إسلام ويب

بل هم الخنازيرللشيخ : محمد حسان

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحن وحوادث بسبب الحقد الدفين الذي يحمله اليهود من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، فقد حاولوا في حياته قتله عدة مرات، وبعد موته حاولوا نبش قبره فأحبط الله كيدهم ومكر بهم، وهاهم اليوم يسخرون به صلى الله عليه وسلم في الصحف والجرائد والقنوات، ويتطاولون على جنابه -أخزاهم الله- وهذا مبشر بفتح وخير، ومخرج لهذا الأمة من أزمة الذل والعار والاضطهاد إلى العزة والتمكين بإذن الله!

    1.   

    إخوان القردة والخنازير يتطاولون على البشير النذير

    الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفر، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الكرام الأعزاء! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، نضر الله وجوهكم، وزكى الله نفوسكم، وشرح الله صدوركم، وأسأل الله أن يجمعني مع حضراتكم مع سيد النبيين في جنات النعيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. أحبتي في الله! إخوان القردة والخنازير يتطاولون على البشير النذير، هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الميمون المبارك، وكما تعودنا حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعاً، فسوف أركز الحديث مع حضراتكم تحت هذا العنوان المخجل في العناصر التالية: أولاً: بل هم الخنازير. ثانياً: حقد قديم لن يزول. ثالثاً: الله يدافع عن نبيه. وأخيراً: نستبشر خيراً ولكن بشرط. فأعيروني القلوب والأسماع أيها الأحبة الكرام! وأنا أعلم أن من الأحباب من استمع إلى هذا الموضوع عبر شريط الكاست، ولكنني لا أود أن أحرم هذه الألوف المؤلفة ممن لم يستمعوا إلى هذا الموضوع الهام، أرجو أن لا أحرم أحبابي من هذه الكلمة التي أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه، وأن يتقبل منا ومنكم جميعاً صالح الأعمال.

    عصر الذل والهوان

    أولاً: بل هم الخنازير: آه يا مسلمون متم قروناً والمحاق الأعمى يليه محاق أي شيء في عالم الغاب نحن آدميون أم نعاج نساق نحن لحم للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق وعلى المحصنات تبكي البواكي يا لعرض الإسلام كيف يراق قد هوينا لما هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياق واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق وإذا الجذر مات في باطن الأر ض تموت الأغصان والأوراق آه يا مسلمون في زمن الردة والبهتان، والكل مهان وجبان! يتطاول الكلاب الحمير إخوان القردة والخنازير على البشير النذير، على النبي الكريم، على إمام الأنبياء، وقائد الأصفياء، وسيد الأتقياء، وحبيب رب الأرض والسماء. لم نر للأمة حتى في مؤتمر صحفي بارد كبرود الثلج موقفاً جاداً ولو بكلمات بائسة تلوكها ألسنة زعماء العرب، أو دخاناً يطير في الهواء، لتعبر الأمة أمام العالم الغربي العميل وأمام الدنيا عن غضبها لنبيها الكريم، لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ماذا تنتظر الأمة بعد هذا الذل؟! لم يكتف اليهود باحتلال الأرض، لم يكتف اليهود بتدنيس الأرض، لم يكتف اليهود بالتخطيط لتدمير الأقصى، بل جاءوا في المرحلة الأخيرة ليجسوا نبض المسلمين، فإن أعظم ما يجب أن يعتز به مسلم هو دين الله، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن اليهود قد اطمأنوا طمأنينة كاملة إلى أن المسلمين قد كفنوا وماتوا، ودفنوا منذ أمد بعيد! فهم يجسون نبض المسلمين بالإهانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كبروفة عملية قبل هدم الأقصى، كما قال أكبر حاخامات اليهود: (اهدموا الأقصى، واعلموا أن المسلمين سيغضبون في أول الأمر، ثم بعد ذلك سرعان ما يتناسون هذه القضية)، فهم يعلمون نفسيات الأمة، ويعلمون ذل الأمة، ويعلمون ضعف الأمة، ويعلمون أن الأمة الآن لا تعيش إلا للعروش والكروش والفروش ولا حول ولا قوة إلى بالله! ماذا بعد هذا الذل؟! ماذا بعد هذا الهوان؟! أن يتطاول الكلاب الخنازير على البشير النذير، ويصورونه على صورة خنزير، يطأ بقدميه قرآن الملك القدير، آه.. حال أمتنا حال عجيبه وهي لعمر الله بائسة كئيبه يجتاحها الطوفان طوفان المؤامرة الرهيبه ويخطط المتآمرون كي يغرقوها في المصيبه وسيحفرون لأمتنا قبوراً ضمن خطتهم رهيبه قالوا السلام قلت يعود الأهل للأرض السليبه وسيلبس الأقصى غداً أثواباً قشيبه فإذا السلام هو التنازل عن القدس الحبيبه بئس سلامهم إذاً وبئست هذه الخطط المريبه فالمسجد الأقصى الجريح بالدماء له ضريبه ما هذا الذل والهوان؟ والله والله إن الحياة بعد إهانة رسول الله لرخيصة، والله إن الحياة بعد إهانة رسول الله لحقيرة، ماذا تنتظر الأمة بعد ذلك؟! والله لو دخل اليهود لطحنوا الجميع، والله لن يستقر الكرسي تحت أحد إذا ما دخل اليهود الأرض، وهم الآن يلوحون بالحرب، بل لقد قال نتنياهو في اليابان في الأسبوع الماضي بالحرف الواحد: لقد قبل عرفات قبلة الموت لمحادثات السلام! لقد قبل عرفات قبلة الموت لمحادثات السلام! هم يلوحون الآن بشن حرب على سوريا، بل ويشنون الحرب الآن على جنوب لبنان، على إخواننا المسلمين في لبنان على مرأى ومسمع من العالم الغربي الحقير العميل. الأمة تنتظر بكل سذاجة أن الغرب سينصر قضيتها، غباء، بل قمة في الغباء، فإن الغرب يحمل نفس العقيدة، فالكفر ملة واحدة، يقول الله سبحانه: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، ولكن الأمة لا تصدق الله، وتصدق مجلس الأمن، وتصدق حلف الأطلسي، وتصدق هيئة الأمم التي وعدت الأمة منذ سنوات بأنها ستعيد لها أرضها المسلوبة، وستعيد لها مقدساتها، وستعيد لها عرضها، ولكن لا زالت الأمة تضرب بالنعال، وستظل الأمة تضرب بالنعال حتى تفيء إلى دين الكبير المتعال، وحتى تنصر دين سيد الرجال صلى الله عليه وآله وسلم. والله إن القلب ليكاد ينخلع، والله إن حلقي ليجف، والله إن كلمات اللغة في كل قواميسها لتتوارى من بين يديَّ الآن خجلاً وحياءً، ماذا أقول؟! لقد مضى زمن التنظير، مضى زمن المحاضرات الرنانة، مضى زمن المحاضرات والخطب النارية المؤثرة، إن الأمة الآن لا يصلحها إلا الجهاد، إن اليهود الآن لن يتأدبوا إلا بالجهاد، لا تقلم أظفار اليهود إلا بالجهاد، لقد مضى زمن القلم، ومضى زمن الكلمة، وحان وقت الجهاد، حان وقت الجهاد في سبيل الله. أسأل الله أن يرفع علمه، وأن يرد الأمة إلى الجهاد في سبيله رداً جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وأسأل الله أن يرزقنا شهادة في سبيله إنه على كل شيء قدير.

    زمن العزة والتمكين

    في زمن العزة تطاول يهودي وقح على امرأة مسلمة في سوق بني قينقاع، فعقد طرف ثوبها من أسفل إلى أعلى، فلما قامت المرأة المسلمة انكشفت سوأتها، فضحك اليهود، فاليهود متخصصون في كشف السوءات والعورات فصرخت المرأة الحيية، فانقض رجل مسلم غيور على هذا اليهودي الخبيث فقتله، فانقض اليهود المجرمون على المسلم فقتلوه، فجر النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً جراراً، فأخرج يهود بني قينقاع إلى أذرعات الشام، وأجلاهم عن المدينة المطهرة المنورة بعدما غنم المسلمون أموالهم. في زمن العزة تلمح رجلاً اعتز بدينه، يقف بكل استعلاء -استعلاء العقيدة والإيمان- أمام قائد الجيوش الكسروية رستم . فيقول له رستم : ما الذي جاء بكم إلى هنا؟ فقال له ربعي : جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فلقد ابتعثنا الله لندعو الناس إلى دينه، فمن حال بيننا وبين دعوة الناس إلى دين الله قاتلناه حتى نفضي إلى موعود الله. قال رستم : وما موعود الله؟ قال ربعي : الجنة لمن مات في سبيل الله، والنصر لمن بقي من إخواننا. فقال رستم : لقد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤجلوا هذا الأمر لننظر فيه ولتنظروا فيه؟ فقال ربعي بكل عزة: لا. ما سن لنا رسول الله عند لقاء العدو أن نؤخره أكثر من ثلاث ليال، فانظر في أمرك الآن وأمرهم، واختر لنفسك واحدة من ثلاث. قال رستم : ما هي؟ قال ربعي : أما الأولى: الإسلام، ونقبل وندعك وأرضك. قال: والثانية؟ قال ربعي : الجزية، ونقبل منك ونكف عنك، وإن احتجت إلينا لنصرتك نصرناك. قال: والثالثة؟ قال: أما الثالثة فالحرب، ولسنا نبدؤك بقتال فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا، أنا كفيل بذلك عن أصحابي. فقال رستم : أسيدهم أنت؟ أي: هل أنت قائد المعركة؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد يجبر أدناهم على أعلاهم. بهؤلاء انتصر الإسلام، وبالرويبضات في عصرنا هزم الإسلام، وتطاول اليهود على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الحملة الشعواء التي يشنها اليهود الآن على الأقصى، وعلى رسول الله، وعلى الأمة ليطفئ اليهود بها مراجل الغل والحقد التي تغلي في صدورهم منذ أول لحظة بعث فيها المصطفى. أيها الآباء الفضلاء! أيتها الأخوات الفضليات! يجب أن يتعلم الآن كل مسلم هذه العقيدة، أعني: عقيدة الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وعقيدة البراء من الشرك والمشركين، لتعلم -أخي- هذه العقيدة أولادك، ولتخرج من بيتك رجلاً يعرف الولاء والبراء، ليوم قادم حتماً بموعود الله وموعود رسوله، أسأل الله أن يجعل هذا اليوم قريباً.

    1.   

    حقد قديم لن يزول

    اليهود منذ أول لحظة يحقدون على رسول الله، وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر اللقاء، (حقد قديم لن يزول): لقد استفتح اليهود على الأوس والخزرج قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النبي المنتظر، وقالوا: لنتبعن هذا النبي، ولنقتلن به المشركين قتل عاد وإرم، فلما بعث النبي من العرب حقدوا عليه صلى الله عليه وسلم، وناصبوه العداء منذ أول لحظة وصل فيها رسول الله إلى المدينة، بل وأعلنوا العداء ورسول الله في مكة، فلما هاجر جهروا بعدائهم للنبي صلى الله عليه وسلم.

    إعلان اليهود الحرب والعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم

    ذهب -في أول يوم وصل فيه المصطفى إلى المدينة- حيي بن أخطب وأخوه أبو ياسر بن أخطب ، فنظرا إلى وجه النبي فعرفاه، فقال أبو ياسر لأخيه حيي: أهو هو؟ قال: نعم، والله إنه لهو. فقال أبو ياسر : هذا هو النبي الذي كنا ننتظر؟ فقال حيي : إي والله إنه لهو. فقال أبو ياسر : تعرفه بصفته؟ فقال حيي : نعم، أعرفه بصفته. فقال أبو ياسر : فماذا تجد في نفسك؟ فقال المجرم: عداوته والله ما بقيت. يا مجرم! أنت الذي ذكرت أنه هو النبي الذي ذكر في التوراة بصفته! ولكنه الحقد، وفي هذا اليوم جاء عبد الله بن سلام عالم اليهود الأكبر وحبر اليهود الأعظم إلى النبي صلى الله عليه وسلم -كما في صحيح البخاري من حديث أنس - فقال: (يا محمد! إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، فقال المصطفى: ما هي؟ قال عبد الله بن سلام : أسألك عن أول أشراط الساعة؟ وما هو أول طعام أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ فقال المصطفى: لقد أخبرني بهذا جبريل آنفاً، أما أول أشراط الساعة: فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة: فزيادة كبد الحوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع -أي: كان المولود ولداً- وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت -أي: كان المولود بنتاً- وفي لفظ مسلم من حديث ثوبان : إذا علا مني الرجل مني المرأة كان ذكراً بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل كأن أنثى بإذن الله، فقال عبد الله بن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله)، عالم منصف. ثم قال عبد الله بن سلام : يا رسول الله! إن اليهود قوم بهت، يعرفون الحق وينكرونه ويكذبونه، فأرسل إلى اليهود واسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، فأرسل النبي إلى بطون اليهود فأقبل اليهود، فقال لهم بعدما اختفى ابن سلام : (ما تقولون في عبد الله بن سلام ؟ قالوا: حبرنا وابن حبرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، -وفي رواية: وأفضلنا وابن أفضلنا- فقال لهم المصطفى: فماذا لو أسلم عبد الله بن سلام ؟ قالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله بن سلام وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فرد اليهود المجرمون على لسان رجل واحد وقالوا: هو سفيهنا وابن سفيهنا، وشرنا وابن شرنا). فاليهود قوم بهت، عرفوا النبي تماماً ولكنهم شككوا في نبوته منذ اللحظة الأولى، ونزل قول الله جل وعلا: وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة:89]، وقال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:146]. من أجمل ما قاله عبد الله بن سلام : (والله إني لأقر لمحمد بالنبوة أكثر مما أقر لابني بالبنوة) فإن الذي أخبر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم هو الله رب العالمين، فشكك اليهود في نبوته منذ أول لحظة وصل إلى المدينة المنورة، بل منذ أول لحظة بعث فيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا: يا محمد! إن كنت رسولاً من عند الله فلقد جاءنا موسى بالألواح من السماء، فإن كنت نبياً حقاً فاطلب من ربك أن ينزل عليك ألواحاً من السماء لنطمئن لنبوتك، فنزل قول الله تعالى: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ [النساء:153]، أي: لموسى. وذهبوا للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: اطلب من ربك يا محمد أن يكلمنا وأن يخبرنا أنه قد أرسلك رسولاً، فنزل قول الله جل وعلا: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ [النساء:153]، وقال الله جل وعلا: وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [البقرة:118].

    تشكيك اليهود في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته

    ثم شككوا في النبي وفي دعوته ونبوته يوم أن تحول النبي صلى الله عليه وسلم من استقبال بيت المقدس إلى استقبال بيت الله الحرام، فأثار اليهود -كشأنهم في كل زمان ومكان- شبهات خطيرة؛ لتحويل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة، فقال اليهود: لماذا تحول محمد من قبلته الأولى إلى بيت الله الحرام؟! لو كانت القبلة الأولى حقاً ثم تحول عنها محمد فقد تحول من الحق إلى الباطل! ولو كانت القبلة الأولى باطلة فإن صلاتكم في السنوات الماضية إلى هذه القبلة الباطلة باطلة! ولو كان محمد نبياً حقاً ما ترك قبلة الأنبياء من قبله وما فعل اليوم شيئاً وخالفه غداً! فنزل قول الله جل وعلا: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة:142-143]، والإيمان في هذه الآية هو الصلاة، أي: وما كان الله ليضيع صلاتكم إلى القبلة الأولى، إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [البقرة:143-144].

    تخطيط اليهود لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم

    ولم يكتف اليهود بذلك أيها الإخوة الفضلاء! بل خططوا لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يهود بني النظير ليستعينهم في دية تحملها عن أصحابه، فاستقبله الخبيث حيي بن أخطب الثعبان وقال: نعم، لقد آن الأوان لنعطيك ما تريد منا يا محمد، اجلس هنا! وأجلس الوقح رسول الله إلى جوار حائط لبيت يهودي خبيث منهم، ثم خلا هذا الثعبان بإخوانه من اليهود، وقال: إنها فرصة، هيا اصعدوا إلى سطح هذه الدار وحطموا رأس محمد بهذه الحجرة العظيمة لنستريح من شره أبداً، وصعد المتآمرون إلى سطح الدار وحملوا حجرة عظيمة ليسقطوها على رأس المصطفى، ولكن هيهات هيهات! فإن الله لا يغفل ولا ينام، أطلع الله نبيه على هذه المؤامرة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً وامتن الله بهذا على نبيه والمؤمنين فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المائدة:11]. الفضل لله ابتداءً وانتهاءً، فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [المائدة:11] فلما علم الصحابة بهذه المؤامرة، خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فحاصروا يهود بني النضير، وأجلاهم البشير النذير صلى الله عليه وآله وسلم عن المدينة المنورة.

    تخطيط اليهود لقتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم

    ولم يكتف اليهود بذلك، بل خططوا لسم النبي في خيبر، فلما فتح رسول الله خيبر سم اليهود شاة، وقدموا الشاة لرسول الله ليأكلها فيقتل، وأخذ منها قطعة فتوقف عن أكلها وقال: (إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم -بأبي هو وأمي- وجمع النبي اليهود وسألهم، فصدقوه في هذه وقالوا: نعم، لقد وضعنا فيها السم، قال: لماذا؟ فقال اليهود الخبثاء المجرمون: قلنا لو كنت نبياً لن يضرك مثل هذا، ولو كنت كاذباً استرحنا منك). فاليهود يحقدون على رسول الله، وعلى الأمة، وعلى الإسلام منذ أول لحظة بعث فيه النبي من العرب من غير جنس اليهود، ولن يرضى اليهود عن محمد وأمته ودينه أبداً إلا بشرط واحد ألا وهو: أن يقلع النبي عن دينه، وأن تقلع الأمة عن دين رسول الله، وأن تتبع الأمة دين اليهود المحرف المزور المبدل، كما قال الله جل وعلا: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120].

    1.   

    إن الله يدافع عن نبيه

    أيها الأحبة الكرام! أبشروا فإن الله جل وعلا هو الذي يدافع عن نبيه، فلئن خذلت الأمة الآن رسول الله فوالله سيثأر الله وينتقم لرسوله، كما انتقم الله لرسوله في كل مرة تطاول فيها وقح مجرم على جناب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو العنصر الثالث: (إن الله يدافع عن نبيه). أيها الأحبة الكرام! والله ما تعرض أحد لرسول الله بسوء أو أذى إلا قصم الله ظهره، ودق الله عنقه، وأخزاه الله في الدنيا قبل الآخرة، وتدبروا معي هذه الأدلة الكريمة القوية الطيبة التي تؤكد لحضراتكم بأن الله جل وعلا هو الذي سيثأر لرسوله، في وقت خذلت فيه الأمة نبيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

    انتقام الله لنبيه من رجل اتهمه بالغباء حال حياته

    فلقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس : (أن رجلاً نصرانياً أسلم وكتب الوحي لرسول الله، وقرأ البقرة وآل عمران، ثم ترك الإسلام وعاد إلى نصرانيته مرة أخرى، ثم كذب على النبي فقال: لا يعلم محمد إلا ما كنت أكتبه له، فأهلكه الله جل وعلا، فدفنه أصحابه فأصبحوا فوجدوا الأرض قد لفظته لم تقبل الأرض مثل هذا الخبيث الذي آذى وكذب على رسول الله فقد أصبحوا فوجدوا الأرض قد لفظته -أي: أخرجته على سطحها- فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، لما هرب منهم صاحبنا وعاد إلى ديننا أخرجوه ونبشوا عليه القبر، فدفنوه فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته)، فأعمقوا له في الأرض، وقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه، فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته، فأعمقوا له ما استطاعوا ودفنوه، فلما أصبحوا وجدوا الأرض قد لفظته، فعلموا أن هذا ليس من فعل الناس، وعلم الناس يقيناً أن هذا من فعل رب الناس، ثأراً منه ودفاعاً عن سيد الناس صلى الله عليه وآله وسلم. فالله جل وعلا هو الذي يدافع عن نبيه، بل ما من نبي من الأنبياء إلا وقد دفع عن نفسه التهم التي وجهت إليه من قبل القوم الذين أرسل إليهم: قال قوم نوح لنوح: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الأعراف:60]، فقال نوح عليه السلام مدافعاً عن نفسه: يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ [الأعراف:61]. وقال قوم هود لهود عليه السلام: إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ [الأعراف:66]، فقال هود مدافعاً عن نفسه: يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ [الأعراف:67]. وقال فرعون لموسى: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا [الإسراء:101]، فدافع موسى عليه السلام عن نفسه وقال: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:102]. أما المصطفى فإن الذي تولى الدفاع عنه هو الله جل جلاله: اتهمه القوم بالجنون؛ فدافع الله عن حبيبه المصطفى فقال: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ [القلم:2]، واتهمه القوم بالشعر والكهانة، فدافع الله عنه فقال: وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [الحاقة:41-42]. اتهمه القوم بالضلال؛ فدافع الله عنه فقال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:2]. اتهمه القوم بأن ربه قد غضب عليه وهجره وقلاه؛ فأقسم الله بالضحى والليل إذا سجى أن محمداً هو حبيبه، وأنه ما هجر محمداً وما قلاه، فقال جل في علاه: وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [الضحى:1-3]. أغر عليه للنبوة خاتم من نور يلوح ويشهد وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد

    عاقبة عقبة بن أبي معيط

    والله لا يعرف قدر رسول الله إلا الله، لذا تولى الله الثأر والانتقام والدفاع عن نبيه، وفي الحديث الذي رواه الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو نعيم في الدلائل بسند صحيح، من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أن عقبة بن أبي معيط -عليه لعنات الله بقدر ما آذى رسول الله- أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في مجلسه فبصق في وجه المصطفى)، وهو الذي وضع النجاسة على ظهره يوماً، والحديث في البخاري ، وهو الذي خنق النبي صلى الله عليه وسلم يوماً حتى كادت أنفاسه أن تخرج، والحديث في البخاري. جاء هذا المجرم الوقح فبصق في وجه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، فما زاد النبي على أن مسح البصاق عن وجهه الأزهر الأنور، والتفت إلى هذا الوغد الوقح وقال: (والله لو رأيتك خارج جبال مكة لأضربن عنقك)، فارتعد هذا المجرم من هذا الوعد النبوي، انظر لتعلم نهاية كل من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم. في غزوة بدر أبى هذا الجبان أن يخرج مع المشركين، قالوا: كيف يا عقبة ؟ قال: أنسيتم ما وعدني به محمد أنه لو رآني خارج جبال مكة ليضربن عنقي! قالوا: إن لك ناقة لا تسبق، فإذا كانت الهزيمة طرت عليها إلى مكة، فخرج معهم هذا الجبان المجرم، ولكن أنى لهذا الوقح أن يفلت من وعد الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، لما تبعثر المشركون في أرض الجزيرة كتبعثر الفئران أمام ضربات الحق من سيوف الموحدين الصادقين مع رسول الله، جرى هذا الجبان على ظهر بعيره، ولكن هيهات هيهات فقد سقط به بعيره في بركة من طين، ووقف البعير لم يستطع أن يتحرك، وأخذ هذا المجرم مع أسرى المشركين، فقدم لرسول الله ليضرب عنقه فقال له عقبة : أتقتلني من بين هؤلاء يا محمد؟ فقال له المصطفى: (نعم أقتلك إذ بصقت في وجهي يوماً، أنسيت أني قلت لك: والله لو رأيتك خارج جبال مكة لضربت عنقك؟ فأمر النبي علياً فضرب علي عنقه)، هذه نهاية عدل.

    عاقبة أبي جهل

    وهذا هو فرعون هذه الأمة أبو جهل عليه لعنات الله بقدر ما آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى مسلم في صحيحه: أنه سأل إخوانه من صناديد الشرك يوماً وقال: أيعفر محمد وجهه بين أظهركم -يعني: يسجد محمد بين أظهركم-؟ واللات والعزى؛ لئن رأيت محمداً لأطأن على عنقه، ولأعفرن وجهه بالتراب، فسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم، فجاء هذا الوغد الوقح يزعم أنه سيطأ بنعليه على رقبة رسول الله وهو ساجد، فلما اقترب من النبي عاد القهقرى -عاد إلى الوراء- وهو يجمع بيديه هكذا وهكذا، فلما وصل إلى إخوانه من أهل الشرك قالوا: ما بالك رجعت؟ فقال أبو جهل : والله إن بيني وبين محمداً لخندقاً وهولاً وأجنحة، فقال المصطفى: (والله لو دنا مني لتخطفته الملائكة عضواً عضواً). هل تعرف نهاية أبي جهل ؟ قتل في بدر، سقط وهلك في بدر، قتله صقران من صقور المسلمين، شابان في ريعان الشباب، اقتربا من عبد الرحمن بن عوف ، وقال كل واحد منهما لـعبد الرحمن : يا عماه! أين أبو جهل؟ فاستصغر عبد الرحمن بن عوف هذا الشاب الصغير، ماذا تريد من أبي جهل؟ فقال: سمعت أنه يسب رسول الله، والله لئن رأيته لأقلتنه، والتفت إلى يساره ووجد شاباً آخر يقول له مثل هذا الكلام، فلما رأى أبا جهل أشار إليهما فانقضا عليه كالصقرين، فقتلاه، وعادا في غاية الفرح والسرور إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول كل واحد منهما: أنا الذي قتلت أبا جهل ، والآخر يقول: لا، بل أنا الذي قتلت أبا جهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل مسحتما الدماء عن سيفيكما؟ قالا: لا، فأخذ النبي السيف الأول، وأخذ السيف الآخر، فنظر إلى دماء المجرم على السيفين فقال لهما: كلاكما قتله)، لم يحرم النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من هذا الشرف. وخلص ابن مسعود رضي الله عنه بعد ذلك على هذا المجرم، وأهلكه الله تبارك وتعالى، ورمي كالجيفة النتنة كما هو معلوم من كتب السير، هذه نهاية هذا المجرم الذي طالما سب وآذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. أيها الأحبة الكرام! أقول: والله ما تعرض أحد للمصطفى بسوء أو أذى إلا قصم الله ظهره، ودق الله عنقه، وأخزاه الله في الدنيا قبل الآخرة، وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنهما قال: (كنا في غزوة ذات الرقاع، إذ رأينا شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم، فنام النبي ذات يوم تحت الشجرة، وعلق سيفه عليها، فجاء رجل مشرك فأخذ سيف نبي الله، وأراد أن يهوي بالسيف على النبي وهو نائم، فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه والسيف على رأسه، فقال له هذا المشرك واسمه غورث بن الحارث: أما تخافني يا محمد؟ قال المصطفى: لا، فقال غورث : فمن يمنعك مني الآن؟ قال المصطفى: الله، فسقط السيف من يد هذا الرجل، فأخذ النبي السيف بيده وقال له: من يمنعك مني الآن؟ قال: كن خير آخذ يا محمد، فقال له المصطفى: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ فقال الرجل: لا، إلا أني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فانطلق الرجل إلى قومه ليقول لهم: يا قوم! والله لقد جئتكم من عند خير الناس، من عند محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم). فالله عز وجل هو الذي يحفظ نبيه، وهو الذي يدافع عن نبيه، ولا أريد أن أكثر من الأدلة في هذا الباب، فإنني أرى إخواني -جزاهم الله خيراً- يقفون في الشمس قبل أن أرتقي المنبر، أسأل الله أن يقيهم وأن يقينا معهم حر جهنم، وأن يتقبل منا ومنهم جميعاً صالح الأعمال، وأن يجمعنا هكذا في جنات النعيم مع سيد الرجال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    قصة النصرانيين اللذين أرادا سرقة الجثة النبوية من القبر الشريف

    أختم هذه الأدلة في هذا العنصر الثالث من عناصر لقائنا بهذه الحادثة المفجعة، التي ذكرت في كل كتب التاريخ، والتي أرخت للمدينة المنورة، ذكرت في كتاب تاريخ المدينة المنورة للإمام المراري ، وذكرت في كتاب تاريخ المدينة المنورة للإمام المطري ، وذكرت في الرياض النضرة لـمحب الدين الطبري ، وذكرت في كتاب تاريخ المدينة المنورة للإمام السمهودي ، وذكرت في كل الكتب التاريخية التي أرخت لمدينة رسول الله، هذه الحادثة حدثت في السنة السابعة والخمسين بعد الخمسمائة، في عصر السلطان العادل الزاهد الورع التقي محمود نور الدين زنكي، قام هذا الرجل يصلي، فلقد كان الزعماء قديماً يقومون الليل لله. قام هذا الرجل يصلي، فقرأ ما يسر الله له من القرآن، وصلى ما يسر الله له أن يصلي ثم نام، فجاءه المصطفى في المنام، وأشار المصطفى إلى محمود ، ثم أشار إلى رجلين أشقرين، وقال المصطفى لـمحمود نور الدين زنكي : يا محمود ! أنقذني من هذين الرجلين، فقام محمود من نومه فزعاً، فتوضأ وصلى، ثم نام، فما أن نام الرجل حتى جاءه النبي مرة ثانية وقال: أنقذني من هذين الرجلين يا محمود ، فاستيقظ الرجل فزعاً فتوضأ وصلى وجلس، ثم نام، فجاءه النبي للمرة الثالثة وأشار على نفس الرجلين، وقال: أنقذني من هذين يا محمود ، فقام الرجل وقال: والله لا نوم بعد الساعة، وأرسل إلى وزير صالح تقي في بطانته يقال له جمال الدين الموصلي ، فجاء جمال الدين الموصلي في جوف الليل إلى السلطان التقي الزاهد الورع، فقص عليه السلطان ما رأى. فقال له جمال الدين : اخرج الآن يا مولاي إلى مدينة رسول الله، ولا تخبر أحداً لما ذهبت، فخرج في نفس الليلة مع جند من جنده وحمل أموالاً طائلة، وذهب إلى المدينة ووصل المدينة في أسبوعين فقط، ثم زار المسجد النبوي، ثم ذهب للسلام على الحبيب النبي، فلما سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم -أسأل الله أن يرزقني وإياكم زيارة لمسجد حبيبه، وأن يشرفنا وإياكم بالسلام على المصطفى إنه ولي ذلك والقادر عليه- جلس السلطان الورع في الروضة الشريفة يبكي ويفكر ماذا يصنع؟ وماذا يفعل؟ فلما التف الناس حول السلطان من المدينة، قام الوزير الذكي العبقري جمال الدين الموصلي وقال: أيها الناس! لقد أتى مولاي لزيارة المسجد النبوي، وللسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بأموال كثيرة، وهو يريد أن يوزع هذه الأموال بنفسه على كل فرد من أفراد المدينة، ليرى السلطان الوجوه بنفسه، فجاء أهل المدينة إلى السلطان، وأخذ السلطان يمنح الأموال وينظر ويدقق النظر في الوجوه، فلم ير وجهاً من الوجهين اللذين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع الرجل وقال: ألم يبق أحد؟! قالوا: لا. يا مولانا، فقال الرجل: لا والله، فكروا وتدبروا. قالوا: لم يبق أحد والله يا مولانا من أهل المدينة، فقال رجل: يا مولاي! لم يبق أحد إلا رجلين صالحين، وهما غنيان ثريان ينفقان على المسلمين، ولا يحتاجان الصدقة من أحد. فقال: عليّ بهما، فجاء الرجلان، فلما نظر إليهما السلطان العادل بكى، وقال: اللهم صل على محمد، هما والله هما، هما والله هما، قال: ما شأنكما؟! فقالا: أتينا حاجين، أتينا لنجاور الأسرة النبوية الشريفة، ولنتعبد لله إلى جوار رسول الله، ولنكثر الصدقة والنفقة على فقراء المسلمين. قال السلطان: أين بيتكما؟ والناس في حيرة ودهشة، ما هذا؟! لماذا يهتم السلطان لمثل هذا الأمر؟! وخرج السلطان بنفسه إلى بيت المجرمين الخبيثين، فدخل الحجرة فلم يجد شيئاً، بل وجد مصحفين، ووجد مسبحتين، ووجد أموالاً طائلة، ولم ير شيئاً يلفت النظر، فسأل عن الرجلين، وأهل المدينة يثنون على الرجلين خير الثناء. ودخل السلطان غرفة من غرف البيت فوجد حصيراً في جانب البيت، فرفع الحصير فوجد سرداباً تحت الأرض كاد أن يصل إلى قبر المصطفى، فقال: ما هذا؟ قصا عليَّ الخبر. فقالا: أرسلنا قومنا من النصارى بأموال طائلة لنتظاهر بالزهد والعبادة والورع، ولنحفر سرداباً تحت المسجد، لنصل إلى جثمان محمد لنخرجه من قبره! وظن هؤلاء الخبثاء المجرمون أنهم يستطيعون أن يصلوا إلى الجسد الطاهر، ولكن هيهات هيهات! ففي الليلة التي كادا أن يصلا فيها إلى القبر رعدت السماء وأبرقت، وظهر المصطفى في المنام لهذا السلطان الورع العادل، فلما عرف الأمر ضرب رأس كل واحد منهما تحت شباك الحجرة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام. وجلس السلطان يبكي بكاءً مريراً لهذا الشرف العظيم الذي شرفه الله عز وجل به، ولم يغادر مدينة رسول الله حتى أمر بصب سور ضخم من الرصاص القوي المتين حول الحجرة النبوية الشريفة كلها، وقد ظن هؤلاء المجرمون أنهم سيصلون إلى الجثمان الطاهر، إلى جثمان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونسي هؤلاء أن الذي حفظ نبيه وهو حي هو الحي الباقي الذي لا يموت، فالله جل جلاله هو الذي يثأر لنبيه ويدافع عن نبيه. يا إخوتي! والله إني لأستبشر الآن خيراً بعدما وقع اليهود في عرض رسول الله، أستبشر الآن خيراً بعدما سب اليهود رسول الله، أستبشر بقرب الفتح إن شاء الله جل جلاله، فلقد وقفت على كلام كثير لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الشهير الممتع: الصارم المسلول على شاتم الرسول، قال ابن تيمية : حدثني العدول من أهل الفقه أنهم كانوا يحاربون الروم، ويحاصرون الحصن أو المدينة شهراً أو أكثر فلا يستطيعون فتحه، يقول: حتى إذا وقع أهل الحصن في عرض رسول الله استبشرنا خيراً بقرب فتح الحصن، يقول: فوالله لا يمر يوم أو يومان إلا وقد فتحنا الحصن عليهم بإذن الله جل وعلا، ثم قال: كانوا يستبشرون خيراً بقرب الفتح إذا ما وقعوا في عرض رسول الله، مع امتلاء قلوبهم غيظاً على ما قالوه في حق المصطفى. ونحن والله نستبشر خيراً بقرب الفتح إن شاء الله، فالله يهيئ الأرض الآن لأمر أراده، الله يهيئ الكون الآن لأمر دبره: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]، نستبشر الآن خيراً ولكن ليس بالأماني ولا بالكلمات بل بشرط عملي أرجئه إلى ما بعد جلسة الاستراحة، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

    1.   

    وقوع اليهود في عرض النبي صلى الله عليه وسلم بشارة بعقابهم

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام! أقول: نستبشر خيراً أن وقع اليهود في عرض النبي صلى الله عليه وسلم نستبشر بقرب الفتح إن شاء الله تعالى، ولكن بشرط ما هو؟ أن ترفع الأمة الآن راية الجهاد في سبيل الله، وأن يعود الزعماء بالأمة ابتداءً إلى شرع رب الأرض والسماء، وأن يصححوا العقيدة، ويخلصوا العبادة، ويحكموا شريعة النبي الطاهرة، وأن يرفعوا راية الجهاد في سبيل الله، فوالله -وأنا أعلنها وأدين لله بها- إن هذه المرحلة لا يصلحها ولا يصلح معها إلا أن تضحي الأمة بعشرات الآلاف من شبابها الطاهر الذي يتشوق الآن للجهاد في سبيل الله، ويكاد قلبه أن يحترق لينال هذا الشرف العظيم، لا سبيل لكرامة الأمة إلا أن تضحي بعشرات الآلاف من شبابها الصادق الطاهر لترفع دين الله، ولتعلي شأن شريعة رسول الله، ولتثأر من إخوان القردة والخنازير، للبشير النذير صلى الله عليه وسلم، فإن اليهود جبناء: تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى [الحشر:14]. والله والله لو تبناها زعيم عربي واحد فاصطلح هو ابتداءً مع الله، وعاد إلى الله، وحكم شرع الله، وبين عشية وضحاها رفع راية الجهاد في سبيل الله، لانطوى تحت الراية ملايين الرجال، وملايين الشباب، وعشرات الآلاف من الأخوات والنساء، وخرج الجميع يقولون: حي على الجهاد، حي على الفلاح، وحينئذٍ سترى الأمة صدق وعد الله وصدق وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا عز لها إلا بالجهاد، ولا شرف لها إلا بالجهاد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ! ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقال المصطفى كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر : (إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) . فلا عز للأمة إلا بالجهاد، وأنا أعلم أن للجهاد ضوابط، وأنا أعلم أن للجهاد أصولاً، فيجب على هذه الأمة أن تفسح المجال، وأن تهيئ الوقت والبيئة لتنال هذا الشرف بالجهاد في سبيل الله، فإن شباب الأمة الآن يحترق قلبه ويتشوق للجهاد، وأنا أعلم علم اليقين أنه ما من رجل أو شاب أو امرأة إلا ويتمنى أن لو نودي الآن في مثل هذه اللحظات: حي على الجهاد، والله لن يخرج كل هؤلاء من بين يدي إلا على ساحة الجهاد، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله. فليكلفنا زعيم عربي واحد، فليكلف الدعاة وليكلف العلماء بعدما يعود هو ابتداءً إلى الله جل جلاله، ويحكم شريعة الله، وليكلف العلماء والدعاة، وسيجيش العلماء والدعاة ملايين الشباب من هذه الأمة، يخرج الكل يشتاق للشهادة في سبيل الله، ولصحبة رسول الله، وسيخرج أبناؤنا ليهتف الجميع: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.

    1.   

    واجبنا في الدفاع عن الجناب النبوي الشريف

    أيها المسلم بين يدي! تعلم عقيدة الولاء والبراء، هذا هو ما في مقدورك الآن، فأنا لا أريد أن أنظر فقط، وأن يخرج الجمع يلتهب، ثم يتساءل: ماذا نصنع؟ وماذا نفعل؟ لا أريد التنظير، وإنما سأحدثك بما يمليه علينا الواقع الآن، أما إن أردت التنظير فما أيسره! فأقول لك أيها الحبيب: تعلم الآن عقيدة الولاء والبراء، تعلم الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، وتعلم البراء من الشرك والمشركين، وحول هذه العقيدة في حياتك العملية إلى واقع عملي وإلى منهج حياة. ثانياً: علم هذه العقيدة لأولادك. ثالثاً: أخرج من بين أولادك رجلاً، وقل: اللهم إني قد نذرت هذا لك، فتقبله مني يا رب العالمين شهيداً في سبيلك، رب أولادك على روح الجهاد. رابعاً: استعد أنت استعداداً نفسياً وبدنياً ليوم قادم بموعود الله، إن أدركته فأنت مستعد، وإن لم تدركه فقدم له ولدك، قدم لهذا اليوم المقبل ولدك، أخرج من بيتك رجلاً بطلاً، يعرف الإسلام ويعيش للإسلام وبالإسلام. وأنتِ يا أختاه كوني عوناً للزوج في هذه المرحلة على أن تربي أولادكِ تربية طيبة، تليق بهذه الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا، فلن يحرر الأقصى إلا جيل تربى على القرآن والسنة، وإن أول من سيفر من الميدان هم الذين يرفعون الآن فوق الرءوس والأعناق من الممثلين والممثلات، والمطربين والمطربات، واللاعبين واللاعبات، ولن يقف في الميدان برجولة إلا من كان من أبناء الأمة الصادقين في مشارق الأرض ومغاربها، أسأل الله أن يرد الأمة إلى الحق رداً جميلاً. أيها المسلم الكريم: أرجو الله.. أرجو الله.. أرجو الله أن نكون كهؤلاء البكائين الذين جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم إلى الجهاد في سبيل الله، فاعتذر لهم النبي أنه لا يجد لهم الناقة، ولا يجد لهم الدابة، ولا يجد لهم النفقات، فمنا الآن من لا يملك الناقة، ومن لا يملك النفقات، بل ومن ملك الذهاب إلى ساحة جهاد فسيحال بينه وبين الجهاد على أيدي هؤلاء الذين رفعوا الذل والمهانة. فأرجو الله -والله يعلم ضعفنا وفقرنا وذلنا- أن نكون من بين هؤلاء الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحملهم معه، فلما اعتذر لهم رسول الله تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً أن رسول الله لا يقدر على أن يحملهم للجهاد، فعادوا إلى بيوتهم وهم يبكون، عادوا إلى بيوتهم وهم يتضرعون إلى الله أن يفتح لهم باباً للجهاد في سبيل الله. فأر الله اليوم من قلبك هذه النية، أروا الله اليوم من أنفسكم خيراً، فوالله ثم والله ثم والله لو سألنا الله الشهادة بصدق لكتبنا الله عنده في الشهداء، ولبلغنا الله منازل الشهداء ولو مات الواحد منا في مسجده الآن أو في فراشه أو في وظيفته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث سهل بن سعد ، قال عليه الصلاة والسلام: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء)، وفي الصحيحين: (إن في المدينة أقواماً ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة إلا كانوا معكم شاركوكم الأجر، قالوا: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: حبسهم العذر) . يا راحلين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر نكابده ومن أقام على عذر كمن راح اللهم ارفع علم الجهاد، اللهم اقمع أهل الزيغ والفساد، اللهم إنا نشكو إليك خيانة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك عمالة الخائنين، اللهم إنا نشكو إليك ضعف الموحدين، اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وفرج كروبنا، واكشف همومنا، اللهم فك أسرنا، اللهم تول أمرنا، اللهم أحسن خلاصنا، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا. اللهم عليك باليهود، اللهم أذل اليهود، اللهم املأ بيوتهم ناراً، اللهم املأ قلوبهم ناراً، اللهم زلزل حصونهم، اللهم دمر بيوتهم، اللهم رمل نساءهم، اللهم شتت أطفالهم، اللهم املأ قلوبهم ناراً كما ملئوا قلوب الموحدين غيظاً، اللهم دمرهم قبل أن يدمروا الأقصى، اللهم دمر اليهود قبل أن يدمروا الأقصى، إلهنا! لا إله لنا سواك فندعوه، ولا رب لنا غيرك فنرجوه، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا منقذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا سامع كل نجوى، يا عظيم الإحسان، يا دائم المعروف، يا ألله يا ألله يا ألله ارفع مقتك وغضبك عنا، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم أقر أعيننا بنصرة الإسلام، وعز الموحدين، اللهم ائذن في تحرير الأقصى الأسير، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين ولا مفرطين ولا مضيعين، ولا مغيرين ولا مبدلين. اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين خيراً فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره برحمتك يا أرحم الراحمين! نعوذ بك أن نغتال من فوقنا، نعوذ بك أن نغتال من تحتنا، نعوذ بك أن نغتال عن يميننا ويسارنا. اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، اللهم احفظنا بحفظك يا أرحم الراحمين! اللهم استرنا ولا تفضحنا، وأكرمنا ولا تهنا، وكن لنا ولا تكن علينا. اللهم اجعل بلدنا مصر واحة للأمن والأمان، اللهم لا تحرم مصر من الأمن والأمان وجميع بلاد المسلمين، اللهم ارفع عن مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وجميع بلاد المسلمين، اللهم اجعل مصر سخاءً رخاءً وجميع بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين! أحبتي الكرام! هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني أنا ومن الشيطان والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في جهنم، ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718663

    عدد مرات الحفظ

    756021876