إسلام ويب

تنوب الألف عن الضمة في الرفع في الاسم المثنى وما يلحق به، وتنوب النون عن الضمة في الأفعال الخمسة، وهي كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المؤنثة المخاطبة.

نيابة الألف عن الضمة في الرفع

المثنى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد:

فقد ذكرنا أن للرفع علامات أصلية، وعلامات فرعية. والعلامات الأصلية هي الضمة، والعلامات الفرعية الواو والألف وثبوت النون.

أيضاً ينون عن الضمة الألف:

فالألف يكون علامة للرفع نيابة عن الضمة في المثنى.

والمثنى هو: ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في حالة الرفع، وزيادة ياء ونون في حالتي الجر والنصب.

فتثنية محمد: محمدان، وزيد: زيدان، وهند: هندان، وفاطمة: فاطمتان.

تقول: جاء المحمدان، نجح الزيدان، استخلف العمران، فالعمران نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.

قال الله تعالى: وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ [فاطر:12] (البحران) فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.

وقال الله تعالى: فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ [الرحمن:50]:

(عينان) مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف.

أيضاً قال الله تعالى في سورة يوسف: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ [يوسف:36] (فتيان) مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف.

فإذاً: المثنى علامة الرفع فيه الألف نيابة عن الضمة.

الملحق بالمثنى

هناك ملحقات بالمثنى، وهي أربعة ألفاظ، لفظان بشرط، ولفظان بلا شرط. والملحق بالمثنى هو: الذي ليس له مفرد من لفظه، وهو أصلاً ليس على باب المثنى، فشروط المثنى لا تنطبق عليه، لكن يعرب إعراب المثنى، ولذلك ألحق بالمثنى.

فأما اللفظان اللذان بشرط فهما: كلا، وكلتا. فهما لفظان يلحقان بالمثنى بشرط أن يضافا إلى ضمير.

لا إلى الأسماء الظاهرة، فقول الله تعالى: كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا [الكهف:33]. هذا ليس ملحقاً بالمثنى؛ لأنه أضيف إلى اسم ظاهر؛ لكن لو قلت: جاءت الهندان كلتاهما. فكلتاهما هذه مضافة إلى ضمير، فتلحق بالمثنى.

ونقول: أكل الزيدان كلاهما. فهذا من الملحقات بالمثنى.

وقال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا [الإسراء:23] فكلاهما ملحق بالمثنى؛ لأنه مضاف إلى الضمير.

وأما الملحقات بالمثنى بلا شرط فهما: اثنان واثنتان.

مثال ذلك: قول الله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا [التوبة:36].

فاثنا: خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى.

وقول الله تعالى: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ [البقرة:60]:

المثنى اثْنَتَا فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف.

وقول الله تعالى في سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ [المائدة:106]. فالمثنى (اثنان)، مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى.

وقول الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ [سبأ:15] فجنتان بدل كل من كل، بدل من آية والبدل يأخذ حكم المبدل، فهو مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.

نيابة النون عن الضمة في الرفع

من علامات الرفع الفرعية التي تنوب عن الضمة: ثبوت النون، وثبوت النون يكون في الأفعال الخمسة، والأصح لغة: أن يقول الأمثال الخمسة؛ لأنه مثل، فقس عليه غيره.

وهي: كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة، أو ألف الاثنين، أو ياء المخاطبة، وهي: يفعلون، تفعلون، يفعلان، تفعلان، تفعلين.

مثل: يقومون، تقومون، يقومان، تقومان، تقومين.

ومثل: يلعبان، تلعبان، يلعبون، تلعبون، تلعبين.

والأمثال الخمسة ترفع بثبوت النون، كما في قول الله تعالى: وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ [الرحمن:6].

(فيسجدان) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة، أو من الأفعال الخمسة، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.

وقول الله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ [الرحمن:19]:

(يلتقيان) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

وقول الله تعالى عن الملائكة: يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:12]:

(فتفعلون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

قول الله تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:22]:

(فتعلمون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون.

وتقول -مثلاً- لهند: أنت تقومين مقام الوالدة: (فتقومين) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

هذه هي آخر العلامات التي تنوب عن الضمة، وهي: الواو، والألف، والنون، وثبوت النون.

تطبيقات على علامات الرفع

قال الله تعالى: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد:1-5].

فقوله: (يدا) فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى.

وقوله: (ماله) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر.

وقوله: (سيصلى) فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.

وقال الله تعالى: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ [التكاثر:1-7].

قوله: (تعلمون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

وقال الله تعالى: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [النصر:1-3].

قوله: (يدخلون): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة.

وقال الله تعالى: لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [البلد:1-14].

أقسم: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه فعل مضارع لم يتصل بآخره شيء، ومعنى لم يتصل بآخره شيء أنه لم يتصل بآخر نون النسوة، أو نون التوكيد.

وقال الله تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [آل عمران:102-103].

قوله: (مسلمون) خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم.

وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200].

قوله: (تفلحون) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

والفرق بين الأسماء الخمسة والأفعال الخمسة:

أن الأسماء الخمسة لا تقاس عليها غيرها. وأفضل شيء في التفريق بينهما أن هذه أسماء، وهذه أفعال.

وقال الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر:1-3].

قوله: (الأبتر): خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد.

وقال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل:1-5].

قوله: (ترميهم) ترمي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.

والكلمة التي فيها ألف إما أن تكون منقلبة عن واو أو عن ياء، فإذا أردنا أن نعرف الألف أهي منقلبة عن واو أو ياء نأتي بالمصدر، فمثلاً: إذا أردنا أن نعرف أصل ألف (خاف)، فإننا نأتي بالمصدر، فنقول: خاف يخاف خوفاً. فعلى هذا فالألف منقلبة عن واو.

وقوله: (ربك) (رب) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد.

وقال الله تعالى: الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ [القارعة:1-5].

قوله: الْقَارِعَةُ مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد.

وقد تقدم أن الضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع:

الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، ولم يسبقه ناصب أو جازم.

وقوله: (يكون) فعل مضارع مرفوع، وهو فعل ناقص؛ لأن الفعل التام يدل على حدث مقترن بزمان، بينما الفعل الناقص يدل على زمان ولا يدل على حدث، وخبر (يكون) شبه الجملة (كالفراش المبثوث).

وقال الله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلَّا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:1-21].

قوله: يَرْضَى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.

النصب بالفتحة

ننتقل إلى علامة أخرى من علامات الإعراب، وهي علامات النصب.

والنصب له علامات، وهي: الفتحة وما ينوب عنها.

نفتتح بالفتحة، ثم نتكلم عن العلامات الفرعية.

موضع النصب بالفتحة

الفتحة علامة للنصب في مواضع، منها: الاسم المفرد، ومنها جمع التكسير، ومنها الفعل المضارع الذي سبقه ناصب. فيبقى الفارق بين الفعل المضارع الذي يرفع بالضمة الظاهرة أن هذا لم يسبقه ناصب ولا جازم ولم يتصل بآخره شيء. بينما الفعل المضارع الذي سبقه ناصب ينصب بالفتحة الظاهرة على آخره.

فمثال الاسم المفرد: رأيت محمداً، ضرب عمرو زيداً، أكلت هند السمكة، إن جبريل رسول من رسل الله.

فجبريل هنا اسم إن منصوب، فهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد.

ومثل: إن محمداً سيشفع لأمته على العرصات يوم القيامة:

فمحمداً: منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد.

ومثال جمع التكسير، (الرجال)، في قولك: رأيت الرجال ينتصرون في المعارك. وسمعت الرجال يخطبون في الناس. ودخلت المساجد للصلاة:

فالمساجد: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة؛ لأنه جمع تكسير.

الثالث: الفعل المضارع الذي سبقه ناصب. مثل: أن، ولن، وكي، ولام التعليل.

فتقول: لن يدخل الجنة كافر:

(فيدخل): فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه سبقه ناصب.

ومثل قوله تعالى: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ [الحشر:7]. (فيكون) : منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة؛ لأنه سبقه ناصب.

فتكون الفتحة علامة للنصب، في: الاسم المفرد، وفي جمع التكسير، وفي الفعل المضارع الذي سبقه ناصب لوم يتصل بآخره شيء.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح المقدمة الآجرومية - علامات الرفع [2] للشيخ : محمد حسن عبد الغفار

https://audio.islamweb.net