إسلام ويب

قصة هود عليه السلامللشيخ : أحمد فريد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • أرسل الله تعالى هوداً عليه السلام إلى قوم عاد يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته، فكذبه قومه وسفهوه واستهزءوا به، فذكرهم نبيهم بنعم الله عليهم الظاهرة والباطنة، ولكن ذلك لم ينفعهم ولم يزدهم إلا عتواً ونفوراً، فأنزل الله عذابه عليهم ونجّى هوداً والذين آمنوا معه.

    1.   

    الفرق بين القصة القرآنية وغيرها

    الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، دعا عباده إلى دار السلام، فعمهم بالدعوة حجة منه عليهم وعدلاً، وخص بالهداية والتوفيق من شاء نعمة ومنة وفضلاً، فهذا عدله وحكمته وهو العزيز الحكيم، وذلك فضله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبده وابن عبده وابن أمته ومن لا غنى به طرفة عين عن فضله ورحمته، ولا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، وقد ترك أمته على الواضحة الغراء والمحجة البيضاء، وسلك أصحابه وأتباعه على أثره إلى جنات النعيم، وعدل الراغبون عن هديه إلى صراط الجحيم: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال:42]، فصلى الله وملائكته وجميع عباده المؤمنين عليه كما وحد الله عز وجل وعرفنا به ودعا إليه وسلم تسليماً.

    أما بعد: عباد الله! أصدق الحديث كتاب الله عز وجل وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى: إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ [الأنعام:134].

    فالقصص القرآني عباد الله! قصص حق؛ لأنه وقع في تاريخ البشرية، سجله الله عز وجل لنا في كتابه المعجز من أجل أن يرتقي بأحوالنا الإيمانية، ومن أجل أن يغرس في نفوسنا الصفات الجميلة والأخلاق النبيلة، قال تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ [هود:120]، أي: في سورة هود، والله عز وجل يقص علينا القصص من أجل أن يرتفع مستوى الأمة الإيماني، ومن أجل أن تشهد هذه الأمة لجميع الأمم يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يدعى نوح يوم القيامة فيقول الله عز وجل له: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقول لقومه: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول الله عز وجل لنوح عليه السلام: من يشهد لك؟ فيقول: أمة محمد، ثم تلا قوله عز وجل: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة:143]).

    وقال عز وجل: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف:3] بخلاف القصص الدنيوي التي هي من نسج الخيال، وليس من بحر الحقيقة، والتي غالباً ما يخالطها الكذب، وغالباً ما يأتي بها الذين قد غلب عليهم التبرج والأفكار الإباحية وهم يريدون -عباد الله- أن يغرسوا في نفوس الناس التعلق بالدنيا والأخلاق المذمومة الباطلة، فمن الناس من يؤهل للسعادة وللحسنى وزيادة فهو يتمتع بسماع القصص القرآني والسيرة النبوية وغير ذلك مما يقربه إلى الله عز وجل، ومما يزيده حباً لله عز وجل ولطاعة الله عز وجل، ومن الناس من يقضي الساعات الطوال أمام الأفلام الساقطة والتمثيليات الهابطة التي لا تخلو من متبرجة متهتكة، أو اختلاط ماجن أو رؤية من يشربون الخمور أو غير ذلك مما يغرس في الناس الجرأة على معصية الله عز وجل، وكل ميسر لما خلق له، وكل نفس لها ما يناسبها وما يشاكلها، وقد بدأنا في قصص الأنبياء الكرام الذين اصطفاهم الله عز وجل واختارهم على علم، وجعلهم قدوة للبشرية وأسوة حسنة لمن أراد الحياة الأخروية.

    ذكرنا قصة آدم أبي الأنبياء ثم ذكرنا بعد ذلك قصة نوح وهو أبو البشرية الثاني بعد أبيهم آدم، قال تعالى: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ [الصافات:77]، وهو أول الرسل إلى أهل الأرض.

    1.   

    دعوة هود عليه السلام

    ودرسنا مع نبي كريم ورسول من رسل الله عز وجل وهو هود عليه السلام، قال تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ * أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [الأعراف:65-72].

    هذه الآيات الكريمات -عباد الله!- تبين لنا كيف كانت دعوة هود عليه السلام، وكيف أنها دعوة جميع الأنبياء؟ فوظيفة كل الأنبياء تعبيد الناس لرب الأرض والسماء، فإن الناس يقعون في عبادة الأحجار والأشجار والشمس والقمر والبقر والطواغيت والهوى والشيطان، والرسل والدعاة بدعوة الرسل يحررون الناس من هذه العبادات الباطلة، ويجعلونهم عبيداً لله عز وجل، كما قال ربعي بن عامر : إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عباد الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

    فقوله تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [الأعراف:65]، قال بعض العلماء: إن الناس جميعاً إخوة في النسب؛ لأنهم جميعاً من آدم وحواء.

    وقيل: لأن الله عز وجل نسبهم إلى أبيهم وإلى كبير هذه القبيلة وهو عاد.

    ومثل ذلك قوله تعالى: وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا [الأعراف:73]، فلما نسبهم الله عز وجل إلى قبيلتهم وإلى جدهم الأعلى ناسب أن يقول: أخاهم، ولكن لما نسب قوماً إلى الصنم الذي يعبدونه قال: كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ [الشعراء:176-177]، ما قال أخوهم شعيب؛ لأن الله عز وجل نسبهم إلى الأيكة وهو الصنم الذي يعبدونه، والذي ينبغي -عباد الله!- أن نعلم أن هذه الأخوة إنسانية يعني: في النسب، فلا يترتب عليها حب ولا بغض، فإن لم يكونوا معه على الإيمان فلا يجوز أن يحبهم.

    قال عز وجل: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22]، فالله عز وجل لا يرتب على هذه الأخوة حب ولا بغض ولا توارث، ولما قال نوح عليه السلام: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ [هود:45-46]، فلا يرث الابن الكافر من أبيه المسلم، ولا الابن المسلم من أبيه الكافر، فإذا اختلفت العقيدة فلا يتوارث أهل ملتين شتى، فـفرعون وأبو جهل وأبو لهب إخوة لنا في الإنسانية فلا نحبهم؛ فـأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ينزل الله في حقه وهو يتحرك على الأرض تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد:1-5].

    لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب

    وكان سلمان يقول:

    أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم

    فهذه الأخوة -عباد الله!- لا يترتب عليها حب ولا بغض ولا ولاء إذا لم يكونوا على نفس العقيدة والإيمان والدين.

    قال تعالى: وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:65]، ودعوة جميع الأنبياء أَفَلا تَتَّقُونَ [الأعراف:65]، قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف:66]، والملأ: هم وجوه الناس وهم أهل الجاه والثروة، وهم الذين يعادون الأنبياء.

    أما الضعفاء والفقراء فيسهل عليهم أن يكونوا تبعاً لغيرهم، بخلاف أصحاب المناصب وأصحاب الجاه وأصحاب الأموال فإنه لا يسهل عليهم أن ينقادوا لغيرهم؛ لأنه قد يكون في ذلك ضياعاً لبعض مصالحهم، ولرئاستهم ولرفعتهم على الناس في الدنيا.

    1.   

    موقف قوم عاد من نبيهم هود

    قال تعالى: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف:66]، فهذا من سوء أدبهم مع أنبياء الله عز وجل مع أنهم يعرفون شرف نسبه، ومع أنه دعاهم في النسب فكان ينبغي عليهم أن يتأدبوا معه، ولكنه الكفر فإنه يطمس على القلوب والعقول، هو يدعوهم إلى الله عز وجل، وهم يدعونه إلى عبادة الأصنام!

    وقد قال ابن كثير رحمه الله بأنهم أول من عبد الأصنام بعد قوم نوح عليه السلام، فإنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلها على التوحيد، فابتدأت البشرية بالتوحيد، ثم لما عبدت الأصنام أهلك الله عز وجل أهل الأرض، وبقي نوح عليه السلام وذريته ومن كان معه في السفينة، فلم يكن لآدم ذرية إلا من جهة نوح عليه السلام، ولهذا قال تعالى: وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ [الصافات:77]، ثم جاء بعد ذلك قوم عاد فكانوا أول من عبد الأصنام بعد قوم نوح عليه السلام، وكانوا يسكنون بالأحقاف في جنوب الجزيرة العربية بين عدن وحضرموت.

    قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ [الفجر:6-8]، ميزهم الله عز وجل ببسطة في أجسامهم، وقوة في أبدانهم، وكانت البشرية -عباد الله- تتفاوت تفاوتاً ليس بالقليل في الأعمال وفي الأجسام.

    فهذا نوح عليه السلام يمكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله عز وجل، وهي عمر الدعوة وليس عمر نوح عليه السلام، وهذا آدم كما ورد في الحديث الصحيح: (بأن أهل الجنة يدخلون الجنة على طول أبيهم آدم ستون ذرعاً) أي: ما يقرب من خمسين متراً، أي: ارتفاع عمارة ثلاثين دوراً أو أكثر من ذلك، فهكذا كانت البشرية، ولكن يبدو أن عاد كانوا أطول من الأقوام الذين قبلهم، كما قال تعالى: وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً [الأعراف:69].

    فهم يستهزئون بنبي الله هود عليه السلام ويقولون: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف:66]، وهذا الظن ظن كاذب فهم يعتقدون الصدق ولكنه الكفر الذي طمس على قلوبهم، وكذا الكبر وبطر الحق ورد الحق.

    والرسل هدفهم هداية البشرية، وأن يبلغوا البلاغ المبين، فيصبرون على أذى قومهم صبراً طويلاً، كما قال عز وجل: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35]، والله عز وجل يعلم الدعاة إلى الله عز وجل كيف يكون صبرهم على الدعوة وعلى جفاء الناس وعلى إعراض الناس فهم يقولون للرسول الكريم: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف:66]، فلم يقل لهم: أنتم السفهاء وأنتم الكذابون بل قال: يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف:67-68]، يبلغهم رسالات الله عز وجل وهو لهم ناصح أمين.

    فهؤلاء الرسل هم أولى الناس بكل صفة للإحسان فهم يدرءون بالحسنة السيئة، الناس يسيئون إليهم وهم يحسنون إلى الناس، والناصح الأمين لا يكذب، ولا يغش قومه بل ينصح لهم ويحرص على هدايتهم.

    ثم قال تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ [الأعراف:69]، أتعجبون أن جاءكم تيسير من الله عز وجل ورسالة من الله عز وجل على رجل منكم؟ فهذا ليس بعجيب ولكن الكفر الذي يطمس على القلوب يجعلهم يتعجبون من الأشياء التي ليس فيها عجب، ويظنون أن ما هم عليه من الباطل هو الحق الواضح وأن غيره ليس بعزيز، فهم يتعجبون أن الله عز وجل يرسل إليهم بشراً كما أخبر الله عز وجل أن المكذبين في كل زمان ومكان يتعجبون من ذلك ويقولون: أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا [التغابن:6]، أي: فكيف يهدينا بشر؟

    ولو يشاء الله عز وجل لأنزل ملائكة، وإنما الحكمة من كون الرسول من البشر أنه يحس بإحساسهم، ويتحرك في وسطهم، قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ [الكهف:110]، فالناس يقتدون ويتأسون به، فالرسل بشر من البشر، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ [يوسف:109]، والله عز وجل لو أرسل ملكاً لجعل هذا الملك في صورة رجل كذلك، والتبس الأمر على الناس، فيقولون: هل هذا ملك أو هذا من البشر؟

    قال تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً [الأعراف:69]، وبعد أن أهلك الله عز وجل قوم نوح كانوا هم الأمة التي أتت بعد ذلك، وكان ينبغي عليهم أن يشكروا الله عز وجل على ما من عليهم من نعم.

    وقال تعالى: فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأعراف:69].

    1.   

    وجود إله واحد للكون تثبته الفطرة السليمة كما يثبته العقل الصحيح

    قال تعالى: قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [الأعراف:70].

    فالكفر يطمس على وجوههم مع أنه لا يمكن أن يكون في الكون إلا إله واحد قابض قاهر، قال تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]، فلو كان في السماوات والأرض آلهة مع الله عز وجل لفسدتا بدليل التمانع كما يقولون، فلو كان للكون إلهان خالقان مدبران وأراد أحدهما تسكين جسم والآخر تحريكه فإما أن يحدث مرادهما: أن يتحرك الجسم ويسكن في آن واحد، وإما ألا يكون مراد أحدهما فيخلو الجسم من الحركة والسكون، وهذان ممتنعان ومستحيلان، وإما أن يتحقق مراد أحدهما: أن يتحرك أو يسكن، فمن يتحقق مراده فهو الإله الحق الذي يعبد؛ لأن الإله لابد أن يكون قادراً على جلب المصالح ودفع المضار، ولابد أن ينفع عابديه فلا يمكن أن يكون في الوجود إلا إله واحد.

    قال تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [المؤمنون:91] أي: أنه لا يمكن أن يكون للكون إلهان مدبران فإما أن يذهب كل إله بما خلق فيكون هذا له ملكه وسلطانه والآخر له ملكه وسلطانه، وإما أن يغلب أحدهما الآخر فيكون لا وجود له ولا سلطان له، وأما أن يكون هناك إلهان مدبران قادران قاهران في وقت واحد فهذا لا يمكن أن يكون، فهؤلاء يقولون: أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا [الأعراف:70]، كما قال كفار قريش: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5]، أي: كيف تصير الآلهة إلهاً واحداً؟!

    مع أن الفطرة تشير إلى أن الإله واحد، ومع أن الأدلة كلها تدل على أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا إله واحد قاهر، إلا أنه استولى على هؤلاء الكفار إعراض وتكذيب وإصرار على الكفر.

    قال تعالى: قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ [الأعراف:71]، أي: كيف أنكم تجعلون ما صنعتموه بأيديكم وسميتموه هذه الأسماء بأنه آلهة؟ فالذي يحتاج إلى من يسميه لا يستحق أن يكون إلهاً ولا يستحق أن يعبد؛ لأنه فقير إلى غيره، قال تعالى: إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ [النجم:23].

    فالله عز وجل سمى نفسه بأسمائه الحسنى واختار أحسن الأسماء لنفسه عز وجل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)، وقال أيضاً: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك).

    فهذه الآلهة التي تحتاج إلى من يسميها، والخلق الضعفاء هم الذين اختاروا لها هذه الأسماء، لا تستحق أن تعبد من دون الله عز وجل، فقال لهم هود عليه السلام: أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ [الأعراف:71] أي: انتظروا عقوبة الله عز وجل، وانتظروا عذاب الله عز وجل، وأجمل ما في هذه الآيات من سورة الأعراف هو كيف نجى الله عز وجل هوداً والذين معه، وبين الله عز وجل في مواضع أخرى في كتابه كيف نجى المؤمنين، وكيف أهلك الله عز وجل الكافرين؟

    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

    1.   

    عقوبة المكذبين وهلاكهم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    بين الله عز وجل كيف أهلك الكافرين المكذبين، وكيف نجى رسوله والمؤمنين، قال عز وجل: كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ * فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ [الحاقة:4-5]، قيل: بالصيحة أو الزلزلة التي يصحبها صوت شديد هائل، وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:6-8].

    ودائماً تأتي العقوبة -عباد الله- بما يتناسب مع كفر الكافرين ومع إعراضهم، فقوم عاد كانوا عتاة جبارين وقد بسط الله عز وجل لهم في أجسامهم وفي قوتهم ولكنهم كفروا بهذه النعمة فقالوا كما قال تعالى: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً [فصلت:15]، ما تفكروا أن الله عز وجل الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وهو قادر على إهلاكهم، فسلط الله عز وجل عليهم ريحاً، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:7-8].

    أهلكهم الله عز وجل بهواء أشد منهم قوة، ومن أضعف الأشياء الهواء الذي لا نحس به ونتحرك من خلاله سلطه الله عز وجل عليهم ريحاً شديدة.

    ومعنى قوله تعالى: بِرِيحٍ صَرْصَرٍ [الحاقة:6]: قيل: شديدة البروة وشديدة الهبوب، فكانت هذه الريح العظيمة تحملهم إلى السماء وتقذف بهم على الأرض فتنكسر رءوسهم، ثم تدخل الريح في أجوافهم ... فصاروا كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:7-8] أي: ما بقي منهم من أحد.

    وقال بعض المفسرين بأن هذه الريح عندما أهلكتهم حملتهم وألقت بهم في البحر فلا تجد حتى أجسامهم على وجه الأرض فلا يرى إلا مساكنهم وصارت خاوية، وزاد هؤلاء الجبارون المتكبرون الذين كفروا نعمة الله عز وجل عليهم، وجحدوا قدرة الله عز وجل أن قالوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً [فصلت:15]، أرسل الله عز وجل إليهم الرسل، ولكنهم كذبوا دعوة الرسل.

    عباد الله! قصص الأنبياء واحدة وإنما تختلف الأسماء والمدد الزمانية والصفات وفي نهاية القصة لابد أن يجازى الله عز وجل المؤمنين وأن يهلك الكافرين والمكذبين، قال تعالى: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ [هود:120]، فألحق هؤلاء بالغابرين وبالذين أغرقهم الله عز وجل من قوم نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم.

    سنن الله عز وجل تجري في عباده، ولابد أن يقيم الله عز وجل على العباد الحجة، قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء:15]، وقال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء:165]، فالله عز وجل يعذب المكذبين في الآخرة، قال تعالى: تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ * وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك:8-10].

    فالله عز وجل يقيم الحجة على العباد بدعوة الرسل، فإذا كذبوا رسل الله عز وجل واستعجلوا عذاب الله عز وجل أنزل عليهم عذابه، قال تعالى: وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا [ص:16] أي: نصيبنا من العذاب، فهم يستعجلون عذاب الله عز وجل، وكما قالوا لهود عليه السلام فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [الأعراف:70]، وكما قال كفار قريش: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الأنفال:32].

    فهؤلاء يستعجلون عذاب الله عز وجل، وهذا نوع من التشديد، وهم لا يريدون الهداية ولا يصلحون للهداية ولا يستحقون نعم الله عز وجل عليهم، قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ [الجاثية:23].

    فهؤلاء -عباد الله!- قد أضلهم الله عز وجل على علم بأنهم أهل للضلال ولا يستحقون هداية الله عز وجل، فهم يستعجلون عذاب الله عز وجل، فينزل بهم بأس الله عز وجل، وعذاب الله عز وجل، ومن لم يعتبر بغيره صار عبرة لغيره، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه.

    فالله عز وجل يقص علينا هذه القصص من أجل أن نعرف سنن الله عز وجل في عباده، ومن أجل أن نعرف أن العاقبة للمتقين في الدنيا ويوم يقوم الناس لرب العالمين، وأنه وعد الله عز وجل، قال تعالى: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، فقد تحقق في الأمم السابقة، وما علينا إلا أن نعرف شؤم الكفر وشؤم المعاصي والإعراض عن شرع الله عز وجل كيف يكون آخره الخراب والبوار والهلاك في الدنيا قبل الآخرة؟

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين.

    اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.

    اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين يا رب العالمين، اللهم عليك بالأمريكان الحاقدين، اللهم أزحهم عن بلاد المسلمين، اللهم انصر المسلمين في العراق وفي أفغانستان وفي كل مكان فيه صراع بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل الإسلام وأهل الكفر.

    اللهم نصرك الذي وعدته للمؤمنين يا رب العالمين، اللهم عليك بالعلمانيين والمنافقين وعليك بالطواغيت، وعليك بالذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية.

    اللهم اهد شباب المسلمين، واهد أطفال المسلمين، واهد نساء المسلمين للعفة والحجاب والحياء يا رب العالمين.

    اللهم اهدنا واهد بنا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا وردهم إليك رداً جميلاً.

    وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    755977804