إسلام ويب

فتاوى نور على الدرب (979)للشيخ : عبد العزيز بن باز

  •  التفريغ النصي الكامل
  • المقدم: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج: (نور على الدرب).

    رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.

    مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ، ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين، فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .

    الشيخ: حياكم الله، وبارك فيكم.

    المقدم: حياكم الله.

    ====السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة الأخ المستمع الطالب علي حسن العرفي من مدينة المرب في ليبيا، أخونا عرضنا جزءاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: هل تصح الصلاة في سروال طويل دون القصد من الخيلاء؟

    الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم.

    الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

    أما بعد:

    فإن الصلاة في السراويل -إذا كانت السراويل ساترة- صحيحة إذا كانت الصلاة نافلة عند جمع من أهل العلم، أما الفريضة فالواجب أن يغطي عاتقيه أو أحدهما؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء)، رواه الشيخان في الصحيحين.

    وهكذا لو صلى في إزار مثل السراويل يكون على عاتقه شيء، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لـجابر لما سأله عن الصلاة في الإزار قال: (إن كان واسعاً فالتحف به، وإن كان ضيقاً فاتزر به).

    فالمؤمن يتحرى السنة ويأخذ بها، ويحتاط لدينه، فالسراوايل وحدها تجزي في الصلاة كالإزار إذا كانت السراويل صفيقة ساترة، ولكن يجب أن يكون معها رداء يستر العاتقين أو أحد العاتقين؛ خروجاً من خلاف العلماء، وعملاً بالحديث الصحيح: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء)، فإن هذا نهي، والنهي يقتضي التحريم والترك، ولهذا ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب ستر العاتقين أو أحدهما في الفريضة، وذهب آخرون إلى ذلك في الفريضة والنافلة جميعاً؛ لأن الحديث مطلق: (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء).

    فينبغي للمؤمن أن يتحرى في ذلك كمال السنة، فيجعل مع السراويل رداء على عاتقيه أو على أحدهما، وبذلك تزول الشبهة، وتحصل الطمأنينة في صحة الصلاة، فإن صلى في السراويل وحده أو في الإزار وحده فقط؛ فقد ذهب جمع غفير من أهل العلم إلى صحة الصلاة، وحملوا حديث أبي هريرة : (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء)، على أن ذلك هو الكمال والتمام، وليس ذلك شرطاً في صحة الصلاة، ولكن من كمالها؛ لوجود أحاديث كثيرة دلت على صحة الصلاة في الإزار من دون شيء على العاتق، ولكن احتياط المؤمن وبعده عن الشبه أولى به؛ فينبغي لك يا أخي أن تجعل مع السراويل رداءً على عاتقيك، أو تصلي في قميص، أو في إزار ورداء حتى تبتعد من الخلاف، وحتى تحتاط لدينك ولصلاتك، والله المستعان.

    المقدم: جزاكم الله خيراً. إذا كان يقصد أخونا، على احتمال شيخ عبد العزيز .. إذا كان يقصد هذه السراويل التي تسمى بنطلونات وهو يرتدي معها القميص أو الفنيلة؟

    الشيخ: زالت الكراهة، لكن إذا كان السراويل ينزل على الكعب فليرفعه عن الكعب حتى لا ينزل؛ لأن الإسبال هو تجاوز الكعب، سواء كان الملبوس سراويل أو إزاراً أو قميصاً أو غير ذلك.

    المقدم: الرفع أثناء الصلاة أو في كل الأوقات؟

    الشيخ: عند الدخول في الصلاة يرفعه، وهكذا في جميع الأوقات، لا يكون السراويل نازلاً عن الكعب ولا إزاره، بل الواجب أن يكون حده الكعب.

    المقدم: بارك الله فيكم، وإذا رفع الإنسان أثناء الصلاة وتركه في بقية الأوقات؟

    الشيخ: هي عبادة واجبة يفعلها على كل حال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)، فالواجب رفعه، هذه السراويل أو الإزار أو القميص في الصلاة وغيرها، لكن إذا رفعه في الصلاة فقد أحسن في ذلك، وإذا تساهل في غير الصلاة أثم، فليس له التساهل لا في الصلاة ولا في خارج الصلاة.

    المقدم: لكن يكون أخف إذا احتاط للصلاة!

    الشيخ: إذا احتاط للصلاة، ولئلا تفسد صلاته عند بعض أهل العلم ممن يقولون: إن لبس ما حرم الله عليه يبطل صلاته، والصحيح أنه لا تبطل صلاته بالإسبال، كما لا تبطل لو صلى في ثوب مغصوب، لكنه يكون آثماً، يكون عاصياً وآثماً؛ لأن هذا النهي عام، يعم الصلاة وخارج الصلاة، فلا تبطل به الصلاة على الصحيح، وإنما تبطل بالشيء الذي حرم فيها كالكلام والأكل فيها ونحو ذلك، هذا الذي يبطلها، والضحك فيها ونحو ذلك.

    مكتبتك الصوتية

    أو الدخول بحساب

    البث المباشر

    المزيد

    من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر

    عدد مرات الاستماع

    3087683209

    عدد مرات الحفظ

    773524549