إسلام ويب

ليست الحرية شعارات ترفع، ولا كلمات تردد، ولا أصوات ينعق بها الناعقون؛ إن الحرية كل الحرية أن تعيش عبداً لربك، سيدك خالقك عز وجل، وإن ما يعيشه أطفال بل أبطال الحجارة هو حرية لم يذق طعمها أصحاب التيجان من ملوك العرب. فهنيئاً لشهيد السبعة الأشهر في بطن أمه، وحسرةً لميت على فراشه في السبعين من عمره.

لغة الحجارة تترجم واقع فلسطين

الحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، الحمد لله منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، ومجري الحساب، وهازم الأحزاب، الحمد لله الذي بث روح الجهاد والاستشهاد في صبايا وأطفال صغاراً يعذبون ويضطهدون: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8]، وأصلي وأسلم على قائدي وقرة عيني، حبيب رب العالمين، قائد المجاهدين، فاتح قلوب العباد والبلاد بإذن الله رب العالمين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والصحابة أجمعين، ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين.

أما بعد عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2]، فنسأل الله أن يجعل للمجاهدين في فلسطين مخرجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3] ونسأل الله للجائعين والجائعات في فلسطين رزقاً من حيث لا يحتسبوا.

أحبتي في الله: لا نزال نعيش في خطبنا على منبر الدفاع عن المسجد الأقصى مع المجاهدين في فلسطين ، ويؤلمني كثيراً آلاف المساجد في العالم العربي والمسلمين، ولو بحثت وتقصيت عن الخطب التي تطرح، فالمجاهدون في واد والخطباء والمساجد في واد آخر، وبين الحين والحين أسأل بعض الخطباء والأئمة في الكويت وخارج الكويت ماذا ستخطب هذه الجمعة؟

فمنهم من يقول: عن الحيض، ومنهم من يقول: عن كذا وكذا.. وكأنهم في عالم أموات وليس في عالم أحياء، والناس في فلسطين يتسلقون ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد، والأمة وكثير من الشعوب معزولين، وأما بعض الأنظمة فقد صلوا عليها صلاة الجنازة، وكبروا عليها أربع تكبيرات، وحشروا في قبروهم.

أحبابي الأعزاء: يا من تجمعتم واقفين وجالسين وفي البرد تشاركون إخوانكم بمشاعركم ودعائكم، أقول لكم: إن المرأة الفلسطينية الحامل الآن تجهض بقنابل الغاز الخانقة، وهذا والله لتشريف، حيث إن الاستشهاد جرى في الشعب الفلسطيني حتى وصل إلى الأجنة في الأرحام، إن هؤلاء الأجنة لا نسميهم سقطاً أو إجهاضاً، يسقط يتلبط في دم أمه حياً مخنوقاً في الشهر السابع، وقد عهد الناس أن الطفل في الإجهاض في الشهر السابع يعيش، ولكن هذا سرى إليه السم، فهو يتلبط ثم بعد ذلك يستشهد.

كفاك شرفاً يا فلسطين أن تستشهد الأجنة النازلة من أرحام الأمهات بالعشرات، وقد رأيتم الصور لتلك الأجنة تنشر على صفحات الجرائد، هنيئاً لكم يوم أن تأتي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويأتي جيوش من الأجنة تسحب أمهاتها بسررها، لم تقطع عندها حبل السرة، ولم تشم الهواء النقي المملوء بالبخور، وإنما تشم قنابل الغاز.

حقيقة ثبتت: أن الدخان المتصاعد من الإطارات المحروقة التي أحرقتها اليد المتوضئة على أرض فلسطين أطيب والله من رائحة بخور الملوك! وأن الحجر المنقذف من الأيادي المتوضئة من رواد المساجد هو الناطق الرسمي عن فلسطين ! وهو الممثل الشرعي عن فلسطين ، وهو الذي يترجم تلك اللغة الحقيرة .. لغة من تحللوا بالحلول، ومن استسلموا لمبادرات الاستسلام، والذين بادوا بمبادرات أمريكية أو غيرها، لغة النشاز، لغة أبطال فلسطين، وصبايا ونساء فلسطين يحتاجون الآن إلى ترجمة لهذه اللغة؛ لأنهم لا يفهمونها ولا يعقلونها ولا يدرون من أي واد تأتيهم، والذي يرضى الذل والهوان والهزائم ويستمرئها لا يعرف لغة الأبطال المنتصرين أبداً.

أحبابنا هناك في فلسطين ، اثبتوا ثبتكم الله، وإن فرج الله قريب، اثبتوا إنها إحدى الحسنيين، الصبايا والنساء أشجع من عشرات الجيوش، وأقوى من عشرات الجيوش، وأرعب لليهود من كثير من العروش، وأغنى والله في عالم الإيمان والإسلام من ملايين القروش المكدسة في بنوك أعدائنا.

رب دعوة صادقة أصابت

أيها الأحباب الكرام: ألحوا في الدعاء في الجوف الأخير من الليل، إن هناك رباً في السماء لا إله إلا هو، يراقب هذه الأحداث .. يسمعها ويبصرها وهو قادرٌ على أن يقول: كن، فيكون، أليس هو الذي أطلق الطير الأبابيل بالحجارة السجيلية على رأس أبرهة الصليبي الأشرم، وحمى بيته يوم لم يكن لبيته حام، وعبد المطلب يقول: أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه؟ وللأقصى والقدس رب يحميها، إنما هو ابتلاء ليبتلي الأمة ابتلاءات! وابتلاءات! ابتلانا نحن لأن نقيم الليل نبكي، وتتحدر دموع الخشوع من قلوبٍ مخبتة بعد أن نجدد التوبة.

والله إن حلت الهزائم على شباب فلسطين فقد اعذروا إلى الله ونحن أسباب الهزائم، نحن على جميع المستويات الذين نجري خلف لقمة العيش والخبز وهم يموتون بأطفالهم، نخاف على حواملنا ونسائنا من حبة (الأسبرين) وهم لا يخافون على حواملهم ونسائهم من القنابل السامة الحارقة! ما علينا إلا أن نقف في جوف الليل نصلي ونصلي فإذا جاء وقت السحر، ونزل الرب إلى السماء الدنيا، وجاءت ساعة الإجابة؛ أطلقوا قذائف الدعاء لترفع إلى السماء؛ فلعل من بين هذه الأمة أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.

لا تتعبوا فكل تعب يهون أمام تعبهم، وكل سهر يهون أمام سهرهم، أما رأيتم المجاهدين الصغار كيف يسهرون في فلسطين؟!

أما رأيتم الأطفال الصغار كيف يعود أحدهم وقد تمزقت يده وتملخت؟! شهران ونصف وهو يقذف الحجارة، أي يد تحتمل أن تقذف الحجارة بنهار وليل؟!

وإذا ألقي القبض عليها في اعتقالات سريعة كُسِرت وضُرِبَتْ، ويعود إما مكسور الكف أو الذراع أو ممزق الجلد، وأمه تنتظره بالزيت المبارك تبسط يده على صدرها وتدهنها ليعود مرة ثانية فيسجد بها إلى الله ينتظر نجدة من هذه الأمة الميتة التي استمرأت الذل والعار والشنار، لا تجد إلا قرارات بعد قرارات، وتصريحات بعد تصريحات، ومعارك في إذاعات، وخطب ومنشورات، أمة الهلاك والدمار غثاء كغثاء السيل.

يدخلون في شهرهم الثالث يحتاجون إلى أيادٍ من فولاذ، احتكاك الحجارة باللحم لا يحتمل، العضلات تتمزق والأكتاف تنخلع، وإلى متى يصبرون؟!

إنهم الآن في مرحلة الصبر على الصبر، فنسأل الله أن يجعل لهم مخرجاً، ويمكنهم من أعدائهم، ويقذف الذل والعار والمسكنة في قلوب اليهود إنه هو ولي ذلك والقادر عليه.

أحبتي في الله: الدعاء في جوف الليل؛ لأننا في أوطاننا أوطان العروبة والإسلام أسرى بمعتقل كبير، أتعرفون من الذي سيفك أسرنا الآن ويكسر ويحطم الجسور والحدود والبطاقات والهويات والعقد، إنهم أطفال فلسطين ، سيعبرون إلينا لا أن نعبر إليهم، نحن في المعتقل وهم في حرية الجهاد ورب الكعبة، ونحن في أسر شهوات وهموم ورغائب، لا يباهي الله بها الملائكة، إنما يباهي الله بغبار المجاهدين وبصيحات المكبرين: اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد:8-9].

فيا صبايا ونساء فلسطين ! أيتها الحاملات المجهضات! كبروا الكبير المتعال إنه معكم قادر على نصركم، التاريخ يكتب حجارة صغيرة تصمد أمام آليات القرن العشرين، شهرين ونصف الشهر، إنها معجزة الإسلام الخالدة، إنها معجزة القرآن الخالدة، ادرسوا تاريخ الحروب إن وجدتم مثل تاريخ حروب أهل الإيمان والإسلام.

قصيدة جهادية

ونحن نشكر جريدة القبس التي تنشر القصائد الملتهبة جهاداً:

يا تلاميذ غزة علمونا>>>>>بعض ما عندكم فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالاً>>>>>فلدينا الرجال صاروا عجينا

علمونا كيف الحجارة تغـدو>>>>>بين أيدي الأطفال ماساً ثمينا

كيف تغدو دراجة الطفل لغماً>>>>>وشريط الحرير يغدو كمينا

كيف مصاصة الحليب إذا>>>>>ما اعتقلوها تحولت سكينا

يا تلاميذ غزة لا تبالوا >>>>>بإذاعاتنا ولا تسمعونا

اضربوا المعتدي بكل قـواكم>>>>>واحزموا أمركم ولا تسألونا

نحن أهل الحساب والجمع والطرح>>>>>فخوضوا حروبكم واتركونا

إننا الهاربون من خدمة الجيش>>>>>فهاتوا حبالكم واشنقونا

نحن موتى لا يملكون ضريحـاً>>>>>ويتامى لا يملكون عيونا

قد لزمنا جحورنا وطلبنا>>>>>منكم أن تقاتلوا التنينا

قد صغرنا أمامكم ألف قـرن>>>>>وكبرتم خلال شهر قرونا

يا تلاميذ غزة لا تعودوا>>>>>لكتاباتنا ولا تقرءونا

نحن آباؤكم فلا تشبهونا>>>>>نحن أصنامكم فلا تعبدونا

نتعاطى القتل السياسي والقمع>>>>>ونبني مقابراً وسجونا

حررونا من عقدة الخوف فينا>>>>>واطردوا من رءوسنا الإفيونا

علمونا فن التشبث بالدين ولا>>>>>تتركوا الرسول حزينا

يا أحباءنا الصغار سلاماً>>>>>جعل الله يومكم ياسمينا

من شقوق الأرض الخراب طلعتم>>>>>وزرعتم جراحنا نسرينا

هذه ثورة المنابر والذكر>>>>>فكونوا على الشفاه لحونا

أمطرونا بطولة وشموخاً>>>>>واغسلونا من قبحنا اغسلونا

إن هذا العصر اليهوديَّ وهمٌ>>>>>سوف ينهار لو ملكنا اليقينا

يا مجانين غزة ألف أهلاً>>>>>بالمجانين إن هم حررونا

إن عصر العقل السياسي ولـَّى>>>>>من زمان فعلمونا الجنونا

إن عصر العقل السياسي، عقل الوطن البديل، عقل المبادرات والحلول والاستسلام قد ولَّى.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى، ووحدانيتك أن توحد صف المجاهدين في فلسطين ، اللهم إنهم عراة فاكسهم، حفاة فاحملهم، جياع فأطعمهم، عالة فأغنهم، مخذولين فانصرهم يا رب العالمين، اللهم سدد رميهم وقذفهم، اللهم وحد صفهم وجمعهم، اللهم فك أسرهم، واجبر كسرهم برحمتك يا أرحم الرحمين!

هذا الدعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أحبابنا هنا وهناك: قفوا قلباً وقالباً ضد هؤلاء اليهود ومصالح اليهود ولا تعجزوا ولا تهنوا واعلموا أنكم أنتم الأعلون بالله وبهذا الدين، فاصبروا فإن نصر الله قريب، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [يوسف:21]، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

قاتل إذاً .. هذا زمان المصلحة .. والمذبحة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد الصادق الأمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة.

إن التحركات على جميع المستويات تسعى لقتل الجهاد أينما كان، ففي ضجيج الحجارة المسلمة المؤمنة في فلسطين هناك تحركات، وكما أن اليهود يجهضون الأم الفلسطينية في فلسطين فهناك يهود العرب يريدون إجهاض الانتفاضة والثورة والجهاد في فلسطين كله، وهناك من يتحرك أيضاً لإجهاض الجهاد الأفغاني في أفغانستان ، إنهم الآن يبحثون عن حكومة مؤقتة، وبعد أن تكون مؤقتة تصبح دائمة مؤكدة بواسطة يهود العرب، سيدعمونها بالمال والسلاح وبالبناء والتعمير، ثم يا أيتها الحكومة المؤقتة أين تطبيق الشريعة الإسلامية؟ انتظروا سنجعلها انتخابات، متى الانتخابات؟

انتظروا حتى يكون الاستقرار الأمني ويسلم كل المجاهدين سلاحهم، فإذا تم تسليم السلاح وعاد المجاهد من خندقه إلى بيته ليرعى أسرته وولده قاموا عليهم قومة رجل واحد، فتبدأ السجون والمعتقلات هناك في أفغانستان ، إنها المؤامرة على الجهاد الماضي إلى يوم القيامة.

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر المجاهدين أينما كانوا في فلسطين ولبنان وأفغانستان والفلبين ، وفي كل أرض يذكر فيها اسم الله هو ولي ذلك والقادر عليه، فلا أمل من بعد الله إلا بأرواح المجاهدين الأحياء الذين يسميهم الله أحياءً لكي يبثوا الحياة في الأموات الذين يظهرون أنهم أحياء، إن حياة المجاهد تسري في الأمة والشعوب والأفراد والكبار والصغار، لهذا يقول الله: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ [البقرة:154].

اللهم نسألك شعور المجاهدين وإحساس الشهداء، واجعل موتنا شهادة، ودماءنا مسكاً، إنك على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.

كل الدروب تمر عبر المذبحه

فيما العجب .. هذا قضاء المصلحه!

لتظل تيجان العرب .. هذا زمان المصلحه

قاتل إذاً .. قاتل بكل الأسلحه

وبما تيسر من غضب ودع العتب

إن الرصاص يئن في أغلاله في أسر أصحاب الرتب

قاتل بما ملكت يمينك

لا يخبئ غيبك المرسوم غير الأضرحه

يا من تدافع عن جميع الأجنحه

إن البلاد لمن غلب

فاجذب زناد الصخر هذا النصر لاح على المشارف واقترب

واضرب ولو أن الحصاة بكومتين من الذهب

سنبيع أمجاداً ورثناها على سنة العصب

سنبيع شالات القصب

سنبيع أنفسنا ونبتاع الحجارة والغضب

فاجذب زناد الصخر لا كان التعب

حتى توحد بالمقاليع الجليل وخان يونس والنقب

كل الدروب تمر في عنق الزجاجة واللهب

قاتل إذاً .. قاتل فأنت المرتقب

واضغط خلاياك العظيمة كي تمر من الزجاج

هذا زمان الانفراج

هذا زمانك فاغتنمه بكل أشكال الإثاره

وارفع حصارك ليس أهلاً للحياة من ارتضى يوماً حصاره

ارفع حصارك إننا سنحج هذا العام عندك كي نكفر عن خطايانا وردتنا المعاره

سنحج هذا العام عندك دع لنا بعض الحجاره

كي لا يفوت حجيجنا الرجم المقدس والطهاره

هذا زمان الارتجاج لكنه زمن الخيول

قاتل إذاً ودع الملام فإنهم مستغرقون إلى النواصي في الحلول

لا يقعدنك عن مقارعة العدا عرسٌ يخبأ في ثناياه الردى

متأمرك اللمسات غربي الطبول

قاتل فشمس اللاجئين على بدايات الأفول

ودَع الذهول

هذا زمان الارتجاج

هذا قضاء الرافضين الصامدين اليوم في الجبهات في غرف المساج

هذا قضاؤك أن يكون سلاحك الناري من بيض الدجاج

هذا قضاؤك كنه ليس أمامك اليوم اختيار

هم قاتلوك ونحن أيضاً قاتلوك

ألست تفهم .. ! ذا زمان الانتحار؟

قاتل ولا تستجد خيل الصامتين فكلهم أبناء عار

واربأ بنفسك عن مداهنة الصغار

والدهر إن عاداك يوماً كن معه

والله إن هناك بعض الناس وهو يسمع هذه الأحداث يقول: هذا جزاهم في فلسطين ، الله أكبر! وأنا لا ألوم هذا الذي يقول مثل هذا الكلام، ما قاله إلا بعد أن مسح دينه وإيمانه وضميره وإنسانيته، لو كان الذي يكسر وتكسر أطرافه كلب لحن الإنسان إليه وأشفق، حيث إن هناك جمعيات الرفق بالحيوان، وكيف وهم إخواننا في الدين والإسلام والعقيدة، وآخر يقول: ماذا نفعل إذا لم يطعك الزمان طيعه، لا، هذه كلمة ظالمة، كلمة الذل والعار والشنار والخضوع.

والدهر إن عاداك يوماً كن معه

لا كن ضد هذا الظلم واقضض مضجعه

يا من أثرت الزوبعه!

يا من كشفت لنا الجهات الأربعه!

يا من أضأت لنا السراج!

هذا زمان الارتجاج

عبثاً تفتش بين أفخاذ القطيع

فكله أبداً نعاج

كل الدروب تمر نحو النصر في ذاك الممر

قاتل إذاً .. قاتل فأنت المنتظر

النصر لاح فلا تقل: أين المفر؟

فأمامك الأعداء قد شهروا الحراب

ووراءك الأعداء قد شحذوا لظهرك كل سكين وناب

وعلى الجوانب ألف هولاكو يقود التتر

قاتل ولا يغررك ما يتقلبون فيه .. ففي جروحك من تقلبهم عبر

واسلخ ضياءك عن لياليهم فذا ليل الخدر

ودع العتاب سيجيء مهما بالغوا يوم الحساب

سيجيء ميعاد الشرر

إذ ذاك يمكن أن تفكر في الذهاب لمؤتمر

فاجذب زناد الصخر إن البلاد لمن غلب

فاجذب زناد الصخر هذا النصر لاح على المشارف واقترب

يا نصر الله اقترب! كما كان يقول القادة في معارك اليرموك وأجنادين ، يا نصر الله اقترب في فلسطين ! يا نصر الله اقترب في الأقصى والقدس والخليل !

اللهم إنا نسألك نصرك المؤزر المبين، يا من نصرت أهل بدر وأغثتهم .. هؤلاء المجاهدون والأطفال والثكالى واليتامى والصبايا يستغيثونك في فلسطين ، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، اللهم أيدهم بنصرك وانصرهم يا رب العالمين!

اللهم سدد رميهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم إنا نسألك برحمتك يا أرحم الراحمين أن تنصر المجاهدين في فلسطين .

اللهم كفكف دموع اليتامى، اللهم اجبر القلوب المنكسرة، اللهم أطعم الجائعين، اللهم آمن روعاتهم، اللهم استر عوراتهم، اللهم أحقن دماءهم، اللهم سلم عقولهم، اللهم احفظ أموالهم، اللهم نج دينهم، اللهم وحد عقيدتهم، إنك على ذلك قدير.

اللهم اجعلها ساعة إنابة، وساعة استجابة يا أرحم الراحمين!

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , الشهيد الفلسطيني للشيخ : أحمد القطان

https://audio.islamweb.net