إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (929)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    ما يلزم العاجز عن الحركة لطهور وصلاته

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من حائل باعثها أحد الإخوة المستمعين ونص رسالته كما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، إلى سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز المحترم.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد التحية ومزيد الاحترام.

    الحمد لله، والصلاة والسلام على أفضل أنبياء الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

    أما بعد:

    فأنا علي حمود الرشيد المقيم بمنطقة حائل أرسل هذه الأسئلة راجياً الرد منك عليها شخصياً.

    السؤال الأول: أنا مصاب بكسر في أسفل الظهر، وعن هذا نتج العجز الكلي؛ لأنه مضى على الإصابة حتى الآن ثلاثون عاماً، ومع كل سنة يزيد العجز، ومع هذا فأنا مصاب بأمراض نفسية، فإذا جلست مدة لا تتجاوز ربع ساعة يخدر الجزء الأسفل ككل من ضمنها الأرجل فلا أستطيع السير إلا بعكازين، وينتج مع هذا توتر في الأعصاب ونزول العرق بغزارة من الأرجل، مما يزيد حالتي النفسية تعبا.

    ومع هذا فأنا لا أستطيع الصلاة أداءً مع الجماعة في المسجد، فأصلي في البيت مع العلم بأنني ساكن في قرية لا يوجد في البيت المقيم به سخان كهربائي للماء، فهل يجوز لي أن أتيمم والحال كما ذكرت لكم؟ أرجو أن تتفضلوا بتوجيهي وإرشادي، جزاكم الله خيراً.

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فنسأل الله للسائل الشفاء والعافية من كل سوء، وأن يكفر عنا وعنه السيئات، والحمد لله على كل حال، الله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:156-157]، وأنت يا أخي! عليك أن تتقي الله ما استطعت كما قال الله عز وجل: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، عليك أن تصلي بالماء وأن تصلي حسب طاقتك قائماً أو قاعداً إن استطعت القيام ولو بعكازة صليت قائماً، وإن لم تستطع ذلك صليت جالساً، وليس عليك الذهاب إلى المسجد إذا كنت تعجز عن ذلك كما ذكرت في سؤالك.

    أما ما يتعلق بالماء فالواجب الوضوء بالماء، فإذا عجزت عن ذلك لشدة البرد وعدم وجود ما تسخن به فهذا عذر شرعي في استعمال التيمم، لكن من كان في القرية فهو لا يعجز في الحقيقة عن التسخين ولو بغير الكهرباء، يسخن بالحطب بالفحم بغير ذلك، فأنت ما دمت في القرية الواجب عليك أن تسخن الماء إذا شق عليك من جهة البرودة يسخن بالطرق الأخرى، بالنار التي تستعمل بالحطب والفحم وغير ذلك مما يوقد به النار، وليس لك عذر في التيمم مع وجود ما تسخن به الماء.

    أما لو كنت في صحراء في السفر ولم تستطع تسخين الماء فهذا عذر، فمن عجز عن الماء لبرودته وشدة الشتاء فإنه يتيمم، لكن أهل القرى والمدن في استطاعتهم تسخين الماء بأي وجه من الوجوه.

    1.   

    مشروعية تأديب اليتيم إذا أساء من قبل القائم على رعايته

    السؤال: أخونا يقول: أنا مقيم في بيت أخي المتوفى وله أولاد وأنا عائلهم، وفي بعض الحالات أغضب عليهم وأزجرهم من غير شعور، وبعد لحظات أندم على ما بدر مني، هل علي في ذلك إثم أم لا؟ مع العلم بأنهم لا يغضبون علي ولا يحقدون؟

    الجواب: لا حرج عليك الحمد لله، إنما الواجب العناية بتربيتهم التربية الإسلامية، توجيه إلى الخير وأمرهم بطاعة الله ورسوله ونهيهم عما نهى الله عنه ورسوله.

    والأيتام لا مانع من تأديبهم إذا أساءوا حتى يتخرجوا شباباً صالحين، فأنت تجتهد في تربيتهم التربية الشرعية الإسلامية بالكلام والفعل، وما يظنه بعض الناس أن اليتيم لا يؤدب هذا غلط، اليتيم يضرب ويؤدب إذا أساء حتى يستقيم بالتأديب المناسب الذي لا يضر غير مبرح، بالكلام وبالفعال لكن مع مراعاة أن يكون التأديب بالفعل غير خطير وغير مبرح، ولا حرج في غضبك عليهم بعض الأحيان إذا أساءوا أو زجرهم كل ذلك أنت مأجور عليه.

    وإذا كان من غير قصد وإنما هو عارض فالله جل وعلا يعفو عنا وعنك وعن كل مسلم.

    1.   

    حكم مس المصحف للمصاب بسلس البول

    السؤال: أخونا علي حمود الرشيد من حائل يسأل أيضاً ويقول: عن قراءة القرآن الكريم حيث قال تعالى في كتابه الكريم: لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة:79]، مع علمك بحالتي التي أنا فيها من كسر وشلل فأنا لا أطهر حتى ولو توضأت، فهل علي ذنب في قراءة القرآن على الحال الذي تعلمون؟

    الجواب: يقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، كلما دخل وقت صلاة، وإذا كان معك سائل من البول مستمر فأنت معذور توضأ لوقت كل صلاة، وتصلي وتقرأ القرآن من المصحف ولا حرج إلى الوقت الثاني.

    أما إذا كان ما معك سائل وأنت تستطيع الوضوء فالحمد لله لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر بالوضوء، إذا توضأت فاقرأ من المصحف، وإلا فاقرأ عن ظهر قلب مما حفظت من القرآن والحمد لله.

    أما إذا كان معك شيء كالريح الدائمة يعني: الفساء والضراط الدائم أو البول الدائم فهذا عذر، عليك أن توضأ لوقت كل صلاة وتصلي بهذا الوضوء وتقرأ من المصحف إلى الوقت الآخر وهكذا.

    1.   

    حكم من ترك صيام رمضان عدة سنوات تساهلاً وما يلزمه لذلك

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العراقية بغداد وباعثتها إحدى الأخوات المستمعات من هناك تقول: المرسلة المستمعة (ر. ع. س. الربيعي )، أختنا لها ثلاثة أسئلة في سؤالها الأول تقول: منذ بداية وجوب الصوم علي لم أصم لمدة ثنتي عشرة سنة؛ لعدم إدراكي وقتها بحكم ترك الصيام، أما بعدها وحتى الآن والحمد لله فأنا مستمرة في الصيام دون انقطاع، فما حكم الإسلام بخصوص هذه الفترة التي لم أصمها، هل مطلوب مني صيامها جميعاً؟ أم صيام جزء منها معوضاً عن الباقي؟ أم هنالك ما يعوض عن تلك الفترة بغير الصيام؟

    ووالدتي لها نفس الحالة سوى اختلاف في عدد السنين التي لم تصمها، غير أنها الآن أصبحت كبيرة في السن وحالتها الصحية لا تسمح بصيام فترة طويلة كهذه أرشدونا بارك الله فيكم؟

    الجواب: عليك وعلى أمك أن تصوما ما تركتما من الصيام مع التوبة والاستغفار؛ لأنكما أخطأتما في إضاعة هذا الصوم وتأخيره فالواجب عليكما جميعاً التوبة إلى الله سبحانه والندم على ما مضى مع الاستغفار وسؤال الله العفو سبحانه وتعالى، والعزم الصادق أن لا تعودوا لمثل هذا.

    وعليك أن تقضي الأيام التي تركت مع إطعام مسكين عن كل يوم نص صاع من التمر أو من الأرز عن كل يوم مع القدرة، فإن كنت فقيرة فلا شيء عليك من الإطعام ولكن عليك الصيام؛ لأن الله يقول: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185].

    وأنت لا مريضة ولا مسافرة فالوجوب عليك من باب أولى، إنما هو التساهل، وهكذا أمك عليها أن تقضي الأيام ولو موزعة تقضي أيام وتفطر أيام وهكذا حتى تقضي ما عليها بعد شفائها من المرض.

    أما إن كانت عاجزة لكبر السن عجزاً لا تستطيع معه صيام رمضان، فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً والحمد لله، أما ما دامت تستطيع الصوم فإنها تصوم، وإذا كانت في الحال في الوقت الحاضر عندها مرض يؤجل حتى يشفيها الله ثم تصوم مع إطعام مسكين عن كل يوم مثلك سواء بسواء، وهذا الطعام يعطاه بعض الفقراء، وليس له عدد محصور ولو فقيراً واحدا الحمد لله.

    1.   

    مذهب أهل السنة والجماعة فيمن مات من عصاة المسلمين ومن مات على الكفر

    السؤال: تسأل أختنا وتقول: ما هي الأعمال أو الكبائر التي تجعل الإنسان خالداً في النار؟ وهل صحيح أن كل شخص غير مسلم لا يدخل الجنة وهو خالد في النار؟

    الجواب: نعم نعم، الأعمال التي توجب الخلود في النار أبد الآباد هي أعمال الكفر، من مات كافراً بالله عز وجل فهو مخلد في النار أبد الآباد كاليهود والنصارى والشيوعيين وهكذا كل من أتى بمكفر، ومثل ذلك من ترك الصلاة أو سب الدين أو استهزأ بالدين أو استهزأ بالجنة، أو بالنار أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو تنقص الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الله أو تنقصه وطعن في دينه، كل هذا ردة عن الإسلام إذا مات عليها الإنسان صار مخلداً في النار أبد الآباد كسائر الكفرة.

    أما العصاة المسلم العاصي هذا لا يخلد في النار، إذا دخل النار لا يخلد مثل من مات وهو على الزنا وما تاب من الزنا، أو مات وهو يشرب الخمر ولكنه موحد مسلم يعبد الله وحده، ولا يسب الإسلام ولا يسب الدين بل هو مسلم، ولكنه أطاع الهوى في بعض المعاصي، كشرب الخمر، كالعقوق للوالدين أو أحدهما، كأكل الربا، كالزنا، هذه وأشباهها من المعاصي إذا مات عليها وهو مسلم يعبد الله وحده ليس بكافر فهذا تحت مشيئة الله جل وعلا، إن شاء الله غفر له وعفا عنه بتوحيده وإسلامه وإيمانه الذي معه، وإن شاء سبحانه عذبه على قدر الجرائم والذنوب التي مات عليها، ثم بعدما يمحص في النار، ويعذب ما شاء الله يخرجه الله من النار إلى الجنة.

    كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، فأبان سبحانه أن الشرك لا يغفر من مات على الشرك لا يغفر، لا يغفر له نعوذ بالله، أما من مات على ما دون الشرك من المعاصي فهذا تحت مشيئة الله، وقد أجمع العلماء السنة أجمع العلماء علماء المسلمين على أن العاصي الذي هو مسلم موحد مؤمن لكنه عنده معصية لا يخلد في النار أبد الآباد، بل متى دخل النار بهذه المعصية فإنه لا يخلد بل يعذب فيها ما شاء الله ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة، هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة وهو الحق.

    أما من مات على الكفر بالله فهذا يخلد في النار أبد الآباد، نسأل الله السلامة والعافية.

    ومن الكفرة اليهود والنصارى المعروفون، الشيوعيون المعروفون، عباد الأوثان، عباد أصحاب القبور، ومن ذلك من يسب الدين أو يستهزئ بالدين، أو يسب الله، أو يسب رسوله عليه الصلاة والسلام هؤلاء إذا ماتوا على ذلك ولم يتوبوا فهم من أهل النار المخلدين فيها أبد الآباد، نعوذ بالله.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755834154