إسلام ويب

لا يوجد عرض

إخراج الزكاة عن المال الذي حال عليه الحول من مال آخر غيره

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وأسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر المبارك من النار.

ومرحباً بكم في حلقة جديدة من ديوان الإفتاء، أسأل الله أن يجعلها نافعة لي ولكم، وأن يسدد أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أنا فاتحة حساباً بنكياً في السودان منذ خمس سنوات، فتحته عن طريق السفارة هنا، وأريد أن أخرج الزكاة، وأنا غير متواجدة، فهل يجوز أن أخرجها من مالي الموجود معي الآن؟

السؤال الثاني: أنا أعمل في المملكة العربية السعودية مع زوجي وأولادي، فحصلت مشكلة بيننا -وأنا زوجة ثانية- وعبر التلفون قبل أربع سنوات قال لي: أنتِ طالق، ولم يعطني ورقة إلى الآن، وخلال الأربع سنوات لم ينفق على أولاده، ولا يعطينا إيجاراً، ولا أكلاً ولا شراباً ولا كسوة، فكيف أتصرف مع أنني صابرة على ذلك؟

الشيخ: طيب أبشري إن شاء الله أجيبك.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: في الموسم هناك تعاملات مع التجار، فمثلاً: واحد عنده مال، وعنده وكيل في الخرطوم، فأرسل المال للوكيل، وهناك في سوق ليبيا اشترينا البضاعة، ولما جاءت البضاعة لم نكن قد اتفقنا على الفائدة فقال لي: لا توجد مشكلة، أي حاجة تريد أن تعملها فاعملها، وهو قد أعطاني عشرة ملايين، وقال لي: انظر الشيء المناسب ولن نختلف. ولكن العرف الجاري في السوق أنه عشرة في المائة، يعني: بعد أن تأتي بالبضاعة، والبضاعة كانت بعشرة ملايين فإنه يعطيك أحد عشر مليوناً، فما الحكم؟

السؤال الثاني: بعض أبناء المسلمين ينتمون إلى الشيوعيين والعلمانيين، فما حكم هذا الانتماء؟

الشيخ: أبشر إن شاء الله أجيبك.

المتصل: سافرت إلى غرب السودان، وفي قرية من قرى السودان وجدت رجلاً كبيراً مريضاً، ووجدت أن أغلبية أئمة المساجد في القرية يدعون له إما بالموت أو بالشفاء، فلما دعوا له قام في اليوم الثاني مباشرة؟

الشيخ: أبشر بالإجابة.

السؤال: امرأة تملك رصيداً بنكياً منذ خمس سنوات، وهذا الرصيد تتولد منه أرباح، وهي تريد أن تخرج زكاة هذا المال، فهل يجزئ لو أخرجت من المال الذي عندها؟

الجواب: نعم يجزئ؛ إذ ذمة المكلف واحدة، فسواء أخرج من هذا المال أو من ذاك برئت ذمته إن شاء الله؛ لأنه مالك للمالين معاً، لكن أنبه الأخت أم محمد إلى أن هذا المال إذا كان بالغاً نصاباً منذ أن أودعته في البنك فالمفروض أن تخرج الزكاة عن السنوات الماضية، وتستغفر الله من تأخيرها، إذ لا يجوز تأخير زكاة المال بعد حلول الحول.

وقوع الطلاق عبر الهاتف

الشيخ: الطلاق عبر الهاتف واقع، فالعبرة باللفظ، أو بالكتابة، فالزوج إذا طلق سواء كان مشافهة أو كان عبر الهاتف، أو أرسل رسولاً، أو كتب ذلك بيده، فإن الطلاق يقع وتترتب عليه آثاره، وكون الزوج المطلق يمتنع من النفقة على العيال فهذا إثم عظيم؛ لأن النفقة على الأولاد واجبة على الوالد، سواء كان زوجاً لأمهم، أو كان قد طلقها؛ لأن الله عز وجل قال: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:233]، وقال: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ [الطلاق:7]، وهذا يقع فيه بعض الرجال؛ إذا طلق المرأة امتنع من النفقة على أولاده منها، معاقبة لها، أو نكاية بها، وهذا لا يجوز.

علاقة الربا بمن أخذ مال غيره ليتاجر به مع تحديد (10%) ربحاً لصاحب المال

السؤال: أخونا محمد الأمين من كسلا يذكر بأنه أخذ من شخص عشرة آلاف جنيه، واستبضع بهذا المال؛ يعني: أخذ بضاعة من السوق في الخرطوم، ثم بعد ذلك ذهب للاتجار به في كسلا، وقد جرى العرف بأن العامل المضارب يدفع لرب المال عشرة بالمائة، فالعشرة الآلاف تعاد إليه أحد عشر ألفاً؟

الجواب: نقول: هذه معاملة ربوية فاسدة، والفساد اعتراها من عدة جهات: الجهة الأولى: أنه لا بد من الاتفاق على نسبة مشاعة من الربح، يعني: الكلام الذي قاله لك صاحبك بأنه الذي ستعطيه كله جيد، والشيء المناسب كذا، هذا كلام يؤدي في مستقبل الأيام إلى النزاع والخصام، بل لا بد أن يكون الاتفاق واضحاً؛ لأن النفوس الإنسانية مجبولة على الشح، لا بد أن يكون هناك اتفاق واضح على نسبة مشاعة من الربح.

ثانياً: لا يجوز الاتفاق على نسبة مشترطة من رأس المال، فمثلاً: أنت أعطيتني عشرة آلاف، فأقول لك: هذه العشرة، وزيادة أدفع لك ربح (10%)، فهذا هو عين الربا وليس فيه معنى للتجارة، وشرط المضاربة المشروعة أن تكون المخاطرة من الجهتين معاً: من جهة رب المال؛ لأن ماله قد يربح وقد يخسر، والمخاطرة من جهة العامل؛ لأن مجهوده وعمله قد ينتج ربحاً وقد لا ينتج شيئاً.

الانتماء للحركات والأحزاب كالشيوعية والعلمانية

الشيخ: وأما سؤالك عن الانتماء للحركات مثل الشيوعية والعلمانية وما أشبه ذلك فنقول: هذا من العجب العجاب، الشيوعية قد لفظها أهلها، وأعرضوا عنها واستبدلوا بها غيرها، وصارت الآن من مخلفات الزمن الغابر، ويتحدث عنها كتاريخ مضى، وللأسف ما زال بعض بني جلدتنا مستمسكين بها، نسأل الله السلامة والعافية، فلا يجوز الانتماء لهذه الأحزاب؛ لأنها قائمة على فكرة مناهضة للإسلام، وبعضهم يحتج فيقول: إن الشيوعية الآن ما عادت إلحاداً، وإنما هي بعض المبادئ والأفكار، والمنتمون إليها قد يكونون ممن يصلون وكذا، فنقول: إن الدين كل لا يتجزأ، فلا يصح أن يصلي الإنسان ويصوم، ثم يعتقد مثلاً: بأن تشريعات الإسلام فيما يتعلق بقضايا المرأة لا تصلح، أو أن تشريعات الإسلام في الحدود والعقوبات لا تصلح، أو أن تشريعات الإسلام فيما يتعلق بالمعاملات المالية والشئون الاقتصادية لا تصلح، أو أن الإسلام يطبق في شأن دون شأن، فالله عز وجل قال: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ [البقرة:63]، وعاب على ناس فقال: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة:85].

واجب المسلم نحو المريض عند زيارته

الشيخ: وأما المريض يا أخانا! فالمطلوب الدعاء له بالشفاء، سواء كان شيخاً كبيراً أو شاباً صغيراً، نقول: اللهم اشف فلاناً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول.

والرسول صلى الله عليه وسلم لما زار سعداً وهو مريض مرضاً شديداً دعا ثلاث مرات: ( اللهم اشف سعداً .. اللهم اشف سعداً .. اللهم اشف سعداً )، وكان يدعو: ( اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً )، لكن لا ندعو عليه بالموت، ويمكن أن ندعو فنقول: ( اللهم أحيه ما كانت الحياة خيراً له، وتوفه ما كانت الوفاة خيراً له )، ولا نزد على ذلك.

سريان أخوة من رضع من امرأة على جميع أبنائها وبناتها

السؤال: هل الأخوة في الرضاعة تشمل جميع الإخوة أم الشريكين فقط؟

الجواب: تشمل الجميع، فلو أن فلاناً رضع من فلانة، فقد صار أخاً لجميع بنيها وبناتها السابق واللاحق، يعني: كل من انتسب إلى هذه المرأة أو رضع منها فهو أخ لهذا الرضيع سواء في ذلك الكبير والصغير، وهذا لأن بعض الناس يعتقد بأن أخاك من الرضاعة هو من شاركك في الثدي فقط، وهذا غلط؛ بل الكل إخوة له؛ كل من ينتسب لهذه المرأة بأنه من رحمها أو أنه قد رضع منها.

المناظرة بين أهل العلم والفضل

السؤال: ما حكم المناظرة بين المسلمين؟

الجواب: المناظرة جرت بها سنة أهل العلم والفضل وأهل الإيمان والتقى، وغرضهم من ذلك إحقاق الحق وإبطال الباطل وإظهار الصواب، فإذا كانت هذه الغاية فلا بأس، فمثلاً: الإنسان يدخل في مناظرة على نية أن يبين الصواب وأن يصحح الخطأ، ولم يدخل في المناظرة بنية التفوق على الأقران وإظهار فضله وشرفه وسعة علمه ونحو ذلك فهذه مناظرة محمودة، وما زال المسلمون يتناظرون فيما بينهم، وكذلك يناظرون غيرهم، وقد ناظر النبي صلى الله عليه وسلم نصارى نجران في مسجده المبارك إلى أن استقروا على أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فالمناظرة محمودة إذا كانت على هذا السبيل.

والإمام الشافعي محمد بن إدريس رحمة الله عليه كان يقول: ما ناظرت أحداً إلا رجوت أن يظهر الله الحق على لسانه، يعني: يتمنى أن الحق يظهر على لسان هذا الذي يناظره لا على لسانه هو؛ لأن غرضه في النهاية ظهور الحق وبيان الهدى، وليس غرضه أن يقول الناس: إن فلاناً عالم ولا يستطيع أحد أن يجادله.

الركعة الفائتة من صلاة التراويح بين ضم أخرى إليها أو التسليم مع الإمام

السؤال: ما حكم من فاتته ركعة من صلاة التراويح، هل يكمل أم يسلم مع الإمام؟

الجواب: يكمل ويضم إليها أخرى ثم يسلم؛ لأن صلاة التراويح سنة لها كيفية مخصوصة فهي مثنى مثنى، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( صلاة الليل مثنى مثنى )، ثم إن الإمام طالما أنه صلى اثنتين فأنت مطلوب منك أن تصليها اثنتين، ولو أنك صليت واحدة وسلمت فقد جعلتها وتراً، والسنة أن يكون الوتر آخر الأمر كما في الحديث: ( اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً ).

إرضاع المرأة طفلها في المسجد أثناء صلاة التهجد

السؤال: هل يمكنني إرضاع طفلي أثناء صلاة التهجد؟

الجواب: كيف ترضعين طفلك وأنت تصلين! فأول شيء من شروط صحة الصلاة ستر العورة، والمرأة لا يجوز أن يبدو منها في الصلاة سوى وجهها وكفيها، فكيف ستخرجين ثديك وترضعين طفلك؟! هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني مما يبطل الصلاة: الحركة الكثيرة، والإرضاع فيه حركة كثيرة.

أما إذا كان القصد بأنك ترضعينه ما بين الركعات فلا مانع إذا أمنت الناظر، ولم يكن هناك من ينظر، مثلاً: في مكان معزول للنساء، فلا حرج عليك في ذلك، وأنا أرشد الأخوات إذا كانت الواحدة عندها رضيع فلتصلي في بيتها ولترضع ولدها، وإن شاء الله أجرها عظيم، وثوابها كبير، وقد جمعت بين الحسنيين فلم تخاطر بولدها، ولم تعنِ نفسها وفي الوقت نفسه أدركت فضل هذه الليالي المباركة، أسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

التسبيح وغيره من الذكر بدون طهارة

السؤال: هل يجوز الذكر والتسبيح بدون طهارة؟

الجواب: نعم يجوز، وهذا بإجماع؛ أنه يجوز للإنسان أن يسبح ويحمد ويهلل ويكبر، ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كان على جنابة، والعلم عند الله تعالى.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: أنا رجل مزارع، وأشتغل بالمحاصيل وخاصة البصل، و(المشال) قالوا: إنه حرام، وبعض الناس جوزوه لنا وقالوا: إن هذا العمل حلال، فمثلاً: إذا أعطيت مالاً لإنسان، وقلت له: يا أخي! خذ هذا المال إلى وقت حصول المحصول وأشتري منك بسعر اليوم، فمن الناس من قال: هذا البيع حرام، ومنهم من قال: هو حلال، فما حكمه؟

السؤال الثاني: أحياناً تكون الجنازة في المقبرة والناس منتظرون لدفنها، فهناك جماعة قالوا: حتى يصل فلان وفلان وتأخر دفن الجنازة؛ لأنهم يقولون: هؤلاء الناس مهمون جداً، فما حكم تأخير الجنازة لأجل هذا؟

السؤال الثالث: ما حكم قاطع الرحم؟

الشيخ: أبشر بالإجابة إن شاء الله.

بيع المحاصيل الزراعية كالبصل قبل حصولها ونضجها مع استلام قيمتها

الشيخ: بالنسبة لسؤال أخينا فاروق محمد صالح يقول: المحصول بالمشال، أو البصل بالمشال، يعني: هو يسأل عن بيع السلم. ما هو بيع السلم؟ فنقول: هو أن يُدفع مالٌ معلوم في مجلس العقد على موصوف في الذمة، كما قالوا في تعريفه: بيع موصوف في الذمة بثمن يعطى عاجلاً، ومعنى هذا الكلام: أن الشيء ليس موجوداً بل هو غائب، يعني: ليس هناك بصل ولا زرع ولا شيء، لكن أنا أدفع المال للمزارع وأقول له مثلاً: هذه خمسة آلاف جنيه، على أن تسلمني من المحصول الذي هو البصل أو القمح أو غيره قدر كذا في زمان كذا، فهذه معاملة صحيحة ومشروعة، لكن بشروط، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أسلف فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم إلى أجل معلوم ) والشروط المأخوذة من الحديث هي:

أولاً: لا بد أن يكون الثمن نقداً في مجلس العقد، مثلاً: أسلمك الخمسة آلاف في مجلس العقد.

ثانياً: لا بد أن يُضرب أجل معلوم، فلا يصلح أن تقول له: سأعطيك البصل هذا في الشتاء، أو سأعطيك البصل هذا حين ينزل المطر؛ لأن هذا الشتاء قد لا يأتي، والمطر قد لا ينزل، بل لا بد من تحديد تاريخ معين باليوم والشهر والسنة.

ثالثاً: لا بد من تحديد الكمية، مثلاً أنك ستسلمني ألفاً من الشوالات، أو ستسلمني تسعمائة، فلا بد من تحديد الكمية، ثم لا بد من تحديد الجنس، هل هو بصل أو قمح مثلاً، ثم لا بد من تحديد النوع، نوعية القمح، أو نوعية البصل.

ثم أيضاً من الشروط: لا بد أن تكون هذه السلعة موجودة في السوق وقت الحصاد، بحيث إذا عجز المزارع، أو لم يكن هذا المحصول موجوداً فإنه يشتريه من السوق ويسلمه لصاحب المال، فالشريعة أباحت هذا النوع من البيع من باب تحقيق مصلحة الطرفين: مصلحة المزارع، وصاحب المال.

تأخير دفن الجنازة لأجل حضور من تأخر من أقارب الميت

الشيخ: بالنسبة لسؤالك يا فاروق! عن تأخير الجنازة في المقبرة، وأنها أخرت لحين حضور فلان أو فلان من الناس، نقول: إن السنة تعجيل الدفن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أسرعوا بالجنازة، فإن يك خيراً فخير تقدمونه لها، وإن يك شراً فشر تضعونه عن رقابكم )، اللهم إلا إذا كان يرجى حضور وليه، أو كان يرجى انتظار من يرجى بره وصلاحه للصلاة عليه ونحو ذلك من المصالح، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تغير الميت وانتهاك حرمته.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أنا أفطرت رمضانين وما صمتهم، وكان بداية ذلك لما وجب عليّ الصوم وكان إفطاري بسبب الامتحانات، وأمرتني بذلك أمي، فهل أقضيهما شهرين متتابعين؟

السؤال الثاني: يأتي لي وسواس عدة مرات في العقيدة وفي أمور شرعية، حتى أني أحياناً لا أصدق بعض الأحاديث، وكل هذا خارج عن إرادتي، فمرات أستعيذ ويذهب مني، ومرات أستعيذ أيضاً ويأتي لي الوسواس، فكيف إذا مات الإنسان على هذه الحال هل يكون مشركاً؟

الشيخ: إن شاء الله أجيبك.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: أنا استيقظت الساعة الخامسة وثلث، وأثناء وقت السحر سمعت الأذان فتماديت في السحور حتى سمعت الصلاة خير من النوم، فتوقفت عن السحور، فهل علي شيء؟

السؤال الثاني: إمام المسجد عندنا يطيل في صلاة التهجد فيقرأ بنا الثلاثة الأجزاء في ست ركعات، فالركعة الواحدة ممكن تكون نصف ساعة، ويوجد أناس يصلون ركعتين ثم يخرجون بسبب التطويل، فما الحكم؟

الشيخ: أبشر بالإجابة.

المتصل: عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: كنت قد سألتك عن ترك الرمي للجمرات الثلاث في يومين من أيام التشريق في الحج، وقلت لي: إنه يجب عليّ الهدي عن اليومين اللذين تركت فيهما الرمي، والآن أنا أريد أن أعرف، هل الهدي هذا لليومين اللذين تركت فيهما الرمي أم أن كل يوم له هدي خاص به؟

السؤال الثاني: هل الهدي هذا ممكن أطبخه هنا في الخرطوم؛ لأنه ما عندي إمكانية الرجوع إلى مكة، فهل ممكن أطبخه هنا وأعطيه للفقراء والمساكين؟

السؤال الثالث: جارتي حجت، وحجتها كلها صحيحة، لكن لم تقصر من شعرها، لا بعد رمي جمرة العقبة ولا بعد طواف الإفاضة، فهي تسأل: هل عليها شيء؟ يعطيك العافية إن شاء الله يا شيخ!

الشيخ: إن شاء الله أجبيك.

عظم ذنب قطيعة الأرحام

السؤال: ما حكم قطيعة الأرحام؟

الجواب: قطيعة الأرحام من كبائر الذنوب؛ لأن الله رتب عليها اللعن، قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23]، والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا ( بأن الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله )، فلذلك يجب على المسلم أن يصل أرحامه كلهم البعيد منهم والقريب، على قدر الطاقة والاستطاعة فيصلهم بالزيارة، ويصلهم بالمهاتفة، ويصلهم بالهدية والعطاء ونحو ذلك.

أهمية صلاة الاستخارة فيما أشكل على الشخص من شئونه

الشيخ: بالنسبة للأخ الذي سأل عن صلاة الاستخارة، فأنا لم أتبين سؤاله، لكن على كل حال صلاة الاستخارة سنة، وقد ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن )، ولذلك في الأمور وخاصة الكبار منها التي يترتب عليها قرارات تؤثر في حياة الإنسان لا يأخذها إلا إذا استخار، كما لو أراد أن يتزوج أو أراد أن يطلق أو أراد أن يبيع بيتاً أو يبتاع بيتاً ونحو ذلك، فلا بد أن يكون ذلك عقب استخارة.

ترك صيام شهرين من رمضان بسبب الامتحانات

الشيخ: أم سلمة من كسلا تقول: بأنه مضى عليها رمضانان ولم تصمهما بسبب الامتحانات، وأن التي أفتتها بذلك أمها، فالواجب على أمها التوبة إلى الله عز وجل من القول عليه بغير علم، فإن ربنا جل جلاله قال: وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل:116-117]، وقال سبحانه: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33]، فأمك غفر الله لها قد اجترأت على قول عظيم، حيث أباحت ما حرم الله، وهو الفطر في نهار رمضان بدعوى الامتحانات.

وعلى كل حال يا أم سلمة يلزمك التوبة أنتِ أيضاً؛ لأنه ما كان ينبغي لك أن تنساقي وراء أمك، ويلزمك القضاء فتقضين مكان كل يوم يوماً، وليس عليك شيء سوى القضاء.

المتصل: يا شيخ! عندي ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: عندنا في منطقتنا الجزيرة، في يوم الجمعة المسجد وتمتلئ جنباته وساحاته، فهل تجوز الصلاة أمام الإمام؟

السؤال الثاني: شخص يسب الدين في أثناء رمضان وهو صائم، فما حكمه؟

السؤال الثالث: يا شيخ! امرأة عندها بنت أوشكت على الزواج بعد العيد بأيام فمنعتها من صيام العشر ولم تدعها تكمل شهر رمضان فما حكم ذلك؟

الشيخ: تسمع الإجابة عن أسئلتك.

المتصل: شخص ضرب شخصاً آخر عن طريق الخطأ فمات، فهل يصوم شعبان ورمضان متتابعين كشهرين أم ماذا؟

الشيخ: سنجيبك إن شاء الله.

المتصل: يا شيخ عبد الحي ! أنا في السعودية، وفي أمر من الأمور أردت استلاف مال من البنك وعندهم قرض، وصورته: أن تأتي إليهم وتقول: أريد مثلاً مائة وعشرين ألفاً -طبعاً من أي بنك من البنوك- فيقولون لك: يا أخي! نحن نشتري لك أسهماً أو سيارات، وبعد كذا تحصل مكاتبات بدون ما تستلم السيارة، يعني: أوراق السيارة كاملة تستلمها لكن بدون ما تستلم السيارة، ثم يأتي ويقول لك: يا أخي! خلاص نحن اشترينا منك الأسهم، ثم يعطيك مثلاً تسعين ألفاً أو خمسة وتسعين ألفاً نقداً، وبعد ذلك يقول لك: يا أخي! تسددنا بالأقساط، فأنا أريد أن أعرف هل المسألة فيها تحايل أم أنها جائزة؟

السؤال الثاني: أريد أن أعرف هل أجر الاستماع للقرآن الكريم من الموبايل أو غيره يثاب عليه الإنسان مثل القراءة؟ وشكراً جزيلاً.

الشيخ: تسمع الإجابة إن شاء الله.

شكاية امرأة من الوسوسة إلى حد إنكارها لبعض الأحاديث وسبيل العلاج منها

الشيخ: سؤال الأخت أم سلمة من كسلا عن الوسواس، أقول لها: بأن الصحابة رضوان الله عليهم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنس ما شكوت منه، قالوا: ( يا رسول الله! الواحد منا يجد في نفسه ما لا يستطيع أن يتكلم به، فقال عليه الصلاة والسلام: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة )، وقال في مرة أخرى: ( وقد وجدتموه! ذاك صريح الإيمان )، فهذه الوسوسة يا أم سلمة لا يحاسبك الله بها، ولا تأثير لها على إيمانك؛ لأنها أمر خارج عن الطاقة، وخارج عن الوسع، والمطلوب منك المقاومة، ولذلك ابن عباس لما جاءه أحد الناس قال له: شيء أجده في نفسي، فقال له ابن عباس : فما هو؟ قال: أعوذ بالله أن أتكلم به، فتبسم ابن عباس رضي الله عنه وقال له: ما سلم من هذا أحد.

فالمطلوب منك مقاومته أولاً: بالدعاء، وخاصة أذكار الصباح والمساء، يعني: إذا أصبحت وإذا أمسيت فقولي: ( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم ).

ثانياً: عليك بالإكثار من قراءة آية الكرسي؛ لأنها أشد شيء على الشيطان.

ثالثاً: هللي مائة مرة إذا أصبحت ومائة إذا أمسيت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لأجل أن تحرزي نفسك من الشيطان.

رابعاً: احضري مجالس العلم، فإن الشيطان منك أبعد.

خامساً: أهملي هذه الوسوسة ولا تنشغلي بها، ولا تكثري من قول: أنا كفرت، وأنا كذا وأنا كذا؛ لأن هذا هو الذي يريده الشيطان لعنة الله عليه.

التمادي في تناول السحور إلى أن قال المؤذن: الصلاة خير من النوم

الشيخ: أخونا حسن قلت: بأنك كنت تتناول سحورك، فسمعت الأذان فتماديت إلى أن قال: الصلاة خير من النوم، فأقول: عليك القضاء غفر الله لك، فلا بد أن تقضي مكان هذا اليوم يوماً؛ لأنك تعمدت أن تأكل بعدما طلع الفجر الصادق، إذ الأذان لا يكون إلا بعد طلوع الفجر الصادق.

إطالة الإمام في التراويح وصلاته ست ركعات بثلاثة أجزاء

الشيخ: وأما الإمام الذي يصلي بكم ست ركعات بثلاثة أجزاء، فقد شق عليكم مشقة عظيمة، لكن من استطاع أن يصلي قائماً فليصل، ومن لم يستطع فليجلس، ويمكنكم أن تكلموا الإمام بأن الثلاثة أجزاء كثيرة، فيمكن أن يوزعها على ركعات أكثر؛ لئلا تشق علينا، ولئلا تتورم أقدامنا، وإن كانت المشقة مقصودة في هذه الليالي المباركة، أسأل الله أن يتقبل منا أجمعين.

قضاء الفائتة من الصلاة في جماعة

السؤال: هل يجوز صلاة الفوات جماعة؟

الجواب: نعم، بل هي السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه عمر يوم الأحزاب فقال: ( يا رسول الله! ما صليت العصر حتى كادت الشمس تغرب، فقال عليه الصلاة والسلام: وأنا ما صليتها بعد، ثم قام إلى بطحان -وادي- فأمر بلالاً فأذن فأقام، فصلى بأصحابه العصر بعدما حل الظلام، ثم أقام بلال فصلى بهم المغرب )، يعني: الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالناس العصر مع أنها فائتة فصلى بهم جماعة، وكذلك لما ناموا عن صلاة الصبح صلى بهم الصبح جماعة.

القراءة في السنن والتفاسير جهراً

السؤال: القراءة في السنن والتفاسير جهراً ما حكمها؟

الجواب: أنا ما أدري ما هذا الذي يقرأ جهراً، يعني: إذا كان يقرأ للناس فهذا شيء طيب، أو كان يقرأ لنفسه في بيته من أجل أن يحفظ، هذا شيء طيب، أما أن يجلس في المسجد فيقرأ جهراً ويشوش على الناس فلا.

نوع الجزاء في حق من ترك رمي الجمار في يومين من أيام التشريق

السؤال: أختنا منال من الخرطوم ذكرت بأنها ضريرة عافاها الله، وأن أباها رحمة الله عليه ذهب معها إلى الحج، ورمى عنها أيام التشريق، يعني: اليوم الحادي عشر والثاني عشر بدلاً من أن يرمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى فالكبرى، رمى واحدة عنه وعن بنته، وقد أجبناها سابقاً أنه يلزم أباك دم عن نفسه، تخرج من تركته، ويلزمك أنت يا منال دم، والآن تسأل تقول: الفدية هذه هل هي واحدة عن كل جمرة فدية؟

الجواب: نقول: لا، عن كلها فدية واحدة؛ لأن الجنس واحد، فمن ترك الرمي فليس عليه سوى دم واحد.

والفدية تذبح عند المالكية رحمهم الله في أي مكان، فلو ذبحتيها هنا في الخرطوم برئت ذمتك، لكن لا تأكلي منها شيئاً، لا رأساً ولا كبداً ولا عظماً، وإنما كلها للفقراء والمساكين، حتى قرونها وأظلافها وجلودها كله يكون على سبيل الصدقة، ولا تدخلي على نفسك منها شيئاً، وهكذا صاحبتك التي قصرت فما قصرت، يعني: كان منها تقصير في طلب العلم، وحصل منها تفريط في تقصير الشعر، وإلا فهذا مطلوب، وهذا الكلام أقوله لأن الحج إن شاء الله على الأبواب، والناس يباشرون الإجراءات في هذه الأيام، فيا معشر الحجاج! رجالاً ونساءً وجهوا عنايتكم لطلب العلم قبل الشروع في النسك.

التقدم على الإمام أثناء صلاة الجمعة بسبب ازدحام المسجد

السؤال: خالد من الجزيرة يقول: إن المسجد يضيق بالناس، ساحته وجنباته، ويضطر الناس إلى الصلاة أمام الإمام يوم الجمعة، فما الحكم؟

الجواب: نقول: لا حرج، طالما أن الضرورة لحقت بهم، وقد امتلأت ساحات المسجد، وأطرافه، فمن صلى أمام الإمام فصلاته صحيحة إن شاء الله.

سب الدين في رمضان

الشيخ: وأما من يسب الدين سواء في رمضان أو في غير رمضان، فهو والعياذ بالله كافر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، فسب الدين كفر يا عباد الله! وقد أجمع المسلمون على أن من سب الله كفر، ومن سب نبياً من الأنبياء المجمع على نبوتهم كفر، ومن سب ملكاً من الملائكة المجمع على ملائكيتهم كفر، ومن سب دين الله كفر، ومن أهان القرآن كفر، ومن أحل حراماً مجمعاً على حرمته كفر، ومن حرم حلالاً مجمعاً على حله كفر، وهكذا، فهذا الإنسان يجب عليه أن يتوب إلى الله ويجدد إسلامه.

منع الأم بنتها من صيام بقية شهر رمضان بحجة الاستعداد للزواج

الشيخ: وأما هذه البنت الموعودة بالزواج بعد العيد إن شاء الله بعشرة أيام، وأمها تمنعها من الصيام فنقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم:28]، يا أمة الله! الله أكرم بنيتك بالزواج، فأنتِ تقابلين هذه النعمة بالكفر؛ بأن تأمري بنتك بالإفطار، فهذا لا ينبغي؛ بل الواجب أن تخري لله ساجدة أنك سترين بنتك يهيأ لها زوج يصونها ويحميها، فالمفروض أن تأمري بنتك بالصيام وتأمري بنتك بالإكثار من الدعاء والاستغفار وما إلى ذلك.

اعتبار صوم رمضان داخلاً في صوم كفارة القتل

الشيخ: أخونا محمد يقول: بأنه قتل قتيلاً خطأً ولزمته الكفارة بعتق رقبة، والرقبة الآن لا توجد، فيلزمك صيام شهرين متتابعين، ولا يصح أن تصوم شعبان ورمضان، لأن رمضان واجب عليك صيامه قتلت أو لم تقتل، لأن هذا فرض الله، قال تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185]، فأنت إذا صمت شعبان ثم رمضان وهذا فرض الله، إذاً تبدأ في شوال من ثاني أيام العيد مباشرة وتعوض يوم العيد فيما بعد، فتصوم اليوم الأول من ذي القعدة أيضاً فتبرأ ذمتك إن شاء الله، أما رمضان فلا يجزئك؛ لأنه واجب مضيق لا يتسع لغيره من جنسه.

الاقتراض من البنوك عن طريق أشياء عينية ثم شراؤها بالتقسيط

السؤال: أخونا أحمد من السعودية يقول: بأنه يريد قرضاً من بنك من البنوك، وهذا البنك يقول له: أنا سأشتري سلعة من السلع، ثم أبيعك إياها وأنت تسددني إياها بالأقساط؟

الجواب: نقول: لا يوجد مانع بشروط:

الشرط الأول: أن يكون هناك سلعة حقيقية وليست وهمية.

الشرط الثاني: أن يكون هناك عقدان منفصلان: عقد بين البنك وصاحب السلعة، ثم عقد بينك وبين البنك.

الشرط الثالث: ألا تعطي البنك شيئاً من مال ولا من شيكات إلا بعد أن يتملك السلعة.

وبالنسبة للأسهم ما يصلح؛ لأن البنك يقول: أنا اشتريتها وأنا بعتها نيابة عنك، فهذا ما يصلح لأن هذا تحايل، وإنما لا بد أن تشترى الأسهم من قبلك، ثم بعد ذلك تبيعها إما أنت وإما أن توكل غير البنك؛ لئلا تقع في العينة المنهي عنها، فتوكل طرفاً آخر غير البنك فيبيعها نيابة عنك، ثم بعد ذلك تقوم أنت بسداد المبلغ للبنك.

الفرق بين استماع القرآن من المذياع وقراءته من المصحف

الشيخ: الاستماع للقرآن يا أحمد ثوابه عظيم، وأجره كبير، لكنه دون أجر القراءة، فإن قراءة القرآن اجتمعت فيها عبادة البصر والسمع واللسان، وأما الاستماع إليه فليس إلا السمع.

المتصل: أبي عمره مائة سنة، وهو صائم شهر رمضان كله، فقلنا له: دع الصيام، لأنك كبير في السن فأبى، علماً بأن الصيام لا يتعبه، فنريد نصيحتك له.

الشيخ: طيب يا حسب الله أسأل الله أن يرزقك بر الوالد وتسمع الإجابة.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: المسجد الذي نصلي فيه الكهرباء موجودة وكل شيء فيه متوفر، ولكن المؤذن لا يؤذن فيه لصلاة المغرب، فما الحكم؟

السؤال الثاني: العطر في رمضان هل يجوز؟

الشيخ: طيب يا عبد الرءوف أبشر إن شاء الله بالإجابة.

منع الأولاد لأبيهم البالغ من العمر مائة سنة من صيام رمضان مع قدرته على ذلك

الشيخ: بالنسبة لـحسب الله يا أخي الوالد عمره مائة سنة، ومصر على الصيام، فهو إن شاء الله ممن قال فيهم نبينا عليه الصلاة والسلام: ( خيركم من طال عمره وحسن عمله )، وهذه والله عزيمة يحسد عليها، أسأل الله أن يختم له بالحسنى، وطالما أنه مطيق للصيام فلا تثربوا عليه، ولا تكثروا من النكير عليه، طالما أنه لا يتعب من الصيام والأمر معتاد بالنسبة إليه فدعوه وما يشتهي، فإنه يحب الصيام، فلا تحرموه من الشيء الذي يحبه، فأسأل الله أن يرزقه الجنة.

نصيحة لمؤذن لا يؤذن لصلاة المغرب في رمضان لانشغاله بالإفطار

الشيخ: وأما أنت يا عبد الرءوف فقد ذكرت بأن المؤذن لا يؤذن للمغرب، ولا شك أنه مقصر ومفرط، وهو مؤتمن على الوقت، والأذان هو شعار الإسلام، فالواجب على هذا المؤذن أن يتقي الله، وأن يبادر إلى رفع الأذان في وقته، ثم بعد ذلك يرجع إلى ما شاء من طعامه أو شرابه، أما تعطيل المسجد عن الأذان وإقامة شعيرة الصلاة، فهذا تفريط ما بعده تفريط.

المتصل: أختي قبل ثلاث أو أربع سنوات أصيبت بمرض السكري فأفطرت رمضان بأمر الدكتور، ولها سنتان وهي صائمة، على أنها قضت ما فاتها بإطعام عن كل يوم مسكيناً فما حكم ذلك؟

الشيخ: أبشري بالإجابة إن شاء الله.

استخدام العطر في رمضان وما شابهه

الشيخ: بالنسبة للعطر في رمضان ليس فيه شيء، فلا حرج في التعطر في الصيام؛ لأن نبينا عليه الصلاة والسلام بين لنا المفطرات، ولم يذكر من بينها العطر، وهو صلى الله عليه وسلم كان يحب العطر، ولم يذكر أنه كان يجتنبه في رمضان، قال: ( حبب إليّ الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة ).

الواجب على من أفطرت رمضانين بسبب السكري

السؤال: أختنا ابتسام تذكر أن أختها أصيبت بالسكري قبل أربع سنوات، فأمرها الطبيب بأن تفطر، فأفطرت سنتين اثنتين، ثم هي الآن تصوم منذ سنتين، وقد أطعمت عن السنتين اللتين أفطرت فيهما، فما الذي يلزمها؟

الجواب: نقول: لا يلزمها شيء، فإن داء السكري من الأدواء المبيحة للانتقال من الصيام إلى الفدية، ولذلك طالما أنها قد فدت فلا شيء عليها، وصيامها الآن مقبول، نسأل الله أن يتقبل منا أجمعين، ونسأل الله أن يجعلها حجة لنا لا علينا، وتقبل الله مني ومنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , ديوان الإفتاء [233] للشيخ : عبد الحي يوسف

https://audio.islamweb.net