إسلام ويب

في هذا الدرس يتطرق الشيخ إلى موضوع (حال الشباب رياضياً عند الفوز ). فمع الفوز والانتصار تكون مشاعر الفرح والسرور، لكن عندما يزيد الشيء عن حده ينقلب إلى ضده، وهنا كانت فاجعة الحدث الرياضي الذي حصل في البلاد نتيجة ما قام به الشباب من تصرفات سيئة مع نشوة الفرح بفوز فريقهم الرياضي؛ أدت إلى ارتكاب كثير من المعاصي والمحرمات في الطرق والشوارع.

فاجعة الحدث الرياضي

الحمد لله الذي نصر عباده المؤمنين بإعلاء كتابه وسنة نبيه، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جل عن الشبيه والند والمثيل والنظير: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].

معاشر المؤمنين! منذ ثلاثة أسابيع تقريباً مرَّ على الساحة حدث رياضي أشغل الأمة شغلاً عجيباً، وكانت نتائجه مخزية -والله- أمام الله، وليس الاعتراض أو المناقشة على المباراة أو على الدوري، فالكلام في هذا في مناسبة أو في مقام أو مكان آخر، وليس حقاً أن نفرد هذه المباراة، أو هذا الموضوع بالمناقشة ونترك ما قبله أو ما بعده سليماً منها، لكن الذي نناقشه ونطرحه أمام إخواننا المسلمين ليأخذوا العظة والعبرة والدرس هو ما نجم عن ذلك الحدث، فكم أشغلت سيارات الإسعاف في تلك الليلة، وكم أشغلت أجهزة الأمن في تلك الليلة؟ وكم ارتكب من معصية في تلك الليلة؟ وكم حدث، وكم صار، وكم مضى، وكم وكم..؟ وزد وقل ما شئت فوق ذلك من أمور لا يليق هذا المقام بذكرها، ولولا أن يخشى الإنسان أن يقع في قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا [النور:19] لسردنا عليكم أقوالاً وأحداثاً سمعنا بها، ولولا ما قيل أنه: (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) لسمعتم من ذلك المزيد والمزيد، ولكن:

يكفي اللبيب إشارةٌ مرمـوزةٌ>>>>>وسواه يدعى بالنداء العالي

سوء تصرف الشباب

أيها الأحبة في الله! لقد امتلأت الأسواق، وازدحمت الطرقات، وأوذي المسلمون من قبل فئة قليلة من الشباب هداهم الله، وردهم إلى الحق رداً جميلاً، وليس عجيباً من أولئك، وليس بدعاً في سلوكهم، وليس غريباً في تصرفاتهم، فلا يأتينك من وادٍ إلا سيله، وكل إناء بالذي فيه ينضح، والألسنة مغاريف القلوب، فما سمعتم من الصيحات والأهازيج والهتافات إنما ذاك أمرٌ أخرجته الألسنة، وقد كان موفوراً قابعاً في الصدور والقلوب، وما رأيتم من التصرفات والأفعال، فذاك مبلغ أفعالهم، ومبلغ ما يدور بخلد الكثير منهم.

إذاً.. يا عباد الله! لا ننتظر من أولئك الذين أشغلوا عباد الله ليالي معدودة يدورون بالطبول والأعلام، ويجوبون الشوارع والطرقات بالأهازيج والصيحات، بل وأشد من ذلك يعتدون على الأبرياء من الذين لا ساغية لهم ولا راغية، ولا ناقة لهم في هذا الأمر ولا جمل، فهذا هو العجب، وهذا هو الخطر، وهذا هو عين المصيبة.

هل بلغ بالشباب جنون الكرة إلى حدٍ تغلق فيه الطرقات؟! هل بلغ بالشباب جنون الكرة إلى حدٍ توقف فيه السيارات في الشوارع؟! والله يا عباد الله! إن هذا أمر لا يليق السكوت عليه ولا يجوز ولا ينبغي؛ لأن العاقبة التي بعده وخيمة، ولأن خطر السكوت أعظم، يقول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال:24] فما حال هؤلاء مع الاستجابة؟ أترون الاستجابة لله ولرسوله أن تكون بهذا الأسلوب، أو بتلك الوسيلة، أو بهذه الطريقة: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24] ثم يقول الله جل وعلا: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25].

والله، ثم والله، ثم والله، إن لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئة عقاباً، فلا يستبعدن أقوامٌ عاقبة هذه الأفعال الشنيعة، ولا يستبعدون قرب حدوثها ما لم يراجعوا ربهم، وما لم يتوبوا، وما لم نأخذ جميعاً على أيدي الظالمين، وعلى أيدي المستهترين من أولئك الشباب.

أيها الإخوة! لو كانت عقوبة الأفعال والجرائم تنزل خاصة بهم، لكان الأمر هيناً ميسوراً، لكن العقوبة إذا نزلت عمت، ويبعث الناس على نياتهم يوم القيامة.

عباد الله! لا ننتظر من أولئك الشباب أن يعظوا الناس في المساجد، فالكلاب لا تجيد غير النباح، ولا ننتظر من أولئك الشباب أن يكونوا أئمةً أو هداةً مهتدين في ذلك الوقت؛ لأن القطط لا تجد غير المواء، لكن المصيبة أن يسكت كل واحدٍ منا، وألا يمسك بتلابيب من يراه من الشباب مخوفاً له بالله ألا تتق الله، ألا تخشى الله في نعمة الله، شبابك، قوتك، سلطتك، أيديك، وأرجلك، أعينك، وسمعك، وبصرك، أكل هذا الذي خلقه الله تسخره في معصية الله؟ فما حالك لو سلب منك شيء واحد من هذا؟

اتخاذ آيات الله هزواً ولعباً بعد الحدث

أيها الأحبة! إن الأمر الذي هو أدهى وأمر أن اتخذت آيات الله هزواً ولعباً بعد هذا الحدث الرياضي: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7] تقال وترفع هذه الآية فوق تهنئة بالفوز في هذا الحدث الرياضي، متى أصبحت آيات الله هزواً ولعباً؟! قولوا ما شئتم، تكلموا كيفما شئتم إلا كلام الله الذي نزل من فوق سبع سماوات، إلا كلام الله الذي يكفر من استهزأ به، إلا كلام الله الذي يكفر من جحد حرفاً واحداً منه، إلا كلام الله الذي يكفر من غالطه أو عانده، إلا كلام الله الذي نزل به أجل الأملاك جبرائيل على نبينا عليه الصلاة والسلام، إلا أفضل الذكر الذي حفظه الله، إلا هذا الكتاب الذي جعله الله تبياناً لكل شيء، فلا وألف لا، لا يوضعن على تهنئة بفوز، ولا في حدث رياضي، فهذا كتاب الله، وهذه سنة نبيه جاءت لتنقذ أمةً عميا، ولتبصر أمةً ضالةً، وجاءت لترفع شعوباً ذليلةً، ولتحكم العدل في الأمم المظلومة، ما جاءت لأحداث رياضية، أو لمناسبات كهذه، أفلا يتقي الله من يستشهد بهذا، أفلا يخشى الله من يستشهد بهذا.

على أية حال أيها الإخوة: لا عجب ولا غرابة إذا كان الذي يضع هذه الآية فوق هذا الإعلان ممن لا حظ لهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

فلا تجنين من شوكٍ عنباً>>>>>وإن من زرع شيئاً حصده

نحن أيها الشباب! نحن أيها الإخوة! نحن أيها المسلمون! ما الذي زرعناه في شبابنا حتى نجني منهم هذه الهتافات، وهذا التصفيق والإزعاج، وهذا الذهاب والإياب في الطرقات والشوارع، وإيذاء المسلمين، وانتهاك بعض حرماتهم.

أسأل الله جل وعلا أن يكفينا شر العقوبة، أسأل الله جل وعلا أن يحسن لنا ولكم الخاتمة، أسأل الله جل وعلا ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الأخذ على أيدي الشباب

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا عباد الله! اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المؤمنين! ينبغي أن نعلم أن الكلام والخطب والندوات والمحاضرات التي تشجب هذا الحدث، أو تشجب ما ينجم عنه من إزعاج وهتافات وصرخات وويلات ليست توجه اللوم إلى المسئولين، وإنما توجه اللوم إلى أبطال هذه الأحداث من الشباب الذين لم يكن لهم حظٌ من التربية السليمة والعلم النافع والقدوة الحسنة، وهذه الخطب والندوات والمحاضرات توجه إلى المسئولين من باب الأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء، ووالله إنا لنعلم أن كل منصف وكل غيور على هذه البلاد ومن فيها من مسئولين ومواطنين، والله لا يرضون بهذا الأمر، ولا يدينون الله جل وعلا به، بل ويكرهونه ويبغضونه أشد الكره، هذا ما علمناه عنهم، ولكن أيها الأحبة! أيكفي أن ننتقد هذه الأحداث؟ أيكفي أن ننتقد هذه المظاهر بعد ذلك الحدث الرياضي؟ لا والله، لو خطبنا ألف خطبة، وطبعنا ألف رسالة، وأرسلنا ألف داعية، والأمور تمضي كما هي، هذا لا يجدي، ولا ينفع شيئاً، لكن الذي يجدي هو أن نعلم أن ما رأيناه نتيجة تربية مهملة، نتيجة شباب قد ضيعهم آباؤهم وأمهاتهم، نتيجة شباب اجتمع لهم الفراغ، واجتمعت لهم الجدة، واجتمع مع ذلك الصحة والشباب، فلا عجب أن نرى ذلك.

أيها الأحبة! لأن نوقد شمعةً واحدةً في الظلام خيرٌ من أن نلعن الظلام ألف مرة، ولا نسرف في اللوم على أولئك الشباب، والله إن الكثير منهم لفي سكرة، وهل تلوم سكراناً على تصرفاته، إن الكثير منهم لفي غفلة، وهل تلوم غافلاً على ما يبدر منه؟ إن الكثير منهم لفي غطيط عميق، وهل تلوم نائماً فيما ينجم من نومه؟

إذاً أيها الأحبة! لابد أن نعود إلى قلوبهم شيئاً فشيئاً رويداً رويداً مناقشةً هادئةً، إذ إن مناقشة الأمور بعد هدوء الأوضاع هذا خيرٌ وأخف، كان بوسع الكثير أن يستلم هذا الحدث في خطبه، أو في مناسباته، أو في كلمات المساجد بعد هذا الحدث فوراً، لكن ترك الأمور حتى تهدأ، وحينما تعود البصيرة والبصائر إلى العقول لكي نناقش أولئك الشباب من تسبب في سرعة جنونية، فأودى بحياة أسرة إلى غرفة الإنعاش، ما الذي جنى من ذلك؟ من تسبب في هذا الهتاف والتطبيل، ثم كانت الحادثة دهس روحٍ بريئةٍ راحت الروح إلى بارئها، ما الذي استفاد من ذلك؟ إني رأيت عقلاء في سن العقل والرشد والله إني لأشك هل ترى عيني حقاً، أم أن في عيني غبشاً، أهذا رجلٌ بطوله وعرضه وسنه ينشر علماً على سيارته؟ أين العقول؟! أين القلوب؟! أين الأفئدة؟!

إذاً نحن بحاجة إلى أن نبصر شبابنا إلى أن نناقشهم، وهي مسئولية الخطباء، ومسئولية المدرسين، ومسئولية الموجهين، ومسئولية الوعاظ، ومسئولية كل من له دور في لقاءاته بالشباب أن ينبه أولئك على هذا الأمر، أما أن ندعي أن هذه الغضبة نتيجة هذا الحدث الرياضي، فلا نكذب على أنفسنا؛ لأن الأحداث الرياضية السابقة كثيرة واللاحقة أكثر، لكن نحن نناقش ونشجب ونستنكر أيضاً ما يحدث من جراء تلك الأحداث، والكلام في الحدث الرياضي ذاته، ليس الحديث فيه إليكم، بل الحديث فيه إلى من له الأمر والنهي فيه.

فيا عباد الله! نسأل الله جل وعلا أن يأخذ بأيدينا إلى دعوة شبابنا بالحكمة والموعظة الحسنة، بالرفق واللين ولطف الجانب، وخفض الجناح، لكي نواجههم ونقابلهم، ونسألهم عما جنوا واستفادوا من جراء ذلك الجنون، ومن جراء تلك التصرفات العجيبة.

انتقاد الرياضيين للدعاة وغيرهم

أيها الإخوة! إنه ما من أمر علا شأنه إلا وكانت النهاية بعد ذلك سقوطٌ في هوة الانحدار الشديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قد تمضي الأمور طبيعية، أما إذا بلغ هذا التشجيع جنونه، وبلغ أوجه، وأصبح حدثاً طبيعياً، ما حدث بعد ذلك الحدث الرياضي والله ليس بعد هذا إلا طامة أو هامة أو بلية نسأل الله أن ينجي المسلمين منها، والأسوأ من ذلك أن تجد من يناقش في هذه الأمور، أو من ينصح في هذه الأمور، يقال له: أنت لست من أهل الحس الرياضي.. إنك لست من الذين خالطت الكرة دماءهم وشرايينهم.

أسأل الله ألا يخالط دماءنا ودماءكم إلا شهادة: أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هذه التي نفتخر بأن تخالط دماءنا وقلوبنا وعروقنا، أما ما سوى ذلك، فلا مكان له في الدماء والقلوب والشرايين يا عباد الله.

أيها الأحبة! أيعيرون العقلاء بأنهم ليس لهم من الحس الرياضي ما يستطيعون أن يتفاعلوا به أمام هذه الأحداث، عجباً والله وألف عجب!!.

إذا عيَّر الطائي بالبـخل مادر>>>>>وعيَّر قس بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس: أنت ضئيلةٌ>>>>>وقال الدجا: يا صبح لونك حائل

وطاولت السحب السماء سفاهة>>>>>وفاخرت الأرض الحصى والجنادل

فيا موت زر إن الحيـاة ذميمةٌ>>>>>ويا نفس جدي إن دهرك هازل

فإن كنت تبغي العز فابغ توسطاً>>>>>فعند التناهي يقصر المتطاول

والله ما بعد تناهي هذا التشجيع وهذا الجنون إلا قصور وخطر عظيم وعاقبة وخيمة، ما لم نتب ونئوب إلى الله تعالى.

فإن كنت تبغي العز فابغ توسطاً>>>>>فعند التناهي يقصر المتطاول

توقى البدور النقص وهي أهلةٌ>>>>>ويدركها النقصان وهي كوامل

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً>>>>>تجاهلت حتى ظن أني جاهل

فيا عجباً كم يدعي الفضل ناقصٌ>>>>>ويا أسفاً كم يدعي النقص فاضل

فيا عباد الله! أيكفي أن نكون كما قال، أيكفي أن نتجاهل، أيكفي أن نسكت، أيكفي أن ندس الرءوس في الرمال؟ لا، إننا ولله الحمد والمنة في بلاد تسمع فيها كلمة الحق، وتسمع فيها كلمة الصراحة، فقولوا ما شئتم ما دام الأمر في إصلاح الأمة، وإصلاح البلاد والعباد، وإصلاح شباب المسلمين بضوابطه الشرعية، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وأساليب الدعوة والنصيحة المشروعة.

ينبغي أن ننصح شبابنا، ونوجههم، وأن نطرح هذا الحدث أمامهم في الأندية الرياضية وفي المدارس، وعبر وسائل الإعلام، وعبر الصحف والمجلات ما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، أما أن نشتم الأحداث، وننتقد المظاهر والنتائج من دون تقديم أي خطوة إلى الأمام في ذلك، فهذا فعل الضعفاء، (أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل) لا ينفع هذا بأي حالٍ من الأحوال.

أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين، وأن يردنا إلى الحق رداً جميلاً، وأن يجمعنا بأحبابنا وولاة أمورنا، ونسأل الله أن يهديهم إلى العمل بكتابه وسنة نبيه، نسأل الله أن يجمع الجميع في دار رحمته وكرامته، وأن يأخذ بأيديهم إلى أسباب مرضاته، وأن يهيئ لهم بطانة صالحة.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى واسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، نسألك اللهم أن تحفظ شبابنا، نسألك اللهم أن تردهم إلى الحق رداً جميلاً، نسألك اللهم أن تفتح على بصائر قلوبهم، اللهم إن كان عندهم غير هذا لطالوه وفعلوه، اللهم فغير ما في قلوبهم من الشقاء إلى السعادة، ونسألك اللهم أن تملأ قلوبهم نوراً وهدىً ويقيناً، فأولئك الشباب-والله- ليسوا بأعداء لنا، ولا ننظر إليهم نظرة احتقار أو انتقام أو عداوة، بل هم إخواننا ومن بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، لكننا نسأل الله أن يهديهم، وأن يمنَّ عليهم، وأن ينفع بهم، وأن يهديهم لبر والديهم، ونفع مجتمعاتهم وبلدانهم يا رب العالمين.

اللهم لا تدع لأحدنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا حيران إلا دللته، ولا غائباً إلا رددته، ولا عقيماً إلا ذريةً صالحةً وهبته، ولا أيماً إلا زوجته بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اهد إمام المسلمين، اللهم أصلح بطانته، واجمع شمله وإخوانه وأعوانه على كتابك وسنة نبيك يا رب العالمين.

اللهم اهد شباب الأندية، اللهم اهد شباب الأندية، اللهم اهد شباب الأندية الرياضية، اللهم اجعلهم من عبادك الصالحين، اللهم اجعل أنديتهم موئلاً ومكاناً للطاعة والذكر والتسبيح، اللهم اجعلها أماكن للدعوة، ومساجد لصلواتك، ومحاريب لذكرك وعبادتك يا رب العالمين، وليس ذلك عليك يا ربنا بعزيز، فلقد هيأت أن تكون الكنائس التي فتحها المسلمون في التاريخ، ونال المسلمون شرف فتحها وجعلوها مساجد بمنك وكرمك، اللهم فليس عزيزاً عليك، وليس عزيزاً على قوتك وإرادتك يا رب العالمين، ليس عزيزاً أن يكون شباب هذه الأندية من عباد الله الصالحين الذين يجعلونها أماكن لتربية الشباب وهدايتهم، وتوجيههم لما فيه صلاح أبدانهم وأديانهم وبلدانهم برحمتك يا رب العالمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا، اللهم من كان منهم حياً، فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك، ومن كان ميتاً اللهم جازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90] فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الشباب والرياضة للشيخ : سعد البريك

https://audio.islamweb.net