إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (89)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • صلاة الجماعة واجبة على كل مؤمن لم يمنعه عذر من حضورها، كما أن فضلها كبير وأجرها عظيم، وأقل الجماعة اثنان، وكلما كثر العدد كان أحب إلى الله تعالى، وللجماعة آداب وأحكام تجدها مثبوتة في هذه المادة.

    1.   

    أحكام صلاة الجماعة

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة..

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للعقيدة والآداب والأخلاق والعبادات ولكل أحكام الشريعة، وها نحن قد انتهى بنا الدرس إلى صلاة الجماعة.

    قال: [المادة السابعة: في حكم صلاة الجماعة، والإمامة، والمسبوق:]

    حكم صلاة الجماعة

    [ صلاة الجماعة:

    أولاً: حكمها: صلاة الجماعة سنة واجبة؛ وذلك في حق كل مؤمن لم يمنعه عذر من حضورها] أما مع العذر فليس عليه شيء، ولعدم العذر ينبغي أن يشهدها ويصلي مع جماعة المسلمين في بيت الرب تعالى [وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو )] مدينة من المدن أو في صحراء [( لا تقامنّ فيهم صلاة الجماعة إلا استحوذ عليهم الشيطان )] هذا الخبر أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق [( فعليكم بالجماعة )] لازموها، ولا تفارقوها [( فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )] الذئب لا يأكل من الغنم إلا البعيدة المنفردة، فالذي يصلي وحده في بيته أو دكانه يبتلعه الشيطان، يفسد عليه قلبه وخلقه وآدابه؛ لأنه منقطع وليس بين المؤمنين [وقوله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده )] وهذه يمين الرسول عليه الصلاة والسلام، دائماً يحلف بها، فالذي نفسه بيده هو الله، كمن قال: بالله أو والله [( لقد هممت )] والهم بالشيء إرادة فعله [( أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس )] يتقدم للصلاة بهم [( ثم أخالف إلى رجالٍ لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم )] هذا الذي دل على وجوب صلاة الجماعة: ( ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم ) أي: بالحطب الذي أمرت باحتطابه، والحمد لله ما فعل، ولكن دل هذا على وجوب صلاة الجماعة، فلا يحل لك يا عبد الله! أن تصلي منفرداً إلا في حالة العذر والضرورة.

    [وقوله صلى الله عليه وسلم للرجل الأعمى الذي قال له: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد] ليس عندي من يقودني إلى المسجد [فرخص له] في أن يصلي في بيته [فلما ولى] أي: ذهب [ دعاه، فقال: ( هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال: فأجب )] أي: ما دمت تسمع النداء فأجب.

    وهذه أدلة قاطعة بأنه لا يحل لنا أن نتساهل في صلاة الجماعة، بل يجب أن نصليها إلا لعلة مرض أو خوف أو أمر مانع من ذلك.

    [وقول ابن مسعود رضي الله عنه] وعبد الله بن مسعود صاحبي جليل [ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها -عن صلاة الجماعة- إلا منافق معلوم النفاق] تحدث بهذا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم [ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين اثنين حتى يقام في الصف] أي: يؤتى بالرجل المريض الكبير في السن بين اثنين حتى يصلوا به إلى الصف ليصلي، ولا يرضى أن يصلي في بيته؛ ما دام يجد من يحمله.

    فإن شاء الله لا نتخلف عن صلاة الجماعة أبداً ما قدرنا على العبادة واستطعنا.

    فضل صلاة الجماعة

    [فضلها: فضل صلاة الجماعة كبير، وأجرها عظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )] أي أفضل وأعظم من صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة [وقال: ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه بضعاً وعشرين درجة )] أي: تزيد على الصلاة في البيت والسوق بخمس وعشرين أو سبع وعشرين درجة [( وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، فلم يخطُ خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد )] كلما رفع رجله في خطوة إلى المسجد رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة، حتى يدخل المسجد، ولا يفرط في هذا غير الغافلين [( وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه )] هو في صلاة ما دام في الصلاة التي تحبسه حتى يصلي ويخرج [( والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث )] أي: ينتقض وضوءه.

    ولهذا نلفت النظر مئات المرات ونقول: أيها المسلمون! يا من يرجون الله والدار الآخرة عودوا إلى منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا مالت الشمس إلى الغروب أوقفوا العمل، فأغلق يا صاحب الدكان دكانك، وأغلق يا صاحب المقهى مقهاك، وألق يا فلاح الفأس من يدك، توضئوا وتطهروا وأتوا بنسائكم وأطفالكم إلى بيت ربكم؛ فتصلون المغرب وتنتظرون العشاء والملائكة تصلي عليكم، أي: يدعون لكم بالمغفرة والرحمة.

    أضف إلى ذلك ما إن فرغتم من صلاة العشاء إلا وجلستم هكذا صفوفاً أمام المعلم المربي، فتحفظون في ليلة آية من كتاب الله وتفهمون معناها، وتعزمون على تطبيق وتنفيذ أحكامها، ثم في ليلة أخرى تحفظون حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتفهمون معناه وما دل عليه، فوالله ما تمضي عليكم سنة إلا وأنتم أولياء الله، لو رفعتم أيديكم إلى السماء لأنزل الله المطر، ومع هذا ما استجاب ولا عرف ولا قبل أحد، وكأنما كلفناهم بما لا يطيقون.

    اليهود والنصارى في أوروبا إذا دقت الساعة السادسة أوقفوا العمل، وذهبوا إلى المقاهي والملاهي والمراقص والمقاصف، ونحن الربانيون العالمون العارفون المسلمون لا نستطيع أن نلقي العمل ونأتي إلى المسجد لنتعلم الكتاب والحكمة، عجب!!

    فلو أن كل أهل قرية في مسجدهم يتعلمون الكتاب والسنة طول العام ما بقي -والله- جاهل، وإذا لم يبق الجهل، فلن يبقى الظلم، ولا الفسق، ولا الفجور، ولا الكفر ..

    كم من مرة أعدنا هذا! آلاف المرات! فما بلغنا أن أهل قرية من القرى اجتمعوا كل ليلة من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء في مسجدهم في مدينتهم أو قريتهم لتعلم الكتاب والحكمة؛ حتى نزورهم، ونتبرك بوجودنا بينهم، ونشاهدهم، ونسمع بعد ذلك ماذا تم في تلك القرية، وهل انتهى الظلم والفسق والفساد والشر، وأصبحوا علماء ربانيين نساءً ورجالاً.

    أقلُّ صلاة الجماعة

    [ثالثاً: أقلها] أقل الجماعة [اثنان: الإمام وآخر معه] تبتدئ الجماعة بالإمام وآخر معه، أي: الاثنان جماعة [وكلما كثر العدد كان أحب إلى الله تعالى] كلما كثر عدد المصلين في المسجد كان ذلك أحب إلى الله تعالى [لقوله عليه الصلاة والسلام: ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى )] والحمد لله نصلي مع الآلاف هنا، وهذا من فضل الله عز وجل علينا.

    ومعنى هذا يا عباد الله: أن لا ترضى بعد اليوم أن تصلي في بيتك أو دكانك، فلا بد من المسجد قرب أو بعد، كثر المصلون فيه أو قلوا، ولو كنت أنت والإمام فقط.

    [وكونها في المسجد أفضل] صلاة الجماعة في المسجد أفضل، وإن كانت تصح في المعمل أو في المصنع أو في محل العمل [والمسجد البعيد أفضل من القريب؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أعظم الناس أجراً أبعدهم إليها ممشى )] أعظم الناس أجراً من كان أبعدهم إليها ممشى، والآن الحمد لله وجدت السيارات.

    حكم شهود النساء لصلاة الجماعة

    [رابعاً: شهود النساء لها، وللنساء أن يشهدن صلاة الجماعة في المساجد] بشرط [إن أمنت الفتنة، ولم يخش أذى] أما إذا كانت هناك فتنة فلا تخرج، فالشرط أن تأمن الفتنة، وألا تخاف أذى يؤذيها، فإن أمنت الفتنة وأصبحت لا تخاف على نفسها فصلاتها في المسجد لها فضل [وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله )] والإماء جمع أمة وهي الخادمة، والعبد هو الخادم، فنحن عبيد الله ونساؤنا إماء الله [( وليخرجن تفلات ) أي: غير متطيبات] يا من عندهم نساء وبنات يخرجن، لا تخرجوهن متطيبات، ولا بأحسن ثيابهن وأجملها، وإنما يخرجن تفلات؛ لأن الخارجة إلى الله لتكتسب الأجر وتعود بالمغفرة لا تتبرج بزينتها في الشارع.

    فإذا قالت لك زوجتك: دعني أذهب إلى المسجد فلا تمنعها، إلا إذا كان هناك خوف أو خشية، فامرأة عمر كانت تلح عليه: يا عمر نصلي .. فيسكت ويغضب، فاحتجت عليه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) فصار يسكت، وتفلات: أي غير متبخرات متطيبات مرتديات للثياب الجميلة.

    [فإن مست طيباً، فلا يحل لها شهود صلاة الجماعة في المسجد] إذا هي تطيبت بأي طيب أو تبخرت بأي بخور لا يحل لها أن تشهد صلاة الجماعة في المسجد، ولكن تبقى في بيتها [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )] لأن أصحاب الرسول كانوا يأذنون لنسائهم في صلاة الليل -المغرب والعشاء- وصلاة الصبح، أما الظهر والعصر فلا، أغلب شيء العشاء والصبح (أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة) فضلاً عن المغرب والعصر والظهر، فمن مست طيباً فلا يحل لها شهود صلاة الجماعة في المسجد [وصلاة المرأة في بيتها أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: ( وبيوتهن خير لهن )] صلاة الرجل في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بألف صلاة، وصلاة المرأة كذلك، ولكن صلاتها في مدينة النبي في بيتها بألف وكسر، لماذا؟ لأن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد الذي هو الصلاة فيه بألف صلاة.

    ولهذا كان معنا أحد المسلمين يقول: تزوجت وعشت مع زوجتي أربعين سنة وأنا عند المسجد، وما خرجت امرأتي مرة للصلاة فيه؛ لأنه علَّمها أن الصلاة في بيتها أفضل من خروجها.

    ذكر آداب الخروج والمشي إلى صلاة الجماعة

    [خامساً: الخروج والمشي إليها: يستحب لمن خرج من بيته إلى المسجد] عندما يريد أن يخرج من بيته [أن يقدم رجله اليمنى] على عتبة الباب قدم رجلك اليمنى وأخر اليسرى [ويقول: بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله] تقول عند الخروج مقدماً لرجلك اليمنى: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن كان لا يقولها فليقلها من الليلة.

    وهناك زيادات لأهل الفضل: [اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي جميعاً، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

    اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن فوقي نوراً، اللهم أعظم فيَّ نوراً] أي: أكثر فيّ نوراً، وهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله، ونقوله نحن والحمد لله، لكن أنتم على الأقل: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن استطاع أن يحفظ هذا الذكر فهو باب مفتوح للداخلين.

    فإذا قال قائل: كيف يقال: بحق السائلين عليك؟

    نقول: ومن يردها عليك، وهي في حديث رواه أحمد وغيره، ومعنى بحق السائلين عليك: أما قال تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]؟ فأنا دعوته وصار لي حق، فأطالب بحق السائلين عليك يا رب! دعوت فأعطني كما قلت وقولك الحق: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].

    [ثم يمشي بسكينة ووقار] وليس بهرولة وجري وسعي [لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا )] فلا تأت مهرولاً بل وعليك السكينة والوقار [فإذا وصل إلى المسجد قدم رجله اليمنى] عند الدخول يقدم رجله اليمنى [وقال: باسم الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم صل على نبينا محمد وآله وسلم، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك] وإذا ليس هذا الدعاء فعلى الأقل: باسم الله، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم؛ حتى لا يدخل الشيطان معك إلى المسجد ولا يفتنك، وإن زدت: اللهم صل على نبينا محمد وآله وسلم، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، كان فضلاً وأجراً كبيراً [ولا يجلس حتى يصلي تحية المسجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين )] في أي وقت من ليل أو نهار [إلا أن يكون في وقت طلوع الشمس أو غروبها، فإنه يجلس ولا يصلي؛ لنهيه عليه الصلاة والسلام عن الصلاة في هذين الوقتين] فما دامت الشمس هبطت قبل أن تغيب أو قبل أن تطلع فلا تصلِّ تحية المسجد، وإن قال بعضهم بجواز ذلك، لكن الأصل هو هذا [وإذا أراد الخروج من المسجد قدم رجله اليسرى] يقدم اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج [وقال ما يقوله عند دخوله] باسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم صلّ على نبينا محمد وآله [إلا أنه يقول عوضاً عن -وافتح لي أبواب رحمتك-] بدل أن يقول: (أبواب رحمتك) يقول [وافتح لي أبواب فضلك] لأنه خرج إلى الدنيا، فأبواب الرحمة تطلب في المسجد.

    معاشر المستمعين! نريد أن ندعو دعاءً فارفعوا أيديكم معنا، والله تعالى نسأل أن يستجيب لنا، وأن لا يحرمنا الأجر.

    اللهم يا حي يا قيوم! يا مالك الملك، يا ذا الجلال والإكرام! يا من يقول للشيء: كن فيكون، هذه أكفنا قد رفعناها إليك سائلين ضارعين أن تطفئ نار الفتنة التي تشتعل في الديار الجزائرية، اللهم أطفئ تلك النار.. اللهم أطفئ تلك الفتنة، اللهم اجمع كلمتهم على الحق، اللهم وحد صفوفهم، اللهم اجمعهم على ذكرك وطاعتك يا رب العالمين.

    اللهم أمت هذه الفتنة التي دامت سنوات يا رب العالمين بسبب ذنوبنا، أطفئها يا رب العالمين؛ فإنه لا يطفئها إلا أنت، إنك ولي ذلك والقادر عليه.

    اللهم هذه أكفنا قد رفعناها إليك سائلين ضارعين أن تسقنا سقيا عاجلة غير آجلة، سقيا رحمة لا سقيا عذاب يا رب! يا رب! يا رب! اسقنا وأغثنا، في ديارنا هذه فقد أجدبنا وقحطنا!

    اللهم اسقنا يا رب العالمين، وقد وعدتنا ووعدك الحق، وقلت: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] ها نحن ندعوك يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين! أسقنا وأغثنا وعجل سقيانا، واجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب.

    ربنا اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، وتولنا ولا تتركنا، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، واحفظ لنا هذه الحكومة السعودية الملكية الكريمة يا رب العالمين، إنها البقية الباقية في عالم الإنسان، لم يبق في هذا الوجود سواها فاحفظها، اللهم احفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك! اللهم احفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك، ولا ترنا فيها مكروهاً يا رب العالمين.

    وصلَّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    الأكثر استماعا لهذا الشهر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756000715