مستمعي الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، هذه حلقة جديدة مع رسائلكم في برنامج نور على الدرب.
رسائلكم في هذه الحلقة نعرضها على سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
مع مطلع هذه الحلقة نرحب بسماحة الشيخ ونشكر له تفضله بإجابة السادة المستمعين فأهلاً وسهلاً بالشيخ عبد العزيز .
الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدم: حياكم الله.
====
السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات من مدينة الخرج رمزت إلى اسمها بالحروف (هـ. م) أختنا عرضنا لها بعض الأسئلة في حلقة مضت وفي هذه الحلقة بقي لها سؤال واحد تسأله مع مجموعة من الأخوات المستمعات ألا وهو قولها: سمعت في حلقة من حلقات هذا البرنامج أن نتف شعر الحاجبين حرام ولا يجوز للمرأة ولو كان الشيء بسيطاً جداً، فهل ما سمعته صحيح؟ وبم توجهونني جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فشعر الحاجبين لا يجوز أخذه ولا قصه ولا نتفه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم (لعن النامصات والمتنمصات) وذكر أهل العلم: أن النمص: أخذ شعر الحاجبين بالمنقاش أو غيره، فإذا قصه أو حلقه صار أقبح وأشد في الإثم، فلا يجوز أخذ شعر الحاجبين لا بمنقاش ولا بمقص ولا غير ذلك؛ لأن الرسول لعن من فعل ذلك عليه الصلاة والسلام، فالواجب عليك وعلى غيرك من أخواتك في الله الحذر من ذلك وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به وطاعته فيما نهى عنه عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله بعثه لنا هادياً وبشيراً ونذيراً عليه الصلاة والسلام، والله يقول سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]، ويقول جل وعلا: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ [النساء:80] ، ويقول سبحانه: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59]، فالواجب على الرجال والنساء جميعاً طاعة الله ورسوله في كل شيء، والنمص منكر ومعصية للرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز فعله.
الجواب: على ظاهرها، من كذب بآيات الله واستكبر عن اتباع الحق فهكذا شأنه، لا ترفع روحه إلى السماء بل ترد إلى الأرض وإلى جسده حتى يمتحن ويختبر ويعاقب في قبره ثم تنقل إلى النار نسأل الله العافية، كما قال تعالى في آل فرعون : النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا [غافر:46] يعني: على النار غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، وهكذا غيرهم، من استكبر عن الحق ولم يتبع الهدى لا تفتح له أبواب السماء ولا تصعد روحه إلى السماء ولا إلى الله عز وجل بل ترد إلى جسدها الخبيث وتعاقب في قبرها مع عقوبة النار يوم القيامة نسأل الله العافية، وكذلك لا يدخلون الجنة أبداً، ولهذا بين سبحانه أنه لا يدخل الجنة حتى يلج الجمل في (سم الخياط)، ومعلوم أن الجمل لا يلج في سم الخياط، سم الخياط يعني: خرق الإبرة، والمقصود: أن هذا مستحيل أن يدخل الجنة، كما أن دخول الجمل في سم الخياط مستحيل فهكذا دخولهم الجنة لكفرهم وضلالهم مستحيل دخولهم الجنة بل هم إلى النار أبد الآباد، نسأل الله العافية.
الجواب: الأجر على القراءة ما هو مجرد الحفظ، إذا حفظه ولم يقرأه ولم يتدبره ما يستفيد، المقصود من الحفظ أن يقرأ ويتدبر، لكن الذي يحفظه ويقرؤه أفضل من الذي لا يحفظه، أما إنسان يقرؤه ويتدبر المصحف والآخر يحفظه ولا يتدبره ولا يقرؤه فالذي يقرأ من المصحف أفضل؛ لأنه استفاد، قرأ وتدبر واستفاد، أما ذاك الذي يحفظ ولا يقرأ ولا يتدبر ما حصل به المقصود، ما حصل بحفظه المقصود، لكن إذا حفظه وتدبره كان له مزية الحفظ فيكون أفضل بحفظه كتاب الله مع تدبره والإكثار من تلاوته، فكل من كان أكثر تلاوة وتدبراً فهو أفضل، سواء كان يحفظ أو لا يحفظ، كل من كان أكثر تلاوة وتدبراً وتعقلاً وعملاً كان أفضل من صاحبه.
المقدم: جزاكم الله خيراً، إذاً من يقرأ ويحفظ له أجران؛ أجر الحفظ وأجر القراءة؟
الشيخ: نعم.. نعم.
الجواب: حفظ القرآن مطلوب ومشروع، وإذا تيسر له حفظه في وقت قصير كان من نعم الله العظيمة.
فالحاصل أنه يشرع له أن يتعاطى حفظ القرآن حسب التيسير بشرط ألا يعطله عن واجب ولا يقع في محرم، لابد أن يكون حفظه للقرآن مع مراعاة ما يجب عليه وما يحرم عليه، فيحفظ القرآن في الأوقات المناسبة ولا يعطله عن الصلاة في المسجد مع الجماعة، ولا يعطله عن كسب الحلال الذي يقوم بحاله وحال أهل بيته، ولا يوقعه في الحرام من فعل ما حرم الله عليه من أجل حفظ القرآن مثلاً، بأن تعاطى ما حرم الله عليه ليحفظ القرآن إما بتعاطي ما يضره من سهر حتى يضيع ما أوجب الله عليه، أو بتعاطي أشياء بزعمه أنها تعينه على الحفظ ولكنها محرمة، من حبوب محرمة أو شراب محرم أو غير ذلك، لابد أن يراعي فعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله مع عنايته بحفظ القرآن الكريم، وإذا نسي لا يضره لكن يجتهد أن لا ينسى، يتعاهده كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده إنه لأشد تفلتاً من الإبل في عقلها)، فالمؤمن يتعاهده ويحرص على حفظه ولكن لا يشق على نفسه، ولا يتعاطى عملاً يضيع عليه الواجبات أو يوقعه في المحرمات بل يتحفظ في الأوقات المناسبة مع قيامه بما أوجب الله من صلاة في الجماعة.. من أداء حقوق أهله وأولاده.. من كسب الحلال.. ومن غير هذا مما يلزمه.
الجواب: كل هذا طيب، متابعة القراء الطيبين والاستفادة من قراءتهم هذا طيب.
الجواب: السجود يختلف.. سجود السهو تارة كذا وتارة كذا، الأفضل أن يكون قبل السلام ولا يقرأ بعده شيء، ينهي التشهد والدعاء وإذا كمله سجد للسهو سجدتين قبل أن يسلم، هذا في أغلب السهو، ويشرع أن يكون السجود بعد السلام في حالين:
إحداهما: إذا سلم عن نقص، سلم عن نقص ركعة أو ركعتين ثم نبهوه يكمل ثم يسلم ثم يكون سجوده بعد السلام، هذا أفضل، وإن سجد قبل السلام فلا بأس.
والحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنه، يعني: كمل الصلاة على غالب ظنه، فإنه يسجد للسهو بعد السلام، حصل عنده بعض شك هل صلاته ناقصة أو كاملة وغلب على ظنه أنها كاملة ما نقص منها شيئاً فإن هذه الغلبة توجب عليه سجود السهو لكن يكون بعد السلام أفضل؛ لأنه ورد في حديث ابن مسعود فيمن سها قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فليتحر الصواب، فليتم ما عليه ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين)، ولما سها وسلم من ركعتين صلى الله عليه وسلم ونبهه الناس كمل صلاته ثم سلم ثم سجد للسهو بعد ذلك، وفي واقعة أخرى سلم من ثلاث فنبه فكمل صلاته ثم سجد للسهو بعد ذلك عليه الصلاة والسلام.
الجواب: لا، هذا بدعة، ما يصلح، أما كونه يستريح قليلاً بعد كل تسليمتين لا بأس، أما أنه يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] أو غيرها بصورة جماعية أو غير جماعية قراءة جهرية فهذا بدعة، يجلس يستريح ثم يقوم ولا يأتي ببدعة لا بقراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] ولا غيرها، ولا أعمال خاصة جماعية أو يجهر بها يعلمها الناس على غير دليل.
فالحاصل أنه إنما يجلس للاستراحة فقط ثم يقوم إذا أحب ذلك، أما أن يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] بصورة جماعية أو يقرأ غيرها من السور أو بعض الأحاديث بصورة جماعية أو أذكاراً بصورة جماعية هذا لا أصل له.
الجواب: ما أعلم فيه شيئاً؛ لأنه ليس من الحاجب، ما بين الحاجبين ليس من الحاجب، فالأقرب والله أعلم أنه لا حرج فيه؛ لأنه ليس من الحاجبين. نعم، وهو فاصل بينهما.
الجواب: الأحاديث جاءت في أجسام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، أما غيرهم فليس بلازم قد تأكل أجسامهم وقد لا تأكل، وقد شاهد الناس في كثير من البلدان عند بعض الأسباب أجساماً لم تأكلها الأرض ممن يظن فيهم الصلاح، ولكن لا يدرى هل تأكلها بعد ذلك أم لا؟ فالمقصود أن هذا ليس بلازم، قد تأكلها وقد لا تأكلها، وليس في هذا نص، إنما جاء النص في أجسام الأنبياء فقط وأما غيرهم فقد تطول المدة عليهم لم تؤكل أجسامهم وقد تأكلها الأرض، وفي الحديث الصحيح: (إن الأرض تأكل جسم ابن آدم إلا عجب الذنب)، وأنه لا يبقى من جسم ابن آدم إلا عجب الذنب؛ وهو العظم الذي في أسفل المقعدة، هذا يبقى، ومنه يحشر بنو آدم، فمقتضى هذا الحديث أن الأجسام تؤكل في المستقبل ولو طالت المدة عليها باقية فمصيرها إلى أن تفنى وتزول إنما جاء في أجسام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الجواب: هؤلاء فيهم تفصيل: إن كانوا يدعون هذا من دون أسباب فهؤلاء مخرفون ومن جنس الكهنة والمنجمين والرمالين، لا يصدقون ولا يسألون، وينكر عليهم ويجب على ولاة الأمور أن يستتيبوهم وأن يعاقبوا من فعل هذه الأمور؛ لأن هؤلاء ظاهرهم دعوى علم الغيب ودعوى ما يعظمهم عند الناس فيغرون الناس ويشبهون عليهم أنهم عندهم معلومات غيبية، أما إذا كان أسباب ذلك واضحة مثل إنسان يتعاطى علم مواضع الماء، قد جرب ويذهب إلى المحل وينظر فيه ويتأمل الأسباب مما حوله من الأودية والأشجار والنباتات ويقول: هذا محل ماء، هذا لا بأس به، يعرف بالقرائن، لمعرفة الماء أسباب، كذلك إذا كان يقول له: ناجح في دراستك إذا اختبره وسأله عن مسائل وظهر له من حاله أنه جيد وقال: إن شاء الله أنك تنجح، هذا له وجه، أما يقول له على الغيب وهو ما اختبره ولا عرف ما عنده هذا غلط، هذا باطل، هذه دعوى باطلة، وهذه دعوى علم الغيب الله هو الذي يعلم الغيب سبحانه وتعالى، لا يعلمه سواه جل وعلا.
فالمقصود: أن هؤلاء يدعون علم الغيب ويتنبئون بأشياء بدون أسباب هؤلاء مخرفون ضلال يجب القضاء عليهم بالتأديب ومنعهم من هذا الأمر إلا إنسان يتعاطى ذلك بأسبابه الشرعية مثلما تقدم، يختبر الولد ويعرف قوته في الدراسة وفي المتن الذي يقرأ فيه أو الدرس الذي يقرأ فيه يقول له: أنت إن شاء الله تنجح؛ لأنه ظهر له منه النبوغ والحذق، أو إنساناً ذهب به إلى محل الماء إلى الأرض التي يحفر فيها ورأى.. تأمل موضع الماء وما حوله من الجبال، وما حوله من الزروع، وما حوله من الأشجار وظهر له أن المحل فيه ماء؛ لأنه قد جرب هذه الأمور، هؤلاء قد يصيبون كثيراً، وقد يغلطون ولا يصيبون، وهذا واقع، لكن هذا ممكن، كما ذكر ابن القيم وغيره من أهل العلم أن الماء له علامات، أما إنسان يدعي هكذا من دون أن يذهب ومن دون أن يراجع هذا كذاب.
الجواب: امرأة الخال ليست محرماً، وهكذا امرأة الأخ والعم لسن محارم، الأخ أقرب ومع هذا ليست زوجته محرماً والخال أبعد، هذا خرافة من بعض العامة لا أصل لها، فزوجة الخال وزوجة العم وزوجة الأخ كلهم أجنبيات، ليس له الخلوة بها والجلوس معها وحدها، أو الذهاب بها في السيارة وحدها، كل هذا لا يجوز، فهي ليست محرماً، زوجة الخال وزوجة الأخ وزوجة العم إلا إذا كان بينك وبينها قرابة أو رضاعة، أما مجرد كونها زوجة الخال أو كونها زوجة الأخ أو العم هذا لا يجعلها محرماً بل هي أجنبية ليس لك أن تخلو بها، وليس لك أن تسافر بها، وليس لك أن تذهب بها في السيارة وحدك، فالواجب التنبه لهذا الأمر والحذر من طاعة الشيطان والهوى.
الجواب: إذا كان عرف ذلك بعد الصلاة صلاته صحيحة، أما إذا كان عرف ذلك في الصلاة فهذا إذا كان يمكن خلعه خلعها مثل غترة مثل بشت، يخلعها ويكمل صلاته، أما إذا كانت في ملبس يغطي العورة كالسراويل ما عليه غيرها يغطي العورة فإنه يقطع الصلاة ويذهب يغير، يلبس ثوباً طاهراً أو يغسل النجاسة، أما إذا كان ما ذكر إلا بعد الصلاة فهذا صلاته صحيحة في الثوب الذي فيه نجاسة، أو في بدنه نجاسة ما ذكرها إلا بعد الصلاة أو ما علم بها إلا بعد الصلاة.
الجواب: إذا سمحت له أخته، إذا أعطته من مهرها وهي مكلفة رشيدة وأعطته من مهرها ما يتزوج به فلا بأس، هذا من باب التعاون على البر والتقوى، من باب صلة الرحم، فإذا كانت أخته رشيدة أو عمته رشيدة أو خالته وأعطته مالاً يتزوج به هذا معروف، وهذا من باب صلة الرحم ولا بأس.
الجواب: نكاح الشغار محرم ولا يجوز وباطل على الصحيح ولو سمي فيه مهر؛ لأن الرسول نهى عنه في أحاديث كثيرة عليه الصلاة والسلام، والشغار أن يقول: زوجني وأزوجك، زوجني بنتك وأزوجك بنتي، أو زوجني بنتك وأزوجك أختي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي، هذا يقال له: الشغار، يشترط نكاح مرأة بمرأة، هذا الشغار، يعني: اشتراط هذا أخت هذا أو بنت هذا، أو هذا بنته وهذا أخته، هذا هو الشغار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن الشغار قال: (والشغار أن يقول الرجل: زوجني بنتك وأزوجك بنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي) هذا هو الشغار، شرط عقد في عقد، ولو سموا مهراً، فالواجب الحذر من ذلك وعدم فعل ذلك، أما إذا خطب منه ولم يشترط شيئاً وخطب الآخر وتزوجوا لا بأس، خطب بنته والآخر خطب بنته أو أخته وتزوجوا من دون مشارطة هذا لا بأس، لا حرج ، أما بالمشارطة فهذا لا يجوز.
الجواب: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، عليها أن تتعلم الفاتحة وتتعلم ما يجب عليها في صلاتها وإذا لم تعرف الفاتحة تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لا يستطيع الفاتحة أن يسبح ويهلل، لكن مع العناية بها وتوجيهها إلى الخير لعلها إن شاء الله تحفظ.
فالمقصود في الوقت الحاضر وفي كل وقت لا تحفظ فيه الفاتحة تسبح الله وتهلله وتكبره ويكفي.. حتى تتعلم، ويجب عليها أن تتعلم، كل إنسان يجب عليه أن يتعلم، كل امرأة يجب عليها أن تتعلم من أخيها من زوجها من معلمة تعلمها، لابد هذا، ويجب الصبر والعناية وعدم التساهل لا في حق الرجل ولا في حق المرأة، وأقل شيء فاتحة الكتاب، لا عذر فيها (الحمد لله رب العالمين) لابد من تعلمها؛ لأنها ركن الصلاة، لكن لو جاء الوقت ولم تعرف المرأة هذه السورة أو الرجل فإنه يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويكفي ويركع، حتى يمن الله عليه بالتعليم بعد ذلك، وعلى أبي الولد وأبي البنت وعلى أخيها وعلى جدها التعاون في هذا، المرأة لابد من تعليمها كالرجل أيضاً، قد يوجد في بعض الرجال من البادية وأشباه البادية من يحتاج إلى ذلك، فالواجب التعلم وعلى أبيه إلزامه وعلى أخيه الكبير إلزامه.. وهكذا، وهكذا البنت يجب على أمها أن تفهمها وعلى أخيها وعلى أبيها، لابد من التعاون على البر والتقوى، ولابد من الصدق في ذلك والجد في ذلك.
الجواب: الأرجح أن تصلي معهم بنية الظهر، هذا هو الصواب، ثم تصلي العصر بعد ذلك، ولا يضر اختلاف النية، فتدخل معهم وتصلي معهم الظهر بنية الظهر وإذا فرغت تصلي العصر وحدك أو مع من تيسر من الجماعة الأخرى، هذا هو الصواب.
المقدم: جزاكم الله خيراً.
المقدم: كذلك في رمضان إذا دخلت المسجد والجماعة يصلون التراويح وأنا لم أصل العشاء، هل أنضم معهم أو أصلي منفرداً؟
الشيخ: إن صليت منفرداً فلا بأس، وإن صليت معهم بنية الفريضة وإذا سلم أتممت صلاتك فلا بأس، كله طيب.
الجواب: تلزمه الكفارة، وتتعين بعدما وطئها، أما قبل ذلك غير متعينة، متى عزم أتى بها وإن طلقها قبل أن يأتي بها فلا عليه شيء أو ماتت، لكن إذا وطئها لزمت الكفارة، وهي مرتبة ماهي مخيرة، أول العتق، فإن عجز يصوم شهرين متتابعين، فإن عجز يطعم ستين مسكيناً قبل أن يمسها، على الترتيب كما رتبها الله سبحانه وتعالى، أول العتق إذا تيسر، فإن عجز يصوم شهرين متتابعين ستين يوماً، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً، كل فقير له نصف الصاع قبل أن يمسها، فإذا وطئها استعجل ووطئها وجبت عليه الكفارة وعليه التوبة إلى الله من ذلك؛ لأنه استعجل فعليه التوبة والندم خوفاً من الله سبحانه وتعالى وتعظيماً له، وتعينت عليه الكفارة حينئذ، إن كان مستطيعاً أعتق وإن كان لا يستطيع صام شهرين متتابعين ستين يوماً، وإن عجز أطعم ستين مسكيناً حتى ولو ماتت، حتى ولو طلقها.
الجواب: الاستهزاء من أقبح الكبائر ومن أقبح الشرور، لا يجوز الاستهزاء بالمسلم فيما فعله من الشرع، وإذا استهزأ بالدين قصده أن هذا الشرع ليس بشيء أو أنه هزء صار كافراً نعوذ بالله، يقول الله جل وعلا: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66]، فالاستهزاء بالصلاة أو باللحى أو بالصيام أو بالحج يكون كفر وردة عن الإسلام، إذا كان قصده الاستهزاء بالشرع، أما إذا كان قصده الإنسان نفسه وليس قصده اللحية بل الاستهزاء به في مشيته أو سوء تصرفه هذا لا يجوز، لكن ما يكون كفراً، أما إذا كان قصده استنكار اللحية واستقباح عمله أو استقباح الإسبال هذا كفر؛ لأنه استهزاء بالشرع، فالواجب الحذر من هذا الأمر العظيم، لأنه خطير يجب الحذر منه، فلا يجوز الاستهزاء بشيء من الشرع لا باللحى ولا بمنع الإسبال ولا بالصلاة ولا بالصوم ولا بغير ذلك، يجب على المؤمن أن يخضع لشرع الله وأن يؤمن به وأن يعظمه وأن لا يستهزئ به، نسأل الله العافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً.
سماحة الشيخ! في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين، وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير.
الشيخ: نسأل الله ذلك.
المقدم: اللهم آمين، مستمعي الكرام! كان لقاؤنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، شكراً لمتابعتكم وإلى الملتقى، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر