أيها الإخوة المستمعون الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله إلى لقاء طيب مبارك من برنامج نور على الدرب.
ضيف اللقاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
مع مطلع هذا اللقاء نرحب بسماحة الشيخ عبد العزيز فأهلاً ومرحباً يا سماحة الشيخ!
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: وفيكم.
====السؤال: على بركة الله نبدأ بهذا اللقاء الطيب المبارك من رسالة وصلت من الإمارات العربية المتحدة، السائل أبو إبراهيم يقول: سماحة الشيخ! ما هو أفضل شيء يتقرب فيه العبد إلى ربه غير الصلاة من الأعمال التي تنفع المسلم في أخراه ودنياه جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
القربات كثيرة والحمد لله، فالصلاة من أفضل القربات والصيام من أفضل القربات تطوعاً والصدقات بالمال من أفضل القربات والحج من أفضل القربات، والعمرة من أفضل القربات، والاستغفار وكثرة التسبيح والتهليل وقراءة القرآن من أفضل القربات، فالمؤمن يجتهد في أنواع القربات يقرأ القرآن ويكثر من قراءة القرآن، يكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، يكثر من نوافل الصدقة نوافل الصلاة نوافل الصوم نوافل الحج حسب طاقته، وإذا جاء الجهاد شرع له أن يشارك في الجهاد في سبيل الله إذا يسر الله ذلك، كل هذه قربات كلها مثلما لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله بعض الأعراب عما يلزمه وعلمه بشرائع الإسلام: علمه الشهادتين ثم علمه الصلاة قال: (هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع، ثم لما علمه الزكاة قال: هل علي غيرها؟ قال: إلا أن تطوع، ثم لما علمه صوم رمضان قال: هل علي غيره؟ قال: لا إلا أن تطوع)، وهكذا الحج، فالمقصود أن المؤمن يجتهد في أنواع القربات.
الجواب: التوبة كافية. من أتى شيئاً من المعاصي ثم تاب تاب الله عليه، مثلما قال صلى الله عليه وسلم: (التوبة تجب ما قبلها)، وقال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، والله سبحانه يقول: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، يعني: تفلحوا فدل على أن من تاب أفلح قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم:8]، فمن تاب توبة صادقة تاب الله عليه وغفر له وأدخله الجنة لكن إن كان عنده حق للناس أعطاهم حقوقهم، إن كانت المعصية تتعلق بالناس بأموالهم أو دمائهم أو أعراضهم فعليه أن يعطيهم حقوقهم إن كان عنده مال يعطي المال لأهله سرقة أو غصب يعطيه أهله أو كان عنده قصاص يمكن من نفسه حتى يقتص منه أو يعطيهم الدية إذا رضوا بها وهكذا إذا كان عنده حقوق لابد من أدائها يعطي الناس حقوقهم، وهكذا الغيبة إذا تيسر أنه يستحله يقول: أبحني اغتبتك سامحني جزاك الله خيراً، فإن لم يتيسر ذلك أثنى عليه بالأعمال التي يعلمها عنه من الخير بالأعمال الخيرية التي يعملها، يثني عليه بها في المجالس التي اغتابه فيها ويدعو له ويستغفر ويتوب ويندم.
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس النقاب قال: (لا تنتقب المرأة، ولا تلبس القفازين وهي محرمة)، فليس لها أن تلبس النقاب، النقاب: ما يصنع للوجه وفيه نقب أو نقبان، هذا يسمى نقاباً، ولكن تلبس بداله الخمار -الشيلة- على وجهها أو شيء آخر يطرح على وجهها عند الرجال ويكفي عن النقاب إذا كانت محرمة، أما غير المحرمة فلا بأس تلبس النقاب، إذا كانت محرمة لا تلبس القفازين، ولا تلبس النقاب، ولكن تجعل على وجهها خماراً يستره، وتغطي يديها بجلبابها أو عباءتها.. ونحو ذلك.
المقدم: المرأة التي أدت العمرة أو الحج وهي منقبة هل عليها شيء يا شيخ؟
الجواب: لا، ما عليها.. ما دام جاهلة ما عليها شيء، فإن كان متعمدة فعليها الصدقة بثلاثة أصواع لستة مساكين -تعطي ستة مساكين ثلاثة أصواع- كل مسكين له نصف الصاع: كيلو ونصف كل واحد، أو تصوم ثلاثة أيام، أو تذبح شاة إذا كانت متعمدة تعلم أنه ما يجوز لها وتعمدت عليها الكفارة، وهي إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، يعني: كيلو ونصف، أو ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام، إذا تعمدت لبس النقاب وهي تعلم أنه ما يجوز في حال إحرامها.
الجواب: السنة لمن دخل المسجد وهو على طهارة أن يصلي ركعتين تحية المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)، وفي اللفظ الآخر: (فليركع ركعتين قبل أن يجلس)، هذا السنة في أي وقت: في وقت الضحى، في الظهر، في العصر، في المغرب.. في أي وقت، ليس لها وقت نهي على الصحيح، حتى ولو بعد العصر إذا دخل ليجلس ينتظر المغرب يصلي ركعتين أو دخل بعد الفجر لحضور حلقات العلم أو ليجلس في المسجد يصلي ركعتين إذا كان على طهارة قبل أن يجلس ليس لها وقت نهي، هذا هو المشروع للمسلم وهي سنة مؤكدة، ولو دخل إلى المسجد مرات صلى كلما دخل، لو دخل الضحى مرتين أو ثلاث أو الظهر أو العصر أو الليل كلما دخل وهو على طهارة يصلي ركعتين، ولو دخل وصلى الراتبة راتبة الظهر سدت عن تحية المسجد، لو صلى راتبة الظهر ركعتين أو أربع ركعات، الراتبة قبل الظهر السنة أربع تسليمتين فإذا صلاهما سدت عن تحية المسجد، وهكذا إذا دخل الفجر وهو ما صلى الراتبة في بيته صلى الراتبة في المسجد كفته عن تحية المسجد، ركعتين سنة الفجر تكفي عن تحية المسجد.. والحمد لله.
الجواب: إذا كان أخواك لا يصليان فالواجب نصيحتهما والحرص على توجيههما إلى الخير، وعلى والدك أن يجتهد في نصيحتهما وأنتم معه أيضاً لعل الله يهديهما بأسبابكم، وإن استطاع أبوك تأديبهما أدبهما، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)، فإذا كان ابن عشر يضرب فالكبير يضرب، فإن تاب وإلا يقتل، فإذا كان أبوك الذي لا يستطيع وأنتم لا تستطيعون ارفعوا الأمر إلى الهيئة أو إلى المحكمة حتى يقام عليهم أمر الله، فالذي لا يصلي يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (نهيت عن قتل المصلين)، فدل على أن من لا يصلي يقتل والله يقول جل وعلا: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُم [التوبة:5]، دل على أن الذي لا يؤدي الصلاة لا يخلى سبيله بل يقتل، ويقول صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، المقصود أن الواجب عليكم وعلى الوالد العناية بهذا نصيحتهما وتوبيخهما والحرص على هدايتهما فإن استقاما وإلا ارفعوا أمرهما إلى الهيئة حتى يؤدبا لعلهما يصليان فإن لم يصليا يرفعا إلى المحكمة حتى يجري عليهما حكم الله بالاستتابة فإن تابا وإلا قتلا.
الجواب: ليس هذه قراءة هذا استحضار، هذا تأمل واستحضار ليس هذا قراءة، القراءة لابد تسمع لابد أن يكون بالشفتين.. باللسان والشفتين، لابد من شيء يسمعه الإنسان، فالقراءة بالقلب ليست قراءة إنما هي تدبر وتأمل فقط، ولهذا لا بأس للجنب وغيره أن يتأمل ويتدبر بالقلب.
الجواب: الحديث هذا ضعيف عند أهل العلم لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمرأة عورة؛ عليها ستر وجهها وكفيها كما قال الله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، وقال الله جل وعلا: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] إلى آخر الآية، وحديث أسماء هذا المذكور ضعيف ليس بصحيح.
نعم.
المقدم: ما حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة يا سماحة الشيخ؟!
الجواب: لا يصح الاستدلال بها، الحجة في الحديث الصحيح أو في القرآن. نعم.
الجواب: نعم، إذا كونه على غير جنابة يقرأهما، ولو كان ما هو على وضوء يقرأ آية الكرسي وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، والمعوذتين عند النوم ولو كان ما هو بعلى وضوء، لكن الأفضل أن ينام على وضوء، السنة أن يتوضأ وينام على وضوء.
الجواب: الواجب أن تقرأ في كل ركعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، (لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب)، (لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب)، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في كل ركعة ويقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي)، والمأموم يقرؤها ولو لم يسكت إمامه، يقرؤها في كل ركعة لقوله صلى الله عليه وسلم: (لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟! قلنا: نعم، قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها)، يقرأها المأموم، وإن كان إمامه لم يسكت يقرؤها بينه وبين نفسه، ثم يسكت.. ثم ينصت.
الجواب: رفع اليدين لا أعلم ورد في هذا شيء، لكن الدعاء طيب بين الخطبتين، إذا دعا ترجى الإجابة، وهكذا في سجوده في صلاة الجمعة، وفي التحيات -وبعد الشهادة وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم- الدعاء ترجى إجابته في آخر صلاة الجمعة قبل أن يسلم، وفي السجود؛ كل هذا محل دعاء، وكذلك في ما بين السجدتين إذا دعا ترجى الإجابة.
أما رفع اليدين ما أعلم ورد في هذا شيء في هذا الوقت، ولعل عدم الرفع أولى لعدم وروده والأصل جواز رفع اليدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن رفع اليدين من أسباب الإجابة فإذا رفع يديه في موضع لم يعلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع وترك فلا حرج، أما الموضع الذي يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما رفع لا يرفع، مثل خطبة الجمعة لا يرفع لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما رفع يديه في دعاء خطبة الجمعة، ولا في الدعاء بين السجدتين، ولا في الدعاء في التحيات لا يرفع، ولا إذا سلم من الصلاة الفريضة لا يرفع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما رفع في هذه المواضع، أما إذا رفع في دعواته إذا دعا ربه رفع بينه وبين ربه أو بعد النافلة إذا رفع بعض الأحيان بعد النافلة فلا حرج، أما في دعائه بين الخطبتين هذا محل نظر لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع فالترك أحوط في مثل هذا، لأنه لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع بين الخطبتين ولا دعا بين الخطبتين فالأفضل الترك في هذا يدعو بينه وبين نفسه فقط.
الجواب: إذا جلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، وكذلك بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس هذا أرجى يوم الجمعة، الإمام إذا صعد على المنبر حتى تنتهي الصلاة، وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس؛ هذا أرجى وقت للدعوة في يوم الجمعة ساعة الجمعة.
الجواب: جاء في أحاديث ضعيفة، ولكن ثبت من فعل بعض الصحابة، ثبتت قراءتها يوم الجمعة من فعل بعض الصحابة. فإذا قرأها الإنسان فحسن إن شاء الله؛ لأن فعل الصحابي لذلك يدل على أن لها أصلاً.
الجواب: يلزمك أن ترجع وتطوف طواف الإفاضة والحمد لله، عليك أن ترجع وتطوف طواف الإفاضة ولو بعد مدة، وإن كنت جامعت أهلك عليك ذبيحة تذبح في مكة للفقراء بسبب الجماع، وإن كان ما جامعت ما عندك زوجة أو ما جامعت فليس عليك شيء والحمد لله إنما ترجع وتطوف سبعة أشواط بنية طواف الحج والحمد لله وتصلي ركعتين بعد الطواف.
المقدم: أحسن الله إليكم يا سماحة الشيخ! هل من توجيه لأولئك المتساهلين في هذه المناسك وعدم سؤالهم أهل العلم وعدم التفقه في الدين يا شيخ!
الشيخ: نعم، الواجب على المؤمن أن يتفقه في دينه ويتبصر وإذا حج أو اعتمر يسأل أهل العلم حتى يؤدي العمرة على وجهها والحج على وجهه، الله يقول سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، ويروى عنه عليه السلام أنه قال: (ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريق إلى الجنة)، فالواجب على المؤمن والمؤمنة السؤال من طريق الهاتف أو من طريق المكاتبة حتى يستفيد، ومن نعم الله على المسلمين الآن وجود برنامج نور على الدرب هذا، إذاعة القرآن، فيها علم عظيم إذاعة القرآن كون المؤمن والمؤمنة يستمعان لإذاعة القرآن ويستمعان لنور على الدرب ومحاضرات العلماء في إذاعة القرآن وما يقع فيها من الخير العظيم هذا علم عظيم، فأنا أوصي جميع المستمعين أن يستمعوا لإذاعة القرآن وأن يستمعوا نور على الدرب ويستمعوا ما يكون في إذاعة القرآن من الفوائد من المحاضرات والكلمات الطيبة وقراءة القرآن وفي هذا علم عظيم. وبكل حال الواجب السؤال على الرجل والمرأة الواجب على كل إنسان أن يسأل عما أشكل عليه في صلاته في صومه في حجه في عمرته في أمور بيته مع أهله في بيعه وشرائه وفي غير ذلك.
الجواب: نعم يشرع للمؤمن أن يلتمس الأخيار وأن يجالسهم -أهل العلم وأهل الدين والإيمان الذين ليس عندهم شيء من المعاصي الظاهرة- أهل الخير المعروفين يستحب العناية بمجالستهم حتى يستفيد منهم وحتى يتأسى بهم في الخير وحتى يبتعد عن أهل الشر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح كحامل المسك: إما أن يحذيك)، يعني: يعطيك (وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، فالمؤمن يلتمس الأخيار ويجالسهم والمؤمنة كذلك تلتمس الخيرات ويكون من جليساتها النساء الطيبات هكذا المؤمن والمؤمنة كل يلتمس الطيبين المؤمن يلتمس الطيبين والمؤمنة تلتمس الطيبات حتى يستفيد كل واحد من جلسائه الطيبين.
الجواب: على ظاهرها: أن الله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم (ولا تقف ما ليس لك به علم) يعني: لا تقل في شيء ليس لك به علم بل تثبت (إِنَّ السَّمْعَ) يقول: سمعت كذا وهو ما سمع (وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)، الإنسان مسئول عن سمعه وقلبه وبصره فالواجب عليه ألا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقل: نظرت كذا إلا عن بصيرة ولا يحكي عن أو يعتقد بقلبه شيء إلا عن بصيرة لابد هو مسئول، فالواجب عليه أن يتثبت وأن يعتني؛ حتى لا يتكلم إلا عن علم ولا يفعل إلا عن علم ولا يعتقد إلا عن علم؛ ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء:36]، فالإنسان يتثبت في الأمور والله يقول جل وعلا: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] جعل القول على الله بغير علم فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان أن يتعلم حتى يقول عن علم يتبصر فلا يقول: سمعت ولا يقول: رأيت ولا يقول كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علم.
الجواب: لا بأس، يعتني بالطيب الطيب والحمد لله، يعتني بالطيب: دهن عود دهن ورد لا بأس، المسك لا بأس، الشيء الذي ما فيه شبهة يعتني به ويحرص عليه، أما الشيء الذي فيه شبهة يتركه، لكن يعتني بالطيب السليم الذي ليس فيه ما يشتبه عليه.
الجواب: ما يضر لو تكلم أو قام للحاجة أو شرب أو أكل ما يضره شيء.
الجواب: لا، ما يضر، رفع السماعة حتى ينتظر لا بأس، لكن لا يتكلم حتى يصلي إلا إذا كان نافلة لا بأس أن يقطعها للحاجة، إذا كان نافلة لا بأس أن يقطعها للحاجة إذا كان يخشى أن أصحاب التلفون لهم مهمة كبرى أو يعلم ذلك وإلا فيكمل صلاته ثم يكلم، أما الفريضة لا، لا يقطعها، لكن يرفع السماعة حتى ينتظر الذي على السماعة.
الجواب: الواجب عليك الحذر من الوساوس إذا توضأت فلا تعد الوضوء وإذا صليت فلا تعيد الصلاة، دع عنك الوساوس، تعوذ بالله من الشيطان الرجيم إذا توضأت فالحمد لله لا تطاوع الشيطان وإذا صليت فالحمد لله لا تطاوع الشيطان، وإذا غلب عليك انفث عن يسارك ولو كنت في الصلاة، انفث عن يسارك ثلاث مرات قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، مل عن يسارك قليل في الوجه، وانفث وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهكذا أكثر من التعوذ بالله من الشيطان حتى في خارج الصلاة عن الوساوس؛ لأن العدو إذا رأى منك اللين طمع فيك وأذاك بالوساوس عدوك، فالواجب الحذر منه إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6].
المقدم: أحسن الله إليكم يا سماحة الشيخ! الحقيقة كثر في زماننا هذا أولئك الذين يعانون من إعادة الصلاة ومن إعادة الوضوء ما هو التوجيه السليم لهم جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: كلها من طاعتهم للشيطان، كلها من ضعفهم، لو كانوا أقوياء غلبوا عدو الله، والواجب عليهم أن يكونوا أقوياء وأن يعادوا عدو الله ويتعوذوا بالله منه ولا يلينوا مع الوساوس، فإذا توضأ ثم قال: أخاف إني ما سويت كذا، لا، لا يعود، أخاف إني ما تمضمضت أخاف إني ما تنشقت بعدما تتوضأ، تم الوضوء والحمد لله، أو صلى بعدما يصلي يقول: أخاف إني خليت شيء أخاف إني كذا، لا إذا صلى الحمد لله انتهت الصلاة يحملها على أنها تمت ويدع الوساوس هذه.
الجواب: الوصايا المخالفة لا تنفذ، الوصايا إذا خالفت الشرع لا تنفذ، لا ينفذ منها إلا ما وافق الشرع، فإذا أوصى الإنسان مثلاً في ماله بأكثر من الثلث لا ينفذ إلا الثلث إلا برضا الورثة المرشدين إذا رضوا بالزيادة، وإذا أوصى بمال في معصية كأن يشترى به خمر أو يشترى به شيء من آلات الملاهي لا تنفذ الوصية، وهكذا لابد من الوصية تكون موافقة للشرع لابد أن تكون الوصية أو أوصى للورثة لبعض الورثة، (لا وصية لوارث) لابد أن تكون وصية مطابقة للشرع موافقة للشرع.
المقدم: شكر الله لكم -يا سماحة الشيخ- وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
أيها الإخوة المستمعون الكرام! أجاب عن أسئلتكم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء.
في ختام هذا اللقاء: نشكر سماحة الشيخ على تفضله بإجابة السادة المستمعين.
وفي الختام: تقبلوا تحيات الزملاء من الإذاعة الخارجية فهد العثمان ، ومن هندسة الصوت سعد عبد العزيز خميس .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر