إسلام ويب

ذنوبنا تفجرناللشيخ : خالد الراشد

  •  التفريغ النصي الكامل
  • تعد الذنوب والمعاصي من الأسباب الجالبة للفتن والشرور في الدنيا والآخرة، بل سبباً رئيسياً في هلاك الأمم والشعوب. وإن المتأمل في حال الأمة اليوم وما وصلت إليه من الضعف والهوان، وتسلط بعضها على بعض، يدرك أن سبب ذلك كله يرجع إلى الذنوب والمعاصي، ولا مخرج لهذه الأمة مما هي فيه إلا بالرجوع لكتاب ربها وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.

    1.   

    كلام ابن عثيمين في آثار الذنوب على المجتمعات

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].

    أما بعد:

    فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    عباد الله! في مثل هذه الظروف الخطيرة، والأحداث المتلاحقة التي تمر بها بلادنا وبلاد المسلمين، نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا ومع الآخرين.

    لا بد من عودة ودعوة؛ فنحن لا نحتاج إلى أن نقول: إن هذه الأفعال التي تحدث من تفجيرات ومواجهات أخطاء، فكلنا يعلم ذلك، ولا يقر ولا يرضى بذلك عاقل من العقلاء.

    إن في مثل هذه الظروف نحتاج إلى كلام طبيب يرى الأعراض ويصف الدواء، ومن له الحق أن يتكلم في مثل هذه الظروف والأحوال، هل عامة الناس، أم العلماء؟

    قال الله: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، إن مسألة الأمن من أخطر المسائل التي تمس الأمة، لأنها تمس الجميع، لذا كان لا بد من الرجوع إلى العلماء الربانيين في مثل هذه الأمور الخطيرة، قال الله: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:83].

    ومن أنا حتى أقول لكم: رأيي كذا وكذا؟

    لذا قد اخترت لكم كلاماً نفيساً بديعاً لعالم رباني جليل ودَّع الأمة بعد أن ترك فيها أثراً سيستمر إلى يوم الدين، إنه محمد بن عثيمين عالم الأمة الرباني، العالم بأحوالها وأمراضها ودوائها، فهيَّا نستمع معاً لكلام العالم الرباني الجليل، والطبيب المتخصص، والعالم بالمرض والعلاج، قال رحمه الله:

    لقد قال الله عز وجل مبيناً تمام قدرته وكمال حكمته وأن الأمر أمره، وأنه المدبر لعباده كيف يشاء من أمن وخوف ورخاء وشدة، وسعة وضيق، وقلة وكثرة، قال الله: يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [الرحمن:29] فلله تعالى في خلقه شئون، يمضي حكمه فيه على ما تقتضيه حكمته وفضله أحياناً، وعلى ما تقتضيه حكمته وعدله أحياناً أخرى، ولا يظلم ربك أحداً: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76].

    أيها المسلمون! إننا نؤمن بالله وقدره، إن الإيمان بقدر الله هو أحد أركان الإيمان، إننا نؤمن أن ما يصيبنا من خير ورخاء فهو من نعمة الله علينا فيجب علينا أن نشكر مسديها وموليها بالرجوع إلى طاعته، وباجتناب ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، إننا إذا قمنا بطاعة الله ونحن شاكرون لنعمه حينئذٍ نستحق ما وعدنا الله وتفضل به علينا من مزيد هذه النعمة، يقول الله عز وجل: وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ [النحل:53]، ويقول تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7].

    ثم واصل كلامه رحمه الله قائلاً: إننا في هذه المملكة نعيش -ولله الحمد- في أمن ورخاء، ولكن هذا الأمن والرخاء لن يدوم أبداً حتى نقوم بطاعة الله عز وجل، وحتى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وحتى نعين من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ لأن هؤلاء الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم واجهة الأمة، هم الذين يذبون عنها أسباب العقاب والعذاب؛ فعلينا أن نناصرهم، وعلينا أن نكون في صفهم، وعلينا إذا أخطئوا أن نعرف الخطأ وأن نحذرهم منه، وأن نرشدهم إلى ما فيه الهداية، لا أن نجعل ما أخطئوا فيه سبباً لإزالتهم وإبعادهم عن هذا المنصب، إن هذا الدرب ليس بجيد.

    وقال: إنما أصاب الناس من ضر وضيق مالي أو من ضر وضيق أمني -فردياً كان أو جماعياً- فبسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله عز وجل، ونسيانهم شريعة الله، والتماسهم الحكم بين الناس من غير شريعة الله الذي خلق الخلق وكان أرحم بهم من أمهاتهم وآبائهم، وكان أعلم بمصالحهم من أنفسهم، يقول الله عز وجل مبيناً ذلك في كتابه حتى نحذر وحتى نتبين، قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، ويقول تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79] وما أصابنا من حسنة من الخيرات والنعم والأمن فإنه من الله، وهو الذي تفضل به أولاً وآخراً، وهو الذي تفضل علينا فقمنا بأسبابه، وهو الذي تفضل علينا فأسبغ علينا نعماءه.

    وأما ما أصابنا من سيئات من قحط وخوف وغير ذلك مما يسوءنا فإن ذلك من أنفسنا، ونحن أسبابه، ونحن الذين ظلمنا أنفسنا وأوقعناها في الهلاك.

    أيها الناس! إن كثيراً من الناس اليوم يعزون المصائب التي يصابون بها سواء كانت المصائب مالية، اقتصادية، أمنية، سياسية، يعزون هذه المصائب إلى أسباب مادية بحتة، أو إلى أسباب سياسية، أو أسباب مالية، أو أسباب حدودية، ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم، وضعف إيمانهم، وغفلتهم عن تدبر كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

    أيها المسلمون المؤمنون بالله ورسوله! الراضون بدين الله شرعاً ومنهاجاً! إن وراء هذه الأسباب أسباب شرعية لهذه المصائب أقوى وأعظم وأشد تأثيراً من الأسباب المادية، لكن قد تكون الأسباب المادية وسيلة لما تقتضيه الأسباب الشرعية من المصائب والعقوبات، قال عز وجل: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].

    1.   

    عقوبة هذه الأمة ليست كعقوبة الأمم السابقة

    أيها الناس! أيها المسلمون! يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، اشكروا نعمة الله عليكم بما أنعم به عليكم من هذه النعمة التي ستسمعونها يا أمة محمد! يا أفضل الأمم وأكرمها على الله عز وجل! إن الله لم يجعل عقوبة هذه الأمة على معاصيها وذنوبها كعقوبة الأمم السابقة بالهلاك العام المدمر كما حصل لعاد حين أهلكوا بالريح العاتية: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ [الحاقة:7-8].

    ولم يجعلها كعقوبة ثمود الذين أخذتهم الصيحة والرجفة فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ [هود:67].

    ولم تكن كعقوبة قوم لوط الذين أرسل الله عليهم حاصباً من السماء، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها.

    أيها المسلمون! إن الله بحكمته ورحمته بهذه الأمة جعل عقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم أن يسلط بعضهم على بعض، فيهلك بعضهم بعضاً، ويسبي بعضهم بعضاً، قال الله عز وجل: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ [الأنعام:65-66].

    وقد أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره أحاديث عديدة تتعلق بالآية الأولى، منها ما أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (لما نزلت هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ [الأنعام:65]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك الكريم! أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ [الأنعام:65]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك الكريم! أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ [الأنعام:65] قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه أهون وأيسر).

    وما أخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بني معاوية، فدخل صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين فصلينا معه، فناجى ربه عز وجل طويلاً، ثم قال: سألت ربي ثلاثا: سألته ألَّا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتي بالسنة -أي: بالجدب كما حصل لآل فرعون- فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها).

    وهذا هو واقعنا اليوم، يوم أن تركنا الجهاد وانشغلنا ببعضنا البعض فأصبح بأسنا بيننا شديد.

    وعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: وافيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة صلاها كلها، حتى كان مع الفجر فسلم صلى الله عليه وسلم من صلاته، فقلت: يا رسول الله! لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت مثلها! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إنها صلاة رغب ورهب، وقد سألت ربي عز وجل فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي عز وجل ألا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي عز وجل ألا يظهر علينا عدواً من غيرنا فأعطانيها -وانظر بارك الله فيك فإن الأمة تقاوم الأعداء الخارجيين بكل قوة، فهذه الفلوجة على ما فيها من الضعف تقاوم الأعداء بكل قوة وشراسة لكن بأسنا بيننا شديد - وسألت ربي عز وجل ألا يلبسنا شيعاً ويذيق بعضنا بأس بعض فمنعنيها).

    قال شيخنا رحمه الله: أيها المسلمون! إنكم تؤمنون بهذه الآيات، وتؤمنون بالأحاديث التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا لا تفكرون فيها؟ ولماذا لا تعزون هذه المصائب التي تحصل إلى تقصير في دينكم حتى ترجعوا إلى ربكم، وتنقذوا أنفسكم من أسباب الهلاك المدمرة؟!

    فاتقوا الله عباد الله، وانظروا في أمركم، وتوبوا إلى ربكم، وصححوا إليه مسيرتكم، واعلموا أن هذه العقوبات التي تنزل بكم -أيها الأمة- وهذه الفتن التي تحل بكم إنما هي من أنفسكم وبذنوبكم، فأحدثوا لكل عقوبة توبة ورجوعاً إلى الله، واستعيذوا بالله من الفتن المادية التي تكون في النفوس بالقتل والجرح والتشريد، وفي الأموال بالنقص والدمار، والفتن الدينية والتي تكون في القلوب بالشبهات والشهوات التي تصد الأمة عن دين الله، وتبعدها عن نهج سلفها، وتعصف بها إلى الهاوية.

    فإن فتن القلوب أعظم وأشد وأسوأ عاقبة من فتن الدنيا؛ لأن فتن الدنيا إذا وقعت لم يكن فيها خسارة إلا خسارة الدنيا، والدنيا سوف تزول عاجلاً أو آجلاً، أما فتن الدين فإن بها خسارة الدنيا والآخرة، قال سبحانه: قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر:15].

    اللهم إنا نسألك ونحن في انتظار فريضة من فرائضك أن تجعلنا من المعتبرين بآياتك، المتعظين عند نزول عقوباتك. اللهم اجعلنا من المؤمنين حقاً الذين يعزون ما أصابهم من المصائب إلى أسبابه الحقيقية الشرعية التي بينتها في كتابك، وعلى لسان رسولك محمد صلى الله عليه وسلم.

    اللهم ارزق الأمة الإسلامية وولاتها رجوعاً إليك، رجوعاً حقيقياً في الظاهر والباطن، في القول والفعل حتى تصلح الأمة؛ لأن صلاح الولاة صلاح للأمة.

    اللهم إنا نسألك أن تصلح ولاة أمور المسلمين، وأن ترزقهم الاعتبار بما وقع، وأن توفقهم لما تحب وترضى يا رب العالمين.

    اللهم إنا نسألك أن تبعد عنهم كل بطانة سوء إنك على كل شيء قدير، اللهم أبدلهم ببطانة خيِّرة تدلهم على الخير وتأمرهم به، وتحثهم عليه يا رب العالمين.

    اللهم اجعلهم سلماً لأوليائك حرباً على أعدائك يا رب العالمين.

    اللهم من كان من بطانة ولاة أمور المسلمين ليس ناصحاً لهم ولا لرعيتهم فأبعده عنهم، وأبدلهم خيراً منه يا رب العالمين يا ذا الجلال والإكرام.

    أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    1.   

    أثر الذنوب والمعاصي على الأفراد والمجتمعات

    الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيراً.

    أما بعد:

    أواصل معكم حديث الشيخ رحمه الله حيث قال:

    يا عباد! اتقوا الله عز وجل وإياكم والغفلة عن شريعة الله! إياكم والغفلة عن آيات الله! إياكم والغفلة عن تدبر كتاب الله! إياكم والغفلة عن معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فإن في كتاب الله وسنة رسول الله سعادتكم في الدنيا والآخرة إن التزمتم بهما تصديقاً للأخبار وامتثالاً للأوامر.

    عباد الله! إن من الناس من يشكون ويشككون في كون المعاصي سبباً للمصائب، وذلك لضعف إيمانهم وقلة تدبرهم لكتاب الله عز وجل، وإني أتلو على هذا وأمثاله قول الله عز وجل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:96-99].

    قال بعض السلف: إذا رأيت الله ينعم على شخص ورأيت هذا الشخص متمادياً في معصيته فاعلم أن هذا من مكر الله به، وأنه داخل في قوله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [الأعراف:182-183].

    أيها المسلمون! يا عباد الله، والله إن المعاصي لتؤثر في أمن البلاد، وتؤثر في رخائها واقتصادها، وتؤثر في قلوب الشعوب، إن المعاصي لتوجب نفور الناس بعضهم عن بعض، إن المعاصي لتوجب أن يرى كل مسلم أخاه المسلم وكأنه على ملة أخرى غير ملة الإسلام، ولكن إذا كنا مصلحين لأنفسنا ولأهلنا ولجيراننا ولأهل حارتنا ولكل من نستطيع إصلاحه، وكنا نأتمر بالمعروف ونتناهى عن المنكر، ونؤازر من يقوم بذلك بالحكمة والموعظة الحسنة فإنه بذلك يكون الاجتماع والائتلاف، يقول الله عز وجل: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:104-105].

    واسمع بارك الله فيك، اسمع كلام الرحمن! وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105] إني أدعو نفسي وإياكم -يقول شيخنا رحمه الله ولم يشهد هذه المصائب العظام- إني أدعو نفسي وإياكم -أيها الإخوة- إلى أن نتآلف في دين الله عز وجل، وأن نتكاتف على إقامة شريعة الله، وأن ينصح بعضنا بعضاً بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن نجادل من يحتاج إلى المجادلة بالتي هي أحسن بالأسلوب والإقناع بالحجج الشرعية العقلية، وألا ندع أهل الباطل في باطلهم؛ لأن لهم حقاً علينا، وهو: أن نبين لهم الحق ونرغبهم فيه، وأن نبين لهم الباطل ونحذرهم منه.

    أما أن نكون أمة متفرقة لا يلوي بعضنا على بعض، ولا يهتم بعضنا ببعض؛ فإن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.

    1.   

    النظرة المادية والشرعية للمصائب

    أيها المسلمون! إنني أكرر وأقول: إنه يجب علينا -ونحن ولله الحمد مسلمون مؤمنون- أن ننظر إلى الأحداث والمصائب نظرة شرعية مقرونة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأننا لو نظرنا إليها نظرة مادية لكان غيرنا من الكفار أقوى منا من الناحية المادية وأعظم منا، وبها يتسلطون علينا ويستعبدوننا.

    ولكننا إذا نظرنا إليها نظرة شرعية من زاوية الكتاب والسنة فإننا سوف نرجع عما كان سبباً لهذه المصائب، ونحن إذا رجعنا إلى الله، ونصرنا دين الله عز وجل، فإن الله يقول في كتابه وهو أصدق القائلين وأقدر الفاعلين: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:40-41].

    لم يقل: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا مسارح الفسق واللهو والمجون، ولكنه قال: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41].

    وتأمل يا أخي المسلم، كيف قال الله عز وجل: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40] أكد هذا النصر بمؤكدات لفظية وهي القسم المقدر، واللام التي تدل على التوكيد، ونون التوكيد، وأكد ذلك بمؤكدات معنوية، وهي قوله: إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج:40] فبقوته وعزته ينصر من ينصره.

    وتأمل كيف ختم الآيتين بقوله: وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ [الحج:41] فإن الإنسان قد يقول بفكره الخاطئ: كيف ننتصر على هذه الأمم الكافرة وهي أقوى منا وأعتى منا؟

    فبيَّن الله تعالى أن الأمر إلى الله وحده وأنه على كل شيء قدير.

    ولا يخفى علينا جميعاً ما تحدثه الزلازل التي تكون بأمر الله عز وجل بأن يقول للشيء كن فيكون، فيحدث من الدمار العظيم الشامل في لحظة واحدة ما لا تحدثه قوى هذه الأمم مجتمعة، يحدث في لحظات رب الأرض والسماوات من الدمار العظيم الشامل ما لا تحدثه قوى هذه الأمة إذا كانت مجتمعة.

    والله لو نصرنا الله حق النصر لانتصرنا على كل عدو لنا في الأرض، لكن مع الأسف أن كثيراً منا كانوا أذيالاً لأعداء الله وأعداء رسوله، ينظرون ماذا يفعلون من المحادة لله ورسوله فيتبعونهم على ذلك، وربما يذهبون إلى بلادهم فيلقون بأفلاذ أكبادهم من الأولاد بنين وبنات، ومن أهل تلك الديار التي لا تسمع فيها إلا النواقيس، لا تسمع فيها أذاناً، لا تسمع فيها ذكراً لله عز وجل، لا ترى فيها إلا مسارح اللهو والمجون، فنسأل الله تعالى أن يرد ضال هذه الأمة إليه رداً جميلاً.

    انتهى كلامه رحمه الله، قلت: إلى الله المشتكى! كيف لو نظر ابن عثيمين في ما أصابنا من الدمار والفرقة والشقاق!

    كيف لو رأى ابن عثيمين ما صنعت بنا أكاديميات استار!

    1.   

    المخرج من الكوارث والمصائب

    عباد الله! كم يشتكي الناس اليوم من الهموم والغموم، وقلة البركة والتوفيق في كثير من الأمور، أما وعدنا الله أن لو حققنا تقواه أن ينزل علينا بركات السماوات والأرض؟!

    أما وعدنا إن نحن خالفناه أن ينزل علينا العقوبات؟

    عباد الله! إلى متى الرقاد والنوم؟!

    إلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط الألم الذي نعانيه؟!

    إلى متى يستمر ابتعادنا عن طريق عزنا ونصرنا؟!

    إلى متى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان: في المنازل.. في الأسواق.. في الجرائد.. في المجلات.. في الشاشات.. في المؤسسات.. في المعاملات.. بل قل: في كل جوانب حياتنا؟!

    حرب على الله! فكيف ننتصر إن كنا نحن الذين نحارب الله! وكيف سينصرنا الله ومعاصينا ظاهرة بارزة في كل مكان! ألم ندرك بعد ونتيقن أن ذلك هو سبب ذلنا وضعفنا وهواننا؟!

    إلى متى عباد الله ونحن نبارز جبار السماوات والأرضين بالمعاصي؟! أما نخاف، أما نخشى؟!

    هل تناسينا وعده ووعيده وعقابه؟!

    قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102] .. وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء:16].

    أما آن أن نصحو من غفلتنا، أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبات التي بدأنا نرى نذرها تلوح في السماء، ونكون وقتها استحققناها بإعراضنا وقسوة قلوبنا!

    قال الله: فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام:43-44].

    ما الذي أهلك القرى والأمم السابقة؟ أليست الذنوب والمعاصي!

    فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40].

    1.   

    العاصي يشارك في إضعاف وهزيمة الأمة

    وأخيراً: أهمس لأولئك الذين يستهينون بالمنكرات والأوامر الشرعية صغيرة كانت أو كبيرة، وسط هذا الوسط المؤلم الخطير الذي تعيشه بلادنا وأمتنا أن ينتبهوا إلى أن معاصيهم ومنكراتهم لا تعود بالضرر عليهم فقط، بل يعود على الأمة بأكملها، فهم من أسباب الانهزام والتآكل والضعف، ومن المؤلم أنه على رغم الأحداث الأخيرة الخطيرة التي مرت بنا، فإن الكثير من المسلمين أفراداً ومجتمعات لا زالوا مصرين على الذنوب والابتعاد عن منهج الله، بل بعضهم يجاهر بمعاصيه في كل مكان.

    والله إن هذه خيانة لله ولرسوله، والله إنها خيانة لله ولرسوله، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].

    إن كل عاصٍ متخلف عن أوامر الله هو من أسباب ضعف الأمة، وكل مطيع سائر على الصراط المستقيم هو من أسباب نصرها.

    من صلى الفجر اليوم في جماعة فهو من أنصار هذا الدين، فأسألك بالله العظيم هل كنت في صفوف الذين صلوا ودعوا وتضرعوا، أم كنت في صفوف المتخلفين؟!

    وهل كنت سبباً من أسباب قوة الأمة اليوم، أم من أسباب ضعفها؟!

    قال تعالى: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [الزخرف:76].

    إن الله لا يجامل أحداً، ولا يحابي أحداً، فليس بيننا وبين الله إلا هذا الدين، إن قمنا به ونصرناه فلقد وعدنا بالنصر والتمكين، قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور:55].

    فاتقوا الله عباد الله! فإنه ليس هناك عاقل يرضى بما يحدث في بلادنا وفي بلاد المسلمين، لكن قبل أن نُخطَّئ بعضنا البعض لا بد أن نراجع الحسابات، ولا بد على الراعي والرعية أن يتكاتفوا فيما بينهم لإنقاذ السفينة من الغرق، ولا بد على الراعي والرعية أن يتناصحوا فيما بينهم لإنقاذ السفينة من الغرق.

    اللهم من أرادنا وبلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره في تدميره، وكيده في نحره يا رب العالمين.

    اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

    اللهم طهر بلادنا وبلاد المسلمين من الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن يا رب الأرض والسماوات.

    اللهم امنن علينا بتوبة نصوح يا رب العالمين، واغفر ذنب المذنبين، واقبل توبة التائبين، وردنا إليك رداً جميلا يا رب العالمين.

    اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين، اللهم من حاد منهم عن الصواب فرده إلى الحق والصراط المستقيم يا رب العالمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق يا جبار السماوات والأرضين.

    اللهم انصر المجاهدين في سبيلك والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم أيدهم بتأييدك يا حي يا قيوم. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا، وقنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

    اللهم اجمع كلمة حكام المسلمين على الحق يا رب العالمين، وأصلح الراعي والرعية يا رحمان السماوات والأرضين.

    اللهم اكبت عدوك وعدونا من اليهود والنصارى الذين يمكرون بنا مكر الليل والنهار، ندرأ بك اللهم في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم اجمع قلوبنا على الحق يا حي يا قيوم.

    عباد الله! إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:90]، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت:45].

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3086718659

    عدد مرات الحفظ

    755908448