إسلام ويب

الاختلاط في الجامعات

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد البشير النذير, والسراج المنير, وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

إخوتي وأخوتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته, ومرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة, أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة.

السؤال: ما حكم الدين في الجامعات المختلطة؟

الجواب: نقول بأن الاختلاط الأصل فيه المنع، بمعنى أن يكون الرجال والنساء في مكان واحد, تتلاصق أجسادهم وتختلط أنفاسهم, نقول: الأصل فيه المنع؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم منع من ذلك في أطهر مجتمع, ومع أطيب الناس, وهم الصحابة الكرام, عليهم من الله الرضوان؛ فجعل للرجال في الصلاة صفوفاً, وللنساء صفوفاً, وجعل للرجال باباً وللنساء باباً, وفي مجلسه المبارك عليه الصلاة والسلام كان يجلس النساء خلف الرجال, ولم يكونوا يجلسون مختلطين, وهذا من الأدب الذي تحصل به طهارة القلوب, كما قال الله عز وجل: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].

وأقول للطلبة والطالبات: من يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم, والله عز وجل وعد من يجاهد نفسه بأن يهديه فقال جل شأنه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]؛ فواجب عليكم أن تغضوا أبصاركم, وأن تجاهدوا أنفسكم, وأن تستعينوا بالله على طلب العلم النافع, ولا تشتغلوا بسفاسف الأمور, والله المستعان!

مشاهدة القنوات الفضائية للصائم

السؤال: ما هو رأي الدين في بنت صائمة الست وتشاهد التلفزيون؟

الجواب: إذا كانت تشاهد البرامج النافعة والهادفة فلا حرج إن شاء الله, سواء كانت صائمة أو مفطرة؛ فالحكم يدور مع الفائدة, ومع الهدف وجوداً وعدماً, وينبغي للإنسان أن يحرص على أن يصون وقته, فإن العمر قصير, والله عز وجل سائلنا عنه.

صورة الزواج السري وحكمه

السؤال: ما حكم فتاة أهلها يشرفون على منزل لحراسته لوريث فاقد أهلية قانونية مدى الحياة؛ لتخلفه العقلي, تتعرف الفتاة كل مرة على امرأة -وزوجها مستأجر جزءاً من المنزل- تصاحبها فتخطف زوجها الموظف بجرأة بدون حياء دون مراعاة للتقاليد, ودون مراعاة لظروف الرجل, وشعور المرأة التي تعرفت عليها, ويتم عقد قرانها سراً بالاشتراك مع إخوانها الرجال بدلاً عن منعها, وإرشادها بالتخطيط الرشيد, مقابل هدايا فقط ناتج عقد القران, أو الاشتراك في امتلاك المنزل مع العريس المخطوف الموظف, وتقوم بتعذيب المرأة وتكره اليوم الذي عرفت الفتاة؛ لأنها تعمل على فتنة الرجل بزوجته.

الجواب: هذه قصة الله أعلم بحقيقتها؛ لكنني أقول بأن النكاح السري ليس بصحيح, وهي تقول: يتم عقد قرانها سراً, ما ندري هذه السرية ما مداها؛ لأن بعض النساء تعتقد بأن الرجل إذا ذهب إلى ولي الفتاة, وتم عقد القران بدون الصورة المعروفة, من إقامة الحفل والوليمة وما إلى ذلك, يعتقدون بأن هذا عقد سر, نقول: لا, عقد السر هو الذي يتواصى الزوج وولي الفتاة والشهود على كتمانه, يكون هناك تواص بين الزوج وبين ولي الزوجة, وبين الشهود على كتمانه, هذا هو نكاح السر الذي تبطله الشريعة, أما إذا لم يحصل تواص على الكتمان؛ لكن كان الإشهار محدوداً فهذا عقد صحيح.

أما قولها بأنها تخطف الموظف, وتشترك مع إخوانها الرجال مقابل هدايا وكذا؛ فهذا كله حقيقة لو كان حاصلاً فهو مما يتنافى مع مكارم الأخلاق.

وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأن يحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه, وأن يكره لأخيه ما يكره لنفسه.

كيفية الاستفادة من الاستحقاق في الخطة السكنية والذي تنظمه الدولة

السؤال: جدتي توفيت ولها من الأبناء خمسة, ثم تزوج جدي امرأة ثانية، ولها من الأبناء اثنا عشر, وجدي عنده استحقاق في الخطة الإسكانية باسم جدتي وأولادها.

الجواب: الاستحقاق هذا تنظمه اللائحة التي تصدرها الدولة, أو الجهة التي تقسم الأراضي السكنية, فإذا كان الاستحقاق باسم الجدة وأولادها, فإن هذا الأمر يئول إلى هؤلاء الأولاد بعد وفاة الجدة.

الوعد بالطلاق

السؤال: أخي حلف على زوجته طلاقاً, بعد أن تقوم من الوضوع (الحمل) سوف يطلقها, فهل بهذا هي طالق؟

الجواب: لا, من قال لزوجته: سوف أطلقك, فهذا التسويف مجرد وعيد وتهديد, لو أن إنساناً مثلاً طلبت منه امرأته أن يطلقها فقال لها: حسناً, إن شاء الله إذا رجعت في آخر اليوم سأطلقك, أو إذا جاء أخوك أو أبوك سأطلقك, فإن هذا مجرد وعد وليس طلاقاً؛ فإن الطلاق إما أن يكون بصيغة الماضي: طلقتك, أو بصيغة الخبر الجازم: أنت طالق, أو أنت طلاق، ونحو ذلك من الألفاظ الصريحة.

وإذا كان بلفظ الكناية كقوله: أنت حرة, أو أنت خلية, أو أنت برية, أو الحقي بأهلك, أو حبلك على غاربك, ونحو ذلك من الألفاظ فمثل هذا لا يقع به طلاق إلا إذا نوى.

أما الطلاق الصريح كقوله: أنت طالق, أو أنت مطلقة, أو أنت طلاق, أو طلقتك؛ فهذا لا يحتاج إلى نية.

المتصل رأيت أخي يأخذ امرأة يذهب بها إلى مكان منعزل, ومشيت وراءهم؛ ولكني لم أستطع مواجهتهم, وأنا أعرف المرأة التي كانت معه, وسمعتها سيئة, وأظن أنهم فعلوا شيئاً خطأ, والأفكار لم تذهب من رأسي, ودماغي انفجر من كثرة التفكير, أفيدوني.

فسخ المرأة خطبتها ممن طالت مدة خطبته

السؤال: أنا مخطوبة منذ ست سنوات، وتمللت من كثرة وعوده لي بالزواج, ولم تتم بسبب ظروف بسيطة, وأريد أن أتركه, ولكن هو ابن عمتي, وأخاف من المشاكل العائلية, وآخر مرة قال لي أخي: الزواج بعد الأضحى, أنا أخاف أن أخطئ, ما أريد أن أتكلم معه، ماذا أفعل؟

الجواب: أنت تسألين عن فسخ الخطبة وأنت بخير النظرين, إن وجدت أن ابن عمتك هذا يسوف ويماطل, وأن مواعيده كمواعيد عرقوب ولا نهاية لها؛ فما كلفك الله بأن تنتظريه أبد الآبدين, بل من حقك أن تفسخي الخطبة.

أما إذا كان الرجل جاداً, ولكن ظروفاً حالت دون إتمام الأمر, على ما يحبه الله, فاصبري، والصبر يعقبه نصر إن شاء الله, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( واعلم بأن الفرج مع الكرب, وأن النصر مع الصبر, وأن مع العسر يسراً ).

موقف المرأة من أخيها الذي يختلي بامرأة سيئة

الشيخ: أما بالنسبة لأخيك الذي خلا بامرأة مشبوهة سمعتها سيئة, ولا تريدين مواجهته؛ فيمكنك بأن تسمعينه بعض الأشرطة, أو أن تهدي إليه بعض الكتيبات التي تبشع الزنا وتنفر منه, ويمكن أيضاً أن تسري بهذا الأمر إلى من يستطيع التأثير عليه, وليست هذه غيبة مذمومة, فمن طلب الإعانة في إزالة منكر فليس بمغتاب, كما قيل:

الذم ليس بغيبة في ستةمتظلم ومعرف ومحذر

ولمظهر فسقاً ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر

فأنت لو أفضيت بهذا الأمر إلى من يستطيع التأثير عليه, ما قصدت بذلك غيبته, وإنما قصدت نهيه عن هذا المنكر, ومنعه من هذا الشر, ونسأل الله الهداية للجميع.

صيام الست قبل القضاء

السؤال: هل يجوز صيام الست قبل القضاء؟

الجواب: نعم يجوز, وأنا أقول لإخوتي وأخواتي بأن هذه الليلة هي ليلة السادس والعشرين من شوال, ما بقي من الشهر إلا قليل؛ ولذلك من لم يصم الست أو بقي عليه شيء من صيام الست فليبادر قبل أن يخرج الشهر.

الدخل العائد من تأجير معدات المناسبات كالأعراس

السؤال: ما حكم الدخل الذي يعود من تأجير معدات المناسبات, أحلال أم حرام؟

الجواب: إذا كانت المناسبات حلالاً كأعراس ونحوها, وأغلب ما يمارس فيها حلال, وليس فيه مخالفة شرعية فلا حرج، والدخل حلال, أما إذا كانت المناسبات في ذاتها حراماً, كالأعياد التي لها صلة بديانات غير دين الإسلام, أو المناسبات التي تمارس فيها المنكرات, من الغناء الماجن, والاختلاط المحرم, والرقص المشترك بين الذكور والإناث؛ فإنه لا يجوز تأجير هذه المعدات لهم؛ لأن هذا من باب التعاون على الإثم والعدوان, وقد حرم الله ذلك في القرآن.

رغبة من تعلم القرآن في تعليمه

السؤال: قرأت القرآن, وأريد العمل بقول الله: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ).

الجواب: لا، هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم, وهو حديث صحيح متفق عليه من رواية عثمان عليه من الله الرضوان, أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ), فبارك الله لك في ما تعلمت, وبارك الله لك، ويسر لك أن تعلِّمي, فإنه كما قال الألبيري :

يزيد بكثرة الإنفاق منهوينقص إن به كفاً شددت

يعني: لو أن الإنسان أنفق من علمه فعلمه يزيد، والعلم ينقص لو أن الإنسان قبضه ولم يوصله، ولم ينشره ولم ينثر مسكه على الناس، فأنت أيها السائل أو أيتها السائلة، ينبغي لمن تعلم شيئاً من العلم -قرآنا أو غيره- أن يحرص على نشره ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

مخاصمة المرأة زوجها لعدم تلبيته بعض احتياجاتها

السؤال: زوجي لا يلبي احتياجاتي على الدوام، وأحياناً أخاصمه؛ فهل علي ذنب؟

الجواب: هذا سؤال مجمل، احتياجاتك هذه ما هي؟! فإن بعض النساء ربما تكلف زوجها أن يسافر بها إلى بلاد بعيدة؛ لأنها تريد أن تتنزه، وبعض النساء لربما تطلب من زوجها كمية من الذهب، وبعض النساء لربما تطلب من زوجها مخاصمة بعض أهله أو قطع بعض أرحامه، فهذه كلها احتياجات لا تلبى، وليس مطلوب من الزوج أن يكون دائماً ساعياً في إرضاء زوجته؛ لكن إذا كانت هذه الاحتياجات تتعلق بضرورات الحياة وحاجياتها مما لا بد منه، فقد أباح النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة أن تأخذ حاجتها ولو بغير علم زوجها، لما ( شكت إليه هند بنت عتبة أن زوجها أبا سفيان رجل شحيح مسيك، قال لها: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )، بالمعروف يعني: من غير زيادة.

ولذلك أيتها السائلة! ينبغي أن تفصلي في هذه الاحتياجات التي لا يلبيها زوجك، والخصومة على كل حال في الغالب لا تعالج الإشكال، بل لربما تزيد الأمر سوءاً وتوغر الصدور، فلا أنصح بها.

إتمام صيام الست بعد الشفاء من المرض لمن بدأ بها

السؤال: نويت صيام الست، وصمت ثلاثة أيام ومرضت، هل يمكن أن أكملها بعد الشفاء أم أبدؤها من البداية؟

الجواب: تكمل -إن شاء الله- بعد الشفاء، وأسأل الله لنا ولكم جميعاً العافية.

قراءة الفاتحة خلف الإمام في الجهرية

السؤال: ما حكم قراءة سورة الفاتحة خلف الإمام في صلاة الجهر؟

الجواب: هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، والراجح أنها مطلوبة في الصلوات كلها سرية أو جهرية، فريضة أو نافلة، إماماً كنت أو مأموماً أو منفرداً، على كل الأحوال لا بد من قراءة الفاتحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فصلاته خداج )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( فلا تفعلوا إلا بأم القرآن ).

المديح النبوي بالموسيقى

السؤال: ما حكم المديح بالموسيقى؟

الجواب: ما يجوز، الموسيقى والمعازف لا يجوز استعمالها في المديح ولا في غيره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )، والاستحلال لا يكون إلا للمحرم، وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم ظهور القينات واتخاذ المعازف من علامات الساعة؛ فمن أراد أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم فليبتغ بذلك وجه الله، وليكن مجلس المديح مجلس وقار وسكينة، ولا يكون في مدحه غلو أو حط من مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تخلل الكلام بين قراءة آية سجدة والسجود للتلاوة

السؤال: إذا مررت بآية بها سجدة، وقبل أن أسجد تكلمت مع أحد الأشخاص ثم سجدت، هل يجوز؟

الجواب: نعم يجوز إن شاء الله، وإن كان الأولى ألا تتكلم وإنما تخر ساجداً بعد قراءتها مباشرة.

ما يفعل بعد سجود التلاوة

السؤال: بعد الانتهاء من سجدة التلاوة هل أكبر وأقف أم أكبر وأجلس؟

الجواب: ليس مطلوباً منك أن تقف إلا إذا كانت السجدة في الصلاة؛ فمن مر بآية سجدة وهو يصلي فخر ساجداً يقوم بعد ذلك، وهو مخير، إما أن يستأنف قراءته وإما أن يركع، أما إذا كنت جالساً تقرأ فليس مطلوباً منك أن تقوم.

واجبات الصلاة

السؤال: ما هي واجبات الصلاة؟

الجواب: أما واجبات الصلاة فهي فرائضها، وفرائضها هي أركانها، يعني: هذه الجمل الثلاث أو هذه الكلمات الثلاث متعادلة، الركن والفرض والواجب سواء، وواجبات الصلاة كثيرة، منها واجبات قولية كتكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة وتسليمة التحليل، ومنها واجبات فعلية كالقيام للقادر عليه وكذلك الركوع، وهو: انحناء الظهر بمقدار تقرب فيه راحتاه من ركبتيه، ثم الرفع من الركوع، ثم السجود ثم الرفع من السجود، وكذلك من الواجبات الفعلية: الطمأنينة والاعتدال والترتيب بين هذه الأركان، يعني لا بد أن يكون القيام قبل الركوع والركوع قبل الرفع والرفع قبل السجود.. وهكذا.

نقض الشعر عند الغسل

السؤال: هل يجوز الغسل إذا كان الشعر ممشطاً؟

الجواب: نعم، لا حرج وليس مطلوباً من المرأة أن تنقض ضفائر رأسها؛ لأن أم سلمة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ( إني امرأة أشد ضفر رأسي، فهل علي نقضه إذا اغتسلت من الحيضة أو الجنابة؟ قال: لا، وإنما يكفيك أن تضغثي بيديك ثم تفيضين الماء على سائر جسدك فتطهرين ).

رجل طلق زوجته طلقتين، والطلقة الثالثة كانت وهي حامل، فهل هذه الطلقة واقعة؟

الشيخ: طيب.

المتصل: أريد أن أسأل عن نقل الدم، يعني: لو أن هناك رجلاً مريضاً واحتاج أن ينقلوا له دماً؛ فهل يجوز للإنسان الذي سيعطي دمه أن يبيعه، أو يتصدق به؟

الشيخ: طيب، خيراً إن شاء الله.

المتصل: يا شيخنا! والدتي أخذت لها حجاباً، وقالت: أعطاه لها ولي صالح، فقلت لها: أعيديه إليه، فكيف أصنع؟

الشيخ: طيب، شكراً سمعت سؤالك.

المتصل: في سورة المائدة، قوله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ [المائدة:27]، ما تفسيرها؟

الشيخ: طيب، شكراً لك.

المتصل: حصلت لنا في صلاة الظهر حالة وهي أننا كنا نصلي خلف الإمام، فكبر الإمام للركوع؛ فركعنا معه فلما رفع الإمام من الركوع ما سمعنا صوته، فسجد ونحن كلنا في حالة الركوع فسجدنا معه، فبعض الناس قالوا: هذه الركعة لغو وصلوا ركعة أخرى، وبعض الناس سلموا مع الإمام وقاموا يزيدون ركعة؟

الشيخ: ما شاء الله! طيب، شكراً.

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: أسأل عن العقيقة يا مولانا، هل تستحب في خمسة عشر أم متى، وما هي صفتها، هل تعمل وليمة وتعزم الجيران أو كيف؟

الشيخ: طيب، أبشر.

السؤال الثاني: أسأل عن الناس الذين استشهدوا في أحداث أم درمان، في تاج الدين، هل هي شهادة حقيقية أو لا؟

الشيخ: طيب، أبشر.

المتصل: أسأل عن العادة السرية، ما حكمها؟

الشيخ: شكراً لك.

وقوع طلاق الحامل

السؤال: أخونا رشيد من كسلا، يقول: إن رجلاً طلق امرأته مرتين، ثم طلقها الثالثة وهي حامل؛ فهل طلاق الحامل واقع؟

الجواب: نعم، باتفاق أهل العلم أن طلاق الحامل واقع، وهو طلاق سنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض؛ غضب عليه الصلاة والسلام وتغيظ عليه وقال لـعمر : ( مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم تحيض ثم تطهر؛ فإن شاء طلقها طاهراً أو حاملاً )، فطلاق الحامل طلاق سنة، ومن أشنع ما يروج بين الناس أنهم يقولون: بأن المرأة الحامل إذا وضعت ذكراً فإن الطلاق لا يقع، أما إذا وضعت أنثى فالطلاق واقع! هذه شريعة إبليس وليست شريعة رب العالمين جل جلاله، والذي يقول هذا الكلام يقول على الله ما لا يعلم؛ فطلاق الحامل طلاق سنة وهو واقع، وتترتب عليه جميع آثاره، وتبقى المرأة في عدتها إلى أن تضع حملها لقول الله عز وجل: وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق:4].

التبرع بالدم وبيعه

السؤال: أخونا عبد الرحيم من أبي زبد، يسأل عن نقل الدم من شخص لشخص، ما حكمه وما حكم بيعه؟

الجواب: نقل الدم قد أفتى أهل العلم بجوازه من زمان بعيد؛ لأنه مما تدعو إليه الضرورة، ضرورة حفظ الحياة، والمنقول منه إن ابتغى بذلك وجه الله فهو مأجور؛ لأن الله عز وجل قال: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32]، ولأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )، وقال: ( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )، وأخبرنا أن ( في كل كبد رطبة أجر ).

وأما بيعه فلا يجوز، من وجهين:

الوجه الأول: بأنه نجس، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النجس والمتنجس، الذي لا يمكن تطهيره، النجس لا يجوز بيعه.

الوجه الثاني: لأنك لا تملكه، وقد ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع ما لا يملكه الإنسان )، فالدم لا يجوز بيعه، وكذلك سائر الأعضاء؛ فلا يجوز بيع الكلية ولا يجوز بيع القرنية، ولا يجوز بيع السن، ولا شيء من الأعضاء؛ لأن هذه كلها ملك لله خالقها، وليست ملكاً لك أيها الإنسان.

موقف الابن من اعتقاد أمه بالأولياء

الشيخ: أما أخونا محمد أحمد من الجزيرة؛ فقد ذكر أن أمه عندها حجاب، وقد أخبرته أن ولياً صالحاً قد أعطاها هذا الحجاب، فأقول له: يا أخي محمد أحمد ! الذي أوصيك به أن تبر أمك وأن تترفق بها وأن تحسن إليها، وأن توضح لها الأمر بهدوء ويسر، بين لها بأن التمائم أو الأحجبة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تعليقها أو التعويل عليها، وأن الله عز وجل هو الذي يضر وينفع، وهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يخفض ويرفع، وأنه جل جلاله بيده مقاليد السموات والأرض، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وعلمها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك )، وأن المطلوب الأخذ بالأسباب الشرعية من التحصينات والأوراد وما إلى ذلك، دون التعويل على مثل هذه الأمور.

تفسير قول الله تعالى: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق...)

السؤال: الأخت جليلة من الجزيرة، سألت ما تفسير قول ربنا في سورة المائدة: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]؟

الجواب: هذه الآية المباركة هي من أكثر آيات القرآن قافات، حيث ورد فيها حرف القاف عشر مرات، وربنا جل جلاله يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقص على الناس خبر هذين الابنين اللذين كانا من أبناء آدم لصلبه، وقد نقل أهل التفسير أن أحدهما اسمه: قابيل، والآخر: هابيل، وكان قابيل عصياً شقياً، وكان هابيل مطيعاً صالحاً مستقيماً على أمر الله، وقد دب الحسد إلى قلب قابيل تجاه أخيه، وأمرهما آدم عليه السلام بأن يقربا لله قرباناً، قال المفسرون: وكان قابيل مزارعاً وكان هابيل راعياً للغنم، أما هذا الراعي الطيب المبارك فقد عمد إلى كبش من أجود غنمه فقربه إلى الله، وأما الآخر فقد عمد إلى حزمة من سيئ زرعه، ثم فتش هذه الحزمة فوجد فيها فسيلة صالحة ففركها وأكلها؛ فنزلت نار من السماء وأخذت الكبش الذي قربه هابيل -الولد الصالح- فهذا الحسود الحقود اللجوج، بدلاً من أن يرجع إلى الله عز وجل ويصلح من شأنه توعد أخاه كما قال تعالى: قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ [المائدة:27]، واللام واقعة في جواب القسم والتقدير والله لأقتلنك، قال تعالى: قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]، هذا الرجل وعظ أخاه، قال له: اعمل بتقوى الله، وارجع إلى أمر الله، واستقم على طاعته يتقبل الله منك.

ثم قال له: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة:28]، قال له: إن تعرضت إلي بسوء، وتعديت على حرمات الله، وحاولت سفك الدم الحرام، فلن أواجه فعلك بمثله، وقد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الموقف من هذا الرجل التقي النقي، قال عليه الصلاة والسلام: ( كن كخير ابني آدم )، وقال: ( كن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل )، أي: في وقت الفتن واختلاط الأمر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يكسر سلاحه، يكسر سيفه ويكن قعيد بيته، ما يشارك مع هؤلاء ولا مع هؤلاء؛ فقال له: ( يا رسول الله! إن دخل علي في داري، قال: كن كخير ابني آدم، فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف، فاطرح ثوبك على وجهك )، يعني: لو أن الإنسان خاف من السيف وأنه لا بد أن يقاوم ويدافع فإنه يطرح على وجهه ثوباً من أجل أن يلقى الله عز وجل وما تلوثت يداه بدم حرام.

ولذلك هذا العبد الصالح قال لأخيه: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة:28]، يمنعني من مواجهة فعلك بمثله مخافة الله؛ ليس عجزاً مني ولا جبناً ولا خوراً، وإنما كما قال الله: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة:28].

ثم قال تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ [المائدة:29]، (تبوء) أي: ترجع، فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ [المائدة:29]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مقتول يقتل ظلماً إلى يوم القيامة إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمه؛ لأنه كان أول من سن القتل )، هذا الرجل الخبيث هو أول من سن هذه السنة السيئة، وهي سفك الدم الحرام والتعدي على الأنفس، فكل مقتول يقتل ظلماً إلى يوم القيامة يبوء هذا القاتل بإثمه، ويكون مثل إثمه على ابن آدم الأول؛ ( لأنه كان أول من سن القتل ).

ما يلزم من سجد من الركوع مباشرة لعدم سماع صوت الإمام

الشيخ: أما أخونا محمد رابح من أم درمان؛ فقد ذكر أنهم في ظهيرة هذا اليوم كانوا يصلون خلف الإمام فكبر راكعاً فركعوا؛ فلما رفع ما سمعوا صوته، ثم خر الإمام ساجداً، فبعض الناس سجد من الركوع؛ فيكون قد فوت ركن القيام؛ لأن الاعتدال من الركوع ركن لا بد أن يستتم فيه الإنسان قائماً ويطمئن حتى يرجع كل فقار إلى محله، يقول: فبعض الناس أقاموا مكان هذه الركعة ركعة وبعضهم سلم.

ونقول: أما من سلم دون أن يقيم ركعة وتذكر قبل أن يطول الفصل فأتى بركعة فصلاته صحيحة، أما إذا طال الفصل فلا بد من إعادة الصلاة؛ لأن هذه الركعة التي أخلوا فيها بهذا الركن لا يعتد بها.

وهذا الإمام ينبغي أن ينصح بأن يكبر بصوت عال ليسمع الناس، إذا قال: سمع الله لمن حمده، يسمع الناس، لا كما يصنع بعض الأئمة: الله أكبر! بصوت لا يكاد هو نفسه يسمع نفسه، فهذا لا ينبغي؛ بل هو نوع من الكهنوت الذي لا يليق بدين، وليس في ديننا موات، وإنما ديننا دين الجهر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع صلوات الله وسلامه عليه، ومثله أصحابه، كما قالت عائشة رضي الله عنها عن عمر : كان إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، رضوان الله عليه، ولذلك لما رأى عمر شاباً يمشي متماوتاً قد مال بعنقه، قال: ما شأنه؟ قالوا: متنسك، فذهب إليه عمر وضربه بالدرة، قال له: ارفع رأسك؛ لا تموت علينا ديننا أماتك الله! فإنما الخشوع في القلوب؛ فليس في ديننا موتان وقتل للروح كما يقول الناس، أو كاتل حيله! كما يقولون.. لا.

ينبغي للإمام إذا كبر أن يسمع الناس، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، أن يسمع الناس، فإذا كان بالإمام علة كأن يكون مريضاً فينبغي أن يتبرع واحد ممن يقفون خلفه أو أكثر من واحد فيسمعون الناس، كما فعل أبو بكر في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه.

حكم العقيقة ووقتها

السؤال: أخونا عاصم من سوبا، يسأل عن العقيقة، ما وقتها؟ وما حقيقتها؟

الجواب: العقيقة يا عاصم ، مشتقة من العق وهو القطع، وسميت عقيقة لأنها قرينة لحلق الرأس، يعني: المولود في يوم سابعه نذبح عنه، ونحلق شعره؛ فمن أجل هذا سميت عقيقة، والمراد بالعقيقة: الذبيحة التي تنسك عن المولود في يوم سابعه شكراً لله على نعمته، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن نذبح عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة واحدة )، وعلمنا أن ( كل مولود مرتهن بعقيقته ).

وهذه العقيقة تكون في يوم السابع أو في تضاعيفه، ويشترط فيها ما يشترط في الأضحية؛ أن تكون من بهيمة الأنعام، وأن تكون في سن مجزئة، إذا كانت من الماعز فلا بد أن تكون قد أكملت سنة وطعنت في الثانية، أما إذا كانت من الضأن جاز أن تكون جذعة، ثم لا بد أن تكون سليمة من العيوب، فلا هي عوراء ولا عرجاء ولا بخقاء ولا مشيعة ولا مصفرة ولا مستأصلة.. وكذلك لا تكون مريضة، يعني: بيناً مرضها.

وهذه العقيقة ليس شرطاً أن تكون في اليوم السابع لكنها السنة، فإن عجز الإنسان أن يذبح في السابع فإنه يذبحها في تضاعيفه، في الرابع عشر وفي الحادي والعشرين.. ونحو ذلك، ولو ذبحها قبل السابع أو بعده أجزأته؛ لأن المقصود إراقة الدم.

وينبغي أن نختار للمولود اسماً حسناً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك فإن الناس يدعون يوم القيامة بأسمائهم وأسماء آبائهم.

الحكم بالشهادة لمن قتل في أحداث أم درمان على يد حركة العدل والمساواة

السؤال: من قتلوا في تلك الفتنة التي كانت في العام ألفين وثمانية، حين غزيت أم درمان ممن سموا أنفسهم بحركة العدل والمساواة، فسفك الدم الحرام وحصل الفساد في الأرض، هل القتلى شهداء؟

الجواب: يا أخي الكريم! أما الجزم بالشهادة فقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإنسان يقول: أحسبه شهيداً، يعني: من كنا نظن به الخير ونعلم بأنه مستقيم على أمر الله عز وجل فإننا نقول: نحسبه شهيداً ولا نزكيه على الله، ويا عاصم فضل الله واسع.

حكم العادة السرية

السؤال: أخونا سامي من الخرطوم سأل عن العادة السرية ما حكمها؟

الجواب: يا أخي الكريم! العادة السرية محرمة؛ لعموم قول ربنا: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ [المؤمنون:5-7]، ولأن الله عز وجل أمر بالنكاح، فقال: وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور:32]، ثم أمر بالاستعفاف، فقال: وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33]، ولم يجعل بينهما واسطة، والنبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بحفظ الفرج إلا مما أحله الله، وهذه العادة السرية أو الاستمناء أو جلد عميرة كما كان يسميه العرب الأولون، كله مما ينبغي أن يتنزه عنه ذو المروءة، وأسأل الله أن يعيننا على غض أبصارنا وحفظ فروجنا، وأن يستعملنا في طاعته.

المتصل: الله يكرمكم، الله يحفظكم، أسأل يا شيخنا في قول الله تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الدخان:43]، ما هي شجرة الزقوم؟

المتصل: لدي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: يا شيخ! نريد نبذة عن جماعة الإخوان المسلمين وحكم التعاون معهم والانتماء إليهم؛ لأن كثيراً من الناس ينكر على بعض الإخوان الذين يتعاونون معهم؟

السؤال الثاني: يا شيخ! ما حكم الديمقراطية والعمل بها؟

السؤال الثالث: يا شيخنا! النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( أعمار أمتي بين الستين والسبعين )، وكثير من المسلمين يموتون في الثمانين والتسعين والمائة؛ فنريد منك أن تبين هذا الأمر؟

الشيخ: شكراً.

المتصل: أسأل عن الكوابيس بالليل؟

المتصل: لدي سؤالان:

السؤال الأول: الحمد لله أنا أصلي وأقرأ القرآن، لكن الكوابيس دائماً تأتيني بالليل، كيف أتخلص منها؟

السؤال الثاني: أريد أن أعرف حكم قول: تحياتي للناس؟

الشيخ: طيب، تسمع الجواب إن شاء الله.

المتصل: أنا متعلمة والحمد لله، كنت قاعدة في المسجد في صلاة التراويح أقوم لله، فوالدي منعني من قيام الليل، وقد غضب غضباً شديداً، أريد أن أعرف ماذا أفعل؟

الشيخ: خيراً إن شاء الله، شكراً.

المتصل: هل الذهب الذي هو للزينة فيه زكاة وفي كم تجب الزكاة؟

الشيخ: طيب.

المتصل: رجل صلى بملابسه وهي مقلوبة، فما حكم ذلك؟

الشيخ: طيب، شكراً.

عدة المتوفى عنها زوجها قبل الدخول بها

السؤال: امرأة تم عقد قرانها ولم يدخل بها، وتوفي عنها زوجها؛ فهل عليها عدة؟ وإذا كانت عليها فمتى؟

الجواب: نعم، بالإجماع، لو أن المرأة مات عنها زوجها قبل الدخول، فبإجماع أهل العلم عليها أن تعتد وبإجماع أهل العلم فأنها ترث، يعني: لها نصيبها من الميراث، وكذلك يجب عليها أن تعتد أربعة أشهر وعشراً؛ لعموم قول ربنا جل جلاله: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً [البقرة:234]، ولم يخص مدخولاً بها من غير المدخول بها.

وأما قول: إذا كانت عليها، فمتى؟

فأقول: من ساعة الوفاة.

حكم التحليل في الزواج

السؤال: ما حكم المحلل والمحلل له من طلاق الثلاث؟

الجواب: هذا ملعون، النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لعن الله المحلل والمحلل له )، وسماه: التيس المستعار، ( ألا أنبئكم بالتيس المستعار، هو: المحلل )، وعمر رضي الله عنه قال: والذي نفسي بيده، لا أوتى بمحلل ولا محلل له إلا رجمتهما.

حكم الإكراه على الزنا

السؤال: ما حكم الزنا بدون قصد؟ وهل الاغتصاب زنا بدون إرادتي، استغفرت ربي وقلبي يعذبني؟

الجواب: العقوبة في شريعتنا سواء كانت دنيوية أو أخروية مقيدة بالإرادة، الإنسان إذا فعل الشيء مريداً فإنه يعاقب، أما من فعله مكرهاً فلا عقوبة عليه؛ حتى لو كان ما هو أشد من الزنا، الذي هو الكفر، قال الله عز وجل: إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل:106]؛ ولذلك أقول: لو أن المرأة اغتصبت أو أكرهت على الزنا فإنه لا إثم عليها، ولكن دعوى الاغتصاب يدعيها كثيرات، والمفروض بأن المرأة المسلمة تقاوم ما استطاعت، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن: ( من قتل دون عرضه فهو شهيد ).

لكن أقول للأخت: إذا كان الاغتصاب قد حصل فعلاً فلا إثم عليك، وكذلك من زنى بإرادته ثم تاب تاب الله عليه، حتى لو أن الإنسان مارس الزنا مريداً -بإرادته- ثم بعد ذلك تاب وأناب واستغفر ورجع وأقلع عن الذنب وندم على ما فات، فإن الله عز وجل غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.

أذية صب الماء الساخن في الأرض للجن

السؤال: الماء الساخن إذا اندلق على الأرض، هل فيه أذية للجن؟

الجواب: الإنسان إذا دلق الماء يسمي الله عز وجل ويدلق، الجن أصلاً ليس لهم حق أن يسكنوا في بيوتنا أو يزاحمونا في غرفنا وفي حماماتنا؛ ولذلك الإنسان إذا دخل الحمام يستعيذ بالله من الخبث والخبائث، وكذلك الإنسان إذا حافظ على أذكار الصباح والمساء إن شاء الله ما عليه شيء، أما الجن فليس مقامهم في مساكن الآدميين وبيوتهم؛ بل ينبغي أن يكون في الفلوات والفيافي والأماكن البعيدة.

قول: (تحياتي) للآدميين

السؤال: هل في قول: تحياتي -مثلاً: تحياتي لأخواتي- شيء؛ لأن التحيات لله؟

الجواب: يا أخي! التحيات لله والتحيات للناس، لا شيء إن شاء الله في هذا الكلام.

رؤيا الصائم شرب الماء والارتواء منه

السؤال: أنا رأيت رؤيا وهي أني شربت ماء، وصحوت وأنا مرتوية، وكنت صائمة تطوعاً؟

الجواب: ما أدري والله، إن شاء الله لعلها بشرى خير، ويمكن لهذه الأخت الصائمة التي رأت أنها شربت ماء وصحت وهي مرتوية، يمكن أن تسأل من لهم خبرة بتأويل الأحلام.

المراد بشجرة الزقوم

السؤال: أخونا حسام من شندي بارك الله فيه، يسأل: ما هي شجرة الزقوم؟

الجواب: أقول له: يا أخي! شجرة الزقوم كما أخبر ربنا: طَعَامُ الأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [الدخان:44-46]، شجرة الزقوم هذه في النار والعياذ بالله، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه ( لو قطرت منها قطرة في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم )، فكيف بمن تكون طعامه؟! فأهل النار يعذبون بالزقوم ويعذبون بالضريع وهو أخبث الشوك وأنتنه، ويعذبون بالغسلين وهو عصارة ما يكون من أجساد أهل النار، هذا هو الطعام الذي يأكلونه.

وأما الماء الذي يشربونه فكما أخبر ربنا جل جلاله: مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ [إبراهيم:16-17]، وأما النوع الآخر من الماء قال ربنا: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ [الكهف:29].

الجمع بين حديث: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين) وتجاوز بعض الناس لذلك

السؤال: أما أخونا رحمة من الحاج يوسف، فقد سأل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعمار أمتي بين الستين والسبعين )، يقول: وأنا أرى بعض الناس يعيش إلى الثمانين والتسعين والمائة فكيف الجمع؟

الجواب: نقول له: تمام الحديث قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( وقل من يجوز ذلك )، قل من يتجاوز السبعين، أغلب الناس يموت قبل بلوغه السبعين، وفي نهاية الأمر -يا أخي- الأعمار عند الله مقدرة، كما قال ربنا: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34]، والنبي عليه الصلاة والسلام لما سمع أم حبيبة رضي الله عنها تقول: ( اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبـأبي أبي سفيان وأخي معاوية ، قال لها: قد سألت الله في آجال معلومة وأنفاس معدودة، ولو سألت الله أن يدخلك الجنة ويجيرك من النار لكان خيراً لك ).

معنى الديمقراطية وحكم العمل بها

الشيخ: أما سؤالك عن الديمقراطية يا أخانا رحمة ، فالديمقراطية إذا أريد بها المذهب الفلسفي، بمعنى: أن يحكم الشعب بالشعب، أن يحكم الناس بما يريده الناس، فيحلون ويحرمون، فلا شك أن هذا مبدأ مرفوض عندنا كمسلمين، فإننا نعتقد أن الحكم لله، وأن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله والدين ما شرعه الله، وأن الناس ليسوا إلا عبيداً مربوبين، ما عليهم إلا أن يقولوا: سمعنا وأطعنا.

وأما إذا أريد بالديمقراطية: الآليات التي تضمن ألا يستبد الحاكم بالأمر وألا ينفرد بالقرار؛ بل يكون من الناس مشاركة في اختيار حكامهم وتسيير أمورهم، وأن يرجع إلى أهل كل فن في فنهم؛ فيسأل أهل الاقتصاد في الاقتصاد، وأهل الثقافة في الثقافة، ورجال التعليم فيما يصلح شأن التعليم، وحذاق الأطباء فيما يضمن حفظ صحة الناس، وما إلى ذلك؛ فلا شك أن هذا من المبادئ المطلوبة، وقد عمل بها المسلمون في القرون المفضلة؛ فكان الأمر شورى، ما جاء أبو بكر هكذا مفروضاً على الناس وإنما جاء عن طريق شورى، كذلك عمر وكذلك عثمان وكذلك علي ، رضوان الله عليهم أجمعين.

بل حتى دولة بني أمية التي تحول فيها الحكم إلى ملك عضوض، كان هناك قدر من الشورى، وما كانت الدولة مسيطرة إلا على الأمور العسكرية، لكن بعد ذلك تعليم الناس وصحتهم وأوقافهم.. وما إلى ذلك كلها كانت عائدة إليهم.

نبذة تعريفية بجماعة الإخوان المسلمين

الشيخ: أما سؤالك يا أخي رحمة عن الإخوان المسلمين؟

فالإخوان المسلمون حركة إسلامية مباركة، قامت تدعو الناس إلى دين الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام بكماله وشموله، وقد نشأت هذه الحركة أولاً في مصر، على يد مؤسسها وهو الشيخ المجدد حسن البنا رحمة الله عليه، وحصلت بها نهضة وصحوة ودخل الناس فيها أفواجاً، وكان لها جهاد مبارك في أرض فلسطين، ثم انتشرت في بلاد شتى، ومنها هذه البلاد، وقامت في مواجهة الإلحاد لما طغت موجته وعلا صوت أتباعه، أيام عنفوان الشيوعية، ووقف الإخوان المسلمون في مواجهة الشيوعية، وكذلك كان لهم جهاد مشكور في أرض فلسطين، وكان لهم جهاد مشكور ما بين طلبة الجامعات والنقابات.. وما إلى ذلك، وهم كغيرهم من الناس، لا يسلمون من الخطأ ولا يسلمون من التقصير، وهذا ينطبق على كل جماعة وعلى كل طائفة وعلى كل حزب؛ بل ينطبق علينا معشر الأفراد.

ولذلك الذين يشتغلون بذم هذه الحركة وغيرها من الجماعات، والتشنيع عليها وتضخيم أخطائها، فهؤلاء لم يحسنوا صنعاً؛ بل المطلوب أن ينصح بعضنا بعضاً، وأن يستر بعضنا بعضاً.

منع الأب ابنته من صلاة القيام في المسجد

الشيخ: الأخت عائدة من كسلا، ذكرت أنها كانت في رمضان تذهب إلى صلاة التراويح وإلى صلاة التهجد، وأن أباها منعها من الذهاب إلى التهجد. فما الحكم؟

الجواب: أقول لها: إنما منعك حرصاً عليك وخوفاً من أن ينالك سوء، فلا تجدي في نفسك، وأنت مأجورة إن شاء الله على نيتك، وليس قيام الليل مخصوصاً في المسجد؛ بل يمكن للإنسان أن يتهجد في بيته وله الأجر.

ما يتخلص به من كوابيس النوم

الشيخ: أما بالنسبة للكوابيس يا عائدة ! فالذي أنصحك به إذا أويت إلى فراشك أن تقرئي آية الكرسي وخواتيم البقرة، وأن تقرئي سورة آلم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ [السجدة:1-2].. السجدة، وسورة الملك، ثم بعد ذلك تجمعي كفيك وتقرئي فيهما بالإخلاص والمعوذتين، ثم تنفثي ثم تمسحي ما تستطيعين من جسدك، تفعلين ذلك ثلاث مرات، تقرئين وتمسحين، ثم تضطجعين على شقك الأيمن، وقولي: ( باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين )، وقولي: ( اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك )، وقولي: ( باسمك اللهم أموت وأحيا )، وقولي: ( اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت )، فإنه إن شاء الله ما يأتيك كابوس وتنامين نوماً هادئاً هنيئاً، والله المستعان.

الزكاة في ذهب الزينة

الشيخ: أما ذهب الزينة يا أم جعفر على قول جمهور العلماء: ليس فيه زكاة.

الصلاة بالملابس مقلوبة

الشيخ: إذا صليت بملابسك مقلوبة فصلاتك صحيحة، فالمقصود ستر العورة، مقلوبة أو معدولة، والمفروض أن الإنسان يعتني بهندامه قبل الصلاة.

أسأل الله أن ينفعني وإياكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى جميع المرسلين.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , ديوان الإفتاء [554] للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net