إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (904)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
    1.   

    حكم زيارة المقابر للنساء

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج (نور على الدرب)، رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    المقدم: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.

    هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب، ورسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارة البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    السؤال: تسأل أختنا وتقول: ما حكم زيارة المقابر بالنسبة للمرأة سواء في تلك الأسابيع أو في أي وقت آخر من العام؟

    الجواب: مثلما تقدم، لا يجوز لها أن تزور القبور مطلقاً لا في أول أسابيع الموت ولا في غير ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم (لعن زائرات القبور) فدل ذلك على أنهن لا يزرن القبور مطلقاً، لا حين الموت ولا بعده بأسابيع ولا بعده بأعوام.

    1.   

    حكم قراءة القرآن وغيرها من الأعمال الصالحة بنية الأجر للميت

    السؤال: ما حكم قراءة القرآن للميت بعد الدفن بعدة أيام، هل يستفيد منها خاصة قراءة سورة يس وتبارك وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، أم أن الدعاء له أن يرحمه ويغفر له ربه أنفع، وما الذي ورد عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك؟

    الجواب: الذي ورد هو الدعاء للموتى والترحم عليهم، أما أن يقرأ لهم القرآن عند القبور أو في مكان آخر فهذا لا نعلم له أصلاً، وإن كان قاله بعض أهل العلم واستحبه بعض أهل العلم وقال: إنه يلحق الميت وينفعه لكن ليس عليه دليل، فالذي ينبغي أن يكون الإحسان للميت بالدعاء والصدقة له والحج عنه والعمرة عنه وقضاء دينه، هذا هو الذي ينفعه، هذا هو الذي جاء في الأحاديث الصحيحة، الصدقة عن الميت، الدعاء له بالمغفرة والرحمة، قضاء دينه، الحج عنه، العمرة عنه هذا هو المحفوظ.

    أما أن يقرأ عنه أو يقرأ له سورة يس أو تبارك في أي مكان أو عند القبور هذا لا أصل له ولا ينبغي وليس بمشروع، وإنما تشرع قراءة يس عند المحتضر قبل أن يموت لينتفع بذلك وليوعظ ويذكر ويقرأ عنده القرآن هذا ينفعه قبل أن يموت أما بعد الموت فقد انتهى الأمر.

    ومما قد يقع من بعض الناس أن بعض الناس يقرأ في القبر إذا انحفر القبر جعل يقرأ فيه وبعضهم يؤذن فيه ويقيم هذا كله بدعة لا أصل له، لا أذان في القبر ولا إقامة في القبر ولا قراءة في القبر، كل هذا مما أحدثه الناس والله المستعان.

    1.   

    دلالات النهي في الأحكام الشرعية

    السؤال: نعود إلى رسالة الأخ محمود أحمد الدوسة من العراق بغداد الزعفرانية، أخونا بعث بأسئلة كثيرة إلى هذا البرنامج، وقد عرضنا جزءاً كبيراً من أسئلته، وها نحن أيضاً نعرض بعضاً منها في هذه الحلقة، فيسأل ويقول: جاء في بعض الأحاديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن عمل كذا من الأعمال، فهل النهي هو التحريم أو أن النهي يعني الكراهية؟

    الجواب: هذا هو الأصل، الأصل أن النهي للتحريم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم) هكذا قال صلى الله عليه وسلم: (فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، فما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم)، فالأصل في النهي هو التحريم هذا هو الأصل، ولا ينقل عن التحريم إلى الكراهة إلا بدليل يدل على ذلك، فإذا نهى عن شيء ثم فعله دل على أنه نهي للكراهة، مثلما نهى عن الشرب قائماً ثم شرب قائماً في بعض الأحيان دل على أنه ليس للتحريم وأنه يجوز الشرب قاعداً وقائماً ولكنه إذا شرب قاعداً يكون أفضل وأحسن، مثلما أمر بالقيام للجنازة قال: (إذا رأيتم الجنازة فقوموا) ثم جلس في بعض الأحيان، دل على أن الأمر ليس للوجوب في هذه الحال.

    فالقاعدة أنه متى نهى عن شيء ثم فعله دل على أن النهي ليس للتحريم بل للكراهة وترك الأولى، وإذا أمر بشيء ثم تركه دل على أنه ليس للوجوب وإلا فالقاعدة أن الأوامر للوجوب والنهي للتحريم، هذا هو القاعدة.

    1.   

    المسافة التي يتركها المار بين يدي المصلي إذا لم يتخذ سترة

    السؤال: سمعت حديثاً يحرم المرور بين يدي المصلي فكم هي المسافة التي يحرم فيها المرور بين يدي المصلي إذا لم يضع أمامه شيئاً؟

    الجواب: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه -يعني من الإثم- لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يدي المصلي) متفق عليه، قال الراوي أبو هريرة رضي الله عنه: (لا أدري قال أربعين يوماً أو شهراً أو سنة).

    والمقصود أن هذا يدل على تحريم ذلك وأن فيه خطراً عظيماً، إذا كان وقوفه أربعين ولو يوماً خيراً له من أن يمر بين يديه فهذا يدل على أنه أمر خطير لا يجوز.

    وأرجح ما قيل في ذلك أن الحد ثلاثة أذرع إذا كان ما له سترة، إذا كان وراه ثلاثة أذرع فلا حرج أو كان وراءه سترة فلا حرج، أما إن كان بينه وبين السترة فهذا لا يجوز، أو كان قريباً منه في أقل من ثلاثة أذرع فهذا لا يجوز.

    والأصل في هذا أنه صلى الله عليه وسلم لما صلى في الكعبة جعل بينه وبين جدار الكعبة الغربي ثلاثة أذرع، قالوا: هذا يدل على أن هذا المقدار هو الذي يعتبر بين يدي المصلي، فإذا كان بعيداً من هذا المقدار من قدم المصلي فإنه لا يعتبر ماراً بين يديه هذا هو الأرجح.

    1.   

    كيفية إزالة النجاسة إذا وقعت على بعض الملابس دون بعض

    السؤال: كيف تنصحون من وقع على بعض ملابسه نجاسة والبعض الآخر لم يقع عليه شيء، هل يغسلهما جميعاً أم يغسل كل جزء على حدة؟

    الجواب: يغسل موضع النجاسة فقط، إذا أصاب ثوبه نجاسة غسل موضعها مثل قطرة بول على طرف ثوبه يغسل ما أصابه، أو قطرة دم أصاب المرأة من حيضها أو غيره تغسل محل القطرة وباقي الثوب طاهر.

    المقصود أنه يغسل ما أصاب الثوب من بول أو غيره من النجاسة وباقي الثوب طاهر ليس فيه شيء.

    المقدم: جزاكم الله خيراً، ولو غسل النجس مع غير النجس هل في ذلك محذور؟

    الشيخ: ما فيه حرج لكن لا يكن للوسواس، إذا كان من طريق الوسوسة لا، أما إذا كان من باب النظافة لأنه وسخ وأراد أن يغسله كله فلا بأس.

    أما التكلف والوساوس كما يفعل بعض الناس فيغسل الثوب كله من أجل الوسوسة لا ما ينبغي هذا يغسل ما أصاب الثوب فقط.

    سنعود إلى بقية أسئلتك يا أخ محمود في حلقات قادمة إن شاء الله تعالى لنفسح المجال أمام أسئلة أخرى ورسائل أخرى.

    1.   

    تفسير قوله تعالى: ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق..)

    السؤال: سؤال ورد إلى البرنامج من المستمع حسين إسماعيل العيدروس اليمن الديمقراطية حضرموت، يسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ [الزمر:6]، ما معنى الظلمات الثلاث؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: ذكر أهل العلم رحمة الله عليهم في التفسير أن معنى الآية: أن العبد يطور في الرحم خلقاً بعد خلق، أولاً يخلقه الله نطفة من مني المرأة ومني الرجل جميعاً أمشاج، ثم تحول هذه النطفة إلى علقة قطعة من الدم وهذا طور ثاني، ثم هذه العلقة يخلقها الله مضغة قطعة لحم بقدر ما يمضغ الماضغ، ثم يكون في هذه المضغة التخليق من الرأس والرجلين واليد ونحو ذلك، هذا معنى يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ [الزمر:6] يعني: تطوير يطور في بطن أمه خلقاً بعد خلق من طور إلى طور.

    وأما فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ [الزمر:6] فسرها العلماء بأن الظلمات الثلاث هي: ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة التي فيها الرحم، وظلمة البطن؛ بطن المرأة، فهي ظلمات ثلاث في الرحم، ثم في كيس المشيمة، ثم بعد ذلك في داخل البطن، فظلمة في بطن ظلمة، ظلمة الرحم، وظلمة المشيمة التي هي كيس يكون فيه الولد، ثم ظلمة الرحم، ثم ظلمة البطن، والمشيمة تسقط في الغالب مع الولد أو بعده، هذا الكيس الذي يكون فيه الولد في بطن الرحم، ثم الرحم ظلمة ثانية، ثم البطن ظلمة ثالثة، وربك حكيم عليم سبحانه وتعالى لا إله إلا هو.

    1.   

    تعريف الحديث القدسي

    السؤال: يسأل أخونا ويقول: كثيراً ما أسمع عن الأحاديث القدسية بودي أن تنوروني بعض الشيء بخصوصها جزاكم الله خيراً.

    الجواب: الأحاديث القدسية هي التي يرويها الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا يقال لها أحاديث قدسية، يعني: مقدسة منزهة؛ لأنها من كلام الرب عز وجل، وهي مثل القرآن كلام الله جل وعلا لكن القرآن معجزة مستمرة مأمور الناس أن يتطهروا عند لمس المصحف، والقرآن معجز وهو كلام الله عز وجل.

    وأما الأحاديث القدسية فهي كلام الرب عز وجل لكن ليس لها حكم القرآن في وجوب التطهر عند مسها بل لها لون آخر فهي من كلام الرب لكنها غير القرآن الذي هو المعجز المستمر للنبي عليه الصلاة والسلام، هو معجزة من دلائل النبوة، وكلام الرب عز وجل في الأحاديث القدسية كلام الرب منزل غير مخلوق لكنه ليس من جنس القرآن بل القرآن معجزة مستمرة دالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وله أحكام غير أحكام الأحاديث القدسية.

    والأحاديث القدسية مثلما ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (يقول الله عز وجل: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) خرجه الإمام مسلم في صحيحه.

    هذا الحديث العظيم يسمى حديثاً قدسياً، وهو دال على فوائد عظيمة من كلام الرب عز وجل كما سمعتم أيها المستمعون.

    وهو حديث قدسي عظيم دال على تحريم الظلم ودال على افتقار العباد إلى ربهم وأنهم فقراء إليه، فهو المنعم عليهم الذي يهدي من شاء ويطعم من يشاء ويضل من يشاء ويفقر من يشاء، فهو سبحانه الذي يغفر الذنوب ويستر العيوب جل وعلا، وهو الغني عن عباده لا يستطيعوا أن يضروه ولا أن ينفعوه فهو غني عنهم سبحانه وتعالى، وهو جل وعلا لا تنقصه معاصيهم ولا تنفعه طاعاتهم بل طاعاتهم لهم تنفعهم ومعاصيهم تضرهم، أما هو سبحانه فلا تنفعه طاعاتهم ولا تزيد في ملكه شيئاً، كما أن معاصي الناس لا تنقصه ولا تضره سبحانه وتعالى شيئاً، ثم بين سبحانه أن العباد لو اجتمعوا في صعيد واحد وسألوا ربهم كل ما يريدون من المسائل والحاجات ما نقص ذلك مما عنده شيئاً سبحانه وتعالى؛ لأن خزائنه ملأى لا يغيضها شيء سبحانه وتعالى.

    ثم بين سبحانه أن الحاصل والخلاصة أنها أعمالهم يحصيها الرب جل وعلا لهم ثم يوفيهم إياها، يعني أجورهم إن كانت طيبة أو عقابهم إن كانت سيئة؛ ولهذا قال: (فمن وجد خيراً فليحمد الله) الذي وفقه لطاعته وهداه وأعانه، (ومن وجد غير ذلك -من وجد أعماله خبيثة توجب النار- فلا يلومن إلا نفسه) لأنه فرط وأضاع وتساهل وتابع الهوى والشيطان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    1.   

    إخراج المسافر زكاة الفطر في محل إقامته

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين يقول: أنا طالب في جامعة الملك سعود، ومن المعروف أن الدراسة في هذه السنة تستمر إلى ما بعد رمضان، وعلى هذا سأكون في المملكة خلال عيد الفطر المبارك إن شاء الله تعالى، والسؤال: هل يجوز أن أرسل زكاة الفطر إلى بلدي، مع العلم أن المملكة تفطر قبلهم، وإذا كان هذا يجوز فهل أرسلها حسب قيمتها في المملكة أو في بلادي، أرجو من سماحتكم أن تبينوا لي هذا، وحبذا لو كتبتم لأمثالي من المغتربين فالأمر فيما أرى مشكل عليهم؟ جزاكم الله خيراً.

    الجواب: المشروع للمغترب أن يخرج زكاة الفطر في محل إقامته، إذا كان في الرياض في الرياض، في المدينة في المدينة، في مكة في مكة، هذا هو السنة تؤخذ صدقات الفطر من الأغنياء وتعطى لإخوانهم الفقراء في البلد، هذا هو المشروع أن يدفعها للفقراء في البلد الذي هو فيه أو فيما حوله، أما نقلها إلى بلاد بعيدة فالأولى ترك ذلك وفيه خلاف بين أهل العلم، وكثير منهم لا يرى جواز ذلك، فالمؤمن يحتاط ويوزعها في بلاده التي أقام فيها أو فيما يقاربها من القرى المجاورة، هذا هو المشروع وهذا هو الأحوط للمؤمن، فإن نقلها إلى بلده أو غيرها وأعطاها الفقراء أجزأت على الصحيح لكنه ترك ما هو الأحوط والأفضل.

    1.   

    نصيحة للمغتربين بعدم تطويل الغياب عن الأهل

    السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: إن زوجها غاب عنها أكثر من سبع سنوات، وحتى كتابة هذه الرسالة لم يصل إليهم، وترجو من سماحتكم توجيه المغتربين عن أزواجهم جزاكم الله خيراً.

    الجواب: نعم، إني أنصح المغتربين جميعاً في أي مكان أن لا يطولوا السفر عن أزواجهم، وأن يحرصوا على سرعة الإياب؛ لأن بقاء المرأة بدون زوج فيه خطر عظيم على عرضها وعلى زوجها وعلى أولادها وعلى المجتمع كله، فالمشروع للمؤمن أن يراعي هذا الأمر وأن لا يطول الغربة بالنسبة إلى زوجته وأولاده بل تكون الغربة قصيرة ولاسيما في هذا العصر الذي كثرت فيه الشرور وقل فيه العلم وقلت فيه التقوى وغلب فيه الجهل والشر والفساد.

    فالمؤمن يتقي الله في أهله ولا يطول أو ينقلهم معه إلى محله الذي هو فيه ولا يتركهم وحدهم، إما أن ينقلهم إذا كان المحل الذي هو فيه آمن وليس فيه خطر وإلا فليعجل الغربة ولا يتأخر، وليعمل في بلد حوله وفي بلدهم حتى يمكن له الوصول إليهم بين وقت وآخر من دون مشقة ولا خطر.

    فالحاصل أن الواجب على الأزواج أن يتقوا الله في أزواجهم وأن يحذروا إهمالهم فإن في ذلك خطراً عظيماً على الجميع.

    وقد كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى الجنود أن لا يتأخروا أكثر من ستة أشهر عن أزواجهم؛ لما علم رضي الله عنه من الخطر في ذلك، فكيف لو رأى الحال ورأى الزمان اليوم؟

    فالذي ينبغي أن لا يطول ولا ستة أشهر بل شهرين ثلاثة أقل من ذلك، وإذا أمكن أن يأتي إليهم بين وقت وآخر في أقصر وقت ويرجع إلى عمله إذا أمكن ذلك فهذا هو الأحوط وهو الذي ينبغي، وإذا أمكن أن ينقلهم إلى محله إذا كان نقلهم ليس فيه خطر فهو أولى وأحوط أيضاً.

    فالحاصل أنه ينبغي للزوج أن لا يطول الغربة وأن يسرع الإياب إلى أهله حتى لا تقع المصيبة التي يخشى منها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.

    سماحة الشيخ! في الختام أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.

    الشيخ: نرجو ذلك.

    مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    شكراً لمتابعتكم، وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755799058