يقال: الجَنازة والجِنازة بمعنىً واحد، وقيل: الجَنازة اسم للميت، والجِنازة اسم للسرير الذي يُحمل عليه.
يجب على المسلم الإكثار من ذكر الموت لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من ذكر هاذم اللذات) ، وفي رواية: (هادم) يعني: قاطع اللذات.
فاكثر من ذكر الموت بزيارة القبور، فزيارة القبور تذكر بالآخرة، وعيادة المرضى، ومشاهدة المحتضرين، واتباع الجنائز، وتغسيل الموتى، وقراءة كتب الرقائق.
وبعض الناس إذا وجد درساً في الفقه والأحكام يحرص عليه، أما إذا كان درساً في الرقائق لا يحرص على حضوره، ونحن محتاجون إلى الوعظ، فالله عز وجل يقول: وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا[النساء:63]، وقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ[يونس:57].
نحن محتاجون للوعظ، ومحتاجون للسيرة، ومحتاجون للعقيدة، ومحتاجون للأحكام، وكذلك محتاجون أن نعلم كيف نزكي نفوسنا، قال الله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا[الشمس:9]، وقال: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى[الأعلى:14-15]، والرسول عليه الصلاة والسلام أوصى أبا ذر قائلاً له: (يا أبا ذر ! زر القبور تذكر بها الآخرة، وغسل الموتى فإن معالجة الجسد الخاوي موعظة بليغة، واتبع الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير).
على الإنسان أن يحاول إذا وجد فرصة أن يغسل ميتاً فليغسله، وإذا وجد فرصة لاتباع جنازة فليتبعها، وإذا وجد فرصة لعيادة مريض فليعده؛ لأن هذا كله يتذكر به الإنسان نعمة الله عليه.
يجب على المريض أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يحسن الظن بربه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) ، ويجب عليه أن يتوب إلى الله من الذنوب، ويرد المظالم إلى أهلها.
ويجب على الطبيب أن يكلمه أن يتهيأ بالتوبة للقاء الله، وذلك برد المظالم، وبالإكثار من الأعمال الصالحة، وبالوصية مثل أن يتبرع لمسجد ونحو ذلك، من أجل أن يتهيأ للقاء الله عز وجل، ولكن بعض الأطباء يقول: لو كلمناه سينتكس، فليس بالضرورة أن تقول له: يا أخي! باقي لك شهران وتموت! ليس بالضرورة أن نكلمه بهذا الأسلوب، ولكن بأسلوب طيب كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكروا عن بعض الحمقى أنه عاد مريضاً فلما خرج عزى أهله، وقال لهم: أحسن الله عزاءكم! قالوا له: ما مات! قال لهم: سيموت إن شاء الله، فهو أعطاهم الخبر بصورة من الحمق. وهذا لا يصح.
وأحد الملوك رأى في منامه رؤيا فسأل بعض المعبرين، فقال له أحدهم: سيموت أهلك كلهم أجمعون، نساؤك وأولادك وأبوك وأمك كلهم سيموتون مرة واحدة، والتأويل كان صحيحاً.
وأتى بمؤول آخر وقص عليه الرؤيا فقال له: سيطيل الله في عمرك حتى تكون آخر أهلك موتاً، وهذا يعني أن أهله كلهم سيموتون ويبقى بعدهم وحده، لكن أول له الرؤيا بكلام طيب.
فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن الكلمة الطيبة صدقة، فلذلك إذا زرنا مريضاً نذكره بالتوبة إلى الله ورد المظالم.
ويجب على كل واحد منا أن يكتب وصيته؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وعنده شيء يوصي به إلا ووصيته عند رأسه).
يسن للمسلم عيادة المريض، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست -وذكر- وإذا مرض فعده)، وقال: (من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع)، وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم! مرضت فلم تعدني، قال: كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: ألم تعلم أن عبدي فلاناً مرض... إلخ الحديث)، وكذلك عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه: (من منكم اليوم عاد مريضاً؟).
وإذا نزل به الموت نلقنه شهادة التوحيد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله)، فإذا قالها فلله الحمد، وإذا قالها وتكلم بعدها بكلام آخر فنعيد تلقينه كلمة لا إله إلا الله من أجل أن تكون آخر كلامه.
ومما اشتهر عند الناس أنه يقال للمحتضر: قل: لا إله إلا الله بغلظة وبشدة وبإلحاح، وهذا خطأ؛ لأن الإلحاح يسبب الضجر، فقل له: قل: لا إله إلا الله بلطف، فالرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل على الغلام اليهودي وهو يحتضر قال له: (يا غلام! قل: لا إله إلا الله) بلطف.
إذا فارقت الروح البدن نغمض عينيه ونغطي جسده كله؛ لأن الميت عورة فنستره؛ ولذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي سجي ببردته الخضراء عليه الصلاة والسلام، غُطي كله صلوات الله وسلامه عليه.
ولما مات أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وشق بصره أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإغماض عينيه، وأخبر أن الإنسان إذا مات فإن البصر يشخص؛ لأنه يتبع ببصره روحه، فالملائكة أخذت الروح وصعدت به فهو يتبع الملائكة ببصره، فالروح إذا خرج اتبعه البصر؛ ولذلك أرشدنا صلى الله عليه وسلم أن نغمض عينيه.
بعد هذا ندعو له بالخير؛ لأن الملائكة موجودون وهم يؤمنون على دعائنا.
ويسن للمسلم إذا مات له ميت أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها.
وما نترك الجنازة في البيت، ونذهب نفتش ونقول: يا فلان ائت بالكراسي، ويا فلان ائت بالخروف، ويا فلان ائت بكيس سكر، هذا لا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله)، بل يعجل بها.
وكذلك نسارع بقضاء دينه وإنفاذ وصيته.
غسل الميت المسلم واجب، والأغسال الواجبة هي: غسل الجنابة، وغسل الميت المسلم، وغسل الكافر إذا أسلم، والاغتسال من الحيض والنفاس.
وغسل الجمعة مستحب لا واجب.
وغسل المسلم الميت واجب ولو كان صغيراً، ولو كان سقطاً خرج من بطن أمه ميتاً بعد أن أكمل في البطن أربعة أشهر فأكثر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ماتت ابنته زينب قال: (اغسلنها) ، والأمر يقتضي الوجوب، ولما مات الرجل في إحرامه قال: (اغسلوه بماء وسدر).
يندب في غسل الميت البدء بغسل الأذى، ثم أعضاء الوضوء، واستعمال المطهرات من سدر أو صابون ونحوهما، وتكون الغسلات وتراً، وأقلها ثلاث مرات، ونحن نعرف أن الوتر أقله واحد، لكن في غسل الميت أقله ثلاث.
ولا يغسل الرجال إلا الرجال، ولا يغسل النساء إلا النساء إلا من كانت دون سبع سنوات.
ويجوز أن تغسل المرأة زوجها وأن يغسل الزوج امرأته، والدليل أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه.
وسيدنا أبو بكر لما مات غسلته زوجه أسماء بنت عميس ، والسيدة فاطمة غسلها زوجها علي بن أبي طالب ، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة فكان إجماعاً.
ويجب على الغاسل ستر عورة الميت، يعني: لا يجرد الميت بحيث يكون كيوم ولدته أمه، ولكن تضع بين سرته وركبته ثوباً ثم بعد ذلك تجرده من ثيابه.
ولا يباشر عورة الميت بيده بل يجعل على يده ساتراً كالخرقة أو يلبس قفازات كصنيع الأطباء.
أما شهيد المعترك الذي مات في مكان المعركة فلا يُغسل؛ لأنه يبعث يوم القيامة وكلمه ينزف، اللون لون الدم، والريح ريح المسك.
والغريق والمحروق والمهدوم والمبطون والمطعون والمرأة تموت في الولادة يغسلون، والدليل أنهم غسلوا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعندما نغسل الميت نضعه في مكان مرتفع مثل السرير أو ما أشبه ذلك، ونجرده من ثيابه إلا ما يستر عورته، ولا يدخل في مكان الغسل إلا من تدعو إليه الحاجة، وإذا كان يكفي أن يغسله واحد فواحد، وإذا احتيج إلى اثنين فاثنين، أو ثلاثة فثلاثة، وإذا كان الميت ذا جسم كبير فقد يحتاج إلى أربعة أو خمسة أو ستة، المهم أن العدد يكون على قدر الحاجة.
ثم بعد ذلك يجلس نصف جلسة، يعني يسند، ويبدأ الغاسل يضغط على بطنه ضغطاً رفيقاً ليخرج ما فيها.
وبعد ذلك يلف على يده شيئاً فيباشر تنظيف عورته قبلاً ودبراً، ثم بعد ذلك يوضئه وضوء الصلاة، ولا يجعل في فمه ولا في أنفه ماء، وإنما يدخل أصبعه في فمه فينظفه، وكذلك ينظف منخريه، ولا يقلم له ظفراً، ولا يحلق له شعراً، ويدفن بأجزائه كلها، وقد نص الإمام النووي وغيره من أهل العلم على أن حلق شعر الميت وقص أظافره بدعة، فلا نحلق شعره ولا نقلم أظفاره، ولا نقص شاربه، ولا نحلق عانته ولا إبطه.
وبعدما نوضئه وضوء الصلاة نغسله الغسلة الأولى بماء صاف، ثم نغسل رأسه، ونبدأ بشق رأسه الأيمن، ثم شق رأسه الأيسر.
ثم نغسله الغسلة الثانية، ونجعل مع الماء صابوناً أو سدراً ونحو ذلك من المطهرات.
ونجعله على ظهره، والأفضل أن نجعله على جنب من أجل أن يتيسر لنا أن نغسل ظهره وبطنه.
ثم نغسله الغسلة الأخيرة بأن نجعل مع الماء كافوراً؛ لأن الكافور يرطب بدن الميت ويمنع تسرع الهوام إليه.
ثم بعد ذلك نشرع في تكفينه.
وإذا وجدنا الثلاث الغسلات ليست كافية ما نظفته فنزيد رابعة ونجعل الخامسة هي الأخيرة، وإذا ما كفت نزيد سادسة ونجعل السابعة هي الأخيرة.
يجب بعد الغسل تكفين الميت، والأصل في وجوب التكفين قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي مات محرماً: (وكفنوه في ثوبين) رواه البخاري ، وفي الحديث: (كفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيهن قميص ولا عمامة).
والمتحلل نيممه، فلو خفنا أننا إذا غسلناه زال لحمه، فنيممه، مثل الغريق الذي وُجد بعد ثلاثة أيام مهترئاً فإذا غسلناه سيتزايل لحمه، ففي هذه الحالة نكتفي بأن نيممه.
الصلاة على الميت من فروض الكفاية.
وأركانها خمسة: النية، والقيام، والتكبيرات الأربع، والدعاء، والسلام.
القيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أخاً لكم قد مات قوموا فلنصل عليه)، وهو النجاشي أصحمة رحمه الله وأكرمه.
ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة هو: (اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد).
مسألة: رجل أجنبي مات بين النساء؛ لأن الرجال قليل والنساء كثير، فالعلماء رحمهم الله اختلفت أقوالهم في ذلك، فقيل: ييمم الميت إذا لم يوجد من جنسه من يغسله، يعني: رجل ما وُجد رجل يغسله أو امرأة ما وُجدت امرأة تغسلها، ييمم.
وبعض أهل العلم قال: يُغسل من فوق حائل أي: من فوق الثياب، لكن ليس على هذا دليل، وكما أنه لا يجوز النظر لا يجوز اللمس.
يجب دفن الميت ولو كان شهيداً أو سقطاً؛ لأن الله تعالى قال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ[طه:55]، وقال: أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا[المرسلات:25-26].
ويجب تعميق القبر تعميقاً وسطاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (احفروا وأعمقوا وأحسنوا).
ويستحب اللحد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللحد لنا والشق لغيرنا)، والشق هو ما نفعله نحن في مقابرنا ونسميه لحداً، وهو الشق وليس باللحد، وإنما اللحد يكون في جدار القبر مثلما يصنع الآن في البقيع، والميت يدخل مكاناً مثل الدرج ثم يوضع عليه اللبن وينصب نصباً على جدار القبر، ثم يهال التراب على الحفرة وليس على الميت، أما الميت فقد سُتر في داخل جدار القبر، لكن لعل الأرض هاهنا ما تتحمل اللحد.
قال سعد بن أبي وقاص : (الحدوا لي لحداً، وانصبوا علي اللبن نصباً كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم).
لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة هل نلحد له لحداً أو نشق له شقاً؟ فكان في المدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر يشق، فقالوا: نبعث فإليهما فأيهما جاء أولاً فقد اختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فجاء الذي يلحد فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم لحداً.
بعد ذلك الميت ننزله من ناحية رجليه، ننزله من الخلف ونضعه في قبره برفق قائلين: باسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونضعه على شقه الأيمن مستقبلين به القبلة، ولا بأس أن نضع تحت رأسه قطيفة أو وسادة أو قطعة من الطين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع تحته قطيفة في قبره صلوات ربي وسلامه عليه، نسأل الله أن يجمعنا به في الجنة!
ومن العيوب العجيبة كثرة الكلام في ذاك المقام، وكأنك لست في دفن جنازة، بل كأنك في حفلة، وكل الناس يتكلم مع من يعرف ومن لا يعرف، نعوذ بالله!
وزيارة القبور مستحبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فزوروها) .
ويستحب لزائر القبور أن يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية.
تشرع تعزية أهل الميت، والتعزية المسنونة أن يقال: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبروا واحتسبوا. أو يقول: أحسن الله عزاءكم، وعظم أجركم، وغفر لميتكم، ونحو ذلك.
أيضاً يستحب تهيئة الطعام لأهل الميت، فالجيران يصنعون الطعام لأهل الميت؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم).
أما ما يُفعل اليوم من تجمع الناس عند أهل الميت وتوافدهم إليهم من كل ناحية فإنه مخالف لعمل السلف، وشبيه لصنيع أهل الجاهلية، وقد روى أحمد و ابن ماجة عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد دفنه من النياحة.
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان.
أولاً: هو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، عليها يحيا، وعليها يموت، وعليها يبعث إن شاء الله.
ثانياً: أوصي أهلي وقرابتي وإخواني وجيراني بتقوى الله، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ[الأنفال:1].
ثالثاً: أنا بريء مما برئ منه الله ورسوله. يعني: أي شيء يفعلونه عند موته من المحرمات كالنياحة وضرب الخد وشق الجيب والدعاء بالويل والثبور فهذا كله قد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله.
رابعاً: أوصي أن تعملوا بالسنة في غسلي وكفني والصلاة علي ودفني وتقبل العزاء فيَّ ولا تتجاوزوا السنة.
خامساً: أوصي بأن يغسلني فلان، فإن لم يوجد ففلان، وأن يصلي علي فلان فإن لم يوجد ففلان.
سادساً: وأوصي بشيء من مالي الثلث أو أقل، مثلاً أنت تملك ثلاثين مليوناً، فلك الحق أن تتصرف في عشرة أو أقل من عشرة.
وبعد هذا تبين الديون التي لك والتي عليك، وتشهد على ذلك اثنين، وتضع الوصية في مكان معين، وتخبر زوجتك وعيالك أو تخبر صاحبك، أو تخبر أخاك، أو أباك بأن وصيتي في المكان الفلاني، وإذا حصل قضاء الله في أي ساعة من ليل أو نهار فخذوها.
السؤال: ما حكم الوصية للوالدين؟
الجواب: منسوخة بآيات الميراث، أو تحمل على ما لو كان الوالدان ليسا وارثين، كما لو كانا كافرين، مثلاً هو أسلم ووالده كافران، ففي هذه الحالة لو أوصى لهم بشيء من المال فلا حرج.
السؤال: هل يجوز الوضوء من آنية الذهب؟
الجواب: لا يجوز، والوضوء صحيح لكنك آثم؛ لأن استعمال آنية الذهب والفضة لا يجوز.
السؤال: إذا توفي شخص في عرض البحر فأين ندفنه؟
الجواب: من توفي في عرض البحر، فإذا كنا قريبين من الشاطئ نغسله ونكفنه ونصبر إلى أن نصل إلى اليابسة فندفنه.
أما إذا كان الشاطئ بعيداً ونخشى عليه التغير، فإننا نغسله ونكفنه ونصلي عليه ونثقله أي: نربط معه حجر أو شيء ثقيل ثم نرميه في البحر.
وبعض العلماء قالوا: يربط بين لوحين ليبقى طافياً فيجده جماعة يدفنونه، لكن هذا يترتب عليه مفاتن أنه ربما يتكشف، وربما يجده قوم كفار فيعبثون به، فالأنسب أنه يثقل بشيء ثم يرمى في البحر.
السؤال: ما حكم تطييب الميت في مواضع السجود؟
الجواب: استحب بعض العلماء أن يطيب الميت في مواضع السجود، في الجبهة والكفين والركبتين وأطراف القدمين، وأن يوضع القطن في المنافذ، خاصة بعض موتى الحوادث، فالدم ينزف باستمرار، وفي هذه الحالة نحشو منافذه، يعني منخريه وفمه ودبره بالقطن من أجل أن يتماسك الدم.
السؤال: ما حكم كشف وجه الميت وتقبيله قبل أن يدفن؟
الجواب: ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءه أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن وجهه وقبله بين عينيه وقال: طبت حياً وميتاً يا رسول الله.
فليس بمانع من كشف وجه الميت وتقبيله، لكن ليس معنى ذلك أن ندفنه وهو كاشف الوجه، اللهم إلا إذا كان شهيد المعترك؛ لأن شهيد المعترك يدفن في ثيابه التي مات فيها.
السؤال: هل يبطل وضوء من نظر إلى امرأة وهو آت إلى المسجد؟
الجواب: من نظر إلى امرأة وهو آت إلى المسجد فقد ارتكب محرماً، لكن ليس كل حرام مبطلاً للوضوء.
وهكذا لا ينتقض وضوء من شرب سيجارة أو لبس خاتم ذهب أو شال حرير أو قميصاً أحمر، ولا يبطل وضوءه إلا إذا خرج منه شيء كمذي ونحوه.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر