نصرك الذي وعدت للمؤمنين، حيث قلت وأنت أصدق القائلين: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47].

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أصلح شباب المسلمين.

اللهم أصلح شيوخ المسلمين، اللهم أصلح أطفالنا وأطفال المسلمين، ورد عنهم كيد الكائدين يا رب العالمين.

اللهم اهد نساء المسلمين للحجاب والعفة والحياء والصيانة والديانة يا رب العالمين، اللهم صنهن بالحجاب يا رب العالمين.

اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , نذير عذاب للشيخ : أحمد فريد

https://audio.islamweb.net