إسلام ويب

سلسلة منهاج المسلم - (4)للشيخ : أبوبكر الجزائري

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تواترت الأدلة العقلية والنقلية على ربوبية الله تعالى، فالله سبحانه أخبر عن نفسه، وأخبر عنه الأنبياء والمرسلون، وآمن العالم بأسره بربوبية الله لكل شيء، والأدلة العقلية التي تدل على ربوبيته متضافرة، فالله تعالى خالق كل شيء، وهو سبحانه وتعالى المنفرد بالرزق، كما شهدت الفطرة البشرية على وجود الله وربوبيته وخلقه، وأنه المالك المتفرد بالملك سبحانه وتعالى.

    1.   

    حقيقة الإيمان وأثره في حياة الإنسان

    الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

    أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، وها نحن مع الإيمان بربوبية الله عز وجل.

    واعلم أن الإيمان الحق الصحيح الثابت إذا عرضته على القرآن وقع عليه، أو عرضته على سنة رسول الله وافقت عليه، هذا الإيمان بمثابة الروح للحي، فمن كان مؤمناً هذا الإيمان فهو حي، يسمع ويبصر، يعطي ويمنع، يجيء ويذهب، وإن ضعف هذا الإيمان أصبح كالمريض، يقوى على شيء ويعجز عن آخر، حتى يشفى من علته، وضعفه في إيمانه.

    وأما الذي لا إيمان له فهو ميت، سواء كان أبيض أو أسود، وفاقد الإيمان الصحيح ميت، والدليل على موته: أنك لا تأمره بأن يصلي، ولا أن يصوم، ولا تنهاه عن خمر أو عن باطل؛ لأنه ميت، بل انفخ فيه روح الحياة، فإذا حيي فمره يفعل، واطلب منه فلذة كبده يعطها إذا كان في ذلك حب الله ورضاه.

    هذه الحقيقة كررناها، ووالله إنها لحق! الإيمان الصحيح الذي إن عرضته على القرآن صدق عليه وقال: أنت مؤمن، أو عرضته على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وافق على أنه هذا الإيمان، وصاحب هذا الإيمان حي، يصوم ويصلي، يرابط ويجاهد، يسمع ويعي، يأخذ ويعطي؛ لكمال حياته، ومن كان له هذا الإيمان ولكن داخله نقص أو زيادة أو تقديم أو تأخير ضعف، وأصبح حاله كحال المسلمين في الجملة، فيقوى على واجب يفعله ويعجز عن آخر، ويقوى على كلمة خير يقولها ويعجز عن أخرى، وينتهي عن باطل ولا يستطيع أن ينتهي عن الآخر، وسبب هذا ضعف إيمانه.

    إذاً: من أراد أن يحيي آدمياً يعلمه ويقول له: قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا سرت هذه الأنوار في قلبه قال: عرفني بربي الذي قلت: لا إله إلا هو، عرفني بما يحب وبما يكره؛ لأتقرب إليه بذلك وأتعبد، عرفني برسول الله، وبالذي يحبه مني، وبالذي يريده مني، فإني آمنت به، فلنمش وراءه ولنأتس به.

    معاشر المستمعين! فالذي تشاهدونه من أنفسنا من الإتيان ببعض الواجبات وترك أخرى، والانتهاء عن بعض المنهيات وفعل أخرى ردوه إلى ضعف الإيمان، لا علة سوى هذه، والإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص.

    وقد درسنا أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد في تلك الروضة، والرسول يعلم أصحابه الكتاب والحكمة، فجاء جبريل في صورة رجل من بني آدم وشق الصفوف في غير أدب؛ حتى يتنكر لهم ولا يعرفونه حتى انتهى إلى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس بين يديه وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه وأخذ يسأله، فسأله عن الإيمان: ( ما الإيمان يا محمد؟! قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال: صدقت )، رواه مسلم .

    1.   

    أركان الإيمان

    وأركان الإيمان جاءت في القرآن، حيث ورد في سورة البقرة خمسة أركان: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177] والركن السادس في سورة القمر، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49] فلا يحل لمؤمن ولا مؤمنة أن لا يحفظ هذه الأركان الستة، حرام عليه أن يبيت وهو لا يحفظها، وقد رأينا بعضنا يحفظ عشرات القصص من الكلام الباطل والحكايات، ويعجز أن يحفظ هذه الكلمات. تسأله عن الإيمان ما هو؟ فيقول: هاه لا أدري. ونحن لا ندري كيف يعيش هذا، ولا لوم ولا عتاب؛ لأننا ضيعنا وأهملنا وتركنا من مئات القرون، فحصل الذي حصل!

    إذاً: أركان الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

    ودرسنا من كتاب المنهاج أولاً: الإيمان بالله، فأصبحنا مؤمنين بالله إيماناً يقينياً، لو تحطم أحدنا أو تقطعه أو تذبحه لا يستطيع أبداً أن ينكر وجود الله عز وجل.

    وقلنا: هذه الحقيقة مسلمة بالفطرة، ولم تعرف البشرية من عهد أبيها الأول آدم عليه السلام إلى هذه الساعة أحداً ينكر وجود الله، سواء كان عربياً أو عجمياً أو عالماً أو جاهلاً كيفما كان، لا يوجد على سطح الأرض من ينكر وجود الله عز وجل اللهم إلا المكرة اليهودية التي وضعها بنو عمنا عليهم لعائن الله! ولم أكذب عندما قلت: بنو عمنا، فهم أولاد إسحاق بن يعقوب، ونحن أولاد إسماعيل، وجدنا إبراهيم، تلك المكرة التي وضعوها من أجل أن يحققوا بعض أهدافهم، فوضعوا علماً وقالوا: (لا إله والحياة مادة)، وتغنى بهذا النغم العرب والعجم، والكفار والمؤمنون، وأصبح يدرس في مدارس المسلمين على أبناء المسلمين، الحياة مادة، والطبيعة، ونجحوا نجاحاً كبيراً.

    ووجه النجاح: أن النصراني المسيحي الصليبي سواء كان أسود أو أبيض كان قبل هذه الخدعة لا يستطيع أن يفتح عينيه في يهودي؛ لبغضه له، بحجة أنه قاتل إلهه، وهو صالب المسيح، وقد وقع أن أقلوهم كما يقلى السمك في الزيت بغضاً لهم، وقد استطاع اليهود أن يخرجوا من هذه الحال بأن تفلسفوا وكذبوا ووضعوا للبشرية مبدأ (لا إله والحياة مادة)، فمسخ الصليبيون، ولم يبق فيهم ولا ( 10%) على عقيدتهم، ومن ثم ركبوا على ظهورهم، وسادوهم وحملوهم على أن يصفقوا لإنشاء دولة بني إسرائيل في قلب أرض الإسلام في فلسطين.

    وتأثر العرب المسلمون وإلى الآن، ولما انكشفت عورة الإلحاد وظهرت سوءته وهبطت روسيا الزعيمة.. الدب الأحمر تتستروا بكلمة العلمية أو العلمانية، كل شيء للعلم، فلا تقل: قال الله ولا قال الرسول. بل قل: العلم. وهي والله لمن صنع بني عمنا اليهود، حتى لا تقول: قال الله ولا قال رسوله، بل العلم.

    ومع الأسف مد المسلمون أعناقهم، وركب اليهود على ظهورهم، وفعلوا ما فعلوا، والآن نحن نبكي!

    مؤمن لا يعرف أركان الإيمان ولا يسأل عنها؟ ولا يسأل هو مؤمن أم لا؟ هذا كله من ضربتهم التي نعاني منها إلى الآن.

    1.   

    الأدلة النقلية على ربوبية الله لكل شيء

    قال المؤلف غفر الله لنا وله: [الأدلة النقلية] أي: المنقولة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فالإيمان بربوبية الله عز وجل له أدلته النقلية والعقلية، وقد سبق أن درسنا الأدلة النقلية في الدرس السابق، ولكن لا بأس بمراجعتها.

    إخباره تعالى عن ربوبيته بنفسه

    أولاً: إخباره تعالى عن ربوبيته بنفسه، إذ قال ربنا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]. الحمد والشكر لله رب العالمين. والرب معناه: الخالق المالك السيد المدبر، وقد سبقت معنا الأدلة القرآنية في إخبار الله تعالى عن ربوبيته في الدرس السابق.

    ثانياً: إخبار الأنبياء والمرسلين بربوبية الله لخلقه

    ثانياً: إخبار الأنبياء والمرسلين، مائة وأربع وعشرين ألف نبي كلهم يؤمنون بربوبية الله لخلقه، فلا تشك أو تضطرب، وثلاثمائة وأربعة عشر رسولاً ممن تلقوا كلام الله عز وجل وأخذوا رسالته وبلغوها لعباده.

    ثالثاً: إيمان العلماء والحكماء بربوبية الله لكل شيء

    ثالثاً: إيمان البلايين من العلماء والحكماء بربوبية الله تعالى لهم ولكل شيء، واعترافهم بذلك واعتقادهم إياه اعتقاداً جازماً، ونحن بطبيعتنا يقوم رجل فيقول: أنا كنت في طوكيو وشاهدت فيها كذا، وما وقف أحدنا على طوكيو، ونقول: نعم صحيح، ولا نتردد أبداً، فكيف إذا كانوا مجموعة -خمسون شخصاً- وقالوا: كلنا درسنا في طوكيو؟ لا يكذبهم إلا مجنون. إذاً: فكيف بأخبار البلايين من الخلق؟ الكل يشهد أن الله هو رب العالمين، فلا يبقى مع هذا شك، فإيمان البلايين والعدد الذي لا يحصى من عقلاء البشر وصالحيهم بربوبيته تعالى لجميع الخلق من الأدلة النقلية التي لا يمكن أن ترد.

    1.   

    الأدلة العقلية على ربوبية الله لكل شيء

    قال: [ الأدلة العقلية: ]

    أولاً: تفرده تعالى بخلق كل شيء

    [ أولاً: تفرده تعالى بالخلق لكل شيء، إذ من المسلم به لدى كل البشر أن الخلق والإبداع لم يدِّعهما أو يقوى عليهما أحد - من- سوى الله عز وجل، ومهما كان الشيء المخلوق صغيراً أو ضئيلاً ] من الذرة إلى المجرة، هذه المخلوقات كلها لا يوجد من يرفع يده ويقول: أنا خلقتها [ حتى ولو كان شعرة في جسم إنسان أو حيوان، أو ريشة صغيرة في جناح طائر ] فالخلق لله، وتفرده تعالى بالخلق لكل شيء هو الذي يوجب ربوبيته لكل شيء.

    ثانياً: تفرده تعالى بالرزق

    [ثانياً: تفرده تعالى بالرزق، إذ ما من حيوان سارح في الغبراء أو سابح في الماء أو مستكن في الأحشاء إلا والله تعالى خالق رزقه، وهاديه إلى معرفة الحصول عليه، وكيفية تناوله والانتفاع به ] والجنين في بطن أمه سواء في النعجة أو البقرة أو الأمة أو المرأة يتغذى، وهكذا كل المخلوقات، والله هو الذي علمهم هذه التغذية وكيف يتغذون، وليس هناك من يدعي ويقول: أنا من علمتهم ذلك.

    وقد شاهدنا الدجاجة كيف تجمع أفراخها تحتها، وتغنيهم غناءً خاصاً، وكيف تعلمهم النقر للحب وكيف يأكلونها، ولا يدعي أحد أنه هو الذي أوجد فيها هذه العاطفة أو هذه الروح، أو يقول: أمه أو بنو فلان. فلم يبق إلا كلمة الله فهو رب العالمين [ فمن النملة كأصغر حيوان، إلى الإنسان الذي هو أكمل وأرقى أنواعه، الكل ] الجميع [ مفتقر إلى الله عز وجل في وجوده وتكوينه، وفي غذائه ورزقه، والله وحده موجده ومكونه، ومغذيه ورازقه، وها هي ذي آيات كتابه تقرر هذه الحقيقة، وتثبتها ناصعة كما هي، قال تعالى: فَلْيَنْظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ [عبس:24] ]. البقل والحلاوى، والرز والقمح والشعير، انظر يا ابن آدم! إلى طعامك [ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا [عبس:25] ]. وهناك من يعتقد أن أمريكا هي التي تصب الماء، فقد أشاعوا وقالوا: وصلت روسيا إلى مستوى أنها تستطيع أن تسوق السحاب من إقليم إلى إقليم، وصفق العميان والمجانين، وأخزاهم الله وأذلهم وما كان هذا، كما صفقوا وقالوا: صعدوا إلى القمر، ووالله ما صعدوا، وأخذت صحف العرب تكتب: من يحجز من الآن تذكرة؟! وتمر الأيام والأعوام، والذي كان يدعي في أمريكا أنه هو الذي غزا القمر وانتهى إليه قال: والله هذا باطل وكذب، وكلها تمثيليات فقط، وسبحان الله! في هذه الحلقة المباركة أيامها كنا نقول: يجب ألا نصدقهم، كذبوا رسول الله، ولم يعترفوا أبداً بعروجه إلى الملكوت الأعلى، ونزوله في الجنة دار السعداء، ونحن نصدقهم بهذه الكذبة؟ لكن من العدل أن نقول: ممكن فقط، ولا نصدقهم؛ لأن التصديق معناه مدحهم، وأننا أعلنا عن كمالهم حتى نذل وننكسر، حتى لو رأينا نتجاهل ذلك ونقول: هذا كلام، وإذا بمجلة من الصين تأتينا وتقول: هذه فرية وكذبة من الدولتين العظميين أمريكا وروسيا من أجل إذلال البشر، ومن أجل الركوب عليهم، وما هي إلا أفلام في الجبال، والله في الأيام الأولى، ووقف الصين هذا الموقف لأنهم يريدون أن يكونوا القوة الثالثة، ولا ينهزموا أمام أمريكا ولا روسيا، لا الصليب ولا الإلحاد، وتمضي الأعوام ويتحقق ما قالوه. ونحن نقول للمسلمين: لا تصفقوا بأمجاد أعدائكم، وتجاهلوها خير لكم، ولكن أبوا، فأصبح المسلمون يصفقون لانتصارات اليهود والنصارى.

    والشاهد عندنا: قول ربنا: فلينظر الإنسان المكذب بألوهية ربه وحقه عليه في عبادته، بذكره وشكره، فلينظر الإنسان المكذب بلقاء ربه والوقوف بين يديه في آخر ساعة للجزاء على الكسب في هذه الدنيا [ ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا [عبس:26] ] لعلنا نحن شققناها، وإذا شققناها وبذرنا البذر فيها فإننا لا نوجد فيها الحياة، ولا نحول البذرة إلى شجرة، ولا يفكر في هذا أحد ويقوله، فلنقل: آمنا بالله [ ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا [عبس:26-31] ] فلا أحد يشارك الله، لا عبد القادر ، ولا سيدي فلان، ولا روسيا ولا الصين، فلا أحد يرفع رأسه ويتكلم في هذا، هذه آيات الله الدالة على وجوده وقدرته، والمقررة لربوبيته أولاً، وبالتالي لألوهيته، فلا إله غيره، أي: لا يعبد سوى الله عز وجل.[ وقال تعالى: وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى * كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ [طه:54] ] أيها الناس! [ وقال لا إله إلا هو ولا رب سواه: فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [الحجر:22]. وقال لا رازق إلا هو: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا [هود:6] ]. وهي حية، وهي ميتة [ وإذا تقرر بلا منازع أنه لا رازق إلا الله كان ذلك دليلاً على ربوبيته سبحانه وتعالى لخلقه ].

    ثالثاً: شهادة الفطرة البشرية

    [ثالثاً: شهادة الفطرة البشرية ] الفطرة: الغريزة والطبع البشري [ السليمة ] شهادتها [ بربوبية الله تعالى، وإقرارها الصارخ بذلك، فإن كل إنسان لم تفسد فطرته يشعر في قرارة نفسه بأنه ضعيف وعاجز أمام ذي سلطان غني قوي، وأنه خاضع لتصرفاته فيه وتدبيره له، بحيث يصرخ في غير تردد أنه الله ربه ورب كل شيء ].

    لطيفة كررناها في الدرس: كان أحد المؤمنين عاملاً في باريس، وزار المدينة وعاش معنا فترة وتوفي، لما بدأت فكرة (لا إله والحياة مادة) عنده صديقة فرنسية أصيبت في نفسها بالإلحاد، فأصبحت لا تؤمن بالله، لما يجادلها تخرج الفلوس من جيبها وتقول: هذا الذي يعبد، حياتي موقوفة على هذا، قال: وتمضي الأعوام وحبلت، وجاءها الطلق، ولما كانت على فراش الموت دخل عليها فقال لها: الآن، قالت: لا، لا، لا، ربي، ربي، ربي، فصرخت بربوبية الله تعالى [ وإن كانت هذه الحقيقة مسلمة لا ينكرها أو يماري فيها كل ذي فطرة سليمة فإنه يذكر هنا زيادة في التقرير ما كان القرآن الكريم ينتزعه من اعترافات أكابر الوثنيين ] المشركين [ بهذه الحقيقة، التي هي ربوبية الله تعالى للخلق ولكل شيء. قال تعالى ] وهو يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم في كتابه: [ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9] ] فما قالوا اللات أو العزى أو هبل أو مناة، لا يستطيعون. خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ [الزخرف:9] [ وقال جل جلاله: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [العنكبوت:61]. وقال عز وجل: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ [المؤمنون:86-87] ]. هؤلاء كبار الوثنيين عبدة الأحجار.

    رابعاً: تفرده تعالى بالملك لكل شيء

    [ رابعاً: تفرده تعالى بالملك لكل شيء، وتصرفه المطلق في كل شيء، وتدبيره لكل شيء دال على ربوبيته؛ إذ من المسلم به لدى كافة البشر أن الإنسان كغيره من الكائنات الحية في هذا الوجود، لا يملك على الحقيقة شيئاً، بدليل أنه يخرج أول ما يخرج إلى هذا الوجود عاري الجسم، حاسر الرأس، حافي القدمين، ويخرج عندما يخرج منه مفارقاً له، ليس معه شيء سوى كفن يوارى به جسده، فكيف إذاً يصح أن يقال: إن الإنسان مالك لكل شيء على الحقيقة في هذا الوجود؟ ] فالإنسان لا يملك شيئاً على الحقيقة في هذا الوجود؛ لأنه يخرج من بطن أمه عار، ويموت ويرمى في التراب عار، وليس معه سوى الكفن [ وإذا بطل أن يكون الإنسان -وهو أشرف هذه الكائنات- مالكاً لشيء منها، فمن المالك إذاً؟ المالك هو الله، والله وحده وبدون جدل، ولا شك ولا ريب، وما قيل وسلم في الملكية يقال ويسلم كذلك في التصرف والتدبير لكل شأن من شئون هذه الحياة، ولعمر الله إذاً لهي صفات الربوبية: الخلق .. الرزق.. الملك.. التصرف .. التدبير ] هذه صفات الربوبية الحقة، وهي الربوبية والخلق لكل شيء والرزق لكل كائن، والملك لكل شيء، والتصرف في كل شيء، والتدبير لكل شيء[ وقديماً قد سلمها أكابر الوثنيين من عبدة الأصنام، سجل ذلك القرآن الكريم في غير سورة من سوره، قال تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ [يونس:31] ]. من أبي جهل إلى أبي سفيان رضي الله عنه؟ ومن يدبر الأمر؟ يقولون: اللات .. عيسى .. مريم [ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ [يونس:32] ] ماذا بعد الحق إلا الضلال، فالله هو الذي يحيي ويميت، ويعطي ويمنع، ويضر وينفع، فهو الذي يخرج الحي من الميت، وأقرب مثال عندنا البيضة، فهي ميتة، ويخرج منها الفرخ هذا، ويخرج الميت من الحي، فالبيضة ميتة وتخرج من حي، من دجاجة حية وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ [يونس:31]. إذاً قل: أَفَلا تَتَّقُونَ [يونس:31] ]؟ فتوحدونه وتعبدونه وحده؟ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ [يونس:32].

    1.   

    بيان أن لكل موجود موجداً

    معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! آمنا بالله موجوداً بعلمه وقدرته وجلاله وكماله، وكل الكائنات تشهد بذلك حتى ظفري، فضلاً عن كوكب، فضلاً عن نخلة أو إنسان، فكل الكائنات تشهد بوجود موجد لها، وهذا الموجد لها يجب أن يكون أقوى ما يكون، وأقدر ما يكون، وأعلم ما يكون، وأحكم ما يكون، فصفاته عز وجل هي صفات الكمال من العلم والقدرة والرحمة والحكمة.

    ولو قال شخص: أنا لا أؤمن بوجود الله فنقول له: قف ونسأله: أأنت موجود أم لا؟ فإن قال: أنا غير موجود، قلنا: أخرجوه؛ فهذا مجنون، وإن قال: موجود باسم المفعول، قلنا له: من أوجدك؟ فإن قال: هاه، لا أدري، قلنا له: موجدك اسمه الله، فاعرفه من الآن، ولن تستطيع أن تدلنا على شيء وجد بدون موجد ولو كأس من الحليب على طاولة، فهذا مستحيل، فهذا الخلق كله له موجد، ثم هذا النظام فقط آية من آيات الله، وليقف أحدكم الآن ولينظر إلينا لن يجد اثنين لا يفرق بينهما، مع أن الشخصية هي عينان وأنف ومنخران وفم وشفتان وشعر الرأس، ووالله لو وقفت البشرية كلها في صعيد واحد لما وجدت اثنين لا يفرق بينهما، هذا يدخل على بيت هذا ويدخل على بيت هذا، وهذا عجب، فقولوا: آمنا بالله وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [الروم:22]. وألوانكم، فالقضية ليست قضية بياض وسواد وصفرة وحمرة، بل هي كما قدمنا قضية العينان والأنف والشفتان والوجه، ما تجد اثنين متشابهين بحيث يقال: هذا هو، ويدخل على امرأة هذا ويقول: أنا زوجك، ويقول للأولاد: أنا أبوكم، والثاني كذلك، ولو شاء الله ألا يميز بين الخلق فكيف تكون الحياة؟ إذاً: آمنا بالله رباً. ومعنى آمنا بالله: آمنا بالله بوجوده وإن لم نره، فكل ذرة دالة عليه، وأنت عندما تدخل المنزل وتجد فراشاً فإنك تؤمن أن هذا الفراش وضعه إنسان موجود.

    1.   

    العلة من وجود الدنيا والآخرة

    معاشر الأبناء! أطلت وليس من الخير أن أطيل، ألخص هذه الكلمة: نحن نشكو من انكباب إخواننا على الأغاني والمزامير آلمنا هذا؛ لأنه صرفهم عن ذكر الله، قوى فيهم غريزة حب الحياة، أنساهم الدار الآخرة، نشكو من إخوان لنا إذا تكلموا تكلموا بالسوء ونطقوا بالهجر، وليس من حق المسلم أن يلفظ بغير الطهر والصفاء: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً )، ( التحيات لله والصلوات والطيبات )، يسوءنا أن نسمع أن أبناءنا يعيشون على الخلاعة والدعارة خارج ديارنا، يسوءنا أننا أصبحنا نتكالب على الربا، متى أبيح الربا؟ أنزل كتاب بعد القرآن، أم بعث نبي بعد محمد؟ لم يباح الربا علناً ويخبرك الرجل بأنه أخذ كذا وكذا؟! لم هذا؟

    نشكو من ظاهرة السفور، ومن الآلات التي تحركها الأصابع، فأصبحت تشاهد البنت المسلمة في دار النبي صلى الله عليه وسلم، في ديار الله تكشف عن وجهها وترفع رأسها تتحسس المجتمع!

    نشكو أيضاً من خلف الوعد ونكث العهد، شاع فينا وانتظم حياتنا، نشكو من الحسد، من البغضاء، من تمزيق الصلات، نشكو من الكبر أيضاً.. آلاماً نشكوها ولا نشكوها إلا إلى الله، فهل من دواء؟ الدواء ذكر الله، الذاكرون أحياء والناس أموات، ذكر الله ليس ذكر حلق الصوفية بألفاظ مبتدعة شنيعة: هو.. هو..، لا، ذكر الله يتواطأ القلب فيه واللسان؛ بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، بكلمه الطيب وكلام رسوله الحبيب، فاذكر الله وكأنك مع الله، إن الله يقول: ( أنا مع عبدي متى ذكرني وتحركت بي شفتاه )، فهذا الذي بين يدي الله يستطيع أن يعصي الله؟ كيف يتم هذا، يعلم أنه بين يدي الله، الله يسمعه ويراه، ثم يقوى على أن يعصي الله؟ والله ما كان أبداً، فالعلاج ذكر الله، أن نلتزم بذكر الله، وأن نختار الكلمات الطيبات ونملأ بها فراغنا، وما عندنا في الحقيقة فراغ، ولكن وجد هذا الفراغ.

    فكل كلمة لا تحقق درهماً أو ريالاً لمعاشك، ولا حسنة لمعادك فهي كلمة لغو، وأنتم ممن قال الله فيهم: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3]، ما عندنا -والله- دقائق نسمع فيها غير ما يرضي الله، أو نشاهد فيها غير ما يزكي أنفسنا، لا ما يدسيها ويخبثها ويلوثها.

    أرجو من الأبناء والإخوان أن يلتزموا الآن بمبدأ ذكر الله، وقد عرفتم أطيب الكلمات وأفضلها: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.اهد بوجود الله، ولو كنا قادرين على رؤية الله لأرانا، ولكن الحكمة الإلهية لم تقتض هذا؛ لأن سر هذه الحياة وعلتها هو أن يذكر الله ويشكر، فمن ذكر وشكر في الحياة الثانية بعد نهاية هذه الحياة يجزيه بشكره وذكره، وينزله الملكوت الأعلى فوق السماء السابعة في الفراديس العلى، ومن كفر ونسي ولم يذكر ولم يشكر يجزيه بالعذاب الأليم الخالد الباقي في أسفل الكائنات.

    فعلة هذه الحياة أراد الله أن يعبد ويذكر ويشكر، فخلقنا من أجل ذلك، ثم ما ألزمنا بالعصا والحديد والنار، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف:29]. ومن شاء فليذكر ومن شاء فلينسى، والجزاء سيأتي للذاكرين والناسين، ويتم الجزاء عندما تنتهي هذه الدورة، ولا نجازى الآن لأننا نحن في دار عمل، ولسنا في دار جزاء، والذي يعمل بالشهرية عند موظف لا يقول: أعطوني كل يوم، فهذا ليس معقولاً، وإنما لما ينتهي الشهر، والذي يعامل معاومة - سنة- لا يطالب حتى تنتهي السنة، وصاحب اليوم لا يأتي في الضحى يقول: أعطوني أجرتي، وإنما بعد نهاية اليوم، فكذلك هذه أعمال مسجلة، ونجزى بها يوم تنطوي صفحة هذا الوجود، وهي والله لقريبة الطوي جداً، ونحن نقترب بسرعة منها.

    والحياة الثانية علتها أنه أوجدها الله ليجزي العاملين في هذه الحياة الدنيا، فأهل الإيمان وصالح الأعمال يسكنهم الفراديس العلى في الملكوت الأعلى، ولقد ارتاد هذا العالم رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة عجب، وانتهى إلى الملكوت الأعلى، وانتهى إلى سدرة المنتهى وتجاوزها، وكلمه ربه كفاحاً وجهاً لوجه، وفرض عليه الصلوات الخمس، إلا أنه ضعيف الرؤية لم يستطع أن يرى الله، فسئل قال: (نور أنى أراه )؟ وسبقه الكليم موسى عليه السلام لما تجلى له ربه في جبل الطور بأرض سيناء فاشتاقت نفسه إلى رؤية الله؛ لأنه يسمع كلامه، قال: يا رب! أكلامك أسمع أم كلام ملك؟ قال: كلامي، قال: رب أرني أنظر إليك إذاً، قال: لن تراني، ولا تستطيع ذلك، ولولا أن الله مكننا من النظر بهذه القطعة فإن القدم أقوى منها. فهذا البصر محدود، وهو لا يستطيع أن يرى أكثر مما يقدر عليه، كالسمع، فأنت لا تسمع الآن صوتاً من أمريكا، ولا من جدة، ولا من أبيار علي، ولا تستطيع أن تنظر أكثر من خمسة كيلو أو ما بعدها، وقوتك البدنية كذلك، وكذلك عقلك، فهذا السر الباطني لا تستطيع أن تدرك به كل شيء، بل تعجز عن ذلك، ولا يسعك إلا أن تقول: آمنت بالله، وقد قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام وهو بين أصحابه يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، قال: (لقد كان فيمن كان قبلكم رجل يركب على بقرة). رجل يركب على بقرة في فلسطين، ( فرفعت البقرة رأسها -هكذا- وقالت: ما لهذا خلقت. قال: سبحان الله! آمنت بالله). فالبقرة تنطق وتقول لمن ركبها: ما لهذا خلقت، أنا خلقت للحرث والسني، لا لتركبني أنت، فلما بلغ الخبر رسول الله قال: (آمنت بالله ). لأن هذا فوق العقل. ( آمنت بالله، آمنت بالله -وكان أبو بكر وعمر غائبين في مهامها، فقال: وآمن به أبو بكر ، وآمن به عمر ). وكانت شهادة من رسول الله لهذين الصحابيين من أعظم الشهادات، ومع هذا يوجد ممن ينتسبون إلى الإسلام من يكرههما ويبغضهما، ويتقرب إلى الشيطان بذلك لا إلى الرحمن، ويكفرهما ويقول: هو مسلم؛ وذلك للجهل، ظلمة الجهل، فما تعلمنا وما عرفنا وما اجتمعنا على كتاب الله ولا على هدي رسول الله قروناً عديدة، فكيف لا نقع في هذه الضلالات؟

    والشاهد عندنا معاشر المؤمنين! أن الله هو الرب الحق، وإن عشنا إلى يوم آخر نعرف أن الله هو الإله الحق.

    إذاً: لا يكون الإله إلهاً إلا إذا كان رباً، والله العظيم لا يكون الإله إلهاً يعبد إلا إذا كان أولاً رباً، خلقني ورزقني ودبر حياتي أعبده، والذي ما أعطاني ولا منعني ولا رفعني ولا وضعني ولا كان وجودي على يديه فلا أعبده، ولا أألهه.

    معاشر المستمعين! هيا نرفع أكفنا إلى ربنا سائلين ضارعين أن يسقي هذه الديار، وبالأمس دعونا ونواصل الدعاء حتى يسقينا، وإذا سقانا نرفع أكفنا للشكر والحمد والثناء على إنعامه وإفضاله.

    اللهم يا أرحم الراحمين! يا رب العالمين! يا ولي المؤمنين! يا متولي الصالحين! إنا نسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تسقي ديارنا هذه، سقيا عاجلة غير آجلة، نافعة غير ضارة، اللهم اسقنا وأغثنا، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا، ولا تجعلنا من القانطين، ربنا هذه أكفنا رفعناها إليك سائلين ضارعين، فلا تردها خائبة يا رب العالمين! فاسقنا سقيا عاجلة غير آجلة، نافعة غير ضارة، عامة يا رب العالمين! غير خاصة.

    وصل اللهم على نبينا محمد وآله وسلم تسليماً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756223162