إسلام ويب

الأدعية التي كان يدعو بها النبي عليه الصلاة والسلام ومواطنها

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مستمعي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.

مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين فأهلاً وسهلاً.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

المقدم: حياكم الله.

====السؤال: نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: محمد صالح من جيزان، أخونا محمد عرضنا بعض أسئلة له في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل سماحتكم شيخ عبد العزيز عن دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الأوقات التي كان يدعو بها، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فالنبي صلى الله عليه وسلم له دعوات كثيرة يدعو بها عليه الصلاة والسلام، ومن تأمل الأحاديث الواردة عنه عليه الصلاة والسلام عرف ذلك، فمن ذلك: أنه كان يدعو في السجود يقول: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) كان يدعو بهذا في سجوده، في الفرض والنفل عليه الصلاة والسلام، (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره وعلانيته وسره)وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير).

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم في آخر الصلاة قبل أن يسلم: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت) ومن دعائه في آخر الصلاة قبل أن يسلم: (اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر) كل هذا من دعائه عليه الصلاة والسلام، وكان إذا سلم من الصلاة الفريضة قال: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله) ثلاث مرات عليه الصلاة والسلام.

وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) وربما قال: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، وله دعوات كثيرة عليه الصلاة والسلام، وعلم عائشة أن تقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، وعلم معاذ أن يقول في آخر الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)وعلم الصديق أن يقول في صلاته: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).

معنى تدبر القرآن وحكمه

السؤال: له سؤال طويل عن تدبر القرآن الكريم، بدأ سؤاله كالتالي: يقول الله تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، ويقول سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا [النساء:82]، ثم يسأل: ما هي صفة تدبر القرآن في الآيتين الكريمتين، وما معنى كلمة تدبر، هل هو تدبر الفهم الصحيح، وهل يترتب على التدبر مثوبة، وهل يحتفظ متدبر القرآن الكريم بحصيلة تدبره للقرآن للفائدة الشخصية دون نشرها، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: التدبر للقرآن مشروع كما بينه الله عز وجل، وهو المقصود من التلاوة، التدبر والتعقل والفهم ثم العمل، قال عز وجل: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، فهو أنزل للتدبر، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24].

فالمشروع للمؤمن عند التلاوة وهكذا المؤمنة التدبر والتعقل والتفهم، فمعناه: تفهم الآية، يتدبرها يعني: يتعقلها ما هو المراد، أن يتعقل ويتفهم ما هو المراد من قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، من قوله: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى [البقرة:238]، من قوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، من قوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56] .. وغير ذلك.

يعني: يتدبر المعنى ما هو المعنى؟ يتفهم حتى يعمل به، وحتى يوصي الناس به، والمؤمن يتدبر يتحفظ ولو بالكتابة يتحفظ ما ظهر له حتى يعمل به، وحتى ينصح إخوانه بذلك إذا كان عنده علم وفهم، يعمل بذلك ويوصي إخوانه بذلك وأهل بيته، هكذا ينبغي للمؤمن أن تكون عنده عناية إذا قرأ القرآن يتعقل ويتدبر حتى يستفيد وحتى يعمل، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم إذاً من تدبر القرآن وخرج بمعاني لا يحتفظ بها لحياته الشخصية كما يقول هذا السائل بل ينشرها بين إخوانه؟

الشيخ: إذا تيسر له حفظها وهو متبصر فلينشرها، أما إن كان عنده تردد أو جهل فليسأل عنها أهل العلم، ويعرضها على أهل العلم حتى يبصروه وحتى يفهم المراد وينفع غيره أيضاً، أما إذا كان طالب علم يفهم فإنه ينصح إخوانه وأهل بيته بما فهم من كتاب الله وبما علم من القرآن حتى يكون من دعاة الهدى.

صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: من القاهرة المستمع محمد برعي يسأل سماحتكم عن الكيفية الصحيحة للوضوء؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم وضح للأمة الوضوء، ارجع إليه صلى الله عليه وسلم تفسيراً لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]، فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله للصحابة.

فكان عليه الصلاة والسلام إذا قام للوضوء غسل كفيه ثلاث مرات أولاً، وهذا مستحب، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه عموماً من منابت شعر الرأس إلى الذقن طولاً، وعرضاً إلى فروع الأذنين، ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع أذنيه، ثم يغسل رجليه مع الكعبين، هكذا كان يفعل صلى الله عليه وسلم، هذه صفة وضوئه يغسل كفيه ثلاثاً أولاً ولاسيما إذا قام من النوم يتأكد ذلك فيجب أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل إدخال يده في الإناء، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق ويستنثر ويغسل وجهه.

والواجب مرة، الواجب مرة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، ثم يغسل ذراعيه مرة مرة مع المرفقين، ثم يمسح رأسه كله مرة واحدة مع أذنيه، يدخل أصبعيه سباحتيه في صماخ أذنيه ويمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه، ثم يغسل رجليه مع الكعبين مرة واحدة هذا الواجب، وتوضأ لهم مرتين مرتين وتوضأ لهم ثلاثاً ثلاثاً حتى يعلموا السنة، فالمرة الواحدة هذه فريضة، والمرة الثانية سنة، والثلاث هي الكمال، أفضل ما يكون ثلاثاً ثلاثاً، وهو الغالب من فعله عليه الصلاة والسلام، إلا الرأس مسحة واحدة لا يكرر ثلاثاً، الرأس يمسحه مرة يبدأ بمقدمه إلى قفاه ثم يرد يديه إلى المكان الذي بدأ منه، هكذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام.

والواجب أن تكون المرفقان داخلين في غسل اليدين، وهكذا الكعبان في الرجلين داخل في غسل الرجلين، قال أبو هريرة رضي الله عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غسل يديه أشرع في العضد، وإذا غسل رجليه أشرع في الساق، حتى يدخل بذلك المرفقين والكعبين)، فقوله جل علا: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة:6]، (إلى)، يعني: مع المرافق، وقوله جل وعلا: وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6]، معناه مع الكعبين، فالكعب مغسول والمرفق مغسول.

هذه صفة وضوئه عليه الصلاة والسلام، مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وربما غسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثاً، فالأمر واسع، الواجب مرة مرة، يتمضمض مرة، ويستنشق مرة، ويغسل وجهه مرة يعمه بالغسل، ثم اليدين مرة مرة، ثم يمسح رأسه مع أذنيه مرة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين مرة، هذا هو الواجب، والأفضل أن يزيد فيكرر في غسل الوجه واليدين والرجلين مرتين أو ثلاث، والثلاث أكمل وأفضل، أما الرأس فإنه يكفيه مرة واحدة لا يكرر، يمسحه مرة واحدة بيديه مع الأذنين، والأفضل أن يبدأ بالمقدم ثم يمر يديه إلى قفاه ثم يعيدهما إلى مقدم رأسه، مع إدخال أصبعيه في أذنيه ومسح ظاهرهما بأصبعيه.

حكم من خطب الجمعة خطبة واحدة

السؤال: المستمع محمد أحمد بن عبد الحكم من السودان بعث يسأل ويقول: حدث أن خطب الإمام يوم الجمعة خطبة واحدة وهو رجل صلى بالنيابة عن الإمام لغياب الإمام وهو كبير السن، وبعد نهاية خطبته الأولى قال للناس: قوموا للصلاة، فالناس قاموا وصلوا، ثم اختلف بعد ذلك كثير من الناس، هل الصلاة صحيحة أو لا، وأردنا من سماحتكم الإفادة، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الصلاة غير صحيحة، فعليه أن يرجع ويخطب الخطبة الثانية ثم يعيد الصلاة، فلابد من خطبتين كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهما شرط لصحة الصلاة هذا هو الأصح، فعلى هذا الرجل أن يعيد الصلاة وأصحابه عليهم أن يعيدوا، عليه وعلى أصحابه أن يعيدوا الصلاة ظهراً، وفي المستقبل لابد من خطبتين قبل الصلاة.

المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً: يعيدون تلك الصلاة سماحة الشيخ؟

الشيخ: ظهر يعيدونها ظهراً، أربع ركعات.

حكم حفظ القرآن ودراسة التجويد

السؤال: من الدمام رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع محمد يقول: أريد أن أحفظ القرآن الكريم فأرجو توجيهي إلى أي الطرق الأسهل، وهل يلزمني أن أحفظ القرآن بالتجويد كما نصحني بعض الإخوة، أو أن التجويد لا يشترط لأمثالي، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: حفظ القرآن مستحب والتجويد مستحب ليس بواجب، إن حفظته فهذا مستحب، أو حفظت ما تيسير من ذلك فهذا طيب، والتجويد كذلك، التجويد فيه خير كثير لإحسان لفظ القارئ لقراءة القرآن، يحسن لفظه، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم)، والله يقول: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4]، فالتجويد يحصل به تحسين الصوت وأداء الألفاظ على الوجه الأكمل، وإذا قرأ باللغة العربية وأعطاه حقه ولو لم يعرف التجويد فلا حرج، لكن إذا عرف التجويد وتلا بالتجويد وإذا تكلف كان ذلك أفضل.

صفة الحجاب الشرعي

السؤال: يسأل سماحتكم عن الصفة الشرعية للحجاب، هل لابد من لبس معين أو أي ستر يستر المرأة ويستر جسمها يجزئ عن ذلك، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: نعم. المقصود الستر، فإذا حصل الستر بخمار أو بغيره فهذا هو المطلوب، تستر بدنها كله بأي طريقة، بالخمار على رأسها ووجهها، بالعباءة على بدنها كله، تلبسه تعم به بدنها، المقصود الستر، هذا المقصود.

حكم المسح على الجبس

السؤال: المستمع (سليمان . م) بعث يسأل ويقول: تعرضت إلى كسر في ساقي ووضع عليه الجبس، وعند الوضوء أمسح على الجبس فهل وضوئي صحيح؟

الجواب: نعم. عليك أن تمسح على الجبس كالجبيرة حتى يزال، إذا كان الجبس على القدم، أما إذا كان الساق فلا تمسح عليه، إذا كان الجبس بعضه على القدمين أو على أحد القدمين تمسح عليه عند الوضوء مثل لو كانت جبيرة من خرقة أو غيرها على القدم تمسح عليها حتى تزال.

ولا يشترط كونه قد وضع الجبس وهو على طهارة على الصحيح، الجبس لا يشترط فيه الطهارة، الطهارة في الخفين، لابد أن يلبسهما على طهارة، أما الجبيرة قد تقع له وهو على غير طهارة يضطر إلى فعلها وهو على غير طهارة.

البيوع المحرمة

السؤال: أرجو أن توضحوا لنا البيوع المحرمة؟

الجواب: البيوع المحرمة كثيرة ضابطها أن تبيع غرراً فيه خطورة، إذا كان غرراً أو بيعاً اختل فيه شرطه أو بيع معدوم أو نحو ذلك فهذا هو البيع الباطل، والبيوع الباطلة هي التي نهى عنها الشارع، إما لكونها غرراً وإما لكونها رباً وإما لكونها اشتملت على بعض الشروط الباطلة، فليس هناك حد محدود لجمعها، لكن ضابطها إذا اختل الشرط أو وجد ما يوجب البطلان من كون المبيع محرماً كالربا أو خنزيراً أو خمراً أو ما أشبه ذلك، نعم. أو فيه غرر كأن يبيع على غير ضبط، كأن يقول: أبيعك كذا وكذا، وليس معلوم لهما المبيع، أو أبيعك ولد الناقة الذي ما بعد ولد أو أبيعك ناقتي الفلانية وهو ما يعرف صفاتها، كل هذه غرر.

حكم تزويج العاصي

السؤال: من بالأحمر رسالة بعث بها المستمع: عيسى موسى جابر يقول: هل يجوز أن تزوج ابنتك برجل غير متوفر فيه الشروط كاملة من الناحية الدينية؟

الجواب: إذا كان مسلماً وإن كانت فيه بعض المعاصي يجوز، لكن التماس الطيب المستور أولى وأفضل للجميع، لكن لو كان إنسان عنده بعض المعاصي فالنكاح صحيح، وإنما يحرم تزويج الكافر الذي لا يصلي، أو يسب الدين أو يهودي، أو نصراني، لا تزوجه المسلمة، النكاح باطل، لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10]، لابد أن يكون زوج المسلمة مسلم، ولابد أن تكون زوجة المسلم مسلمة أو كتابية وهي اليهودية أو النصرانية المحصنة خاصة، فالمسلم ليس له أن ينكح كافرة إلا أن تكون كتابية محصنة من اليهود والنصارى، والمسلمة ليس لها أن تنكح كافراً أبداً ليس لها أن تنكح إلا مسلماً، فإذا كان الزوج مسلماً ولكن عنده بعض المعاصي أو كانت الزوجة مسلمة وعندها بعض المعاصي فالنكاح صحيح، ولكن التماس الزوج الطيب المستور والزوجة الطيبة ذات الدين هذا هو الذي ينبغي.

زوجة الخال والعم ليستا من المحارم

السؤال: هل زوجة خالي أو زوجة عمي تعد من المحارم بالنسبة لي؟

الجواب: زوجة عمك وخالك أجنبيات مثل زوجة أخيك، أخوك أقرب ومع هذا زوجته أجنبية ليست محرماً لك، فزوجة الخال والعم من باب أولى أنهما أجنبيتان، ليس لك أن تخلو بهما، وليس لهما أن يكشفا لك، وليس لك أن تصافحهما؛ لأنها أجنبية، زوجة خالك، زوجة أخيك، زوجة عمك، كلهن أجنبيات، أما زوجة أبيك لا. لا حرج، زوجة أبيك وزوجة جدك من النسب والرضاع محارم، جد جدك كذلك، زوجة ابنك محرماً لك من النسب والرضاع، زوجة ابن بنتك، حتى ابن بنتك زوجته محرماً لك من النسب والرضاع.

الحكم على أحاديث ليلة النصف من شعبان

السؤال: المستمع نعمان محمد من اليمن بعث يسأل ويقول: هل ورد شيء في فضل ليلة النصف من شعبان، إذ أني قد سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صوموا نهارها وقوموا ليلها)، هل هذا الحديث صحيح؟

الجواب: ليس بصحيح، كل أحاديث النصف من شعبان التي وردت كلها ضعيفة غير صحيحة، ولا يجوز تخصيصها لا بقيام ولا بصيام، وإنما يصام ثلاثة أيام من كل شهر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شعبان وغيره مستحبة، أما تخصيص النصف بصوم أو الليلة بقيام كله ليس بصحيح وليس فيه حديث صحيح، كلها ضعيفة وبعضها موضوع.

حكم إهداء ثواب قراءة القرآن للأموات

السؤال: هل قراءة القرآن الكريم وإهداء ثوابها للميت جائزة أو لا؟

الجواب: ليس عليه دليل، ولا أعلم ما يدل على إهداء القرآن للموتى ولا غير الموتى، ولكن يقرأ لنفسه ويدعو الله للموتى بالمغفرة والرحمة، أما الإهداء يكون بالمال، الصدقة بالمال بالحج بالعمرة، هذا هو محل الإهداء، يتصدق عليه بالمال، يصوم عنه إذا كان عليه صوم مات وعليه صوم وصام عنه هذا لا بأس به، أما أن يقرأ القرآن ويهدي له القرآن فليس عليه دليل فيما أعلم، فينبغي ترك ذلك.

حكم الذكر الجماعي عقب الصلوات

السؤال: يقول: نحن نصلي في المسجد وعندما نفرغ من الصلاة نقرأ آية الكرسي ونسبح الله ونحمد الله ونكبر بصوت جماعي، ثم بعد ذلك يقوم الإمام يدعو بصوت مسموع والمصلون يؤمنون على دعائه، ثم عندما يفرغ من الدعاء يقول: والرحمة لنا ولكم ولوالدينا وأمواتنا وأمواتكم وإلى أموات المسلمين، هل هذا الأمر جائز، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: هذا بدعة لا أصل له وليس بجائز، ولكن يقرأ الإنسان لنفسه، يقرأ آية الكرسي بينه وبين نفسه بعد الصلاة بينه وبين نفسه، يسبح الله ثلاثاً وثلاثين، يحمده ثلاثاً وثلاثين، يكبره ثلاثاً وثلاثين بنفسه، بغير صوت جماعي كل واحد بنفسه، سواءً سبق أخاه أو كان بعد أخيه، لا يتحرى أن يكون الصوت جماعياً لا في التسبيح ولا في القراءة، بل يقرأ كل واحد آية الكرسي لنفسه بينه وبين نفسه، ويسبح الله مع نفسه وإن جهر بذلك مع الذكر فلا بأس؛ لأنه يشرع الذكر بعد الصلاة، رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة مشروع، لكن ليس جماعياً كل واحد يرفع الصوت بطريقته الخاصة من دون حاجة إلى مراعاة صوت أخيه.

كيفية التصرف في المال الموهوب إذا حرمه الإنسان على نفسه

السؤال: المستمع محمد حسن عصيدة بعث برسالة و ضمنها جمعاً من الأسئلة، من بينها سؤال يقول: إن زوج أختي قد أهدى زوجتي مبلغاً من المال كيما يكون عوناً لها على حياتها، لكنه أخبر زوجته ثم إن زوجته نشرت الخبر فتضايقت زوجتي من هذا التصرف وحرمته، هل يجب علينا حينئذٍ أن نعيد ذلك المال أم كيف نتصرف، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: إن أعادته فعليها كفارة اليمين عن تحريمها وإن لمن تعده فلا بأس سداً لباب التهمة، سداً لباب التهمة بهذه الهدية، وإن أعادته لأنها لا تهمة في ذلك فعليها كفارة اليمين عن تحريمها وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم عشرة، كل واحد له نصف الصاع تمر أو رز، يعني: كيلو ونصف، أو كسوة قميص أو إزار ورداء تجزئ في الصلاة عن تحريمها؛ لأن هذا التحريم بمعنى اليمين.

حكم الصلاة على السرير للضرورة

السؤال: يقول: أعمل راعٍ للغنم وأسكن في منطقة بعيدة تكثر فيها الحشرات الزاحفة، وحينئذٍ أضطر للصلاة على السرير، فهل يجوز أن أفعل ذلك أو لا؟

الجواب: لا حرج في ذلك، والحمد لله.

المأثور من الدعاء بين الأذان والإقامة

السؤال: هل هناك دعاء بين الإقامة والأذان؟

الجواب: لا نعلم شيئاً في ذلك، فإذا دعا بشيء فلا حرج، لكن ليس هناك شيء مسنون، فإذا دعا بشيء فلا حرج في ذلك لكن ليس هناك شيء مسنون.

كيفية توبة من جحد الأمانة

السؤال: يقول: إذا أخذت من شخص مبلغاً من المال، أو أعطاني شخص شيئاً من الأمانة وحينئذٍ أنكرتها والآن أنا ندمت وأصبحت أشعر بالأسف فكيف تنصحونني، جزاكم الله خيراً؟

الجواب: إن كان المال هدية لك ومساعدة فلا بأس، إذا كنت تعرف أنها حلال أو لا تعلم عنها شيئاً، أما إن كانت إن كان المال الذي أخذته منه على سبيل الغصب أو فيه شبهة أخرى، يعني: تعلم أنه حرام؛ لأنه ربا أو كذا فرده عليه.

الشيخ: اعد سؤاله، اعد سؤاله.

السؤال: أخونا يسأل ويقول: إذا كنت أخذت مبلغاً من المال على شخص معين، أو أعطاني أمانة وأنكرتها فكيف أتصرف الآن إذ أني أشعر بالأثر وأشعر بالندم؟

الجواب: إذا كنت أخذت المال غصباً منه أو سرقة، فالواجب ردها عليه، رد المال عليه، يجب أن تتوب إلى الله وأن ترد عليه المال الذي أخذته، فإن كنت لا تعرفه نسيته، فتصدق به عنه، إذا لم تستطع إيصاله إليه تصدق به بالنية عنه؛ لأنك ظلمته، أخذت المال منه بغير حق، أو جحدته وديعته، كل هذا ظلم، نسأل الله العافية.

حكم صلاة الضحى وعدد ركعاتها

السؤال: المستمع خميس محمد علي أبو رائد يسأل ويقول: حدثوني عن ركعتي الضحى وعن فضلها، جزاكم الله خيراً، وهل إذا رأيت الناس يصلونها أنضم معهم، وجهوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب: صلاة الضحى سنة قد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة، وكان يفعلها كثيراً عليه الصلاة والسلام، فهي سنة أقلها ركعتان، ومن صلاها أربعاً أو أكثر فلا بأس، وربما صلاها ثمان كما فعل يوم الفتح صلى ثمان ركعات عليه الصلاة والسلام، فالمقصود أنها سنة في السفر والحضر، ومن تركها فلا حرج عليه ومن واظب عليها فهو أفضل.

حكم الحج عن الوالدة المتوفاة

السؤال: هل يجوز أن أحج عن والدتي علماً بأنني قد حجيت عن نفسي ووالدتي متوفاة؟

الجواب: يستحب لك أن تحج عنها وتعتمر.

المقدم: جزاكم الله خيراً.

سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

الشيخ: نسأل الله ذلك.

المقدم: مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام! شكراً لحسن متابعتكم، وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب (435) للشيخ : عبد العزيز بن باز

https://audio.islamweb.net