إسلام ويب

شرح الورقات في أصول الفقه [5]للشيخ : محمد الحسن الددو الشنقيطي

  •  التفريغ النصي الكامل
  • لقد عقد المصنف باباً للقياس، وهو الدليل الرابع من الأدلة الإجمالية، وذكر أقسامه، وجاء بعده بباب الحظر والإباحة حيث قرر أن الأشياء على الإباحة إلا ما حظره الشرع، وإذا تعارضت الأدلة فهناك قانون ينبغي أن يعمل به، ذكره في باب ترتيب الأدلة، وفي آخر هذه الأبواب ذكر شروط المفتي (المجتهد)، والمستفتي (العامي)، وتعريف الاجتهاد والتقليد.

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    فقال رحمه الله: [باب القياس]:

    عقد هذا الباب للنوع الرابع من أنواع الأدلة الإجمالية، فأول الأدلة الإجمالية: الكتاب، ثم السنة، ثم الإجماع، ثم القياس.

    تعريف القياس

    والقياس مصدر قاس الجرح إذا سبره ليعرف غوره، ومنه قول الشاعر:

    إذا قاسها الآسي النِّطَاسيُّ أدبرت غثيثـتها وازداد وَهْـيًا هُزُومُها

    يصف الشاعر طعنةً، (إذا قاسها الآسي) أي: أدخل فيها المسبار ليعرفَ غَوْرَهَا.

    والقياس في اصطلاح الأصوليين: هو حمل معلوم على معلوم، لمساواته له في علة حكمه عند الحامل.

    فقولنا: [حمل معلوم] أي: إلحاقه، والمعلوم: هو ما عُرف عينُه، والمقصود هنا: وجُهِل حكمه، لأن ما جاء النص بحكمه لا يُحتاج إلى حمله على غيره.

    [على معلوم] أي: معلوم العين، معلوم الحكم، وهو الأصل.

    [لمساواته له] أي: لموافقته له.

    [في علة حكمه] أي: في تحقق العلة فيهما معاً، فلا قياسَ إلا في المعللات، فالتعبديات المحضة لا قياس فيها.

    [في علة حكمه] سواء كانت تلك العلةُ نصيَّةً أو استنباطيَّةً.

    [عند الحامل] أي: عند الذي قاس، ليدخل في ذلك: القياس الفاسد، فإن الفرعَ لا يساوي الأصلَ فيه في علة حكمه عند جمهور الناس، وإنما يساويه عند الحامل وحده، ومع ذلك يُسمى قياساً، وإن كان فاسداً.

    وعرف المصنف القياس بقوله:

    أركان القياس

    [وأما القياس: فهو رد الفرع إلى الأصل في الحكم بعلة تجمعهما].

    - فقال: [رد الفرع] أي: إلحاق مجهول الحكم، معروف العين.

    - [إلى الأصل] أي: معروف الحكم والعين معاً.

    والمقيس، يسمى عرفًا بـ [الفرع]، والمقيس عليه يُسمى عرفًا بـ [الأصل].

    [في الحكم] وهذا هو وجه الرد، أي: إلحاقه به إنما هو في الحكم.

    - [بعلة تجمعهما] أي: بسبب جمع العلة لهما، فالعلة تجمعهما معاً.

    وهذا التعريف جامع للأركان الأربعة، التي هي أركان القياس، وهي: الفرع، والأصل، وحكم الأصل، والعلة الجامعة.

    وهذه العلة تسمى بـ (الوصف الجامع) -أيضاً- في الاصطلاح.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087807283

    عدد مرات الحفظ

    774107734