إسلام ويب

حكم تثويب الصلاة للغير

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة الإخوة المستمعين، فأهلاً وسهلاً.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

المقدم: حياكم الله.

====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجزائر، باعثها أحد الإخوة المستمعين من هناك ويسأل سؤالين: هل الشخص إذا كان في الصلاة قبل التسليم ونوى الصلاة لرجل في وسط الصلاة، ثم أحس بعد ذلك أن النية لغير وجه الله، وشك هل قبل الصلاة نوى أم بعدها وهل يكون رياء وجهونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فإن الصلاة لا تثوب للغير لا للميت ولا غيره، لعدم ورود الأدلة الشرعية على ذلك، وإنما يصلي الإنسان لنفسه يرجو ثواب الله، فإذا صلى ركعتين أو أكثر ثم شك بعد الصلاة هل نواها عن فلان أو فلان فصلاته صحيحة؛ لأن الأصل عدم وجود هذه النية والشك بعد الصلاة لا يؤثر في الصلاة.

إلا إذا علم أن النية وقعت في الصلاة وأنه نواها عن الغير فإن هذه الصلاة لا تصح عن الغير لعدم الدليل على ذلك وعليه أن يتوب إلى الله من ذلك وأن لا يعود إلى الصلاة عن الغير، وإنما يدعو للغير ويتصدق عنه ويحج عنه إذا كان ميتاً ويعتمر إذا كان ميتاً أو بخير عاجز عن الحج والعمرة.

المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، كأني به سماحة الشيخ يقول: الصلاة لفلان وليست عن فلان؟

الشيخ: هو هذا مراده لفلان، يعني: يبين هدي ثوابها له، أما إذا كان يعبده بها ويتقرب إليه ويصلي له ويعبده ويسجد له هذا شرك أكبر، كونه يصلي ويسجد لفلان أو يركع لفلان أو يسجد لفلان أو يصوم لفلان ويتقرب إليه ويعبده من دون الله، فهذا شرك أكبر نعوذ بالله، مثل الذبح لغير الله ومثل النذر لغير الله والاستغاثة بالأموات والنجوم والأصنام كله شرك، أما الحي القادر إذا طلب منه شيئاً وهو حي قادر قال: سلفني كذا وإلا أعطني كذا هذا ليس بشرك، مثلما قال الله جل وعلا في قصة موسى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].

فإذا قال للحي الحاضر: يا فلان! أقرضني أو أعطني كذا أو ساعدني على كذا فلا بأس وليس هذا من الشرك، أما أن يقول للميت أو الغائب يعتقد أنه يسمعه وأنه غائب لسر فيه يعتقد أنه يسمعه أو يعتقد أنه يقضي حاجاته وهو ميت أو يفعله مع صنم أو مع نجم أو مع الجن، يكون شركاً أكبر نسأل الله العافية.

المقدم: نسأل الله السلامة والعافية، إذاً: إذا نوى الصلاة لفلان سواءً كان في أثناء الصلاة أو بعد الصلاة الشرك واقع؟

الشيخ: إذا كان يتقرب إليه بالصلاة ما هو بيثوبها له إنما يتقرب إليه بركوعها وسجودها ويعبده فهذا شرك أكبر.

حكم صيد الطيور في الأشهر الحرم

السؤال: يسأل عن حكم صيد الطيور في الأشهر الحرم؟

الجواب: الصواب أن الأشهر الحرم لا يحرم فيها الصيد، إنما الصيد يحرم على المحرم بالحج والعمرة، أو في أرض الحرم المكي أو المدني، وأما الأشهر الحرم: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، هذه لا يحرم فيها الصيد، وإنما اختلف العلماء: هل يحرم فيها القتال أم لا؟ وأما الصيد فلا يحرم فيها.

حكم الالتفات والإشارة في الصلاة

السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من سوريا درعا، باعث الرسالة مستمع يقول: (ع. ن) يسأل سماحتكم ويقول: أبي رجل مسن يؤدي الفرائض كلها والحمد لله، ولكن أحياناً أثناء الصلاة يلتفت يمنة ويسرة وقد يشير بيده إلى أحد دون أن يعي ما خطر ذلك وتأثيره على صلاته أيضاً لا يعيه وأنا أحاول دائماً أن أنبه على ذلك لكن احترامي له يمنعني من توجيهه فما السبيل جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الالتفات في الصلاة مكروه إلا من حاجة، فإذا التفت برأسه بعض الأحيان فإن صلاته صحيحة لكن ينبه ويبين له أن هذا مكروه وأنه نقص في الصلاة جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما سئل عن الالتفات في الصلاة: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد) هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الالتفات لكن إذا دعت الحاجة فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم التفت في الصلاة للحاجة والصديق التفت في الصلاة لحاجة.

فالمقصود أنه إذا كان الالتفات لحاجة بالرأس فلا بأس، وهكذا الإشارة لأحد للحاجة لا بأس، والنبي صلى الله عليه وسلم أشار في الصلاة، إذا أشار لإنسان يدخل أو يخرج أو يغلق باباً فلا حرج في ذلك.

شروط ونواقض لا إله إلا الله

السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية مصر العربية، وباعثها المستمع رمضان محمد سعد الأخ رمضان يقول: نحن نعلم أن تارك الصلاة كافر وأن من ضمن الأشياء التي لا يجوز التعامل معه فيها، أنه لا تجوز الصلاة عليه إذا مات وهو تارك للصلاة، وهناك حديث معناه: (صل على من قال: لا إله إلا الله) أرجو الجمع بين هذا وذاك جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الحديث المذكور: (صل على من قال: لا إله إلا الله) حديث ضعيف ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن في الباب أحاديث صحيحة تدل على أن أهل التوحيد لهم حكم الإسلام، لكن إذا التزموا بحق لا إله إلا الله، الموحد محكوم له بالإسلام إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يحكم له بالإسلام، لكن بشرط أن لا يأتي بشيء ينقض هذا الإسلام، ولهذا في الحديث: (إلا بحقها).

فالمقصود: أنه إذا أتى بالشهادتين ثم أتى بناقض من نواقض الإسلام، فإنه ينتقض إسلامه، فلو جحد وجوب الصلاة أو جحد تحريم الزنا أو سب الله ورسوله كفر عند الجميع، ولو قال: لا إله إلا الله.

فالمقصود: أنه يأتي بالشهادتين ويلتزم بمعناهما وحقهما ولا يأتي بناقض من نواقض الإسلام، فإذا أتى بناقض كفر ولا يصلى عليه، ولو قال: لا إله إلا الله، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله وهم في الدرك الأسفل من النار نعوذ بالله، والمرتدون الذين ارتدوا عن الإسلام كثير، منهم من يقول: لا إله إلا الله لكنهم كفروا بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم وزعمهم أنه لو كان رسولاً لم يمت، وهكذا كثير من أهل الردة يقولون: لا إله إلا الله ولكن كفروا بالإيمان بأن مسيلمة نبي أو المختار نبي أو ما أشبه ذلك.

فالحاصل: أن الموحد المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام كفر، وصار مرتداً، ولهذا كتب العلماء في مؤلفاتهم باباً يسمونه باب حكم المرتد، وذكروا فيه نواقض الإسلام التي يرتد بها الإنسان، ولو كان يقول: لا إله إلا الله ويشهد أن محمداً رسول الله، ومن ذلك إذا جحد وجوب الصلاة أو جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان أو استحل الزنا أو استحل شرب الخمر أو دعا الأموات واستغاث بهم أو دعا الأصنام أو النجوم أو استهزأ بالدين، كل هذه ردة يكفر بها، ولو قال: لا إله إلا الله.

حكم الأخذ ببعض الآيات والأحاديث وترك البعض الآخر

السؤال: سماحة الشيخ! هناك أناس يأخذون بعض الأحاديث ولا يلتفتون إلى البعض الآخر، وأيضاً يفعلون ذلك حتى في الآيات القرآنية، هل من كلمة حول هذا الموضوع؟

الجواب: هذا من الجهل، لا يجوز ضرب كتاب الله بعضه ببعض، ولا ضرب السنة بعضها ببعض، لابد أن ينظر في النصوص كلها، ويجمع بين الوارد في المسألة من الكتاب والسنة حتى يكون الحكم على بينة وعلى وضوح في الأدلة الشرعية، أما الجاهل الذي يأخذ دليلاً ويدع دليلاً أو يحتج بآية ويضيع آية في المعنى أو حديثاً في المعنى فهذا غلط، لأنه من القول على الله بغير علم، لا بد أن المفتي والحاكم يتتبع الأدلة ويجمع بين الأدلة حتى يأخذ حكم المسألة منها جميعاً؛ لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضاً، وهكذا الآيات يفسر بعضها بعضاً، ويشهد بعضها لبعض، فلا بد من جمع بين الأدلة في المسائل التي قد تشتبه.

أذكار سجود السهو

السؤال: يسأل عن الأذكار التي يقولها المسلم في سجود السهو؟

الجواب: سجود السهو مثل سجود الصلاة يقول فيه ما يقول في سجود الصلاة: (سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين)، كل هذا يقال في سجود الصلاة يقوله في سجود التلاوة وفي سجود السهو، سواء سواء، سجود الصلاة سجود التلاوة سجود السهو سجود الشكر كلها يقال فيها هذا الذكر، ويدعو في السجود أيضاً بما تيسر من الدعاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) يعني: حري أن يستجاب لكم.

صفة القراءة إذا صلى الإنسان منفرداً

السؤال: هل يجوز للفرد إذا صلى منفرداً أن يجهر في الصلاة، وإذا كان ذلك جائزاً فهل هو في جميع النوافل والفروض جزاكم الله خيراً؟

الجواب: سنة في الليل، صلاة الليل يجهر، وهكذا في صلاة الفجر يجهر، سواء كان إماماً أو منفرداً، أما المأموم فينصت لإمامه، يقرأ الفاتحة بينه وبين نفسه وينصت لإمامه، ولكن الإمام يجهر في صلاة الفجر وفي التهجد بالليل وفي وتره وهكذا الإنسان في بيته يتهجد ويرفع صوته في الليل، وهكذا في صلاة الفجر للنساء وللرجل الذي صلى في بيته لمرض أو عذر شرعي.

دخول المرأة في قوله عليه الصلاة والسلام: (من صلى الفجر في جماعة..)

المقدم: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات، تقول المرسلة (ب. س) من الرياض تسأل وتقول: ورد في الحديث أن من جلس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس في مصلاه يذكر الله حتى يصلي ركعتي الفجر، كتب له أجر حجة وعمرة، وقال أهل العلم: إن المرأة إذا فعلت ذلك في بيتها يرجى لها نصف الأجر، السؤال: هناك أناس يقولون: إنه يشترط لهذه الجلسة أن لا يتحدث مع أحد في أمور الدنيا، هل هذا الكلام صحيح، وإذا كان صحيحاً فماذا أفعل إذا كانت والدتي كبيرة في السن وقد أخبرتها بذلك ولكنها تنسى وتحدثني بأمور دنيوية لا ضرورة لها خلال جلستي هذه، فهل إذا جلست مبتغيةً الثواب من الله ولكن تحدثت مع أمي وأجبتها حرصاً على رضاها هل أكون قد أديت العبادة كما ينبغي؟

الجواب: نعم جمعت بين الخيرين: بين الذكر وبين رضا الوالدة، وبرها من أهم المهمات، فالحديث معها إذا طلبت الحديث أمر مطلوب ومشروع ولا يضر ولا يقطع الجلسة ولا يؤثر عليك، فمن جلس في مصلاه يذكر الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسبح ويدعو حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين سنة الضحى، هاتان الركعتان يقال لها: سنة الضحى، ويسميها العامة سنة الإشراق، وهي سنة الضحى مبكرة فله أجر، جاء في الحديث: (أجر حجة وعمرة تامتين) ولا فرق بين الرجال والنساء، المرأة كالرجل سواء في هذا، الحديث عام للرجال والنساء، فالمرأة في بيتها تجلس في مصلاها والرجل في مصلاه في المسجد حتى تطلع الشمس ثم يصلي ركعتين هذا كله خير عظيم، يشتغل بذكر الله بالدعاء بقراءة القرآن الحمد لله، وإذا تكلم مع أخيه في شيء دعت إليه الحاجة فلا بأس، أو تكلمت المرأة مع زوجها أو مع والدتها أو مع غيرهم في حاجة فلا بأس.

المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً الذين قالوا: إن المرأة لها نصف الأجر ليسوا على صواب؟

الشيخ: غلط. الأجر عام والحكم واحد، فالرجل والمرأة سواء.

المقدم: بارك الله فيكم، وسواء كان ذلك في المسجد أو في البيت.

الشيخ: نعم نعم في المسجد أو في البيت.

عدد ركعات صلاة الضحى

السؤال: أيضاً تقول أختنا: ورد في الحديث أن سنة الضحى أقلها ركعتان وأكثرها ثماني ركعات، هل يجوز لي أن أزيد على ثماني ركعات وهل إذا صليت ركعتي طلوع الشمس أحسبها مع سنة الضحى لتكون ثماني ركعات أم أنها مستقلة؟

الجواب: ليس في الحديث أن أكثره ثماني ركعات، إنما هذا من كلام بعض أهل العلم يقولون: أكثرها ثماني ركعات، والصحيح أنه لا حد لأكثرها، يصلي ثماناً أو عشراً أو عشرين أو أكثر، لكن أقلها ركعتان.

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة بركعتي الضحى، فأقلها ركعتان، وإذا صلى أربعاً أو ستاً أو ثماناً أو عشراً أو أكثر يسلم من كل ثنتين، فكله طيب وكله مشروع والحمد لله.

المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم إذاً: إذا صلت ركعتي الشروق كما سمتها وصلت أيضاً الضحى ثمان ركعات فهي على صواب.

وقت سنة الوضوء

السؤال: تقول: سنة الوضوء هل المشروع فيها أن تكون عقب الوضوء مباشرة، أم يجوز تأخيرها بسبب بعض الأشغال مع بقاء النية على تأديتها بعد الفراغ من الشغل، وما هو الأفضل في هاتين الحالتين جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الأفضل بعد الوضوء يبادر بصلاة ركعتين، وإن شغل عنها وصلاها بعد ذلك فلا بأس كله طيب، لكن الأفضل البدار.

حكم الفرش والبطانيات التي عليها صور

السؤال: مستمعة تقول المرسلة (ب. س) من الرياض، أيضاً تسأل جمعاً من الأسئلة في أحدها تقول: المفارش والبطانيات التي فيها صور ذوات الأرواح، هل تعتبر من الأشياء المهانة؟ وهل في بقائها في غرف النوم حرج وجهونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب: المفارش والوسائد واللحف ونحوه مما يمتهن لا يضر وجود الصورة فيها، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى في ستر عندها صورة هتك ذلك وأنكره، قالت: فاتخذنا منه وسادتين يتكئ عليهما النبي عليه الصلاة والسلام)، وفي سنن النسائي وغيره (أن النبي صلى الله عليه وسلم واعد جبرائيل، فتأخر عن وعده، فلما جاءه سأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن في البيت ستراً فيه تصاوير وتمثالاً وكلباً فمر برأس التمثال أن يقطع وبالستر أن يجعل منه وسادتان منتبذتان توطأان، ومر بالكلب أن يخرج، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر بقطع رأس التمثال وجعل الستر وسادتين، ومر بالكلب أن يخرج وكان الكلب جرواً تحت نضد له أدخله الحسن أو الحسين).

فالمقصود: أن هذا يدل على أن جعل الستر وسادة كافٍ مما يمتهن، فإذا كانت الصورة في بساط أو في وسادة أو في كرسي يمتهن فلا حرج في ذلك، أما إذا كانت تعلق على الجدران أو على الأبواب فهذا منكر لا يجوز.

محرمية أولاد الزوج المطلق من امرأة أخرى

السؤال: هل للمرأة أن تكشف على أولاد مطلقها من امرأة أخرى؟

الجواب: نعم أولاد زوجها؛ لأنها محرم لهم وزوجة أبيهم، فإذا كان له أولاد من زوجة أخرى فهم محارم ولو كانت مطلقة ولو كان ميتاً هو.

والله يقول: وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:22].

حكم زكاة الأرض وكيفية زكاتها

السؤال: تقول: لدي أرض اشتراها لي إخوتي من مدة خمس سنوات، وأنا ليس لي دخل أزكي هذه الأرض، ومنذ ذلك الوقت ووالدي يزكي عنها بسعرها الذي اشتريناها به دون أن يسأل عن سعرها في وقت الزكاة وتستمر على هذا المنوال، وتقول: إن والدها استمر على هذا الحال إلى أن أفتاه بعض العلماء وقال: إنه يجب عليك أن تزكيها بقيمتها الحالية، وتسأل: هل تقضي ما فات من الزكوات في السنوات الماضية وجهوها جزاكم الله خيراً؟

الجواب: إذا كانت الأرض للبيع ما هي للقنية ولا للسكن بل للبيع، فإنها تزكى كل سنة بقيمتها، فإذا كانت زكاة الوالد أقل من الزكاة الواجبة يجب إخراج البقية التي أخل بها الوالد، فإذا كان الوالد زكاها عن أمرك وعن موافقتك فالزكاة صحيحة، لكن إذا كانت الزكاة التي أخرجها أقل من الواجب فعليك أن تخرجي الزيادة التي تبين أنها زائدة على ما أخرجه الوالد، عليك أن تخرجيها للسنوات التي زادت فيها القيمة على ما أخرجه الوالد.

بر الوالدة بعد موتها لمن ترك برها حال حياتها

السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها المستمع: عبد الحافظ عبد الحليم العبادي ، يسأل في قضية كتبها في صفحتين ملخص ما كتب أنه لم يكن يبر بأمه ولما توفاها الله بدأ يشعر بالألم وبدأ يفكر كثيراً ويرجو أن يكفر الله عنه ذنبه، وحينئذٍ يسأل عن أي الأعمال يقدم حتى يكون باراً بوالدته؟

الجواب: عليه التوبة إلى الله والندم مما فعل من التقصير، والتوبة تجب ما قبلها، إذا صدق في التوبة والندم فالله جل وعلا يتوب عليه، كما قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] وقال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، وقال عليه الصلاة والسلام: (التوبة تهدم ما كان قبلها)

ويشرع لهم مع هذا كله الصدقة عنها والدعاء لها بالمغفرة والرحمة، وإكرام صديقها وكذا أقاربها والإحسان إليهم، كل هذا مما ينفع ويكفر ويرجى فيه الخير للوالدة، والحج عنها والعمرة كذلك كله طيب.

حكم إيصال السائق الركاب إلى أماكن غير مشروع زيارتها

السؤال: بعد هذا رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين يقول: إنني سائق سيارة أجرة، ويأتيني بعض الركاب يطلبون توصيلهم إلى أماكن لم تؤثر زيارتها عن الرسول صلى الله عليه وسلم قاصدين زيارتها، فما الحكم إذا حملتهم إلى تلك الأماكن وأنا بقصدي المعيشة وإذا لم أحملهم فسوف يتأثر مستوى معيشتي وجهوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب: ليس لك أن تعين على البدع، فإذا كانت محلات غير مشروع زيارتها فلا تحملهم إليها لا تطوعاً ولا بأجرة ولا تعن على الباطل والبدع، يقول الله سبحانه: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].

فنقلك الناس إلى محلات لم يشرع الله زيارتها هذا لا يجوز لك ولا يحل لك فعله ولا أخذ الأجرة عليه جميعاً، ولكن تنصحهم وتوجههم إلى الخير وتقول: ما في حاجة للزيارة.

زكاة المال المجموع الذي حال عليه الحول

السؤال: مستمع بعث برسالة يقول: (ص. ع) من عرعر يقول: قمت بتجميع جزء من رواتبي فحال عليها الحول، وصرفت جزءاً من هذا المال قبل مضي الحول وبقي لدي جزء آخر، هل أخرج الزكاة عن المال المتبقي جزاكم الله خيراً؟

الجواب: المال المتبقي الذي حال عليه الحول يجب عليك إخراج زكاته إذا كان يبلغ النصاب أكثر من ستة وخمسين ريال، إذا كان يبلغ النصاب عليك أن تخرج الزكاة وهي ربع العشر من كل ألف خمسة وعشرون، والذي أخرجته قبل أن يتم الحول ما عليه زكاة، الذي أنفقته في حاجات بيتك مثلاً أو قضيت به ديناً قبل أن يتم الحول ليس فيه زكاة، لكن الذي بقي حتى تم عليه الحول عليك أن تخرج زكاته تطلب مرضات الله وأداء الحق الذي عليك لله سبحانه.

حكم صرف الزكاة للأقارب

السؤال: يسأل: هل تعطى الزكاة للقريب مثل الأخ أو الجد أو الخالة؟

الجواب: نعم يعطاها القريب الفقير صدقة وصلة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة) الأخ الفقير الخالة العمة ابن العم ابن الخال، كل هؤلاء إذا كانوا فقراء يعطون، لكن لا تعط أولادك ولا تعط أباك ولا أمك ولا جدك ولا جدتك، هؤلاء الأصول والفروع لا يعطون، تعطيهم من مالك ما هو من الزكاة، الذرية وإن كانوا فقراء تعطيهم من مالك أو ذرية البنات تعطيهم من مالك أو أمك أو الأب أو الجد أو الجدة، هؤلاء لا تعطيهم من الزكاة تعطيهم من مالك بارك الله فيك.

حكم بيع العملة الورقية بعملة معدنية بنقص

السؤال: المستمع أحمد مبارك مصطفى يقول: هل يجوز بيع العملة المعدنية بعملة ورقية بالفائدة، بمعنى: أبيع تسعة ريالات معدنية بعشرة ورقية جزاكم الله خيراً؟

الجواب: الأحوط مثلاً بمثل، عشرة بعشرة، مائة بمائة، هذا هو الأحوط، بعض أهل العلم أجاز ذلك لأن المادة مختلفة ولكن الأقرب والأحوط ترك ذلك؛ لأنها كلها ريـال، كلها عملة واحدة ريـال واحد.

المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة الإخوة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء.

شكراً لسماحة الشيخ! وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم، ونحن نرحب برسائلكم على عنوان البرنامج المملكة العربية السعودية - الرياض - الإذاعة - برنامج نور على الدرب.

مرةً أخرى: شكراً لكم مستمعي الكرام، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , فتاوى نور على الدرب (402) للشيخ : عبد العزيز بن باز

https://audio.islamweb.net