إسلام ويب

تشكل المرأة شريحة عريضة في المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت فسد المجتمع، وقد اهتم الإسلام بالمرأة، وبدورها في المجتمع، ولذلك يجب الاعتناء بها تربية وتعليماً وأخلاقاً وسلوكاً.

أهمية التربية ودأب الصالحين في ذلك

الحمد لله خلق الخلائق، وأبدع الصنائع، وأحكم الشرائع، وأظهر الحقائق، وبين الطرائق، وهدى إلى النجدين، فإما شاكراً وإما كفوراً، أحمده سبحانه وتعالى، أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، من اتبع شرائعه غنم، ومن خالفها وتنكبها غرم، له الحمد سبحانه وتعالى كما يحب ويرضى على آلائه ونعمه التي لا تحصى، حمداً نلقى به أجراً، ويمحو الله به عنا وزراً، ويجعله لنا عنده ذخراً، هو أهل الحمد والثناء، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، فله الحمد في الأولى والآخرة، وله الحمد على كل حال، وفي كل آن حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، علم الهدى، ومنار التقى، ختم به الأنبياء والمرسلين، وجعله سيد الأولين والآخرين، وهدى به من الضلالة، وأرشد به من الغواية، وفتح به قلوباً غلفاً، وأسمع آذاناً صماً.

وأشهد أنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، ووفقنا وإياكم لاتباع سنته، وحشرنا يوم القيامة في زمرته، وجعلنا من أهل شفاعته، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم، ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

الأم الصالحة صمام أمان في المجتمع

أيها الإخوة المؤمنون! الأم المربية في المجتمع المسلم صمام أمان، ومصدر قوة، ومصنع جيل، ومعمل تربية، كان لنا حديث عن هذه الأم المربية ببيان مكانة الأم في هذا الدين العظيم، ومنزلتها العالية التي تجعلها في مكانة تؤدي دورها، وتقدم رسالتها في إجلال وتعظيم، واحترام وتكريم، يعترف بفضلها، ويقر ببرها، ويسعى ويجتهد في الوفاء بحقها.

ومن هنا: فإن هذه الأم المربية إذا غابت من واقع حياتنا، أو ضعف دورها في بيوتنا، فإن خطراً عظيماً يتهددنا، وإن تفككاً في مجتمعاتنا ينتظرنا، وإن ضعفاً في أجيالنا سوف يكون له أثره الذي لا نحبه ولا نرضاه.

الطريق إلى الأم المربية كيف نحرص ونبذل الأسباب لوجودها؟ ذلكم مطلب مهم، وقضية كان من المفترض أن تعتني بها وسائل الإعلام، ومناهج التربية على أعلى المستويات، نبدأ ذلك بتربية البنات، إن أم اليوم كانت بنتاً من قبل، فكيف تربى البنات؟ وكيف تعد البنت لمستقبل الحياة؟ هل تعد وتربى وتعلم لتكون زوجة راعية، وأماً مربية؟ هل تعرف دورها وتعلم رسالتها؟

هل تهتم بما تحتاج إليه من العلم والمعرفة ومن الخبرة والتجربة لتؤدي دورها، أم أن مسار التربية الخاصة والتوجيه العام في وسائل الإعلام أو مناهج التعليم ينحو بها منحىً آخر، ويريد منها مطالب أخرى غير هذه المهمة الشريفة، غير هذه المنزلة العظيمة، غير هذه المكانة الخطيرة في واقع المجتمع والأمة؟

الاهتمام بالتربية وصلاح الذرية

إن قضية التربية بعمومها، وقضية تربية البنات بخصوصها مسألة تحتاج إلى أن تحظى من المسلمين جميعهم بأعلى درجات الاهتمام، وأن يوفروا لها كل أسباب النجاح، والمعني بهذا هم أنتم أولاً، وبالدرجة الأولى معاشر الرجال والأولياء، أرباب الأسر، القوامين على النساء، إنها ليست مهمات تشريف، ولكنها مهمات تكليف، إنها ليست مجرد فخر أو اعتزاز، وإنما هي مسئوليات وتبعات، إنها واجبات مناطة بالأعناق، وديون محفوظة على الذمم، وواجبات شرعية مسئول عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى.

انظروا إلى رسل الله وأنبيائه كيف كانت هممهم، وكيف كان تفكيرهم منصباً ومتوجهاً إلى ذريتهم، وما ينبغي أن يغرسوه في قلبها من الإيمان، وفي نفسها من التزكية، وفي أخلاقها من الفضائل، وفي سلوكياتها من المحامد، وفي أفكارها من الرشد، وفي قلوبها من الحب والفيض بما ينبغي أن يكون من المعاملات والصلات بين الناس، يقول الله سبحانه وتعالى في قصة إبراهيم الخليل، وابنه إسماعيل، وهما يقيمان البيت ويعليان بنيانه: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ [البقرة:128].

كانوا يدركون أن هذه مهمتهم، فعندما كانوا يسألون الله لم تقتصر مسألتهم على أنفسهم، بل كانوا يشملون من جعل الله عز وجل مسئوليتهم في رقابهم، وكان هذا موضع الاهتمام في القلوب والأفكار والنصوص، وينعكس حينئذ في الاهتمام العملي، والتوجيه والإرشاد التربوي، والرعاية الفائقة، والعناية العظيمة التي ينبغي أن يوليها الآباء والأمهات لأبنائهم.

اهتمام الناس بدنيا الأبناء

وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [البقرة:132] ما هي وصايا الآباء والأمهات لأبنائهم؟ ما الذي يقولونه لهم؟ ما الذي يحبذونه منهم؟ ما الذي يرغبونهم فيه؟ ما الذي يحثونهم عليه؟ ما الذي يدور في البيوت؟ ما الذي يقال فيها؟

ألسنا ونحن اليوم على أعتاب الاختبارات نرى أن كثيراً من الاهتمام يكاد يستولي على أذهان الآباء والأمهات في سائر الأوقات بسبب الدراسة والعلم والنتيجة، دون أن يكون وراء ذلك أو معه أو فيه ما يلفت النظر إلى حقائق الإيمان، وأخلاق الإسلام، ولزوم وجوب التربية، والصلة بالله، ونحو ذلك من الأمور العظيمة والمهمة؟!

والله سبحانه وتعالى يبين لنا أيضاً في قصة يعقوب عليه السلام: أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي [البقرة:133] في آخر لحظات الحياة أي شيء كانت وصيته؟ أي أمر كان منصباً عليه اهتمامه؟ هل هو البيوت والدور والتركات والمواريث؟ هل هو العناية بالأمور الدنيوية والشكلية؟

إن قلبه الذي كان معموراً بالإيمان، والذي كان مسكوناً بالتقوى، وفكره الذي كان موصولاً بالله سبحانه وتعالى؛ جعل أهميته وتركيزه في آخر لحظات حياته على قضية الإيمان، والإسلام، والتربية، والاستقامة على منهج الله عز وجل، إن من يذكر هذا في مثل تلك اللحظات الحرجة التي يفارق فيها دنياه، ويودع الحياة بما فيها، ومن فيها لا شك أنه كان ذاكراً لهذه المهمة، ومعتنياً بها في كل أوقاته، وذلك ما ينبغي أن يلفت أنظارنا إلى هذه السير، وفي هذه الآيات.

وليس هذا حديثاً إلى الرجال فحسب، بل هو كذلك حديث إلى النساء.. إلى الأمهات المربيات اللائي ننظر إليهن وإلى دورهن على أنه محوري وأساسي وجوهري، فيما نريد لأمتنا من الصلاح وفيما ننشده من تغيير أحوالنا إلى الأفضل والأمثل بإذن الله عز وجل، وكما قلت: إن دور تربية الأم في البيت هو أشد تأثيراً، وأقوى نفعاً من كثير من الوسائل المادية، والأسلحة العسكرية وغيرها.

الخطاب الرباني في وجوب التربية

ثم الالتفات إليكم معاشر المؤمنين بالخطاب الرباني بآيات الله عز وجل، وكلامه سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6] إن المسئولية ليست منوطة بك وحدك، ولست مسئولاً عن نفسك فحسب، بل إن الأهل من الزوجة والذرية أبناء وبنات لهم حق عليك، وأمانة في عنقك، والأمر في هذا عام، والنداء لأهل الإيمان للرجال والنساء والآباء والأمهات معاً، كلهم يجب عليهم أن يعملوا وأن يؤدوا الواجبات، وأن يحرصوا في تربية أبنائهم على ما يقيهم من الوقوع في سخط الله عز وجل، واستحقاق عذابه، نسأل الله عز وجل السلامة، فهل استشعر كل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، وأب وأم هذه المسئولية؟!

واستمعوا إلى عباد الرحمن الذين ذكر الله صفاتهم على أنهم قدوة لنا ومثال يحتذى ماذا كان في قولهم: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان:74] قال ابن جرير في تفسيره: أي يعبدونك، ويحسنون عبادتك، ولا يجرون علينا الجرائر.

كيف يكون الأبناء قرة أعين إذا لم تعلمهم القرآن؟ كيف تكون البنات قرة أعين إذا لم نلقنهن السنة؟ كيف تكون الذرية صالحة بارة وفية تقدم الخير للآباء والأمهات ما لم تسلك بها سبيل الصالحين والصالحات؟!

إننا اليوم نشكو ونعلم أن هذه الشكوى تتعاظم من عقوق الأبناء أو انحرافهم، ونقول كما قال العرب: يداك أوكتا، وفوك نفخ، إن مرد ذلك في غالب الأحوال إليك أيها الأب، إليك أيتها الأم حيث لم تحرصوا على التربية، ولم تنشئوا التنشئة الصالحة، ولم تعلموا القرآن والسنة، ولم تحدثوا بالسيرة وتراجم الأصحاب، ولم تبثوا روح العزة، لما لم تحرصوا على أن يخرج من تحت أيديكم من هو خير منكم، وأكثر علماً وفضلاً، وأعظم إلى الخير سبقاً، ثم تشكون من بعد وأنتم ما بذلتم جهداً، ولا أعطيتم وقتاً، ولا حرصتم على تربية، ولا قدمتم علماً، ولا بذلتم توجيهاً وإرشاداً، مسألة مهمة والدعاء موصول بالله عز وجل، ولكن العمل مطلوب: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [الفرقان:74].

من وسائل التربية تجاه البنات

إن مسألة التربية وآثارها في المجتمع مهمة جداً ليس في الحياة الدنيا فحسب بل في الحياة الأخرى، إن كل مؤمن يفكر في أخراه، ويريد النجاة في آخرته، ويريد السعادة فيما يئول إليه أمره ومصيره: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الطور:21] قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دون ذلك لتقر بهم عينه. هل تريد أن تنعم بإذن الله عز وجل بأبنائك وزوجك يوم القيامة، أم تريد أن يحال بينك وبينهم؟

تربية البنات على الإيمان وهدى الإسلام

إن التنشئة والتربية الصالحة، والسير على طريق الإيمان وهدى الإسلام، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كفيلة بأن تلحقهم بك، وأن تنتفع منهم بإذن الله عز وجل، كما ثبت في الصحيح: (أو ولد صالح يدعو له).

إنها مسألة مهمة، وقضية خطيرة، تتضح خطورتها في الجانب السلبي الآخر لمن فرط.. لمن ضيع.. لمن لم يؤد الأمانة.. لمن لم يقم بالمسئولية.. لمن فرط في أولئك الذرية: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:15] قال أهل التفسير في معناها: يفرق بينهم فلا يجتمعون، إما بأن يكون بعضهم في الجنة والآخرون في النار، وإما -والعياذ بالله- أن يكونوا جميعاً في النار ولا يجمعون، فيجتمع عليهم عذاب وحزن لا سرور فيه، نسأل الله عز وجل السلامة.

كيف تربى البنات؟ قضية مهمة في مسألة الأم المربية، ألسنا اليوم نرى بنات لا هم لهن إلا موضات اللباس، وألوان مكياج الزينة، لا تفكر إلا في جوانب محدودة معدودة من الأمور الدنيوية البهرجية؟ وربما تعني كثيراً في جانب التعليم بفروع من العلم لا تعود عليها بكثير من النفع والفائدة. وربما كان في هذا الجانب فائدة، لكن المهمة الأولى من هو هذا الطفل؟ ما نفسيته؟ ما معنى التربية؟ ما وسائلها؟ ما مناهجها الإسلامية؟ من يعلم هذا للبنات؟ من يعدهن ليكن المربيات؟

مسألة أساسية مهمة، وواجب خطير، تؤكد ذلك علينا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وتبينه سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، ألا وكلكم راع ومسئول عن رعيته) أين هذه الرعية؟ ألسنا اليوم نرى الشعوب وهي تطالب حكامها والمسئولين عنها بأن يوفروا العدالة، وأن يوفروا الأرزاق، وأن يوفروا ويوفروا، فأين مطالبات الرعية في بيوتنا؟ وأين حقوقها المهضومة؟

أين هذا الأب وتلك الأم من الحقوق في العدالة والتربية والتعليم والتزكية؟ أين هذه المهام الضائعة التي ليس لها من يطالب بها، وننشغل بالمطالبة بما يوصف في بعض الأحوال بأنه من حقوق المرأة وهو بعيد عن حقيقتها وطبيعتها وحقوقها ومكانتها كما أرادها الله عز وجل؟ من الذي يطالب؟ هل رأيتم في المحاضرات والندوات أو في وسائل الإعلام من يجعل هذه قضية لا بد أن نعنى بها، وأن نطالب بها، وأن نوفر الأسباب لحصولها؟

ثم انظر إلى التركيز الخاص الذي يجعله النبي صلى الله عليه وسلم لتربية البنات على وجه الخصوص، وذلك لما لتربيتهن من أثر محمود على الأجيال المستقبلية، وقد أسلفت قول القائل: (إذا علمت رجلاً فقد علمت فرداً، وإن علمت امرأة فقد علمت جيلاً أو أمة) لذلك يأتينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم وغيرهما: (إن من بلي بهذه البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار) لماذا؟ لأنه يعد زوجة صالحة، وأماً مربية، لأنه يعد للأمة من يخرج أجيالاً مؤمنة متوضئة.

مسألة مهمة يؤكدها ويعضدها حديثه صلى الله عليه وسلم عند الشيخين أيضاً: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين) وذكر منهم النبي صلى الله عليه وسلم: (الرجل تكون عنده الأمة، فيعلمها ويحسن تعليمها، ويؤدبها ويحسن أدبها، ثم يعتقها فيتزوجها) لم خصها بالذكر؟ لأن هذه التربية وذلك الأدب سيكون له عظيم الأثر.

الاهتمام بمناهج التعليم والتخصصات الشرعية

الوسيلة الثانية: مناهج التعليم للفتيات وللبنات:

هل تعطي هذه المهمة حقها ونصيبها؟ هل يدرس في المناهج تخصص اسمه: تربية الأبناء؟ قليلة هي التخصصات التربوية، وقليل في التخصصات التربوية ما يختص بتربية الأبناء بالتفصيل، كأن هذه قضية ليست مهمة، وكأنه تخصص يقدم عليه غيره، نعم لا ننكر وجود تخصصات نافعة للمرأة، هناك الاقتصاد المنزلي تدرس فيه الفتاة الطبخ والخياطة، وتنظيم المنزل والديكور، وكل ذلك لمن؟ إنه لبني آدم.. فهل نحسن هذه الأمور المادية أو نعلمها كيف تحسن تنظيم هذه الأمور وليست من مهماتها الأساسية، ولا نعلمها ما يهمها في الأساس من فكر ونفسية أبنائها؟ كيف نعلمها كيف تغذيهم بالطعام والشراب ولا تغذيهم بالإيمان والإحسان؟ كيف نعلمها كيف تحسن تفصيل الملابس ولا تحسن تفصيل الأخلاق والسلوكيات.

ينبغي أن يكون ذلك مهماً، وبدراسة الإحصائية: فإن النسب التي لها تخصصات مباشرة في هذه قليلة لا تتجاوز خمسة بالمائة من إجمالي ما تتخصص فيه الفتيات والطالبات في جوانب المعرفة المختلفة كلها، وهل نحن نريد منها أن تكون في ذلك الجانب أو هذا؟ قد يكون لنا حاجة لها كطبيبة، وحاجة لها كمدرسة، وحاجة لها ككيميائية، لست أنازع في هذا الآن، لكن أولئك كلهن نحن في حاجة إليهن كزوجات ومربيات، وإن كن طبيبات أو معلمات.. أو غير ذلك من المهمات.

فإذاً لا بد في كل تخصص أن يدرس النساء ذلك؛ فضلاً عن أن يكون تخصصاً تنتدب له من تشاء من النساء والفتيات، ليكن مربيات ومعلمات لأخواتهن من بعد، أين مناهج التعليم من هذا وهي في عصرنا الحاضر وفي الدعوات الملحة وعصر العولمة، ما تزال تنحو إلى بعيد وبعيد عن هذا المجال، وتتشعب في أمور من التخصصات التي لا تقدم ولا تؤخر في أمر بناء الأمة وحسن تربيتها؟!

الإعلام

ثم الثالثة وما أدراك ما الثالثة! يصدق فيها أنها ثالثة الأثافي: وسائل الإعلام:

هل ترون أنها تخرج لنا امرأة صالحة مصلحة، وزوجة راعية مؤدبة، وأماً مربية مسئولة؟! ما هي صورة المرأة في وسائل الإعلام؟

لا أقول أنا هذا وأنا قد أكون شيخاً أو داعية ولا تقولوه أنتم وأنتم ربما من أهل الخير والصلاح في جملتنا نسأل الله عز وجل أن نكون كذلك، لكن يقول هذا أهل الإعلام أنفسهم في دراساتهم؛ يقولون: إن الإعلام يقدم المرأة نموذجاً رجولياً، كأنما هي تريد أن تكون نسخة من الرجل ولكنها وللأسف مشوهة، تقدم المرأة وهي تمارس العنف، وهي تمارس أدوار الإغراء والفتنة والإلهاء، ما رأيناها في أكثر الأدوار وهي تؤدي دور التربية، وحسن التعليم، والتنشئة، والقيام بالواجبات المهمة والرسائل العظيمة في حياة الأمة.

هذه قضية مهمة! نرى الندوات، ونرى البرامج التلفزيونية، فما نرى إلا حديثاً عن التجميل والجمال، وما نرى في غالب الأحوال إلا حديثاً عن الطب والأمراض، وما نرى بعد ذلك إلا حديثاً عن الطبخ، كل قنوات التلفاز لا تخلو من برامج إعداد الأطعمة، قد تفتح هذه القناة وتنتقل إلى الثانية وترجع إلى الثالثة في الصباح فلا ترى إلا أواني الطبخ من هذه إلى تلك، ومن مطبخ إلى آخر، أين ما وراء ذلك مما هو أعظم أهمية؟!

ونجد بعد ذلك الإعلام وهو يناقش حرية المرأة بمفاهيم غربية، وهو يناقش استقلالية المرأة بمفاهيم غير إسلامية، بل قد كتبت بعض الكاتبات من بلادنا تنقل عن امرأة غربية أنه لم تعد المرأة اليوم تحتاج إلى الرجل، ليس لأنها تعمل وتكسب، فهذا قد عفا زمانه، وقد تقرر في كثير من المجتمعات، بل تقول: إنها اليوم تستطيع أن تأخذ بموجب التقنيات الحديثة من البنوك التي تعرفون عنها، وتستطيع أن تنجب دون رجل، فإذاً تستطيع أن تعيش حياتها دون رجل، وتستطيع أن تكون منفصلة عن دنيا الرجل، ويكون ذلك كأنما هناك مجتمعان منفصلان وأمتان مختلفتان، رجال لا صلة لهم بنساء، ونساء لا صلة لهن برجال، وتذكر هذا ولا تقول إنها تدعو إليه، لكنها تقول: إن هذه القضايا ينبغي أن ننتبه لها والعالم من حولنا يتغير، فسبحان الله! إن تغير الناس من إيمان إلى كفر فهل يعني ذلك أن نتبعهم؟! وإن تحولوا من صلاح إلى فساد، ومن انضباط إلى انحلال كما هو حال كثير من أصقاع العالم اليوم، بل حتى أصقاع العالم الإسلامي، فهل نسير وراء القوم حيث ساروا، ونمضي إلى حتفنا كما رأينا حتفهم رأي العين بأعيننا؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا : يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) أي: فمن غيرهم، وهذا في وسائل الإعلام لا نرى اليوم إلا المرأة الممسوخة في فطرتها، التي تقدم كما يقولون ويزعمون ثقافة المرأة وعقلها وفكرها، فننظر ونريد أن نصدقهم فلا نرى شيئاً يصدق ذلك، لأنهم لا يعرضون لنا المرأة إلا بشعرها ونحرها ونهدها وغير ذلك مما تعلمونه وتسمعون عنه، وتشاهدونه.

محاضن الدعوة

الأمر الرابع: وهو محاضن الدعوة:

أعني الدعوة للنساء، نحن نرى جهوداً كثيرةً تبذل للدعوة في المحاضرات والكتب وغير ذلك، لكن كثيراً منها والقسم الأوفى منها للرجال دون النساء، ما العناية بالمرأة في محاضن الدعوة؟ ثم ما الموضوعات التي تلقى وتعرض على المرأة؟ أكثر الموضوعات تحدثها عن الحجاب والاختلاط! والاختلاط والحجاب! والحجاب والاختلاط! نعم هذه مسائل مهمة، لكن لماذا نقتصر عليها؟ أين دور المرأة في التربية؟ أين توعيتها بالواقع المعاصر؟

أين تعريفها بما يحاك للمرأة عموماً والمرأة المسلمة خصوصاً في مؤتمرات الأمم المتحدة وما تدعو إليه من الفساد والانحلال وغير ذلك؟

أين هي مما نعلمها إياه في شأن الداعيات المسلمات؟ أين هي من تذكيرها بـأم شريك الأسدية رضي الله عنها التي ذكر ابن حجر في ترجمتها أنها كانت تخالف رجال قريش إلى بيوتهم، يخرجون فيصدون عن الإسلام، ويؤذون محمداً صلى الله عليه وسلم ويواجهون المسلمين، ثم تخالفهم إلى بيوتهم فتدعو نساءهم حتى فشا الإسلام في بيوت قريش، فنذروا بها، أي: بدءوا يبحثون من الذي يجوس خلال الديار؟ من الذي غير أفكار النساء؟ فوجدوا أم شريك فأخذوها واعتقلوها.. إلى آخر ما هو معلوم من قصتها.

ولها في قصة أم سليم رضي الله عنها، وأم حرام بنت ملحان وغيرهن من النساء قدوة، لماذا لا نكثف جهود الدعوة النسائية؟ بل أين الداعيات من النساء ليتحدثن إلى بنات جنسهن؟ قلة قليلة!

ولذلك ستأتي المنافسات الغير محمودة، وسيخاطب المرأة غير أهل العلم والصلاح والتقى، لأنها لم تعد تصغي إليهم إما لأن حديثهم إليها قليل وهو مصروف إلى الرجال، وإما أن حديثهم إليها مقصور على جانب أو جانبين قد عرفتهما وحفظتهما، وتريد غيرهما، وإما لأن طرائق هذه الدعوة وعرضها ليست مرغبة ولا مشجعة.

ومسألة مهمة في هذا الباب: أن يركز هذا الحديث كذلك في ميادين الأم المربية، ومؤسسات المرأة الاجتماعية، وهذه الجمعيات المختلفة للمرأة أين دورها في هذا؟ نعلم أن كثيراً من الجمعيات تقوم بدورات في الحاسب الآلي، وفي اللغة الإنجليزية، وفي الطبخ، وفي الخياطة، وكل ذلك لا اعتراض عليه، لكن أين حجم الدورات في التربية؟ في معرفة نفسية الأطفال؟ في معرفة علاج مشكلات الأطفال؟ في معرفة علاج القضايا التربوية؟

وجوانب التربية ووسائل التربية وغير ذلك ثقافة محصورة محدودة تعطينا ثماراً فجة في نساء وفتيات لا نجد أنهن نماذج جيدة ليكن زوجات صالحات، وأمهات مربيات، فهذه قضية مهمة، والحديث فيها يطول كثيراً.

وصايا للمرأة المسلمة

ولذلك لا بد أن نوجه هذا الحديث إليكم معاشر الرجال، وإلى النساء من قبلكم.. إلى هذه المرأة التي نريد منها أن تكون أماً مربية، نقول:

أولاً: استشعار الأهمية:

لا بد أن تستشعر المرأة المسلمة أهمية دورها في التربية، وعظمة رسالتها في التنشئة، وأن تدرك أن هذا أمر مهم، وأن تحمل همه لا أن تحمل هماً في ماذا تلبس من الملابس، وماذا تتزين من الزينة فحسب، هذه مهمات ثانوية للأسف أنها بدأت تكون هي التي تشغل الاهتمام والتفكير، وهي التي لأجلها توفر الأموال، وتبذل الأوقات دون أن يكون حمل الهم في القضية المهمة الأساسية.

ثانياً: معرفة القيمة الحقيقية لهذه المهمة العظيمة:

اليوم عندنا مشكلة وهي: أنه إذا قالت المرأة إنها ربة بيت كأنها تستحي بذلك، وتغض طرفها كأنها في منزلة دونية، وفي مرتبة سفلية، لماذا؟ لأنها ليست موظفة، وليست مدرسة، وكأن هذه المهمة مهمة تافهة، وكأن وجودها في البيت يعطل نصف المجتمع، كأن المرأة في بيتها لا تعمل شيئاً، ولا تؤدي دوراً، وليس لها قيمة، ولا لفعلها ولا لدورها مكانة، فهذه قضية خطيرة يبثها اليوم عن قصد أو غير قصد الإعلام، وتشيعها كذلك البيئة الاجتماعية، حتى غدت المرأة اليوم ترى أن دورها في التربية دوراً ثانوياً ينبغي أن تحرص على تركه، أو على أن تجمع معه شيئاً آخر ليجعل لها مكانة، وهذه قضية مهمة وخطيرة.

لا بد أن تعرف المرأة أن مكانة الأم المربية هي المكانة السامية، وهي مكانة صمام الأمان الذي يحول بين أعداء الأمة وبين أجيالها، وهي لذلك في أسمى مكانة وفي أخطر موقع من مواقع المواجهة مع أعداء الله عز وجل، وفي أخطر موقع من مواقع البناء، وصناعة الأجيال، ومواجهة المستقبل بإذن الله سبحانه وتعالى.

ثالثاً: تحصيل العلوم الشرعية:

لا بد للمرأة أن تحرص على أن تتعلم من الأحكام الشرعية، ومن القرآن والسنة والسيرة ما يكون نفعاً لها، وغذاءً لأبنائها، اليوم نحتاج من الأم أن تربي صغارها على قصص الصحابة والتابعين، وأجيال الأمة من الصالحين والصالحات، اليوم نريد من الأم أن تحفظ أبناءها الصغار قبل أن يذهبوا إلى المساجد والمدارس آيات من القرآن، وأذكاراً يقولونها في سائر جوانب حياتهم، عند منامهم واستيقاظهم، ودخولهم وخروجهم.. إلى غير ذلك، كيف سيكون ذلك والأم جاهلة أمية لا تعرف القراءة والكتابة، ولم تعلم شيئاً من أمور دينها؟!

إن تعليم المرأة كما رأينا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وحسن تأديبها يعطى الأجر مرتين؛ لأن في حسن التأديب أجراً خاصاً فعلى كل رجل وأب أن يتيح الفرصة لبناته ولزوجته أن يتعلمن؛ لأن ذلك سيكون له أثره.

ثم كذلك معرفة المتطلبات التربوية، فلا يكفي أن تتعلم العلوم الشرعية، بل تربطها بالعلوم التربوية الإسلامية لتعرف التنشئة ومشكلاتها، والتربية ووسائلها وغير ذلك مما له أثر محمود ومعروف.

ثم كذلك ممارسة الدعوة الإسلامية في صفوف النساء لمعرفة هذه الحقائق كلها، فنسأل الله عز وجل أن يجعل نساءنا زوجات صالحات، وأمهات مربيات، وبنات حانيات، ونسأله أن يحفظ أسرنا وذرياتنا من كل سوء ومكروه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مهمة الأم المربية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى من تبعهم واقتفى أثرهم، ونهج نهجهم إلى يوم الدين، وعلينا وعلى عباد الله الصالحين.

أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه، وإن من تقوى الله عز وجل تقواه في الذرية والأبناء قياماً بمسئوليتهم، وعناية بتربيتهم، وحرصاً على تعليمهم، وبذلاً لكل الجهد لصلاحهم وإصلاحهم، ومن وراء هذا الموضوع تشريعات كثيرة، لكنني أختم هذا المقام ببيان قضية أساسية موجزة وهي: أن مهمة الأم المربية ربما ترتكز على ثلاث جوانب رئيسة أولها: المحافظة على الفطرة (فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) الدور الأكبر للأم في ذلك.

ثم جانب التعليم والتربية بكل آفاق التعليم والعلوم والمعارف الإسلامية وغيرها.

ثم بكل آفاق التربية أخلاقية وإيمانية وسلوكية، وإبداعية وفكرية وغير ذلك.

ثم الجانب الثالث وهو التحفيز والتنمية وإعلاء الهمم، ورفع شعار العزة، وحماسة العمل، والدفع بالقوة الإيجابية في هذه الحياة ذلك ما نسأل الله عز وجل أن يبصر به زوجاتنا وأمهاتنا حتى يكون لهن الدور الأعظم في تنشئة أجيالنا، ولنا حديث فيما بعد عما يقطع على هذه المهمة طريقها نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ومرضاته، وأن يسلك بنا سبيل الصالحين، وأن يلبسنا ثياب المتقين، وأن يحسن ختامنا وعاقبتنا في الأمور كلها، وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنا نسألك التقى والهدى، والعفاف والغنى، وأن تجعلنا هداة مهديين، اللهم وفقنا لطاعتك ومرضاتك، واصرف عنا اللهم الشرور والسيئات، ووفقنا اللهم للصالحات، واغفر اللهم لنا ما مضى وما هو آت برحمتك يا رب الأرض والسماوات!

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك وأنت راض عنا يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله، اللهم طهر قلوبنا، وزك نفوسنا، وحسن أقوالنا، وأصلح أعمالنا، وارفع درجاتنا يا رب العالمين، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء وسائر بلاد المسلمين، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك، وارزقه بطانة صالحة تدله على الخير وتحثه عليه يا سميع الدعاء.

اللهم ارفع كلمة الحق والدين، ونكس راية الكفرة والملحدين، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء، اللهم عليك بسائر أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.

اللهم انصر عبادك وجندك المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين.

عباد الله! صلوا وسلموا على رسول الله استجابة لأمر الله إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وترضوا على الصحابة الكرام، وخصوا منهم بالذكر ذوي القدر العلي، والمقام الجلي أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعلى سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الأم المربية [1] للشيخ : علي بن عمر بادحدح

https://audio.islamweb.net