الجواب: لبس القفازين في حال الإحرام نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من محظورات الإحرام كما قالت السائلة، وأما تغطية الوجه فالمشروع في حق المحرمة أن تكشفه إلا إذا كان حولها رجال غير محارم لها، ففي هذه الحال يجب عليها أن تغطيه كما حكت ذلك عائشة رضي الله عنها: أنهم كانوا إذا مر بهم ركبان وحاذوهم فإنهن يغطين وجوههن، فإذا جاوزهن كشفن وجوههن. وليس على المرأة حرج فيما لو مس حجابها وجهها خلافاً لقول بعض أهل العلم الذين يقولون: لا بد أن يكون الحجاب غير مماس لوجهها؛ لأن هذا الشرط ليس له دليل من السنة.
الجواب: النمص يقول أهل العلم إنه: هو نتف شعر الوجه، وهو من كبائر الذنوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن النامصة والمتنمصة )، وأما إذا خرج للمرأة عارضان أو شارب أو لحية وكان هذا ظاهراً بيناً فلها أن تزيله بشيء من المزيلات المعروفة؛ لأنه من المعلوم أن المرأة لا يصلح أن يكون وجهها كوجه الرجل في الشعر فإن ذلك يشوهها من وجه وإذا كانت ذات زوج ينفر زوجها عنها.
سؤالي: أولاً: بماذا تنصحونني أثابكم الله يا فضيلة الشيخ، ثانياً: أحياناً يحصل لي عدم التركيز وأنا في الصلاة، ثالثاً: في بعض الأحيان يصدر مني كلام خارج عن إرادتي مثل سب أو شك هل يكتب عليّ شيء في ذلك أرجو النصح والتوجيه مأجورين؟
الجواب: إن هذه الحال التي قصها هذا السائل قد تعرض لكثير من الشباب بسبب الإرهاق الفكري أو البدني، والدواء لذلك أن يعطي الإنسان نفسه من الراحة ما تستريح به، وأن يكثر من ذكر الله وقراءة القرآن، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائماً، وأن يلزم الاستغفار؛ لأن الاستغفار من أسباب حصول الخير واندفاع الشر، وأن يحرص على مصاحبة الأخيار من بني جنسه، فإن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، وليُعرض عن تذكر هذه الحال؛ لأن تذكر الشيء ينتقل به الذاكر أو المتذكر من الخيال إلى الحقيقة، فإذا أعرض عنه وتناساه فإنه بأذن الله يزول عنه.
وأما مسألة الصلاة فإنه ينبغي له إذا أحس بما يشغله عن صلاته من الهواجس أن يتفل عن يساره ثلاث مرات مستعيذاً بالله من الشيطان الرجيم ثم بعد ذلك يزول بإذن الله، أما الشك فلا يكتب على الإنسان إثم مادام لم يقتنع به ولم يمل إليه ولم يقرره في نفسه، بل هذا الشك يكون من الشيطان يلقيه في قلب الإنسان الموقن لعله يزول إيقانه وينتقل من اليقين إلى الشك، ولهذا ينبغي إذا أحسست به بل يجب إذا أحسست به أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تنتهي عنه وتعرض عنه.
وأما السب والشتم فإن الإنسان يؤاخذ به؛ لأن الذي ينبغي للإنسان إذا غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن لا يستأسر لغضبه، فإن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ويقول ما لا ينبغي، فإذا أحس بذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وإن كان قائماً فليقعد، وإن كان قاعداً فليضطجع وليتوضأ أيضاً، فإن ذلك كله مما يزيل الغضب عنه، وأما استئسار الإنسان للغضب وكونه ينخدع له فإن هذا خلاف الحزم، وقد ( سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أوصني قال: لا تغضب. فردد مراراً قال: لا تغضب ).
الجواب: نحن من عادتنا وطريقنا أن المسائل التي فيها خصومة لا نتكلم فيها؛ لأن الكلام المبني على قول الخصم الواحد قد يعتريه نقص وخلل، إذ قد يكون عند خصمه ما يدفع به قوله، وعلى هذا فنرجو من الأخ المعذرة ونحيله إذا شاء إلى المحكمة هناك، فلعل الله أن ييسرها للعمل بشريعة الله.
الجواب: نعم النصيحة هو أن نلتزم بما دلت عليه السنة النبوية التي صدرت عن أنصح الخلق للخلق وأعلم الخلق بما ينفع الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهانة، وحذر من إتيان الكهان وقال: ( من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، ومن أتى كاهناً فصدقة فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )، ونهى عن الطيرة وهي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان، ونهى عن السحر وقال: ( ليس منا من تكهن أو تكهن له أو سحر أو سُحر له )، كل هذا من أجل أن يسير الناس في حياتهم على حياة الجد وعدم التعلق بالمخلوقين وأن يكلوا أمرهم إلى الله عز وجل، وأن يكون تعلقهم به وحده حتى يكونوا في سيرهم راشدين مرشدين، والله الموفق.
الجواب: لا شك أن هذا الخطيب إذا صح ما نسبت إليه من أنه يمجد نفسه في خطبة الجمعة لا شك أنه أخطأ الطريق، والخطيب الذي يكون ناصحاً لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم هو الذي يركز مواضيع خطبته على ما ينفع الناس في أمور دينهم ودنياهم، أما من جهة تمجيد النفس فإنه يعتبر من السفه ومن ضعف الشخصية؛ لأن قوة الإنسان وسمعته عند الناس لا تعتمد على كونه يمجد نفسه أو يعظم نفسه، والناس ينظرون بعضهم إلى بعض بأعين ويسمعون بأذان، ويعرفون من يستحق التعظيم والإكرام ومن لا يستحق، ولا يزيد هذا الخطيب إذا صح ما نسبته إليه من تمجيد نفسه إلا مهانة وذلاً عند الناس، والواجب عليه أن يعدل عن هذا وأن تكون خطبته خطبة توجيه وإرشاد لما فيه خير العباد.
الجواب: يبدو أن هذه المرأة وفقها الله وجزاه خيراً تحاول أن تحتجب الحجاب الشرعي المتضمن لتغطية الوجه وما يحصل به الفتنة، وعلى هذا فإني أقول لها: إذا عزمت على هذا الأمر وصدقت الله عز وجل واتقت الله فإن الله سيجعل لها من أمرها يسراً وسيكف عنها أعداءها: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38] ، ولكن ينبغي أن تؤتي البيوت من أبوابها، فينبغي أن تتصل بنساء مثلها غيرها في الغيرة والحرص على الحجاب الشرعي حتى يخرجن متحجبات حجاباً شرعياً، ومن المعلوم أنه إذا حصلت الكثرة فإن الكثرة -كما يقولون- تغلب الشجاعة، فإذا حصلت كثرة بين النساء في لزوم الحجاب الشرعي فإن ذلك يهون ويسهل، كما أن على أهل القرية من الوعاظ والدعاة إلى الله عز وجل وخطباء المساجد أن يبينوا للناس الحق في هذا الأمر، وأن لا يخضعوا للعادات التي تخالف الشرع، ومن المعلوم أن بعض أهل العلم السابقين يرون جواز كشف المرأة وجهها وكفيها ولكن هذا القول ضعيف، ثم إن العمل به في هذه الأزمان يؤدي إلى ما هو أعظم من توسع النساء في هذا اللباس كما هو في الواقع، فإن البلاد الإسلامية التي أفتى علماؤها بجواز كشف الوجه واليدين أصبح النساء فيها لا يكشفن الوجه واليدين فحسب بل يكشفن الوجه والرأس والرقبة واليدين والذارعين والقدمين، وتوسع النساء في هذا، فالذي ينبغي للإنسان العالم أن يكون حكيماً فيما يصدر عنه من الأحكام الشرعية وأن يتلافى كل ما فيه الخطر.
وخلاصة ما أقول: أن تعزم هذه الأخت على الحجاب الشرعي وأن تدعو من يسر الله لها من النساء، فإذا خرجن إلى السوق على هذا الوجه فإن ذلك سيكون له أثر كبير مع ما ينضم إليه ذلك من كلام الدعاة والوعاظ والخطباء.
مداخلة: لذلك المسلم يا فضيلة الشيخ مطلوب منه أن يعتز بإسلامه؛ لأن هذه المرأة تقول: هذه من العادات فتوجيهكم لهذا؟
الشيخ: يعني: أنها لا لتقر بأن هذا مقتضى الشرع بل هو عادة، والإنسان ينبغي له أن يدع العادات المخالفة للشرع، وكما أشرت إليه أن بعض العلماء رحمهم الله أجازوا كشف الوجه والكفين، ولكن المسألة لم تقتصر على هذا فقد توسع النساء في ذلك، والشيء المباح إذا كان ذريعة إلى محرم صار محرماً.
الجواب: لا أعلم صحة هذا الحديث، ولكن له أصل وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وأن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون:51] ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنى يستجاب لذلك؟!)، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من كان مطعمه حراماً وملبسه حراماً وغذاؤه حراماً فإنه يبعد أن الله يستجيب دعاءه، وهذا يدل على أنه يجب الحذر من أكل الطعام الحرام والتغذي به ولباسه؛ لأنه حري أن تمنع منه بسببه إجابة الدعاء.
الجواب: الحكم في ذلك أنه لا ينبغي للمرأة أن تختلط بالرجال ولو كانوا من أقاربها؛ لأن ذلك سبباً للفتنة، وما أحسن أن يكون للرجال مجلس خاص وللنساء مجلس خاص بالعوائل حتى يكون الرجال على حدة والنساء على حدة، وتبعد الفتنة التي تخشى من الاختلاط.
الجواب: العدل أن يعود إلى من كانت الليلة عندها حين سفره، فمثلاً: إذا كانت الليلة التي سافر بها عند زينب، وكان قد بات عند عائشة في الليلة السابقة ولم يبيت عند زينب، فإنه إذا رجع تكون بيتوتته عند زينب، هذا هو العدل، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام من الجور في معاملة الزوجات فقال: ( من كان له زوجتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل )، بل منع الله تعالى من التعدد إذا خاف الإنسان الجور فقال عز وجل: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا [النساء:3].
الجواب: يتحقق العدل بين الزوجات بألا تعامل إحداهن معاملة تختلف عن الأخرى فيما أنت تملكه وتستطيعه، فلا تعطِ مثلاً هذه عشرة والأخرى عشرين، أو هذه ثوباً جميلاً والأخرى ثوباً وسطاً، أو تعطي هذه حلياً والأخرى لا تعطيها، أو تلين الجانب لهذه والأخرى لا تلينه لها، فكل شيء تستطيع أن تقوم به من العدل فإن ميلك إلى إحداهن يعتبر جوراً وظلماً، وتعتبر معرضاً نفسك للعقوبة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما ما لا يدخل تحت وسعك من محبة القلب والميل القلبي وما ينتج عن ذلك من معاشرة حال الجماع ونحوه فهذا أمر ليس بوسعك، وقد قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286].
الجواب: نعم يكتب الله ذلك كله، وما من شيء في السماوات ولا في الأرض إلا وهو مكتوب عند الله، قال الله تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام:59] ، وكل شيء فإنه مكتوب عند الله عز وجل حتى الشوكة تصيب الإنسان هي مكتوبة عند الله.
الجواب: تزيين اللحية إنما يكون باتباع ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: ( خالفوا المجوس، وفروا اللحى وحفوا الشوارب )، ولا ثوب للإنسان ولا حلية للإنسان أحسن من ثوب وحلية التقوى، قال الله تعالى: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]، والإنسان إذا اتقى الله عز وجل كساه الله تعالى جمالاً يظهر على وجه وعلى أخلاقه حتى يكون خيراً مما فاته مما يكون فيه معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر