إسلام ويب

صور من نعيم الجنة وعذاب النارللشيخ : عبد الله حماد الرسي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد وصف الله الجنة لعباده المؤمنين، ليزدادوا لها شوقاً ومسابقة وعملاً، فوصف لهم ما فيها من الأنهار والأشجار، وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين من النعيم الأبدي، ووصف لهم ما فيها من الدرجات العالية والمنازل الرفيعة، وما لهم من الزوجات الحسان، وبالمقابل وصف لهم مقام أهل المعاصي والآثام وما يلقونه من الإهانة والنكال.

    1.   

    وصف الجنة

    الحمد لله رب العالمين الذي خلق الجنة وأعدها لمن أطاعه واتقاه، وخلق النار وأعدها لمن عصى وتكبر وابتعد عن طاعة الله، أحمده سبحانه أوضح لنا طريق الحق وأمرنا باتباعه، ونهانا أن نسلك سبل الغواية والضلال، لأجل الأمر والنهي أنزل الكتب وأرسل الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل وهو الذي لا ينطق عن الهوى: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

    أما بعد:

    يا من تريدون النجاة من النار والفوز بدار القرار: يا من يريد أن يسكن في الجنة ويبعده الله عن النار! فالبدار البدار إلى الإيمان بالله والأعمال الصالحة التي تقرب من الله زلفى! قال الله تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى [طه:75-76] وأيضاً يصدر الخبر اليقين بأن الله أعد الجنة للذين آمنوا وعملوا الصالحات فيقول وقوله الحق: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً [الكهف:107-108].

    أيها الإخوة في الله: بادروا بالمنافسة والمسارعة إلى الجنة، ليقم القائمون، وليصم الصائمون، وليتصدق المتصدقون، أقبلوا على اللطيف الخبير، وأصلحوا ما دام في العمر فسحة، فإنكم والله لا تدرون لعلكم لا تصبحون بعد أن تمسوا، ولا تغتروا بهذه الحياة الدنيا فإنها دار غرور، خداعة مدبرة فانية، فالله الله فيما يقربكم من الله والدار الآخرة! فإن الآخرة مقبلة باقية ثم فريق في الجنة وفريق في السعير.

    أيها الإخوة في الله: لقد وصفت لنا الجنة ووصفت لنا النار، وصفها الله جل وعلا في كتابه، ووصفها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، فالمؤمن بالله حقاً إذا سمع تلك الأوصاف في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ازداد شوقاً وفرحاً إلى الجنة، وخوفاً وهروباً من النار، فالجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17]).

    نعم -يا عبد الله- إنها دار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

    صفة الجنة ودرجاتها

    فإن سألتم عن سعة الجنة فاسمعوا إلى المولى جل وعلا وهو يصفها لنا في كتابه العزيز ويقول: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133] ويقول أيضاً جل وعلا وهو يصف لنا سعة الجنة: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ [الحديد:21].

    ثم لنتفكر في هذه الجنة ما هو بناء هذه الجنة، هذه الجنة دار؛ قصورها مبنية بلبنة من ذهب ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، هذه الجنة فيها خيام اللؤلؤ المجوفة قال الله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [التوبة:72] ثم يخبر الله جل وعلا أن لهم نعيماً آخر وهو الرضوان من الله فيقول: وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:72].

    وأيضاً يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيم الجنة عندما أسري به فيقول: {ثم أدخلت في الجنة فإذا بها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك} وأيضاً يقول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم: {جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن} متفق عليه.

    عباد الله: إن الجنة درجات وما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، من هذه الدرجات مائة درجة للمجاهدين في سبيل الله، ودرجات أخرى للمؤمنين والعلماء قال الله تعالى: يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11].

    وأيضاً يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الدرجات فيقول: {من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة وصام رمضان، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا: يا رسول الله! أفلا نبشر الناس؟ قال: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض -ثم يقول الناصح الأمين محمد صلى الله عليه وسلم-: فإذا سألتم الله فسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة -قال راوي الحديث- أراه قال: وفوقه عرش الرحمن ومنه تتفجر أنهار الجنة}.

    وقد بيَّن لنا رب العزة والجلال في محكم البيان درجات المجاهدين فقال: فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [النساء:95-96].

    وصف الحور العين

    يخبر صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق عن نعيم آخر في الجنة فيقول: {إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، ثم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن فيها للمؤمن أهلون يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضاً} متفق عليه، ثم يخبر الله عز وجل: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ [الصافات:48] في تلك الخيام: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ [الصافات:48-49] ويقول الله تعالى في وصف تلك العرائس الحسان: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72] ويقول أيضاً في وصف تلك العرائس الحسان: وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ [الواقعة:22-23].

    ثم يقول صلى الله عليه وسلم عن هذه الزوجات الحسان: {ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض؛ لأضاء ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها} الله أكبر! البدار البدار يا من تحب الجمال الطبيعي! يقول صلى الله عليه وسلم: {إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة} ثم يقول صلى الله عليه وسلم:{إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يبصقون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، قالوا: يا رسول الله! فما بال الطعام -أجل أين يذهب الطعام يا رسول الله؟- قال صلى الله عليه وسلم: جشاءٌ ورشح كرشح المسك}.

    أيها الإخوة في الله: ثم إن سألتم عن تلك الآنية التي يأكلون ويشربون فيها، فقد وصفها الله ورسوله في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ [الزخرف:68] من هؤلاء العباد؟: الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ [الزخرف:69] ماذا يقال لهم: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ [الزخرف:70] ثم اسمعوا إلى الكرامة يا عباد اللهّ! اسمعوا إلى الآنية والتي فيها يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71] خالدون لا يموتون لا يخرجون منها، لا يأتي صاحب المكتب العقاري فيقول: انتهت المدة، لا. بل هم في نعيم دائم أبدي سرمدي في تلك الجنة.

    ثم يصف رب العزة والجلال نعيماً آخر، يخبر الله عنه فيقول: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ [الواقعة:17-19] هذا خمر الجنة لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ [الواقعة:19].

    وماذا عندهم من الفواكه؟: وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ [الواقعة:20] وأيضاً: وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ [الواقعة:21].

    صفة أنهار الجنة وحللها

    ومن نعيم الجنة أيضاً نعيم آخر في الجنة، وهو الأنهار التي تجري من دون أخدود، وفيها اللذة والنعيم، اسمعوا إلى وصفها في كتاب الله عز وجل: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ [محمد:15] اسمع يا عبد الله! حرك الهمة إن كنت تريد الدار العامرة وما فيها، فإن فيها أنهاراً، اسمع إلى هذه الأنهار يصفها الجبار جل وعلا: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ [محمد:15] مسكين الذي أضاع عقله بالمسكرات الدنيوية، مسكين الذي أضاع عقله بالمخدرات وأصبح بمنزلة المجانين والحيوانات، لقد أضاع نصيبه من هذا الخمر وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى [محمد:15].

    ثم لهم في الجنة حلل وملابس وذلك من كمال النعيم في الجنة، اسمعوا إلى المولى جل وعلا يصف لنا تلك الحلل وتلك الملابس: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً [الكهف:30] اسمع يا عبد الله! إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم الذين يحوزون على هذا النعيم، ما لهم؟: أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً [الكهف:31] تصور إلى ولي الله وهو متكئ على الأريكة، وفي جواره تلك الزوجة الحسناء، وهو بين تلك الأنهار الأربعة، وعند الثمار اليانعة.

    ثم يلفت نظرك القرآن الكريم يا من تؤمن بالله ورسوله وبما جاء عن الله وعن رسوله، يلفت نظرك القرآن إلى نعيم آخر فيقول الله جل وعلا مخبراً عن أهل الجنة وما هم فيه من النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول: وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً [الإنسان:12-19] اسمع يا من تحب ساعات المجالس والأماكن: وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً [الإنسان:20-21].

    ثم لهم مكان يستريحون فيه في الجنة، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: {إن في الجنة شجرة يسير فيها الراكب الجواد المضمر مائة عام ما يقطعها} شجرة لأهل الجنة يستريحون تحتها، ويلتقون تحتها، ويجتمعون تحتها، نعم إنها في الجنة التي قال الله عنها: وَظِلٍّ مَمْدُودٍ [الواقعة:30].

    ثم إن في الجنة سوقاً لا بيع فيها ولا شراء، يأتونه كل جمعة وتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وفي ثيابهم؛ فيزدادون حسناً وجمالاً، ويرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، ويقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً كما يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    صفة أول أهل الجنة دخولاً

    أعظم نعيم لأهل الجنة

    1.   

    صفة عذاب النار

    أما عذاب أهل النار في النار.

    نستجير بك اللهم من النار، اللهم أجرنا من النار.

    عباد الله: الله عز وجل قد بين لنا أوصاف النار وبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الله عز وجل في محكم البيان: إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَاْ * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَاْ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً [الأحزاب:64-68].

    وأيضاً يصف لنا ربنا جل وعلا نوعاً آخر من تعذيب أهل النار: وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا [سبأ:33] ثم إليكم هذه الصورة من أنواع العذاب في النار يصفها لنا القرآن، فتصوروا أهل النار وهم يصطرخون فيها قال الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ [فاطر:36-37].

    وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم) يعني مكان الدمع، وهذا أيضاً نوع من العذاب لأهل النار يذكره الله في كتابه فيقول: وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم:49-50].

    طعام أهل النار

    ثم إليكم هذا الخبر اليقين الذي فيه بيان نوع من طعام أهل النار، قال الله تعالى: أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ [الصافات:62-65] هذا الفرق يا عبد الله! أهل الجنة بين أنهار العسل واللبن والخمر والماء، وهؤلاء يأكلون من الزقوم، ويسقون من الحميم، اسمع شراب أهل النار وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم:15-17].

    ثم اسمعوا إلى ثياب أهل النار فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ [الحج:19] ثياب من نار، ما أشدها وما أنكدها! اسمعوا إلى هذا النوع الآخر من التعذيب في النار قال الله تعالى: يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ [الحج:19-20].

    ثم اسمعوا إلى النوع الآخر من العذاب في نار جهنم: وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الحج:21-22] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا؛ لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم} فكيف بمن يكون طعامه.

    وهذه صورة من عذاب النار تبين لنا عذاب الذين يأمرون بالمعروف ولا يفعلونه، وينهون عن المنكر ويأتونه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان! مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر} والله إنها مصيبة! نسأل الله ألا يجعلنا منهم، اللهم لا تجعل أقوالنا حجة علينا، اللهم اجعلها حجة لنا يا رب العالمين، {يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان! مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى. كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه} اللهم رحمتك يا أرحم الراحمين.

    تفاوت أهل النار في العذاب وصفة خلقهم

    ثم إنهم في النار يتفاوتون في شدة العذاب؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته} إنها النار تأكل لحومهم وعروقهم، وعصبهم وجلودهم، ثم تبدل غير ذلك، وهم في ذلك لا يموتون فيها ولا يحيون، اسمعوا إلى قول الله جل وعلا: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء:56].

    وأما أوصافهم فإن الله خلقهم بهذه الصفة التي سوف يبينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {ضرس الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث} رواه مسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع} متفق عليه.

    وأما بعد النار يا عباد الله! فقد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويا ويل من كانت النار مثواه! يا ويل من كانت النار مثواه! يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً -أي: منذ سبعين سنة- فالآن انتهى إلى قعرها}.

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا؛ لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم} رواه النسائي والترمذي وابن ماجة وصحح هذا الحديث الألباني.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: {إن أهون أهل النار عذاباً رجل له شراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، يرى أنه أشدهم عذاباً وإنه لأهونهم عذاباً} رواه مسلم وللبخاري نحوه، ويروى: {أن الله عز وجل ينشئ لأهل النار سحابة، فإذا أشرفت عليهم ناداهم يا أهل النار! -هذا الفرق يا عبد الله! أهل الجنة ينادون للكرامة وأهل النار ينادون للإهانة- يا أهل النار! أي شيء تطلبون وما الذي تسألون، فيذكرون بها سحائب الدنيا والماء الذي كان ينزل عليهم، فيقولون: نسأل يا رب الشراب! فيمطرهم أغلالاً، فيقولون: نسأل يا رب الشراب فيمطرهم أغلالا تزيد في أغلالهم وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمرة يلهب النار عليهم}.

    الذنوب الموجبة لدخول النار

    وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق بالسحر، ومن مات -أي: من غير توبة- مدمن الخمر سقاه الله من نهر الغوطة قيل: وما هو نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات، يؤذي أهل النار ريح فروجهن} وأيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: {إن على الله عهداً لمن شرب المسكرات أن يسقيه من طينة الخبال، قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال، قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار} فيا من هو مكب على المعاصي والذنوب! بادر بالمتاب إلى علام الغيوب، ارجع إلى ربك عز وجل، اسمع وصف النار إن كان لك قلب إن كان لك سمع يسمع.

    قال الحسن رحمه الله يصف أهل النار: [[ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة، لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى انقطعت أعناقهم عطشاً، واحترقت أجوافهم جوعاً، ثم انصرف بهم إلى النار، فيسقون من عين آنية، قد آن حرّها واشتد نضجها]].

    وقال ابن الجوزي رحمه الله في وصف النار: "دار قد خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والإسعاد، بُدِّلت وضاءة وجوههم بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو رأيتهم في الحميم يسبحون، وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنهم دائم فما يفرحون، مقامهم محتوم فما يبرحون. المشرك مخلد في النار والمنافق والكافر مخلدان في النار، أما أهل التوحيد الذي يموتون على الكبائر فإن الله سبحانه وتعالى لا يخلدهم في النار، من مات وهو يعبد الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، أما الذي يموت على الكبائر، فإن الله سبحانه وتعالى إن شاء عذبه في النار ومحصه على قدر ذنوبه وأخرجه من النار، وإن شاء الله غفر له".

    فيا أهل الكبائر: توبوا إلى الله، يا أهل التوحيد! اسألوا الله الثبات وجدوا واجتهدوا على التوحيد لعل الله يدخلكم الجنة بغير حساب ولا عذاب، يا أهل التوحيد! الله الله بالمحافظة على التوحيد! الله الله بالمحافظة على العقيدة! فإن من مات وهو محقق للتوحيد لم يشرك بالله شيئاً؛ فإن الله يدخله الجنة بغير حساب، واحذروا من النار فإن توبيخهم أعظم من العذاب وهم يقولون: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف:77] لكن يرد عليهم بالتوبيخ، وتوبيخهم أعظم من العذاب، وتأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب، وكلما جاء البكاء زاد.

    إنها النار عليها ملائكة غلاظ شداد، يا حسرتهم لغضب الخالق جل وعلا، يا حسرتهم لغضب الجبار، يا محنتهم لعظيم البوارق! يا فضيحتهم بين الخلائق إذا سحبوا على وجوههم إلى نار جهنم! يا فضيحتهم على رءوس الأشهاد! أين كسبهم للحطام؟ أين سعيهم في الآثام؟ كأنه أضغاث أحلام، ثم أُحرقت تلك الأجسام بالنار، وكلما أحرقت تعاد إنها نار جهنم عليها ملائكة غلاظ شداد.

    أيها الإخوة في الله: آمنوا بالله جل وعلا واعملوا الصالحات، فإن من آمن بالله وعمل الصالحات فإن الله يدخله الجنة، وأما من كفر وعمل بالمعاصي والسيئات فإن موعده النار، اللهم نجنا من النار، وأعذنا من دار الخزي والبوار وأسكنا برحمتك دار المتقين الأبرار، اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً واجعل تفرقنا بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروماً.

    عباد الله: حافظوا على هذا التذكار، واجعلوه دائماً نصب أعينكم، وعوه في قلوبكم، وفقني وإياكم للقول والعمل والإخلاص إنه على كل شيء قدير.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    1.   

    دعوة للبذل والعطاء للمجاهدين والفقراء

    يقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] فينبغي لنا -يا إخواني- أن ننمي في قلوبنا الرحمة، نتراحم فيما بيننا كما قال صلى الله عليه وسلم: (الرحماء يرحمهم الرحمن) وقال صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) فعلينا -أيها الإخوة في الله- أن نبذل شيئاً من أموالنا، والله ثم والله إن كانت خالصة لوجه الله؛ فلن تضيع عند الله عز وجل، فإن التمرة يربيها رب العزة والجلال، يقبلها بيمينه إذا كانت من كسب طيب، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه ثم تكون مثل جبل أحد، هذه التمرة إذا قبلها الله عز وجل، فكيف إذا أنقذت أخاك المسلم، بسد جوعته وكسو عراه، أو بلحاف يلتحف به من البرد، فإن إخوانكم الأفغان يعانون الآن من برد شديد، السماء تحلب عليهم، وهم يلتحفون السماء ويفترشون الأرض ولا يجدون إلا ما عند الله، ثم ما عندكم أيها الإخوة في الله! فلا تغفلوا عن إخوانكم جزاكم الله خيراً، واعلموا أن الله جل وعلا وعد والله لا يخلف الميعاد، قال وقوله الحق: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39] ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة) فأسأل الله عز وجل أن يقينا شح أنفسنا، وأن يوفقنا أن نتعاون على البر والتقوى.

    ثم لا ننسى كذلك الفقراء في هذه البلاد، فإن فيها فقراء، لكم إخوان يعانون من غلاء الأجور، يعانون من النفقة، ومرتباتهم ضعيفة، ولهم أولاد، فقد ذكر لي بعض الإخوان أن واحداً من جيرانه قد باع المكيف وباع الثلاجة، كل ذلك ليسدد إيجار البيت، فأين الرحمة أيها الإخوة في الله؟! أين التعاون على البر والتقوى؟! والله ليست هذه أحوال المؤمنين التي طُلِبت منهم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فعلينا -يا إخواني- أن نبادر بالمعاونة لإخواننا، سواء في هذه البلاد أو في أفغانستان أو في فلسطين أو في أي مكان، كما أمرنا الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكونوا عباد الله إخواناً) وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد.

    1.   

    الأسئلة

    حكم زيارة من يدعي الإسلام وهو لا يؤمن بالله واليوم الآخر

    السؤال: يوجد في هذا الزمان أناس لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ويدّعون الإسلام، فهل يجوز زيارتهم ومحادثتهم ومعاملتهم، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

    الجواب: أولاً: لنتساءل ما هو الإسلام؟!

    الإسلام عرفه العلماء فقالوا: هو الاستسلام لله في التوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، هذا الإسلام أما كون الإنسان يدعي الإسلام وهو لا يؤمن بالله ولا برسوله ولا باليوم الآخر، فهذا بعيد عن الإسلام وهذا دهري والعياذ بالله، وهذا الذي يريده الشيوعيون قاتلهم الله، فهذا مذهب الشيوعية الذين بثوه ويريدون أن يعتمده كل إنسان، نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير.

    فمثل هؤلاء يدعون إلى الله عز وجل، ليجددوا إسلامهم، ليؤمنوا بالله عز وجل وبملائكته وكتبه وبرسله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك فهم إخواننا نزورهم في الله ونحبهم في الله، وإن لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا كما أخبر بذلك عز وجل: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11].

    أما إذا لم يقيموا الصلاة، ولم يؤتوا الزكاة، ولم يؤمنوا بالله ولا برسوله ولا باليوم الآخر فهم دهريون -نسأل الله العفو والعافية- يجب مقاطعتهم وبغضهم لله، بل يتقرب ببغضهم إلى الله عز وجل.

    حكم الاستهزاء بالصالحين

    السؤال: ما حكم من يستهزئ باللحى ويتهجم على الشباب المستقيم؟

    الجواب: أيضاً دليل آخر على السؤال الأول قوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22] أما الذي يستهزئ باللحى ويتهجم على الشباب المستقيم، فهؤلاء يخشى عليهم من النفاق، والمنافقون توعدهم الله بالدرك الأسفل من النار، أما الذي يستهزئ باللحية فهو يستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم، والمنافقون لما استهزءوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم الله عز وجل: لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:66] ففيه شبه أو هو منافق إذا لم يتب إلى الله ويرجع ويقلع عن فعله هذا؛ لأن الذي يستهزئ باللحية، أو يستهزئ برفع الإزار أو يستهزئ بشرائع الإسلام، فهو يستهزئ بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فعلى الإنسان الذي يخاف العقوبة أن يقلع ويتوب إلى الله عز وجل قبل أن يهجم عليه هادم اللذات وهو على هذه الذنوب مصر فيحشر مع المنافقين والعياذ بالله نسأل الله العفو والعافية.

    توجيه من يريد الاستقامة

    السؤال: أنا فتاة أريد أن أستقيم فما الذي تأمرني بفعله؟

    الجواب: أسأل الله عز وجل أن يطهر قلبك، ويغفر ذنبك، ويثبتنا وإياك على قول الحق إنه على كل شيء قدير، فالاستقامة إذا أردتيها فهي واضحة وطريقها بيِّن ولله الحمد، ما عليك إلا أن ترجعي إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبتعدي عن طرق الغي والضلال، ابتعدي عن مشاهدات الأفلام والتمثيليات، وعن سماع الأغاني الماجنات، وابتعدي عن مجالس اللهو، وتقربي إلى الله عز وجل بكثرة النوافل، وبادري إلى أداء الفرائض بأوقاتها، ثم حافظي على النوافل وأكثري من قراءة القرآن إذا كنت تقرئين القرآن، وأكثري من ذكر الله ومن التسبيح والتهليل والتحميد ومن كثرة الاستغفار، فإن بهذه العوامل ينمو الإيمان ويزداد، وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه وجميع المسلمين والمسلمات إنه على كل شيء قدير.

    وبقي جواب للأخت وهي: أني أنصحها نصيحة لله عز وجل ألا تخرج متبرجة في الأسواق، فإن المرأة إذا خرجت متبرجة لعنتها الملائكة حتى ترجع، ثم أنصحها نصيحة لله أن تبتعد عن الملابس الضيقة، وعن التشبه بالكافرات، وعن الملابس الشفافة والقصيرة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه يأتي صنفان من أهل النار لم يرهم صلى الله عليه وسلم وذكر من هذا الصنف: {نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يرحن رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا}.

    فأيتها الأخوات: أحذركنَّ من هذه الفتن التي ظهرت، والتي تلاطمت أمواجها، والتي أقبلت من أعداء الإسلام وأعداء المسلمين، سواء في المجلات أو في التمثيليات، أوفي المسلسلات أو في الأفلام، أحذرك أيتها الأخت من هذه الفتن التي أقبلت، سواء ما يعرض مع الدعايات التي تعرض كل ليلة على المسلمين أو غيرها، أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير.

    زيارة من لا يصلي

    السؤال: فضيلة الشيخ/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إني أحبك في الله، أنا شاب أبلغ من العمر عشرين سنة وعندي أصدقاء يؤمنون بالله واليوم الآخر، ولكن لا يصلون هل يجوز لي أن أزورهم أم لا، وإذا كانت زيارتي لنصيحتهم، فما الحكم في ذلك أفيدوني مأجورين؟

    الجواب: أما الجواب لأخينا السائل الذي يبلغ من العمر عشرين سنة ويقول: إن له أصدقاء وأنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر ولكنهم لا يصلون فهل أزورهم وأناصحهم أماذا أعمل؟

    نقول لك: يا أخي! إن كانت زيارتك لهم تفيد ونصحهم يفيد؛ فزرهم ولكن لا تزرهم وحدك، بل زرهم برفقة بعض الإخوان الطيبين الذين يُؤَثرون عليهم، أما وحدك فأخشى عليك أن يفتنوك كما فتن غيرك من الإخوان، فأصبحوا يشربون الدخان وأصبحوا الآن يستمعون إلى الأغاني، وينظرون إلى الأفلام، وكانوا قبل ملتزمين ولكن لما خالطوا الأشرار أثروا عليهم وحسبنا الله ونعم الوكيل!

    الغرام بلعب الكرة

    السؤال: أنا شاب مبتلى بحب الكرة إلى درجة الغرام مما يسبب لي تضييع الوقت في مشاهدتها ومتابعتها واللعب يومياً بعد العصر؟

    الجواب: اعرض إيمانك على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إن كان إيمانك يزيد بكثرة اللعب فاستمر على اللعب، وإن كان إيمانك ينقص واللعب يبعدك عن الله وعن طرق الخير وعن مجالسة أهل الخير فأنصحك أن تقلع عن هذا، ولست مفتياً ولكن أوجِّه إلى الخير، أسأل الله التوفيق والسداد.

    مشاهدة المرأة التلفاز

    السؤال: ما حكم مشاهدة المرأة للتلفاز ومشاهدة المباريات وتشجيعها؟

    الجواب: المرأة لا يجوز أن ترى الرجال، وكذلك الرجل لا يجوز له أن يرى المرأة كما قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30-31] فالنظر سهم مسموم من سهام إبليس، النظر بريد الزنا نسأل الله العفو والعافية، النظر هو الذي يثير الشهوة في القلوب، فما الذي أخرج النساء، وما الذي جعلهن يضيعن الحياء إلا النظر إلى الرجل وإلى غيرهم من أفلام وتمثيليات، لما كانت المرأة مصونة لا ترى الرجال ولا يرونها كانت أشد حياءً من الآن، ولكن انظروا الآن مع الأسف الشديد لما أطلقت بصرها وصارت تنظر إلى كل شيء، صارت قليلة حياء إلا من رحم ربك، وأسأل الله عز وجل ألا يطيل هذا على المسلمين، فإنه إن طال هذا على المسلمين فإنه والله يبشر بعذاب أليم، يبشر بزوال النعم وحلول النقم إذا لم تنته عن هذه المنكرات، إذا لم نرجع إلى الله عز وجل، لماذا انقطعت عنا الأمطار؟ لماذا قلت البركات؟ لماذا ارتفعت الأسعار؟ لماذا كثرت الزلازل؟ لماذا كثرت العواصف والرياح؟ إلا بسبب الذنوب والمعاصي، ولكن هل نفكر بذلك يا عباد الله؟! أسأل الله عز وجل أن يوقظ قلوبنا من رقدات الغفلة حتى نرجع إلى الله عز وجل، وننهى عن المنكر ونأمر بالمعروف، ننهى عن المنكر ونبتعد عنه ونأمر بالمعروف ونفعله.

    أيها الإخوة في الله: حافظوا على أبصاركم، وعلى أسماعكم، وعلى قلوبكم، فإنكم مسئولون عن ذلك، يقول الله عن ذلك: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36].

    تأخير الزواج بحجة الدراسة

    السؤال: ما رأيك فيمن يقول: لا أتزوج حتى أكمل دراستي وهو راغب في الزواج، ويخشى على نفسه من الفتنة؟

    الجواب: هذا غاش لنفسه، وهذا لم يذق طعم الحياة ولم يذق لذة الحياة، هذا يريد أن يعذب نفسه بالعزوبة نسأل الله العفو والعافية، كما تفعل بعض الفتيات التي عذبت نفسها لتكمل دراستها وأصبحت الآن عانساً، وأصبحت عالة في بيت أهلها، نعم. إذا تأخر زواج المرأة فمن يريدها، هل يأتيها شاب أصغر منها لا. الشاب لا يريدها، ثم هي إذا أرادها الرجل الكبير قالت: لا أريده ثم المسكينة تذهب حياتها بين هذا وهذا، لا هي تزوجت في أول عمرها بشاب يصونها ولا هي قبلت بهذا الزوج الأخير الذي إن شاء الله يعفها بإذن الله، ولكنها غشت نفسها والعياذ بالله وأصبحت عانساً وعالة على أهلها، وهذا من عدم تدبير ولاة أمور الفتيات، وإلا لو كان الرجال عندهم رشد، وعندهم نصح لبناتهم كما قال صلى الله عليه وسلم: ومعنى الحديث: {من عال جاريتين رباهن وأقام بتربيتهن وإصلاحهن حتى يجعل الله لهن سبيلا كنت أنا وهو كهاتين في الجنة}.

    لكن الذي يقول: أنا أريد البنت أن تدرس وتتوظف حتى آخذ حقي منها حق المصروف، أجل، ما بذلت لله، ما بذلت لوجه الله، لم تبذلت للأجر يا مسكين! حتى إن بعض الرجال لمَّا خُطِبَ منه ابنته قال: نعم أزوجك ولكن أريد أن آخذ مرتبها من البنك أنا، ولا لك دخل بهذا، الله أكبر أين الغيرة؟ أين حب الخير لبناتكم يا عباد الله؟!

    بنت كبيرة مرضت بلغت من العمر تقريباً أربعين سنة ولما أتى أخوها يزورها في المستشفى قال: سلامات سلامات، والتفتت وأعطته جنبها، وقالت: أخي أسأل الله ألا يبيحك، وأسأل الله أن يحرمك من الجنة كما حرمتني من لذة الزواج، وكما جعلتني أموت بدون أولاد، وأصبح والحسرة تقطع قلبه، وأصبح يطرق أبواب العلماء ماذا أعمل ماذا أفعل ماذا وماذا، فحينئذ لا ينفع الندم، وماتت المسكينة وهي تلفظ آخر أنفاس الحرج على أخيها، الله أكبر يا مسكين! فيا أخي! هذه خير لها، أن تزوجها تبحث عن زوج صالح، تتعاون معها -لأنها امرأة- وتنصحها، وتدلها على الخير، تخبرها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

    والله سوف تكون فتنة وفساد كبير إن استمر الناس على هذه الحالة، فالمرأة تريد زوجاً فلديها شهوة، والشاب يريد زوجة ولديه شهوة، فإذا ثارت هذه الشهوة من هذا وهذه الشهوة من هذه؛ فإنها سوف تكون حرباً شعواء وفساداً كبيراً في الأرض، فاعتبروا بالمجاورين اعتبروا بمن حولكم يا عباد الله! زوجوهم وأعينوهم عليهن، ابذلوا لهم نصف المهر ليكفلها ليأخذها رجل صالح، حتى إذا أتاك الأجل وإذا أنت مطمئن ومرتاح أن ابنتك أو أختك عند رجل صالح، وفقني الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.

    أيها الأخ السائل: بادر إلى الزواج إن كنت تستطيع، وإن لم تبادر وأنت تستطيع فأخشى أن تكون قد عصيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يقول: {يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} فبادر للزواج وسوف تحمد عقباه بإذن الله تعالى، وسوف تكون لك عوناً على دينك وعلى دراستك إن اخترت فتاة دينة.

    حب الغناء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات

    السؤال: قد مَنَّ الله علي بالهداية ولله الحمد، ولكن ما زال حب الغناء في قلبي وكذلك مشاهدة المسلسلات وأشرطة الفديو الخليعة، فهل أعتبر منافقاً أم ناقص الإيمان؟ أرشدوني جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الله المستعان! الإمام مالك يقول: الغناء لا يستمعه إلا الفساق، والإمام أحمد رحمه الله يقول: الغناء لا يعجبني فإنه ينبت في القلب النفاق، ويقول بعض العلماء: الغناء بريد الزنا، والغناء رقية الزنا، فيا عبد الله! إن كنت صادقاً في قولك وقد من الله عليك بالهداية فالزم الهداية، ومن الهداية أن تبتعد عن طريق الغواية، وطرق الغواية في كل الذي ذكرت يا أخي! في الأغاني وفي التمثيليات وفي المسلسلات، أسأل الله أن يطهر قلوبنا وقلبك، وأن يمحص ذنوبنا وذنبك وأن يغفر لنا ولك إنه على كل شيء قدير.

    أسباب زيادة الإيمان

    السؤال: أرجو أن تدلني على ما يزيد إيماني ويثبته، فمغريات هذا العصر وفتنته كثيرة وأخشى من الانحراف؟

    الجواب: الذي يزيد الإيمان قد ذكرته لأختك المسلمة التي سألت قبل قليل عن السؤال، الذي يزيد الإيمان كما قال العلماء: الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، وإذا أردت ذلك فابحث عن مجالس الذكر؛ فإنها تنمي الإيمان في القلب، فهي رياض الجنة، وأكثر من قراءة القرآن، ومن ذكر الله عز وجل أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] ومن الاستغفار، {من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب} وأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا صليت عليه مرة صلى الله عليك عشر مرات.

    وبادر إلى أداء الفرائض وحافظ على الصف الأول كما حث على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: {لو يعلمون ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه} أو كما قال صلى الله عليه وسلم، معنى الحديث: لو يعلمون ما فيهما من الأجر لجعلوا بينهم القرعة، فيقفون عند الأبواب ويختصمون أيهم الذي يدخل الأول، لكن ما يعلمون ما فيها من الأجر، الله غيَّب هذا الأجر، وسوف يكشفه الله يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون، فالبدار البدار إلى طاعة الله عز وجل! والابتعاد عن جلساء السوء، وعن قرناء السوء عن الأشرار، ثبتنا الله وإياك على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

    شراء ثوب بربع الراتب

    السؤال: أنا موظفة وراتبي في الشهر أكثر من ستة آلاف ريال، أرغب في شراء ثوب بألف وخمسمائة ريال ما الحكم في ذلك؟

    الجواب: الحكم لا يجوز، وما الذي أحل الثوب بألف وخمسمائة ريال، لو تلقاه العنزة أكلته -نسأل الله العافية- فينبغي لك أن تتقي الله عز وجل، وألف وخمسمائة ريال تدفعيها إلى أحد الفقراء يشتري بها عشرين ثوباً أو أربعين ثوباً، أو يشتري له بطانيات، أو ربما يدفعها إيجار شهرين، أما ألف وخمسمائة ريال ويخلولق ثم يرمى في الزبالة، فهذا وبال عليك، فاتقي الله واقتصدي، أسأل الله أن يدلني وإياكِ على الصواب إنه على كل شيء قدير.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756317410