إسلام ويب

أبواب المناسك [2]للشيخ : عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • إن من أدرك الوقوف بعرفة فقد أدرك الحج، ثم يأتي بعده يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر على الصحيح من أقوال أهل العلم، ففيه تجتمع معظم أعمال الحج من رمي لجمرة العقبة وطواف وحلق، إضافة إلى النسك العظيم وهو التقرب إلى الله عز وجل بإنهار دم بهيمة الأنعام، وفي هذا اليوم قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً في أصحابه، وأوصاهم وصاياه الأخيرة، ثم أشهد الله سبحانه وتعالى أنه قد بلّغ وأنهم قد سمعوا.

    1.   

    باب الخروج إلى منى

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الخروج إلى منى.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن عطاء عن ابن عباس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بمنى يوم التروية الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم غدا إلى عرفة ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: (أنه كان يصلي الصلوات الخمس بمنى، ثم يخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك) ].

    1.   

    باب النزول بمنى

    قال المصنف رحمه الله: [ باب النزول بمنى.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أمه: ( عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! ألا نبني لك بمنى بيتاً؟ قال: لا، منى مناخ من سبق ).

    حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن يوسف بن ماهك عن أمه مسيكة عن عائشة قالت: ( قلنا: يا رسول الله! ألا نبني لك بمنى بنياناً يظلك؟ قال: لا، منى مناخ من سبق ) ].

    1.   

    باب الغدو من منى إلى عرفات

    1.   

    باب المنزل بعرفة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب المنزل بعرفة.

    حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن سعيد بن حسان عن ابن عمر: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بعرفة في وادي نمرة، قال: فلما قتل الحجاج ابن الزبير، أرسل إلى ابن عمر: أي ساعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يروح في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذلك رحنا، فأرسل الحجاج رجلاً ينظر أي ساعة يرتحل، فلما أراد ابن عمر أن يرتحل قال: أزاغت الشمس؟ قالوا: لم تزغ بعد. فجلس، ثم قال: أزاغت الشمس؟ قالوا: لم تزغ بعد، فجلس، ثم قال: أزاغت الشمس؟ قالوا: لم تزغ بعد، فجلس، ثم قال: أزاغت الشمس؟ قالوا: نعم. فلما قالوا: قد زاغت ارتحل )، قال وكيع: يعني راح ].

    1.   

    باب الموقف بعرفة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الموقف بعرفة.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عبد الرحمن بن عياش عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: ( وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، فقال: هذا الموقف، وعرفة كلها موقف ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان ( عن يزيد بن شيبان قال: كنّا وقوفاً في مكان تباعده من الموقف، فأتانا ابن مربع فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول: كونوا على مشاعركم، فإنكم اليوم على إرث من إرث إبراهيم ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا القاسم بن عبد الله العمري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل عرفة موقف، وارفعوا عن بطن عرنة، وكل المزدلفة موقف، وارفعوا عن بطن محسّر، وكل منى منحر إلا ما وراء العقبة ) ].

    1.   

    باب الدعاء بعرفة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الدعاء بعرفة.

    حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي قال: حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي قال: حدثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي أن أباه أخبره عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: أي رب! إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة، وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء، فأجيب إلى ما سأل، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: تبسم- فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي! إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟! قال: إن عدو الله إبليس، لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي، وغفر لأمتي، أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه ).

    حدثنا هارون بن سعيد المصري أبو جعفر قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال: سمعت يونس بن يوسف يقول عن ابن المسيب قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر أن يعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو عز وجل، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ ) ].

    1.   

    باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن بكير بن عطاء قال: ( سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة، وأتاه ناس من أهل نجد، فقالوا: يا رسول الله! كيف الحج؟ قال: الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر ليلة جمع فقد تم حجه. أيام منى ثلاثة، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه، ثم أردف رجلاً خلفه فجعل ينادي بهن ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن بكير بن عطاء الليثي عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، فجاءه نفر من أهل نجد )، فذكر نحوه.

    قال محمد بن يحيى: ما أرى للثوري حديثاً أشرف منه.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر يعني: الشعبي: ( عن عروة بن مضرس الطائي: أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا وهم بجمع، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! إني أنضيت راحلتي، وأتعبت نفسي، والله إن تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شهد معنا الصلاة، وأفاض من عرفات، ليلاً أو نهاراً، فقد قضى تفثه، وتم حجه ) ].

    واتفق العلماء على أن من طلع عليه فجر يوم النحر ولم يقف بعرفة فقد فاته الحج، وهذا يجمع عليه الصحابة، كما حكاه ابن قدامة رحمه الله في المغني.

    1.   

    باب الدفع من عرفة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الدفع من عرفة.

    حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه: ( عن أسامة بن زيد أنه سئل: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير حين دفع من عرفة؟ قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص ). قال وكيع: والنص: يعني فوق العنق.

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( قالت قريش: نحن قواطن البيت، لا نجاوز الحرم، فقال الله عز وجل: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ [البقرة:199] ) ].

    1.   

    باب النزول بين عرفات وجمع لمن كانت له حاجة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب النزول بين عرفات وجمع لمن كانت له حاجة.

    حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة عن كريب ( عن أسامة بن زيد قال: أفضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ الشعب الذي ينزل عنده الأمراء، نزل فبال وتوضأ، قلت: الصلاة! قال: الصلاة أمامك، فلما انتهى إلى جمع أذن وأقام ثم صلى المغرب، ثم لم يحل أحد من الناس حتى قام فصلى العشاء ) ].

    1.   

    باب الجمع بين الصلاتين بجمع

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الجمع بين الصلاتين بجمع.

    حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد الخطمي: ( أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء في حجة الوداع بالمزدلفة ).

    حدثنا محرز بن سلمة العدني قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله عن سالم عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب بالمزدلفة، فلما أنخنا قال: الصلاة بإقامة ) ].

    ولا خلاف في أن صلاة المغرب والعشاء تكون في وقت العشاء لا في وقت المغرب، وأن الإنسان إذا وصل في وقت المغرب فإنه ينتظر حتى يأتي العشاء، وهذا الذي جرى عليه عمل الصحابة عليهم رضوان الله تعالى، وقد حكى اتفاق الصحابة عليهم رضوان الله جماعة من العلماء كـابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد وغيره.

    وفي حال عدم وجود الإنسان في جماعة فإنه يصلي منفرداً لكنه أيضاً يجمع، سواء جمع عرفة أو جمع مزدلفة، جاء هذا عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن فاته الوقوف بعرفة مع الجماعة يقف ولو منفرداً ووقوفه حينئذ صحيح، وكذلك جمعه للصلاة مجزئ عنه، جاء ذلك عن عبد الله بن عمر وابن عباس وعائشة، ولا مخالف لهم.

    1.   

    باب الوقوف بجمع

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الوقوف بجمع.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي إسحاق: ( عن عمرو بن ميمون قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما أردنا أن نفيض من المزدلفة قال: إن المشركين كانوا يقولون: أشرق ثبير، كيما نغير، وكانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأفاض قبل طلوع الشمس).

    حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي عن الثوري قال: قال أبو الزبير : قال جابر: ( أفاض النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وعليه السكينة، وأمرهم بالسكينة، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وأوضع في وادي محسّر، وقال: لتأخذ أمتي نسكها، فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا ).

    حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا ابن أبي رواد عن أبي سلمة الحمصي: ( عن بلال بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة جمع: يا بلال! أسكت الناس- أو أنصت الناس- ثم قال: إن الله تطوّل عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله ) ].

    1.   

    باب من تقدم من جمع لرمي الجمار

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من تقدم من جمع لرمي الجمار.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا مسعر وسفيان عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني: ( عن ابن عباس قال: قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيلمة بني عبد المطلب على حمرات لنا من جمع، فجعل يلطح أفخاذنا ويقول: أبيني، لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس )، زاد سفيان فيه: ( ولا إخال أحداً يرميها حتى تطلع الشمس ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو عن عطاء: ( عن ابن عباس قال: كنت فيمن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: ( أن سودة بنت زمعة كانت امرأة ثبطة، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدفع من جمع قبل دفعة الناس، فأذن لها ) ].

    1.   

    باب قدر حصى الرمي

    قال المصنف رحمه الله: [ باب قدر حصى الرمي.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه قالت: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر عند جمرة العقبة، وهو راكب على بغلة، فقال: يا أيها الناس! إذا رميتم الجمرة، فارموا بمثل حصى الخذف ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن الحصين عن أبي العالية: ( عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على ناقته: القط لي حصى، فلقطت له سبع حصيات، هن حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول: أمثال هؤلاء فارموا، ثم قال: أيها الناس! إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) ].

    وأمثل شيء في تعريف حصى الخذف في قوله عليه الصلاة والسلام: ( إنها لا تصيد صيداً ولا تنكأ عدواً ولكن تكسر السن وتفقع العين ).

    1.   

    باب من أين ترمى جمرة العقبة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من أين ترمى جمرة العقبة.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: ( لما أتى عبد الله بن مسعود جمرة العقبة، استبطن الوادي واستقبل الكعبة، وجعل الجمرة على حاجبه الأيمن، ثم رمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم قال: من هاهنا، والذي لا إله غيره، رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أمه ، قالت: ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر عند جمرة العقبة، استبطن الوادي، فرمى الجمرة بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم انصرف ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أم جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحوه ].

    ويتفقون على أن التلبية يتوقف عنها الحاج عند رمي جمرة العقبة، ولكن يختلفون أيكون عند أول حصاة أو آخر حصاة؟ الجمهور على أن ذلك يكون عند بداية الرمي خلافاً لـأحمد، والصحابة في ظاهر عملهم إنما يتوقفون عن التلبية عند أول حصاة.

    1.   

    باب إذا رمى جمرة العقبة لم يقف عندها

    قال المصنف رحمه الله: [ باب إذا رمى جمرة العقبة لم يقف عندها.

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم: ( عن ابن عمر: أنه رمى جمرة العقبة ولم يقف عندها، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ).

    حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا علي بن مسهر عن الحجاج عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمى جمرة العقبة، مضى ولم يقف ) ].

    1.   

    باب رمي الجمار راكباً

    1.   

    باب تأخير رمي الجمار من عذر

    1.   

    باب الرمي عن الصبيان

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الرمي عن الصبيان.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن أشعث عن أبي الزبير: ( عن جابر قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم ) ].

    ولا يجوز أن يلبي الرجل عن المرأة بالاتفاق، وأما الرمي فإنه عند الحاجة، وهذا الحديث منكر.

    1.   

    باب متى يقطع الحاج التلبية

    قال المصنف رحمه الله: [ باب متى يقطع الحاج التلبية.

    حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا حمزة بن الحارث بن عمير عن أبيه عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة ).

    حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس، قال: ( قال الفضل بن عباس: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم، فما زلت أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فلما رماها قطع التلبية ) ].

    1.   

    باب ما يحل للرجل إذا رمى جمرة العقبة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يحل للرجل إذا رمى جمرة العقبة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع (ح)

    وحدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال: حدثنا يحيى بن سعيد ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي قالوا: حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني: ( عن ابن عباس قال: إذا رميتم الجمرة فقد حل لكم كل شيء إلا النساء. فقال له رجل: يا أبا عباس والطيب؟ قال: أما أنا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمخ رأسه بالمسك، أفطيب ذلك أم لا؟ ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا خالي محمد وأبو معاوية وأبو أسامة عن عبيد الله عن القاسم بن محمد: ( عن عائشة قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين أحرم، ولإحلاله حين أحل ) ].

    1.   

    باب الحلق

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الحلق.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟! قال: اللهم اغفر للمحلقين ثلاثاً، قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟! قال: والمقصرين ).

    حدثنا علي بن محمد وأحمد بن أبي الحواري الدمشقي قالا: حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟! قال: والمقصرين ).

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا ابن إسحاق قال: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: ( قيل: يا رسول الله! لم ظاهرت للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين واحدة؟ قال: إنهم لم يشكوا ) ].

    1.   

    باب من لبد رأسه

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من لبد رأسه.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: ( أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله! ما شأن الناس حلوا ولم تحل أنت من عمرتك؟ قال: إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر ).

    حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري قال: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه ، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبّداً ) ].

    1.   

    باب الذبح

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الذبح.

    حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا أسامة بن زيد عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( منى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر، وكل عرفة موقف، وكل المزدلفة موقف ) ].

    1.   

    باب من قدم نسكاً قبل نسك

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من قدم نسكاً قبل نسك.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن قدم شيئاً قبل شيء إلا يلقي بيديه كلتيهما: لا حرج ).

    حدثنا أبو بشر بكر بن خلف قال: حدثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يوم منى، فيقول: لا حرج، لا حرج، فأتاه رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح ، قال: لا حرج قال: رميت بعدما أمسيت، قال: لا حرج ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عمن ذبح قبل أن يحلق، أو حلق قبل أن يذبح ، قال: لا حرج ).

    حدثنا هارون بن سعيد المصري قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني أسامة بن زيد قال: حدثني عطاء بن أبي رباح أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ( قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر للناس، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله! إني حلقت قبل أن أذبح. قال: لا حرج، ثم جاءه آخر، فقال: يا رسول الله! إني نحرت قبل أن أرمي. قال: لا حرج، فما سئل يومئذ عن شيء قدم قبل شيء، إلا قال: لا حرج ) ].

    1.   

    باب رمي الجمار أيام التشريق

    قال المصنف رحمه الله: [ باب رمي الجمار أيام التشريق.

    حدثنا حرملة بن يحيى المصري قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير: ( عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة ضحى، وأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس ).

    حدثنا جبارة بن المغلس قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار إذا زالت الشمس، قدر ما إذا فرغ من رميه صلى الظهر) ].

    ورمي الجمار يكون بعد زوال الشمس أيام التشريق، ويستثنى من ذلك جمرة العقبة يوم النحر ترمى عند وصول الإنسان إذا كان متعجلاً ولو قبل الفجر، أما في أيام التشريق فلا يرمي إلا بعد الزوال، وهذا عليه إجماع الصحابة عليهم رضوان الله تعالى، وأما بالنسبة ليوم النفر الأول لمن تعجل أو لمن تأخر فلا حرج عليه أن يرمي قبل الزوال، وجاء ذلك عن عبد الله بن عباس وعكرمة، وقال به غير واحد من الأئمة كالإمام أحمد عليه رحمة الله.

    1.   

    باب الخطبة يوم النحر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الخطبة يوم النحر.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري قالا: حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة: ( عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: يا أيها الناس! ألا أي يوم أحرم؟ ثلاث مرات، قالوا: يوم الحج الأكبر. قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى بها، ألا وكل دم من دماء الجاهلية موضوع، وأول ما أضع منها دم الحارث بن عبد المطلب- كان مسترضعاً في بني ليث، فقتلته هذيل- ألا وإن كل رباً من ربا الجاهلية موضوع، لكم رءوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون، ألا يا أمتاه! هل بلغت؟ ثلاث مرات، قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات ).

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن عبد السلام عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى، فقال: نضر الله امرأً سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة المسلمين وجماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ).

    حدثنا إسماعيل بن توبة قال: حدثنا زافر بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته المخضرمة بعرفات، فقال: أتدرون أي يوم هذا، وأي شهر هذا، وأي بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد حرام، وشهر حرام، ويوم حرام، قال: ألا وإن أموالكم ودماءكم عليكم حرام، كحرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، ألا وإني فرطكم على الحوض، وأكاثر بكم الأمم، فلا تسودوا وجهي، ألا وإني مستنقذ أناساً، ومستنقذ مني أناس، فأقول: يا رب، أصيحابي؟ فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا هشام بن الغاز قال: سمعت نافعاً يحدث عن ابن عمر: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم النحر، قال: فأي بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد الله الحرام. قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر الحرام. قال: هذا يوم الحج الأكبر، ودماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة هذا البلد، في هذا اليوم، ثم قال: هل بلغت؟ قالوا: نعم. فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اشهد، ثم ودع الناس، فقالوا: هذه حجة الوداع ) ].

    1.   

    باب زيارة البيت

    قال المصنف رحمه الله: [ باب زيارة البيت.

    حدثنا بكر بن خلف أبو بشر قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا سفيان قال: حدثني محمد بن طارق عن طاوس، و أبو الزبير عن عائشة و ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر طواف الزيارة إلى الليل ).

    حدثنا حرملة بن يحيى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه ). قال عطاء: ولا رمل فيه ].

    النبي عليه الصلاة والسلام يوم النحر بعدما نحر هديه وأكل منه، ذهب ضحى وأنهى طوافه قبل الظهر، والمرأة هي التي يستحب لها أن يكون طوافها في الليل، وذلك حتى تستتر عن الرجال، نص على ذلك غير واحد من الأئمة، جاء هذا عن عطاء، ونص عن الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم.

    1.   

    باب الشرب من زمزم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الشرب من زمزم.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود: ( عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: كنت عند ابن عباس جالساً، فجاءه رجل فقال: من أين جئت؟ قال: من زمزم. قال: فشربت منها كما ينبغي؟ قال: وكيف؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل الكعبة واذكر اسم الله، وتنفس ثلاثاً، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله عز وجل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن آية ما بيننا وبين المنافقين، أنهم لا يتضلعون من زمزم ).

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال عبد الله بن المؤمل: إنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( زمزم لما شرب له ) ].

    المراد من ذلك أن المنافقين إذا شربوا فإنهم لا يتضلعون، وهم لا يتضلعون من كل عبادة، لثقلها عليهم وعدم اليقين بها، وإنما يأخذون منها طرفاً ليثبتوا رأس الإيمان، ولكن إذا شربوا فإنهم لا يتضلعون، بخلاف الإنسان إذا كان موقناً فإنه يتضلع من كل عبادة.

    1.   

    باب دخول الكعبة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب دخول الكعبة.

    حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال: حدثني حسان بن عطية قال: حدثني نافع: ( عن ابن عمر قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الكعبة، ومعه بلال وعثمان بن شيبة، فأغلقوها عليهم من داخل، فلما خرجوا سألت بلالاً: أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأخبرني أنه صلى على وجهه حين دخل، بين العمودين عن يمينه. ثم لمت نفسي ألا أكون سألته: كم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الملك عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إلي وهو حزين، فقلت: يا رسول الله! خرجت من عندي وأنت قرير العين، ورجعت وأنت حزين؟ فقال: إني دخلت الكعبة، ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي ) ].

    1.   

    باب البيتوتة بمكة ليالي منى

    قال المصنف رحمه الله: [ باب البيتوتة بمكة ليالي منى.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ( استأذن العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة أيام منى من أجل سقايته، فأذن له ).

    حدثنا علي بن محمد، وهناد بن السري ، قالا: حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن ابن عباس قال: ( لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم لأحد يبيت بمكة إلا للعباس من أجل السقاية ) ].

    1.   

    باب نزول المحصب

    قال المصنف رحمه الله: [ باب نزول المحصب.

    حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا ابن أبي زائدة وعبدة ووكيع وأبو معاوية (ح)

    وحدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع و أبو معاوية (ح)

    وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حفص بن غياث كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه: ( عن عائشة قالت: إن نزول الأبطح ليس بسنة، إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ( ادلج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النفر من البطحاء ادّلاجاً ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان ينزلون بالأبطح ) ].

    1.   

    باب طواف الوداع

    قال المصنف رحمه الله: [ باب طواف الوداع.

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان عن طاوس عن ابن عباس قال: ( كان الناس ينصرفون كل وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد عن طاوس عن ابن عمر قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينفر الرجل حتى يكون آخر عهده بالبيت ) ].

    وطواف الوداع واجب، لظاهر الأدلة، وكان يفتي به عمر بن الخطاب عليه رضوان الله، وجاء أيضاً عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله، ولم يدعه أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وهو للحج، والعمرة ليس فيها طواف وداع، ولم يثبت أن أحداً من الصحابة أو التابعين طاف لوداع العمرة، ولا أعلمه أيضاً لأتباع التابعين، وإنما جاء رواية عن مالك بن أنس في المدونة، وله رواية تخالفها.

    ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أمر بطواف الوداع، وإنما جاء ذلك في حديث في إسناده ابن البيلماني وهو ضعيف.

    1.   

    باب الحائض تنفر قبل أن تودع

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الحائض تنفر قبل أن تودع.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة (ح)

    وحدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وعروة: ( عن عائشة قالت: حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت، قالت عائشة: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أحابستنا هي؟ فقلت: إنها قد أفاضت ثم حاضت بعد ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلتنفر ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود: ( عن عائشة قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية، فقلنا: قد حاضت، فقال: عقرى حلقى، ما أراها إلا حابستنا، فقلنا: يا رسول الله! إنها قد طافت يوم النحر. قال: فلا إذاً مروها فلتنفر ) ].

    1.   

    باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال: ( حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله، فلما انتهينا إليه سأل عن القوم، حتى انتهى إلي، فقلت: أنا محمد بن علي بن الحسين، فأهوى بيده إلى رأسي فحل زري الأعلى، ثم حل زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثديي وأنا يومئذ غلام شاب، فقال: مرحباً بك، سل عما شئت. فسألته، وهو أعمى، فجاء وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفاً بها، كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جانبه على المشجب، فصلى بنا، فقلت: أخبرنا عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده، فعقد تسعاً، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج، فأذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل بمثل عمله، فخرج وخرجنا معه، فأتينا ذا الحليفة، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ قال: اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء.

    قال جابر: نظرت إلى مد بصري من بين يديه، بين راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، ما عمل من شيء عملنا به، فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وأهل الناس بهذا الذي يهلون به، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته.

    قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرمل ثلاثاً، ومشى أربعاً، ثم قام إلى مقام إبراهيم فقال: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة:125]، فجعل المقام بينه وبين البيت، فكان أبي يقول- ولا أعلمه إلا ذكره عن النبي-: كان يقرأ في الركعتين: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، ثم رجع إلى البيت فاستلم الركن، ثم خرج من الباب إلى الصفا، حتى إذا دنا من الصفا، قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة:158] نبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا، فرقي عليه حتى رأى البيت، فكبر الله وهلله وحمده، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك، وقال مثل هذا ثلاث مرات.

    ثم نزل إلى المروة، فمشى حتى إذا انصبت قدماه رمل في بطن الوادي، حتى إذا صعدتا- يعني قدميه- مشى حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، فلما كان آخر طوافه على المروة قال: لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة، فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه الهدي، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله! ألعامنا هذا أو لأبد الأبد؟ قال: فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه في الأخرى وقال: دخلت العمرة في الحج هكذا- مرتين- لا، بل لأبد الأبد.

    قال: وقدم علي ببدن النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد فاطمة ممن حل، ولبست ثياباً صبيغاً واكتحلت، فأنكر ذلك عليها علي، فقالت: أمرني أبي بهذا، فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشاً على فاطمة في الذي صنعته، مستفتياً رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت عنه، وأنكرت ذلك عليها. فقال: صدقت، صدقت، ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك. قال: فإن معي الهدي، فلا تحل.

    قال: فكان جماعة الهدي الذي جاء به علي من اليمن، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة مائة، ثم حل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية، ووجهوا إلى منى أهلوا بالحج، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر فضربت له بنمرة.

    فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام أو المزدلفة، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له، فركب حتى أتى بطن الوادي، فخطب الناس فقال: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين، ودماء الجاهلية موضوعة، وأول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث- كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.

    وقد تركت فيكم ما لم تضلوا إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة إلى السماء، وينكبها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد. ثلاث مرات.

    ثم أذن بلال، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حين غاب القرص، وأردف أسامة بن زيد خلفه، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق القصواء بالزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس! السكينة السكينة، كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً حتى تصعد، ثم أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فرقي عليه، فحمد الله وكبره وهلله، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جدًّا.

    ثم دفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن العباس، وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظعن يجرين، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر، فصرف الفضل وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى محسّراً حرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، ورمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، وأعطى علياً فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها.

    ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت، فصلى بمكة الظهر، فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: انزعوا بني عبد المطلب، لولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم. فناولوه دلواً فشرب منه ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن محمد بن عمرو قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب: ( عن عائشة، قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج على أنواع ثلاثة: فمنا من أهل بحج وعمرة معاً، ومنا من أهل بحج مفرد، ومنا من أهل بعمرة مفردة، فمن كان أهل بحج وعمرة معاً، لم يحلل من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج، ومن أهل بالحج مفرداً لم يحلل من شيء مما حرم منه حتى يقضي مناسك الحج، ومن أهل بعمرة مفردة، فطاف بالبيت، وبين الصفا والمروة، حل ما حرم عنه حتى يستقبل حجا ).

    حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: حدثنا عبد الله بن داود قال: حدثنا سفيان قال: ( حج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حجات: حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعدما هاجر من المدينة، وقرن مع حجته عمرة، واجتمع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به علي مائة بدنة، منها جمل لـأبي جهل في أنفه برة من فضة، فنحر النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثاً وستين، ونحر علي ما غبر ).

    قيل له: من ذكره؟ قال: جعفر عن أبيه عن جابر، وابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ].

    ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه حج قبل حجة الوداع، وذلك قبل هجرته، ولكن العدد لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه حج حجات معدودة، وأما أصل حجه فثبت هذا في صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم ، وأما تحدد العدد بأنها حجتان، فهذا لا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام.

    1.   

    باب المحصر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب المحصر.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن سعيد وابن علية عن حجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني عكرمة قال: حدثني الحجاج بن عمرو الأنصاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من كسر أو عرج فقد حل، وعليه حجة أخرى ). فحدثت به ابن عباس و أبا هريرة فقالا: صدق.

    حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، قال: سألت الحجاج بن عمرو عن حبس المحرم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من كسر أو مرض أو عرج فقد حل، وعليه الحج من قابل ).

    قال عكرمة: فحدثت به ابن عباس وأبا هريرة فقالا: صدق، قال عبد الرزاق: وجدته في جزء هشام صاحب الدستوائي، فأتيت به معمراً، فقرأ علي أو قرأت عليه ].

    1.   

    باب فدية المحصر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب فدية المحصر.

    حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن الوليد قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني: ( عن عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في المسجد، فسألته عن هذه الآية: (( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )) [البقرة:196]، قال كعب: فيّ أنزلت، كان بي أذى من رأسي، فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقمل يتناثر على وجهي. فقال: ما كنت أرى الجهد بلغ بك ما أرى، أتجد شاة؟ قلت: لا. قال: فنزلت هذه الآية: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [البقرة:196]، قال: فالصوم ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين نصف صاع من طعام، والنسك شاة ).

    حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن نافع عن أسامة بن زيد عن محمد بن كعب عن كعب بن عجرة قال: ( أمرني النبي صلى الله عليه وسلم حين آذاني القمل أن أحلق رأسي، وأصوم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، وقد علم أن ليس عندي ما أنسك ) ].

    1.   

    باب الحجامة للمحرم

    1.   

    باب ما يدهن به المحرم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يدهن به المحرم.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن رأسه بالزيت وهو محرم غير المقتّت ) ].

    1.   

    باب المحرم يموت

    1.   

    باب جزاء الصيد يصيبه المحرم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب جزاء الصيد يصيبه المحرم.

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي عمار عن جابر قال: ( جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضبع يصيبه المحرم كبشاً، وجعله من الصيد ).

    حدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي قال: حدثنا يزيد بن موهب قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا حسين المعلم عن أبي المهزم عن أبي هريرة : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بيض النعام يصيبه المحرم: ثمنه) ].

    هذا في الفرض يصيد صيداً فرداً، أما إذا كان جماعة يصيدون صيداً واحداً، كالذين يتمالئون أو يجتمعون أو يتواطئون على صيد واحد، فالفدية واحدة على الجميع، وذلك باتفاق الصحابة في هذه المسألة، ولا خلاف عندهم فيها.

    1.   

    باب ما يقتل المحرم

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما يقتل المحرم.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى ومحمد بن الوليد قالوا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية، والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحديّة ).

    حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خمس من الدواب لا جناح على من قتلهن- أو قال: في قتلهن- وهو حرام: العقرب، والغراب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور ).

    حدثنا أبو كريب قال: حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يقتل المحرم الحية والعقرب والسبع العادي والكلب العقور والفأرة الفويسقة.

    فقيل له: لم قيل لها الفويسقة؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ لها، وقد أخذت الفتيلة لتحرق البيت ) ].

    ويدخل في الكلب العادي سائر أنواع السباع العادية الضارية، وقد أدخل أبو هريرة الأسد في ذلك، ولا مخالف له من الصحابة.

    1.   

    باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار قالا: حدثنا سفيان بن عيينة (ح)

    وحدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد جميعاً عن ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: ( أخبرنا الصعب بن جثامة قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بالأبواء أو بودان، فأهديت له حمار وحش، فرده علي، فلما رأى في وجهي الكراهية قال: إنه ليس بنا رد عليك، ولكنّا حرم ).

    حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا عمران بن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن عبد الكريم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: ( أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم صيد وهو محرم، فلم يأكله ) ].

    وفي هذا أن الإنسان يبين سبب عدم إجابته إذا دعي، ورده للشيء إذا رفضه، حتى لا يحمل عليه تطييباً للنفس، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام لما أهدي له بين ذلك فقال: ( ليس بنا رد عليك ولكنّا حرم )، يعني: يبين السبب في عدم إجابته سواء لسؤاله أو لعدم قبول الهدية.

    1.   

    باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له.

    حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة عن طلحة بن عبيد الله: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه حمار وحش، وأمره أن يفرقه في الرفاق وهم محرمون ).

    حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير: ( عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، فأحرم أصحابه ولم أحرم، فرأيت حماراً، فحملت عليه فاصطدته، فذكرت شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت أني لم أكن أحرمت، وأني إنما اصطدته لك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يأكلوه، ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له ) ].

    1.   

    باب تقليد البدن

    قال المصنف رحمه الله: [ باب تقليد البدن.

    حدثنا محمد بن رمح قال: أخبرنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن: ( أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي من المدينة، فأفتل قلائد هديه، ثم لا يجتنب شيئاً مما يجتنب المحرم ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود: ( عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كنت أفتل القلائد لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيقلد هديه، ثم يبعث به، ثم يقيم لا يجتنب شيئاً مما يجتنبه المحرم ) ].

    1.   

    باب تقليد الغنم

    1.   

    باب إشعار البدن

    قال المصنف رحمه الله: [ باب إشعار البدن.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن ابن عباس: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أشعر الهدي في السنام الأيمن، وأماط عنه الدم.

    وقال علي في حديثه: بذي الحليفة، وقلد نعلين ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حماد بن خالد عن أفلح عن القاسم عن عائشة: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قلد وأشعر وأرسل بها، ولم يجتنب ما يجتنب المحرم ) ].

    1.   

    باب من جلل البدنة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب من جلل البدنة.

    حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى: ( عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه، وأن أقسم جلالها وجلودها، وأن لا أعطي الجازر منها شيئاً، وقال: نحن نعطيه ) ].

    1.   

    باب الهدي من الإناث والذكور

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الهدي من الإناث والذكور.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى في بدنه جملاً لـأبي جهل برته من فضة ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة

    عن أبيه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بدنه جمل ) ].

    1.   

    باب الهدي يساق من دون الميقات

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الهدي يساق من دون الميقات.

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى هديه من قديد ) ].

    1.   

    باب ركوب البدن

    قال المصنف رحمه الله: [ باب ركوب البدن.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال: اركبها، فقال: إنها بدنة! قال: اركبها ويحك ) ].

    والهدي يكون من سائر بهيمة الأنعام، سواء كان من الإبل أو البقر أو الغنم، ولا يجزئ من غيرها، وكذلك الأضحية، وكذلك العقيقة، ويجزئ أن يشتركوا في هدي واحد يقبل العدد، وذلك كالبدنة والبقرة، وأن يشرك الإنسان فيها غيره كزوجه وغير ذلك.

    كذلك يجوز أن يهدي الإنسان عن غيره ولو لم يعلم، كما أهدى النبي عليه الصلاة والسلام عن بعض نسائه بالبقر ولم يكن يعلمن بذلك.

    قال: [ حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة عن أنس بن مالك: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه ببدنة، فقال: اركبها، قال: إنها بدنة! قال: اركبها، قال: فرأيته راكبها مع النبي صلى الله عليه وسلم، في عنقها نعل ) ].

    بمجرد ما يبدأ الإنسان بسوق الهدي فيكون داخلاً في إحرامه، وليس له أن يرجع عن ذلك، وقد نص على هذا غير واحد، ومنهم من يحكي الاتفاق، وحكاية الاتفاق فيها نظر.

    1.   

    باب في الهدي إذا عطب

    قال المصنف رحمه الله: [ باب في الهدي إذا عطب.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سنان بن سلمة عن ابن عباس: ( أن ذؤيباً الخزاعي حدث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث معه بالبدن، ثم يقول: إذا عطب منها شيء فخشيت عليه موتاً فانحرها، ثم اغمس نعلها في دمها، ثم اضرب صفحتها، ولا تطعم منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك ).

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد وعمرو بن عبد الله قالوا: حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه: ( عن ناجية الخزاعي قال عمرو في حديثه: وكان صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قلت: يا رسول الله! كيف أصنع بما عطب من البدن؟ قال: انحره، واغمس نعله في دمه، ثم اضرب صفحته، وخل بينه وبين الناس، فليأكلوه ) ].

    كذلك الشخص الذي يفوته الحج وقد ساق الهدي يجب عليه أن ينحره، وكذلك إذا فاته الحج وكان متلبساً بنسك يجب عليه فيه الهدي فيلزمه الهدي أيضاً.

    1.   

    باب أجر بيوت مكة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب أجر بيوت مكة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عثمان بن أبي سليمان عن علقمة بن نضلة قال: ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وما تدعى رباع مكة إلا السوائب، من احتاج سكن، ومن استغنى أسكن ) ]..

    1.   

    باب فضل مكة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل مكة.

    حدثنا عيسى بن حماد المصري قال: أخبرنا الليث بن سعد قال: أخبرني عقيل عن محمد بن مسلم أنه قال : إن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال له: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته واقف بالحزورة، يقول: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ).

    حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا أبان بن صالح عن الحسن بن مسلم بن يناق: ( عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح، فقال: يا أيها الناس! إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إلا منشد.

    فقال العباس: إلا الإذخر، فإنه للبيوت والقبور. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإذخر ) ].

    ومن قطع شجرة كاملة فإن فيها بقرة، جاء ذلك عن ابن عباس وابن الزبير، وأما إذا قطع غصناً أو ورقاً منها، فهذ بحسبه وبمقدار ما قطع من الشجر، ومنهم من لا يحكي الخلاف في قطع الشجرة كاملة فيه البقرة، ولكن الشجر نقول على نوعين:

    شجر استنبت، وهو الذي يوضع في الحدائق وفي الطرقات وغير ذلك فهذا قطعه ليس فيه شيء، وذلك قد يكون كحال البهائم التي لدى الإنسان في بيته من بهيمة الأنعام فله ذبحها ولا يقال: إنها من الصيد.

    أما النبات البري الذي ينبت من غير استنبات فهذا هو الذي يحرم أن يقطع.

    قال: [ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا علي بن مسهر وابن الفضيل عن يزيد بن أبي زياد قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سابط عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا ) ].

    1.   

    باب فضل المدينة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب فضل المدينة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير و أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة، كما تأرز الحية إلى جحرها ).

    حدثنا بكر بن خلف قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثنا أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها ).

    حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم إن إبراهيم خليلك ونبيك، وإنك حرمت مكة على لسان إبراهيم، اللهم وأنا عبدك ونبيك، وإني أحرم ما بين لابتيها ). قال أبو مروان: لابتيها: حرتي المدينة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أراد أهل المدينة بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء ).

    حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن مكنف قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أحداً جبل يحبنا ونحبه، وهو على ترعة من ترع الجنة، وعير على ترعة من ترع النار ) ].

    1.   

    باب مال الكعبة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب مال الكعبة.

    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا المحاربي عن الشيباني عن واصل الأحدب: ( عن شقيق قال: بعث رجل معي بدراهم هدية إلى البيت، قال: فدخلت البيت، وشيبة جالس على كرسي، فناولته إياها، فقال: ألك هذه؟ قلت: لا، ولو كانت لي لم آتك بها، قال: أما لئن قلت ذلك، لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الذي جلست فيه، فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لأفعلن، قال: ولم ذاك؟ قلت: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى مكانه وأبو بكر، وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحركاه، فقام كما هو، فخرج ) ].

    1.   

    باب صوم شهر رمضان بمكة

    قال المصنف رحمه الله: [ باب صوم شهر رمضان بمكة.

    حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها، وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة، وكل ليلة عتق رقبة، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله، وفي كل يوم حسنة، وفي كل ليلة حسنة ) ].

    التقدير لا يثبت، ولكن نقول: التعظيم دل الأصل عليه، وذلك أن العمل الصالح المعظم إذا كان في مكان معظم، فيلزم من ذلك أن يكون الأجر في هذا معظم، فالعمل في المدينة يختلف عن غيرها، ولكن المضاعفة تحتاج إلى دليل، مضاعفة الصلاة ثابتة، أما مضاعفة الصيام من صام في مكة هل يختلف في صيامه عن غيره؟ نقول: يختلف عن غيره، لكن مقداره يحتاج إلى دليل، فهو معظم، ومن ذلك سائر الطاعات كالتسبيح والتهليل والتكبير والأذكار، وقراءة القرآن، فهي معظمة، لكن التضعيف في ذلك يفتقر إلى دليل.

    وهنا مسألة يقول: هل يشرع الإهداء في المسجد الحرام من غير بهيمة الأنعام في غير النسك؟

    نقول: نعم من الصدقة، كأن يهدى مثلاً البهائم، وجاء عن بلال في الدجاج، ويروى عن أبي هريرة بلا إسناد أيضاً، كذلك في إهداء الثياب والمال والنفقة، وإطعام الفقراء في الحرم يختلف عن إطعام غيرهم.

    1.   

    باب الطواف في مطر

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الطواف في مطر.

    حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: ( حدثنا داود بن عجلان قال: طفنا مع أبي عقال في مطر، فلما قضينا طوافنا، أتينا خلف المقام، فقال: طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما قضينا الطواف، أتينا المقام، فصلينا ركعتين، فقال لنا أنس: ائتنفوا العمل، فقد غفر لكم، هكذا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطفنا معه في مطر ) ].

    1.   

    باب الحج ماشياً

    قال المصنف رحمه الله: [ باب الحج ماشياً.

    حدثنا إسماعيل بن حفص الأبلي قال: حدثنا يحيى بن يمان عن حمزة بن حبيب الزيات عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل عن أبي سعيد قال: ( حج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مشاة من المدينة إلى مكة، وقال: اربطوا أوساطكم بأزركم، ومشى خلط الهرولة ) ].

    نقف على هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755989064