إسلام ويب

قص الله علينا في كتابه العزيز قصة بقرة بني إسرائيل، هذه القصة التي كشفت لنا حقيقتهم وما اتصفوا به من صفات سيئة وقبيحة، من الكبر والعناد وقسوة القلب واستهزائهم بآيات الله وأنبيائه والقتل وإلصاق التهمة بالآخرين؛ وذلك حتى نعرف أعداءنا وصفاتهم، فلا نسلك مسلكهم، فنضل ونشقى في الدنيا والآخرة.

صفات بني إسرائيل في القرآن

الحمد لله رب العالمين الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ [السجدة:7-9].

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر:3].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا ند له: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه في الأولين والآخرين، والملأ الأعلى إلى يوم الدين.

أما بعد:

فما زلنا مع القصص القرآني بأنواعه الثلاثة، واليوم لقاؤنا مع قصة وردت في سورة البقرة، وهي الثانية في الترتيب بعد قصة آدم، ألا وهي: قصة بقرة بني إسرائيل، وبنو إسرائيل قد جلاهم لنا القرآن الكريم، وبين لنا صفاتهم التي لا ينبغي لنا أن نغفل عنها طرفة عين، فهم يلحدون في العقائد، يعني: نستطيع أن نقول: مقومات الشخصية اليهودية في كتاب رب البرية، الكتاب الذي: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ [فصلت:42].

إذاً كيف نتعرف على أعدائنا؟ من كتاب ربنا عز وجل: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ [النساء:45]، فمن هم بنو إسرائيل؟

لقد كشف الله عز وجل سرهم وجهرهم في كتابه، فهم يلحدون في العقائد، وهي أول صفة من صفاتهم، والإلحاد يعني: الانحراف، ففي عقيدتهم إلحاد بربهم، قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا [المائدة:64]، وقال الله على لسانهم: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران:181]، وقالوا: إن الله خلق السماوات والأرض ثم مسه التعب واللغوب، فأراد أن يستريح فاستراح في يوم السبت: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا [الكهف:5].

وكذلك إلحادهم في أنبيائهم، وفي الملائكة، وفي الجنة، وفي النار، وأيضاً علاقتهم بالمؤمنين ينبغي أن لا نغفل عنها.

أيضاً من صفاتهم: الكبر والعناد وقسوة القلب، ثم القتل وإلصاق التهمة بالآخرين، وفي قصة البقرة هذا المعنى، والمادية؛ لأنه كان يمكن أن يبعث الله القتيل بدون بقرة، فلماذا جاءت قصة البقرة؟ لأن بني إسرائيل لا يؤمنون إلا بالمادي، ولذلك قالوا: يا موسى أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء:153]، فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ [الذاريات:44].

القاسم المشترك في قصص بني إسرائيل

نسق القصص في بني إسرائيل له قاسم مشترك، فكل قصة من قصص بني إسرائيل في القرآن قاسمها هو: أن الله يذكرهم بنعمه عليهم، فأول أمر: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة:122]، هذا التفضيل تفضيل زماني في وقتهم، أو هو تفضيل مشروط له شروط، وهي أن يمتثلوا أمر ربهم، وأن يستجيبوا لأمر خالقهم، وأن يؤمنوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهل وفوا بهذه الشروط؟ لا، إذاً فقدوا الأفضلية، ولذا فأول ملمح من قصص بني إسرائيل تذكير بالنعمة، قال تعالى: وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ [البقرة:49]، وقوله: وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة:50]، وكلها تذكير بنعم الله عليهم، لكن هؤلاء الناس قابلوا النعمة بالكفر والجحود، فأنزل الله بهم العقوبات تلو العقوبات، ثم التوبة منهم، ثم رحمة الله عز وجل بهم، فعلى هذا الترتيب في قصص بني إسرائيل نجد هذا المعنى: نعمة، ثم كفران، ثم عقوبة، ثم رحمة، وهذه القصة قد جاءت على غير المألوف، إذ إن النعمة كانت في آخرها، فقد قتلوا قتيلاً، والقتل عند بني إسرائيل هين، وانظروا إلى ما يفعلونه في فلسطين، من قتل للأطفال، وهدم للبيوت والديار، واغتصاب للنساء، وهذا هو شأنهم أبداً، فالقوم يضحكون عليكم ويوالونكم، لكن لا عهد لهم ولا سلام، فإنهم َيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا [المائدة:33]، وكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ [البقرة:100]، هذا كلام الله يا قوم! فافقهوا عن ربكم.

فما هي قصة البقرة؟

قتل رجل منهم آخر، وكان فريق منهم يعرف ذلك؛ ولذلك يقول الله في آخر القصة: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا [البقرة:72]، فالقاتل واحد ونسب القتل إلى المجموعة؛ لأن هناك فريقاً أيد ذلك، فأصبح الحكم للجميع، ولذلك لما قتلوا القتيل منهم جاءوا إلى موسى عليه السلام يسألونه ليأتيهم بآية من ربه، ليعرفهم من الذي قتل، وهذا يشير إلى معنى: أن بني إسرائيل يقتلون المرء ويقفون لتقبل العزاء فيه! يقتلون وينصبون دائرة المفاوضات للسلام! يقتلون ويقولون للناس: نحن نبحث عن السلام الآمن، ثم يأتي هؤلاء القوم من جلدتنا ويصدقون هذا الكلام! فنقول لهم: يا قوم اعقلوا عن ربكم، فلا سلام مع هؤلاء، وإنما هم يريدون الانتقام من الأمة؛ لأن الحقد والحسد ملأ قلوبهم، وانظروا إلى ما حدث في سجن أبي غريب في العراق، فهذا نموذج يشير إلى الحقد الدفين في قلوبهم، فقد أتوا بعلماء الأمة من أهل السنة، وأئمة المساجد الذين يعظون الناس، فألبسوهم ملابس داخلية نسائية، ثم أدخلوهم زنزانة مع بعض النساء الهابطات، والأمة نائمة ومخدرة، بل وضائعة.

حال بني إسرائيل مع أوامر الله عز وجل

تردد بني إسرائيل في متابعة طالوت حين ملكه الله عليهم

إن أول ملامح النصر للأمة: أن يبعث الله لها قائداً مسلماً، وهذا الذي كان في قصة طالوت وجالوت التي سنذكرها فيما بعد، وسنبين كيف أن الله سلط على بني إسرائيل العماليق فأذاقوهم سوء العذاب: فأخذوا منهم التابوت، وأسروا النساء والأبناء، وأخرجوهم من ديارهم، وهذا هو واقع أمة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم، لكن عندما ننظر إلى جماعة الأشراف من بني إسرائيل الذين دب فيهم روح القتال، واجتمعوا إلى نبي لهم فقالوا: ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ [البقرة:246].

فقال لهم نبيهم: عهدي بكم أنكم لا عهد لكم ولا ميثاق، قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا [البقرة:246]، فأنت ترى الذل والهوان الذي نحن فيه، لكن هذه الروح الحماسية وروح المظاهرات والشعارات لا ينبغي للحاكم المسلم أن ينخدع بها، بل لابد من الاختبار، وهذه الروح الحماسية روح عاطفية مؤقتة، قال لهم نبيهم: أخشى إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا، أي: أخشى أن يكتب عليكم القتال فلا تقاتلوا، ثم قال لهم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا [البقرة:247]، فهم يريدون قائداً، وهذا هو أول أسباب النصر في الغزوات، القائد المؤمن الذي يقود الرعية لتحرير المقدسات، فـطالوت هو الذي يقودهم إلى هذا، لكن: قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ [البقرة:247]، لا هو من العائلة المالكة، ولا هو من الأغنياء، وشروط الملوك عندنا: أن يكون من العائلة المالكة، وأن يكون من الأغنياء، قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ [البقرة:247]، زاده بسطة في العلم، لذا لا مخرج للأمة إلا بالعلم، وعليه فلا تسمعوا لأصحاب المظاهرات الذين يقولون: إن أهل السنة يعلمون الناس العلم ولا شأن لهم بجهاد، لا، فطريق الجهاد هو العلم، وهؤلاء يقولون كلاماً غير واقعهم، وانتبهوا يا قوم! فالقائد المسلم هو الذي يختبر الرعية في حماسها.

فماذا صنع طالوت ؟ جاء دور التصفية للتضخم الكمي الذي لا عبرة له، فقال لهم: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة:249]، استثناء: فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا [البقرة:249]، قال البراء بن عازب كما عند البخاري : كنا نعد أصحاب طالوت كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر. ثلاثمائة وثلاثة عشر من مائة ألف، يعني: مائة ألف يرفعون الأعلام: بالروح بالدم نفديك يا أقصى، وأول اختبار ستجد أن 90% من هذا العدد ولى مدبراً ولم يعقب، فيا قوم روح الحماس لا تصنع أمة، وهذا هو شعار القائد المسلم، وتأمل لو أن هناك محاضرة بعد صلاة الفجر، فستجد أن المسجد فارغ من الناس، لأن الناس نائمون، فهؤلاء القوم سقطوا في الاختبار والابتلاء، ولذلك الحاكم المسلم هو الذي يختبر الرعية، فيقيس درجة الإيمان عندهم: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ [البقرة:249]، قيل للشافعي : أيهما أولى للمؤمن أن يمكن أو يبتلى؟ فأجاب رحمه الله: لا يمكن حتى يبتلى، إذاً: لا تمكين في الأرض إلا بعد ابتلاء، فيا ليتنا نفهم المراد من الله عز وجل.

مماطلة بني إسرائيل في ذبح البقرة وتشديدهم على نبيهم في وصفها

قال لهم نبيهم بعد أن جاءوا إليه في جماعة منهم وأخبروه بالواقعة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67]، ما علاقة البقرة بقصة القتيل؟ القصة سارت على غير ترتيب البلاغيين وأصحاب القصص، فسببها جاء في الآخر، ومقدمتها في الأول، والخلاص في وسطها؛ وذلك ليشد انتباه السامع، وكان ينبغي لهم طالما أن الأمر من الله أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، وهذا كحال بعض المسلمين اليوم عندما تقول له: إن الله يأمر بكذا، فيتلكأ ويتباطأ، فمثلاً تقول للمتبرجة: إن الله يأمرك بالحجاب، فتقول: أعطني فرصة حتى أتخلص من ملابسي، وكذلك الذي يلبس الذهب من الرجال، والذي يدخن السيجارة تقول له: إن الله يأمرك أن تترك هذا المنكر، فيقول: دعني أجاهد نفسي وأقلل المعدل، ونسي أنه ربما قد يموت والسيجارة في فمه، فماذا سيقول لربه عز وجل؟ وربما قد تموتين وأنت على هذه الهيئة، إذاً: التباطؤ من صنيع بني إسرائيل، وقد جاء الله عز وجل بـ(إن) الفورية في الأمر إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ [البقرة:67]، وجاء بلفظ الدلالة؛ ليفيد عظم الأمر، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً [البقرة:67]، والبقرة نكرة فأفادت العموم؛ لأن كتمان البيان عند الحاجة لا يجوز، يعني: في شهر رمضان ينبغي أن نتحدث عن أحكام الصيام، لا أن نتحدث عن الجنائز، وفي الحج كذلك نتحدث عن أحكام الحج؛ وهذه قاعدة أصولية، والمعنى: أنه ينبغي أن تبين عند الحاجة، فجاء بلفظ البقرة نكرة، إذاً: غير مقصود صفات البقرة، وإنما أي بقرة، فماذا قالوا لنبيهم؟ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا [البقرة:67]، وهذا سوء أدب منهم كعهدهم دائماً، يقول العلماء: ولم يقولوا: (أتهزأ بنا)، وإنما (أتتخذنا) وكأن عادة موسى أن يصاحبه الاستهزاء!

ولذا كان الاستهزاء بأمور الدين كفر وردة ونفاق، وحدث ولا حرج عن الذين يستهزئون بالله وبرسوله وبآياته، فمنذ حوالي أربعة أسابيع يرسم كاريكاتير في مجلة حمراء معروفة بهويتها: امرأة منتقبة تسأل العالم فتقول له: هل يجوز أن أغتسل وأنا ألبس النقاب أم لابد من خلعه؟! استهزاء منها، وبجوارها أيضاً امرأة تصافح رجلاً وتسأل العالم: هل بذلك يقام علي الحد؛ لأن أهل السنة يقولون: (اليد تزني وزناها اللمس)، استهزاء بالحديث، فهؤلاء القوم يكفرون من حيث لا يشعرون، ووالله الذي لا إله غيره إنهم يطعنون في القرآن، فيصعد الهابط إلى خشبة المسرح فلا يجد ما يضحك الناس إلا القرآن والسنة، فيعرض بحديث، أو يعرض بآية، أو يركب فوق الكعبة، أو ترقص راقصة وهي عارية فوق الكعبة، ولم يكفهم أن يستهزئوا بالموحدين وبأصحاب السنة، بل يأتون بالرجل له لحية وجلباب وقميص قصير، ويحمل سواكاً في جيبه على أنه مدفع! فيا قوم الاستهزاء أنواع، وسلاح الاستهزاء قديم، ولذلك نجد المنافقين في غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مع حملة القرآن في طريق العودة إلى المدينة، فقالوا لحملة القرآن: ما نراكم إلا أكبرنا بطوناً، وأجبننا عند اللقاء، وأكذبنا ألسنة، يعني: أن المنافقين يستهزئون بحفظة القرآن، حتى يأتي طه حسين ويصور معلم القرآن في الكتاب بقوله: سيدنا يجلس وينادي: يا طه هل أرسلت أمك البطة أم لم ترسلها؟ إذاً حامل القرآن يبحث عن ملء بطنه، فيصورون للناس حامل القرآن بهذه الصورة السيئة، وقد أنزل الله قرآناً يتلى في كتابه في شأن من استهزأ بحملة القرآن، فقال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ [التوبة:65]، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله! كنا نخوض ونلعب، قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]، قولوا للقوم: إن الاستهزاء بآيات الله والاستهزاء بالقرآن والاستهزاء بالسنة والاستهزاء بأي شعيرة إسلامية كفر وردة، لكن الصحف تكتب ويخرج الاستهزاء بالقرآن والسنة والشعائر الإسلامية عياناً بياناً، واضحاً جلياً، ولا أحد يحرك ساكناً.

قال تعالى: أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [البقرة:67]، أي: ألجأ إلى الله من هذه السخرية، فأستعيذ بربي عز وجل من أن أكون من الجاهلين بأمره.

تشديد الله على بني إسرائيل في صفات البقرة التي أمروا بذبحها

قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ [البقرة:68]، ولم يقولوا: ادع لنا ربنا. ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ [البقرة:68]، أي: صفات البقرة من اللون وغيره، يقول العلماء: إذا خرج الأمر أفاد الوجوب والفورية.

قال عمر بن عبد العزيز لأحد مواليه: أعط السائل ماعزاً، فأرسل المولى يسأله: ضأناً أم ماعزاً؟ قال: ماعزاً، قال: أنثى أم ذكراً؟ قال: ذكراً، قال: سوداء أم بيضاء؟ فقال: أيها الرجل! يا متنطع! حينما آمرك أن تخرج فأخرج طالما لم أحدد لك الصفة على النحو الذي قلت، فهذا تنطع كتنطع بني إسرائيل في أحكام الله، ومنا من يفعل ذلك في أحكام الله سبحانه، فيتنطع ويتلكأ ويتباطأ ويجادل، وهذا ما ينبغي أن يكون لمسلم أبداً، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ [البقرة:68]، قوله: (لا فَارِضٌ): يعني: غير مسنة، وقوله: (وَلا بِكْرٌ): يعني: ولا صغيرة لم تلد، وإنما خير الأمور الوسط، وهذا مثل عربي صحيح، وكل الأمثلة الصحيحة مستقاة من القرآن، فالمثل: (في الحركة بركة) من قوله تعالى: وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً [النساء:100]، و(لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) من قوله تعالى في سورة يوسف: هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ [يوسف:64]، والمثل (الجزاء من جنس العمل) من قوله تعالى: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ [النساء:123] وكل الأمثلة الصحيحة في حياتنا تعود إلى القرآن.

ثم قال الله عز وجل: قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة:69]، واسألوا أهل اللغة: فالأصفر فاقع، والأسود حالك، والأخضر ناضر، والأحمر قانن، وهكذا بقية الألوان، لذلك يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن نعل الرجل الأصفر يجذب همه، وكان يأبى أن يلبس نعلاً أسود؛ لأنه يدخل الهم إلى القلب، وهو قول الزبير أيضاً، صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ [البقرة:69]، والسرور من الإسرار، وسرور القلب يختلف عن الحبور ويختلف عن الفرح، تَسُرُّ النَّاظِرِينَ [البقرة:69]، إذا نظر إليها سرته وأدخلت السرور إلى قلبه، قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ [البقرة:70].

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو لم يقولوا: إن شاء الله لما هداهم الله إليها)، ولذلك يقول الفقهاء: فلتكن هذه الكلمة -أي: إن شاء الله- على لسانك في كل أمر مستقبل، وقد قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [الكهف:23-24]، وقال موسى للخضر : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا [الكهف:69]، وقال الفقهاء: إن حلف الرجل على فعل شيء ثم قال: إن شاء الله ولم يفعل فلا كفارة عليه، وقسموا المشيئة إلى قسمين، إن شاء الله تعليقاً، وإن شاء الله تحقيقاً، ففي قوله سبحانه وتعالى: لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [الفتح:27]، تحقيقاً لا تعليقاً، فإن شاء الله تعليقاً للحكم، وإن شاء الله لتحقيق الحكم.

وهنا قال الله على لسانهم: قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ [البقرة:70]، فجاءت الصفات الثلاث للبقرة، من اللون وصفتها وطبيعتها، وهذا حصر لكل الصفات، وهذا من بلاغة القرآن الكريم، والإعجاز البلاغي واللغوي في القرآن له موضوع طويل، ولذلك قال: إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ [البقرة:71]، يعني: غير مذللة في إثارة الأرض، فلا تحرث الأرض، ولا تسقي في الحرث الزرع، مُسَلَّمَةٌ [البقرة:71]، أي: سليمة من العيوب لا شِيَةَ فِيهَا [البقرة:71]، أي: لا لون فيها إلا الأصفر، ولو أن فيها شعرة واحدة بيضاء لا تجزئ، ثم قال الله على لسانهم: قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ [البقرة:71]، أي: يا موسى الآن فقط جئت بالحق! وهذا يدل على أن هؤلاء أناس أصحاب جدل ونفاق.

قوله تعالى: وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة:71]، قال المفسرون: وما كادوا يفعلون لأسباب ثلاثة: إما لغلو ثمنها، وإما لعدم وجودها، وإما لأنهم تعودوا المماطلة؛ ولذلك نهانا ربنا عن كثرة السؤال، وإضاعة المال، وقيل وقال كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الله ينهاكم عن إضاعة المال)، ومنا من يضيع المال وحدث ولا حرج، وعن كثرة السؤال فيما لا يفيد، إنما أنت مسئول أن تسأل، ولذلك ربنا يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، أي: اسألوا أهل العلم ولا تسألوا من وسد الأمر إليه خطأ، اسألوا من تثقون في دينه، وللحديث بقية إن شاء الله.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.

الإعجاز البلاغي واللغوي في القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فبعد الجدل والمماطلة والمراء مع نبيهم، واستهزائهم بأمر ربه قال الله لهم: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا [البقرة:72]، وهذه الآية من السياق في القصص العادي هي أول آية؛ لأن ذبح البقرة كان من أجل إحياء القتيل، لكن القرآن ينوع في قصصه؛ ليشد انتباه السامع، وهذا من إعجاز القرآن اللغوي، لكن تجد بعض الناس -القردة والخنازير- في هذه الأيام يتطاولون على القرآن الكريم، ووالله إن مشركي العرب الأوائل كانت عندهم عقول هي أفضل من عقول هؤلاء، فقد قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ساحر، مجنون، يعلمه بشر، أبتر، لكنهم ما استطاعوا أن يطعنوا في القرآن وهم أرباب البلاغة؛ لأنهم نظروا في القرآن فأعجزهم، حتى التقديم والتأخير فيه لمعنى عظيم، يقول الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ [الإسراء:31]، وفي الآية الأخرى: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151]، فهنا (نرزقكم)، وهناك (نرزقهم)، فهذا التقديم والتأخير لعلة، ففي الآية الأولى (نرزقهم) أي: عندما يكون الرجل غنياً وامرأته حامل، فيخشى إن أتى الولد أن يكون سبباً في فقره، فالله يقول له: إن الولد يأتي برزقه فلا تقتله خشية الفقر، فنحن نرزقهم في حال الغنى، وفي حال وجود الفقر الحقيقي، فهذا إعجاز بلاغي ولغوي، وكذلك تأمل في سورة يوسف عندما قالت النسوة: امرأة العزيز، ولم يسموها باسمها، فقال تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [يوسف:30]، وهذا يشير إلى أربعة معان:

الأول: يشير إلى أنها متزوجة.

الثاني: تزداد المصيبة أنها متزوجة.

الثالث: قولهم: تراود، ولم يقلن: راودت، أي: لا زالت تراود مراودة، وتعرض نفسها عليه بكلام، وبفعل، وبإيماء، وحركات.

الرابع: أنها راودت فتاها، ويا ليتها راودت غير فتاها.

أيضاً: إتيان القرآن باسم المسيح بعدة أسماء، حتى قال قائلهم: إن القرآن متعارض متضارب؛ لأنه مرة يقول: المسيح، ومرة يقول: ابن مريم، ومرة يقول: عيسى بن مريم! ونسى هذا المغفل أن هذا من التفنن البلاغي في القرآن، وكذلك القرآن مرة يرفع في قوله: الصَّابِئُونَ [المائدة:69]، ومرة ينصب في: وَالصَّابِئِينَ [البقرة:62] ثم يقول: ومعنى ذلك أن القرآن متعارض، فيا قوم إن القرآن معجزة أعجزت البلغاء، وأعجمت صناع اللغة وأرباب البيان عن أن يأتوا بمثله، وفي عصرنا الآن من ليس لهم علاقة بالإعجاز يتحدثون في القرآن.

عدم انتفاع بني إسرائيل بما يسوقه الله إليهم من آيات ومعجزات

والمهم أن الله قال لهم: اضربوا القتيل ببعضها: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ [البقرة:72] وهذا يشير إلى أن القتل عندهم أمر مشهور، وكما ترى وتشاهد، قوله (فَادَّارَأْتُمْ)، أي: اختلفتم، فكل يدفع عن نفسه التهمة، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا [البقرة:73]، أي: اضربوا القتيل ببعض البقرة، فأحياه الله عز وجل أمام أعينهم، لكن القوم لا تنفع معهم الآيات، فقلوبهم قاسية، فقام القتيل يقطر دماً فقال له موسى عليه السلام من الذي قتلك؟ فقال: ابن أخي هذا، ثم عاد قتيلاً كما كان، فالذي كان يسعى لمعرفة القاتل اتضح أنه القاتل، وفي هذا إشارة إلى أن اليهود يسفكون الدماء ويتنصلون من القضية؛ ولذلك قال الله لهم: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ [البقرة:74]، يقول الخازن في تفسيره: شبه قلوبهم بالحجارة ولم يشبها بالحديد؛ لأن الحديد إذا دخل في النار لان، أما قلوب اليهود فلا ينفع معها نار، فهي أقسى من الحجارة، وحدث ولا حرج عن أفعالهم، فقد قتلوا أبناءنا في بحر البقر وقتلوا الأطفال الصغار في المخيمات، ودفنوا النساء أحياء في فلسطين وفي غيرها، وهذا هو الشرق الأوسط الكبير الذي صنعته الديمقراطية، فيا من يدعي محاربة الإرهاب، والله إنكم أنتم من تصدرون الإرهاب للعالم، ووالله إن الحقد الدفين ينبع من قلوبكم ونحن نعرف ذلك علماً يقيناً؛ لأن الذي أخبرنا به الله: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء:122]، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء:87]، وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة:74].

والخلاصة: أن قصة بقرة بني إسرائيل تبين جانباً من صفاتهم: الكبر، والعناد، والمكابرة، واستهزائهم بأنبياء الله ورسله.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا، اللهم اجعل القرآن شفيعاً لنا يوم أن نلقاك، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

اللهم استر عوراتنا، وحجب نساءنا، واهد شبابنا.

اللهم كن لنا ولا تكن علينا.

اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصر دينك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم ارفع راية الإسلام فوق رءوس الجميع، اللهم نصرك الذي وعدتنا، اللهم نصرك الذي وعدتنا، فرج كرب المكروبين، ارفع الذل عن عبادك المستضعفين.

نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.

اللهم ارحم ضعفنا، وعليك بأعدائنا، اللهم استجب لدعائنا، ولا تخيب فيك رجاءنا، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.

اللهم إن اليهود ومن شايعهم طغوا وبغوا، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم انتقم منهم شر انتقام، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، دعوناك ونحن مستضعفون فاستجب لنا يا عزيز يا كريم، ارحم ضعفنا، اجبر عجزنا، عليك بأعدائنا.

ول أمورنا خيارنا، ولا تول أمورنا شرارنا، ولا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.

اللهم استر عورتنا، وآمن روعتنا، وأمنا في بيوتنا وفي أوطاننا، إنك على كل شيء قدير.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربي من الراشدين، ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

آمين، آمين، آمين.

وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , بقرة بني إسرائيل للشيخ : أسامة سليمان

https://audio.islamweb.net