إسلام ويب

عدة المطلقة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على البشير النذير, والسراج المنير, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فمرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء, أسأل الله سبحانه أن يجعلها نافعة مفيدة, وأن يسددنا فيما نقول ونفعل, وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأبدأ بالجواب عن الأسئلة التي وردت عبر الشريط الأخضر.

السؤال: ما هي عدة الطلاق: ثلاث حيضات، أم ثلاثة أشهر؟

الجواب: عدة الطلاق تختلف من امرأة لأخرى, فالنوع الأول: أم العدد كما قال أهل العلم وهي عدة الحامل؛ لأنها لا تختلف في حال الطلاق أو في حال الوفاة, قال الله عز وجل: وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ[الطلاق:4]، النوع الثاني: إذا كانت المرأة من ذوات القرء, أي: ممن تحيض, فعدتها ثلاثة قروء, والقروء هي الأطهار في قول مالك و الشافعي , أو هي الحيضات في قول أبي حنيفة و أحمد رحمة الله على الجميع.

النوع الثالث: الاعتداد بالأشهر القمرية للمرأة الكبيرة التي يئست من الحيض, وكذلك للصغيرة التي لم تحض أصلاً, قال الله عز وجل: وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ[الطلاق:4].

وعليه فإن المرأة إذا طلقت، أو مات عنها زوجها وهي حامل, فعدتها لا تنقضي إلا بوضع الحمل, وأما إذا طلقت وهي من ذوات القرء, فعدتها ثلاثة قروء, وإن لم تكن من ذوات القرء, فعدتها ثلاثة أشهر, وإذا مات عنها زوجها وهي غير حامل, فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام.

الذهاب إلى الدجالين وأثره في انفساخ عقد النكاح

السؤال: الزوج ذهب إلى الدجال للعلاج, هل عقد الزواج ينفسخ؟

الجواب: عقد الزواج لا ينفسخ بمجرد ذهاب الزوج إلى الدجال, أما ذهابه إلى الدجال فمعصية, وهذه المعصية أكثر الناس يقعون فيها جهلاً؛ ولأن كثيراً من الناس لا يفرقون بين العلاج المشروع والدجل الممنوع, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله، فصدقه، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )، وفي الحديث الآخر: ( من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ), وأياً ما كان الأمر, فمن ذهب إلى الدجال وجب علينا أن نبين له خطأ ما فعل, وعظم ما أتى, وأن نذكره بأنه لا يعلم الغيب إلا الله, وأن الله تعالى لم يجعل شفاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما حرم عليها, وأن المطلوب التداوي بما أباحه الله عز وجل.

السور التي تقرأ في الشفع والوتر وفي صلاة الصبح، وكيفية غسل الحيض

السؤال: ما هي السور التي تقرأ في الشفع والوتر والصبح, وكيف يكون الغسل من الحيض؟

الجواب: السور التي تقرأ في الشفع والوتر هي ما تيسر من القرآن, ولكن السنة التي ينبغي الحرص عليها أن يقرأ الإنسان بالأعلى، والكافرون، والإخلاص, ولو قرأ الإخلاص والمعوذتين فلا بأس إن شاء الله.

وأما بالنسبة لصلاة الصبح فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة فيها, حتى كان يقرأ ما بين الستين إلى مائة آية في صلاة الصبح, وهكذا أصحابه رضوان الله عليهم, حتى إن عمر رضي الله عنه صلى بالناس يوماً فأطال القراءة, فلما انتهى من الصلاة قال له أحدهم: يا أمير المؤمنين! كادت الشمس تطلع, فقال له عمر : لو طلعت لم تجدنا غافلين.

وأما الغسل من الحيض فهو كالغسل من الجنابة, فيه النية، وتعميم الجسد بالماء. هذا هو الغسل المجزئ.

وأما الغسل المسنون فلا بد أن يسبقه غسل لليدين ثلاثاً, ثم تعمد المرأة فتغسل المحل بيسراها, ثم تتوضأ وضوء الصلاة, ثم تفرغ الماء على رأسها, وتضغث بيديها حتى يصل الماء إلى شئون رأسها, ثم تغسل ميامنها ثم مياسرها, وتعتني بالمغابن، يعني: ما تحت الجناحين وما بين الغفرين, وداخل السرة, وكذلك حلقة الدبر, ومقل العينين، وكذلك أسارير الجبهة, وهذه الأماكن التي ربما لا يداخلها الماء إلا بنوع تعاهد ودلك, ثم بعد ذلك من السنة أيضاً أن تأخذ قطنة فيها مسك أو فيها طيب, فتتبع بها أثر الدم من أجل أن تزيل الرائحة المستكرهة.

الحج من ربح السجائر والشيشة

السؤال: ربح السجائر والشيشة، هل يجوز منه الحج؟

الجواب: التبغ قد اتفقت كلمة أهل العلم على القول بتحريمه, سواء كان هذا التبغ يوضع في الغليون، أو ما يسمى بالبايب، أو في الشيشة، أو في السيجار, فكل هذا قد ثبت ضرره يقيناً, وعليه لا يجوز لمسلم الاتجار في هذه المواد الضارة المحرمة.

وأما من حج من هذا المال فمن ناحية الصحة، نقول: الحج صحيح عند جمهور أهل العلم, أما أنه يقع من الله موقع القبول, فهذا محل شك وتردد؛ ( لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً )، والأكل الحرام مانع من قبول العمل, ومانع من قبول الدعاء.

تفسير قوله تعالى: (قتل الخراصون * الذين هم في غمرة ساهون)

السؤال: أرجو تفسير قول الله عز وجل: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ [الذاريات:10-11].

الجواب: قتل هذه في لغة العرب دعاء, وإذا قيل: (قتل) أو (قاتله الله) فهذا دعاء, وأما الخراصون فجمع خراص, والخراص مأخوذ من الخرص, وهو الكذب, خرص يخرص خرصاً, بمعنى: كذب يكذب كذباً.

فالخراص هو الكذاب الذي يكثر من الكذب ويتخرص الأحاديث, فهؤلاء الخراصون هم الذين كانوا يقولون: إن محمداً ساحر, إن محمداً كاهن, إن محمداً مجنون, تتنزل عليه أساطير الأولين, ساحر يفرق بين المرء وزوجه, إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل:103] هؤلاء الذين كانوا في قول مختلف، يدعو الله عز وجل عليهم باللعنة: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ [الذاريات:10-11].

ويصفهم الله عز وجل بأنهم لا يعون ما يقولون, ولا يدركون عاقبة ما يأتون, ويهرفون بما لا يعرفون, هم في غمرة, والإنسان في غمرة، بمعنى: أنه لا يعي, كالسكران: فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ [الذاريات:11-12], أي: متى يوم الدين؟

قال الله عز وجل: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ [الذاريات:13], يفتنون. يعني: يحرقون, كما قال: إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا[البروج:10], فتنوا المؤمنين والمؤمنات بمعنى أحرقوهم بالنار؛ لأن الفتنة في القرآن تطلق ويراد بها الشرك، كما في قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ[البقرة:193].

وتطلق، ويراد بها الاختبار، كما في قوله تعالى: أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ * وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً[الأنبياء:34-35].

وتطلق مراداً بها الحجة، كما في قوله تعالى: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام:23].

وتطلق كذلك على الإحراق بالنار، كما في هذه الآية, وكما تقول العرب: فتنت الذهب. أي: أحرقته بالنار ليتميز جيده من رديئه.

صلاة المرأة لوحدها في المسجد

السؤال: امرأة تصلي العشاء مع بعض أخواتها في المسجد, وفي إحدى المرات لم تجد أحداً من أخواتها وصلت لوحدها, ما الحكم؟

الجواب: ما هناك حكم، ربنا يتقبل منها, وما هناك شيء إن شاء الله, بل لو أن رجلاً قصد المسجد ولم يجد أحداً من الناس لسبب ما, فصلى وحده، فإنه يكتب له أجر خطواته إلى المسجد, ويكتب له أجر الجماعة, فكل من قصد عملاً صالحاً ثم عجز عنه لسبب خارج عن إرادته، فإن الله عز وجل يكتب له ثواب ما نوى فضلاً منه ورحمة, قال سبحانه: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً[النساء:100].

مخالفة المرأة لأمها في أمر ما طاعة لزوجها

السؤال: أمي حلفت أن أسافر معها لأبارك لأخي بابنه, وزوجي رافض, فمن أطيع؟

الجواب: الحقوق في ديننا مرتبة, فالمرأة يجب عليها أن تقدم طاعة زوجها على طاعة أبيها وأمها؛ لأن أول من ستسأل عنه المرأة يوم القيامة زوجها, وأول من سيسأل عنه الرجل يوم القيامة أمه, فالواجب إذا تعارض أمر الأب والأم مع أمر الزوج أن يطاع الزوج.

وهذا الترتيب في الشريعة لرفع النزاع؛ لئلا تقع المرأة في تنازع، وتعكر صفو حياتها, فهي مأمورة من الله عز وجل بأن تقدم طاعة زوجها؛ لأنه صاحب الحق عليها.

وهنا أيضاً أقول للأزواج: إنه ينبغي لكم أن تشجعوا زوجاتكم على بر آبائهن وأمهاتهن ما لم يترتب على ذلك ضرر, لكن لا ينبغي للرجل أن يكون حجر عثرة في طريق زوجته إذا أرادت أن تبر أمها أو أباها.

وبالمقابل أيضاً أقول للآباء والأمهات: لا تعكروا على بناتكم ولا تضعوهن في موقف صعب, حين تفرضون عليهن بعض الأمور التي تتعارض مع رغبة الزوج.

المقصود بالخطأ والنسيان في قوله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)

السؤال: ما هو الخطأ والنسيان المقصود في الآية: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة:286]؟

الجواب: الخطأ والنسيان معروف, أما النسيان: فهو أن يسهو الإنسان عن الشيء, وأما الخطأ: فهو أن يفعله مخطئاً لا متعمداً, فالله جل جلاله برحمته وفضله ومنه وكرمه عفا لهذه الأمة, أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.

ومثال الخطأ: لو أن إنساناً أصاب إنساناً خطأً فقتله, ما جعل الله في ذلك جزاءً أخروياً, يعني: ليس كالقتل العمد الذي رتب الله عليه تلك العقوبات الأربعة: فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].

فالقتل الخطأ ليس فيه شيء من هذه العقوبات؛ لأنه خطأ.

وأما النسيان فلو أن إنساناً نسي صلاة مثلاً, أو ذهل عنها حتى خرج وقتها, أو ظن أنه قد صلاها وما صلاها, فالله عز وجل رفع عنه الإثم, ولكن الحكم باق في أنه لا بد أن يقضيها.

أولو العزم من الرسل

السؤال: من هم الرسل أولو العزم؟

الجواب: هذا محل خلاف بين أهل العلم, وبعضهم يقول: كل الرسل أولو عزم، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, وبعضهم يقول: هم الستة المذكورون على النسق في سورتي الأعراف والشعراء, فالله عز وجل ذكر نوحاً وإبراهيم وهوداً وصالحاً وشعيباً وموسى, هؤلاء الستة ذكرت قصتهم في سورة الأعراف, وكذلك في سورة الشعراء.

وأكثر العلماء على أن الرسل أولي العزم صلوات الله وسلامه عليهم هم الخمسة المميزون: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم؛ واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل: شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى[الشورى:13], ومثلها أيضاً في سورة الأحزاب, ذكر الله هؤلاء الخمسة صلوات الله وسلامه عليهم, وأفضلهم الخليلان: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام, وأفضل الخليلين سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، محمد صلوات الله وسلامه عليه.

التدخين وأثره على الصلاة وحكم سب الدين

السؤال: أسأل عن سب الدين؟ وعن إنسان يصلي ويدخن؟

الجواب: التدخين معصية, والتدخين فيه إضرار بالإنسان، وإضرار بغيره, وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( لا ضرر ولا ضرار ), ثم هو قتل بطيء, وقد قال الله عز وجل: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ[النساء:29], وهو إتلاف للمال بغير حق, وقد قال الله عز وجل: وَلا تُسْرِفُوا[الأنعام:141], وقال: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء:26-27].

ثم بعد ذلك هو مسبب للأمراض القاتلة, والعلل المستديمة, ثم إنه منتن الرائحة, فيه أذىً للناس, والله عز وجل قال: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب:58].

وكون الإنسان مدخناً يصلي، له أجر صلاته، وعليه إثم تدخينه.

وأما سب الدين عياذاً بالله فإنه كفر, ولو أن الإنسان سب دين الله عز وجل فهذا كفر أكبر مخرج من الملة, جاداً كان الرجل أو مازحاً, وقد قال الله عز وجل: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[التوبة:65-66].

القتل الخطأ وكفارته

السؤال: القتل الخطأ ما حكمه؟ وما هي الكفارة؟

الجواب: حكمه أنه خطأ, والكفارة تحرير رقبة, فمن لم يجد الرقبة، كما هو في زماننا، أو لم يجد ثمنها, قال الله عز وجل: فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [النساء:92].

صلاة تحية المسجد لمن صلى ركعتي الفجر في البيت

السؤال: ممكن أصلي ركعتين تحية المسجد بعد الخيار في صلاة الفجر؟

الجواب: ما أدري ما يقصد ببعد الخيار؟! لكن إن كنت تقصد بأنك صليت ركعتي الرغيبة في البيت, ثم أتيت إلى المسجد, فمذهب مالك رحمه الله أنك لا تصلي تحية المسجد؛ ( لأنه لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتي الفجر ), فكل نفل بعد طلوع الفجر مكروه سوى ركعتي الفجر. أي: ركعتي الرغيبة, فخير لك أن تجلس.

غطاء الوجه للنساء

السؤال: غطاء الوجه بالنسبة للنساء، ما حكمه؟

الجواب: هذا محل كلام عند أهل العلم, فبعضهم يوجبه, وبعضهم يستحبه, وهي من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف, ولا حرج على من كشفت وجهها, ومن غطت فقد أتت بما هو أفضل وأحوط وأبرأ لدينها.

الواجب على المرأة ستره في الصلاة

السؤال: ما هو الواجب على المرأة ستره في الصلاة؟ نرجو توجيه نصيحة للنساء.

الجواب: واجب على المرأة في الصلاة أن تستر بدنها كله, سوى وجهها وكفيها.

والنصيحة التي توجه لأخواتنا: أن يحرصن على أن يستترن في صلاتهن من أجل أن تقع بموقع القبول من الله؛ لأن ستر العورة أحد الشروط الستة لصحة الصلاة, لا بد في الصلاة من الطهارة من الحدث, والطهارة من الخبث, وستر العورة, واستقبال القبلة, وترك المبطلات مع الإسلام. فهذه الشروط الستة لا تصح الصلاة بانخرام واحد منها, مع القدرة على الإتيان به.

ولذلك نقول بأن النساء يجب عليهن أن يسترن أعناقهن وصدورهن وأذرعتهن وسيقانهن, وكذلك ظهور أقدامهن, وأسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

المتصل: لدي سؤال: أنا شغال في الشركة, وبعض المرات يأخذوننا لشغل خارج الشركة، ويعطوننا حوافز، فهل أستطيع معرفة حكم هذه الحوافز؟

الشيخ: شكراً.

المتصل: معك خالد من عطبرة، لدي سؤال: أنا متزوج اثنتين، وأسأل عن العدل بين الزوجات، وتحديداً: عندي واحدة عاملة، وواحدة غير عاملة؟

يعني: أحياناً في أيام المبيت؛ لأن عندي ولداً من زوجتي الثانية، أضطر لأن أذهب لرؤيته في نفس اليوم الذي يكون للزوجة الأولى، أراه مثلاً بالعصر أو بالنهار أو بالصباح, وأي فرصة ألقاها في يوم الشغل, وأحياناً يكون مريضاً فأذهب لأراه، وليس قصدي الزوجة، وإنما قصدي الابن.

ثم في موضوع النفقة، يعني: زوجتي العاملة أحياناً تساهم بتحضير حاجات البيت, وتلك طبعاً غير عاملة, فأضطر لآخذ بعض الحاجات التي تحضرها إلى بيتي الثاني أحياناً بعلمها، وأحياناً بغير علمها.

الشيخ: طيب شكراً.

المتصل: أحمد آدم الفقيه عبد الله من أمبدة.

لدي سؤالان:

السؤال الأول: بعض الشباب يستحقرون الدين ويستحقرون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأقدم لهم النصيحة وهم ناس ما شاء الله درسوا في الجامعات وهكذا, لكنهم يتكلمون بكلام غير لائق، يعني: يعجز اللسان أن يصف هذا الكلام, والشيء الثاني: هل يجوز نقل الكلام الذي قالوه؟

السؤال الثاني: الحمد لله، ربنا من علينا بالتوبة والاستقامة, وكنا من قبل مفرطين, فالحمد لله الآن نصلي، لكن الماضي يطاردنا, يعني: الواحد يريد أن يقترب من ربه أكثر, فيتذكر الماضي والمعاصي والفجور، وأحياناً يأتيه في شكل وسوسة، ومرات يأتيه ويقول: يا أخ! والله ربنا ما يقبل توبتك؛ لأنك عملت كذا وكذا, وكيف يجمع بين: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[الرعد:28], والخوف من مكر الله؟

الشيخ: شكراً بارك الله فيك يا أحمد!

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: ما حكم لبس الرجل للؤلؤ؟

السؤال الثاني: ما تفسير قوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28]؟

الشيخ: طيب. شكراً.

المتصل: لدي سؤال: بعض النساء حين تريد الغسل في البيت تكشف إلى الركبة, وعندها أولادها وغيرهم، فما حكم ذلك؟

الشيخ: طيب شكراً.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: عندنا أرض مستفيدين منها من سنوات عديدة وأجرناها من شخص، وهذا الشخص يدفع لنا مالاً، مقابل الإيجار، فهل نأخذ هذا المال؟ مع العلم أنها أرض زراعية.

السؤال الثاني: عندي وصية من رجل، هي مال, فأعطاها لواحد، وقال له: يا أخي! أوصلها للرجل هذا, وهذا الرجل الذي أعطاه الوصية ليعطيها لي استثمر المال حقي واشترى به شيئاً وخزنه، والبضاعة التي خزنها ربحت, هل الربح هذا لي فيه نصيب أم أرجعه له؟

الشيخ: طيب أبشر.

أخذ الحوافز على الأعمال الإضافية

السؤال: أخونا عبد القادر من بحري يقول: إنه يعمل في شركة, وهذه الشركة تبعث بهم في بعض الأعمال، ويكون هناك حوافز, فما حكم هذه الحوافز؟

الجواب: وما المانع منها أصلاً, يعني: طالما أن هذه الحوافز تقررها اللائحة المنظمة للعلاقة بين الخادم والمخدوم, فلا حرج إن شاء الله, ( والمسلمون على شروطهم ).

العدل بين الزوجات والذهاب إلى إحداهما في يوم الأخرى

السؤال: وأما خالد من عطبرة فيذكر أنه متزوج من امرأتين, فيقول: كيف العدل بينهما؟ إحداهما عاملة، والأخرى ليست عاملة, ويقول: أنا أحياناً أذهب إلى ولد المرأة الثانية العاملة, في يوم الأولى.

الجواب: النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه أنه يمر على نسائه كلهن إذا صلى العصر, يمر عليهن جميعاً، يسلم عليهن حتى يأوي إلى بيت التي عندها النوبة أي: (عندها الليلة)، فلا مانع بأن الإنسان إذا كان عنده زوجتان أو أكثر بأن يمر عليهن ويسلم عليهن, ويتفقد أحوالهن, وينظر في شئونهن, ثم بعد ذلك يأوي إلى التي عليها النوبة, هذه هي السنة.

وعليه يا أخي! إذا كان ذهابك للسؤال عن هذا الطفل لا يخل بحقوق الأولى, فلا حرج عليك إن شاء الله, بل هذا أقرب إلى السنة.

وأما كون الزوجة العاملة تساهم في البيت, فهذا تطوع منها, وإلا فإن النفقة واجبة على الزوج, فما ينبغي لك أن تأخذ بغير علمها من هذا الذي تأتي به, وتذهب به إلى بيت الأولى.

وهنا بالنسبة لقضية العدل أيضاً نقول: العدل لا يقتضي التسوية بالنسبة للنفقة, يعني: ليس بالضرورة أن تنفق على هذه مثل الذي تنفق على تلك, فلربما واحدة منهن لها أولاد كثيرون, والأخرى قليلة العيال, ولرب واحدة منهن تستأجر لها بيتاً كبيراً, والأخرى تستأجر لها شقة أو بيتاً صغيراً, فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

وكذلك العدل ليس معناه أن تسوي بينهن في الجماع, فليس بالضرورة إذا أتيت هذه أن تأتي هذه، بل المطلوب منك أن تسعى في إعفافهن وإحصانهن.

الاستهزاء بالدين وبالنبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: أخونا أحمد آدم من أمبدة يسأل عن شباب يستهزئون بالدين، وبالنبي الكريم.

الجواب: الاستهزاء بالدين, سواء كان الاستهزاء بشعائره, أو شرائعه, أو الاستهزاء بالآيات، أو الاستهزاء بالسنة, ومن باب أولى الاستهزاء بصاحب السنة عليه الصلاة والسلام, هذا كله كفر أكبر يخرج من الملة, بل الاستهزاء بالمؤمنين المستمسكين بالدين لاستمساكهم به كفر أيضاً, قال الله عز وجل: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة:79-80]، فهذه الآيات نزلت في جماعة من المنافقين قاتلهم الله, لما جاء رجل ببعيره وقال: ( يا رسول الله! هذا في سبيل الله اجعله حيث شئت ) سخر هؤلاء من ذلك الرجل المؤمن الطيب المتصدق, وقالوا: بعيره خير منه.

وكذلك لما جاء مسلم بصاع من طعام قالوا: الله غني عن صاع هذا, فلما جاء آخر بمال كثير قالوا: هذا مراءٍ, فما سلم منهم أحد.

فالاستهزاء بالمؤمنين, والاستهزاء بشعائر الدين, والاستهزاء بشرائعه, والاستهزاء بالقرآن, والاستهزاء بالسنة, والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، هذا كله كفر أكبر يخرج من الملة, ولما قال جماعة من المنافقين: ما رأينا مثل محمد وأصحابه أرغب بطوناً، وأكثر كلاماً, وأجبن عند اللقاء, ثم جاءوا يعتذرون قالوا: إنما كنا نخوص ونلعب, يعني: الحكاية كانت مزحاً, فقال الله عز وجل: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة:65-66].

وحكاية كلامهم ونقل مقولتهم للسؤال عن الحكم -إن شاء الله- ليس فيه شيء؛ لأن ناقل الكفر ليس بكافر, وقد نقل زيد بن أرقم رضي الله عنه قول المنافق: إن كان ما يقول محمد حقاً, لنحن شر من الحمير, فجاء زيد رضي الله عنه ونقل هذا الكلام للنبي عليه الصلاة والسلام.

وكذلك لما قال عبد الله بن أبي ابن سلول : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ[المنافقون:8], ما نحن ومحمد إلا كما قالت العرب: سمن كلبك يأكلك, نقل أحد الصحابة هذا الكلام للرسول عليه الصلاة والسلام, ونزلت الآيات مصدقة لقول الصحابي الذي نقله، رضي الله عنه وأرضاه.

تذكر التائب لمعاصيه السابقة ومطاردة ماضيه له

السؤال: وأما سؤالك الآخر يا أحمد! بأن إنساناً كان متلبساً ببعض المعاصي, ثم بعد ذلك تاب الله عليه فاستقام, وترك ما كان عليه من الضلال، ولكن هذا الماضي يطارده حيناً بعد حين.

الجواب: يا أخي الكريم! هذا لا يسلم منه أحد, حتى الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتذكرون أيام جاهليتهم وما وقعوا فيه من المعاصي, وكان هذا أدعى لأن يتذكروا نعمة الله عليهم, ولذلك ذكروا عن بلال بن رباح رضي الله عنه بأنه ذهب إلى بلاد الشام، ومعه صحابي آخر يقال له: أبو رويحة فقال: أيها الناس! -ذهبا خاطبين يريدان الزواج- أنا بلال بن رباح صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا أخي أبو رويحة كنا كافرين فهدانا الله, وعبدين فأعتقنا الله, وفقيرين فأغنانا الله, فإن تزوجونا فالحمد لله, وإن رددتمونا فلا حول ولا قوة إلا بالله.

فهنا بلال رضي الله عنه ذكر ما كانوا عليه من الكفر, والعبودية, والمعصية, والفقر, وأن استقامةً وهدىً وصلاحاً وسداداً وغنى وحريةً وأمناً أدعى لتذكر نعمة الله عز وجل.

لكن يا أحمد! لا تدع للشيطان عليك سبيلاً, أن يقول لك: أنت كنت على كذا وكذا, أتحسب أن الله يغفر لك؟! أتظن أن الله يمحو سيئاتك؟! نقول: لا نظن فقط، بل نتيقن ونجزم بأن الله لا يخلف الميعاد، وهو الذي قال: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً[الفرقان:70], ولأن الله تعالى قال: يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53].

ولذلك نقول لـإبليس: موعود الله خير من موعودك, وكلام الله أصدق, والله عز وجل لا يخلف الميعاد.

لبس الرجل اللؤلؤ

السؤال: بسمة من الدامر تسأل عن حكم لبس الرجل للؤلؤ؟

الجواب: الشريعة حرمت على الرجال أن يتحلوا بالذهب, أما بعد ذلك الأحجار الكريمة، أو المعادن النفيسة سوى الذهب, فما جاء الشرع بتحريمها, فلو أنه لبس ماساً, أو لبس غير ذلك من الأشياء الفاخرة, فليس هناك في الشريعة ما يحرم ذلك على الرجال.

مثلما أن الشريعة حرمت على الرجل أن يلبس حريراً, وقد يوجد من الثياب ما ليس بحرير، وهو أغلى ثمناً من الحرير, فهذا لا يحرم.

دلالة قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)

الشيخ: وأما قول ربنا: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[فاطر:28], فهذا المقطع من الآية بعد قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ[فاطر:27-28].

يرشدنا الله عز وجل إلى النظر في عظيم قدرته، وباهر صنعه جل جلاله في الناس والدواب، والأنعام والجبال، وإخراج الثمرات وإنزال الماء من السماء, والذي يتفكر ويتدبر وينظر ويتأمل، هذا هو العالم بالله حقاً, وهو الذي يخشى الله حقاً: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ[فاطر:28], أي: يخاف من الله عز وجل من كان عالماً به: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر:28].

كشف المرأة ساقيها أمام الأجانب

السؤال: أما أحمد من شندي يسأل عن المرأة التي تكشف ساقيها إلى الركبة أمام الأجانب.

الجواب: لا يجوز, إذا كانت بين محارمها فالأمر هين إن شاء الله, لكن أمام الأجانب لا ينبغي للمرأة أن يبدو منها سوى وجهها وكفيها.

استئجار الأرض لزراعتها بمال

السؤال: مجتبى من الجزيرة يسأل عن استئجار الأرض الزراعية, يعني: استئجار الأرض بالمال.

الجواب: هذا محل خلاف بين أهل العلم, والراجح جوازه إن شاء الله, يجوز للإنسان أن يستأجر الأرض بالمال، ويجوز له أن يستأجرها ببعض الخارج منها.

ربح المال المتصرف به بغير إذن صاحبه

الشيخ: أما صاحبك الذي أعطي مالاً ليوصله إليك فاستثمره، فقد تصرف بغير إذنك, ولك الحق في أن تطالبه بنصيبك في هذا المال, يعني: تجعله مضاربة، فالمال مالك، والجهد جهده, والربح بينكما، والله تعالى أعلم.

المتصل: معك أبو عبيدة من الشجرة، لدي خمسة أسئلة:

السؤال الأول: سمعت أن أجر الصيام يوم القيامة لا يؤخذ منه شيء إذا كان على الرجل مظالم, وإنما يؤخذ من حسنات أخرى؟

السؤال الثاني: عن الحديث الذي فيه: ( صيام يوم في سبيل الله غير الفريضة يبعد الإنسان من النار سبعين خريفاً ).

السؤال الثالث: أسأل عن الزاني المحصن, يعني: الرجل الذي تزوج من قبل وطلق, هل يعتبر محصناً في حال كون زوجته مطلقة أو ماتت؟

السؤال الرابع: بالنسبة للصلوات, أسأل عن حديث: ( أن الرجل الذي يصلي اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة من غير الفريضة, يبني الله له بيتاً في الجنة أو قصراً في الجنة

السؤال الخامس: في صلاة النفل سواء في الليل أو النهار, يصلي الشخص سراً أم جهراً أم يجوز الأمران؟

الشيخ: طيب شكراً.

المتصل: الله يعطيك العافية يا شيخنا! عندي مجموعة أسئلة.

السؤال الأول: يا شيخ! أنا في صلاة العصر سهواً سلمت بعد الركعة الثالثة, وذكرت بعد نهاية السلام، فأتيت بالركعة الرابعة، وسجدت للسهو وسلمت, فهل الصلاة صحيحة أم أعيدها؟

السؤال الثاني: في صلاة العصر، بعدما قرأت التشهد الأخير، سجدت سجدة سهواً، وقمت ورفعت وسلمت، ثم سجدت بعد السلام للسهو؟

السؤال الثالث: بالنسبة لكفارة الصيام شهرين متتابعين, هل يجوز للشخص أن يتعمد السفر من أجل أن يستغل رخصة السفر, أو لا يجوز أن يسافر متعمداً؟

السؤال الرابع: يا شيخنا! في صلاة القيام, الأفضل للشخص أن يطيل القراءة, أم يكثر عدد الركعات ويتم السنة عشر ركعات؟

الشيخ: طيب شكراً.

المتصل: عندي سؤال في تفسير القرآن:

أريد تفسير قوله تعالى: فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ * ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[المائدة:107-108].

الشيخ: طيب. جزاك الله خيراً، وأحسن إليك.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: أريد أن أسأل عن صلاة الرغيبة، هل تجوز بعد الصبح؟ يعني: أنا جئت متأخراً ولقيت الصلاة قائمة, هل يمكن أن أصليها بعد صلاة الصبح؟

السؤال الثاني: في صلاة العشاء, في الركعتين الأوائل إذا جئت مسبوقاً، في الركعتين الأخيرتين هل يمكن أن أقرأ فيهما سوراً سراً أم جهراً، أم كيف؟

الشيخ: طيب شكراً.

الأخذ من حسنات الصيام لرد المظالم يوم القيامة

السؤال: أخونا أبو عبيدة يقول: بأنه سمع بأن الإنسان يوم القيامة إذا جوزي بسيئاته, فإنه لا يؤخذ من أجر الصيام؟

الجواب: بل يؤخذ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أتدرون من المفلس؟ قالوا: من لا دينار له ولا درهم، فقال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة, ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا, وأكل مال هذا, وسفك دم هذا, فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته, فإذا فنيت حسناته طرح عليه من سيئاتهم ثم طرح في النار ).

فهذا يدل على أن الصيام يؤخذ من أجره كذلك.

الحكم على حديث: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله ...)

الشيخ: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاً ), فالحديث صحيح, وبعض أهل العلم قالوا: يصوم يوماً في سبيل الله، معناه: وهو في الجهاد, أي: صام حال كونه مجاهداً.

وبعض أهل العلم قالوا: المقصود صيام التطوع مطلقاً, سواء كان في الجهاد أو في غيره.

ثبوت الإحصان في حق من طلق امرأته أو ماتت عنه

الشيخ: وأما الإحصان يا أبا عبيدة! فإنه يثبت في حق كل من دخل في نكاح صحيح ولو مرة واحدة, يعني: إنسان دخل وثبت دخوله في نكاح صحيح, ولو مرة واحدة فإنه محصن, سواء طلق بعد ذلك أو ماتت عنه امرأته.

وكذلك المرأة التي دخل بها في نكاح صحيح تعد محصنة, سواء طلقت أو مات عنها زوجها, وهذا الذي عليه جماهير العلماء, وحين نقول: ثبت دخوله، معنى ذلك أن من عقد ولم يدخل فإنه ليس بمحصن.

وكذلك قولنا: (في نكاح صحيح)، معنى ذلك أن من نكح نكاحاً فاسداً كمن نكح مثلاً بغير ولي عند الجمهور, أو من نكح ثم استبان بأنه قد نكح أخته من الرضاعة, أو خالته من الرضاعة, فهذا كله لا يثبت به إحصان.

الحكم على حديث: (من صلى لله في كل يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة ...)

الشيخ: وأما بالنسبة للسنن الرواتب فالحديث صحيح: ( من صلى لله في كل يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة، سوى الفريضة، بنى الله له بيتاً في الجنة ).

صلاة النفل بين الجهر والإسرار

الشيخ: وأما سؤالك عن النفل أيكون سراً أم جهراً فالأمر في ذلك واسع, يصح أن تسر ويصح أن تجهر, ولكن علماءنا قالوا: النوافل تابعة للفرائض, فنوافل النهار تكون سراً, ونوافل الليل تكون جهراً.

التسليم من الصلاة مع وجود نقص وتذكر ذلك

السؤال: إيمان من بور سودان تقول: إنها صلت صلاة العصر، وبعد الركعة الثالثة جلست فتشهدت وسلمت سهواً, ثم بعد ذلك استبان لها أن الصلاة ناقصة, فقامت وأتت بالرابعة، وسجدت للسهو.

الجواب: صلاتك صحيحة ما لم يطل الفصل, أي: تذكرت بالقرب من السلام, يعني: بعد دقائق، وما أكلت ولا شربت، ولا أكثرت من الكلام الأجنبي عن الصلاة, فقمت فأتيتِ بركعة ثم سجدت للسهو، فالصلاة صحيحة, وقد حصل هذا من نبينا عليه الصلاة والسلام, فإنه صلى بالناس ركعتين ثم سلم في إحدى صلاتي العشي، فلما أخبر بأنه صلى الله عليه وسلم قد صلى بالناس ركعتين، استقبل القبلة، وأتى بالركعتين، ثم سجد صلوات ربي وسلامه عليه.

والسجود يكون بعد السلام؛ لأن في الصلاة زيادة، حيث أنك سلمت في غير موضع التسليم.

سجود السهو لمن زاد سجدة بعد التشهد الأخير سهواً

الشيخ: وأما قولك: إنك بعد التشهد الأخير في صلاة العصر سجدت سهواً, يعني: زدت سجدة, ثم بعد ذلك علمت بأنك قد زدت فسجدت للسهو بعد السلام, فهذه أيضاً صلاة صحيحة.

والذي أنصحك به أن تقبلي على صلاتك, وأن تفرغي قلبك حين تقفين بين يدي ربك؛ لئلا يكثر هذا السهو في صلاتك, وأسأل الله القبول.

تعمد السفر لمن يصوم صيام كفارة من أجل قطع التتابع

الشيخ: وأما من كان صائماً صيام كفارة, ككفارة القتل الخطأ شهرين متتابعين, أو كفارة تعمد الإفطار في نهار رمضان من غير عذر, فهذا كله ينبغي أن يسرد الصوم سرداً, وما ينبغي له أن يتعمد سفراً من أجل أن يقطع التتابع, والله عليم بذات الصدور, والأعمال بالنيات.

بل حتى لو تعمد الإنسان في رمضان أن يسافر من أجل أن يفطر, فإنه يأثم.

المفاضلة بين إطالة القراءة والركوع والسجود وتكثير الركعات في قيام الليل

السؤال: هل الأفضل في صلاة القيام أن نكثر الركعات، أو نطيل القراءة؟

الجواب: بعض العلماء قالوا: الأفضل طول القيام, وبعض العلماء قالوا: بل الأفضل طول السجود, وبعضهم قالوا: بل الأفضل أن نكثر من الركعات, والأمر في ذلك واسع, وبعض الصالحين من هذه الأمة كان يجعل ليلة للركوع يطيل فيها, وليلة للسجود يطيل فيها, وليلة للقيام يطيل فيها, يعني: كان في بعض الليالي يطيل الركوع ويقصر ما سواه, وفي بعض الليالي يطيل السجود ويقصر ما سواه, وفي بعض الليالي يطيل القيام ويقصر ما سواه.

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ...)

السؤال: أخونا صلاح الدين أصلح الله شأنه وباله ووفقه لكل خير! فكعادته يسأل في التفسير, يسأل عن قول ربنا جل جلاله في خواتيم سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الآثِمِينَ[المائدة:106], إلى آخر الآية التي بعدها.

الجواب: هاتان الآيتان الكريمتان تتناولان شأناً قد يصادف أي واحد منا, وهو أن يدركه الموت وهو في حال سفر, ويريد أن يوصي بشيء, فالله عز وجل يقول: شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ[المائدة:106], أي: من المسلمين: أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ[المائدة:106], أي: من غير المسلمين.

إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ[المائدة:106], أي: سافرتم: فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ[المائدة:106], فلو أن هذين الشاهدين جاءا فقالا: إن فلاناً قد أوصى إلينا بماله هذا من أجل أن نسلمه إليكم, فإنهما يحبسان من بعد الصلاة, قال أهل العلم: والمقصود بالصلاة هاهنا صلاة العصر, ويحبسان في المسجد ويستحلفان: فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ[المائدة:106], أي: إن شككنا في أمرهما: تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ[المائدة:106].

أي: يحلفان بالله أنهما ما كتما شيئاً, ولا أخذا شيئاً من هذا المال, وإنما أدياه كما أوصى به ذلك الميت, ثم فيما بعد: فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً[المائدة:107], أي: إذا تبين بأن هذين الشاهدين قد كتما شيئاً من المال, أو حرفا شيئاً من الوصية, وهذه الآية كما قال تميم بن أوس الداري الفلسطيني اللخمي رضي الله عنه، الذي كان نصرانياً فأسلم أنها نزلت فيه.

يعني: هو صادف إنساناً قد نزل به الموت فكتم شيئاً من الوصية, وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببعض المال وأخفى بعضاً, فأنزل الله عز وجل هذه الآية: فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا[المائدة:107], أي: آخران يقومان مقام هذين الشاهدين اللذين ثبت أنهما قد كذبا في شهادتهما، وكتما شيئاً من المال، وخانا وصية هذا الميت مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ الأَوْلَيَانِ[المائدة:107], أو في قراءة: (مِنْ الَّذِينَ اُسْتَحِقَّ عَلَيْهِمْ الأَوْلَيَانِ), أي: من قرابة الميت، ومن كانوا به أولى، وإليه أقرب: فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ * ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ[المائدة:107-108].

وهاتان الآيتان كما قال الشوكاني رحمه الله في تفسير فتح القدير: هما من أعسر الآيات تفسيراً, وأعقدها بياناً, وتحتاج إلى طول تأمل, ولعلنا إن شاء الله في حلقة أخرى نعرض لبعض وجوه الإعراب والبلاغة في هاتين الآيتين الكريمتين.

والحقيقة أخونا صلاح الدين دائماً مهتم بتفسير القرآن جزاه الله خيراً.

صلاة الرغيبة بعد صلاة الصبح

السؤال: حسن يسأل عن الرغيبة بعد صلاة الصبح.

الجواب: لا مانع, والأفضل أن تؤخر إلى بعد طلوع الشمس.

أول صلاة المسبوق

الشيخ: وأما صلاة العشاء لمن سبق بركعتين, فإن بعض العلماء قال: يتم، وبعضهم قال: يقضي, والراجح أنه يتم, وتحمل رواية: ( فاقضوا ) على الإتمام، كما قال تعالى: فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ[الجمعة:10], أي: إذا تمت, وكما في قوله: فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً[النساء:103].

إخوتي وأخواتي! نقف عند هذا الحد.

وأسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى, وأن يأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى, والحمد لله في البدء والختام, وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , ديوان الإفتاء [459] للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net