إسلام ويب

يجوز في القبر اللحد والشق، واللحد أفضل، ويستحب تعميق القبر وتوسيعه، لما في ذلك من صيانة للميت وحفظاً لجسده.

اللحد والشق

شرح حديث سعد: (ألحدوا لي لحداً وانصبوا علي نصبا ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [اللحد والشق.

أخبرنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد رضي الله تعالى عنه قال: (ألحدوا لي لحداً، وانصبوا علي نصباً كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم)].

يقول النسائي رحمه الله: اللحد والشق، أي: في القبر، والمراد باللحد هو: أنه إذا حفر القبر يحفر من الجهة الأمامية إلى جهة القبلة مكان يوضع فيه الميت ليس على سمت القبر وإنما يكون داخلاً، هذا هو اللحد؛ لأن فيه ميلاً عن سمت القبر، واللحد هو: الميل، والإلحاد هو: الميل، فالإلحاد في أسماء الله وصفاته، يعني: الميل بها عما تدل عليه إلى ما لا تدل عليه.

وأما الشق: فهو أنه إذا حفر القبر يحفر في وسطه حفرة يوضع فيها الميت، فإذا وضع في حال الشق، فإن اللبن يوضع وضعاً، يعني: وكأنه سقف والميت تحته، وأما اللحد، فإنه ينصب اللبن نصباً، بحيث يكون طرف اللبنة على القبر، وطرفها على الجهة العليا التي فوق اللحد، ففي حال استعمال الشق يوضع اللبن وضعاً، وفي استعمال اللحد ينصب اللبن نصباً بحيث يكون قائماً بميول، وبحيث يغلق الفتحة التي يوضع فيها الميت.

وكل من اللحد والشق جائز، إلا أن اللحد أفضل من الشق، وهو الذي عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وضع له لحد، ووضع فيه صلى الله عليه وسلم، والشق جائز؛ لأن ذلك كان معمولاً به في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده، فكل منهما سائغ، وجائز.

وقد جاء في بعض الأحاديث التي ستأتي اللحد لنا، والشق لغيرنا أي: لأهل الكتاب؛ لكن هذا لا يدل على أن المسلمين لا يستعملونه؛ لأنه كان مستعملاً في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وبعد زمنه عليه الصلاة والسلام، إلا أن اللحد أفضل من الشق، وقد أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في حديث واحد فقال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة) عشرة أشخاص سردهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد، وقال عن كل واحدٍ منهم أنه في الجنة، ولهذا أطلق عليهم العشرة المبشرين بالجنة.

وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو آخر العشرة المبشرين بالجنة موتاً كما سبق أن مر بنا في درس المصطلح وهو أنه مات سنة خمس وخمسين، وكان آخر العشرة المبشرين بالجنة وفاةً رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

وقد أوصى سعد بأنه إذا مات يلحد له لحداً، وينصب عليه اللبن نصباً؛ لأن نصب اللبن إنما يكون مع اللحد بخلاف الشق، فإنه لا ينصب، وإنما يوضع عليه كالسقف؛ لأن فتحة القبر يشق في وسطها شقاً، ويوضع الميت فيه، ثم توضع اللبن مصفوفة موضوعة وضعاً، وأما اللحد فإنها تنصب نصباً؛ لأنه محفور في جهة القبلة، فينصب اللبن عليه نصباً، فسعد رضي الله عنه، أوصى بأن يفعل به كما فعل برسول الله عليه الصلاة والسلام بأن يلحد له لحد وأن ينصب اللبن نصباً.

تراجم رجال إسناد حديث سعد: (ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي نصبا ...)

قوله: [أخبرنا عمرو بن علي].

هو الفلاس المحدث، الناقد، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.

[حدثنا عبد الرحمن].

هو ابن مهدي، عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا عبد الله بن جعفر].

هو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ويقال له: المسوري نسبة إلى جده المسور بن مخرمة، وهو لا بأس به، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة، وكلمة لا بأس به عند الحافظ ابن حجر تعادل صدوق؛ لأنه هو الذي خف ضبطه، فيكون حديثه حسناً لذاته من غير أن يحتاج إلى اعتضاد، فهي مثل صدوق، لا بأس به، ليس به بأس، فكلها بمعنى واحد، ولكن في اصطلاح بعض المحدثين وهو: يحيى بن معين أنه إذا قال: لا بأس به في الرجل، فهو توثيق تعادل ثقة عنده، أي: إذا قال عن رجل لا بأس به، فإنه يريد بذلك أنه ثقة، ولهذا قالوا: إن (لا بأس به) عند يحيى بن معين توثيق، يعني: هي مثل ثقة.

[عن إسماعيل بن محمد بن سعد].

هو إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

[عن أبيه].

هو محمد بن سعد بن أبي وقاص المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود، فإنه لم يخرج له في السنن، وإنما خرج له في كتابه المراسيل.

[عن سعد].

هو سعد بن أبي وقاص صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين في الجنة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

وإسماعيل بن محمد بن سعد، إذا كان في تهذيب الكمال بالحروف منصوصاً عليه، فهو الأوضح، لكن لا أدري هل كل النسخ التي هي متفرعة عن تهذيب الكمال كلها على ذكر أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه، أو أن في بعضها شيء يختلف مع تهذيب الكمال، لكن مهما يكن من شيء فإن المنصوص عليه في تهذيب الكمال هو المعتبر؛ لأنه ينص بالأسماء بخلاف التي تفرعت عنه فإنها بالرموز، والرموز يحصل فيها التصحيف، والتحريف أحياناً.

حديث سعد: (ألحدوا لي لحدا وانصبوا علي نصبا ...) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا أبو عامر عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد: أن سعداً لما حضرته الوفاة قال: ألحدوا لي لحداً، وانصبوا على نصباً كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم].

أورد النسائي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تماماً.

قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].

هو الحمال البغدادي، وهو ثقة، أخرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[حدثنا أبو عامر].

هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الله بن جعفر عن إسماعيل]. قد مر ذكرهما.

[عن عامر بن سعد].

ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (اللحد لنا والشق لغيرنا)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي عن حكام بن سلم الرازي عن علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللحد لنا والشق لغيرنا)].

أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: [(اللحد لنا والشق لغيرنا)] أي: لأهل الكتاب، لكن هذا لا يدل على أنه لا يجوز الشق؛ لأنه كان موجوداً في زمنه، ومعمول به بعد وفاته، فكل منهما سائغ إلا أن اللحد أفضل من الشق.

تراجم رجال إسناد حديث: (اللحد لنا والشق لغيرنا)

قوله: [أخبرنا عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي].

ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي.

[عن حكام بن سلم الرازي].

هو حكام بن سلم الرازي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن علي بن عبد الأعلى].

هو علي بن عبد الأعلى الكوفي، وهو صدوق ربما وهم، أخرج له أصحاب السنن الأربعة.

[عن أبيه].

هو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وهو صدوق يهم، أخرج له أصحاب السنن الأربعة مثل ابنه تماماً.

[عن سعيد بن جبير].

وهو تابعي مشهور، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن ابن عباس].

هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد العبادلة الأربعة من أصحابه الكرام وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ما يستحب من إعماق القبر

شرح حديث: (... احفروا وأعمقوا وأحسنوا ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يستحب من إعماق القبر.

أخبرنا محمد بن بشار حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا سفيان عن أيوب عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقلنا: يا رسول الله، الحفر علينا لكل إنسان شديد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احفروا، وأعمقوا، وأحسنوا، وادفنوا الإثنين والثلاثة في قبر واحد، قالوا: فمن نقدم يا رسول الله؟، قال: قدموا أكثرهم قرآناً، قال: فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد)].

ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب ما يستحب من إعماق القبر. أي: كونه عميقاً، يعني: بحيث يكون نازلاً كثيراً في الأرض، وفائدة ذلك: أنه يكون بعيداً، من أن يتعرض لأذى، أو تصل إليه بعض الحيوانات؛ لأنه إذا كان قريباً يمكن أن تحرثه، وأن يكون في متناولها، فإذا كان عميقاً يكون بعيداً منها لا تصل إليه، ولا يحصل بروزه وظهوره لكونه قريباً، بل لعمقه يبعد أن يبرز وأن يظهر، وكذلك يبعد أن تصل إليه بعض الحيوانات التي تأكل الجيف، أو تأكل الأموات، أو ما إلى ذلك، فهذه فائدة الإعماق، وقد أورد النسائي حديث هشام بن عامر رضي الله تعالى عنه، أنهم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كثر القتلى، وشهداء أحد رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وقال: إن الحفر لكل واحدٍ علينا شديد، يعني: يشق عليهم أن يحفروا لكل شخص قبراً يدفنونه فيه، فالنبي عليه الصلاة والسلام أمرهم أن يحفروا، وأن يعمقوا، وأن يجعلوا القبر يتسع لعدة أشخاص، بدل ما يحفرون قبراً لكل واحد، يحفرون قبراً واسعاً يعني: عميقا،ً ويجعلون فيه عدداً من الموتى، فقالوا: من نقدم؟ يعني: من الذي يقدم إلى جهة القبلة؟ فقال: أكثرهم قرآناً، والحديث يدل على إعماق القبر، وعلى أنه يجوز دفن عدد من الموتى عندما يكثر الموتى، ويحتاج الأمر إلى دفنهم جميعاً، فإن ذلك سائغ، وعند عدم الحاجة كما هو معلوم كل شخص يحفر له قبر.

ويدل أيضاً على أن من يكون أكثرهم أخذاً للقرآن وحفظاً للقرآن، فإنه يقدم على غيره إلى جهة القبلة، يكون مقدماً إلى جهة القبلة.

تراجم رجال إسناد حديث: (... احفروا وأعمقوا وأحسنوا ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].

هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة بدون واسطة.

[حدثنا إسحاق بن يوسف].

هو الأزرق، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا سفيان].

هو ابن سعيد بن مسروق الثوري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن أيوب].

هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن حميد بن هلال].

هو حميد بن هلال العدوي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة أيضاً.

[عن هشام بن عامر].

رضي الله تعالى عنه، وهو أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

ما يستحب من توسيع القبر

شرح حديث: (احفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر ...) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يستحب من توسيع القبر.

أخبرنا محمد بن معمر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه قال: لما كان يوم أحد أصيب من أصيب من المسلمين، وأصاب الناس جراحات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احفروا، وأوسعوا، وادفنوا، الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا أكثرهم قرآنا)].

ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: ما يستحب من توسيع القبر، وأورد فيه حديث هشام بن عامر رضي الله عنه، وهو مثل الذي قبل، إلا أنه هناك أورده من أجل الإعماق وهنا من أجل التوسيع من جهة طوله وعرضه، والإعماق، من جهة عمقه وقعره، والحديث هو نفس الحديث إلا أنه جاء من طريق أخرى، وهو دال على ما دل عليه، أو هو مثل الذي قبله، والدلالة في الجميع واحدة.

تراجم رجال إسناد حديث: (احفروا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر ...) من طريق أخرى

قوله: [أخبرنا محمد بن معمر].

صدوق، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا وهب بن جرير].

هو وهب بن جرير بن حازم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا أبي].

هو جرير بن حازم، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[سمعت حميد بن هلال].

وقد مر ذكره.

[عن سعد بن هشام بن عامر].

ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن أبيه].

هو هشام بن عامر، وقد مر ذكره.

وضع الثوب في اللحد

شرح حديث: (جعل تحت رسول الله حين دفن قطيفة حمراء)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [وضع الثوب في اللحد.

أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن يزيد وهو ابن زريع حدثنا شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (جعل تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفن قطيفة حمراء)].

ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب وضع الثوب في اللحد. يعني: تحت الميت، وقد أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنه قال: وضع تحت النبي صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء، أي: وضعها الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، إلا أن هذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام؛ ولم يفعل مع أحدٍ سواه، ولهذا اعتبروها من خصائصه، وقد ذكر الذهبي في ترجمة عبد الله بن لهيعة جملة من الخصائص التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الموت، ومنها هذه المسألة، وهي: وضع القطيفة تحته صلى الله عليه وسلم، ومنها: كون الصحابة صلوا عليه فرادى، وذكر جملة من الخصائص التي اختص بها صلى الله عليه وسلم المتعلقة بما جرى بعد موته صلى الله عليه وسلم، فهذه من خصائصه، فلا يوضع تحت الميت شيء في قبره، وإنما يوضع بأكفانه في لحده.

تراجم رجال إسناد حديث: (جعل تحت رسول الله حين دفن قطيفة حمراء)

قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].

هو إسماعيل بن مسعود أبو مسعود البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.

[عن يزيد وهو: ابن زريع].

ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وكلمة: (هو ابن زريع) الذي قالها النسائي أو من دون النسائي يعني: ليس إسماعيل بن مسعود هو الذي قالها؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول هو، بل ينسب شيخه كما يريد.

[حدثنا شعبة].

هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[عن أبي جمرة].

هو نصر بن عمران الضبعي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو ملازم لـعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد جاء في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري أن ابن عباس قال لـأبي جمرة: اجلس معي حتى تبلغ عني الناس، فهو أبو جمرة، وقد مر بنا في المصطلح أن هناك أبو جمرة، وأبو حمزة، وأن هناك عدداً يقال لهم: أبو حمزة يروون عن ابن عباس، وأبو جمرة بالجيم، والراء، وهو: نصر بن عمران الضبعي هو الذي يروي عن ابن عباس، وهو الذي لا ينسبه غالباً بخلاف غيره، مثل أبي حمزة فإنه ينسب، فيقال: أبو حمزة الفلاني، أو أبو حمزة بن فلان.

[عن ابن عباس].

وقد مر ذكره.



 اضغط هنا لعرض النسخة الكاملة , شرح سنن النسائي - كتاب الجنائز - (باب اللحد والشق) إلى (باب وضع الثوب في اللحد) للشيخ : عبد المحسن العباد

https://audio.islamweb.net